سمعنا في أحد المواقع في الانترنت وهو موقع أهليز
أن رجلا ملحدا سمع اصوات معذبين في القبر ، وهذا الاصوات مرعبة جدا ، كما سمعناها في الشريط ، والسؤال هو هل يمكن سماع عذاب القبر ، نرجو الايضاح في أسرع وقت ممكن ، فنحن في حيرة من أمرنا ؟؟
جواب الشيخ حامد العلي :
بتاريخ : 3-05-2002
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
ــــــــ
بعض النظر عن صحة هذا الشريط الذي سمعناه ، ومدى صدق دعوى من ادعى أنه رآى وسمع ما فيه ، ثم سجله ، وقد عرض على قناة أمريكية في شيكاغو ، وجعل دليلا على أن ذلك الشخص في سيبريا انفتح له ثقب إلى الجحيم ـ عذاب القبور ــ فسمع أصوات المعذبين ورآهم ، بغض النظر صحة الشريط الذي أذاعته القناة الامريكية ، فقد يكون كذبا ويكون الشريط المسجل مركبا غير حقيقي .
والشريط يمكن سماعه في هذا الموقع ، .
وقد وضع رابطه في الصفحة الرئيسة
بغض النظر عن ذلك كله ، فالجواب على سؤال السائل عن إمكانية رؤية أو سماع عذاب القبر ، ننقل ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في هذا الشأن :
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى : ( كان هذا مما يعتبر به الميت في قبره ، فإن روحه تقعد وتجلس وتسأل وتنعم وتعذب وتصيح وذلك متصل ببدنه ، مع كونه مضطجعا في قبره ، وقد يقوى الأمر حتى يظهر ذلك في بدنه ، وقد يرى خارجا من قبره والعذاب عليه وملائكة العذاب موكلة به ، فيتحرك ببدنه ويمشى ويخرج من قبره ، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم ، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر ، لكن هذا ليس لازما في حق كل ميت ، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم ، بل هو بحسب قوة الأمور ) مجموع الفتاوى 5/526
ــــــ
ومما يدل على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا ، هذا الأثر :
عن العوام بن حوشب ـ إمام محدث حدث عن إبراهيم النخعي ومجاهد تلميذ بن عباس رضي الله عنها ـ قال (نزلت مرة حيا ، وإلى جانب الحي مقبرة ، فلما كان بعد العصر انشق فيها القبر ، فخرج رجل راسه راس الحمار ، وجسده جسد إنسان ، فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر ، فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا ، فقالت امرأة : ترى تلك العجوز ؟ قلت : ما لها ؟ قالت : تلك أم هذا . قلت : وما كان قصته ؟ كان يشرب الخمر ، فإذا راح تقول له أمه : يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر ؟ ! فيقول لها : إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار ! قالت : فمات بعد العصر . قالت : فهو ينشق عنه القبر بعد العصر ، كل يوم فينهق ثلاث نهقات ، ثم ينطبق عليه القبر ) رواه الاصبهاني وغيره ، وقال الاصبهاني حدث به أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه . صحيــــــــــح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني 2/665
ــــــــــــــ
والعجب كل العجب أن ما يقول هذا الكافر أنه رآه وسمعه وسجله ، من أنهم رجال ونساء عراة يصيحون من شدة العذاب ، ينطبق تماما على ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف عذاب القبر الذي يعذب به الزناة والزواني ، وذلك في الحديث الطويل الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أتاه آتيان ، فانطلقا معه ، وانه رأى عذاب المعذبين في حديث طويل ، ثم قال صلى الله عليه وسلم :
(فأتينا على مثل التنور – قال: فأحسب أنه كان يقول: -فإذا فيه لغط وأصوات. قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت: ما هؤلاء؟ ثم ذكر الحديث وفيه :
وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني ) رواه البخاري من حديث سمرة بن جندب .
وما أشبه صوت المعذبين في الشريط الذي يزعم هذا الرجل أنه سجله عندما أرعبته رؤية المعذبين وسماع أصواتهم في الجحيم ، ما أشبهه بهذا الحديث الذي قاله صلى الله عليه وسلم عن عذاب الزناة والزواني ،وأنه سمع (أصوات ولغط) ، وهو الصوت المرعب الذي يسمع من الشريط أجارنا الله وإياكم ونعوذ بالله تعالى من غضبه ، والعجب انه أذيع على قناة أمريكية ، وسجله شخص كافر لايعرف شيئا عن عذاب القبور ، ولا عما ورد في سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ومن المعلوم أن سيبيريا قد دفن فيها ستالين الطاغية الملحد أثناء حكمه ملايين البشر الذين قتلهم وهجرهم فماتوا هناك ، فهي مقبرة عظيمة مليئة بقبور الكفار ، فسبحان الله تعالى ، ونعوذ بالله تعالى من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ونعوذ بالله تعالى من عذاب القبر وعذاب جهنم وفتنة المحيا والممات وشر فتنة المسيح الدجال .
