خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    لنَحْذَر ونُحَذِّر من قضية الاهتمام بالآثار في بلادنا وخطرها على عقيدة الأمة !

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية لنَحْذَر ونُحَذِّر من قضية الاهتمام بالآثار في بلادنا وخطرها على عقيدة الأمة !

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.01.09 10:59

    لنَحْذَر ونُحَذِّر من قضية الاهتمام بالآثار في بلادنا وخطرها على عقيدة الأمة !
    فاصل

    الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...

    تحت غطاء الاهتمام بالآثار وجد المبتدعة بغيتهم ، فكلما حذر غيور من بعض الشركيات والبدع التي تحدث عند مسجد أو مبنى أو مقبرة قام لوبي المبتدعة بالصراخ والزعيق في وجهه ، واتهموه بلاتهم المعلبة الجاهزة والتي منها :

    1 - هذه الآثار موجودة قبل دخول الملك عبد العزيز للحجاز ، ولم يغيرها - زعموا - .

    2 - هذا يهدد اللحمة الوطنية عن طريق إثارة البلبلة بين أبناء المجتمع .

    3 - الاتهام بأن من يبين هذه الشركيات والبدع متشدد ومتطرف وغير ذلك من الألقاب .

    والحقيقة أن الوضع لا ينبغي السكوت عليه ، وخاصة أن بلادنا لديها مرجعية شرعية يجب الرجوع إليها في مثل هذه القضايا ، وهي هيئة كبار العلماء ، واللجنة الدائمة للإفتاء .

    وقد تولت جريدة " الوطن " كِبر التسويق لمثل هذه الشركيات والبدع عن طريق نشر الهجوم على أحد المنكرين لها يمثل جهة رسمية وهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي طالب تغيير اسماء بعض الأماكن التي يقال عنها آثار إسلامية أو على الأقل وضع سياج حولها لما يجري عندها من الشركيات والبدع ، والهجوم على المدير العام لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة عن طريق بعض صوفية حجاز في نفس الجريدة .

    واليوم نشرت ردا لعبدالله غالي السهلي على أحد المتشدقين بالآثار أضعها بين أيديكم ليكون لنا دور في الحذر والتحذير من هذا الغطاء الخطير .
    ولمحبتي لهذا الملتقى الذي يضم نخبة من طلاب العلم أود أن يشارك في الجميع بما لديهم من نصوص وكلام لأهل العلم .
    وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
    في رده على ما أورده الأخير حول "حمى النقيع" و"مسجد مقمل"
    السهلي ينفي صحة ما أورده الشنقيطي ويؤكد أنه "لا حمى إلا لله ولرسوله"

    المدينة المنورة: خالد الطويل

    نفى الباحث الشرعي عبدالله غالي السهلي صحة ما ذهب إليه الباحث عبدالله مصطفى الشنقيطي في طرحه السابق بـ"الوطن" (عدد 3011 يوم السبت 27 /12/2008) حول حمى النقيع وكذلك حديثه عن ضياع معالم مسجد مقمل الذي تثبت الروايات بحسب الشنقيطي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فيه بعد عودته من غزوة المريسيع.
    ويذهب السهلي بعد مناقشة عدداً من الروايات التي ذكرت في هذا المجال إلى "عدم صحة ما ذهب إليه الباحث الشنقيطي" مؤكدا أن الصحيح هو ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم أنه "لا حمى إلا لله ولرسوله".

    ويناقش السهلي المتخصص في علم الحديث الأمر عبر عدد من الروايات التي تكشف عن وجهة نظره من بينها رواية ابن عمر رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع" وهو الحديث الذي أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد في المسند والبيهقي في السنن الكبرى وغيرهم من طرق عن عبدالله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، وهذا-بحسب وصفه- منكر والعمري يعد أيضا ضعيفاً -بحسب قوله-، وقد تفرد به عن الإمام المكثر نافع ولا يحتمل منه هذا، ثم أنه خالف فيه أخاه الثقة عبيدالله بن عمر العمري فقد رواه عبيدالله عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه حمى الربذة وهذا الصحيح عن نافع - بحسب الباحث - ولا تنفع عبدالله متابعة الإمام مالك عن نافع عن ابن عمر بلفظة أخرجها الحربي في الفوائد المتقاة له عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني عن مالك لأن "الحنيني ضعيف" حسب قول السهلي.

