من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 16.04.09 10:10
قلت حسنا، التركيز مطلوب ولا شك، ولا ينازع في أهميته عاقل، ولكن من أين أتت مسألة وضع المصحف على الجهة اليسرى العليا من العين هذه؟؟؟! لعله كان اكتشافا شيطانيا كبيرا لأحد البراهمة الهندوس منذ أربعة آلاف سنة!! يا عباد الله هذا ليس علما وأتحدى أكبر كبرائهم أن يأتينا بدليل على وجود علاقة حسية يمكن اثباتها بين هذا الوضع وبين سهولة الحفظ!! ليس هناك نقل ولا تجريب ولا عقل ولا شيء!! فمن أين يتكلمون؟؟! انها عقائد الوثنيين!
تقول الكاتبة فيما تقول: "التجويد يثبت الحفظ بطريقة أقوى وأوسع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم" قلت ولا بأس في وضع أحاديث على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا، ألم نطرق دروب الوثنية جميعا؟؟! أين قرأت كلاما (عن) الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى؟؟؟
الله المستعان!
ان الحفظ المكثف هذا حتى ولو كان بمنأى عن طرق ومسالك البرمجة النحرفة هذه، فانه لا يخلو من مآخذ ومخاطر على القلوب ليست بالهينة..
فالذي يأتي سريعا يذهب سريعا كما قدمنا! والاخوة قد يطلبون هذا الطريق "استسهالا" – وهو غالب ما استشعرته فيمن وجدت منهم تحمسا لهذا الأمر – فكأنما يقول أحدهم لنفسه (لماذا أنتظر وأمكث سنة كاملة أو سنتين في عناء حتى أختم القرءان ان كان بمقدوري ختمه في شهر واحد فقط؟؟)! ان مثل هذا ليس ذا همة عالية أبدا بل ولا أراه ذا اخلاص وصدق في طلبه أن يكون من أهل القرءان! فأحب الأعمال الى الله أدومها وان قل، وليس هذا من فراغ، وانما لكون المداومة – ولو على القدر القليل – دليلا على استقرار ودوام حضور المحبة والاخلاص في القلب، والحرص على الثبات على الطريق مهما طال ومهما بعدت المسافة! ولا يكون ذلك الا لمن اصطفاهم الله وأحبهم، جعلني الله واياكم منهم.
فما المشكلة في أن يحفظ صاحبنا في عام أو في عامين؟ المشكلة أنه يكون فاقدا للمحبة والرغبة الخالصة لله عز وجل في اتمام هذا العمل، فلا يستطيع أن يثبت على العام او العامين! هو منشغل عنه، قلبه ليس فيه مكان له، فلا يستطيع اخراج ورد ثابت يثبت عليه – ولو قل! فبدلا من أن نأتي أخانا هذا بما يرفع همته ويصحح الاخلاص عنده ونصرفه عن الشواغل الأخرى التي ملأت قلبه فأخذت حظ القرءان منه، اذا بنا نقدم له طريقا مختصرا مكثفا في شهر واحد فقط، يخرج من بعده من الحفاظ الخاتمين لكتاب الله – أو هكذا يوهمونه!! فما أسعده بمثل هذا، وما أضر مثل هذا الأمر عليه وعلى المسلمين!
عباد الله اننا لسنا في سباق لانتاج حفاظ لكتاب الله في أسرع وقت كما تنتج السيارات في المصانع!! هذا ليس انتاجا كميا! ما فائدة قلب نسخت فيه صورة من كتاب الله كاملا وليس فيه فقه ولا عمل بأكثر من عشرة آيات منه؟؟! ان أكثر الصحابة لم يكونوا خاتمين! فهل الخاتم منا اليوم يكون أحسن وأعلى فضلا من هؤلاء؟؟ انها فتنة والله! أن يتحول المسلمون الى مزامير يتغنى الواحد منهم بالقرءان وكأنه مسجل، يخرج لك الأحكام والأوجه ويضبط الأحرف جميعا ولا يلحن، وتسمع منه قراءة تبكيك ويخشع لها قلبك، فاذا ما سألته عن التفسير أو الفقه أو المعتقد الذي يستفاد من آية واحدة مما يحفظ لا تجد عنده شيئا!! فما هذا؟؟! انها بضاعة مزجاة! انه سيرى في نفسه القدرة ويعجب بمهارته، ويغتر – ان كان ممن هداهم الله الى طلب العلم – بأسلوب "التيك اواي" هذا ويطمع في درس مثله في الفقه، ومثله في العقيده، وفي الأصول وغير ذلك، لعله يصبح كالامام أحمد أو الشافعي في خمس سنوات مثلا!! فالله المستعان!
