خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.04.09 6:12

    للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم

    فاصل

    يبدو أن موجة الاستهتار بالمشاعر الإسلامية في مصر والاستهانة بمقدسات المسلمين لم تعد تتوقف على الصحف المشبوهة أو صاحبة الانتماءات الخارجية
    وأن "لوثة" العدوان على أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد انتقلت إلى الصحافة القومية

    فقد فاجأت صحيفة الأهرام في عددها الصادر أول أمس الخميس 14 ديسمبر ،صفحة الفكر الديني ، رقم 29 ، قراءها ببذاءة جديدة موجهة إلى أصحاب النبي ، حيث نشرت الصحيفة تحت عنوان " القوي الفاجر" ، قصة مختلقة مكذوبة من كتب خصومات الفرق القديمة

    تتهم الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة بأنه "فاجر"

    وأن هذا الوصف قد أطلقه عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عندما وصفه ـ حسب الأهرام ـ بأنه "القوي الفاجر"

    وزادت الصحيفة الطين بله باتهامها لأمير المؤمنين الفاروق عمر بأنه اختار "فاجرا" لكي يوليه أمور المسلمين في الكوفة

    وكانت المصريون قد تلقت اتصالات أبدت شديد استياءها مما فعلته صحيفة الأهرام
    معتبرة أن هذا السلوك فيه استهتار غير متصور من صحيفة قومية ينفق عليها من أموال المسلمين ثم هي تسبهم في حرماتهم الدينية وتتطاول على الصحابة
    وتقوم بتشويه تراث المسلمين وشخصياتهم الشهيرة

    وكانت صحيفة الغد الناطقة باسم حزب الغد ، فصيل أيمن نور ، قد نشرت ملفا سابقا في أحد أعدادها فيه اتهام مشابهة للصحابة وللمغيرة بن شعبة نفسه

    وهو الأمر الذي هز المشاعر الدينية في مصر وأثار استياءا كبيرا
    وأدانه شيخ الأزهر وفضيلة مفتي الجمهورية ومراجع علمية وسياسية وفكرية عديدة
    مما يجعل إقدام صحيفة الأهرام القومية على تكرار الجريمة أمرا مشيرا لأكثر من علامة استفهام

    وجدير بالذكر أن

    المغيرة بن شعبة رضوان الله عليه هو أحد أعلام الصحابة الذين بايعوا النبي بيعة الرضوان الشهيرة

    وهم الذين نزل فيهم قول الحق تعالى : " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا"

    وهي منزلة لا يضاهيها سوى أصحاب بدر

    كما أنه أحد أبطال المسلمين الذين خاضوا الغزوات والفتوحات الكبرى

    وفقد إحدى عينيه في سبيل الله

    كما كان واليا في أكثر من دور من أدوار الخلافة ، وكان من دهاة العرب على دينه وفضله ومكانته .

    منقول
    http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=192806
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.04.09 6:16

    تحقيق براءة ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في حادثة شهادة أبي بكرة عليه بال تحقيق براءة ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في حادثة شهادة أبي بكرة عليه بالزنا
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :
    إن من الكتب التي ينبغي أن تعرض مروياتها لقواعد الجرح والتعديل كتب التواريخ وخصوصا فيما يتعلق منها بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ففي هذه الكتب الكثير من الروايات الساقطة التي تحتاج إلى تمحيص وغربلة , وقد استغلها بعض المغرضين والمتربصين والحاقدين لتحقيق مآربهم للطعن في هذا الدين وحملته ونقلته .
    وأهل السنة والجماعة حين يقررون عدالة الصحابة , لا يعنون بذلك أنهم معصومون من الخطأ والزلل , فكما قال اللكنوي في الرفع والتكميل (1|378) : فإن العصمة عن الخطأ مطلقا من خواص الأنبياء ولا توجد في الصحابة فضلا عن الأولياء .
    وقال الصنعاني في توضيح الأفكار (2|93) : والعدالة غير العصمة فلا ينافيها صدور شيء من المعاصي .
    وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إن صدر منهم خطأ أو ذنب فهم أولى بالمغفرة والعفو ممن جاء بعدهم , لصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ولما بذلوه في نصرة هذا الدين ونشره والذب عنه
    ولا يجوز للباحث المنصف أن يتعلق برواية ساقطة للطعن في أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لها مخرج وتوجيه .
    قال النووي : قال العلماء الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها قالوا ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله
    ومن الروايات التي تحتاج إلى توثيق وتحقيق , تحقيق ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في شهادة أبي بكرة عليه بالزنا , وغربلة وتمحيص ما دخل في أصل الرواية من زيادات مردودة وضعيفة .
    وقد قمت بجمع الروايات وتحقيقها , وذكر بعض المسائل والفوائد المتعلقة بهذه الحادثة , والله سبحانه نسأله أن يهدينا للصراط المستقيم وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
    ملخص الحادثة
    قال ابن كثير نقلا عن الطبري : وفي هذه السنة – أي سنة سبعة عشر - ولى عمر أبا موسى الأشعري البصرة وأمره أن يشخص إليه المغيرة بن شعبة في ربيع الأول فشهد عليه فيما حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أبو بكرة وشبل بن معبد البجلي ونافع بن عبيد وزياد ثم ذكر الواقدي وسيف هذه القصة وملخصها: إن امرأة كان يقال لها أم جميل بنت الأفقم من نساء بني عامر بن صعصعة ويقال من نساء بني هلال , وكان زوجها من ثقيف قد توفي عنها وكانت تغشى نساء الأمراء والأشراف وكانت تدخل على بيت المغيرة بن شعبة وهو أمير البصرة ,وكانت دار المغيرة تجاه دار أبي بكرة وكان بينهما طريق , وفي دار أبي بكرة كوة تشرف على كوة في دار المغيرة , وكان لا يزال بين المغيرة وبين أبي بكرة شنآن فبينما أبو بكرة في داره وعنده جماعة يتحدثون في العلية إذ فتحت الريح باب الكوة فقام أبو بكرة ليغلقها ؛ فإذا كوة المغيرة مفتوحة وإذا هو على صدر امرأة وبين رجليها وهو يجامعها .فقال أبو بكرة لأصحابه : تعالوا فانظروا إلى أميركم يزنى بأم جميل فقاموا فنظروا إليه وهو يجامع تلك المرأة فقالوا لأبي بكرة : ومن أين قلت أنها أم جميل وكان رأساهما من الجانب الآخر؟ فقال: انتظروا فلما فرغا قامت المرأة فقال أبو بكرة : هذه أم جميل فعرفوها فيما يظنون , فلما خرج المغيرة وقد اغتسل ليصلي بالناس منعه أبو بكرة أن يتقدم , وكتبوا إلى عمر في ذلك فولى أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة وعزل المغيرة فسار إلى البصرة فنزل البرد فقال المغيرة: والله ما جاء أبو موسى تاجرا ولا زائرا ولا جاء إلا أميرا ثم قدم أبو موسى على الناس وناول المغيرة كتابا من عمر ... وارتحل المغيرة والذين شهدوا عليه وهم أبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد بن أمية وشبل بن معبد البجلي ؛ فلما قدموا على عمر جمع بينهم وبين المغيرة فقال المغيرة : سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم وكيف رأوا المرأة وعرفوها ؛ فإن كانوا مستقبلي فكيف لم يستتروا أو مستدبري فكيف استحلوا النظر في منزلي على امرأتي والله ما أتيت إلا امرأتي وكانت تشبهها .
    فبدأ عمر بأبي بكرة فشهد عليه أنه آه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة قال: كيف رأيتهما قال مستدبرهما قال: فكيف استبنت رأسها قال : تحاملت ثم دعا شبل بن معبد فشهد بمثل ذلك فقال: استقبلتهما أم استدبرتهما ؟ قال: استقبلتهما وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم قال : رأيته جالسا بين رجلي امرأة فرأيت قدمين مخضوبتين يخفقان واستين مكشوفتين وسمعت حفزانا شديدا قال: هل رأيت كالميل في المكحلة قال: لا قال : فهل تعرف المرأة قال: لا ولكن أشبهها قال: فتنح .
    وروى أن عمر رضي الله عنه كبر عند ذلك ثم أمر بثلاث فجلدوا الحد وهو يقرأ قوله تعالى :{ فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون } فقال المغيرة: اشفني من الأعبد قال : اسكت اسكت الله فاك , والله لم تمت الشهادة لرجمناك بأحجارك .
    البداية والنهاية (7|82)
    قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (127) : يظهر لنا في هذه القصة التي رأوا المغيرة رضي الله عنه مخالطا لها عندما فتحت الريح الباب عنهما أنما هي زوجته ولا يعرفونها , وهي تشبه امرأة أخرى أجنبية كانوا يعرفونها تدخل على المغيرة وغيره من الأمراء فظنوا أنها هي , فهم لم يقصدوا باطلا ولكن ظنهم أخطأ وهو لم يقترف إن شاء الله فاحشة لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعظم فيهم الوازع الديني الزاجر عما لا ينبغي في أغلب الأحوال والعلم عند الله تعالى .
    التعريف بشخصيات الرواية
    المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معقب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس الثقفي أسلم قبل عمرة الحديبية وشهدها وبيعة الرضوان وله فيها ذكر وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
    أبو بكرة هو نفيع بن مسروح وقيل اسمه مسروح وبه جزم ابن إسحاق مشهور بكنيته وكان من فضلاء الصحابة وسكن البصرة وأنجب أولادا لهم شهرة وكان تدلى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف ببكرة فاشتهر بأبي بكرة .
    ونافع بن الحارث بن كلدة الثقفي أبو عبد الله الثقفي أخو أبي بكرة لأمه أمهما سمية وهو معدود في الصحابة .
    وشبل بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن علي بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي نسبه الطبري والعسكري , وقال لا يصح له سماع عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن السكن يقال له صحبة وأمه سمية والدة أبي بكرة وزياد .
    وزياد بن عبيد الذي كان بعد ذلك يقال له زياد بن أبي سفيان , ولد على فراش عبيد مولى ثقيف فكان يقال له زياد بن عبيد ثم استلحقه معاوية ثم لما انقضت الدولة الأموية صار يقال له زياد بن أبيه وزياد بن سمية وكنيته أبو المغيرة , وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بإسناد صحيح عن بن سيرين أنه كان يقال له زياد بن أبيه ذكره أبو عمر في الصحابة , ولم يذكر ما يدل على صحبته , وفي ترجمته أنه وفد على عمر من عند أبي موسى وكان كاتبه ومقتضى ذلك أن يكون له إدراك وجزم بن عساكر بأنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وأنه أسلم في عهد أبي بكر وسمع من عمر وقال العجلي تابعي ولم يكن يتهم بالكذب .
    المرأة يقال لها الرقطاء أم جميل بنت عمرو بن الأفقم الهلالية وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن عوف الجشمي .
    انظر الفتح (5|256) وكذا الإصابة في تمييز الصحابة
    روايات الحديث
    أورد البخاري جزءا من القصة في صحيحه معلقا في باب
    وقول الله تعالى { ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون . إلا الذين تابوا }

    وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال من تاب قبلت شهادته

    قال ابن حجر في الفتح (5|256) : قوله وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال: من تاب قبلت شهادته وصله الشافعي في الأم قال سمعت الزهري يقول زعم أهل العراق أن شهادة المحدود لا تجوز فأشهد لأخبرني فلان أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكرة : تب وأقبل شهادتك . قال سفيان: سمي الزهري الذي أخبره فحفظته ثم نسيته فقال لي عمر بن قيس : هو بن المسيب قلت: ورواه بن جرير من وجه آخر عن سفيان فسماه ابن المسيب وكذلك رويناه بعلو من طريق الزعفراني عن سفيان .


    ورواه بن جرير في التفسير من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب أتم من هذا ولفظه أن عمر بن الخطاب ضرب أبا بكرة وشبل بن معبد ونافع بن الحارث بن كلدة الحد وقال لهم من أكذب نفسه قبلت شهادته فيما يستقبل, ومن لم يفعل لم أجز شهادته فأكذب شبل نفسه ونافع , وأبى أبو بكرة أن يفعل .


    قال الزهري: هو والله سنة فاحفظوه .


    ورواه سليمان بن كثير عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر حيث شهد أبو بكرة ونافع وشبل على المغيرة وشهد زياد على خلاف شهادتهم فجلدهم عمر واستتابهم وقال : من رجع منكم عن شهادته قبلت شهادته فأبى أبو بكرة أن يرجع أخرجه عمر بن شبة في أخبار البصرة من هذا الوجه , وساق قصة المغيرة هذه من طرق كثيرة ...


    وأخرج القصة الطبراني في ترجمة شبل بن معبد والبيهقي من رواية أبي عثمان النهدي أنه شاهد ذلك عند عمر . وإسناده صحيح


    ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة مطولا وفيها فقال زياد رأيتهما في لحاف وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراء ذلك .


    قلت : سعيد عن عمر مرسل


    ورواه عبد الرزاق في " تفسيره " من طريق آخر عن ابن المسيب أخبرنا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن ابن المسيب قال : شهد على المغيرة بن شعبة ثلاثة نفر بالزنا ونكل زياد فحد عمر الثلاثة ثم سألهم أن يتوبوا فتاب اثنان فقبلت شهادتهما وأبى أبو بكرة أن يتوب فكانت شهادته لا تقبل حتى مات وعاد مثل النصل من العبادة .


    ورواه ابن سعد في " الطبقات في ترجمة المغيرة " أخبرنا الواقدي حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب فذكره بلفظ عبد الرزاق وزاد : قال : وكان ذلك سنة سبعة عشر ثم ولاه عمر بعد ذلك الكوفة يعني المغيرة كما في نصب الراية للزيلعي (3|349)


    والواقدي متروك .


    لكن يشهد لمرسل ابن المسيب ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه والطبراني في الكبير من طريق الثوري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال : شهد أبو بكرة و نافع و شبل بن معبد على المغيرة بن شعبة أنهم نظروا إليه كما ينظر إلى المرود في المكحلة فجاء زياد فقال عمر : جاء رجل لا يشهد إلا بحق فقال : رأيت منظرا قبيحا وابتهارا قال : فجلدهم عمر الحد .