... هذه الواقعة أجزم بكذب وقوعها لو زُعِمَ أنها أصوات المعذَّبين من أصحاب القبور .
وذلك لمنافتها صراحةً نصَّ الحديث الصحيح المتقدِّم ذكره ، وهو قوله : (( يسمعه كلُّ شيءٍ إلاَّ الثقلين ، ولو سمعوه لصعقوا )) .
فدلَّ نصُّ الحديث على انتفاء سماع الثقلين (الإنس والجن) لهذه الأصوات ، وعُلِّق جواز سماعه بحصول الصعق لمن حصل له .
ولا يستثنى من هذه الاستحالة الشرعية إلاَّ على وجه قليلٍ ، ولبعضٍ الناس .
وذلك يتَّضح بأمور ..
الأمر الأول: قد تبيَّن مما سبق أنَّ سماع هذه الأصوات على وجه العموم ولكلِّ الناس ممتنع شرعاً ، بل هو مستحيلٌ من الجهة الكونية، إذ لو حصل لما قدرت الأسماع على تحمُّله ، بل يصاب السامعون بالصعق .
وفي هذه القصة المنقولة عن حادثة سيبيريا حصل هذا العموم المنتفي شرعاً ، فقد تم بثُّ هذا الشريط المسموع منها على آلاف الأشخاص على قنوات فضائية وعلى الشبكة ، وهو متوفر لمن أراده .
فإذن .. دلَّ هذا على نسخ هذا الخبر للحديث الذي أخبرناه رسول الله .
وهذا ما لا يمكن تصديقه ألبتة .
الأمر الثاني .. أن يقال إنَّ الأمر ممكن حدوثه، وذلك استناداً لحوادث وقعت قبلُ.
مثل قصة مسخ ذاك العاق ونهيقه وخروجه من قبره في ساعة معينة، ومنها ذكره الشيخ ابن تيمية رحمه الله عن مشاهداتٍ حصلت لبعض الناس .. ونحو ذلك.
فالجواب أن يقال : إنَّ حوادث السماع مثل هذه الحادثة قد تحصل ، لكنها تكون خاصة.
وهو ما قد يُسمَّى بالكرامة ، إذ هي أمرٌ خارقٌ ( للعادة ) يحصل لبعض الناس دون عامتهم.
وهو لا يقلُّ شأناً عن مشي ( بعض الناس ) على الماء ، أو شرب ( بعض الناس ) لكأس سُمٍّ دون ضرر ، ونحو ذلك .
فإنه لو فُرضَ أن يكون المشي على الماء متاحاً لكلِّ أحدٍ لما كان مشي هذا الشخص أمراً محالاً ، فلم يعد كرامة ؟!!
إذ ما وجه الكرامة في أمرٍ متاحٍ لكلِّ أحدٍ ، مسلم وكافر ، وليِّ لله وللشيطان !
وهو حال الشريط الذي يعرض في قنوات تلفازية وعنكبوتية ويستمع إليه آلاف الناس دون خصوص ؟!
فإن كان متاحاً لكلِّ أحدٍ سماعه (( وهو أمر مستحيل أصلاً بنصِّ الحديث السابق )) فلم يعد مستحيلاً ، إذ رفعت عنه الاستحالة بهذه الطريقة .
إذن فقد يحصل الأمر المستحيل الخارق للعادة أحياناً على وجه الكرامة لبعض الناس ، لا أن يكون عامَّاً لكل أحدٍ .
الأمر الثاني : أن يقال إنَّ هذه الواقعة قد حصلت بالفعل لكن لا لكونها أصوات معذبين من فتحة من جهنم ولا من البرزخ .
لكن هي أصوات جنٍّ وشياطين ، وهو أمرٌ ممكن جداً ، وليس فيه مانعٌ شرعيٌّ ، بخلاف الاعتقاد الأول السائد .
وقد حكى الأئمة قبلاً وضربوا الأمثلة لحصول مثل هذه الأفعال من الشياطين.
ولعلِّي أسوق كلام الشيخ ابن تيمية رحمه الله بنصِّه دلالة على هذا .
