خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ( سماع صوت المعذبين في قبورهم )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 28.01.09 8:09

    سمعنا في أحد المواقع في الانترنت وهو موقع أهليز
    أن رجلا ملحدا سمع اصوات معذبين في القبر ، وهذا الاصوات مرعبة جدا ، كما سمعناها في الشريط ، والسؤال هو هل يمكن سماع عذاب القبر ، نرجو الايضاح في أسرع وقت ممكن ، فنحن في حيرة من أمرنا ؟؟








    جواب الشيخ حامد العلي :

    بتاريخ : 3-05-2002
    الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
    ــــــــ
    بعض النظر عن صحة هذا الشريط الذي سمعناه ، ومدى صدق دعوى من ادعى أنه رآى وسمع ما فيه ، ثم سجله ، وقد عرض على قناة أمريكية في شيكاغو ، وجعل دليلا على أن ذلك الشخص في سيبريا انفتح له ثقب إلى الجحيم ـ عذاب القبور ــ فسمع أصوات المعذبين ورآهم ، بغض النظر صحة الشريط الذي أذاعته القناة الامريكية ، فقد يكون كذبا ويكون الشريط المسجل مركبا غير حقيقي .

    والشريط يمكن سماعه في هذا الموقع ، .
    وقد وضع رابطه في الصفحة الرئيسة

    بغض النظر عن ذلك كله ، فالجواب على سؤال السائل عن إمكانية رؤية أو سماع عذاب القبر ، ننقل ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في هذا الشأن :

    قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى : ( كان هذا مما يعتبر به الميت في قبره ، فإن روحه تقعد وتجلس وتسأل وتنعم وتعذب وتصيح وذلك متصل ببدنه ، مع كونه مضطجعا في قبره ، وقد يقوى الأمر حتى يظهر ذلك في بدنه ، وقد يرى خارجا من قبره والعذاب عليه وملائكة العذاب موكلة به ، فيتحرك ببدنه ويمشى ويخرج من قبره ، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم ، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر ، لكن هذا ليس لازما في حق كل ميت ، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم ، بل هو بحسب قوة الأمور ) مجموع الفتاوى 5/526

    ــــــ
    ومما يدل على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا ، هذا الأثر :
    عن العوام بن حوشب ـ إمام محدث حدث عن إبراهيم النخعي ومجاهد تلميذ بن عباس رضي الله عنها ـ قال (نزلت مرة حيا ، وإلى جانب الحي مقبرة ، فلما كان بعد العصر انشق فيها القبر ، فخرج رجل راسه راس الحمار ، وجسده جسد إنسان ، فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر ، فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا ، فقالت امرأة : ترى تلك العجوز ؟ قلت : ما لها ؟ قالت : تلك أم هذا . قلت : وما كان قصته ؟ كان يشرب الخمر ، فإذا راح تقول له أمه : يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر ؟ ! فيقول لها : إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار ! قالت : فمات بعد العصر . قالت : فهو ينشق عنه القبر بعد العصر ، كل يوم فينهق ثلاث نهقات ، ثم ينطبق عليه القبر ) رواه الاصبهاني وغيره ، وقال الاصبهاني حدث به أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه . صحيــــــــــح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني 2/665

    ــــــــــــــ

    والعجب كل العجب أن ما يقول هذا الكافر أنه رآه وسمعه وسجله ، من أنهم رجال ونساء عراة يصيحون من شدة العذاب ، ينطبق تماما على ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف عذاب القبر الذي يعذب به الزناة والزواني ، وذلك في الحديث الطويل الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أتاه آتيان ، فانطلقا معه ، وانه رأى عذاب المعذبين في حديث طويل ، ثم قال صلى الله عليه وسلم :
    (فأتينا على مثل التنور – قال: فأحسب أنه كان يقول: -فإذا فيه لغط وأصوات. قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت: ما هؤلاء؟ ثم ذكر الحديث وفيه :
    وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني ) رواه البخاري من حديث سمرة بن جندب .