    قال الهيثمي في المجمع(6|434) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .

    ]وقال ابن حجر في الفتح (5|256) : إسناده صحيح[/font]



    2- أخرج الحاكم في مستدركه (3|507) حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد ثنا عبد الله بن محمد بن قحطبه بن مرزوق الطلحي ثنا محمد بن نافع الكرابيسي البصري ثنا أبو عتاب سهل بن حماد ثنا أبو كعب صاحب الحرير عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال : كنا جلوسا عند باب الصغير الذي في المسجد يعني باب غيلان أبو بكرة و أخوه نافع و شبل بن معبد فجاء المغيرة بن شعبة يمشي في ظلال المسجد و المسجد يومئذ من قصب فانتهى إلى أبي بكرة فسلم عليه فقال له أبو بكرة : أيها الأمير ما أخرجك من دار الأمارة؟ قال : أتحدث إليكم فقال له أبو بكرة : ليس لك ذلك الأمير يجلس في داره و يبعث إلى من يشاء فتحدث معهم قال : يا أبا بكرة لا بأس بما أصنع فدخل من باب الأصغر حتى تقدم إلى باب أم جميل امرأة من قيس قال : و بين دار أبي عبد الله و بين دار المرأة طريق فدخل عليها قال أبو بكرة : ليس لي على هذا صبر فبعث إلى غلام له فقال له : ارتق من غرفتي فانظر من الكوة فانطلق فنظر فلم يلبث أن رجع فقال : وجدتهما في لحاف فقال للقوم : قوموا معي فقاموا فبدأ أبو بكرة فنظر فاسترجع ثم قال لأخيه : انظر فنظر قال : ما رأيت قال : رأيت الزنا ثم قال : ما رابك انظر فنظر قال : ما رأيت قال : رأيت الزنا محصنا قال : أشهد الله عليكم قالوا : نعم قال : فانصرف إلى أهله و كتب إلى عمر بن الخطاب بما رأى ؛فأتاه أمر فظيع صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فلم يلبث أن بعث أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة ؛ فأرسل أبو موسى إلى المغيرة أن أقم ثلاثة أيام أنت فيها أمير نفسك فإذا كان اليوم الرابع فارتحل أنت و أبو بكرة و شهوده فيا طوبى لك إن كان مكذوبا عليك وويل لك إن كان مصدوقا عليك ؛ فارتحل القوم أبو بكرة و شهوده و المغيرة بن شعبة حتى قدموا المدينة على أمير المؤمنين فقال : هات ما عندك يا أبا بكرة قال : أشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا أبا عبد الله أخاه فشهد فقال : اشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا شبل بن معد البجلي فسأله كذلك ثم قدموا زياد فقال : ما رأيت فقال : رأيتهما في لحاف و سمعت نفسا عاليا و لا أدري ما وراء ذلك ؛ فكبر عمر و فرح إذ نجا المغيرة , و ضرب القوم إلا زيادا

    قال : كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولى عتبة بن غزوان البصرة فقدمها سنة ست عشرة و كانت وفاته في سنة تسع عشرة و كان عتبة يكره ذلك و يدعو الله أن يخلصه منها فسقط عن راحلته في الطريق فمات رحمه الله ثم كان من أمر المغيرة ما كان .
    قلت : شيخ الحاكم أبو بكر له ترجمة في تاريخ بغداد (5|265) وهو ثقة عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الصلحي تصحفت في المطبوع إلى الطلحي من شيوخ ابن حبان المشهورين .
    وأبو عتاب سهل بن حماد هو الدلال صدوق
    وصاحب الحرير هو عبد ربه بن عبيد الأزدي الجرموزي مولاهم أبو كعب البصري وهو ثقة وعبد العزيز بن أبي بكرة صدوق
    أما محمد بن نافع البصري إن كان هو أبو بكر له ترجمة في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
    ومتن الحديث فيه نكارة فأنا استبعد أن يتجسس أبو بكرة رضي الله عنه على غيره كما في هذه الرواية ويطلب من غلامه النظر من الكوة , والله أعلم .
    3- أخرج ابن أبي شيبة (5|545) والبيهقي في السنن الكبرى (8|234) من طريق أبي أسامة عن عوف عن قسامة بن زهير قال : لما كان من شأن أبي بكرة والمغيرة بن شعبة الذي كان قال أبو بكرة : اجتنب أو تنح عن صلاتنا ؛ فإنا لا نصلي خلفك قال فكتب إلى عمر في شأنه قال فكتب عمر إلى المغيرة أما بعد فإنه قد رقى إلي من حديثك حديثا ؛ فإن يكن مصدوقا عليك فلأن يكون مت قبل اليوم خير لك قال فكتب إليه وإلى الشهود أن يقبلوا إليه ؛ فلما انتهوا إليها دعا الشهود فشهدوا فشهد أبو بكرة وشبل بن معبد وأبو عبد الله نافع فقال عمر حين شهد هؤلاء الثلاثة أود المغيرة أربعة وشق على عمر شأنه جدا ؛ فلما قام زياد قال إن تشهد إن شاء الله إلا بحق ثم شهد قال : أما الزنى فلا أشهد به , ولكني رأيت أمرا قبيحا فقال عمر : الله أكبر حدوهم فجلدوهم فلما فرغ من جلد أبي بكرة قام أبو بكرة فقال أشهد انه زان فهم عمر أن يعيد عليه الحد فقال علي إن جلدته فارجم صاحبك فتركه فلم يجلد فما قذف مرتين بعد .
    أبو أسامة هو حماد بن أسامة ثقة ثبت ربما دلس
    وعوف هو ابن أبي جميلة المعروف بالأعرابي ثقة ولكنه رمي بالتشيع .
    وقسامة ثقة4- وأخرج البيهقي في الكبرى (8|235) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (60|32) من طريق يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة : أن أبا بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة وشبل بن معبد شهدوا على المغيرة بن شعبة أنهم رأوه يولجه ويخرجه وكان زياد رابعهم , وهو الذي أفسد عليهم فأما الثلاثة فشهدوا بذلك فقال أبو بكرة : والله لكأني بأثر جدري في فخذها فقال عمر رضي الله عنه حين رأى زياد : إني لأرى غلاما كيسا لا يقول إلا حقا ولم يكن ليكتمني شيئا فقال زياد: لم أر ما قال هؤلاء , ولكني قد رأيت ريبة وسمعت نفسا عاليا قال ك فجلدهم عمر رضي الله عنه وخلى عن زياد .
    قلت : وهذا إسناد مرسل
    عبد الوهاب هو ابن عطاء قال عنه ابن حجر : صدوق ربما أخطأ
    قال البيهقي (8|235) :وقد رويناه من وجه آخر موصولا .
    وفي رواية علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة : أن أبا بكرة وزيادا ونافعا وشبل بن معبد كانوا في غرفة والمغيرة في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر؛ فإذا المغيرة بين رجليها فقال بعضهم لبعض قد ابتلينا فذكر القصة قال فشهد أبو بكرة ونافع وشبل وقال زياد: لا أدري نكحها أم لا ؟ فجلدهم عمر رضي الله عنه إلا زيادا فقال أبو بكرة رضي الله عنه: أليس قد جلدتموني ؟ قال :بلى قال : فأنا أشهد بالله لقد فعل ؛ فأراد عمر أن يجلده أيضا فقال علي : إن كانت شهادة أبي بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك وإلا فقد جلدتموه يعني لا يجلد ثانيا بإعادته القذف .
    وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف
    وأخرج البيهقي أيضا (8|235) قال أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا بن بنت أحمد بن منيع ثنا عبد الله بن مطيع عن هشيم عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة : فذكر قصة المغيرة قال: فقدمنا على عمر رضي الله عنه فشهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد فلما دعا زيادا قال: رأيت أمرا منكرا قال فكبر عمر رضي الله عنه ودعا بأبي بكرة وصاحبيه فضربهم قال فقال أبو بكرة يعني بعد ما حده والله أني لصادق وهو فعل ما شهد به فهم عمر بضربه فقال علي لئن ضربت هذا فارجم ذاك .
    قلت :عبد الله بن مطيع ثقة
    وكذلك عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني وولده عيينة
    وابن بنت أحمد بن منيع هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي
    ضعيف له ترجمة في الكامل (4|264)

