خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:16

    موقف أعلام الأزهر الشريف ومشايخه من الحركة الوهابية لأبي الحسن الأزهري الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد :

    فهذا مشروع لإبراز مواقف بعض علماء الأزهر ومشايخه من الحركة الوهابية وهى تبين بوضوح ثناء بعض أعلام الأزهر الشريف ومشايخه على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب وقد كنت كتبت ذلك منذ سنتين والبحث يراجع الآن من قبل بعض أساتذة الأزهر ليقوموه وجمعت أكثر من قول مائة عالما أزهريا أثنوا على دعوة الشيخ من السابقين والمعاصرين من مشايخنا الأزهريين للأزهريين رأيت أن أنشر مواقف بعض الأعلام الأزهريين من الوهابية ولم أراع الترتيب ولا استقصاء جميع الأقوال في هذا المقال نظرا لضيق الوقت والذي دفعني إلى ذلك هو كثرة الطعن فى الوهابية
    وبما أني درست في الأزهر وانتميت إليه أحببت أن أذكر موقف الأزهريين من الحركة الوهابية فإلى كل طاعن خذ مواقف الأعلام من الأزهر ممن أيدوها ووافقوها في المعتقد والسلوك وقد استفدت من هذا المنتدى المبارك فللمشرف الموقر وإخوانه جزيل الشكر والدعاء والله المستعان

    ( موقف العلامة المتفنن محمد رشيد رضا الأزهري من الحركة الوهابية )


    أولا : ترجمة الشيخ محمد رشيد رضا : كان الشيخ رشيد رضا أكبر تلامذة الأستاذ الإمام محمد عبده، وخليفته من بعده، حمل راية الإصلاح والتجديد، وبعث في الأمة روحًا جديدة، تُحرِّك الساكن، وتنبه الغافل، لا يجد وسيلة من وسائل التبليغ والدعوة إلا اتخذها منبرًا لأفكاره ودعوته ما دامت تحقق الغرض وتوصل إلى الهدف.

    وكان (رحمه الله) متعدد الجوانب والمواهب، فكان مفكرًا إسلاميًا غيورًا على دينه، وصحفيًا نابهًا ينشئ مجلة "المنار" ذات الأثر العميق في الفكر الإسلامي، وكاتبًا بليغًا في كثير من الصفح، ومفسرًا نابغًا، ومحدثًا متقنًا في طليعة محدثي العصر، وأديبًا لغويًا، وخطيبًا مفوهًا تهتز له أعواد المنابر، وسياسيًا يشغل نفسه بهموم أمته وقضاياه، ومربيًا ومعلمًا يروم الإصلاح ويبغي التقدم لأمة.

    وخلاصة القول: إنه كان واحدًا من رواد الإصلاح الإسلامي الذين بزغوا في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وعملوا على النهوض بأمتهم؛ حتى تستعيد مجدها الغابر، وقوتها الفتية على هدى من الإسلام، وبصر بمنجزات العصر.

    المولد والنشأة

    في قرية "القلمون" كان مولد "محمد رشيد بن علي رضا" في (27 من جمادى الأولى 1282هـ = 23من سبتمبر 1865م)، وهي قرية تقع على شاطئ البحر المتوسط من جبل لبنان، وتبعد عن طرابلس الشام بنحو ثلاثة أميال، وهو ينتمي إلى أسرة شريفة من العترة النبوية الشريفة، حيث يتصل نسبها بآل "الحسين بن علي" (رضي الله عنها).

    وكان أبوه "علي رضا" شيخًا للقلمون وإمامًا لمسجدها، فعُني بتربية ولده وتعليمه؛ فحفظ القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، ثم انتقل إلى طرابلس، ودخل المدرسة الرشيدية الابتدائية، وكانت تابعة للدولة العثمانية، وتعلم النحو والصرف ومبادئ الجغرافيا والحساب، وكان التدريس فيها باللغة التركية، وظل بها رشيد رضا عامًا، ثم تركها إلى المدرسة الوطنية الإسلامية بطرابلس سنة (1299هـ = 1882م)، وكانت أرقى من المدرسة السابقة، والتعليم فيها بالعربية، وتهتم بتدريس العلوم العربية والشرعية والمنطق والرياضيات والفلسفة الطبيعية، وقد أسس هذه المدرسة وأدارها الشيخ "حسين الجسر" أحد علماء الشام الأفذاذ ومن رواد النهضة الثقافية العربية، وكان يرى أن الأمة لا يصلح حالها أو ترتقي بين الأمم إلا بالجمع بين علوم الدين وعلوم الدنيا على الطريقة العصرية الأوربية مع التربية الإسلامية الوطنية.