    وما أشبه صوت المعذبين في الشريط الذي يزعم هذا الرجل أنه سجله عندما أرعبته رؤية المعذبين وسماع أصواتهم في الجحيم ، ما أشبهه بهذا الحديث الذي قاله صلى الله عليه وسلم عن عذاب الزناة والزواني ،وأنه سمع (أصوات ولغط) ، وهو الصوت المرعب الذي يسمع من الشريط أجارنا الله وإياكم ونعوذ بالله تعالى من غضبه ، والعجب انه أذيع على قناة أمريكية ، وسجله شخص كافر لايعرف شيئا عن عذاب القبور ، ولا عما ورد في سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ومن المعلوم أن سيبيريا قد دفن فيها ستالين الطاغية الملحد أثناء حكمه ملايين البشر الذين قتلهم وهجرهم فماتوا هناك ، فهي مقبرة عظيمة مليئة بقبور الكفار ، فسبحان الله تعالى ، ونعوذ بالله تعالى من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ونعوذ بالله تعالى من عذاب القبر وعذاب جهنم وفتنة المحيا والممات وشر فتنة المسيح الدجال .


    فاصل

    ... هذه الواقعة أجزم بكذب وقوعها لو زُعِمَ أنها أصوات المعذَّبين من أصحاب القبور .
    وذلك لمنافتها صراحةً نصَّ الحديث الصحيح المتقدِّم ذكره ، وهو قوله ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Sallah : (( يسمعه كلُّ شيءٍ إلاَّ الثقلين ، ولو سمعوه لصعقوا )) .
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid فدلَّ نصُّ الحديث على انتفاء سماع الثقلين (الإنس والجن) لهذه الأصوات ، وعُلِّق جواز سماعه بحصول الصعق لمن حصل له .
    ولا يستثنى من هذه الاستحالة الشرعية إلاَّ على وجه قليلٍ ، ولبعضٍ الناس .
    وذلك يتَّضح بأمور ..
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid الأمر الأول: قد تبيَّن مما سبق أنَّ سماع هذه الأصوات على وجه العموم ولكلِّ الناس ممتنع شرعاً ، بل هو مستحيلٌ من الجهة الكونية، إذ لو حصل لما قدرت الأسماع على تحمُّله ، بل يصاب السامعون بالصعق .
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid وفي هذه القصة المنقولة عن حادثة سيبيريا حصل هذا العموم المنتفي شرعاً ، فقد تم بثُّ هذا الشريط المسموع منها على آلاف الأشخاص على قنوات فضائية وعلى الشبكة ، وهو متوفر لمن أراده .
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid فإذن .. دلَّ هذا على نسخ هذا الخبر للحديث الذي أخبرناه رسول الله ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Sallah.
    وهذا ما لا يمكن تصديقه ألبتة .

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid الأمر الثاني .. أن يقال إنَّ الأمر ممكن حدوثه، وذلك استناداً لحوادث وقعت قبلُ.
    مثل قصة مسخ ذاك العاق ونهيقه وخروجه من قبره في ساعة معينة، ومنها ذكره الشيخ ابن تيمية رحمه الله عن مشاهداتٍ حصلت لبعض الناس .. ونحو ذلك.
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid فالجواب أن يقال : إنَّ حوادث السماع مثل هذه الحادثة قد تحصل ، لكنها تكون خاصة.
    وهو ما قد يُسمَّى بالكرامة ، إذ هي أمرٌ خارقٌ ( للعادة ) يحصل لبعض الناس دون عامتهم.
    وهو لا يقلُّ شأناً عن مشي ( بعض الناس ) على الماء ، أو شرب ( بعض الناس ) لكأس سُمٍّ دون ضرر ، ونحو ذلك .
    فإنه لو فُرضَ أن يكون المشي على الماء متاحاً لكلِّ أحدٍ لما كان مشي هذا الشخص أمراً محالاً ، فلم يعد كرامة ؟!!
    إذ ما وجه الكرامة في أمرٍ متاحٍ لكلِّ أحدٍ ، مسلم وكافر ، وليِّ لله وللشيطان !
    وهو حال الشريط الذي يعرض في قنوات تلفازية وعنكبوتية ويستمع إليه آلاف الناس دون خصوص ؟!
    فإن كان متاحاً لكلِّ أحدٍ سماعه (( وهو أمر مستحيل أصلاً بنصِّ الحديث السابق )) فلم يعد مستحيلاً ، إذ رفعت عنه الاستحالة بهذه الطريقة .

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid إذن فقد يحصل الأمر المستحيل الخارق للعادة أحياناً على وجه الكرامة لبعض الناس ، لا أن يكون عامَّاً لكل أحدٍ .