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.04.09 6:17

    5-وقال الطبري : وفي هذه السنة ولى عمر أبا موسى البصرة وأمره أن يشخص إليه المغيرة في ربيع الأول فشهد عليه فيما حدثني معمر عن الزهري عن ابن المسيب أبو بكرة وشبل بن معبد البجلي ونافع بن كلدة وزياد .


    قال: وحدثني محمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه قال: كان يختلف إلى أم جميل امرأة من بني هلال وكان لها زوج هلك قبل ذلك من ثقيف يقال له الحجاج بن عبيد فكان يدخل عليها فبلغ ذلك أهل البصرة فأعظموه فخرج المغيرة يوما من الأيام حتى دخل عليها وقد وضعوا عليها الرصد فانطلق القوم الذين شهدوا جميعا فكشفوا الستر وقد واقعها فوفد أبو بكرة إلى عمر فسمع صوته وبينه وبينه حجاب فقال أبو بكرة قال نعم قال لقد جئت لشر قال إنما جاء بي المغيرة ثم قص عليه القصة فبعث عمر أبا موس الأشعري عاملا وأمره أن يبعث إليه المغيرة فأهدى المغيرة لأبي موسى عقيلة وقال إن رضيتها لك فبعث أبو موسى بالمغيرة إلى عمر .


    قلت : ومحمد بن يعقوب له ترجمة في الجرح والتعديل والتاريخ الكبير ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا ويعقوب ثقة لكن الأثر عنه مرسل .


    قال الواقدي : وحدثني عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال حضرت عمر حين قدم بالمغيرة وقد تزوج امرأة من بني مرة فقال له إنك لفارغ القلب طويل الشبق فسمعت عمر يسأل عن المرأة فقال يقال لها الرقطاء وزوجها من ثقيف وهو من بني هلال .


    والواقدي متروك


    قال أبو جعفر : وكان سبب ما كان بين أبي بكرة والشهادة عليه فيما كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن محمد والمهلب وطلحة وعمرو بإسنادهم قالوا : كان الذي حدث بين أبي بكرة والمغيرة بن شعبة أن المغيرة كان يناغيه وكان أبو بكرة ينافره عند كل ما يكون منه وكانا بالبصرة وكانا متجاورين بينهما طريق وكانا في مشربتين متقابلتين لهما في داريهما في كل واحدة منهما كوة مقابلة الأخرى ؛ فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته فهبت ريح ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليصفقه فبصر بالمغيرة , وقد فتحت الريح باب كوة مشربته وهو بين رجلي امرأة فقال للنفر : قوموا فانظروا فقاموا فنظروا ثم قال: اشهدوا قالوا: من هذه ؟ قال: أم جميل ابنة الأفقم وكانت أم جميل إحدى بني عامر بن صعصعة وكانت غاشية للمغيرة وتغشى الأمراء والأشراف وكان بعض النساء يفعلن ذلك في زمانها فقالوا إنما رأينا أعجازا ولا ندري ما الوجه ثم إنهم صمموا حين قامت فلما خرج المغيرة إلى الصلاة حال أبو بكرة بينه وبين الصلاة وقال لا تصل بنا فكتبوا إلى عمر بذلك وتكاتبوا فبعث عمر إلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى إني مستعملك إني أبعثك إلى أرض قد باض بها الشيطان وفرخ ؛ فالزم ما تعرف ولا تستبدل فيستبدل الله بك فقال: يا أمير المؤمنين أعني بعدة من أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار ؛ فإني وجدتهم في هذه الأمة وهذه الأعمال كالملح لا يصلح الطعام إلا به فاستعن بمن أحببت ؛ فاستعان بتسعة وعشرين رجلا منهم أنس بن مالك وعمران بن حصين وهشام بن عامر ثم خرج أبو موسى فيهم حتى أناخ بالمربد وبلغ المغيرة أن أبا موسى قد أناخ بالمربد فقال والله ما جاء أبو موسى زائرا ولا تاجرا , ولكنه جاء أميرا فإنهم لفي ذلك إذ جاء أبو موسى حتى دخل عليهم فدفع إليه أبو موسى كتابا من عمر وإنه لأوجز كتاب كتب به أحد من الناس أربع كلم عزل فيها وعاتب واستحث وأمر أما بعد: فإنه بلغني نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميرا فسلم إليه ما في يدك والعجل وكتب إلى أهل البصرة أما بعد فإني قد بعثت أبا موسى أميرا عليكم ليأخذ لضعيفكم من قويكم وليقاتل بكم عدوكم وليدفع عن ذمتكم وليحصي لكم فيئكم ثم ليقسمه بينكم ولينقي لك طرقكم وأهدى له المغيرة وليدة من مولدات الطائف تدعى عقيلة , وقال: إني قد رضيتها لك وكانت فارهة وارتحل المغيرة وأبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد وشبل بن معبد البجلي حتى قدموا على عمر فجمع بينهم وبين المغيرة فقال المغيرة : سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم وكيف رأوا المرأة أو عرفوها فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إلي في منزلي على امرأتي والله ما أتيت إلا امرأتي وكانت شبهها ؛ فبدأ بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة قال : كيف رأيتهما ؟قال : مستدبرهما قال : فكيف استثبت رأسها قال: تحاملت ثم دعا بشبل بن معبد فشهد بمثل ذلك فقال: استدبرتهما أو استقبلتهما؟ قال: استقبلتهما وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم قال :رأيته جالسا بين رجلي امرأة فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان واستين مكشوفتين وسمعت خفزانا شديدا قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا قال: فهل تعرف المرأة ؟قال: لا ولكن أشبهها قال : فتنح وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد وقرأ {فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} فقال المغيرة: اشفني من الأعبد فقال: اسكت اسكت الله نأمتك أما والله لم تمت الشهادة لرجمتك بأحجارك .