    ويرى السهلي عبر عدد من الوقفات عدم صحة ما ذهب إليه الشنقيطي فيما يتعلق كذلك بـ"مسجد مُقمل". وقال:من ألف في الأماكن والبقاع كأبي علي الهجري والبكري وياقوت الحموي وغيرهم، ذكروا في كتبهم أحاديث لا خطم لها ولا أزمة -أي أحاديث ليس لها أسانيد- أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى في النقيع وله به مسجد هناك، وهي روايات لا تجدي نفعا في التحقيق العلمي لكونها بلا أسانيد.

    ويرى الباحث الشرعي -والذي قدم لـ"الوطن" دراسة مفصلة حول هذه القضية - أنه حتى ولو افترضنا صحة مسجد "مقمل" الذي أشار إليه الشنقيطي فهل كل مكان نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم يفترض علينا-بحسب وصفه- أن نسعى خلفه حثيثين للبحث عنه، وتطبيقه على الأماكن ثم بناء المساجد عليه حيث إننا لم نأمر بذلك، مشيرا إلى أن "صرف الأموال وتشييد الأبنية على هذه الآثار أسهم بشكل كبير وفعال في نشر الخرافة والدجل والأساطير بين العامة"، وما نراه في بعض البلدان الإسلامية شاهد قائم -بحسب السهلي-على تلك الممارسات الخاطئة، والمخالفة للشريعة.

    ويؤكد السهلي أن مطالبات الباحث بالحفاظ على الآثار والبحث عنها "يخالف" ما أكد عليه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث أخرج عبدالرزاق في المصنف أن عمر كان في السفر فرأى قوما يبتدرون مكانا فقال: ما هذا؟ فقالوا: مكان صلى فيه النبي عليه الصلاة والسلام، فقال أتريدون أن تتخذوا آثار نبيكم مساجد؟ من أدركته الصلاة فيه فليصل وإلا فليمض. وأخرج ابن سعد في الطبقات أن عمر رأى بعض الناس يذهبون إلى الشجرة التي بويع النبي عليه الصلاة والسلام تحتها فأمر بقطعها. وأخرج ابن وضاح أن عمر قال: إنما هلك أهل الكتاب أنهم كانوا اتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا.

    وتابع السهلي: حكى ابن وضاح والشاطبي وغيرهما إجماع الأمة على عدم مشروعية زيارة مواطن آثار السيرة النبوية لدرجة أن كثيراً من مواقع السيرة لم يعد يعرف عند الأكثرين في العصور الأولى كما أشار إلى ذلك المراغي والسمهودي والعيني.

    وكان الباحث في معالم المدينة المنورة التاريخية الشنقيطي قد انتقد في حديثه السابق لـ"الوطن" ما وصفه بـ"الحالة التي باتت عليها معالم وادي النقيع التاريخي جنوب المدينة المنورة على مسافة 100 كيلو متر خصوصا" وقد ثبت بحسب عدد من المؤرخين من بينهم الواقدي والهجري والسمهودي نزول النبي صلى الله عليه وسلم فيها خلال عودته من غزوة المريسيع وصلاته في ذلك المكان حيث إن مسجده هناك.
    http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3038&id=87255&groupID=0

    مقال ذو صلة يوضح الصورة أكثر
    http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1110181&cnt=-2&Sec=0#1114156



    .. يتبع ..
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: لنَحْذَر ونُحَذِّر من قضية الاهتمام بالآثار في بلادنا وخطرها على عقيدة الأمة !

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.01.09 11:07

    الكتاب: مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

    مجموع فتاوى ابن باز - (1 / 401)
    الرد على صالح محمد جمال

    الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.


    أما بعد: فقد اطلعت على ما نشرته صحيفة (الندوة) في عددها الصادر في 24 \ 5 \ 1387 هـ بقلم الأخ صالح محمد جمال تحت عنوان: (الآثار الإسلامية )

    فألفيت الكاتب المذكور يدعو في مقاله المنوه عنه إلى تعظيم الآثار الإسلامية, والعناية بها , يخشى أن تندثر ويجهلها الناس, ويمضي الكاتب فيقول: (والذين يزورون الآن بيت شكسبير في بريطانيا , ومسكن بتهوفن في ألمانيا لا يزورونها بدافع التعبد والتأليه, ولكن بروح التقدير والإعجاب لما قدمه الشاعر الإنجليزي والموسيقي الألماني لبلادهما وقومهما مما يستحق التقدير فأين هذه البيوت التافهة من بيت محمد ودار الأرقم بن أبي الأرقم وغار ثور وغار حراء وموقع بيعة الرضوان وصلح الحديبية

