خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    أسباب انشراح الصدر ، وأسباب القلق وعلاجه ، ومن فوائد غض البصر

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية أسباب انشراح الصدر ، وأسباب القلق وعلاجه ، ومن فوائد غض البصر

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 28.04.09 12:27

    أسباب انشراح الصدر ، وأسباب القلق وعلاجه ، ومن فوائد غض البصر
    Embarassed
    معنى انشراح الصدر : شرح الصدر أي: اتساعه و انبساطه و انفتاحه

    ذكر ابن القيم في كتابه القيم ( زاد المعاد في هدي خير العباد ) أسباباً لانشراح الصدر وهي:
    1 - التوحيد: فالهدى و التوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر ، و الشرك و الضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر و انحراجه.
    2 - الإيمان : فنور الإيمان الذي يقذفه الله في قلب العبد يشرح الصدر و يوسعه و يفرح القلب.
    3 - العلم ( الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم): فإنه يشرح الصدر و يوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا ، والجهل يورثه الضيق و الحصر و الحبس.
    4 - الإنابة إلى الله سبحانه و تعالى و محبته بكل القلب و الإقبال عليه و التنعم بعبادته.
    5 - دوام ذكر الله على كل حال و في كل موطن.
    6 - الإحسان إلى الخلق و نفعهم بما يمكنه من المال و الجاه و البدن و أنواع الإحسان.
    7 - الشجاعة.
    8 - إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه و عذابه و تحول بينه و بين حصول البرء.
    9 - ترك فضول النظر و الكلام و الاستماع و المخالطة و الأكل و النوم.

    أسباب القلق وعلاجه


    نشهد في هذا العصر حضارة كبرى لم يشهد لها التاريخ مثيلاً جعلت الإنسان يعيش في راحة كبيرة ولكنها (اي تلك الحضارة ) قصرت خدمتها على الجانب الجسدي و أهملت الجانب الروحي الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات ، وكان أحد إفرازات هذا القصور القلق الذي أدى بكثير من الناس خصوصاً في الغرب الى الإنتحار، ولم يجدوا له حلاً غير تلك الحبوب المهد ئة.
    وللأسف لقد وجدت أثار هذا القلق في بلاد المسلمين عندما قصر البعض منهم في أمور دينهم وعاشوا بعيداً عن ذكر الله تعالى وطاعته.

    وأسباب القلق كثيرة ، لكن نذكر أهمها:


    (1) ضعف الإيمان : فالمؤمن قوي الإيمان لايعرف القلق. قال الله تعالى(ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) ، ,ويقوى الإيمان بعمل الطاعات وترك المعاصي وقراءة القرآن وحضور مجالس الصالحين وحبهم والتفكر في خلق الله تعالى.
    (2) الخوف على الحياة وعلى الرزق: فهناك من يخاف الموت فيقلق بسبب ذلك ، ولو أيقن أن الآجال بيد الله ماحصل ذلك القلق. والبعض يخاف على الرزق ويصيبه الأرق وكأنه ماقرأ قوله تعالى(إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) ولم يسمع قول الله عز وجل(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) ، حتى النمل في جحره يرزقه الله تعالى ، ولايعني ذلك أن يجلس الإنسان في بيته ينتظر أن تمطر السماء ذهباً ، بل يسعى وبفعل الأسباب امتثالاً لقوله تعالى(فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) ويتوكل على الله(ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
    (3) المصائب: من موت قريب أو خسارة مالية أو مرض عضال أو حادث أو غير ذلك ، لكن المؤمن شأنه كله خير إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً وجزاء الصبر أن الله يأجره ويعوضه خيراً مما أصابه. فيجب أن يعلم أن ذلك بقدر الله وقضائه ، وما قدّر الله سيكون لا محالة لو اجتمع أهل الأرض والسماء أن يردوه ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً. عندما ترسخ هذه العقيدة في نفس الإنسان فإنه يرضى وتكون المصيبة عليه برداً وتكون المحنة منحة ، ولقد شاهدنا أنه كم من مشكلة صارت بإنسان جعلت منه رجلاً قوياً صامداً وعلمته التحمل بعد أن كان في نعمة ورغد لا يتحمل شيئاً وغيرت من نظرته للحياة وأصبح سداً أمام المعضلات.
    (4) المعاصي: وهي سبب كل بلاء في الدنيا والآخرة ، وهي سبب مباشر لحدوث القلق والاكتئاب . قال الله تعالى(وماأصابك من سيئة فمن نفسك ) وقال (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ، والبعض يقول: نريد أن نُذهب القلق و(الطفش) فيفعل المعاصي ، لكنه في الحقيقة يزيد الطين بلة وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.
    (5) الغفلة عن الآخرة والتعلق بالدنيا : فمن يتفكر ويتصور نعيم الجنة بكل أشكاله فإنه تهون عليه المشاكل وينشرح صدره وينبعث الأمل والتفاؤل عنده.

    وأخيراً كيف نتخلص من القلق؟


    قال الله تعالى (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم) ، فالعلاج هو في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
    فخذ هذه الوصفة النافعة ، وجرب وأنت الحكم.


    ( 1) الصلاة: قال الله تعالى(واستيعنوا بالصبر والصلاة ) وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، ويقول لبلال (أرحنا بالصلاة يابلال) ويقول -جُعلت فداه- (وجعلت قرة عيني في الصلاة ) فما من مسلم يقوم فيصلي بخشوع وتدبر وحضور قلب والتجاء لله تعالى إلا ذهبت همومه وغمومه أدراج الرياح كأن لم تكن ، فالصلاة على أسمها صلة بين العبد وربه.
    (2) قراءة القرآن: العلاج لكل داء.قال عز وجل(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) فلنقو صلتنا بهذا الكتاب العظيم ولنتدبر آياته ولا نكن ممن يهجره فهو ربيع القلب ونور الصدر وجلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم.
    (3) الدعاء: سلاح المؤمن الذي يتعبد الله به فمن كان له عند الله حاجة فليفزع إلى دعاء من بيد ملكوت كل شئ ومجيب دعوة المضطرين وكاشف السوء الذي تكفل بإجابة الداعي. قال تعالى(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) وليتخير ساعات الإجابة كالثلث الأخير من الليل ، بين الآذان والإقامة.
    (4) الذكر: أنيس المستوحشين وبه يُطرد الشيطان وتتنزل الرحمات.
    (5) شغل الوقت بالعمل المباح: فإن الفراغ مفسدة ويجلب الأفكار الضارة والقلق وغير ذلك.
    أسأله تعالى أن يرزقنا الإيمان الكامل والعمل الصالح ونسأله حياة السعداء وموت الشهداء ، إنه جواد كريم.

    من فوائد غض البصر


    1 : تخليص القلب من ألم الحسرة .
    2 : أنه يورث نوراً و إشراقاً في القلب يظهر في العين و الوجه و الجوارح و إطلاق البصر يورث ظلمة في الوجه و الجوارح .
    3 : أنه يورث صحة الفراسة
    4 : أنه يفتح له طرق العلم و أبوابه و يسهل عليه أسبابه و ذلك بسبب نور القلب .
    5 : أنه يورث القلب ثباتاً و شجاعة فيجعل له سلطان الحجة .
    6 : أنه يورث القلب سروراً و فرحاً و انشراحاً أعظم من اللذة و السرور الحاصل بالنظر .
    7 : أنه يخلص القلب من أسر الشهوة .
    8 : أنه يسد عنه باباً من أبواب جهنم .
    9 : أنه يقوي عقله و يزيده و يثبته.
    10 : يخلص القلب من سُكر الشهوة و رقدة الغفلة .
    11 : أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه و معاده .
    12 : أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه .
    13 : أنه يورث القلب أنساً بالله و جمعه عليه .
    14 : أنه يقوي القلب و يفرحه .
    15 : أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب .
    16 : أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه و الاشتغال بها.
    17 : أن بين العين و القلب منفذاً و طريقاً يوجب انتقال أحدهما إلى الآخر و أن يصلح بصلاحه و يفسد بفساده .
    18 - من غض بصره أعطاه الله ثلاث فوائد جليلة :


    إحداها حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب ما تركه لله فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه والنفس تحب النظر إلى هذه الصور لا سيما نفوس أهل الرياضة والصفا فإنه يبقى فيها رقة تجتذب بسببها إلى الصور حتى تبقى تجذب أحدهم وتصرعه كما يصرعه السبع ولهذا قال بعض التابعين : ما أنا على الشاب التائب من سبع يجلس إليه بأخوف عليه من حدث جميل يجلس إليه وقال بعضهم اتقوا النظر إلى أولاد الملوك فإن لهم فتنة كفتنة العذارى .
    وأما الفائدة الثانية في غض البصر فهو أنه يورث نور القلب والفراسة قال تعالى عن قوم لوط : لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون فالتعلق في الصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب بل جنونه كما قيل :

    سكران سكر هوى وسكر مدامة ** فمتى إفاقة من به سكران .
    وقيل قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ** العشق أعظم مما بالمجانين
    العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ** وإنما يصرع المجنون في الحين


    وذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال الله نور السماوات والأرض وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة وكان يقول من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وذكر خصلة خامسة وهي أكل الحلال لم تخطئ له فراسة والله تعالى يجزئ العبد على عمله بما هو من جنس عمله فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال بصيرة القلب .


    والفائدة الثالثة قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان النصرة مع سلطان الحجة وفي الأثر الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد في المتبع لهواه من الذل ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه فإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه قال تعالى : يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ، وقال تعالى : ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، ولهذا كان في كلام الشيوخ الناس يطلبون العز من أبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله وكان الحسن البصري يقول وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال فإن ذل المعصية في رقابهم يأبى الله إلا أن يذل من عصاه ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ومن عصاه ففيه قسط من فعل من عاداه بمعاصيه وفي دعاء القنوت إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت .

    والنقل
    لطفـــــاً .. من هنــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 19:13