خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    صد عدوان الخوارج المارقين عن علمائنا الربانيين حول ما يجري في فلسطين

    avatar
    جمال البليدي
    رزقه الله تعالى من الطيبات
    رزقه الله تعالى من الطيبات


    ذكر عدد الرسائل : 23
    العمر : 36
    البلد : الجزائر
    العمل : طالب جامعي
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 02/05/2009

    الملفات الصوتية صد عدوان الخوارج المارقين عن علمائنا الربانيين حول ما يجري في فلسطين

    مُساهمة من طرف جمال البليدي 03.05.09 13:41

    صد عدوان الخوارج المارقين عن علمائنا الربانيين حول ما يجري في فلسطين.

    إعداد:جمال البليدي -ستر الله عيوبه-



    بسم الله الرحمان الرحيم


    الحمد لله والصلاة على رسول الله أما بعد:
    يقول ربنا عزوجل ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ([الزمر:9]
    وقال تعالى((يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ([المجادلة:11]
    وقال سبحانه وتعالى(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا([البقرة:269]، فهذه شهادة من الله تعالى لمن آتاه العلم بأنه قد آتاه خيرا كثيرا، والحكمة هنا هي العلم النافع والعمل الصالح، فهذا طرف مما جاء في كتاب الله تعالى في فضل العلماء، وبيان منزلتهم في الشرع.
    أما سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي مليئة بالثناء عليهم، والحثِّ على توقيرهم واحترامهم؛ لعِظَم العلم الذي قام بهم، ولشرف العلم الذي وَقَرَ في أفئدتهم.
    فمن ذلك ما رواه الشيخان عن معاوية رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسول الله ( يقول «مَنْ يُرِدِ اللّهُ به خَيراً يُفَقّهْهُ في الدّين»، والفقه هنا هو العلم المستلزم للعمل، فدلّ الحديث على أنّ من أراد الله سبحانه وتعالى به خيرا وفقه لهذا الفقه ويسّره له، وهذا هو مقام العلماء, ومفهوم الحديث أن من لم يُرد الله تعالى به خيرا لا يفقه في دينه، وهذا مشاهَد ملموس.
    هذه بعض النصوص اليسيرة التي بينت مقام العلماء ومكانتهم عند الله عزوجل إلا أنه في الأيام الأخيرة وماحدث فيها من فتن ملمة وعلى رأسها حادثة غزة فك الله أسرها قد عاد الخفافيش إلى المنتديات الحزبية بعد أن كانوا في غيوببة وكأن الأمة لا تهمهم إلا في النكبات وكشروا عن أنيابهم وأظهروا حقدهم –رغم أنه معلوم- فأستغلوا الأوضاع الحرجة التي تمر بالأمة فبدلا من أن يربطوا الأمة بأكابر العلماء الراسخين ويحثونهم على الدعاء والتوكل على الله والإلتجاء إليه وتقديم كل ماهو مستطاع لنصرة أهلنا في غزة راحوا يكيلون التهم القديمة التي لا تنطلي إلا على السذج أمثالهم و بدأوا بالشغب والكذب والطعن و الهمز واللمز بحجج واهية و أكاذيب يعلمها الصغير قبل الكبير والجاهل قبل المتعلم ولا يستغرب هذا ممن جعل من السياسة والجرائد دينا له ونبراسا ومن جهلة الإعلاميين أئئمة يقتدي بهم فقسى بذلك قلبه فصده عن كل خير فأصبح كالأعمى يرى الحق باطلا والباطل حقا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    وفي موضوعي هذا إن شاء الله سأتطرق للشبه التي يوردونها للطعن في أسيادهم أهل العلم السلفيين والله من وراء القصد.



    الشبهة الأولى:قولهم بأن علماءكم موظفون لدى السلطة


    ومما يلبسه به الخوارج المارقون ومن تبعهم من جهلة الإعلاميون ما قالوه بلسان الحال: (إن علماء السلفية خاصة السعوديين لا نسمع لهم ويجوز الكذب عليهم لأنهم موظفون لدى آل سعود) .

    والجواب على هذه الشبهة من أوجه:

    الوجه الأول: هلالسلطة كفارا؟! حتى تحرمون العمل عندهم؟
    الناظر في تاريخ المسلمين: يجد كثيرًا من علماء الأمة، قد جعل الله لهم مكانة ومهابة في نفوس بعض السلاطين، وكانوا يجلُّونهم، ويقبلون مشورتهم، فكم كان لمالك من هيبة ووقار في نفس بعض أمراء بني العباس - على ما فيهم - حتى ذكروا أن المنصور أو الرشيد طلب من مالك أن يجمع الناس على ((الموطأ ((؛ فأبى مالك - رحمه الله تعالى - وهذا من كمال عقله، فهل أنزل هذا من مكانته شيئًا ؟!
    وهذا الزهري الذي يدور عليه الإسناد، وهو الإمام الثبت، كان يدخل على أمراء بني أمية، ويجالسهم، فهل أنزل هذا من مكانته ورتبته ؟
    الوجه الثاني:أن طاعة ولي الأمر في المعروف مهما كان فاسقا أو ظالما واجبة بالإجماع ولا يخالف هذا إلا خارجي مارق فكيف تطلبون من أهل العلم عدم العمل عندهم في امر خيري كهذا ؟!
    فقد بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم أن طاعة الأمير من طاعته صلى الله عليه وسلم كما قَالَ عليه الصلاة والسلام :" مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي
    " ( ).
    ولا يقولنا قائل أن هذا خاص بالحكام العادلين لأن هذا لم يعرف عبر التاريخ بعد عهد عمر ابن عبد العزيز إلا نادرا بل هناك من الأمراء قديما من قال بالكفر كالقول بخلق القرآن بل وقد حث على إعتناق هذا القول الكفري ومع هذا نجد أن سيرة أهل العلم معهم السمع والطاعة وعدم الخروج عليهم وعلى رأسهم الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله وقد تواترت النصوص في وجوب السمع والطاعة في المعروف للأمير مهما ظلم وجار ونكتفي بهذا الحديث الشافي والكافي
    أخرج مسلم في (( صحيحه )) (127) عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما قال :
    قلت : يا رسول الله ! إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال ((نعم ))، قلت : هل وراء ذلك الشر خير ؟ قال (( نعم )) قلت فهل وراء الخير شر ؟ قال : (( نعم )) قلت : كيف ؟ قال (( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ))
    قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك ؟
    قال : (( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )).
    "وهذا الحديث من أبلغ الأحاديث التي جاءت في هذا الباب إذ قد وصف النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأئمة بأنهم لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته وذلك غاية الضلال والفساد ونهاية الزيغ والعناد فهم فهم لا يهتدون بالهدي النبوي في أنفسهم ولا في أهليهم ولا في رعاياهم ... ومع ذلك فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتهم – في غير معصية الله – كما جاء مقيداً في حديث آخر – حتى لو بلغ الأمر إلي ضربك وأخذ مالك، فلا يحملنك ذ لك على ترك طاعتهم وعدم سماع أوامرهم، فإن هذا الجرم عليهم وسيحاسبون ويجازون به يوم القيامة.
    فإن قادك الهوى إلي مخالفة هذا الأمر الحكيم والشرع المستقيم، فلم تسمع ولم تطيع لأميرك لحقك الآثم ووقعت في المحظور.
    وهذا الأمر النبوي من تمام العدل الذي جاء به الإسلام، فإن هذا المضروب إن لم يسمع ويطع، وذك المضروب إذا لم يسمع ويطع ... أفضي ذلك إلي تعطيل المصالح الدينية والدنيوية فيقع الظلم على جميع الرعية أو أكثرهم، وبذلك يرتفع العدل عن البلاد فتتحقق المفسدة وتلحق بالجميع.
    بينما لو ظلم هذا فصبر واحتسب، وسأل الله الفرج، وسمع وأطاع لقامت المصالح ولم تتعطل، ولم يضع حقه عند الله – تعالي -، فربما عوضه خير منه وربما ادخره له في الآخرة.
    وهذا من محاسن الشريعة، فإنها لم ترتب السمع والطاعة على عدل الأئمة، ولو كان الأمر كذلك، لكانت الدنيا كلها هرجاً ومرجاً، فالحمد لله على لطفه بعباده."(1)
    وعلماءنا بحمد الله على هذا سائرين فهم يعملون في السلطة تعاونا معها في الخير ولا يلزم من ذلك انهم يعينونهم على ظلمهم كما سيتبين في الرد على الشبهة الثانية.
    ولله در شيخنا العلامة محمد أمان جامي حين قال:(م
    ا يقوله بعض السفهاء في بعض طلاب العلم أن كل من يذكر الحكام بخير أو يدعو لهم أو يقول : إنها دولة إسلامية ؛ أنه من العملاء ومن كذا وكذا !
    هذا كلام لا ينبغي أن يلتفت إليه . كلام ساقط لا يقوله إلا الساقطون .
    نحن لا نخفي الولاء ، نعلن بالولاء ، فيجب أن نعلن ـ نحمد الله ـ أن كنا في ولاء حكام مسلمين لا نبالي من هذه الأقوال الرخيصة ولا نلتفت إليها وهكذا يجب على طلاب العلم وأهل الفضل أن لا يلتفتوا إلى مثل هذه الكلمات الساقطة وأن يكونوا صرحاء في الدعوة للحكام ومحاولة التقريب بين الراعي والرعية ليتحاببوا ويتعاونوا هذا الذي ندين الله به
    ( ) ا هـ .