    تاريخ الطبري (4|72)

    قلت : وسيف هو بن عمر التميمي قال عنه أبو حاتم : متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي
    التعليق على الروايات
    1- الثابت من الروايات في هذه الحادثة أصل القصة وهو شهادة أبي بكرة وشبل بن معبد ونافع وزياد على المغيرة بن شعبة
    فشهد الثلاثة على المغيرة ,وشهد زياد على خلاف شهادتهم فجلدهم عمر واستتابهم وقال : من رجع منكم عن شهادته قبلت شهادته فأبى أبو بكرة أن يرجع .
    أما تفاصيل الحادثة فجلها من طرق ضعيفة وساقطة
    من مرويات الواقدي وسيف بن عمر التميمي وغيرهم من الضعفاء والمتروكين .
    2- جاء في هذه الروايات بعض اختلاف وتناقض في سرد الأحداث وهي كالآتي
    أ-في سرد الطبري للحادثة من طريق الواقدي بيان أن الحادثة كانت في بيت المغيرة , وفي رواية عبد العزيز بن أبي بكرة أن ذلك كان في بيت أم جميل
    ب-في رواية الواقدي ورواية عبد الرحمن بن أبي بكرة أن الريح فتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليغلقها فرأى من غير قصد المغيرة في بيته يجامع امرأة شبهها بأم جميل .
    أما في رواية عبد العزيز ففيها أن أبا بكرة ومن معه تتبعوا المغيرة وتجسسوا عليه واحدا تلو الآخر
    3- في رواية الواقدي لم يجزموا بأن المرأة هي أم جميل وأقر زياد أنه لا يعرف المرأة وأنه يشبهها .
    4- دافع المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في رواية الواقدي عن نفسه بأن البيت بيته والمرأة زوجته , وهذا هو الأصل .
    5- في رواية عبد العزيز نكارة في المتن أن يدخل بيت أم جميل أمام نظر أبي بكرة ومن معه وكذلك استبعد أن أبا بكرة رضي الله عنه يأمر بالتجسس على المغيرة .

    من أجوبة العلماء على هذه القصة

    قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (127) : يظهر لنا في هذه القصة التي رأوا المغيرة رضي الله عنه مخالطا لها عندما فتحت الريح الباب عنهما أنما هي زوجته ولا يعرفونها وهي تشبه امرأة أخرى أجنبية كانوا يعرفونها تدخل على المغيرة وغيره من الأمراء فظنوا أنها هي , فهم لم يقصدوا باطلا ولكن ظنهم أخطأ وهو لم يقترف إن شاء الله فاحشة لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعظم فيهم الوازع الديني الزاجر عما لا ينبغي في أغلب الأحوال والعلم عند الله تعالى .

    وقال ابن حجر في التلخيص (4|63) : وقيل إن المغيرة كان تزوج بها سرا وكان عمر لا يجيز نكاح السر ويوجب الحد على فاعله فلهذا سكت المغيرة وهذا لم أره منقولا بإسناد وإن صح كان عذرا حسنا لهذا الصحابي
    قلت : وهذا على فرض ثبوت أنها أم جميل ولم يثبت ولله الحمد .


    المسائل والفوائد المتعلقة بهذه القصة



    1-نقل ابن قدامة عن الخرقي سبعة شروط في الشهادة على الزنا


    أحدها: أن يكونوا أربعة وهذا إجماع لا خلاف فيه بين أهل العلم لقول الله تعالى : { واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم } وقال تعالى : { والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة } وقال تعالى : { لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون } [ وقال سعد بن عبادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي باربعة شهداء ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ] رواه مالك في الموطأ و أبو داود في سننه


    الشرط الثاني : أن يكونوا رجالا كلهم ولا تقبل فيه شهادة النساء بحال ولا نعلم فيه خلافا إلا شيئا يروى عن عطاء و حماد أنه يقبل فيه ثلاثة رجال وامرأتان وهو شذوذ لا يعول عليه .


    الشرط الثالث : الحرية فلا تقبل فيه شهادة العبيد , ولا نعلم في هذا خلافا إلا رواية حكيت عن أحمد أن شهادتهم تقبل وهو قول أبي ثور لعموم النصوص فيه ولأنه عدل ذكر مسلم فتقبل شهادته كالحر .


    ولنا أنه مختلف في شهادته في سائر الحقوق فيكون ذلك شبهة تمنع من قبول شهادته في الحد لأنه يندريء بالشبهات


    الشرط الرابع : العدالة ولا خلاف في اشتراطها ؛ فإن العدالة تشترط في سائر الشهادات فههنا مع مزيد الاحتياط أولى فلا تقبل شهادة الفاسق ولا مستور الحال الذي لا تعلم عدالته لجواز أن يكون فاسقا .


    الخامس : أن يكونوا مسلمين فلا تقبل شهادة أهل الذمة فيه سواء كانت الشهادة على مسلم أو ذمي لأن أهل الذمة كفار لا تتحقق العدالة فيهم ولا تقبل روايتهم ولا أخبارهم الدينية فلا تقبل شهادتهم كعبدة الأوثان .


    الشرط السادس : أن يصفوا الزنا فيقولوا رأينا ذكره في فرجها كالمرود في المكحلة والرشاد في البئر وهذا قول معاوية بن أبي سفيان و الزهري و الشافعي و أبي ثور و ابن المنذر وأصحاب الرأي لما – جاء - في قصة ماعز أنه لما أقر عند النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا فقال : أنكتها ؟ فقال : نعم فقال : حتى غاب ذلك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة والرشاد في البئر ؟ قال نعم ] وإذا اعتبر التصريح في الإقرار كان اعتباره في الشهادة أولى


    المغني (10|169)


    2- أخذ العلماء بقاعدة أن الحدود تدرأ بالشبهات قال صديق حسن خان : ويسقط الحد بالشبهات المحتملة لحديث أبي هريرة قال [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادرؤوا الحدود على المسلمين ما استطعتم فإن كان له مخرج فخلوا سبيله فإن الإمام أن يخطيء في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة ]


    أخرجه الترمذي وإسناده ضعيف .


    لكن كما ذكر صديق حسن خان وروي نحوه عن عمر وابن مسعود بإسناد صحيح وفي الباب من الروايات ما يعضد بعضه .


    الروضة الندية (2|265)


    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وأما إذا اشتبه الأمر هل هذا القول أو الفعل مما يعاقب صاحبه عليه أو ما لا يعاقب فالواجب ترك العقوبة...


    مجموع الفتاوى (6|505)


    باب شهادة القاذف والسارق والزاني 3- بوب البخاري في صحيحه


    قال ابن حجر : أي هل تقبل بعد توبتهم أم لا ؟


    قوله: وقول الله عز وجل:{ ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا } وهذا الاستثناء عمدة من أجاز شهادته إذا تاب .