    ولم تطل الحياة بتلك المدرسة فسرعان ما أُغلقت أبوابها، وتفرّق طلابها في المدارس الأخرى، غير أن رشيد رضا توثقت صلته بالشيخ الجسر، واتصل بحلقاته ودروسه، ووجد الشيخ الجسر في تلميذه نباهة وفهمًا، فآثره برعايته وأولاه عنايته، فأجازه سنة (1314هـ = 1897م) بتدريس العلوم الشرعية والعقلية والعربية، وهي التي كان يتلقاها عليه طالبه النابه، وفي الوقت نفسه درس "رشيد رضا" الحديث على يد الشيخ "محمود نشابة" وأجازه أيضًا برواية الحديث، كما واظب على حضور دروس نفر من علماء طرابلس، مثل: الشيخ عبد الغني الرافعي، ومحمد القاوجي، ومحمد الحسيني، وغيرهم.

    في قريته

    اتخذ الشيخ رشيد رضا من قريته الصغيرة ميدانًا لدعوته الإصلاحية بعد أن تزود بالعلم وتسلح بالمعرفة، وصفت نفسه بالمجاهدات والرياضيات الروحية ومحاسبة نفسه وتخليص قلبه من الغفلة وحب الدنيا، فكان يلقي الدروس والخطب في المسجد بطريقة سهلة بعيدة عن السجع الذي كان يشيع في الخطب المنبرية آنذاك، ويختار آيات من القرآن يحسن عرضها على جمهوره، ويبسط لهم مسائل الفقه، ويحارب البدع التي كانت شائعة بين أهل قريته.

    ولم يكتف الشيخ رضا بمن يحضر دروسه في المسجد، فذهب هو إلى الناس في تجمعاتهم في المقاهي التي اعتادوا على الجلوس فيها لشرب القهوة والنارجيلة، ولم يخجل من جلوسه معهم يعظهم ويحثهم على الصلاة، وقد أثمرت هذه السياسة المبتكرة، فأقبل كثير منهم على أداء الفروض والالتزام بالشرع والتوبة والإقبال على الله، وبعث إلى نساء القرية من دعاهن إلى درس خاص بهن، وجعل مقر التدريس في دار الأسرة، وألقى عليهن دروسًا في الطهارة والعبادات والأخلاق، وشيئًا من العقائد في أسلوب سهل يسير .
    الاتصال بالأستاذ الإمام

    في الفترة التي كان يتلقى فيها رشيد رضا دروسه في طرابلس كان الشيخ محمد عبده قد نزل بيروت للإقامة بها، وكان محكومًا عليه بالنفي بتهمة الاشتراك في الثورة العرابية، وقام بالتدريس في المدرسة السلطانية ببيروت، وإلقاء دروسه التي جذبت طلبة العلم بأفكاره الجديدة ولمحاتة الذكية، وكان الشيخ محمد عبده قد أعرض عن السياسة، ورأى في التربية والتعليم سبيل الإصلاح وطريق الرقي، فركز جهده في هذا الميدان.

    وعلى الرغم من طول المدة التي مكثها الشيخ محمد عبده في بيروت فإن الظروف لم تسمح لرشيد رضا بالانتقال إلى المدرسة السلطانية والاتصال بالأستاذ الإمام مباشرة، والتلمذة على يديه، وكان التلميذ النابه شديد الإعجاب بشيخه، حريصًا على اقتفاء أثره في طريق الإصلاح، غير أن الفرصة سنحت له على استحياء، فالتقى بالأستاذ الإمام مرتين في طرابلس حين جاء إلى زيارتها؛ تلبية لدعوة كبار رجالها، وتوثقت الصلة بين الرجلين، وازداد تعلق رشيد رضا بأستاذه، وقوي إيمانه به وبقدرته على أنه خير من يخلف "جمال الدين الأفغاني" في ميدان الإصلاح وإيقاظ الشرق من سباته.

