ما رأيك عن قول من قال إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله خرج على العثمانيين؟ صالح آل الشيخ
السؤال -
ما رأيك عن قول من قال إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله خرج على العثمانيين، وكيف نرد عليهم؟
الجواب من جهتين:
الجهة الأولى
أنه كما ذكرت لكم نَجْد في وقت الشيخ لم تكن تحت ولاية العثمانيين، بل إن نجدا من سنة 260 هـ وهي لم تخضع لوِلاية، لا ولاية العباسيين لا ولايات أخر
كانت مستقلة، تسلط عليها بعض الخوارج من ذلك الوقت وطائفة من أهل اليمن ونحوها، يعني استقلت لم تدخل تحت طاعة من ذلك الوقت، فكانوا في تفرق فلم يُجبر أهلها ولم يخضعوا لبيعة وإنما كانوا مستقلين
لما ظهرت الدولة العثمانية كانت نجد كل بلد لها أميرها، فما خضعوا تحت الخلافة العثمانية في أول ما قامت لأنه أول ما قامت كانت على إسلام صحيح بعد ذلك انحرفت.
هذا لما أتى الشيخ وهم على هذا النحو كل بلد لها أمير، ما يقرون بطاعة لبني عثمان
بخلاف الأحساء والمنطقة الشرقية وهؤلاء يقرون للولاية للعثمانيين، والوالي على الأحساء ونحوها تحت ولايته، كذلك [الأشراف] ونحوهم كان عندهم نوع استقلال لكنهم تحت الولاية العامة، أما نجد كانت مستقلة، هذا من جهة.
الجهة الثانية
أن في وقت الشيخ رحمه الله تعالى كان العثمانيون يدعون إلى الشرك الأكبر وإلى الطرق الصوفية ويحببون ذلك وينفقون على القبور وعلى عبادتها ينفقون عليها الأموال، فمن هذه الجهة لو كانت نجد داخلة تحت الولاية لما كان لهم طاعة لأنهم دعوا إلى الشرك وأقروه في عهودهم الأخيرة، أما في المائتين سنة الأولى (250 سنة الأولى) كانوا على منهج، يعني كانوا في الجملة جيدين، لكن لما في كان في سنة 1100 تقريبا وما بعدها لما كثر الشرك في المسلمين هم كانوا ممن يؤيدون ذلك تأييدا وينفقون عليه، وقد وجد من أقوال الخلفاء العثمانيين –حسب التسمية الشائعة- ولاة بني عثمان وجد منهم من يكتب أدعية في استغاثة بالرسول r أو استغاثة بالأولياء ونحو ذلك.
فالجهة الأولى هي المعتمدة التي ذكرتُ لك، والثانية فرع عنه.
شرح مسائل الجاهلية - الشريط الأول , الوجه الثاني
كنت أبحث عن كلام العلماء في هذه المسألة
وإليك ما وقفت عليه
وإليك ما وقفت عليه
يقول الدكتور صالح العبود : " لم تشهد " نجد " على العموم نفوذا للدولة العثمانية فما امتد إليها سلطانها ولا أتى إليها ولاة عثمانيون ولا جابت خلال ديارها حامية تركية في الزمان الذي سبق ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
ومما يدل على هذه الحقيقة التاريخية استقرار تقسيمات الدولة العثمانية الإدارية فمن خلال رسالة تركية عنوانها : " قوانين آل عثمان مضامين دفتر الديوان"، يعني : " قوانين آل عثمان في ما يتضمنه دفتر الديوان " ، ألّفها يمين علي أفندي الذي كان أمينا للدفتر الخاقاني سنة 1018 هجرية الموافقة لسنة 1609م
من خلال هذه الرسالة يتبين أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري كانت دولة آل عثمان تنقسم إلى اثنتين وثلاثين ايالة منها أربع عشرة ايالة عربية وبلاد نجد ليست منها ما عدا الإحساء إن اعتبرناه من نجد…" اهـ .
" عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي " – غير منشور – ( 1 / 27) .
ويقول الدكتور عبد الله العثيمين :
" ومهما يكن فإن " نجداً " لم تشهد نفوذاً مباشراً للعثمانيين عليها قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
كما أنها لم تشهد نفوذاً قويّاً يفرض وجوده على سير الحوادث داخلها لأية جهة كانت
كما أنها لم تشهد نفوذاً قويّاً يفرض وجوده على سير الحوادث داخلها لأية جهة كانت
فلا نفوذ بني جبر أو بني خالد في بعض جهاتها ولا نفوذ الأشراف في بعض جهاتها الأخرى أحدث نوعاً من الاستقرار السياسي فالحروب بين البلدان النجدية ظلت قائمة والصراع بين قبائلها المختلفة استمر حادّاً عنيفاً " اهـ.
" محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره " ( ص 11 ) بواسطة " دعاوى المناوئين " ( 234 – 235 ) .
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" لم يخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة العثمانية فيما أعلم وأعتقد
فلم يكن في نجد رئاسة ولا إمارة للأتراك بل كانت نجد إمارات صغيرة وقرى متناثرة وعلى كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل…
وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات
والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى… "اهـ
" ندوة مسجلة على الأشرطة " بواسطة " دعاوى المناوئين " ( ص 237 ) .
فلم يكن في نجد رئاسة ولا إمارة للأتراك بل كانت نجد إمارات صغيرة وقرى متناثرة وعلى كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل…
وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات
والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى… "اهـ
" ندوة مسجلة على الأشرطة " بواسطة " دعاوى المناوئين " ( ص 237 ) .
هذا جزء من كتابي "مشكلة التسرع في التكفير وما يترتب عليه من دمار وفساد-الأسباب والعلاج- وجهود المملكة العربية السعودية في حلها" (1)
المبحث الثالث عشر
ادعاء أن المملكة العربية السعودية خرجت على الدولة العثمانية، وقد كفر بعض السلفِ الخوارجَ!
زعم بعض المتطرفين والخوارج أن المملكة العربية السعودية خرجت على الدولة العثمانية، وهذا حرب للإسلام ومساندة لأعداء الدولة العثمانية، وكذلك اختلف السلف في كفر الخوارج فيكفرون الدولة على هذا القول.
المبحث الثالث عشر
ادعاء أن المملكة العربية السعودية خرجت على الدولة العثمانية، وقد كفر بعض السلفِ الخوارجَ!
زعم بعض المتطرفين والخوارج أن المملكة العربية السعودية خرجت على الدولة العثمانية، وهذا حرب للإسلام ومساندة لأعداء الدولة العثمانية، وكذلك اختلف السلف في كفر الخوارج فيكفرون الدولة على هذا القول.
ويتخذون هذه الدعوى ذريعة لإباحة خروج الخوارج على المملكة العربية السعودية معاملة بالمثل!!!!
والجواب من وجوه:
الوجه الأول: لم يكن الملك عبدالعزيز رحمه الله تحت حكم الدولة العثمانية حتى يقال إنه خرج عليها! ( 2 )
فالخروج على ولي الأمر يكون بمنازعة من يكون تحت ولايته من رعيته، فإن كان قيامه لتكفير ولي الأمر المسلم حكم بأنه خارجي، وإن كان بتأويل أو لمنازعة في حكم فهو باغٍ يقاتَل حتى يتوب ويرجع عن خروجه، وإن كان لقطع طريق وإخافة سبيل فهو محارب وقاطع طريق وحده الحرابة.
وللتوضيح أبين بعض الحقائق التاريخية عن الدولة العثمانية وعن الدولة السعودية:
1- لم تكن الدولة العثمانية ممسكة بزمام جميع الأراضي الإسلامية بل كانت دولة من تلك الدول الكثيرة وكانت هي الأكبر، كما كان حال الدولة العباسية مع الدولة الأموية في الأندلس، فأي قتال كان جارياً بين تلك الدولتين لا يقال فيه إن الدولة الأموية في الأندلس خرجت على العباسية، ولا العباسية على الأموية في الأندلس.
مع أن الدولة العباسية خرجت على الدولة الأموية في دمشق، وخلفتها في الملك واستتب لها الأمر ومع ذلك لم يكفرها العلماء، وكان خروجها السابق ذنباً من الذنوب، ثم لما استتب لهم الأمر صاروا هم الحكام الشرعيين.
فالدولة العثمانية تزامنت مع دول ملكت أجزاء من بلاد المسلمين لم يكن للدولة العثمانية عليها سلطان كالدول الإسلامية في الهند وباكستان وأفغانستان ودول الجمهوريات التي ضمتها فيما بعد روسيا القيصرية ثم الاتحاد السوفيتي.
وكذلك كان في المغرب دولة الأشراف، وفي بلاد الهوسا دولة إسلامية، وكانت اليمن مع الإمامية تارة ومع العثمانية تارة أخرى.
وكذلك كانت عمان والكويت وبلاد نجد لا تحكمها الدولة العثمانية، ولا تتبع لها، ولا تنفذ فيها أحكامها، بل كانت دولاً تقابل دولة.
والقتال الذي يكون بين دولة وأخرى لا يسمى خروجاً بل إما أن يكون بغياً وعدواناً، وإما أن يكون دفاعاً عن النفس، ودفعاً للبغي والعدوان.
[/size]