    الأمر الثاني : أن يقال إنَّ هذه الواقعة قد حصلت بالفعل لكن لا لكونها أصوات معذبين من فتحة من جهنم ولا من البرزخ .
    لكن هي أصوات جنٍّ وشياطين ، وهو أمرٌ ممكن جداً ، وليس فيه مانعٌ شرعيٌّ ، بخلاف الاعتقاد الأول السائد .
    وقد حكى الأئمة قبلاً وضربوا الأمثلة لحصول مثل هذه الأفعال من الشياطين.
    ولعلِّي أسوق كلام الشيخ ابن تيمية رحمه الله بنصِّه دلالة على هذا .
    قال رحمه الله [ كما في مجموع الفتاوى : 1/168-178] : " ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطاب يسمعه وشخص يراه وتصرف عجيب ما يظن أنه من الميت، وقد يكون من الجن والشياطين.
    مثل أن يرى القبر قد انشق وخرج منه الميت وكلمه وعانقه.
    وهذا يُرى عند قبور الأنبياء وغيرهم.
    وإنما هو شيطان فإنَّ الشيطان يتصوَّر بصور الإنس، ويدَّعي أحدهم أنه النبى فلان أو الشيخ فلان، ويكون كاذباً في ذلك.
    وفي هذا الباب من الوقائع ما يضيق هذا الموضع عن ذكره وهي كثيرة جداً.
    والجاهل يظن أن ذلك الذى رآه قد خرج من القبر وعانقه أو كلمه هو المقبور أو النبي أو الصالح وغيرهما.
    والمؤمن العظيم يعلم أنه شيطان ، ويتبين ذلك بأمور ... " .

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid إلى أن قال رحمه الله : " وأما من ابتدع دينا لم يشرعوه [ يعني الأنبياء ] ، فترك ما أمروا به من عبادة الله وحده لا شريك له واتباع نبيه فيما شرعه لأمته وابتدع الغلو فى الأنبياء والصالحين والشرك بهم ، فإنَّ هذا تتلعب به الشياطين.
    قال تعالى: (( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون )) .
    وقال تعالى : (( إن عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين )) ... ".

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid إلى أن قال رحمه الله : (( فإذا شاهد أحدهم القبر انشق وخرج منه شيخ بهيٌّ عانقه أو كلَّمه ظنَّ أنَّ ذلك هو النبي المقبور ، أو الشيخ المقبور .
    القبر لم ينشق! وإنما الشيطان مثَّل له ذلك، كما يمثِّل لأحدهم أنَّ الحائط انشق، وأنَّه خرج منه صورة إنسان، ويكون هو الشيطان تمثَّل له فى صورة إنسان، وأراه أنه خرج من الحائط.
    ومن هؤلاء من يقول لذلك الشخص الذى رآه قد خرج من القبر: نحن لا نبقى فى قبورنا، بل من حين يقبر أحدنا يخرج من قبره ويمشي بين الناس.
    ومنهم من يرى ذلك الميت فى الجنازة يمشي، ويأخذ بيده.
    إلى أنواع أخرى معروفة عند من يعرفها.
    وأهل الضلال إما ان يكذِّبوا بها.
    وإمَّا أن يظنُّوها من كرامات أولياء الله،
    ويظنُّون أن ذلك الشخص هو نفس النبي أو الرجل الصالح أو ملك على صورته.
    وربما قالوا هذه روحانيته ، أو رقيقته ، أو سره أو مثاله أو روحه ، تجسَّدت .
    حتى قد يكون من يرى ذلك الشخص فى مكانين ، فيظنُّ أنَّ الجسم الواحد يكون فى الساعة الواحدة في مكانين!
    ولا يعلم أنَّ ذلك حين تصوَّر بصورته ليس هو ذلك الإنسى)) . انتهى المقصود منه باختصار وتصرُّفٍ قليل.

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid
    فالحاصل .. من كلِّ ما سبق:
    أنَّ هذه القصة والأصوات التي في الشريط لا تخرج عن حالين :

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid الأولى : إما أن تكون قد وقعت بالفعل ولم يكذب من حكاها وسجَّلها ، فتكون من أصوات الشياطين وألاعيبهم وعبثهم بالإنس ، خاصةً أنَّ أولئك الذين وقعت لهم من اوليائهم من الكفرة المرتكسة .
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid يضاف إلى هذا أنَّ هؤلاء الذين حكوا هذه القصة ممن وقعت لهم بزعمهم ممن لا يؤمن أكثرهم بالجن والشياطين ووجودها .