    إلى أن قال: ومنذ سنوات قليلة عمدت مصر إلى تسجيل تاريخ (أبو الهول) ومجد الفراعنة, وراحت ترسلها أصواتا تحدث وتصور مفاخر الآباء والأجداد, وجاء السواح من كل مكان يستمعون إلى ذلك الكلام الفارغ إذا ما قيست بمجد الإسلام, وتاريخ الإسلام ورجال الإسلام في مختلف المجالات ويريد الكاتب من هذا الكلام أن المسلمين أولى بتعظيم الآثار الإسلامية كغار حراء وغار ثور

    وما ذكره الكاتب معهما آنفا من تعظيم الإنجليز والألمان للفنانين المذكورين, ومن تعظيم المصريين لآثار الفراعنة.

    ثم يقترح الكاتب أن تقوم وزارة الحج والأوقاف بالتعاون مع وزارة المعارف على صيانة هذه الآثار والاستفادة منها بالوسائل التالية:

    1 - كتابة تاريخ هذه الآثار بأسلوب عصري معبر عما تحمله هذه الآثار من ذكريات الإسلام ومجده عبر القرون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

    2 - رسم خريطة أو خرائط لمواقع الآثار في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة .

    3 - إعادة بناء ما تهدم من هذه الآثار على شكل يغاير الأشكال القديمة, وتحلية البناء بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية على لوحة كبرى يسجل بها تاريخ موجز للأثر وذكرياته بمختلف اللغات.

    4 - إصلاح الطرق إلى هذه الآثار, وخاصة منها الجبلية كغار ثور وغار حراء , وتسهيل الصعود إليها بمصاعد كهربائية كالتي يصعد بها إلى جبال الأرز في لبنان مثلا مقابل أجر معقول.

    5 - تعيين قيم أو مرشد لكل أثر من طلبة العلم يتولى شرح تاريخ الأثر للزائرين, والمعاني السامية التي يمكن استلهامها منه بعيدا عن الخرافات والبدع, أو الاستعانة بتسجيل ذلك على شريط يدار كلما لزمت الحاجة إليه.

    6 - إدراج تاريخ هذه الآثار ضمن المقررات المدرسية على مختلف المراحل) انتهى نقل المقصود من كلامه.

    ولما كان تعظيم الآثار الإسلامية بالوسائل التي ذكرها الكاتب يخالف الأدلة الشرعية وما درج عليه سلف الأمة وأئمتها من عهد الصحابة رضي الله عنهم إلى أن مضت القرون المفضلة, ويترتب عليه مشابهة الكفار في تعظيم آثار عظمائهم, وغلو الجهال في هذه الآثار, وإنفاق الأموال في غير وجهها ظنا من المنفق أن زيارة هذه الآثار من الأمور الشرعية, وهي في الحقيقة من البدع المحدثة, ومن وسائل الشرك, ومن مشابهة اليهود والنصارى في تعظيم آثار أنبيائهم وصالحيهم واتخاذها معابد, ومزارات.

    رأيت أن أعلق على هذا المقال بما يوضح الحق ويكشف اللبس بالأدلة الشرعية والآثار السلفية, وأن أفصل القول فيما يحتاج إلى تفصيل, لأن التفصيل في مقام الاشتباه من أهم المهمات, ومن خير الوسائل لإيضاح الحق, عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم » (1) فأقول والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به:

    قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (2) أخرجه الشيخان وفي لفظ لمسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (3) وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة » (4)

    والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وهذه الآثار التي ذكرها الكاتب كغار حراء وغار ثور وبيت النبي صلى الله عليه وسلم ودار الأرقم بن أبي الأرقم ومحل بيعة الرضوان وأشباهها إذا عظمت وعبدت طرقها وعملت لها المصاعد واللوحات لا تزار كما تزار آثار الفراعنة وآثار عظماء الكفرة

    وإنما تزار للتعبد والتقرب إلى الله بذلك.

    وبذلك نكون بهذه الإجراءات قد أحدثنا في الدين ما ليس منه, وشرعنا للناس ما لم يأذن به الله وهذا هو نفس المنكر الذي حذر الله عز وجل منه في قوله سبحانه: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } (5)

    وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (6)
    وبقوله صلى الله عليه وسلم: « لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن » (7) متفق على صحته

    ولو كان تعظيم الآثار بالوسائل التي ذكرها الكاتب وأشباهها مما يحبه الله ورسوله لأمر به صلى الله عليه وسلم أو فعله, أو فعله أصحابه الكرام رضي الله عنهم, فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الدين

    بل هو من المحدثات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم

    وحذر منها أصحابه رضي الله عنهم.