قال رحمه الله [ كما في مجموع الفتاوى : 1/168-178] : " ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطاب يسمعه وشخص يراه وتصرف عجيب ما يظن أنه من الميت، وقد يكون من الجن والشياطين.
مثل أن يرى القبر قد انشق وخرج منه الميت وكلمه وعانقه.
وهذا يُرى عند قبور الأنبياء وغيرهم.
وإنما هو شيطان فإنَّ الشيطان يتصوَّر بصور الإنس، ويدَّعي أحدهم أنه النبى فلان أو الشيخ فلان، ويكون كاذباً في ذلك.
وفي هذا الباب من الوقائع ما يضيق هذا الموضع عن ذكره وهي كثيرة جداً.
والجاهل يظن أن ذلك الذى رآه قد خرج من القبر وعانقه أو كلمه هو المقبور أو النبي أو الصالح وغيرهما.
والمؤمن العظيم يعلم أنه شيطان ، ويتبين ذلك بأمور ... " .
إلى أن قال رحمه الله : " وأما من ابتدع دينا لم يشرعوه [ يعني الأنبياء ] ، فترك ما أمروا به من عبادة الله وحده لا شريك له واتباع نبيه فيما شرعه لأمته وابتدع الغلو فى الأنبياء والصالحين والشرك بهم ، فإنَّ هذا تتلعب به الشياطين.
قال تعالى: (( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون )) .
وقال تعالى : (( إن عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين )) ... ".
إلى أن قال رحمه الله : (( فإذا شاهد أحدهم القبر انشق وخرج منه شيخ بهيٌّ عانقه أو كلَّمه ظنَّ أنَّ ذلك هو النبي المقبور ، أو الشيخ المقبور .
القبر لم ينشق! وإنما الشيطان مثَّل له ذلك، كما يمثِّل لأحدهم أنَّ الحائط انشق، وأنَّه خرج منه صورة إنسان، ويكون هو الشيطان تمثَّل له فى صورة إنسان، وأراه أنه خرج من الحائط.
ومن هؤلاء من يقول لذلك الشخص الذى رآه قد خرج من القبر: نحن لا نبقى فى قبورنا، بل من حين يقبر أحدنا يخرج من قبره ويمشي بين الناس.
ومنهم من يرى ذلك الميت فى الجنازة يمشي، ويأخذ بيده.
إلى أنواع أخرى معروفة عند من يعرفها.
وأهل الضلال إما ان يكذِّبوا بها.
وإمَّا أن يظنُّوها من كرامات أولياء الله، ويظنُّون أن ذلك الشخص هو نفس النبي أو الرجل الصالح أو ملك على صورته.
وربما قالوا هذه روحانيته ، أو رقيقته ، أو سره أو مثاله أو روحه ، تجسَّدت .
حتى قد يكون من يرى ذلك الشخص فى مكانين ، فيظنُّ أنَّ الجسم الواحد يكون فى الساعة الواحدة في مكانين!
ولا يعلم أنَّ ذلك حين تصوَّر بصورته ليس هو ذلك الإنسى)) . انتهى المقصود منه باختصار وتصرُّفٍ قليل.
فالحاصل .. من كلِّ ما سبق:
أنَّ هذه القصة والأصوات التي في الشريط لا تخرج عن حالين :
الأولى : إما أن تكون قد وقعت بالفعل ولم يكذب من حكاها وسجَّلها ، فتكون من أصوات الشياطين وألاعيبهم وعبثهم بالإنس ، خاصةً أنَّ أولئك الذين وقعت لهم من اوليائهم من الكفرة المرتكسة .
يضاف إلى هذا أنَّ هؤلاء الذين حكوا هذه القصة ممن وقعت لهم بزعمهم ممن لا يؤمن أكثرهم بالجن والشياطين ووجودها .
الحال الثانية : أن تكون القصَّة مكذوبة مختلقة من أساسها ، وتسجيل أصواتٍ في شريط صوتي ، بل حتى تسجيل فيلم مرئي فيه نوعٌ مما تقدَّم = ممكنٌ في هذا العصر الذي كثرت فيه طرق الخداع والتصميم بطرقٍ شتى .