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid الحال الثانية : أن تكون القصَّة مكذوبة مختلقة من أساسها ، وتسجيل أصواتٍ في شريط صوتي ، بل حتى تسجيل فيلم مرئي فيه نوعٌ مما تقدَّم = ممكنٌ في هذا العصر الذي كثرت فيه طرق الخداع والتصميم بطرقٍ شتى .

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid وبالله تعالى التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...

    أبو عمر السمرقندي
    23/2/1426 هـ

    فاصل

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الموتى يسمعون الخطاب ، ويصل إليهم الثواب ، ويعذبون بالنياحة، بل وما لم يسأل عنه السائل من عقابهم في قبورهم وغير ذلك، فقد يكشف لكثير من أبناء زماننا يقظة ومناماً ويعلمون ذلك ويتحققونه ، وعندنا من ذلك أمور كثيرة (مجموع الفتاوى 24/376).

    وقال ابن القيم: رؤية هذه النار في القبر كرؤية الملائكة والجن تقع أحياناً لمن شاء الله أن يريه ذلك (الروح 187).

    وقال: وقدرة الرب أوسع وأعجب من ذلك، وقد أرانا من آيات قدرته في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك بكثير، ولكن النفوس مولعة بالتكذيب بما لم تحط به علماً إلا من وفقه الله تعالى وعصمه (الروح 186).

    وقال : وهذه الأخبار وأضعافها وأضعاف أضعافها مما لا يتسع لها الكتاب مما أراه الله سبحانه لبعض عباده من عذاب القبر ونعميه عياناً ... وليس عند الملاحدة والزنادقة إلا التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه (الروح 195 196).

    وذكر ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية نفس كلام ابن القيم مؤيداً له (شرح العقيدة الطحاوية 401).

    وقال ابن رجب: قد كشف الله تعالى لمن شاء من عباده من عذاب أهل القبر ونعيمه، وقد وقع بعض ذلك في زمن النبي ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Sallah ووقع بعده كثيراً (أهوال القبور 82).

    قال د. عمر الأشقر: لم يزل بعض الناس يتحدثون عن سماعهم أو رؤيتهم للمعذبين في قبورهم ومن هؤلاء ثقات أعلام لا مطعن في دينهم وأمانتهم (القيامة الصغرى 53).

    من مقال لعدنان عبدالقادر في مجلة الفرقان العدد 333:
    فاصل

    تنبيه هام :
    حتى يختلط بعض كلام شيخ الإسلام وغيره على بعض الناس حين يرى ظهور تعارض بما تقدَّم تقريره أيضاً من كلام الشيخ نفسه رأيت أنه لابد من التأكيد على قضية تقدَّم التنبيه عليها بأن يقال :
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid قد تقدم أنَّ هذا الكلام كلُّه من أنَّ حصول هذه الكشوف الغيبية لبعض أفراد من الناس في وقت دون وقت = لا يتناقض مع عموم الاستحالة الشرعية .
    إذ هو من باب الكرامة ، والتي هي : أمرٌ خارق للعادة يحصل لبعض الناس .
    وعليه تحمل جميع النقولات المنقولة عن ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز تبعاً لهما ( إذ هو في الغالب ملخص لكلامهما ) وغيرهم ..

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid أما فتح الباب على مصراعيه ، بإمكانية رؤية هذه الغيبيات أو سماعها ( كعذاب القبر ) لجميع الناس وعلى القنوات والشبكة العنكبوتية ، فممتانع قطعاً ، ولا لأعلم أحداً من علماء الإسلام يقول به ، كيف ؟! وهو مصادم للشرع من إحدى جهتين :
    1- إما إخراج هذا الأمر من حيز الغيبية والاستحالة .
    2- وإما تجويز وقوع الكرامة لجميع الناس على السواء ، وهذ معناه عدم وجود كرامة !!
    وكلا الأمرين غير ممكن شرعاً وكونا ، فدلَّ على التخصيص دون التعميم .
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid وبناءً عليه فمن زعم أنَّ ذاك الصوت هو أصوات المعذبين في القبور فقد كذب ، لمصادمته الصريحة لنص الشرع الواضح المعصوم من إحدى الجهتين المتقدم ذكرهما .
    وبالله تعالى التوفيق ...