    وقد ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أنكر تتبع آثار الأنبياء, وأمر بقطع الشجرة التي بويع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها في الحديبية لما قيل له إن بعض الناس يقصدها, حماية لجناب التوحيد وحسما لوسائل الشرك والبدع والخرافات الجاهلية

    وأنا أنقل لك أيها القارئ ما ذكره بعض أهل العلم في هذا الباب لتكون على بينة من الأمر:

    قال الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي في كتابه (الحوادث والبدع) صفحة (135): (فصل في جوامع البدع) ثم قال:

    وقال المعرور بن سويد خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلقينا مسجدا فجعل الناس يصلون فيه قال عمر أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم باتباع مثل هذا حتى اتخذوها بيعا فمن عرضت له فيها صلاة فليصل ومن لم تعرض له صلاة فليمض

    ثم نقل في صفحة (141) عن محمد بن وضاح أن عمر بن الخطاب أمر بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم , لأن الناس كانوا يذهبون تحتها فخاف عمر الفتنة عليهم.

    ثم قال ابن وضاح : ( وكان مالك وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار التي بالمدينة ما عدا قباء وأحد

    ودخل سفيان بيت المقدس وصلى فيه ولم يتبع تلك الآثار ولا الصلاة فيها, وكذلك فعل غيره أيضا ممن يقتدى به

    ثم قال ابن وضاح : فكم من أمر هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكرا عند من مضى, وكم من متحبب إلى الله بما يبغضه الله عليه ومتقرب إلى الله بما يبعده منه ). انتهى كلامه رحمه الله.

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في صفحة (133) من جزء (26) من مجموع الفتاوى ما نصه: ( وأما صعود الجبل الذي بعرفة ويسمى جبل الرحمة فليس سنة, وكذلك القبة التي فوقه التي يقال لها قبة آدم لا يستحب دخولها ولا الصلاة فيها, والطواف بها من الكبائر وكذلك المساجد التي عند الجمرات لا يستحب دخول شيء منها ولا الصلاة فيها, وأما الطواف بها أو بالصخرة أو بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان غير البيت العتيق فهو من أعظم البدع المحرمة ).

    وقال في صفحة (144) من الجزء المذكور: (وأما زيارة المساجد التي بنيت بمكة غير المسجد الحرام كالمسجد الذي تحت الصفا وما في سفح أبي قبيس ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كمسجد المولد وغيره فليس قصد شيء من ذلك من السنة, ولا استحبه أحد من الأئمة

    وإنما المشروع إتيان المسجد الحرام خاصة, والمشاعر عرفة ومزدلفة ومنى والصفا والمروة , وكذلك قصد الجبال والبقاع التي حول مكة غير المشاعر عرفة ومزدلفة ومنى , مثل جبل حراء والجبل الذي عند منى الذي يقال إنه كان فيه قبة الفداء ونحو ذلك فإنه ليس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم زيارة شيء من ذلك بل هو بدعة.

    وكذلك ما يوجد في الطرقات من المساجد المبنية على الآثار والبقاع التي يقال إنها من الآثار لم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم زيارة شيء من ذلك)

    وقال في صفحة (134) من الجزء (27) من المجموع المذكور: ( فصل: وأما قول السائل هل يجوز تعظيم مكان فيه خلوق وزعفران لكون النبي صلى الله عليه وسلم رؤي عنده؟ فيقال بل تعظيم مثل هذه الأمكنة واتخاذها مساجد ومزارات لأجل ذلك هو من أعمال أهل الكتاب الذين نهينا عن التشبه بهم فيها

    وقد ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في السفر فرأى قوما يبتدرون مكانا فقال: ما هذا؟ فقالوا: مكان صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: ومكان صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ من أدركته فيه الصلاة فليصل وإلا فليمض , وهذا قاله عمر بحضرة من الصحابة رضي الله عنهم

    ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في أسفاره في مواضع, وكان المؤمنون يرونه في المنام في مواضع, وما اتخذ السلف شيئا من ذلك مسجدا ولا مزارا

    ولو فتح هذا الباب لصار كثير من ديار المسلمين أو أكثرها مساجد ومزارات فإنهم لا يزالون يرون النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقد جاء إلى بيوتهم, ومنهم من يراه مرارا كثيرة, وتخليق هذه الأمكنة بدعة مكروهة

