الصحة العالمية تؤكد عدم وجود عقاقير لمعالجة أنفلونزا الخنازير ..ومصر تنفى ظهور إصابات حتى الآن
القاهرة - محرر مصراوى - أكد الدكتور عبد الله الصاعدي مسئول منظمة الصحة العالمية في تونس أنه لا يمكن الحد من خطورة فيروس أنفلونزا الخنازير لعدم وجود عقاقير معالجة له وتحوره وانتقاله من إنسان إلى إنسان.
وقال الصاعدي ـ في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية الأحد ـ انه لا يوجد لقاح مناسب لمعالجة الفيروس المتحور في اللحظة الراهنة ، لا سيما بعد فشل علاج المرض بالعقاقير المستخدمة في علاج أنفلونزا الطيور.
وأوضح أن عملية عزل المرضى عن الأصحاء هي الخطوة الأساسية التي ينبغي على كافة الدول إتباعها، مشيرا إلى أن الفيروس ينتقل عن طريق الهواء.
وأضاف أنه بإمكان منظمة الصحة العالمية أن تنتج اللقاح في فترة زمنية وجيزة لمواجهة المرض حال التوصل إلى عزل الفيوس المسبب له.
وأشار إلى أنه لا توجد دولة بمنأى من أن ينتقل المرض إليها في ظل كونية العالم وسرعة التنقل بين أرجائه بسرعة كبيرة في وقت قصير.
وتابع.. من أجل هذا اتخذت منظمة الصحة العالمية عدة توصيات بأهمية الترصد الوبائي للمرض والإبلاغ الفوري عن الحالات الشبيهة والقريبة منه في المناطق الموجود فيها.
شاهد الفيديو
تحذيرات من انفلونزا الخنازيروعلى جانب اخر، أكد الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمى لوزارة الصحة أن مصر لم تسجل بها أية إصابات بأنفلونزا الخنازير حتى الآن ، والقلق العالمى الحالى من المرض يتمثل فى أن أكثر الفئات العمرية إصابة به من الشباب فى حين أن الأنفلونزا العادية تصيب صغار السن أو كبار السن وتلك الفئة العمرية لم تصب حتى الآن فى المكسيك وأن الاصابات بين الشباب .
وقال إن حدوث الاصابات مرتبط وبائيا بحالات انتشاره فى الحيوان وانتشار التفشيات الوبائية فى مناطق عديدة بالمجتمعات ومنذ ظهور مرض انفلونزا الطيور فى مصر عام 2006 فالحكومة والخبراء يعلمون أن الخنازير عائل وسيط يمكن أن يصاب بفيروس انفلونزا الطيور أو فيروسات أخرى .
لذلك قامت الحكومة باتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية من جانب اللجنة العليا لمكافحة انفلونزا الطيور ، تتمثل فى نقل مزارع الخنازير خارج الكتلة السكنية مع الاستمرار فى أخذ عينات من الخنازير وكذلك المخالطين لهم عن طريق الهيئة العامة للخدمات البيطرية والمعامل المركزية بوزارة الصحة بالتأكد من خلوها من المرض .
وأشار شاهين إلى أن مركز مكافحة الأمراض باطلنطا سجل الانتقال بمرض أنفلونزا الخنازير من إنسان لإنسان وأنه نوع جديد من فيروس الانفلونزا يمكن أن يصيب الانسان وتتمثل أعراضه فى ارتفاع فى درجات الحرارة وكحة وألم بالجسم وصداع ورشح أو زكام وفى بعض الحالات قد يحدث قىء وإسهال .
أما أعراضه فى الخنازير فهي كحة وإفرازات فى الانف وعطس وصعوبة فى التنفس وفقدان الشهية والامتناع عن الطعام وقلة الإخصاب وزيادة معدل الإجهاض عند إناث الخنازير، مشيرا إلى أن بعض الدراسات الحديثة أثبتت احتمالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير بين العمال الذين يعملون بتلك المزارع التى تظهر بها إصابات تتراوح ما بين 15% إلى 25 % وأن حوالى 10% من الأطباء البيطريين قد يصابون بالعدوى من خلال التعرض المباشر لها .
ومن ناحية أخرى ، أوضح الدكتور نصر السيد مساعد وزير الصحة للشئون الوقائية أن انفلونزا الخنازير مرض يصيب الجهاز التنفسى بسبب نوع من فيروسات الأنفلونزا ، موضحا أن التفشيات الوبائية للانفلونزا تحدث بين قطعان الخنازير على مدار العام وبمعدلات كبيرة فى شهور الشتاء .