    فاصل

    هناك تعليقات حول الموضوع السابق....
    # أما من الناحية الشرعية.....فوقوع ذلك ممكن كما بين العلماء كلام شيخ الإسلام ابن تيمية....ولا أرى ذلك مصادما للدليل الذي ذكره الشيخ أبو عمر....فهذا الدليل لا يدل على نفي وقوع السماع مطلقا ، وإلا لما كان هذا قد حدث عدة مرات....
    # لكن هل فعلا قد وقع ذلك؟؟؟ ذلك محل شك لدي....
    إذ من الممكن أن تكون القصة مختلقة.....
    أو تكون تلك الأصوات للجن مثلا......
    أو غير تلك الاعتراضات التي هي محل بحث.....
    لذلك آمل ممن يذهب لكبار العلماء أن يطلعه (صوتيا ) ما قاله الشيخ الزنداني....
    ولا يكتفي بالتلميح ( كما حصل مع الشيخين الفوزان ، والشيخ حامد العلي وغيرهم ممن استفتوا )
    بالمناسبة
    التواصل مع الزنداني ممكن عن طريق موقع جامعة الإيمان....
    والشريط هو موجود عندي....
    وأدلو بدلوكم رحمكم الله


    فاصل
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( سماع صوت المعذبين في قبورهم )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 28.01.09 8:13

    بارك الله فيك ... ذكرتُ في كلامي الأسبق أنَّ صحَّة وثقة النقل لا يؤثر في الأمر ، لكنَّ تفسيره هو محلُّ البحث .
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid منه احتمال كونه من الجن ، وهو ما وثَّقته من كلام الشيخ ابن تيمية أيضاً .


    اقتباس:


    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار شلبي
    # أما من الناحية الشرعية.....فوقوع ذلك ممكن كما بين العلماء كلام شيخ الإسلام ابن تيمية....ولا أرى ذلك مصادما للدليل الذي ذكره الشيخ أبو عمر....فهذا الدليل لا يدل على نفي وقوع السماع مطلقا ، وإلا لما كان هذا قد حدث عدة مرات...

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid بارك الله فيك ... لو تأملت تأكيدي للخلاصة مراراً لتبيَّن لك أنَّ محلَّ البحث ليس في انتفاء حصول هذه الأمور أحياناً ، أو على عدم انتفائه مطلقاً .
    الكلام والبحث في وقوعه عموماً ، وهو ما يخالف النصَّ الصريح الذي ذكرته عن رسول الله ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Sallah .
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid فمن رأى أن لا مخالفة بين وقوع الأمر ( عموماً ) وبين نصِّ الحديث فليبيِّن لنا كيف الجمع بين الاستحالة على العموم والإمكان على العموم ؟!

    لعمر الله كيف يجتمعان ؟!

    فاصل

    قال الشيخ أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في الرد على البكري (1/95) : " [ قال المعترض : ] فإنَّ الأنبياء والأولياء يسمعون خطاب الغائب البعيد ، ويسمع أحدهم خطاب الناس البعيدين له .
    [ فردَّ عليه الشيخ قائلاً : ] قلنا : هذا محال في العادة المعروفة .
    وإذا وقع ذلك في بعض الصور كان من باب خرق العادة .

    والعادة قد تخرق بأن يسمع الأدنى خطاب الأعلى ، كما سمع سارية خطاب عمر : ( يا سارية الجبل .. يا سارية الجبل ! ) .
    ويجوز خرق العادة بالعكس .
    لكن .. إثبات هذا في حق معين لا يكون إلاَّ بحجَّةٍ تدلُّ على وقوع ذلك في حقه " .

    فاصل


    فضيلة الشيخ أبو عمر السمرقندي ما تعليقك على كلام شيخ الإسلام هذا
    قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى : ( كان هذا مما يعتبر به الميت في قبره ، فإن روحه تقعد وتجلس وتسأل وتنعم وتعذب وتصيح وذلك متصل ببدنه ، مع كونه مضطجعا في قبره ، وقد يقوى الأمر حتى يظهر ذلك في بدنه ، وقد يرى خارجا من قبره والعذاب عليه وملائكة العذاب موكلة به ، فيتحرك ببدنه ويمشى ويخرج من قبره ، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم ، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر ، لكن هذا ليس لازما في حق كل ميت ، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم ، بل هو بحسب قوة الأمور ) مجموع الفتاوى 5/526

    فاصل


    بارك الله في الإخوة جميعا
    وأما سماع أصوات المعذبين في قبورهم فلم يثبت عن معصوم من الخطأ والوهم ، فقد يسمع الإنسان أصواتا يحسبها من عذاب القبر وليست منه ، فهذا من الغيب الذي غيبه الله عنا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
    فلو سمع أحد صوتا وصراخا من قبر فما الذي يدريه أن صاحبه يعذب وأن هذا الصوت صادر منه .