    إلى أن قال: ولم يأمر الله أن يتخذ مقام نبي من الأنبياء مصلى إلا مقام إبراهيم بقوله: { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } (1) كما أنه لم يأمر بالاستلام والتقبيل لحجر من الحجارة إلا الحجر الأسود, ولا بالصلاة إلى بيت إلا البيت الحرام , ولا يجوز أن يقاس غير ذلك عليه باتفاق المسلمين

    بل ذلك بمنزلة من جعل للناس حجا إلى غير البيت العتيق , أو صيام شهر مفروض غير صيام رمضان, وأمثال ذلك.

    ثم قال: وقد تبين الجواب في سائر المسائل المذكورة بأن قصد الصلاة والدعاء عندما يقال أنه قدم نبي أو أثر نبي أو قبر بعض الصحابة أو بعض الشيوخ أو بعض أهل البيت أو الأبراج أو الغيران من البدع المحدثة المنكرة في الإسلام لم يشرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كان السابقون الأولون والتابعون لهم بإحسان يفعلونه, ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين بل هو من أسباب الشرك وذرائعه )

    والكلام على هذا مبسوط في غير هذا الجواب, ثم قال في صفحة (500) من الجزء المذكور: (ولم يكن أحد من الصحابة بعد الإسلام يذهب إلى غار ولا يتحرى مثل ذلك فإنه لا يشرع لنا بعد الإسلام أن نقصد غيران الجبال ولا نتخلى فيها..

    إلى أن قال: وأما قصد التخلي في كهوف الجبال وغيرانها, والسفر إلى الجبل للبركة مثل جبل الطور وجبل حراء وجبل ثور أو نحو ذلك فهذا ليس بمشروع لنا بل قد قال صلى الله عليه وسلم: « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد » (2) انتهى كلامه رحمه الله.

    وقال ابن القيم رحمه الله في (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) صفحة (204) بعد كلام له سبق في التحذير من قصد القبور للتبرك بها, والدعاء عندها: ( وقد أنكر الصحابة ما هو دون هذا بكثير فروى غير واحد عن المعرور بن سويد قال صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في طريق مكة صلاة الصبح ثم رأى الناس يذهبون مذاهب فقال أين يذهب هؤلاء؟ فقيل يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فهم يصلون فيه فقال إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا كانوا يتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعا فمن أدركته الصلاة منكم في هذه المساجد فليصل ومن لا فليمش ولا يتعمدها ، وكذلك أرسل عمر رضي الله عنه أيضا فقطع الشجرة التي بايع تحتها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) انتهى كلامه رحمه الله.

    وكلام أهل العلم في هذا الباب كثير لا نحب أن نطيل على القارئ بنقله, ولعل فيما نقلناه كفاية ومقنعا لطالب الحق.. إذا عرفت ما تقدم من الأدلة الشرعية وكلام أهل العلم في هذا الباب علمت أن ما دعا إليه الكاتب المذكور من تعظيم الآثار الإسلامية كغار ثور ومحل بيعة الرضوان وأشباهها وتعمير ما تهدم منها والدعوة إلى تعبيد الطرق إليها, واتخاذ المصاعد لما كان مرتفعا منها كالغارين المذكورين واتخاذ الجميع مزارات ووضع لوحات عليها, وتعيين مرشدين للزائرين- كل ذلك مخالف للشريعة الإسلامية التي جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها, وسد ذرائع الشرك والبدع وحسم الوسائل المفضية إليها. وعرفت أيضا أن البدع وذرائع الشرك يجب النهي عنها ولو حسن قصد فاعلها أو الداعي إليها لما تفضي إليه من الفساد العظيم وتغيير معالم الدين وإحداث معابد ومزارات وعبادات لم يشرعها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله عز وجل: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } (1)

    فكل شيء لم يكن مشروعا في عهده صلى الله عليه وسلم وعهد أصحابه رضي الله عنهم لا يمكن أن يكون مشروعا بعد ذلك, ولو فتح هذا الباب لفسد أمر الدين ودخل فيه ما ليس منه, وأشبه المسلمون في ذلك ما كان عليه اليهود والنصارى من التلاعب بالأديان وتغييرها على حسب أهوائهم واستحساناتهم وأغراضهم المتنوعة