    يتبع.........................
    avatar
    جمال البليدي
    رزقه الله تعالى من الطيبات
    رزقه الله تعالى من الطيبات


    ذكر عدد الرسائل : 23
    العمر : 36
    البلد : الجزائر
    العمل : طالب جامعي
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 02/05/2009

    الملفات الصوتية رد: صد عدوان الخوارج المارقين عن علمائنا الربانيين حول ما يجري في فلسطين

    مُساهمة من طرف جمال البليدي 03.05.09 13:43

    الشبهة الثانية: قولهم بأن العلماء السلفيين خاصة السعوديين مظغوط عليهم من الحكومة فيفتون وفق ما أراده الملك .


    والجواب على هذه الشبهة من ثلاثة أوجه:
    "الوجه الأول: هذا يخالف الواقع ؛ إذ أن المعروف والمشاهد أن العلماء يصدرون الفتاوى على حسب ما يدل عليه الدليل من القرآن والسنة دون تقيد بمذهب معين .
    ونطالب كل من يدعي أن العلماء مضغوط عليهم من ولاة الأمر أن يذكروا مثالاً واحداً أفتى فيه أهل العلم بسبب الضغط عليهم ،ولكن هيهات ،هيهات . وقدسئل الشيخ الفوزان – حفظه الله تعالى - : قبل فترة وزع شريط ، والشريط يتكلم فيه أحد قواد إحدى الجماعات في الأردن ، يتكلم عن هيئة كبار العلماء - عندنا في البلاد السعودية - والشريط فيه نوع خبيث ، الذم فيما يشبه المدح يتكلم ويمدح أهل العلم عندنا ، ويقول أما ما يوجد عندهم من أخطاء في بعض الفتاوى فإنما صدرت بسبب الطغوطات من ولاة الأمر في تلك البلاد والشريط وزع فلعلكم تلقون الضوء حول هذا ؟
    فأجاب – حفظه الله تعالى - :
    الحمد لله أنه اعترف بالحق وبين فضل هؤلاء العلماء . أما قوله : أنهم يفتـون بسبب ضغوطـات فهو قول باطل وعلماء هذه البلاد - ولله الحمد - هم أبعد الناس عن المجاملات فهم يفتون بما يظهر لهم أنه هو الحق . وهذه فتاواهم موجودة - ولله الحمد - ومدونة وأشرطتهم موجودة ، فليأتنا هذا المتكلم بفتوى واحدة تعمدوا فيها الخطأ بموجب ضغط وأنهم أجبروا على هذا الشيء . أما الكلام والدعاوى واتهام الناس فهذا لا يعجز عنه أحد كل يقوله لكن الكلام في الحقائق( ) .