وبالله تعالى التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أن رجلا ملحدا سمع اصوات معذبين في القبر ، وهذا الاصوات مرعبة جدا ، كما سمعناها في الشريط ، والسؤال هو هل يمكن سماع عذاب القبر ، نرجو الايضاح في أسرع وقت ممكن ، فنحن في حيرة من أمرنا ؟؟
جواب الشيخ حامد العلي :
بتاريخ : 3-05-2002
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
ــــــــ
بعض النظر عن صحة هذا الشريط الذي سمعناه ، ومدى صدق دعوى من ادعى أنه رآى وسمع ما فيه ، ثم سجله ، وقد عرض على قناة أمريكية في شيكاغو ، وجعل دليلا على أن ذلك الشخص في سيبريا انفتح له ثقب إلى الجحيم ـ عذاب القبور ــ فسمع أصوات المعذبين ورآهم ، بغض النظر صحة الشريط الذي أذاعته القناة الامريكية ، فقد يكون كذبا ويكون الشريط المسجل مركبا غير حقيقي .
والشريط يمكن سماعه في هذا الموقع ، .
وقد وضع رابطه في الصفحة الرئيسة
بغض النظر عن ذلك كله ، فالجواب على سؤال السائل عن إمكانية رؤية أو سماع عذاب القبر ، ننقل ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في هذا الشأن :
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى : ( كان هذا مما يعتبر به الميت في قبره ، فإن روحه تقعد وتجلس وتسأل وتنعم وتعذب وتصيح وذلك متصل ببدنه ، مع كونه مضطجعا في قبره ، وقد يقوى الأمر حتى يظهر ذلك في بدنه ، وقد يرى خارجا من قبره والعذاب عليه وملائكة العذاب موكلة به ، فيتحرك ببدنه ويمشى ويخرج من قبره ، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم ، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر ، لكن هذا ليس لازما في حق كل ميت ، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم ، بل هو بحسب قوة الأمور ) مجموع الفتاوى 5/526
ــــــ
ومما يدل على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا ، هذا الأثر :
عن العوام بن حوشب ـ إمام محدث حدث عن إبراهيم النخعي ومجاهد تلميذ بن عباس رضي الله عنها ـ قال (نزلت مرة حيا ، وإلى جانب الحي مقبرة ، فلما كان بعد العصر انشق فيها القبر ، فخرج رجل راسه راس الحمار ، وجسده جسد إنسان ، فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر ، فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا ، فقالت امرأة : ترى تلك العجوز ؟ قلت : ما لها ؟ قالت : تلك أم هذا . قلت : وما كان قصته ؟ كان يشرب الخمر ، فإذا راح تقول له أمه : يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر ؟ ! فيقول لها : إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار ! قالت : فمات بعد العصر . قالت : فهو ينشق عنه القبر بعد العصر ، كل يوم فينهق ثلاث نهقات ، ثم ينطبق عليه القبر ) رواه الاصبهاني وغيره ، وقال الاصبهاني حدث به أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه . صحيــــــــــح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني 2/665
ــــــــــــــ
والعجب كل العجب أن ما يقول هذا الكافر أنه رآه وسمعه وسجله ، من أنهم رجال ونساء عراة يصيحون من شدة العذاب ، ينطبق تماما على ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف عذاب القبر الذي يعذب به الزناة والزواني ، وذلك في الحديث الطويل الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أتاه آتيان ، فانطلقا معه ، وانه رأى عذاب المعذبين في حديث طويل ، ثم قال صلى الله عليه وسلم :
(فأتينا على مثل التنور – قال: فأحسب أنه كان يقول: -فإذا فيه لغط وأصوات. قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت: ما هؤلاء؟ ثم ذكر الحديث وفيه :
وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني ) رواه البخاري من حديث سمرة بن جندب .
وما أشبه صوت المعذبين في الشريط الذي يزعم هذا الرجل أنه سجله عندما أرعبته رؤية المعذبين وسماع أصواتهم في الجحيم ، ما أشبهه بهذا الحديث الذي قاله صلى الله عليه وسلم عن عذاب الزناة والزواني ،وأنه سمع (أصوات ولغط) ، وهو الصوت المرعب الذي يسمع من الشريط أجارنا الله وإياكم ونعوذ بالله تعالى من غضبه ، والعجب انه أذيع على قناة أمريكية ، وسجله شخص كافر لايعرف شيئا عن عذاب القبور ، ولا عما ورد في سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ومن المعلوم أن سيبيريا قد دفن فيها ستالين الطاغية الملحد أثناء حكمه ملايين البشر الذين قتلهم وهجرهم فماتوا هناك ، فهي مقبرة عظيمة مليئة بقبور الكفار ، فسبحان الله تعالى ، ونعوذ بالله تعالى من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ونعوذ بالله تعالى من عذاب القبر وعذاب جهنم وفتنة المحيا والممات وشر فتنة المسيح الدجال .