    ولهذا قال الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة في زمانه رحمه الله كلمة عظيمة وافقه عليها أهل العلم قاطبة, وهي قوله: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها), ومراده بذلك أن الذي أصلح أولها هو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على تعاليمهما, والحذر مما خالفهما, ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا هذا الأمر الذي صلح به أولها, ولقد صدق في ذلك رحمه الله فإن الناس لما غيروا وبدلوا واعتنقوا البدع وأحدثوا الطرق المختلفة تفرقوا في دينهم, والتبس عليهم أمرهم وصار كل حزب بما لديهم فرحون وطمع فيهم الأعداء, واستغلوا فرصة الاختلاف وضعف الدين, واختلاف المقاصد, وتعصب كل طائفة لما أحدثته من الطرق المضلة, والبدع المنكرة حتى آلت حال المسلمين إلى ما هو معلوم الآن من الضعف والاختلاف وتداعي الأمم عليهم

    فالواجب على أهل الإسلام جميعا هو الرجوع إلى دينهم والتمسك بتعاليمه السمحة وأحكامه العادلة, وأخذها من منبعها الصافي: الكتاب العزيز والسنة الصحيحة المطهرة, والتواصي بذلك, والتكاتف على تحقيقه في جميع المجالات التشريعية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغير ذلك, والحذر كل الحذر من كل ما يخالف ذلك أو يفضي إلى التباسه أو التشكيك فيه, وبذلك ترجع إلى المسلمين عزتهم المسلوبة, ويرجع إليهم مجدهم الأثيل وينصرهم الله على أعدائهم ويمكن لهم في الأرض كما قال عز وجل: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } (1)

    وقال سبحانه : { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } (1) { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } (2)

    وأما اقتراح الكاتب إدراج تاريخ هذه الآثار ضمن المقررات المدرسية على مختلف المراحل فهذا حق ولا مانع منه إذا كان ذلك على سبيل الدعوة إلى التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أصابه من المشاق والأذى الشديد في سبيل الدعوة إلى الحق, والتذكير بأحواله صلى الله عليه وسلم في بيته, وفي دار الأرقم , وفي غار ثور وحراء , والاستفادة من الآيات والمعجزات التي حصلت في غار ثور , في مكة المكرمة , وفي طريق الهجرة, وفي المدينة المنورة , وكون الله سبحانه حماه من مكائد أعدائه في جميع مراحل الدعوة

    لا شك أن التحدث عن هذه الأمور وما فيها من العبر والمعجزات, والدلالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما دعا إليه, والشهادة له بأنه رسول الله حقا, وما أيده الله به من الآيات والمعجزات كل ذلك مما يقوي الإيمان في القلوب, ويشرح صدور المسلمين, ويحفزهم إلى التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على منهاجه, والصبر على دعوته, وتحمل ما قد يعرض للمسلم ولا سيما الداعية إلى الحق من أنواع المشاق والمتاعب

    ولقد أدرك علماء المسلمين هذه المعاني الجليلة, وصنفوا فيها الكتب, والرسائل وذكروها في المقررات المدرسية على اختلاف أنواعها ومراحلها

    ولا ريب أنه ينبغي للمسئولين عن التعليم في جميع البلاد الإسلامية أن يعنوا بهذا الأمر, وأن يعطوه ما يستحقه من إيضاح وتفصيل حتى تكون ناشئة المسلمين على غاية من البصيرة بما كان عليه نبيهم وإمامهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأخلاق الكريمة, والأعمال الصالحة والجهاد الطويل والصبر العظيم حتى لحق بربه وصار إلى الرفيق الأعلى عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.

    والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعا, وأن يوفقهم وقادتهم للتمسك بدين الله والاستقامة عليه وتحكيمه, والتحاكم إليه, والسير على منهاجه القويم الذي ارتضاه لعباده وتركهم عليه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , وسار عليه صحابته الكرام, وأتباعهم بإحسان, إنه على كل شيء قدير. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وآله وصحبه.

    __________

    (1) صحيح مسلم الإيمان (55),سنن النسائي البيعة (4198),سنن أبو داود الأدب (4944),مسند أحمد بن حنبل (4/102).
    (2) صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/270).
    (3) صحيح مسلم الأقضية (1718),مسند أحمد بن حنبل (6/256).
    (4) صحيح مسلم الجمعة (867),سنن النسائي صلاة العيدين (1578),سنن ابن ماجه المقدمة (45),مسند أحمد بن حنبل (3/371),سنن الدارمي المقدمة (206).
    (5) سورة الشورى الآية 21
    (6) صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/270).
    (7) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (6889),صحيح مسلم العلم (2669),مسند أحمد بن حنبل (3/84).
    __________
    (1) سورة البقرة الآية 125
    (2) صحيح البخاري الجمعة (1132),سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1410).
    __________
    (1) سورة المائدة الآية 3
    __________
    (1) سورة النور الآية 55
    __________
    (1) سورة الحج الآية 40
    (2) سورة الحج الآية 41
    __________________
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: لنَحْذَر ونُحَذِّر من قضية الاهتمام بالآثار في بلادنا وخطرها على عقيدة الأمة !