    وحاول رشيد رضا الاتصال بجمال الدين الأفغاني والالتقاء به، لكن جهوده توقفت عند حدود تبادل الرسائل وإبداء الإعجاب، وكان جمال الدين في الآستانة يعيش بها كالطائر الذي فقد جناحيه فلا يستطيع الطيران والتحليق، وظل تحت رقابة الدولة وبصرها حتى لقي ربه سنة (1314هـ = 1897م) دون أن تتحقق أمنية رشيد رضا في رؤيته والتلمذة على يديه.

    في القاهرة

    لم يجد رشيد رضا مخرجًا له في العمل في ميدان أفسح للإصلاح سوى الهجرة إلى مصر والعمل مع محمد عبده تلميذ الأفغاني حكيم الشرق، فنزل الإسكندرية في مساء الجمعة (8 من رجب 1315 هـ = 3 من يناير 1898م)، وبعد أيام قضاها في زيارة بعض مدن الوجه البحري نزل القاهرة واتصل على الفور بالأستاذ الإمام، وبدأت رحلة جديدة لرشيد رضا كانت أكثر إنتاجًا وتأثيرًا في تفكيره ومنهجه الإصلاحي.

    ولم يكد يمضي شهر على نزوله القاهرة حتى صارح شيخه بأنه ينوي أن يجعل من الصحافة ميدانًا للعمل الإصلاحي، ودارت مناقشات طويلة بين الإمامين الجليلين حول سياسة الصحف وأثرها في المجتمع، وأقنع التلميذ النجيب شيخه بأن الهدف من إنشائه صحيفة هو التربية والتعليم، ونقل الأفكار الصحيحة لمقاومة الجهل والخرافات والبدع، وأنه مستعد للإنفاق عليها سنة أو سنتين دون انتظار ربح منها.

    مجلة المنار

    صدر العدد الأول من مجلة المنار في (22 من شوال 1315هـ = من مارس 1898م)، وحرص الشيخ رشيد على تأكيد أن هدفه من المنار هو الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة، وبيان أن الإسلام يتفق والعقل والعلم ومصالح البشر، وإبطال الشبهات الواردة على الإسلام، وتفنيد ما يعزى إليه من الخرافات.

    وأفردت المجلة إلى جانب المقالات التي تعالج الإصلاح في ميادينه المختلفة بابًا لنشر تفسير الشيخ محمد عبده، إلى جانب باب لنشر الفتاوى والإجابة على ما يرد للمجلة من أسئلة في أمور اعتقادية وفقهية، وأفردت المنار أقسامًا لأخبار الأمم الإسلامية، والتعريف بأعلام الفكر والحكم والسياسة في العالم العربي والإسلامي، وتناول قضايا الحرية في المغرب والجزائر والشام والهند.

    ولم يمض خمس سنوات على صدور المجلة حتى أقبل عليها الناس، وانتشرت انتشارًا واسعًا في العالم الإسلامي، واشتهر اسم صاحبها حتى عُرف باسم رشيد رضا صاحب المنار، وعرف الناس قدره وعلمه، وصار ملجأهم فيما يعرض لهم من مشكلات، كما جاء العلماء يستزيدون من عمله، وأصبحت مجلته هي المجلة الإسلامية الأولى في العالم الإسلامي، وموئل الفتيا في التأليف بين الشريعة والعصر.

    وكان الشيخ رشيد يحرر معظم مادة مجلته على مدى عمرها المديد، يمده زاد واسع من العلم، فهو عالم موسوعي ملم بالتراث الإسلامي، محيط بعلوم القرآن، على دراية واسعة بالفقه الإسلامي والسنة النبوية، عارف بأحوال المجتمع والأدوار التي مر بها التاريخ الإسلامي، شديد الإحاطة بما في العصر الذي يعيش فيه، خبير بأحوال المسلمين في الأقطار الإسلامية.

    منهجه في الإصلاح

    كتب رشيد مئات المقالات والدراسات التي تهدف إلى إعداد الوسائل للنهوض بالأمة وتقويتها، وخص العلماء والحكام بتوجيهاته؛ لأنهم بمنزلة العقل المدبر والروح المفكر من الإنسان، وأن في صلاح حالها صلاح حال الأمة، وغير ذلك بقوله: "إذا رأيت الكذب والزور والرياء والنفاق والحقد والحسد وأشباهها من الرذائل فاشية في أمة، فاحكم على أمرائها وحكامها بالظلم والاستبداد وعلى علمائها ومرشديها بالبدع والفساد، والعكس بالعكس".