    الوجه الثاني : أن أهل العلم أنفسهم ردوا على هذا الافتراء حين سئلوا عن ذلك فها هو الشيخ محمد السبيل حفظه الله تعالى إمام المسجد الحرام وعضو هيئة الإفتاء يسئل عن قول بعض الشباب : إن العلماء يداهنون الحكـام، ومضغوط عليهم من قبل الحكام في إصدار بعض الفتاوى نرجو توضيح الحق من معاليكم في هذه القالة؟
    فأجاب حفظه الله تعالى :
    ما نعلمه من علماء هذه البلاد :أنهم لا يداهنون في دين الله ، وأنهم يناصحون حكامهم سراً ، ويدخلون عليهم ، وهم يرحبون بهم ويتقبلون منهم .
    من يقول : إن العلماء مضغوط عليهم أو يداهنون الحكام :كل هذا ادِّعاء لا حقيقة له .
    ومجموعة من العلماء الذين يثق الناس بهم ويطمئنون لهم ، إذا جاء أمر من الأمور يتشاورون فيه العلماء ثم الذي يتفقون عليه ، يرفعونه لولاة الأمر . ونحن أدرى بهذا الشيء ونعرف هذا الشيء . العلماء يعرفون هذا . وليس للعلماء إذا نصحوا حكامهم في شيء أن يقولوا على رؤوس الأشهاد :إنِّا ذهبنا وقلنا لولاة الأمر كذا وكذا ! هذا منهي عنه ولا يجوز . هذا أمر . والأمر الثاني : أتريد أن يقول : أنا فعلت كذا وكذا ! هذا رياء ، والرياء من أعمال المنافقين ،(يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً)( ) .
    فهؤلاء كلامهم مردود عليهم غير صحيح ـ ولاة الأمر عندنا - يتقبلون - جزاهم الله خيراً - وهناك أمور قد يريد ولاة الأمر فعلها وإذا قال العلماء فيها كلمتهم . تركها ولي الأمر لقول العلماء بنفس طيبة وقبول حسن
    ( )اهـ
    وسئل الشيخ الفوزان - حفظه الله تعالى - : سماحة الشيخ أنتم وإخوانكم العلماء في هذه البلاد سلفيون ـ ولله الحمد ـ وطريقتكم في مناصحة الولاة شرعية كما بَيَّنَها الرسول صلى الله عليه وسلم ـ ولا نزكي على الله أحداً ـ ويوجد من يعيب عليكم عدم الإنكار العلني لما يحصل من مخالفات والبعض الآخر يعتذر لكم فيقول : إن عليكم ضغوطاً من قبل الدولة فهل من كلمة توجيهية توضيحية لهؤلاء القوم ؟
    فأجاب حفظه الله :
    لا شك أن الولاة كغيرهم من البشر ليسوا معصومين من الخطأ ومناصحتهم واجبة ولكن تناولهم في المجالس وعلى المنابر يعتبر من الغيبة المحرمة وهو منكر أشد من المنكر الذي يحصل من الولاة ؛ لأنه غيبة ولما يلزم عليه من زرع الفتنة وتفريق الكلمـة والتأثير على سير الدعوة .
    فالواجب إيصال النصيحة لهم بالطرق المأمونة لا بالتشهير والإشاعة .
    وأما الوقيعة في علماء هذه البلاد وأنهم لا يناصحون أو أنهم مغلوبون على أمرهم فهذه طريقة يقصد بها الفصل بين العلماء وبين الشباب والمجتمع حتى يتسنى للمفسد زرع شروره ؛ لأنه إذا أسيء الظن بالعلماء فقدت الثقة بهم وسنحت الفرصة للمغرضين في بث سمومهم . وأعتقد أن هذه الفكرة دسيسة دخيلة على هذه البلاد وأهلها من عناصر أجنبية فيجب على المسلمين الحذر منها
    ( ) اهـ .
    الوجه الثالث :أن هذا الطعن يؤدي إلى رد فتاوى العلماء وعدم قبولها إذا عارضت أهواء الناس . فكل ما يقوله العلماء ردوه بمثل هذا القول الباطل ولو كان مبنياً على الدليل الصريح الواضح .
    سئل الشيخ الفوزان - حفظه الله تعالى - : هل من الاجتماع : الاستخفاف بهيئة كبار العلماء ورميهم بالمداهنة والعمالة ؟
    فأجاب - حفظه الله تعالى - :
    يجب احترام علماء المسلمين ؛ لأنهم ورثة الأنبياء .والاستخفاف بهم يعتبر استخفافاً بمقامهم ووراثتهم للنبي صلى الله عليه وسلم واستخفافاًَ بالعلم الذي يحملونه . ومن استخف بالعلماء استخف بغيرهم من المسلمين من باب أولى . فالعلماء يجب احترامهم لعلمهم ولمكانتهم في الأمة ولمسئوليتهم التي يتولونها لصالح الإسلام والمسلمين وإذا لم يوثق بالعلماء فبمن يوثق ؟ وإذا ضاعت الثقة بالعلماء فإلى من يرجع المسلمون لحل مشاكلهم ولبيان الأحكام الشرعية ؟ وحينئذ تضيع الأمة وتشيع الفوضى .
    والعالم إذا اجتهد وأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد والخطأ مغفور. وما من أحد استخف بالعلماء إلا وقد عرض نفسه للعقوبة والتاريخ خير شاهد على ذلك قديماً وحديثاً ولا سيما إذا كان هؤلاء العلماء ممن وكل إليهم النظر في قضايا المسلمين كالقضاة وهيئة كبار العلماء
    ( ) اهـ"(2)


    الشبهة الثالثة: قولهم بأن علماء السلفية لم نراهم ينكرون على الحكام ولم ينطقو بالحق إتجاههم

    والجواب على هذه الشبهة:

    أولا:أما قولكم بأنكم لا ترونهم فهذا صحيح وهو من محامدهم بحمد الله تعالى إذ أن العلماء يتقيدون بالنصوص الشرعية في مسألة الإنكار على الحكام وقد حثت النصوص على الإنكار السري دون العلني
    ويدل عليه ما رواه عِيَاض قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"
    مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ " .
    وروى شَقِيق عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ
    :قِيلَ لَهُ أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فَقَالَ أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ " .
    وعن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ أنه قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى فقُلْتُ له : إِ
    نَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ وَيَفْعَلُ بِهِمْ قَالَ فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فَإِنْ قَبِلَ مِنْـكَ وَإِلَّا فَدَعْـهُ فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ " .
    فتأملوا كيف أن الصحابي الجليل ابن أبي أوفى رضي الله عنه منعه من الكلام في السلطان وأمره بنصيحته سراً دون العلانية .
    وقال سعيد بن جبير : قلت لابن عباس : آمر السلطان بالمعروف ، وأنهاه عن المنكر ؟
    فقال ابن عباس : إن خفت أن يقتلك فلا .
    قال سعيد : ثم عدت فقال لي مثل ذلك . ثم عدت فقال لي مثل ذلك .
    وقال ابن عباس : إن كنتَ لا بُدَّ فاعلاً ففيما بينك وبينه " .
    فتدبروا موقف هذا الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المسألة العظيمة حيث أمره بالسرية في النصح .
    وقيل لمالك بن أنس :
    إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون ؟
    فقال :
    يرحمك الله فأين التكلم بالحق .

