من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.06.09 14:15
كلام نفيس للعلامة صالح السحيمي لذلك ارتأيت أن افرغ المادة الصوتية لتعم الفائدة
يقول السائل : هناك من يرمي محدث العصر الإمام الالباني - رحمه الله تعالى - بالإرجاء نرجو التعليق .
الشيخ : أي نعم ..
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في ما يرويه عن الله - جل وعلا - من حديث أبي هريرة الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه : " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " ، ومعاداة أهل العلم ورميهم بما ليس فيهم وأتهامهم بما هم منه برءاء من عادات المنافقين ، فقد قال رجل - بل لم يكن منافقا وإنما اعتبر منافقا بعد ذلك إلى أن رجع - : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكبر بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء فنزلت الآية : {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} ويقال أن هذا الرجل رجع بعد ذلك ، لكن في البداية لم يقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - عذره .
وقد تقدم لنا أن من نوافض الإسلام بغض شيء من أمور الدين أو بغض من يمثل ذلك من أجل ذلك .
وتهمة شيخنا الشيخ الالباني -رحمه الله - بالإرجاء جريمة كبرى وخطر فادح وزلل فاضح ، بل هو ممن يرد على المرجئة ، وهذا الخلل دخل على ألئك من وجهين :
الوجه الأول : هناك إطلاق عند شيخنا الشيخ ناصر وهو مسبوق إليه لكن نرى أنه خطأ ، وهو إطلاقه بأن الكفر العملي لا يخرج من الدين وهذا خطأ من الشيخ يخالف منهجه هو نفسه عند التطبيق ، خطأ لفظي .
وأيضا قوله إن الأعمال شرط كمال في الإيمان ، بينما نراه في تعليقه على الطحاوية وغيرها يقرر أن العمل من ماذا ؟ أن العمل من الإيمان وهذا ضد مذهب من ؟ المرجئة ، حتى مرجئة الفقهاء .
ونحن وإن كنا لا نوافقه رحمه الله على مثل هذه العبارة أن العمل شرط كمال - لأن من ترك العمل بالكلية و لم يعمل مطلقا فلا شك في كفره إجماعا ، وإن أدق عبارة ينبغي ان تقال هي عبارات السلف ، كما قال الإمام البخاري : " أدركت ألفا من العلماء يقولون الإيمان قول وعمل "
هذه أدق عبارة ، أما أن نمتحن الناس بكلمة هل هو شرط صحة أو شرط كمال ؟ فهذا امتحان ما أنزل الله به من سلطان .
لأن من أطلق قوله شرط كمال قد ينفذ من خلال قوله من ؟ المرجئة ، وإن لم يقل هو بذلك - بقول المرجئة - لكن المرجئة قد يستغلون قوله فيمتطونه ، ومن اقتصر على القول أنه شرط صحة ، قد ينفذ من خلال قوله من ؟ الخوارج والمعتزلة ، لأنه تقدم لنا في أول الدرس أن العمل منه ما يبطل الإيمان بتركه بالكلية كترك الشهادتين ، وترك الصلاة في أصح قولي أهل العلم ، ومنه ما ينقص به الإيمان الواجب ومنه ما ينقص به الإيمان المستحب وهذا تقدم بيانه .
أما الخوارج فإنهم يقولون الإيمان كل لا يتجزء إذا ذهب جزؤه ذهب كله ، وأهل السنة يفصلون التفصيل الذي ذكرته لكم من بيان أنواع الأعمال التي قد يكفر بها المرء وقد لا يكفر بها والبعض منها إنما هو نقص في الإيمان المستحب .
لكن أقول أن المتتبع لمعتقد الشيخ ناصر -رحمه الله - وإن كان قد أطلق هذه الكلمة فإنه عند التطبيق لا يريد مدلولها الذي قد يتبادر إلى الذهن .
ولذلك يجب التورع عن رميه بالإرجاء ، بل إنه قد ظهرت زمرة الآن وفئة ممن يفتون بغير علم إذا لم تقل عندهم أن الإيمان شرط صحة ربما كفروك أو وصفوك بالإرجاء ، ونحن نقول إن أدق العبارات هي عبارات السلف ، العمل من الإيمان أو الإيمان قول و وعمل ، بدل من أن نمتحن الناس بألفاظ قد ترد عليها إلزامات ، إما أن ترد من قبل الخوارج ، وإما أن ترد من قبل من ؟ المرجئة ، فالتقيد بألفاظ السلف فيه خير كثير .
المسألة الثانية ربما البعض يأخذها على الشيخ ، عدم تكفيره لتارك الصلاة ، وهذه المسألة هو مسبوق إليها ، فمن ترك الصلاة تهاونا - في الحقيقة أنا أعتقد أن النصوص الشرعية واضحة في كفر من ؟ في كفر تارك الصلاة ولو تهاونا ، ومع هذا كله فقد قال بعض الأئمة الجهابذة مثل مالك والشافعي و أبي حنيفة ورواية عند أحمد أن تارك الصلاة تهاونا لا يكفر ، بل هو عاص من العصاة ، والشيخ وافقهم في هذا ، فإذا قلنا إنه مرجئ بناء على هذه المسألة فيلزمنا القول بأن مالكا والشافعي وأبا حنيفة وأحمدفي إحدى روايتيه كلهم يعتبرون ماذا ؟ مرجئة ، وهذا لم يقل به أحد من أهل العلم ، وإن كنا نرجح خلاف هذا الأمر المنسوب إلى الجمهور ، والذي يبدو أن تارك الصلاة يكفر مطلقا والنصوص في هذا واضحة .
فإذا نقول لهؤلاء " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " ، ونقول لهم ما قال ابن عساكر : " لحوم العلماء مسمومة وسنة الله في منتقصهم معلومة " .
لا شك أن الشيخ الالباني وغيره عنده بعض الزلات وبعض الهفوات ، لكن فرق بين أن يكون الشخص مرتكزا في البدع مؤصلا لها ويقيم دينه عليها ، وبين من تصدر منه زلة أو هفوة لعل الله أن يغمرها في خضم ما قدم من خدمة للسنة ، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتبهوا لخطورة هذا الأمر .
ولا تفتتنوا بزبالات الانترنت ، فلان مرجئ ، فلان كذا ، فلان .. الهذيان الذي يردد خصوصا عبر موقع يسمى الموقع الأثري ، وهو الموقع لذي هو ضد الأثر وضد أهل الاثر ، يعني - والعياذ بالله - يتكلمون باسماء مستعارة في ذم أهل العلم وفي ذم طلبة العلم ، والقائم عليها أحد الاطفال الصغار في بعض البلاد ، فاحذروا من هذه المواقع فإنها جد خطيرة .
شبكة سحاب السفية