    واقترح رشيد رضا لإزالة أسباب الفرقة بين المسلمين تأليف كتاب يضم جميع ما اتفقت عليه كلمة المسلمين بكل فرقهم، في المسائل التي تتعلق بصحة الاعتقاد وتهذيب الأخلاق وإحسان العمل، والابتعاد عن مسائل الخلاف بين الطوائف الإسلامية الكبرى كالشيعة، وتُرسل نسخ بعد ذلك من هذا الكتاب إلى جميع البلاد الإسلامية، وحث الناس على دراستها والاعتماد عليها.

    وطالب بتأليف كتب تهدف إلى توحيد الأحكام، فيقوم العلماء بوضع هذه الكتب على الأسس المتفق عليها في جميع المذاهب الإسلامية وتتفق مع مطالب العصر، ثم تُعرض على سائر علماء المسلمين للاتفاق عليها والتعاون في نشرها وتطبيق أحكامها.

    التربية والتعليم

    كان الشيخ رشيد رضا من أشد المنادين بأن يكون الإصلاح عن طريق التربية والتعليم، وهو في ذلك يتفق مع شيخه محمد عبده في أهمية هذا الميدان، "فسعادة الأمم بأعمالها، وكمال أعمالها منوط بانتشار العلوم والمعارف فيها".

    وحدد "رشيد رضا" العلوم التي يجب إدخالها في ميدان التربية والتعليم لإصلاح شئون الناس، ودفعهم إلى مسايرة ركب العلم والعرفان، مثل: علم أصول الدين، علم فقه الحلال والحرام والعبادات، التاريخ، الجغرافيا، الاجتماع، الاقتصاد، التدبير المنزلي، حفظ الصحة، لغة البلاد، والخط.

    ولم يكتف بدور الموجه والناصح، وإنما نزل ميدان التعليم بنفسه، وحاول تطبيق ما يراه محققًا للآمال، فأنشأ مدرسة دار الدعوة والإرشاد لتخريج الدعاة المدربين لنشر الدين الإسلامي، وجاء في مشروع تأسيس المدرسة أنها تختار طلابها من طلاب العلم الصالحين من الأقطار الإسلامية، ويُفضل من كانوا في حاجة شديدة إلى العلم كأهل جاوة والصين، وأن المدرسة ستكفل لطلابها جميع ما يحتاجون إليه من مسكن وغذاء، وأنها ستعتني بتدريس طلابها على التمسك بآداب الإسلام وأخلاقه وعبادته، كما تُعنى بتعليم التفسير والفقه والحديث، فلا خير في علم لا يصحبه خلق وسلوك رفيع، وأن المدرسة لا تشتغل بالسياسة، وسيُرسل الدعاة المتخرجون إلى أشد البلاد حاجة إلى الدعوة الإسلامية.

    وقد افتتحت المدرسة في ليلة الاحتفال بالمولد النبوي سنة (1330هـ = 1912م) في مقرها بجزيرة الروضة بالقاهرة، وبدأت الدراسة في اليوم التالي للاحتفال، وكانت المدرسة تقبل في عداد طلبتها شباب المسلمين ممن تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والخامسة والعشرين، على أن يكونوا قد حصلوا قدرًا من التعليم يمكنهم من مواصلة الدراسة.

    غير أن المدرسة كانت في حاجة إلى إعانات كبيرة ودعم قوي، وحاول رشيد رضا أن يستعين بالدولة العثمانية في إقامة مشروعه واستمراره لكنه لم يفلح، ثم جاءت الحرب العالمية لتقضي على هذا المشروع، فتعطلت الدراسة في المدرسة، ولم تفتح أبوابها مرة أخرى.

    مؤلفاته

    بارك الله في عمر الشيخ الجليل وفي وقته رغم انشغاله بالمجلة التي أخذت معظم وقته، وهي بلا شك أعظم أعماله، فقد استمرت من سنة (1316هـ = 1899م) إلى سنة (1354 = 1935م)، واستغرقت ثلاثة وثلاثين مجلدًا ضمت 160 ألف صفحة، فضلاً عن رحلاته التي قام بها إلى أوربا والآستانة والهند والحجاز، ومشاركته في ميادين أخرى من ميادين العمل الإسلامي.