    وقال الشوكاني :"
    ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ولايظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد بل كما ورد في الحديث أنه يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ولا يذل سلطان الله " ( ).

    ثانيا:إن الإنكار العلني على الحكام يزيدهم على ظلمهم وجورهم وصمتهم على ما يجري وهذا ما دلت عليهم الوقائع التاريخية بخلاف إن كان الإنكار سري باللين والحكمة والترغيب والترهيب أما السب والشتم والقذف واللعن فهذا لا يغير من واقعنا المرير في شيء
    قال ابن مفلح في (( الآداب الشرعية ))
    والمراد : ولم يخف منه بالتخويف والتحذير، وإلا سقط المنكر مع السلاطين : التعريف والوعظ فأما تخشين القول نحو : يا ظالم، يا من لا يخاف الله، فإن كان ذلك يحرك فتنة يتعدى شرورها إلي الغير لم يجز، وإن لم يخف إلا على نفسه فهو جائز عنه جمهور العلماء.
    قال : والذي أراه المنع من ذل
    ك)).

    ثالثا:" إن العلماء يأمرون، ولكن لا يملكون شرعا ولا قدَرا سلطة التنفيذ مع وجود الحاكم المسلم. أمّا تلك الجماعات التي تثير مثل هذا الشغب وتُلصق هذه الفِرَى بالعلماء فهي ترى التلازم بين إنكار المنكر وبين تغيره، فنزاهم يرددون أنكارنا ثم أنكرنا ولم يغيروا شيئا، وهذا خطأ مخالف لنصوص السنة التي وردت في معاملة الحاكم الذي لم يكفر، فتأمل معي أيضا هذا الحديث وما جاء في صحيح مسلم عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال«إنّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِىءَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لاَ، مَا صَلّوْا» معنى (كَرِهَ) َأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ، ومعنى (أَنْكَرَ) أي أنكر بقلبه كما جاء ذلك في صحيح مسلم، وتقدم قبل قليل الحديث الذي فيه (فإن قبل منه فذاك وإلا فقد أدى الذي كان عليه)، فهذه هي نظرة علمائنا رحمة الله عليهم في مثل هذه القضايا، فمن قدح فيهم ورماهم بالمداهنة وقلة العلم فإنما أوتي بجهله من قبل الأحكام الشرعية وبالنصوص النبوية، ولا ريب أيها الإخوان أنّ رمي العلماء بهذه الفَرِية جُرْم شنيع وصدٌّ عن سبيل الله تعالى.
    يقول أئمة الدعوة رحمهم الله تعالى كما في الجزء السابع من الدرر السنية:
    ومما أدخل الشيطانُ على بعض المتدينين اتهام علماء المسلمين بالمداهنة، وسوء الظن بهم، وعدم الأخذ عنهم، وهذا سبب حرمان العلم النافع.انتهي كلامهم رحمة الله عليهم."(3).

    رابعا:وقد يقول قائل : وما العمل إذن مادام أن الحكام لم يستجيبوا لطلبات شعوبهم؟!
    والجواب :إن ظلم أن الحكام الظلمة عقوبة يسلطهم الله على الظالمين؛ بسبب ذنوب المحكومين، قال ـ تعالى ـ: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
    وقال تعالى عن فرعون وقومه(
    فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)، فليس الحكام الظلمة ـ إذن ـ الداء، بل الداء المحكومون أنفسهم.
    قال الحسن البصري - :
    ((
    أعلم – عافاك الله – أن جور الملوك نقمة من نقم الله – تعالي -، ونقم الله لا تلاقي بالسيوف، وإنما تتقي وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب.
    إن نقم الله متي لقيت بالسيوف كانت هي أقطع
    ولقد حدثني مالك بن دينار أن الحجاج كان يقول :
    اعلموا أنكم كلما احد ثم ذنباً أحدث الله في سلطانكم عقوبة.
    ولقد حدثت أن قائلاً قال للحجاج : إنك تفعل بأمة رسول الله ( كيت و كيت ! فقال : أجل، إنما أنا نقمة على أهل العراق لما أحدثوا في دينهم ما أحدثوا، وتركوا من شراع نبيهم عليه السلام – ما تركوا
    )) من كتاب (( آداب الحسن البصري )) لابن الجوزي : ( ص 119 – 120 ) ا هـ.