    وقد أخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله تعالى:{ ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا} ثم قال :{ إلا الذين تابوا} فمن تاب فشهادته في كتاب الله تقبل وبهذا قال الجمهور أن شهادة القاذف بعد التوبة تقبل ويزول عنه اسم الفسق سواء كان بعد إقامة الحد أو قبله وتأولوا قوله تعالى { أبدا} على أن المراد ما دام مصرا على قذفه لأن أبد كل شيء على ما يليق به كما لو قيل لا تقبل شهادة الكافر أبدا ؛ فإن المراد ما دام كافرا وبالغ الشعبي فقال: إن تاب القاذف قبل إقامة الحد سقط عنه وذهب الحنفية إلى أن الاستثناء يتعلق بالفسق خاصة فإذا تاب سقط عنه اسم الفسق , وأما شهادته فلا تقبل أبدا وقال بذلك بعض التابعين وفيه مذهب آخر يقبل بعد الحد لا قبله وعن الحنفية لا ترد شهادته حتى يحد وتعقبه الشافعي بأن الحدود كفارة لأهلها فهو بعد الحد خير منه قبله فكيف يرد في خير حالتيه ويقبل في شرهما .


    الفتح (5|256)


    وقال ابن حجر : وقال بعض الناس لا تجوز شهادة القاذف وإن تاب هذا منقول عن الحنفية واحتجوا في رد شهادة المحدود بأحاديث قال الحفاظ لا يصح منها شيء وأشهرها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا محدود في الإسلام أخرجه أبو داود وبن ماجة .


    ورواه الترمذي من حديث عائشة نحوه وقال: لا يصح وقال أبو زرعة: منكر .


    وروى عبد الرزاق عن الثوري عن واصل عن إبراهيم قال: لا تقبل شهادة القاذف توبته فيما بينه وبين الله قال الثوري ونحن على ذلك .


    وأخرج عبد الرزاق من رواية عطاء الخرساني عن بن عباس نحوه وهو منقطع ولم يصب من قال أنه سند قوي .


    الفتح (5|257)


    4- بيان أن الصحابة أقروا فعل عمر في حكمه في هذه القضية


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :


    وأما قول الرافضي وعطل حدود الله فلم يحد المغيرة بن شعبة


    فالجواب :أن جماهير العلماء على ما فعله عمر في قصة المغيرة وأن البينة إذا لم تكمل حد الشهود ومن قال بالقول الآخر لم ينازع في أن هذه مسألة ...


    والذي فعله بالمغيرة كان بحضرة الصحابة رضي الله عنهم وأقروه على ذلك وعلي منهم والدليل على إقرار علي له أنه لما جلد الثلاثة الحد أعاد أبو بكرة القذف وقال والله لقد زنى فهم عمر بجلده ثانيا فقال له علي إن كنت جالده فارجم المغيرة يعني أن هذا القول إن كان هو الأول فقد حد عليه وإن جعلته بمنزلة قول ثان فقد تم النصاب أربعة فيجب رجمة فلم يحده عمر , وهذا دليل على رضا علي بحدهم أولا دون الحد الثاني وإلا كان أنكر حدهم أولا كما أنكر الثاني .


    وكان من هو دون علي يراجع عمر ويحتج عليه بالكتاب والسنة فيرجع عمر إلى قوله فإن عمر كان وقافا عند كتاب الله تعالى .


    منهاج السنة (6|35)
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.04.09 6:20

    5- أجمع العلماء على قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه

    قال العيني في عمدة القاري(7|802): -روى له - يعني أبا بكرة - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث واثنان وثلاثون حديثاً اتفقا على ثمانية وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بحديث.

    وقال ابن كثير في البداية والنهاية(8|75) : أبوبكرة صحابي جليل كبير القدر وقد أجمعت الأمة على قبول رواية الصحابي الجليل أبي بكرة ونقل الإجماع ابن قدامة وقال: -ولا نعلم خلافاً في قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه-.


    - وقال ابن القيم: -وقد أجمع المسلمون على قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه-. -إعلام الموقعين (1|721)- تفريق العلماء بين الشهادة والرواية


    فرق العلماء بين الشهادة والرواية، فلم يلزم من عدم قبول شهادة رجل عدم قبول روايته، فالشهادة يطلب فيها مزيد تثبيت لا يطلب في الرواية، كالعدد والحرية وغير ذلك. لذلك احتج البخاري ومسلم وغيرهما بحديث أبي بكرة - رضي الله عنه - مع علمهم بقصة جلده.


    ذكر العيني في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري (7|702) عن الإسماعيلي في كتابه -المدخل-، إذا لم يثبت هذا كيف رواه البخاري في صحيحه؟


    وأجيب بأن الخبر مخالف للشهادة، ولهذا لم يتوقف أحد من أهل المصر عن الرواية عنه، ولا طعن أحد على روايته من هذه الجهة، مع إجماعهم أن لا شهادة لمحدود في قذف غير ثابت، فصار قبول خبره جارياً مجرى الإجماع وفيه ما فيه.


    وقال أبو عبدالله الزركشي: إذا جاء القاذف مجيء الشاهد كما في قصة الذين شهدوا على المغيرة، فإن شهادته ترد دون روايته، بدليل ما تقدم عن عمر في حق أبي بكرة - رضي الله عنهما -، مع أنه مقبول الرواية بلا تردد، بخلاف من قصد الشتم والقذف، فإن شهادته وخبره وفتياه لا يقبلن حتى يتوب-شرح الزركشي على الخرقي - (3|704)


    7- سبب امتناع أبي بكرة عن التوبة عندما دعاه عمر - رضي الله عنه - إلى تكذيب نفسه:
    امتنع أبوبكرة - رضي الله عنه - من أن يتوب عندما دعاه عمر - رضي الله عنه - للتوبة بعد أن جلده للآتي:


    1- لم ير أبوبكرة ما يراه عمر - رضي الله عنه الله عنه - من اشتراط تكذيب القاذف نفسه لقبول توبته وشهادته.

    2- أبوبكرة يفرق بين الشاهد والقاذف.

    3- يرى أبوبكرة أنه كان صادقاً فيما أدلى به من الشهادة فمم يتوبب إذاً؟

    قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (3|7) قال البيهقي: إن صح هذا، فلأنه امتنع من التوبة من قذفه وأقام على ذلك.


    قلت: أي الذهبي- كأنه يقول لم أقذف المغيرة، وإنما أنا شاهد، فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد، إذ نصاب الشهاد لو تم بالرابع لتعين الرجم ولما سموا قاذفين.


    وقال القسطلاني في كتابه إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6|98): وقد سأل ابن المنير فقال: إن كان صادقاً في قذفه فمم يتوب إذاً؟


    وأجاب: بأنه يتوب من الهتك ومن التحدث بما رآه، ويحتمل أن يقال إن المعاين للفاحشة مأمور بأن لا يكشف صاحبها إلا إذا تحقق كمال النصاب معه، فإذا كشف قبل ذلك عصى فيتوب من المعصية في الإعلان لا من الصدق في علمه.


    4- إقامة الحد على الشهود إذا لم يكتمل النصاب فيه خلاف بين العلماء، ففي المغني لابن قدامة الحنبلي(8|202):

    وذكر أبوالخطاب فيهم روايتين وحكي عن الشافعي فيه قولان أحدهما لا حد عليهم لأنهم شهود فلم يجب عليهم الحد كما لو كانوا أربعة أحدهم فاسق... الخ.

    ولعل أبا بكرة - رضي الله عنه - يرى هذا لذلك لم يستجب إلى ما دعاه عمر - رضي الله عنه - من التوبة بتكذيب نفسه. والله أعلم.