    ومن أهم مؤلفاته "تفسير المنار" الذي استكمل فيه ما بدأه شيخه محمد عبده الذي توقف عند الآية (125) من سورة النساء، وواصل رشيد رضا تفسيره حتى بلغ سورة يوسف، وحالت وفاته دون إتمام تفسيره، وهو من أجل التفاسير. وله أيضًا: الوحي المحمدي ونداء للجنس اللطيف، وتاريخ الأستاذ الإمام والخلافة، والسنة والشيعة، وحقيقة الربا، ومناسك الحج.

    وفاة الشيخ

    كان للشيخ رشيد روابط قوية بالمملكة العربية السعودية، فسافر بالسيارة إلى السويس لتوديع الأمير سعود بن عبد العزيز وزوده بنصائحه، وعاد في اليوم نفسه، وكان قد سهر أكثر الليل، فلم يتحمل جسده الواهن مشقة الطريق، ورفض المبيت في السويس للراحة، وأصر على الرجوع، وكان طول الطريق يقرأ القرآن كعادته، ثم أصابه دوار من ارتجاج السيارة، وطلب من رفيقيه أن يستريح داخل السيارة، ثم لم يلبث أن خرجت روحه الطاهرة في يوم الخميس الموافق (23 من جمادى الأولى 1354هـ = 22 من أغسطس 1935م)، وكانت آخر عبارة قالها في تفسيره: "فنسأله تعالى أن يجعل لنا خير حظ منه بالموت على الإسلام

    --------------------------------------------------------------------------------




    ( ثناء الشيخ محمد رشيد رضا وموقفه من الحركة الوهابية )



    قال الشيخ محمد رشيد رضا الأزهري :
    في التعريف بكتاب (( صيانة الإنسان )) بعد أن ذكر فشو البدع بسبب ضعف العلم والعمل بالكتاب والسنة ، ونصر الملوك والحكام لأهلها . وتأييد المعممين لها . قال رحمه الله ما نصه :
    الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
    لم يخل قرن من القرون التي كثر فيها البدع من علماء ربانيين ، يجددون لهذه الأمة أمر دينها بالدعوة والتعليم وحسن القدوة ، وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، كما ورد في الأحاديث .
    ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي ، من هؤلاء العدول المجددين قام يدعون إلى تجريد التوحيد ، وإخلاص العبادة وحده ، بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم . وترك البدع والمعاصي وإقامة شعائر الإسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة المنهوكة.
    فنهدت لمناهضته واضطاده ، القُوى الثلاث . قوة الدولة والحكام ، وقوة أنصارها من علماء النفاق ، وقوة العوام الطغاة .
    وكان أقوى سلاحهم في الرد عليه ، أنه خالف جمهور المسلمين .

    من هؤلاء المسلمون الذين خالفهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته ؟
    هم أعراب في البوادي شر من أهل الجاهلية يعيشون بالسلب والنهب ويستحلون قتل المسلم وغيره ، لأجل الكسب ، ويتحاكمون إلى طواغيتهم في كل أمر،ويجحدون كثيراً من أمور الإسلام المجمع عليها ، التي لا يسع مسلماً جهلها ، إلى آخر ما قال ، عليه رحمه الله ذى الجلال .



    وألف الشيخ رحمه الله عزوجل كتابا في نصرة دعوة الشيخ والرد على المناوئين المعارضين سماه ( السنة والشيعة أو الوهابية والرافضة )
    يقول الشيخ:
    " ولما رأيت ما رأيت من سوء أمر مؤتمر النجف لشيعة العراق ، ومن أمارات نشر الإلحاد في إيران والأفغان ، ومن تجديد الشيخ العاملي في تواليفه والشيخ عارف الزين في مجلته الطعن في السنة وتنفير المسلمين من دولتها الوحيدة في إقامتها ونصرها ، ومن بث الرفض والخرافات ين المسلمين ؛ رأيتُ من الواجب عليّ أن أُظهرَ للمسلمين ما يخفى على جمهورهم من الحقائق التي لم يكن العاملي ولا الزين يعلمان بوقوفي عليها ، ولعلهما يفيئان إلى أمر الله ، فكتبت الفصول الآتية بهذه النية" .

    وتشير الرسـالة إلى أن العاملي المسمى محسن الأمين ، وهو الرافضي المتعصب ، ألف كتاباً استغرق خمس مئة صفحة ، جعل عنوانه "الرد على الوهابية" ، ودس فيه ما يبغي من الخرافات القبورية والرفضية ، والطعن في حكم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وعلى ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالهادي والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعاً.