    وحتى لو نقله أحد من أهل العلم الثقات فقد يتوهم أنه من عذاب القبر ولايكون كذلك ، فما الذي يثبت لنا أن ما سمعه من صوت هو من عذاب القبر ، وهل أصوات المعذبين في القبور والحياة البرزخية مثل أصواتهم في الدنيا أم تختلف عنها فالحياة البرزخية تختلف عن الحياة الدنيا ، فكثير من أحوال الميت لايراها الإنسان ولايشعر بها مثل عرض آل فرعون على النار غدوا وعشيا وغيرها كثير .

    جاء في صحيح مسلم ج: 4 ص: 2199
    2867 حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن ابن علية قال ابن أيوب حدثنا ابن علية قال وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال
    بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال (من يعرف أصحاب هذه الأقبر) فقال رجل أنا قال (فمتى مات هؤلاء) قال ماتوا في الإشراك فقال

    ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها
    فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه
    ).

    فهذا الحديث عام في عذاب القبر وأنهم لايسمعون أصوات المعذبين في قبورهم وليس في حالة خاصة

    ولم يصح عن النبي صلى اله عليه وسلم استثاء شيء منه
    وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أشفق على الصحابة رضوان الله عليه وخشي أن يسمعوا أصوات المعذبين في قبورهم حتى لايحصل منهم ترك التدافن فغيرهم من باب أولى .

    فقد يجتهد بعض العلماء ويحسب أن هذه أصوات للمعذبين في قبورهم فيخبر بما سمع وهو صادق في إخباره ، ولكن يبقى احتمال قوي بأن ما سمعوه ليس من عذاب القبر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بعدم سماعهم لعذاب الميت في قبره
    فنحمل ما جاء عن بعض أهل العلم -على جلالتهم-أنه وهم وظن ، والله أعلم
    ولا نستثني بما سمعوه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فليسوا بمعصومين من الخطأ والوهم ولم يحصل إجماع أو اتفاق من العلماء حتى نجزم بالاستثناء.
    فنبقى على الأصل الذي أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم .

    عبدالرحمن بن عمر الفقيه

    ولكن الآثار الواردة في ذلك حتى لو صحت عن المنقول عنهم فلا نجزم بأنهم سمعوا عذاب القبر ، فظاهر حديث مسلم السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصوات المعذبين ولم يسمعها الصحابة ثم قال (فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ) .
    وأصوات المعذبين في قبورهم لاتعرف صفتها لأنها من الغيب الذي غيب الله عنا ، ولا يسمعه الثقلان كما صحت بذلك الأحاديث، فمن سمع صوتا من قبر أو نحوه حتى لو قال إنه سمع صوت عذاب الميت فلا نجزم بذلك ، فما الذي يدريه أن هذا الصوت الذي سمعه هو صوت عذاب القبر الذي لايسمعه الثقلان ، فقد يكون من أصوات الشياطين أو غيرها ، وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على إمكانية سماع الإنسان لأصوات الشاطين والجن .
    فما دام المسألة لم يثبت فيها إجماع أو اتفاق من أهل العلم على إمكانية سماع بعض الناس لأصوات المعذبين فحينئذ تبقى النصوص الصحيحة السابقة على ظاهرها في عدم سماع أصوات المعذبين فهي نصوص عن المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى ، فلا نستثني منها أو نعارضها بآثار وحكايات قد يكون لها بعض المحامل التي لاتخالف ظاهرها.
    عبدالرحمن بن عمر الفقيه

    فاصل
    من الأدلة على وقوع سماع أصوات المعذبين في القبور (( أحياناً )) و (( لبعض الناس دون بعض )) :

    @ حديث أنس بن مالك ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Radia قال : (( بينما النبي ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Sallah في نخل لنا نخل لأبي طلحة تبرز لحاجته وبلال يمشي وراءه يكرم النبي ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Sallah أن يمشي إلى جنبه ، فمر النبي ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Sallah بقبر ، فقام حتى تم إليه بلال .
    فقال : ويحك يا بلال ! هل تسمع ما أسْمَعُ ؟
    قال : ما أسمع شيئاً !
    فقال : صاحب القبر يعذَّب .
    فوجد يهودياً )) .
    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid أخرجه البخاري في الأدب المفرد (853) ، من طريق أبي معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا عبد العزيز عن أنس ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Radia به .
    @ قال الألباني : صحيح الإسناد .

    ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Mid قال أبو عمر : هذه معجزةٌ للنبي ( سماع صوت المعذبين في قبورهم ) Sallah ، قد استثناه الله سبحانه وتعالى بها في تلك الساعة عن عموم المنع والاستحالة التي تقدَّم ذكرها .
    @ وقد تقدَّم أنَّ ما يحصل من سماع أصوات المعذَّبين ( إن وقع صحيحاً ) فإنه يكون على وجه الكرامة ، كالمعجزة للأنبياء ، غير أنها لا تدل على نبوة ولا تقترن بها .


    فاصل

    فتوى العلامة الفوزان في أصوات المعذبين في قبورهم والرد على الزنداني..


    الشيخ الفوزان يرد على عبدالمجيد الزنداني

    سئل الشيخ الفوزان عن شريط الزنداني وبه أصوات مخيفة وهذا نصه:

    س) انتشر شريط بين الناس وهذا الشريط يزعم قائله وهم الروس الكفار وضعوا أجهزة تحت الأرض وسمعوا بعض أصوات البشر من الرجال والنساء؛ وعلّق على هذا الشريط الشيخ الزنداني يقول نعم هذا صحيح. فماذا ترون في هذا الأمر؟ هل ينشر الشريط ؟ وهل ينكر على من يوزعه؟ أفتونا مأجورين

    الجواب
    :
    أرى أن الشريط يتلف ولا يوزّع ، وهذا فيه مجاوزات:
    أولا: أن عذاب القبر(من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله) من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، لان أمور الآخرة من علم الغيب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى فالتعذيب في القبر أو النعيم في القبر هذا من علم الغيب ومن أمور الآخرة لم يطلع عليها إلا الرسول صلى الله عليه وسلم فان الله يطلعه على شيءٍ من الغيب قال تعالى { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا*إلا من ارتضى من رسول }

    ثانيا : هذا فيه ترويع للناس ربما يصاب بعض الناس بعقله إذا سمع هذا الشريط ففيه (ترويع للناس)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول << لولا أن لا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما اسمع >> الرسول ترك هذا ترك الدعا (دعا الله) إن يسمع الناس عذاب القبر خوفا عليهم، خوفا من الترويع و هذا يأتي يروع الناس يوزع عليهم شريط .
    عذاب القبر تواترت الأدلة فيه، فنحن نعتمد على الأدلة ما نعتمد على أقوال الكفار و الروس أو غيرهم، نعتمد على خبر الصادق صلى الله عليه وسلم نؤمن بعذاب القبر. أما اللي(الذي) ما يؤمن إلا إذا سمع كلام الروس فهذا ليس عنده إيمان، نحن نؤمن بعذاب القبر ونتيقنه ونثبته ومن عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان به، يذكر في كتب العقائد هذا شيءٌ معلوم ومتيقن ومعتقد إن القبر فيه نعيم وفيه عذاب فلا حاجة إلى هذا الشريط.

    ثالثا : هو يزعم أن الروس إنهم وصلوا الطبقة السابعة من الأرض، هذا صحيح سبع طباق من الأرض { الله الذي خلق سبع سموات و من الأرض مثلهن} فطباق الأرض مثل طباق السماء هل احد يخترق طباق السماء؟! فكيف يخترق طباق الأرض؟! حفّار يصل إلى الأرض السابعة إلى سجين كما يقول، لا يمكن هذا.هذا من الكذب والإفترى ،حفّار يخترق السبع الطباق الأرض ويصل إلى الأرض السابعة هذا من الكذب والإفترى.

    رابعا إن هذا الشريط)إن هذا الشريط ماهو صحيح ايش اللي(الذي) يدريك أن هذا أصوات أهل القبور ألا يكون انه جاء عند ناس يزعِقون ويتكلمون ويصايحون وسجلهم لأجل التمويه والكذب، من الذي يأمن هذا.
    أنها الكفار جاءوا عند اجتماع أو عند ناس يصرخون أو أسواق فيها ضجيج وسجلوها وقالوا هذا عذاب القبر، من الذي يأمنهم فعلينا إننا نحذر من هذه الأمور وهذه الترويجات وهذه غلطه من عبد المجيد الزنداني إن كان صح انه هو اللي(الذي) تبنّاها هي غلطه منه عفا الله عنا وعنه
    الواجب عليه أن يترك هذا الشيء.