... هذه الواقعة أجزم بكذب وقوعها لو زُعِمَ أنها أصوات المعذَّبين من أصحاب القبور .
وذلك لمنافتها صراحةً نصَّ الحديث الصحيح المتقدِّم ذكره ، وهو قوله : (( يسمعه كلُّ شيءٍ إلاَّ الثقلين ، ولو سمعوه لصعقوا )) .
فدلَّ نصُّ الحديث على انتفاء سماع الثقلين (الإنس والجن) لهذه الأصوات ، وعُلِّق جواز سماعه بحصول الصعق لمن حصل له .
ولا يستثنى من هذه الاستحالة الشرعية إلاَّ على وجه قليلٍ ، ولبعضٍ الناس .
وذلك يتَّضح بأمور ..
الأمر الأول: قد تبيَّن مما سبق أنَّ سماع هذه الأصوات على وجه العموم ولكلِّ الناس ممتنع شرعاً ، بل هو مستحيلٌ من الجهة الكونية، إذ لو حصل لما قدرت الأسماع على تحمُّله ، بل يصاب السامعون بالصعق .
وفي هذه القصة المنقولة عن حادثة سيبيريا حصل هذا العموم المنتفي شرعاً ، فقد تم بثُّ هذا الشريط المسموع منها على آلاف الأشخاص على قنوات فضائية وعلى الشبكة ، وهو متوفر لمن أراده .
فإذن .. دلَّ هذا على نسخ هذا الخبر للحديث الذي أخبرناه رسول الله .
وهذا ما لا يمكن تصديقه ألبتة .
الأمر الثاني .. أن يقال إنَّ الأمر ممكن حدوثه، وذلك استناداً لحوادث وقعت قبلُ.
مثل قصة مسخ ذاك العاق ونهيقه وخروجه من قبره في ساعة معينة، ومنها ذكره الشيخ ابن تيمية رحمه الله عن مشاهداتٍ حصلت لبعض الناس .. ونحو ذلك.
فالجواب أن يقال : إنَّ حوادث السماع مثل هذه الحادثة قد تحصل ، لكنها تكون خاصة.
وهو ما قد يُسمَّى بالكرامة ، إذ هي أمرٌ خارقٌ ( للعادة ) يحصل لبعض الناس دون عامتهم.
وهو لا يقلُّ شأناً عن مشي ( بعض الناس ) على الماء ، أو شرب ( بعض الناس ) لكأس سُمٍّ دون ضرر ، ونحو ذلك .
فإنه لو فُرضَ أن يكون المشي على الماء متاحاً لكلِّ أحدٍ لما كان مشي هذا الشخص أمراً محالاً ، فلم يعد كرامة ؟!!
إذ ما وجه الكرامة في أمرٍ متاحٍ لكلِّ أحدٍ ، مسلم وكافر ، وليِّ لله وللشيطان !
وهو حال الشريط الذي يعرض في قنوات تلفازية وعنكبوتية ويستمع إليه آلاف الناس دون خصوص ؟!
فإن كان متاحاً لكلِّ أحدٍ سماعه (( وهو أمر مستحيل أصلاً بنصِّ الحديث السابق )) فلم يعد مستحيلاً ، إذ رفعت عنه الاستحالة بهذه الطريقة .
إذن فقد يحصل الأمر المستحيل الخارق للعادة أحياناً على وجه الكرامة لبعض الناس ، لا أن يكون عامَّاً لكل أحدٍ .
الأمر الثاني : أن يقال إنَّ هذه الواقعة قد حصلت بالفعل لكن لا لكونها أصوات معذبين من فتحة من جهنم ولا من البرزخ .
لكن هي أصوات جنٍّ وشياطين ، وهو أمرٌ ممكن جداً ، وليس فيه مانعٌ شرعيٌّ ، بخلاف الاعتقاد الأول السائد .
وقد حكى الأئمة قبلاً وضربوا الأمثلة لحصول مثل هذه الأفعال من الشياطين.
ولعلِّي أسوق كلام الشيخ ابن تيمية رحمه الله بنصِّه دلالة على هذا .
قال رحمه الله [ كما في مجموع الفتاوى : 1/168-178] : " ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطاب يسمعه وشخص يراه وتصرف عجيب ما يظن أنه من الميت، وقد يكون من الجن والشياطين.
مثل أن يرى القبر قد انشق وخرج منه الميت وكلمه وعانقه.
وهذا يُرى عند قبور الأنبياء وغيرهم.