وما أكثر ما سمعنا بأناس كانوا في يوم من الأيام خاتمين لكتاب الله – حفظوه وختموه فعلا في سنة او سنتين واصطبروا عليه - ولكنهم نسوه وصاورا كأنهم ما حفظوه في حياتهم قط! فما فائدة أن أغري الناس الى انجاز مهمة الحفظ في شهر واحد؟؟!
الذي يريد بلوغ المعالي بقفزة واحدة هذا يسقط من حيث وصل في حركة واحدة أيضا! ان وجود هذه المقارئ المكثفة انما من شأنه أن يعزز في قلوب ضعاف الهمة – من أمثالي – الاستسهال في طلب العلم والحفظ، فيصغر عندهم حجم ذلك العمل الجليل في مقابل تعاظم نفوسهم في أعينهم، فيكون لهم فتنة كبيرة، حتى وان لم يكن الأمر قائما على مبادئ البرمجة وغرس الاعتقاد في العقل الباطن وقدراته المزعومة وما الى ذلك!
انظروا الى الأثر البعيد أيها الاخوة وليس الى النفع العاجل القريب، وان كان هذا الأخير عظيما!
ثم ان البعض قد يذهب من باب الاستكشاف، يذهب اليهم فلعله يجد القوم يصدقون حقا فيخرج حافظا لكتاب الله... (ولم لا؟؟.. لن أخسر شيئا!!)!!
فالذي نراه والله أعلم، أن يدع اخوتنا أصحاب المقارئ هذه الفتنة ولا يجعلوا حرصهم ودأبهم أن يعدوا جداول لختم القرءان في شهر أو شهرين أو نحو ذلك، وانما ليضعوا همهم في اذكاء الهمة والدعوة الى الاستقامة على الأوراد وان صغرت، مع المتابعة الدائمة مع شيخ محفظ، مع الدراسة لمعاني القرءان وتفسيره – على الأقل – جنبا الى جنب مع الحفظ، عسى الله أن ينفعنا بالنور الذي أنزل في كتابه، فلا نكون شموعا تنير الطريق للناس وهي في ذاتها تحترق!
ان الخير كل الخير في اتباع سبيل من سلف يا عباد الله.. الخير كل الخير. وتذكروا أنه لو كان خيرا لسبقونا اليه. هذا الكتاب هم الذين نقلوه الينا ونحن عيال عليهم فيه، فخذوا عنهم كيف حفظوه ووعوه ولا تغتروا بمغامرات وتهوكات المفتونين، نسأل الله أن يجمعنا بسادتنا، سلفنا الطاهر في دار المقامة وأن يرفعنا بكتابه ولا يخزنا يوم القيامة انه ولي ذلك والقادر عليه.
جهاز رسم الأورا!!
يستعمل البرمجيون جهازا خرافيا اسمه (جهاز قياس طاقة الشاكرات)، هو عندي أشبه ما يكون بالجهاز الذي ابتدعه المدعو رون هابرد مبتدع ملة الساينتولوجي الجديدة لقياس حالة العقل وصفائه!!
انهم يصفونه في الموقع السابق بقولهم أنه يساعد على:
" معرفة كيفية توزيع الطاقة بين الجسد والعقل والروح وذلك برسومات بيانية"
قلت والله ان لم يكن في هذه العبارة وحدها دليل واضح دامغ على افك هؤلاء وقيام خرافاتهم هذه بالكامل على عقائد باطنية وثنية فاسدة، فما أدري ماذا يريد المخالفون دليلا! أي روح هذه التي يقيسون تدفق الطاقة بينها وبين العقل والجسد؟ وأي طاقة تلك وأين رأوها ومن أنبأهم بأمرها؟؟!