    ويرد الشيخ محمد رشيد رضا بقوله:
    "أقول:
    أولاً: إن الوهابية يدعون بحق أنهم موحدون وحامون لحمى التوحيد من تطرق الشرك ، وكان يدعي هذه الدعوى بحق قبلهم شيخ الإسلام [يعني ابن تيمية رحمه الله] .
    ثانياً: أن الوهابية لم يدعوا أنهم هم الموحدون وحدهم ، وأن غيرهم من جميع المسلمين مشركون ؛ كما افترى عليهم هذا الرافضي وإنما يقولون كما يقول غيرهم من العلماء بتوحيد الله الذي دعت إليه جميع رسله" .


    وله جهد طيب في طباعة كتب أئمة الدعوة في مطبعته المنار ونشرها بين المسلمين
    فلهُ جهد واضح في نشر العقيدة السلفية والكتب السنية وقمع البدعة والتحذير منها وتحريك الجو العلمي وفتح مجال الاجتهاد الذي أغلقه مفتي العثمانيين وتحرير العقل من الموروثات الصوفية والعقائد الكلامية وتحريك الجو العلمي في البحث

    وله الردود الكثيرة و المقالات النافعة في مجلته لصد عدون الطاعنين وسوف أقوم بجمعها ونشرها إن شاء ربي

    منقول من ( موقع التصوف العالم المجهول ) ويتبع إن شاء الله
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:19


    ===== تعليق=====


    بارك الله فيك ...
    ولم يكن الشيخ رشيد رضا أزهرياً...بل عدم أزهريته مما كان يُعيره به الأزهرية كالدجوي والظواهري..


    ======= ردّ التعليق ======


    محمد رشيد رضا تتلمذ على الأزاهرة كمحمد عبده ولا يشترط للأزهرى أن يكون متخرجا من الجامعة بل يكفي في الانتساب للأزهر التتلمذ على علمائه ونكمل موضوع الأخ أبي الحسن الأزهري


    ========= تعقيب على الردّ ========

    بارك الله فيك..

    كلام غير صحيح بالمرة...والأزهر جامع قبل أن يكون جامعة والشيخ رشيد رضا أقدم من الأزهر الجامعة وإن كان أدركه وليس هو من الأزهرية لا لغة ولا عرفاً ولا عقلاً ولا يدخل تحت شرط الموضوع واسمعها من أخيك وأبلغها صاحب الموضوع قبل أن يجبهه بها أشعري عارف بما يقول..وليس الحق مفتقراً إلى تدليس النسب العلمي...ولم يكن الشيخ رشيد ليفتخر يوماً بكونه من الأزهرية بل كان لعملهم وعلمهم من القالين...



    ============ التممة ===============

    ثانيا :موقف العلامة الأزهري عبدالظاهر بن محمد أبو السمح إمام وخطيب المسجد الحرام

    أولا : ترجمة الشيخ :

    هو الشيخ العلامة المتفنن شيخ بعض مشايخنا عبدالظاهر بن محمد أبو السمح إمام وخطيب المسجد الحرام .

    ولد في بلدة تلين بمصر في عام 1300ه وهو من عائلة اشتهرت برعايتها لشؤون تحفيظ القرآن الكريم حقبة من الزمن .
    حفظ القرآن الكريم على يد والده وهو في التاسعة من عمره ثم التحق بالأزهر فقرأ الروايات السبع وحفظ مجموعة في الحديث والتفسير والفقه واللغة وغيرها وعرضها على مشايخ الأزهر وكان يحضر مجلس الشيخ محمد عبده وهو صغير السن ثم اتصل بالشيخ أمين الشنقيطي فأنار له سبيل العقيدة السلفية فعكف على دراسة كتب ابن تيمية وابن القيم ثم عمل مدرسا بمدرسة ابتدائية بالسويس ثم عاد إلى القاهرة وطلب العلم ثم عين مدرسا بمدرسة الاسكندرية وهناك أسس جماعة أنصار السنة فاعتدى على الشيخ وهو يؤم الناس في المسجد بسبب دعوته إلى توحيد الله عزوجل ثم طلبه الملك عبدالعزيز آل سعود _ رحمه الله عزوجل _ فقدم إلى مكة فشمله برعايته وعينه إماما وخطيبا للمسجد الحرام ثم أسس مدرسة دار الحديث بمكة المكرمة وقد كان الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة سنده الأكبر بعد الله في بث الدعوة ونشر العقيدة العقيدة بهذه الدار التي تخرج منها الكثير من طلبة العلم وعاة التوحيد وازال إماما وداعيا إلى الله عزوجل إلى أن توفى رحمه الله بمصر عام 1370ه .