وإنما هو شيطان فإنَّ الشيطان يتصوَّر بصور الإنس، ويدَّعي أحدهم أنه النبى فلان أو الشيخ فلان، ويكون كاذباً في ذلك.
وفي هذا الباب من الوقائع ما يضيق هذا الموضع عن ذكره وهي كثيرة جداً.
والجاهل يظن أن ذلك الذى رآه قد خرج من القبر وعانقه أو كلمه هو المقبور أو النبي أو الصالح وغيرهما.
والمؤمن العظيم يعلم أنه شيطان ، ويتبين ذلك بأمور ... " .
إلى أن قال رحمه الله : " وأما من ابتدع دينا لم يشرعوه [ يعني الأنبياء ] ، فترك ما أمروا به من عبادة الله وحده لا شريك له واتباع نبيه فيما شرعه لأمته وابتدع الغلو فى الأنبياء والصالحين والشرك بهم ، فإنَّ هذا تتلعب به الشياطين.
قال تعالى: (( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون )) .
وقال تعالى : (( إن عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين )) ... ".
إلى أن قال رحمه الله : (( فإذا شاهد أحدهم القبر انشق وخرج منه شيخ بهيٌّ عانقه أو كلَّمه ظنَّ أنَّ ذلك هو النبي المقبور ، أو الشيخ المقبور .
القبر لم ينشق! وإنما الشيطان مثَّل له ذلك، كما يمثِّل لأحدهم أنَّ الحائط انشق، وأنَّه خرج منه صورة إنسان، ويكون هو الشيطان تمثَّل له فى صورة إنسان، وأراه أنه خرج من الحائط.
ومن هؤلاء من يقول لذلك الشخص الذى رآه قد خرج من القبر: نحن لا نبقى فى قبورنا، بل من حين يقبر أحدنا يخرج من قبره ويمشي بين الناس.
ومنهم من يرى ذلك الميت فى الجنازة يمشي، ويأخذ بيده.
إلى أنواع أخرى معروفة عند من يعرفها.
وأهل الضلال إما ان يكذِّبوا بها.
وإمَّا أن يظنُّوها من كرامات أولياء الله، ويظنُّون أن ذلك الشخص هو نفس النبي أو الرجل الصالح أو ملك على صورته.
وربما قالوا هذه روحانيته ، أو رقيقته ، أو سره أو مثاله أو روحه ، تجسَّدت .
حتى قد يكون من يرى ذلك الشخص فى مكانين ، فيظنُّ أنَّ الجسم الواحد يكون فى الساعة الواحدة في مكانين!
ولا يعلم أنَّ ذلك حين تصوَّر بصورته ليس هو ذلك الإنسى)) . انتهى المقصود منه باختصار وتصرُّفٍ قليل.
فالحاصل .. من كلِّ ما سبق:
أنَّ هذه القصة والأصوات التي في الشريط لا تخرج عن حالين :
الأولى : إما أن تكون قد وقعت بالفعل ولم يكذب من حكاها وسجَّلها ، فتكون من أصوات الشياطين وألاعيبهم وعبثهم بالإنس ، خاصةً أنَّ أولئك الذين وقعت لهم من اوليائهم من الكفرة المرتكسة .
يضاف إلى هذا أنَّ هؤلاء الذين حكوا هذه القصة ممن وقعت لهم بزعمهم ممن لا يؤمن أكثرهم بالجن والشياطين ووجودها .
الحال الثانية : أن تكون القصَّة مكذوبة مختلقة من أساسها ، وتسجيل أصواتٍ في شريط صوتي ، بل حتى تسجيل فيلم مرئي فيه نوعٌ مما تقدَّم = ممكنٌ في هذا العصر الذي كثرت فيه طرق الخداع والتصميم بطرقٍ شتى .
وبالله تعالى التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أبو عمر السمرقندي
23/2/1426 هـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الموتى يسمعون الخطاب ، ويصل إليهم الثواب ، ويعذبون بالنياحة، بل وما لم يسأل عنه السائل من عقابهم في قبورهم وغير ذلك، فقد يكشف لكثير من أبناء زماننا يقظة ومناماً ويعلمون ذلك ويتحققونه ، وعندنا من ذلك أمور كثيرة (مجموع الفتاوى 24/376).
وقال ابن القيم: رؤية هذه النار في القبر كرؤية الملائكة والجن تقع أحياناً لمن شاء الله أن يريه ذلك (الروح 187).
