همسة في أذن كل إمام مسجد الأدلة العلمية على جواز دخول الأطفال المساجد
الأدلة العلمية على جواز دخول الأطفال المساجد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
وبعد ،،،
قال رسول الله صلي الله علي و سلم : ( والذي نفسي بيده ما تركت شيئا يقربكم من الجنة ويباعدكم عن النار إلا أمرتكم به ، وما تركت شيئا يقربكم من النار ، ويباعدكم عن الجنة إلا نهيتكم عنه ) . تحريم آلات الطرب للألباني .
فمن مفهوم هذا الحديث يجب علينا أن نتحرك نحن المسلمين فلا يظن أحدنا أن شيئا ما يمكن أن يقربنا من الله ولم يحثنا عليه رسولنا الكريم أو أن شيئا ما يباعدنا من الله ولا يحذرنا منه نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم .
لذا فإن موضوع منع النساء اللاتي معهن أطفال من دخول المسجد لصلاة التراويح منافي لنصوص الشريعة من عدة وجوه :
أولا :
أن رسولنا الكريم قال: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، وبيوتهن خير لهن ، وليخرجن تفلات) صحيح الجامع الصغير .
قلت :
وكلام الرسول هنا عام لم يستثني النساء اللاتي ليس معهن أطفال بل استثنى اللاتي يخرجن غير تفلات فقط .
ثانيا :
أن رسول الله قال : (إني لأدخل في الصلاة و أنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه ببكائه ) صحيح الجامع الصغير.
وفي رواية (إني لأقوم للصلاة و أنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه ) صحيح الجامع الصغير .
وفي رواية (و الله إني لأسمع بكاء الصبي و أنا في الصلاة فأخفف مخافة أن تفتن أمه ) صحيح الجامع الصغير .
قلت :
فمن هذا الحديث برواياته نري أن الرسول الكريم لم يمنع المرأة أن تأتي للمسجد مرة أخري ومعها الطفل بحجة أن ذلك ينافي الخشوع بل إنه كان يخفف في الصلاة من أجلها ، ولعل الصلاة كانت صلاة فريضة أولي بالخشوع من النافلة .
ثالثا :
قال بعض الصحابة: ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي- [ الظهر أو العصر ] - وهو حامل حسنا أو حسينا ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه [ عند قدمه اليمنى ] ، ثم كبر للصلاة فصلى ، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها ، قال: فرفعت رأسي [ من بين الناس ] ؛ فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد ، فرجعت إلى سجودي ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ، قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك [ هذه ] سجدة أطلتها؛ حتى ظننا أنه قد حدث أمر ، أو أنه يوحى إليك! قال: ( كل ذلك لم يكن؛ ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته ) . رواه ابن خزيمة في صحيحه ، وصححه الألباني .
وفي حديث آخر: ( كان صلى الله عليه وسلم يصلي؛ فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، فإذا منعوهما؛ أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال:(من أحبني فليحب هذين) رواه ابن خزيمة في صحيحه، وصححه الألباني.
قلت :
فمن هذا الحديث يتبين أن الحسن والحسين وقد كانا صغيرين كانا يلعبان في المسجد لدرجة أنهما كانا يثيبان على ظهر النبي وهو ساجد وهو الإمام ولم ينههما عن ذلك ، ربما لو حدث ذلك مع أحد الأئمة في هذا الزمان لفعل وفعل .
رابعا :
عن أبا قتادة قال: بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع ، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صبية يحملها على عاتقه ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه: يضعها إذا ركع ، ويعيدها إذا قام ، حتى قضى صلاته ، يفعل ذلك بها .
قلت :
يفهم من هذا الحديث جواز اصطحاب الأطفال للمسجد وجواز حملهما في الصلاة للإمام والمأموم وأن ذلك لا ينافي الخشوع .
وذكر الألباني في الثمر المستطاب من فقه السنة والكتاب تعليقا على هذا الحديث :
وفي هذه الأحاديث جواز إدخال الصبيان المساجد ولو كانوا صغارا يتعثرون في سيرهم حتى ولو كان من المحتمل الصياح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك ولم ينكره ، بل شرع للأئمة تخفيف القراءة لصياح صبي خشية أن يشق على أهله .
ولعل من الحكمة في ذلك تعويدهم على الطاعة وحضور الجماعة منذ نعومة أظفارهم؛ فإن لتلك المشاهد التي يرونها في المساجد وما يسمعونه ـ من الذكر وقراءة القرآن و التكبير والتحميد والتسبيح ـ أثرا قويا في نفوسهم ـ من حيث لا يشعرون ـ لا يزول أو من الصعب أن يزول حين بلوغهم الرشد ودخولهم معترك الحياة وزخارفها، ومن هذا القبيل الأذان في أذن المولود؛.
سُأل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
هل نمنع الأطفال من المجيء للمسجد في التراويح مع الأمهات لكثرة الإفساد والإزعاج ؟
فأجاب :
يُتركون كما جاء في الأحاديث ، ( ويسع الآخرين ما وسع الأولين ) .
والله أعلم .
قلت :
قول الشيخ رحمه الله ( يُتركون )
أي : لا يمنعون من المساجد .
وقوله :
( ويسع الآخرين ما وسع الأولين)
أي أن الصحابة كانوا يحضرونهم المساجد فلنفعل مثلهم .
قال المحقق ابن القيم في ( تحفة المولود ) : وسر التأذين ـ و الله أعلم ـ أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المنتظمة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام . أ هـ
وأخيرا
أذكر لكم كلمات لصاحب كتاب تحفة العروس وذلك بتصرف : قال الشيخ : لو أن الأمر بيدي لأقمت بالمساجد ألعاب للأطفال حتى تكون المساجد محببة لقلوبهم فينشئوا على حبها وحب الصلاة وحب الإسلام . أ هـ
قلت : ولكم أن تعلموا أن النصارى في كنائسهم يفعلوا كل ما يجذب الأطفال إليها ، ونحن للأسف نفعل كل ما ينفر الأطفال من المساجد بدعوى الخشوع ، فإن الخشوع مطلوب ولكن يطلب من مظانه بالطرق الشرعية كالابتعاد عن زخرفة المساجد وغيرها مما هو معلوم عند الفقهاء .
همسة في أذن كل إمام ينهي الأطفال من دخولهم المساجد ـ بحجة بكائهم ولم يفعل ذلك الإمام الأول محمد صلي الله عليه وسلم ـ أليس كان الأولى أن ينهي حاملي الجوالات ذات النغمات الموسيقية من دخول المسجد إنك لو فعلت ذلك لكان لك وجه .
وأخيرا
أوصيكم ونفسي بتقوى الله و التحاكم إليه عند الاختلاف والرجوع للحق إذا تبين لنا ، والله الموفق إلى سواء السبيل
.
جمعها الفقير إلي الله
علاء بن جوده النادي
والنقل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41607
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41607