    المرجع:
    شريط اللقاء المفتوح بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب الوجه(الأول)
    توزيع مؤسسة أهل الأثر

    والنقل
    لطفـــــاً .. من هنـــــــــــا


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( سماع صوت المعذبين في قبورهم )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 28.01.09 8:24

    فاصل

    الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله الرسول الأمين

    نراجع الأدلة معا لعل الله أن يهدينا للصواب

    1-
    صحيح مسلم ج: 4 ص: 2199 2867 حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن ابن علية قال ابن أيوب حدثنا ابن علية قال وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال (من يعرف أصحاب هذه الأقبر) فقال رجل أنا قال (فمتى مات هؤلاء) قال ماتوا في الإشراك فقال :
    إن هذه الأمة تبتلى في قبورهافلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منهثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا نعوذ بالله من عذاب النار فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال تعوذوا بالله من فتنة الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال .

    2 - الإمام البخاري في صحيحه(1314) حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق )
    3- ما ورد في حديث السؤال في القبر (فيضربه ضربة فيصعق صعقة يسمعه كل شيء الا الثقلين
    4- وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعاوأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليتثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين) أخرجه البخاري(1338) ومسلم(2870
    ************

    هذه الأدلة قد ذكرها الأخوة المشايخ فى هذه المسألة

    بداية أستأنس بكلام الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه

    فهذا الحديث عام في عذاب القبر وأنهم لايسمعون أصوات المعذبين في قبورهم وليس في حالة خاصةولم يصح عن النبي صلى اله عليه وسلم استثاء شيء منهوإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أشفق على الصحابة رضوان الله عليه وخشي أن يسمعوا أصوات المعذبين في قبورهم حتى لايحصل منهم ترك التدافن فغيرهم من باب أولى

    فقد يجتهد بعض العلماء ويحسب أن هذه أصوات للمعذبين في قبورهم فيخبر بما سمع وهو صادق في إخباره ، ولكن يبقى احتمال قوي بأن ما سمعوه ليس من عذاب القبر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بعدم سماعهم لعذاب الميت في قبرهفنحمل ما جاء عن بعض أهل العلم -على جلالتهم-أنه وهم وظن ، والله أعلمولا نستثني بما سمعوه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فليسوا بمعصومين من الخطأ والوهم ولم يحصل إجماع أو اتفاق من العلماء حتى نجزم بالاستثناء

    فنبقى على الأصل الذي أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم
    انتهى .

    وأقول :


    1- الأحاديث السابقة تدل على أن الصحابة لم يسمعوا أصوات المعذبين
    2- بل دلت على أن الأصل عدم السماع للثقلين

    إذن فمن يقول بغير ذلك يأتى بالدليل


    وكلام شيخ الاسلام بن تيمية وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر)
    وقول ابن رجب( قد كشف الله تعالى لمن شاء من عباده من عذاب أهل القبر ونعيمه، وقد وقع بعض ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ووقع بعده كثيراً
    الرد على ذلك

    السؤال هنا ما الدليل على أن هذا المعذب المشاهد يخرج من قبره ليس شيطان متمثل بهذا الميت
    وأن هذه الأصوات ليست أصوات للشياطين


    بل أن كلام شيخ الاسلام يؤيد ذلك أيضا قال: (ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطاب يسمعه وشخص يراه وتصرف عجيب ما يظن أنه من الميت، وقد يكون من الجن والشياطين
    )

    ومما يتضح لى من هذه الأدلة الحمل على ظاهر معنى الحديث وأنه لا يسمع الثقلين صوت المعذبين فى القبور
    ولا ننفى الكرامات


    ولكن إن قال قائل أن سماع أهل القبور وعذابهم كرامة فنقول له من أين أتيت بهذا وقد خالفت صريح الحديث حتى قصة نهيق الحمار تحتاج الى دليل على انه ليس شيطان
    والله أعلى وأعلم
    المصدر السابق

      الوقت/التاريخ الآن هو 20.05.24 9:43