    يتبع...............
    avatar
    جمال البليدي
    رزقه الله تعالى من الطيبات
    رزقه الله تعالى من الطيبات


    ذكر عدد الرسائل : 23
    العمر : 36
    البلد : الجزائر
    العمل : طالب جامعي
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 02/05/2009

    الملفات الصوتية رد: صد عدوان الخوارج المارقين عن علمائنا الربانيين حول ما يجري في فلسطين

    مُساهمة من طرف جمال البليدي 03.05.09 13:44

    الشبهة الرابعة: أن فتاوى العلماء لم تحرض على الجهاد

    والجواب على هذا: أن العلماء دعوا للنصرة المعنوية والمادية ومعلوم أن النصرة يدخل فيها كل شيء بما فيه الجهاد ولو دعوا للجهاد فقط دون النصرة لوقعوا في التسرع والتعجل لأن الأمور الآن شائكة والدماء تسيل فنوع النصرة يحددها أهل البلد والعسكريين فقد تكون بالسلاح والجهاد وقد تكون بتقديم المال فليس العلماء من يحدد نوع النصرة ولكن السفاحون للفلسطنيين من أتباع الفكر الوحشي لا يفرقون بين تمرة وجمرة
    وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
    : ((
    أنَّ الأمر بقتال الطائفة الباغية مشروط بالقدرة والإمكان، فليس قتالهم بأولى مِن قتال المشركين والكفار؛ومعلوم أنَّ ذلك مشروط بالقدرة والإمكان؛ فقد تكون المصلحة المشروعة أحياناً هي التألف بالمال، والمسالمة، والمعاهدة كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة، والإمام إذا اعتقد وجود القدرة ولم تكن حاصلة كان الترك في نفس الأمرأصلح)) [مجموع الفتاوى 4\442]، فقيَّد رحمه الله تعالى الجهاد بالقدرة والنظر إلى المصالح والمفاسد فالنصرة لا تكون كل مرة بالجهاد بل العبرة بالمصلحة التي يقررها العسكريون وخبرائهم.

    الشبهة الخامسة: إستنكارهم لفتوى تحريم المظاهرات
    (دفاعا عن العالم الرباني صالح اللحيدان)

    فمما أنكره الخوارج المارقون وجهلة الإعلاميون أن علماء السلفية خاصة السعوديين وعلى رأسهم العلامة النحرير صالح اللحيدان حرموا المظاهرات وبالتالي فهم يفتون وفق السلطان.

    والجواب على هذه الشبهة:

    أولا: حتى لو سلمنا لكم جدلا أن الشيخ أخطأ-بزعكم-فإن هذا لا داعي للتشنيع عليه لأن له حق الإجتهاد فهو يدور بين أجر أو أجرين بخلاف الطاعن فيه فليس له إلا الوزر.


    ثانيا: إن الإسلام لايعترف بهذا الصنيع ولا يقره بل هو محدث من عمل الكفار وقد انتقل من عندهم إلينا، أفكلما عمل الكفار عملا جاريناهم فيه وتابعناهم عليه؟!.

    إن الإسلام لا ينتصر بالمسيرات والتظاهرات، ولكن ينتصر بالجهاد الذي يكون مبنيا على العقيدة الصحيحة والطريقة التي سنها محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم - ولقد ابتلي الرسل وأتباعهم بأنواع من الابتلاءات فلم يؤمروا إلا بالصبر فهذا موسى عليه السلام يقول لبني إسرائيل رغم ما كانوا يلاقونه من فرعون وقومه من تقتيل الذكور من المواليد واستحياء الإناث يقول لهم: ما أخبر الله عزّ وجلّ به عنه قال موسى لقومه : {
    استعينوا بالله واصبروا إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} [ سورة الأعراف : 128] .

    وهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول لبعض أصحابه لما شكوا إليه ما يلقونه من المشركين (إ
    نّ من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل منهم فيوضع المنشار في مفرقه حتى يشق ما بين رجليه ما يصده ذلك عن دينه وليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الرجل من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلى الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون) فهو لم يأمر أصحابه بمظاهرات.
    قال علامة اليمن مقبل الوادعي رحمه الله(
    (وكيف يكون من الراسخين في العلم من يجعل الحزبية التي فرقت شمل المسلمين تحزبا للإسلام ويجعل تعدد الجماعات ظاهرة صحية, والمظاهرات المخالفة للإسلام وسيلة للتعبير عن الرأي, والعصيان المدني نوعا حضاريا في التعبير عن الرأي, والثورة والانقلاب أسلوبا لقيام الدولة المنشودة؟!
    إلى غير ذلك من الشبه التي تنطلي على من لم يرسخ في العلم
    .)).