    انظر لمزيد الفائدة في الدفاع عن أبي بكرة مجلة الفرقان الكويتية عدد (297للشيخ ناظم سلطان .


    هذا ما يسر الله وأعان في تحقيق هذه الحادثة
    والحمد الله رب العالمين
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    والنقل
    لطفـــــاً .. من هنــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.04.09 6:24

    أعوذ بالله من سيء القول

    أهل السنة يفرحون أن يجدوا عذراً لأصحاب رسول الله للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم Sallah لأنهم تلاميذه وجلساؤه وحملة الشريعة فرضي الله عنهم

    ولذا وجدنا عمر للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم Radia فرح ببراءة المغيرة من التهمة وهكذا أهل السنة لا يضمرون البغض لأصحاب رسول الله للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم Sallah

    إنما هذا وصف الروافض ولم يكتف الروافض بالطعن في المغيرة بل اتهموا عمر للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم Radia بالتواطؤ مع المغيرة رضي الله عنهما .

    وأنت تذكر المغيرة للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم Radia ولا تترضى عنه وتتهمه بالزنا .


    ولا تعلم بجهلك أن إقامة حد القذف على الشهود تبرئة من الزنا وكان حق من ينطق بهذا أن يجلد حد القذف .


    فالمغيرة للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم Radia بريء من الزنا بقذف الشهود وبريء من التهمة بأمور :

    1 - انه حلف بالله أنه زوجته والصحابة عدول لا يكذبون وقد روى المغيرة للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم Radia عدة أحاديث عن رسول الله للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم Sallah وهو مصدق بها .


    2 - أن عمر للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم Radia أبقاه على الإمرة ونقله من البصرة إلى الكوفة ولو كان يشك في تهمته ما أبقاه .

    3 - أن المغيرة للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم Radia كان أميراً وكان كثير النكاح كما وصفه مالك بن أنس وقد أغناه الله بالحلال عن الحرام .

    المصدر السابق
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.04.09 6:39



    لم يثبت في القصة ما يطعن على المغيرة بن شعبة رضي الله عنه لامور:

    1- كونه قد نال شرف الصحبة رضي الله عنه وهذه منزلة لا يقدح فيها بالظن فمن ثبتت ثقته بيقين فانها لا تزول بالشك.

    فهذا هو الاصل الاول .

    2- الاصل الثاني الثابت : ان من في بيت الرجل انما هي امراته لا غيرها ولاسيما وقد ذكر ان المتهم بها تشبه امراته فكيف يزول هذا اليقين بالشك.

    3- ان ابا بكرة والمغيرة رضي الله عنهما كانا متجاورين فلو كانت المراة تغشى المغيرة في منزله لكان الاتهام بذلك اوضح من الاتهام بامر خفي او على الاقل لذكر ابو بكرة ورضي الله عنه هذا الامر من مؤكدات اتهامه .

    4- ما بين ابي بكرة والمغيرة رضي الله عنه من النفرة .فهذا مع ما سبق يؤكد براءة ساحة المغيرة رضي الله عنه .

    وسبحان الله العظيم فالحب والبغض له اثر عظيم في نظرة الانسان وتصوره وقد قيل :


    وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** كما ان عين السخط تبدي المساويا.

    ولذلك قال اهل العلم كلام الاقران لايقبل في بعض .

    ولايقدح ذلك البتة في ابي بكرة رضي الله عنه فهو انما حكم بما يعتقده وبما هو متاكد منه في قرارة نفسه ولذلك اصر على موقفه حتى بعد جلده رضي الله عنه وارضاه.

    وايضا لم يقدح كلام الائمة الكبار - ممن شهدت الامة بثقتهم وعدالتهم ومتانة دينهم بل وبعضهم من ائمة الجرح والتعديل - لم يقدح كلامهم في بعض اقرانهم في ثقتهم وعدالتهم .

    ولم يقدح في الامام مالك كلامه في ابن اسحاق وكذاغيره في غيره .

    وقبل ذلك وبعده فهذه قضية عين لها ملابساتها وعدالة الصحابة وثقتهم
    ثابتة بيقين فلاتزول بالشك .

    وقدوتنا اهل العلم من اهل السنة والجماعة مازالوا يروون عن هذين الصحابيين رضي الله عنهما فهذا دليل على انه لا اعتبار عندهم بما قد يفهمه البعض من هذه القصة .

    والله اعلم .
    ==========
    يستفاد من القصة أمور منها :

    1- أن مذهب أهل السنة في الصحابة توثيقهم مطلقا، والحكم بعدالتهم، ومحبتهم والترضي عنهم، والتماس العذر لمن بدر منه ما يظن أنه خطأ أو معصية. ولهذا توارد علماء أهل السنة على تأويل القصة بما يوافق هذا الأصل المقرر عندهم.

    2- لم يثبت في القصة ما يطعن به على المغيرة ولا على أبي بكرة رضي الله عنهما. فأما الأول فأصل عدالته وشرف صحبته يجعلنا نحكم بأنه إنما أتى امرأته، وأما الثاني فإنما حكم بما رأى وعلم، ولا حرج عليه في ذلك.

    3- خطورة القذف الذي قد يتساهل فيه بعض الناس في زماننا هذا.

    4- على فرض وقوع معصية الزنا من أحد من الصحابة فليس ذلك مما يناقض الأصل المذكور آنفا، إذ ليس أحد منهم معصوما من الذنوب والمعاصي. لكنهم خير الناس في هذه الأمة، وهم حملة الشرع، ونقلة السنة، وأئمة المجاهدين والعابدين. ولكل منهم من الحسنات والمناقب ما تمحى به - بإذن الله تعالى - ذنوبه. ويكفي الواحد منهم شرف اللقاء بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.

    5- أحكام فقهية متعددة.

    والله أعلم.
    والنقل
    لطفـــاً .. من هنـــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: للإخوة المصريين : ردوا على (القوي الفاجر) ، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.04.09 7:00

    الحمد لله

    أولاً:
    الصحابي الجليل " المغيرة بن شعبة " هو أحد أصحاب " بيعة الرضوان " الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ، والذين أثنى الله عليهم بالخير ، وأخبر أنه رضي عنهم ، قال تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً . وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا . وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) الفتح/18 ، 19 .


    قال ابن كثير – رحمه الله - :

    " يخبر تعالى عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ، وقد تقدم ذكر عدتهم ، وأنهم كانوا ألفا وأربعمائة ، وأن الشجرة كانت سمرة بأرض " الحديبية " .

    وقوله : ( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ) أي : من الصدق ، والوفاء ، والسمع ، والطاعة .

    ( فَأَنزلَ السَّكِينَةَ ) : وهي الطمأنينة ، ( عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) : وهو ما أجرى الله على أيديهم من الصلح بينهم وبين أعدائهم ، وما حصل بذلك من الخير العام المستمر المتصل بفتح خيبر ، وفتح مكة ، ثم فتح سائر البلاد ، والأقاليم عليهم ، وما حصل لهم من العز ، والنصر ، والرفعة في الدنيا ، والآخرة ، ولهذا قال : ( وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) " انتهى .

    " تفسير ابن كثير " (7/339 ، 340 ) .