وقال: وقدرة الرب أوسع وأعجب من ذلك، وقد أرانا من آيات قدرته في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك بكثير، ولكن النفوس مولعة بالتكذيب بما لم تحط به علماً إلا من وفقه الله تعالى وعصمه (الروح 186).
وقال : وهذه الأخبار وأضعافها وأضعاف أضعافها مما لا يتسع لها الكتاب مما أراه الله سبحانه لبعض عباده من عذاب القبر ونعميه عياناً ... وليس عند الملاحدة والزنادقة إلا التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه (الروح 195 196).
وذكر ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية نفس كلام ابن القيم مؤيداً له (شرح العقيدة الطحاوية 401).
وقال ابن رجب: قد كشف الله تعالى لمن شاء من عباده من عذاب أهل القبر ونعيمه، وقد وقع بعض ذلك في زمن النبي ووقع بعده كثيراً (أهوال القبور 82).
قال د. عمر الأشقر: لم يزل بعض الناس يتحدثون عن سماعهم أو رؤيتهم للمعذبين في قبورهم ومن هؤلاء ثقات أعلام لا مطعن في دينهم وأمانتهم (القيامة الصغرى 53).
من مقال لعدنان عبدالقادر في مجلة الفرقان العدد 333:
تنبيه هام :
حتى يختلط بعض كلام شيخ الإسلام وغيره على بعض الناس حين يرى ظهور تعارض بما تقدَّم تقريره أيضاً من كلام الشيخ نفسه رأيت أنه لابد من التأكيد على قضية تقدَّم التنبيه عليها بأن يقال :
قد تقدم أنَّ هذا الكلام كلُّه من أنَّ حصول هذه الكشوف الغيبية لبعض أفراد من الناس في وقت دون وقت = لا يتناقض مع عموم الاستحالة الشرعية .
إذ هو من باب الكرامة ، والتي هي : أمرٌ خارق للعادة يحصل لبعض الناس .
وعليه تحمل جميع النقولات المنقولة عن ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز تبعاً لهما ( إذ هو في الغالب ملخص لكلامهما ) وغيرهم ..
أما فتح الباب على مصراعيه ، بإمكانية رؤية هذه الغيبيات أو سماعها ( كعذاب القبر ) لجميع الناس وعلى القنوات والشبكة العنكبوتية ، فممتانع قطعاً ، ولا لأعلم أحداً من علماء الإسلام يقول به ، كيف ؟! وهو مصادم للشرع من إحدى جهتين :
1- إما إخراج هذا الأمر من حيز الغيبية والاستحالة .
2- وإما تجويز وقوع الكرامة لجميع الناس على السواء ، وهذ معناه عدم وجود كرامة !!
وكلا الأمرين غير ممكن شرعاً وكونا ، فدلَّ على التخصيص دون التعميم .
وبناءً عليه فمن زعم أنَّ ذاك الصوت هو أصوات المعذبين في القبور فقد كذب ، لمصادمته الصريحة لنص الشرع الواضح المعصوم من إحدى الجهتين المتقدم ذكرهما .
وبالله تعالى التوفيق ...
هناك تعليقات حول الموضوع السابق....
# أما من الناحية الشرعية.....فوقوع ذلك ممكن كما بين العلماء كلام شيخ الإسلام ابن تيمية....ولا أرى ذلك مصادما للدليل الذي ذكره الشيخ أبو عمر....فهذا الدليل لا يدل على نفي وقوع السماع مطلقا ، وإلا لما كان هذا قد حدث عدة مرات....
# لكن هل فعلا قد وقع ذلك؟؟؟ ذلك محل شك لدي....
إذ من الممكن أن تكون القصة مختلقة.....
أو تكون تلك الأصوات للجن مثلا......
أو غير تلك الاعتراضات التي هي محل بحث.....
لذلك آمل ممن يذهب لكبار العلماء أن يطلعه (صوتيا ) ما قاله الشيخ الزنداني....
ولا يكتفي بالتلميح ( كما حصل مع الشيخين الفوزان ، والشيخ حامد العلي وغيرهم ممن استفتوا )
بالمناسبة
التواصل مع الزنداني ممكن عن طريق موقع جامعة الإيمان....
والشريط هو موجود عندي....
وأدلو بدلوكم رحمكم الله
23/2/1426 هـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الموتى يسمعون الخطاب ، ويصل إليهم الثواب ، ويعذبون بالنياحة، بل وما لم يسأل عنه السائل من عقابهم في قبورهم وغير ذلك، فقد يكشف لكثير من أبناء زماننا يقظة ومناماً ويعلمون ذلك ويتحققونه ، وعندنا من ذلك أمور كثيرة (مجموع الفتاوى 24/376).