تقول الدكتورة فوز:
" إن الطاقة المرادة هي "الطاقة الكونية" حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية ، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون ، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود ، ولها نفس قوته وتأثيره ؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لا مرئي ، ولا شكل له ، وليس له بداية ، وليس له نهاية ) بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام ،وهذه هي عقيدة وحدة الوجود بتلوناتها المختلفة " العقل الكلي ، الوعي الكامل ، الين واليانج " . أما المروجون لها من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون فيفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله ، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون ، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا ، ومنهجنا في الحياة !!
وهذه الطاقة غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة ، وإنما يُدّعى قياسها بواسطة أجهزة خاصة مثل "البندول"، فبحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية ، وبعضهم يستخدم "كاميرا كيرليان" التي تصور التفريغ الكهربائي أو التصوير "الثيرموني" ، أو تصوير شرارة "الكورونا" ، أو جهاز الكشف عن الأعصاب ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات "الطاقة الكونية" في الجسد !! في محاولة منهم لجعل "الطاقة الكونية" شيئاً يقاس كالطاقة الفيزيائية ؛ لتلبس لبوس العلم ، ولتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس"
(http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=26201)
(http://www.ksayes.com/forums/showthread.php?t=10005)
وهذه الأجهزة التي يقيسون بها الطاقة ليست الا أجهزة لقياس الطيف الكهربائي (Discharge) وهو موجود بتفاوت حول كل انسان منا ولا علاقة له فيزيائيا بالأورا أو الهالة التي يزعم الهندوس أنها ناتجة من حركة طاقتهم المزعومة في أجسام البشر!!
والدكتورة فوز حفظها الله لها جهود قيمة في الحقيقة لكشف كذب وافك هؤلاء الدجالين، تجد بعضها منثورا على هذا الموقع :
http://clickclick.maktoobblog.com/ca...%C9_%C7%E1%E1%
DB%E6%ED%C9_%E6_%C7%E1%D8%C7%D E%C9
وهذا هو موقعها الذي تقوم بالاشراف عليه، نفع الله بها المسلمين:
http://gibson.myserverhosts.com/~alfowz/index.php
لقد أصبحت الفيزياء الكمية Quantum physics ملاذا لكل أفاك وصاحب عقيدة فاسدة يريد ابطانها في أصل الخلق والمادة وترويجها تحت شعار العلم، لما في طرحها العلمي من غموض يحتمل تفسيرات وأوجه شتى! فكثيرا ما تسمع الحلولية يقولون أن العلم يؤيد موقفهم لما يحدث على مستوى الجزيئات الذرية وانظروا الى نظرية الكم! أو تسمع عبدة الأوثان يزعمون أن العمل يؤيد مزاعمهم في حلول الآلهة الغيبية في أصنامهم! وأصحاب عقيدة الأكوان والعوالم المتوازية التي يفتحون بها الباب أمام خرافة السفر عبر الزمن ويفسرون بها "اليوفو" وما الى ذلك، كل هذا يجدون له ساحة خصبة تحت راية فيزياء الكم! والنظرية لا تعلن الا عجز العقل البشري والرياضيات عن تخطي حد معين في تصور ووصف البنية التحتية لمكونات المادة! فتفتح بذلك الباب لما الله به عليم من تأويلات لأسباب ذلك! والله المستعان على ما يأفك المشركون جميعا.
سئل د. محمد بن ابراهيم دودح الباحث في هيئة الاعجاز العلمي سؤالا على موقع الشيخ سلمان العودة (الاسلام اليوم):
" ما رأيكم بما يدور حول الفيزياء الكمية وهي تناقش قدرات الإنسان الموجودة في عقله وأنه يرى ما يصدق، ولو كان يصدق أنه يستطيع وضع يده على لهب شمعة دون أن تحرقه لمدة 10 دقائق فلن تحرقه؛ لأنه متيقن من هذا الشيء وغيره كثير... فما رأي الشرع في ما يتعلق بإمكانية حدوث أي شي ولو كان في نظر الكل مستحيلا فقط لأن العقل يؤمن به. وشكراً"
فأجاب قائلا ما جاء فيه:
" مجال الفيزياء الكمية هو البنية الذرية بينما مجال الظواهر النفسية هو علم النفس Psychiatry, وقد نال المنهج العلمي الثقة؛ لأنه يكشف لك الحقيقة كما هي في الواقع. ولذا يحاول البعض التخفي تحت ستار العلوم التجريبية للترويج لممارسات وافدة، لم يثبت فيها دليل علمي قاطع بعد، أو تتصل بعقائد قديمة تضفي القدسية على المجسدات.