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.01.09 11:14

    تعقيباً على ما نشر في "الوطن"

    ادعاءات الشنقيطي مرفوضة ولا يوجد مسجد للرسول بجانب جبل "برام"

    شد انتباهي واهتمامي ذلك اللقاء الذي أجراه خالد الطويل مع عبدالله مصطفى الشنقيطي ونشرته صحيفة الوطن في عددها (3011) يوم السبت الموافق 29/12/1429 وعنوانه "باحث يؤكد على وجود خطأ تسبب في تغييب مسجد للرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، بوادي النقيع.
    ومضمون ما نشر في هذا اللقاء مجموعة الادعاءات التي تحدث بها الشنقيطي وهي غير صحيحة وغير مبررة والادعاءات هي:

    الادعاء الأول: اتهام أهل وادي النقيع بتغيير معالم ديارهم:

    وهو يقصد قبيلة (السهلية) من حرب عندما قال (أهل هذه الديار في العصور المتأخرة غيروا اسم الجبل التاريخي "برام" إلى جبل آخر "عبود" ونزعوا منه اسمه التاريخي (الوتدة) وأسموه برام.
    وهذا الاتهام الجائر مرفوض وغير مبرر. ونترك الرد عليه لأن البحث فيه "علم لا ينفع وجهالة لا تضر" والتغيير المزعوم لا يترتب عليه وقوع محذور شرعي والكلام فيه عبارة عن "تحصيل حاصل"، ولا طائل ولا جدوى من الخوض فيه. ومعرفة أسماء الجبال بالتواتر من اللاحقين عن السابقين تعتبر حجة يؤخذ بها.

    الادعاء الثاني: وجود مسجد للرسول صلى الله عليه وسلم بالقرب من جبل برام بوادي النقيع وهذا الادعاء لا يمكن تصديقه للأمور التالية:

    الأمر الأول: أتحدى أن يأتي الأخ عبدالله بحديث واحد صحيح رواته ثقات.

    الأمر الثاني: أتحدى أن يأت الشنقيطي براو واحد من كبار الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا برفقة الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة المريسيع (غزوة بني المصطلق) وهم:

    من المهاجرين: "أبوبكر، عمر، عثمان، الزبير، عبدالرحمن بن عوف، طلحة بن عبيد الله، المقداد بن عمرو رضي الله عنهم.

    من الأنصار: سعد بن معاذ، أسيد بن حضير، أبوعبس بن جبر، قتادة بن النعمان، سعد بن زيد الأشهلي، معاذ بن جبل رضي الله عنهم.

    الأمر الثالث: ما هي دواعي هذا الاكتشاف الذي جاء متأخراً بعد مضي أربعة عشر قرناً من الهجرة الشريفة؟ ألم يكن في العصور المتقدمة أحد من الباحثين في مجال "الآثار" توفرت في شخصه ميزة الرصانة والأصالة والجدة في البحث العلمي الأصيل حتى يحصل على جائزة البحث النادر الذي تبحث عنها؟

    الأمر الرابع: لم أتصور ولم يخطر على بالي في يوم من الأيام أن يأتي شخص يطلق على نفسه (باحث) في عصر المعرفة والانفجار العلمي الهائل، وأن يكون سبباً مباشراً في إحياء موضوع البدع التي ولى زمانها وأدبر بلا رجعة، لكون هذا الادعاء يكون بمثابة دعوة تجعل الكثير من الجهال في هذا الزمان يذهبون لزيارة ذلك المسجد المزعوم، وهو عبارة عن كوم من الحجارة لا دليل على صحته البتة.

    والأخ الباحث الكريم يعرف تمام المعرفة أن الأعمال مربوطة بالأفعال كما جاء في الحديث عن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيء).

    الادعاء الثالث: إن المسجد المزعوم بوادي النقيع "مبارك".