وقال ابن القيم: رؤية هذه النار في القبر كرؤية الملائكة والجن تقع أحياناً لمن شاء الله أن يريه ذلك (الروح 187).
وقال: وقدرة الرب أوسع وأعجب من ذلك، وقد أرانا من آيات قدرته في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك بكثير، ولكن النفوس مولعة بالتكذيب بما لم تحط به علماً إلا من وفقه الله تعالى وعصمه (الروح 186).
وقال : وهذه الأخبار وأضعافها وأضعاف أضعافها مما لا يتسع لها الكتاب مما أراه الله سبحانه لبعض عباده من عذاب القبر ونعميه عياناً ... وليس عند الملاحدة والزنادقة إلا التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه (الروح 195 196).
وذكر ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية نفس كلام ابن القيم مؤيداً له (شرح العقيدة الطحاوية 401).
وقال ابن رجب: قد كشف الله تعالى لمن شاء من عباده من عذاب أهل القبر ونعيمه، وقد وقع بعض ذلك في زمن النبي ووقع بعده كثيراً (أهوال القبور 82).
قال د. عمر الأشقر: لم يزل بعض الناس يتحدثون عن سماعهم أو رؤيتهم للمعذبين في قبورهم ومن هؤلاء ثقات أعلام لا مطعن في دينهم وأمانتهم (القيامة الصغرى 53).
من مقال لعدنان عبدالقادر في مجلة الفرقان العدد 333:
تنبيه هام :
حتى يختلط بعض كلام شيخ الإسلام وغيره على بعض الناس حين يرى ظهور تعارض بما تقدَّم تقريره أيضاً من كلام الشيخ نفسه رأيت أنه لابد من التأكيد على قضية تقدَّم التنبيه عليها بأن يقال :
قد تقدم أنَّ هذا الكلام كلُّه من أنَّ حصول هذه الكشوف الغيبية لبعض أفراد من الناس في وقت دون وقت = لا يتناقض مع عموم الاستحالة الشرعية .
إذ هو من باب الكرامة ، والتي هي : أمرٌ خارق للعادة يحصل لبعض الناس .
وعليه تحمل جميع النقولات المنقولة عن ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز تبعاً لهما ( إذ هو في الغالب ملخص لكلامهما ) وغيرهم ..
أما فتح الباب على مصراعيه ، بإمكانية رؤية هذه الغيبيات أو سماعها ( كعذاب القبر ) لجميع الناس وعلى القنوات والشبكة العنكبوتية ، فممتانع قطعاً ، ولا لأعلم أحداً من علماء الإسلام يقول به ، كيف ؟! وهو مصادم للشرع من إحدى جهتين :
1- إما إخراج هذا الأمر من حيز الغيبية والاستحالة .
2- وإما تجويز وقوع الكرامة لجميع الناس على السواء ، وهذ معناه عدم وجود كرامة !!
وكلا الأمرين غير ممكن شرعاً وكونا ، فدلَّ على التخصيص دون التعميم .
وبناءً عليه فمن زعم أنَّ ذاك الصوت هو أصوات المعذبين في القبور فقد كذب ، لمصادمته الصريحة لنص الشرع الواضح المعصوم من إحدى الجهتين المتقدم ذكرهما .
وبالله تعالى التوفيق ...
هناك تعليقات حول الموضوع السابق....
# أما من الناحية الشرعية.....فوقوع ذلك ممكن كما بين العلماء كلام شيخ الإسلام ابن تيمية....ولا أرى ذلك مصادما للدليل الذي ذكره الشيخ أبو عمر....فهذا الدليل لا يدل على نفي وقوع السماع مطلقا ، وإلا لما كان هذا قد حدث عدة مرات....
# لكن هل فعلا قد وقع ذلك؟؟؟ ذلك محل شك لدي....
إذ من الممكن أن تكون القصة مختلقة.....
أو تكون تلك الأصوات للجن مثلا......
أو غير تلك الاعتراضات التي هي محل بحث.....
لذلك آمل ممن يذهب لكبار العلماء أن يطلعه (صوتيا ) ما قاله الشيخ الزنداني....
ولا يكتفي بالتلميح ( كما حصل مع الشيخين الفوزان ، والشيخ حامد العلي وغيرهم ممن استفتوا )
بالمناسبة
التواصل مع الزنداني ممكن عن طريق موقع جامعة الإيمان....
والشريط هو موجود عندي....
وأدلو بدلوكم رحمكم الله