ودورات: البرمجة اللغوية العصبية والتنفس العميق والاسترخاء والطاقة والتشي كونغ والريكي والماكروبيوتيك؛ رغبة في التطوير الذاتي، وبحثاً عن الصحة والنشاط ووهم اكتساب القدرات الزائفة، أصبحت اليوم بديلا رائجا للخشوع في الصلاة, والدعاء والأذكار والاستغراق في التفكر, والصيام تطهرا وتقوية للإرادة وقمعا لنزوات النفس وتدريبا على التزهد. جملة خدع غزت بلاد المسلمين تحت أسماء براقة تبديها وكأنها من علوم العصر؛ تظاهرت باكتساب المهارات. وليست في الحقيقة سوى ممارسات عقائد وافدة قد جُمعت فوائدها النفسية والجسمانية في العبادات الإسلامية إذا مورست بخشوع, والنظر بتشوف إلى الآخرين واستلهام نهجهم بلا تمحيص ليس له من ثمرة إلا زعزعة الثقة بالمنهج الإيماني.
فالتغذية تصبح على الطريقة الماكروبيوتيكية، والتأمل والتفكر على الطريقة البوذية، والصحة واللياقة على الطريقة الطاوية، وفلسفة الشنتوية في اليابان، والتفاؤل والإيجابية على طريقة أهل البرمجة اللغوية. والنتيجة الفعلية ضياع الهوية الإسلامية"أ.هـ.
وقال كذلك:
" وفكرة الطاقة الكونية تقوم على فلسفة بديلة لعقيدة الألوهية.. فيعتقد الطاويون أن الوجود كل واحد، وكل مافي الوجود هو الطاو Tao، فهو أصل كل الأشياء وإليه مردها.. ثم انبثق منه نقيضان: الين واليانغ. أحدهما الأصل الذي انبثقت منه الأشياء المتجسدة ذات الهيئة والشكل والصفات، أما الآخر نقيض المتجسدات فقد بقي على صفات الكلي الواحد، وملأ الفراغ الذي في الكون وأسموه الطاقة الكونية.." أ.هـ.
ثم يختتم جوابه قائلا:
" ومن هنا فإن خطر هذه الوافدات مدلهم، وفتنتها عظيمة، والشر الذي تجمعه وتدل عليه كثير متشعب. وعلى الرغم من محاولات كثيرين من الحريصين استخلاص ما فيها من خير، بعيداً عن لوثاتها العقدية إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل, فمصادمة هذه الفلسفات وتطبيقاتها للعقيدة إنما هي في الأصول التي تقوم عليها لا في بعض التطبيقات الهامشية التي قد يدعي البعض إمكانية التحرز منها.
ثم إن المنهج النبوي يحتم علينا اتباعه بالإقبال على الكتاب والسنة، فما تركا من خير إلا وفيهما دلالة عليه، ولا شر إلا وفيهما تحذير منه. واليقين بهذا من مقتضيات فهم كمال الدين، وتمام بلاغ خاتم المرسلين", والحمد لله الذي قال في محكم التنزيل جازمًا: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [آل عمران:85]. وقال في ثلاثة مواضع بنفس الألفاظ مؤكدًا: "هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىَ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ" [التوبة:33] و[الفتح:28] و[الصف:9], هذا والله تعالى أعلم. " أ،هـ.
(http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=111953)
ان الاخوة المفتونين بهذه الأمور هداهم الله يقولون أنه من الممكن تنقيتها وتصفيتها واستخراج نفع منها وأقول لهم أبدا والله، فكيف نأتي بخنزير النجاسة العينية هي في أصل خلقته، ثم نحاول غسله وتطهيره حتى تزول تلك النجاسة عنه؟؟ هذا مستحيل! وما حاجتنا أصلا لهذا الوهم والوثنية وقد أغنانا الله بما فيه صلاحنا وصلاح البشرية كلها جمعاء؟؟! أم أنه السعي الى التربح بكل جديد يذيع صيته ويبطن خبثه وفساده طالما أن الأكثرين من أهل العلم لا يزالون لم يتفطنوا الى حقيقته بعد ولم تنشر لهم مصنفات موسعة فيه؟؟!