وأثبتت الدراسات أنه من 30 إلى 50% من الخنازير فى القطاع التجارى بالولايات المتحدة الأمريكية اصيبت بانفلونزا الخنازير، وأن هناك تخوفا عالميا من اصابة الخنازير التبادلية بأكثر من نوع من الفيروسات يمكن أن يؤدى إلى ظهور نوع جديد من فيروسات الانفلونزا.
وأضاف مساعد الوزير أن علاج انفلونزا الخنازير يتم بنفس الادوية التى يعالج بها مصابو انفلونزا الطيور بشرط الاكتشاف مبكرا، وأن يتم العلاج خلال 48 ساعة من بداية اكتشافه، مشيراإلى أن الفيروس ينتقل عن طريق الاختلاط المباشر بين الخنازير والأدوات الملوثة التى تستخدم بين الخنازير المصابة والقطعان التى تم تحصينها ضد انفلونزا الخنازير قد تصاب بالمرض.
شاهد الفيديو
انفلونزا الخنازير تجتاح العالموأكد أنه يمكن الوقاية من انفلونزا الخنازير عن طريق تحصين القطعان واستخدام الوسائل الامنة وتشجيع أساليب العمل الامن بين عمال مزارع خنازير ، واستخدام أجهزة التهوية السليمة فى مزارع الخنازير ، مشيرا إلى أن لقاحات الانفلونزا للخنازير لا تساعد فى الوقاية بنسبة مائة فى المائة وذلك باختلاف السلالات العديدة للانفلونزا مما يجعل اللقاح لا يحمى ضد كل السلالات .
وشدد السيد على ضرورة أن يقوم الطب البيطرى بوضع استراتيجية للعلاج بتقليل انتشار الانفلونزا بين القطعان ، ومنع انتشار الفيروس بين الخنازير والانسان والطيور .
وبدوره ، أكد الدكتور عمرو قنديل رئيس الادارة المركزية للشئون الوقائية أن الفيروس لا ينتقل عن طريق تناول لحوم الخنازير أو أية منتجات لحوم الخنازير فاللحوم آمنة عند وصولها لدرجة 71 درجة مئوية خلال الطهى والتى تكون كافية لقتل الفيروس .
وطالب قنديل بإتباع مجموعة من الإرشادات للوقاية من انفلونزا الخنازير تبدأ بغسل الايدى بالماء والصابون عدة مرات بعد التعرض للحيوانات ، بالاضافة إلى الحذر الشديد أثناء التعامل مع الحيوانات المصابة والإبلاغ الفورى عند ظهور أية أعراض تشابه أعراض انفلونزا الطيور خاصة اذا كان المبلغ مخالطا للخنازير ، وسحب عينات من انف وحلق المصاب للتأكد من إصابته بالفيروس .
وشدد على ضرورة أن تقوم وزارة الصحة بأخذ عينات من جميع المخالطين والعاملين بهذه المزارع للتحليل والتأكد من عدم الاصابة .
وأصدرت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بيانا الاحد بالإجراءات الفورية التى يجب أن تتخذ حاليا لمواجهة انتشار وباء انفلونزا الخنازير وذلك فى عدد من بلدان العالم وخاصة المكسيك وأمريكا وانتقاله إلى البشر وتسبب فى وفاء العديد منهم مما قد يهدد بحدوث وباء عالمى .
وصرح الدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بأنه تقرر مراقبة وعمل الفحوص الاكلينيكة للخنازير وإخطار الهيئة فور الاشتباه فى ظهور أعراض مشابه لانفلونزا الخنازير ، والحد من حركة الخنازير بحيث تكون تحت الإشراف البيطري وتحذير وتوعية المخالطين للخنازير واتخاذ الاحتياطيات اللازمة وإبلاغ الهيئة فورا عند الاشتباه فى أى مرض بالخنازير.
وأوضح البيان أن النحور الذى حدث فى فيروس انفلوانزا الخنازير فى المكسيك والولايات المتحدة الامريكية اصاب نحو 11 حالة فى أمريكا ونحو 1324 حالة فى المكسيك وبلغت عدد الوفيات نحو 81 شخصا.
وذكر البيان أن الأعراض فى الإنسان تشابه أعراض الاصابة بالأنفلونزا العادية والتى تتمثل فى ارتفاع درجة الحرارة وكسل ورغبة فى النوم وفقدان فى الشهية وسعال وبعض المصابين يعانون من افرازات انفية مستمرة وإصابة الحلق واللوزتين وغثيان وإسهال وفقدان الوعى والذى يمكن أن ينتهى بالوفاة.