    وهذا الموقع لم يثبت وضعه على أنه مسجد فضلاً عن البركة المزعومة التي لا أصل لها ولا دليل عليها. وكل المساجد في أرجاء المعمورة متساوية في الفضل وصلاة الجماعة فيها بسبع وعشرين درجة في الصلاة الجهرية وخمس وعشرين درجة في الصلاة السرية كما ذكر ذلك السيوطي رحمه الله.

    والمساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها ذات الفضل جاء ذكرها بالقرآن العظيم بقوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).

    الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه.

    والصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه.

    والصلاة في المسجد الأقصى تعادل 250 صلاة.

    والمسجد الحرام والمسجد الأقصى جاء ذكرهما في الآية الكريمة بالألفاظ الواضحة والصريحة والمسجد النبوي الشريف جاء ذكره فيها بالإشارة لما عرف من لغة العرب مادام فيه أقصى يكون فيه قصى دونه وهو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والبركة والفضل لا يثبت القول فيهما إلا بالدليل من الكتاب والسنة النبوية الشريفة.
    وهذه المساجد الثلاثة ذات الأجر الجزيل والثواب العظيم جاءت في السنة النبوية الشريفة. من خلال الحديث الصحيح التالي نصه:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى).

    والصلاة في مسجد الرسول خير من ألف صلاة فيما سواه.

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام).
    والصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه.

    عن جابر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه).

    والصلاة في المسجد الأقصى تعدل 250 صلاة.

    عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألنا رسول الله: أيهما أفضل أمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بيت المقدس؟
    رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو).

    ولكون الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بأفضل من الصلاة في المسجد الأقصى بأربع صلوات والصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بألف صلاة وبقسمة ألف على أربعة تعدل الصلاة بالمسجد الأقصى مئتين وخمسين صلاة والحديث صححه الحاكم، والذهبي، والألباني، وحديث الصلاة في الأقصى خمسمئة ضعيف.
    الادعاء الرابع: ادعاء الباحث أن هدفه مما نشر خدمة البحوث الأثرية.

    ويفهم هذا القول من (وصفه بما توصل إليه بالمفاجأة غير المتوقعة) من وجهة نظره.

    ونحن نقول إن غايته وهدفه خلاف ذلك من خلال سبر أغوار الموضوع من كافة جوانبه الظاهرة والباطنة والفلك الذي يدور فيه والأدلة على ما أقول هي:

    الدليل الأول: تركيزه على منطقة وادي النقيع بأن فيها مسجدا صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما رجع من (غزوة المريسيع) التي هزم فيها بني المصطلق بالقرب من قديد وعسفان على طريق (المدينة – مكة) والرسول صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه للجهاد غير ملزم في بناء مثل هذه المساجد المزعومة لأن الأرض كلها جعلت له مسجداً وطهوراً للحديث الذي ورد في هذا الشأن وهو:
    عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل).
    والباحث لم يتتبع طرق سير الرسول صلى الله عليه وسلم عند غزوة تبوك، غزوة بدر الكبرى ولم يتتبع الآثار التي حدثت فيها وحصر كل اهتمامه على وادي النقيع دون غيره وهذا هو بيت القصيد بحجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مروا بها عند الرجوع من غزوة المريسيع في ناحية قديد.

    الدليل الثاني: مناشدته لكل من الهيئة العامة للسياحة والآثار وهيئة الحياة الفطرية إلى جعل وادي النقيع محمية تضاف إلى محميات المملكة القائمة.

    الدليل الرابع: دعوته للقائمين على إعداد الخرائط لسرعة التدخل بالصورة العاجلة.

    الدليل الخامس: لم يوجه الدعوة والمناشدة لمقام وزارة الشؤون الإسلامية "شؤون المساجد" لأنه يعلم علم اليقين بأن زعمه لم يجد الاستجابة لكون أدلته واهية.

    الدليل السادس: لو كان هدفه المحافظة على الأثر في حالة ثبوته شرعاً لطلب إحاطة الموقع المحدد بسياج دون الوادي بأكمله.

    الدليل السابع: أفعاله تخالف أقواله عندما طلب تفريغ الوادي من سكانه ومن منازلهم ومزارعهم وتحويله إلى محمية تضاف إلى المحميات القائمة في المملكة.
    ولهذا أقول لأخي عبدالله حفظه الله على رسلك ما هذه الادعاءات؟
    هليل راشد السهلي الحربي
    http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.asp?issueno=3038&id=3736

    والنقل
    لطفــــــاً .. من هنــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:07