    وقد أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وشهد لهم بالخيرية ، وأخبر أنهم من أهل الجنة :
    أ. عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ : ( أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ) رواه البخاري ( 2923 ) ومسلم ( 1856 ) .


    قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : " هذا صريح في فضل " أصحاب الشجرة " ، فقد كان من المسلمين إذ ذاك جماعةٌ بمكة ، وبالمدينة ، وبغيرهما " انتهى .
    " فتح الباري " ( 7 / 443 ) .


    ب. عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو حَاطِبًا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَذَبْتَ ، لَا يَدْخُلُهَا فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ ) رواه مسلم ( 2495 ) .

    ج. عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال : أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ : ( لَا يَدْخُلُ النَّارَ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا . قَالَتْ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَانْتَهَرَهَا ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) رواه مسلم ( 2496 ) .
    قال النووي – رحمه الله - : " قال العلماء : معناه : لا يدخلها أحدٌ منهم قطعاً ، كما صرح به في الحديث الذي قبله - حديث حاطب - وإنما قال : ( إن شاء الله ) للتبرك لا للشك ، وأما قول حفصة بلى ، وانتهار النبي صلى الله عليه و سلم لها ... فيه دليل للمناظرة ، والاعتراض والجواب ، على وجه الاسترشاد ، وهو مقصود حفصة ؛ لا أنها أرادت رد مقالته صلى الله عليه و سلم .


    والصحيح أن المراد بالورود في الآية المرور على الصراط ، وهو جسر منصوب على جهنم فيقع فيها أهلها وينجو الآخرون " انتهى .
    " شرح مسلم " ( 16 / 58 ) .


    وقد أسلم " المغيرة بن شعبة " رضي الله عنه عام الخندق ، وأول مشاهده : الحديبية ، ثم شهد اليمامة ، وفتوح الشام ، والقادسية ، ونهاوند ، وهمدان ، وغيرها .


    قال عنه الحافظ الذهبي – رحمه الله - : " من كبار الصحابة ، أولي الشجاعة والمكيدة ، شهد بيعة الرضوان ، كان رجلا طِوالاً ، مهيبا ، ذهبت عينه يوم اليرموك ، وقيل : يوم القادسية " انتهى .

    "سير أعلام النبلاء" (3/21) .


    وما جاء في روايات عدة من شهادةٍ عليه رضي الله عنه بالزنا : لم يثبت نصاب الشهادة فيها ، ولا يمكن لأحدٍ أن يتهمه رضي الله عنه بتلك الفاحشة البغيضة من غير اعتراف ، أو شهادة أربعة رجال ، وكلا الأمرين معدوم ، وقد جلد عمر رضي الله عنه الثلاثة الذين اتهموه بالزنا ؛ لعدم اكتمال نصاب الشهادة ، بعد تردد الرابع ، وعدم شهادته ، ولم يصنع شيئاً مع المغيرة لعدم ثبوت أصل الواقعة شرعاً .


    وأما بخصوص المروي في وصف فعله رضي الله مع تلك المرأة : فالجواب عنه من وجوه :


    1. سقوط ذلك كله شرعاً ، وعدم ثبوت شيء منه ؛ لتخلف نصاب الشهادة .

    2. أن كثيراً من تلك الروايات لم تصح أصلاً من حيث إسنادها .

    3. أن ذلك الأمر الذي حصل – إن جزمنا بحصوله واقعاً ، وهو ما سبب إشكالاً عند كثيرين – لم يكن مع امرأة أجنبية ، بل كان مع زوجةٍ من نسائه تشبه تلك التي ادُّعي عليها فعل الفاحشة مع ذلك الصحابي الجليل.

    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - : " يظهر لنا في هذه القصة أن المرأة التي رأوا المغيرة رضي الله عنه مخالطاً لها عندما فتحت الريح الباب عنهما : هي زوجته ، ولا يعرفونها ، وهي تشبه امرأة أخرى أجنبية كانوا يعرفونها تدخل على المغيرة وغيره من الأمراء ، فظنوا أنها هي ، فهم لم يقصدوا باطلاً ، ولكن ظنهم أخطأ ، وهو لم يقترف - إن شاء الله - فاحشة ؛ لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظم فيهم الوازع الديني الزاجر عما لا ينبغي في أغلب الأحوال ، والعلم عند الله تعالى " انتهى .
    "مذكرة في أصول الفقه" (ص 152) .


    4. وأمر آخر يخص الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة ، وهو أنه كثير الزواج ، فأي حاجة ليفعل الحرام ، وهو يجد من الحلال الكثير ؟! .

    قال الذهبي – رحمه الله - : " عن المغيرة بن شعبة قال : لقد تزوجت سبعين امرأة ، أو أكثر .

    أبو إسحاق الطالقاني : حدثنا ابن المبارك قال : كان تحت المغيرة بن شعبة أربع نسوة ، قال : فصفهن بين يديه ، وقال : أنتن حسَنات الأخلاق ، طويلات الأعناق ، ولكني رجل مطلاق ، فأنتن الطلاق .

    ابن وهب : حدثنا مالك قال : كان المغيرة نكَّاحا للنساء ، ويقول : صاحب الواحدة إن مرضت مرض ، وإن حاضت حاض ، وصاحب المرأتين بين نارين تشعلان ، وكان ينكح أربعا جميعاً ، ويطلقهن جميعاً " انتهى.
    " سير أعلام النبلاء " ( 3 / 31 ) .


    5. ومعروف غيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على حرمات الله ، وقوته في دينه ، ومعروف ـ أيضا ـ تشدده مع ولاته ، وقد ولَّى المغيرةَ بعد تلك الحادثة إمرة " الكوفة " ! ولو أنه ثبت عنده شبهة تلك المعصية فلعله لا يوليه ولاية قط ، وهذا يعني اقتناع عمر بعدم حصول تلك الواقعة أصلاً ، أو اقتناعه بأنها كانت زوجته ، ولعل الثاني هذا هو الأقرب .

    وبما قلناه يسقط السؤال من أصله ، وليس ثمة حاجة للبحث في حكم فعله رضي الله عنه ؛ لأن ذلك السؤال مبني على كون تلك المرأة أجنبية .



    ثانياً:

    أما من حيث الحكم الشرعي ابتداءً : فإن مقدمات الزنى من الفواحش ، وقد سمَّاها الشرع " زنى " ، لكن الزنى الذي تترتب عليه الأحكام ، ويوجب الحدود : هو زنى الفرج ، لا زنى الأعضاء الأخرى .

    وقد روى البخاري ( 6243 ) ومسلم ( 2657 ) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ ، وَيُكَذِّبُهُ ) .

    وقد نهى الله تعالى عن مقدمات الزنى ، فقال : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) الإسراء/32 ، وقال : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) الأنعام/151 .

    وللحاكم إن ثبت عنده فعل أحد من المسلمين مثل تلك المقدمات أن يعزره بما يراه مناسباً لحاله ، وفعله ، فليس في تلك الأفعال حدود ، بل فيها التعزير .

    وينظر النقل في ذلك عن الأئمة ، مع شيء من التفصيل في أصل المسألة : جواب السؤال رقم : ( 27259 ) .



    والله أعلم

    والنقل
    لطفــــــاً .. من هنـــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:47