    ثالثا:كبار علماء السنة في العصر على تحريمها وإليك أخي القارئ بين يديك فتاويهم المبنية على الأصول الشرعية:

    سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
    السؤال: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوةوهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟

    الجواب:
    لا أرى المظاهرات النسائية والرجاليةمن العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن وم نأسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية، المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان وقال أيضاً رحمه الله: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن.

    فتوى العلامة العثيمين:

    سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -
    رحمه الله تعالى - هل تعتبر المظاهرات وسيلة
    من وسائل الدعوة المشروعة؟
    فقال رحمه الله: (
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء
    الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليهوسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وان كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف
    تجاملهم ظاهراً، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى إن المظاهرات أمر منكر. وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون
    سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وانصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم باحسان
    )
    [انظر: الجواب الأبهر لفؤاد سراج، ص75].

    لا يجوز المظاهرات حتى لو أذن ولي الأمر
    (صفعة في وجوه المخرفين السياسيين وجهلة الإعلاميين المتربصين)

    وفي سؤال ثان حول المظاهرات، ولو أذن بها الحاكم.
    أجاب فضيلته:
    عليك باتباع السلف، إن كان هذاموجود عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجود فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر، لأنها تؤدي
    إلى الفوضى لا من المتظاهرين ولا من الآخرين،وربما يحصل فيها اعتداء إما على الأعراض وإما على الأموال، وإما على الأبدان لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران ما يدري ما يقول ولا ما يفعل.فالمظاهرات كلها شر، سواء أذن بها الحاكم أو لم يأذن وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية وإلا لو رجعت لما في قلبه لكان يكرهها أشد الكراهة، لكن يتظاهر كما يقولون إنه ديمقراطي. وأنه قد فتح باب الحرية للناس وهذا ليس من طريق السلف.

    (عن شريط / لقاء الباب المفتوح ( الجلسة
    الثانية)

    وبهذه الفتوى يتبين أن العلماء لا يداهنون ولي الأمر في الحق البتة بحمد الله فالحرام حرام والحلال الحلال ولا مجاملة في ذلك.

    رابعا: العلماء ينظرون للغالب لا للنادر ومعلوم أن غالب المظاهرات فيها الإفساد والإختلاط بين الرجال والنساء ويخرج فيها الكثير من النساء المتبرجات ويظهرن في الشاشة والتلفاز ولا إله إلا الله ناهيك عن التخريب والفوضى وكما قال العلامة الجليل صالح اللحيدان أنها من الصد عن ذكر الله...إي وربي إنها لمن الصد الكبير عن الدعاء لإخواننا هناك فليس للمسلم وقتا للمظاهرات ومشاهدة الأخبار في مثل هذه الأيام إنما فقط للعبادات والتقرب إلى الله بالحسنات لا بالبدع والتشبه بالكفار فهل عقل هؤلاء الغثاء والبهائم الذين يسيرون في الشوارع هذا؟!!!
    الله المستعان وعليه التكلان من هذه البدع المنتشرة .

    يتبع.........

    avatar
    جمال البليدي
    رزقه الله تعالى من الطيبات
    رزقه الله تعالى من الطيبات


    ذكر عدد الرسائل : 23
    العمر : 36
    البلد : الجزائر
    العمل : طالب جامعي
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 02/05/2009

    الملفات الصوتية رد: صد عدوان الخوارج المارقين عن علمائنا الربانيين حول ما يجري في فلسطين

    مُساهمة من طرف جمال البليدي 03.05.09 13:45

    الشبهة السادسة:قولهم(أين إستنكار العلماء لما جرى)
    والجواب:
    يا سبحان الله ؟
    إن العلماء إستنكروا قبل الحادث وبعدها لو كنتم تفقهون؟
    إن العلماء منذ القدم وهم يدعون الناس للإسلام الصافي ويحذرون من الشرك والمشركين وهذا هو سبب التمكين في الأرض ,قال الله تعالى(
    وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) النور 55
    وهو أيضا سبب لنزول الرعب والخوف في قلوب أعداء الله فقد ثبت في الصحيحين واللفظ للبخاري من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أ
    عطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر.........الحديث
    قال الحافظ ابن حجر” ((مسيرة شهر))
    فالظاهر اختصاصه به مطلقا , وإنما جعل الغاية شهرا ; لأنه لم يكن بين بلده وبين أحد من أعدائه أكثر منه , وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر , وهل هي حاصلة لأمته من بعده ؟ فيه احتمال “.
    وهكذا قلب الإنسان إذا امتلأ بالعلم والإيمان فإن صاحبه لا يخشى أحدا إلا الله تعالى قال الله تعالى »
    الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )) آل عمران 173-174
    هذا مع العلم أن علماءنا لهم كتب ومؤلفات و ندوات حول القضية الفلسطينية ولشيخنا مشهور آل سلمان كتاب كامل بعنوان السلفيون وقضية فلسطين المسلمة .

    والسؤال المطروج للخوارج: أين أفراخ الحركيين والحزبيين من هذا كله؟
    أم أنه لا يظهرون إلا وقت النكبة وهم منقحوها؟!!!


    أما بعد أن حصلت الفتنة والمأساة فقد أصدر علماءنا بيانات وخطب وصوتيات لا تحصى وإليكم شيء منها:

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء تصدر بياناً حول كارثة غزة

    واجب الحكام تجاه فلسطين للشيخ عبد الكريم الخضير

    متى تعود إلينا فلسطين ؟خطبة للشيخ رسلان

    حول مايحدث في غزة للشيخ عبد العزيز الريس

    واجب المسلمين نحو فلسطين للشيخ عايد الشمري


    تعليق العلامة العبيلان حول ما يجري في غزة


    تفريغ خطبة مأساة غزة للشيخ علي الحدادي


    وقفة مع أهل غزة للشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري


    جرائم اليهود بحق الفلسطينيين على مر التاريخ للشيخ محمد الإمام(حول ماجرى في غزة).


    من أسباب النّصر وأسباب الخذلان حول أحداث غزة للشيخ عمر الحاج مسعود

    كلمة حول غزة للشيخ علي الحلبي


    كلمة الشيخ مشهور آل سلمان حول أحداث غزة





    وبهذا يتبين بطلان هذه الأكذوبة من أساسها.

    الشبهة السابعة:قولهم بأن السلفيون يطعنون في حماس وحزب الله اللبناني .

    والجواب على هذه الشبهة:
    أولا:نحن لا نطعن فيهم بالمعنى الذي عينتموه إنما ننتقدهم لمخالفاتهم العقائدية وحتى السياسية(السياسة الشرعية) ونحذر من أفكارهم وهذا من تمام حبنا للأمة الإسلامية ومن تمام إهتمامنا بحقن دماء المسلمين إذ أننا لا نرضى أن يقتل مئات المسلمين بسبب تهور سياسي لا يراعي مصالح ومفاسد في جهاده فليس معنى الدعوة إلى إيقاف الحرب أنه تأييد لهذه الدول الكافرة المعتدية!! إنما هو دعوة لحقن دماء إخواننا المسلمين وتقليل الخسائر من الحرث والنسل والأموال والأنفس قدر الاستطاعة فلما قال الله جلا وعلا {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا له عدوا بغير علم} [الأنعام: 801] فليس معناه أن الله يأمرنا أن نحب آلهة الكفار وإنما هذا حفظ لعظيم وجلال الذات الإلهية أن لاتدنس بسب ولعلى أقرب هذا بمثال: لو أن رجلا طاغية يعيش مع أناس مستضعفين فى بيت فقام أحدهم وضرب هذا الطاغية على حين غفلة فقام هذا الطاغية وضرب الذى ضربه وضرب الآخرين بل وقتلهم وبقى منهم مجموعة لم يقتلوا فأتينا وقلنا يا هذا إياك والاعتداء على هذا الطاغية وأنت مجرم وظالم باعتدائك على هذا الطاغية لأنك تسببت في قتل إخواننا هل يعتب انكارنا هذا تأييدا لذاك الطاغية؟ كلا والله وانما يشدد النكير على الرجل فى ألا يهيج الطاغية حتى لا يقتل ويؤذي بقية إخواننا فدافع الإنكار هو حقن دماء إخواننا وحفظ أعراضهم وأموالهم ودينهم لا التأييد لدولة الكفر أمريكا واليهود أخزاهم الله . فلابد أن يفهم هذا الأمر لأن بعض المتحمسين يتلاعب بهم بعض الحركيين من الحزبيين فيقولون إن هؤلاء الذين يدعون إلى إيقاف الحرب تجاه اليهود هم فى الواقع مؤيدون ومحبون لليهود وهذا من لبس الحق بالباطل حتى يصفو لهم ما يريدون اسأل الله عز وجل أن يعاملهم بعدله وأن يعلى كلمته وأن ينصر السنة بمنه وفضله.

    ثانيا:وكل هذا يقال في حالة عدم هجوم العدو على المسلمين أما وقد هجم العدو على المسلمين بسبب ذاك التهور السياسي المذكور فإننا لا نقف مع الكفرة المجرمين بل نتمنى النصر للمبتدعة على الكفار وندعوا لهم بذلك كما ندعو لهم بأن يرفع الله لهم راية الجهاد الشرعي وقد تمنى الصحابة الكرام إنتصار الروم على الفرس لكون الروم أقرب للحق من الفرس ولا يلزم من ذلك مولاتهم ولا موادتهم في شيء(أقصد الروم).

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 2:21