وأشار البيان إلى أن المرض ينتقل بين الخنازير بالاتصال المباشر وتتمثل الاعراض فى ارتفاع مفاجئ فى درجة الحرارة وخمول وإفرازات أنفية وصعوبة فى التنفس واحمرار والتهاب فى العين وفقدان شهية الخنزير للاكل وهناك لقاح لوقاية الخنازير من الإصابة بالمرض ويتم تلقيح الخنازير فى أوروبا وأمريكا بهذا اللقاح .
وفى ذات الشأن، أكد الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة على خطورة تحور فيروس انفلونزا الطيور من خلال الخنازير وضرورة منع تربية الدواجن والطيور بالقرب منها لحين الانتهاء من انشاء مزارع الخنازير الجديدة والتى اقرها مجلس الوزراء على مساحة 283 فدانا بشرق صحراء 15 مايو .
وطالب المحافظ ، رئيس حى مصر القديمة بسرعة حصر الأربع حظائر الموجودة بها والتى تضم 650 خنزيرا والتشديد على رئيس حى منشأة ناصر بتوجيه حملات طبية لمنطقة تربية الخنازير بالحي والتي تضم 450 حظيرة يوجد بها 62 ألف رأس .
جاء ذلك خلال اجتماع محافظ القاهرة اليوم الأحد مع اللواء إسماعيل الشاعر مساعد اول وزير الداخلية مدير أمن القاهرة ، واللواء عادل عامر مدير شرطة المسطحات المائية ونواب المحافظ ورؤساء الأحياء ومديرى مديريات الطب البيطرى والشئون الصحية ورئيس مجلس ادارة هيئة نظافة وتجميل القاهرة.
وأكد المحافظ على مديرية الطب البيطرى بضرورة توفير كافة مواد التطهير والأدوات اللازمة لرشها والملابس الخاصة للعاملين بها وتطهير أماكن العشش والمحلات والسيارات التى تقوم بالتجميل.
وشدد المحافظ على رؤساء الأحياء بعدم السماح إطلاقا بتواجد أى محل أو عشة كل فى نطاقه ومطاردة الباعة الجائلين وسيتم المحاسبة شخصيا فى حالة وجود أى منها بالحى .
وقال الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة إن هناك تعليمات مشددة لرؤساء الأحياء بعدم السماح بالتربية المنزلية للدواجن اطلاقا وهدم العشش فورا ومصادرة وذبح الطيور الموجودة بها كذلك عدم السماح بتداول الدواجن الحية بالمحلات والأسواق العامة .
وشددت التعليمات على أنه فى حالة ضبط أى محل يقوم بالتعامل مع الدواجن الحية يتم مصادرة كافة المعدات داخل المحل وغلقه وفصل المرافق عنه وتسليم الدواجن لأقرب مجزر بعد الكشف عليها .
وأشار وزير إلى أنه بالنسبة لما يتم ضبطه فى الأسواق يتم حجز السيارة المضبوطة وبها دواجن ومصادرتها وفى حالة ثبوت خلوها من المرض يتم ذبحها بالمجازر المقررة لصالح التاجر بعد خصم المصاريف الإدارية وفى حالة ثبوت إصابتها بالمرض يتم إعدامها بالأماكن المخصصة لذلك .
وأكد المحافظ على الجهود المبذولة من جانب أجهزة محافظة القاهرة فى مكافحة مرض انفلونزا الطيور من خلال عدة محاور يتم تنفيذها ومتابعتها يوميا من خلال اجهزة الأمن العام وشرطة المرافق وشرطة المسطحات المائية بالتعاون مع اجهزة المحافظة ممثلة فى الأحياء ومديريات الشئون البيطرية والشئون الصحية .
وأوضح أنه نظرا لكون محافظة القاهرة من المحافظات المستهلكة وليست المنتجة، فلا يوجد بها حاليا أية مزارع لانتاج الدواجن حيث كان يوجد بها بعض المزارع على اطرافها وانتقلت تبعيتها للمحافظات المجاورة ، فقد تم انشاء 11 كمينا على حدود القاهرة ومداخلها لعدم السماح بدخول أى شحنات اليها إلا بشرط وجود شهادة طبية تؤكد خلوها من مرض انفلونزا الطيور وتصريح مرور محدد به المجزر المتجهة اليه ، ويقوم أحد أفراد الكمين بمرافقة الشحنة لتوصيلها إلى المجزر المحدد ضمانا لعدم تسربها إلى الأسواق .
يذكر أن وباء إنفلونزا الخنازير تسبب في وفاة 81 شخصا في المكسيك حتى الآن ، فيما أصيب أكثر من ألف شخص آخرين ، بينما تأكدت إصابة 11 شخصا في الولايات المتحدة حتى الآن، فيما أعلن وزير الصحة النيوزيلندي عن إصابة 10 طلاب في مقاطعة "اوكلاند " بعد عودتهم من المكسيك.
المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط