يقول العلامة شمس الدين ابن القيم - رحمه الله تعالى - و ذكر شطحات للصوفية :
"وهذه الشطحات أوجبت فتنة ً على طائفتين من الناس:
"وهذه الشطحات أوجبت فتنة ً على طائفتين من الناس:
إحداهما :
حُجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ، ولطف نفوسهم ، وصدق معاملتهم ، فأهدروها
لأجل هذه الشطحات ، وأنكروها غاية الإنكار ، وأساءوا الظن بهم مطلقاً ...
وهذا عداونٌ ، وإسراف ؛ فلو كان من أخطأ أو غلط تُرك جملة، و أُهدرت محاسنه ؛ لفسدت العلوم والصناعات .
والطائفة الثانية :
حُجبوا بما رأوه من محاسن القوم ، وصفاء قلوبهم ، وصحة عزائمهم ، وحسن معاملاتهم عن رؤية عيوب شطحاتهم ونقصانها
فسحبوا عليها ذيل المحاسن ، وأجروا عليها حكم القبول ، والانتصار لها ...
وهؤلاء أيضاً معتدون مفرطون .
والطائفة الثالثة :
- وهم أهل العدل والإنصاف - الذين أعطوا كل ذي حقٍ حقه ، وأنزلوا كل ذي منزلٍ منزلته
فلم يحكموا للصحيح بحكم السقيم المعلول ، ولا للمعلول السقيم بحكم الصحيح
بل قبلوا ما يقبل ، وردوا ما يرد "
[ من مدارج السالكين 2/41]