    مؤلفات الشيخ :

    حياة القلوب بدعاء علام الغيوب والكرامات والرسالة المكية ومنظومة في العقيدة السلفية وغير ذلك .



    (((((( ثناء الشيخ العلامة عبدالظاهر أبو السمح على الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب )))))))))))


    قال الشيخ العلامة عبدالظاهر أبو السمح الأزهري إمام وخطيب المسجد الحرام في نونيته التي تأسف فيها على الإسلام وأهله ، مما عراهم :
    ابتدأها – رحمه الله بقوله :

    أسفي على الإسلام والإيمان أسفي على نور الهدى القرآن
    أسفي على الدين القديم وأهله أسفا يذيب القلب بالأحزان


    ثم مضى فيها حتى ذكر الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب قائلا :

    أسفي على الشيخ الإمام محمد حبر الأنام العالم الرباني


    علم الهدى بحر الندى مفني العدا من شن غارته على الأوثان


    من قام في نجد مقام نبوة يدعو إلى الإسلام والإيمان


    حتى غدت نجد كروض مزهر يختال في ظل من العرفان


    أحيا لنل الدين الحنيف كما أتى وأقامه بالسيف والبرهان


    برهانه القرآن والسنن التي تروى لنا عن سيد الأكوان


    كم حارب الشرك الخبيث وأهله وأذاقهم في الحرب كل هوان


    وأبان توحيد العبادة بعدما درست معالمه من الأذهان


    كم أبطل البدع التي قد عكرت صفو الشريعة مورد الظمآن


    وأضاء نوراً لم يزل متألقاً يهدي به الرحمن كل أوان


    يا رب دعوة مؤمن متضرع أغدق عليه سحائب الرضوان

    وله رحمه الله عزوجل منظومة في العقيدة السلفية .



    وقال رحمه الله في نونيته وهو يشكر ربه على نعمة الهداية :


    حمداً لربي إذ هداني منّة * * منه وكنت على شفا النيران

    والله لو أن الجوارح كلها ** شكرتك يا ربي مدى الأزمان

    ما كنت إلا عاجزاً ومقصراً ** في جنب شكرك صاحب الإحسان

    أيدتني ونصرتني وحفظتني ** من كل ذي حقد وذي شنآن

    وجذلت أعدائي ولم تتركهمو ** يمضون في الإيـذاء والعدوان

    أورثتني الذكر الحكيم تفضيلا ** ورزقتني نعمى بلا حسبان

    ورفعت ذكري إذا أرادوا خفضه ** وأعدتني لأشرف الأوطان

    وأقمتني بين الحطيم ** وزمزم للمتقين أؤمهم بمثان

    أكرمتني وهديتني وهديت بي ** ما شئت من ضال ومن حيران

    أعليك يعترض الحسود إلهنا ** وهو الكنود وأنت ذو إحسان

    وهو الظلوم وأنت أعدل عادل ** حاشاك من ظلم ومن طغيان

    لولا عطاؤك لم أكن أهلاً لذا ** كلا وما إن كان في الإمكان

    فأتم نعمتك التي أنعمتها ** يا خير مدعو بكل لسان

    واختم لعبدك بالسعادة إنه ** يرجوك في سرٍ وفي إعلان

    وأبحْه جنات النعيم ورؤية ** الوجه الكريم بها مع الأخوان

    وانصر أخا التوحيد سيَّد يعرب ** عبد العزيز على ذوي الأوثان

    واضرب رقاب الغادرين بسيفه ** وأذقهمُ السوء بكل مكان

    وآدم صلاتك والسلام على الذي ** أرسلته بشرائع الإيمان

    والآل والأصحاب ما نجمٌ بدا ** والتابعين لهم على الإحسان





    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 25.09.08 12:23 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:20

    ثالثا : ( موقف العلامة المتفنن محمد خليل هراس الأزهري من الحركة الوهابية )




    أولا : (((( ترجمة الشيخ العلامة الأزهري ذي الشهادة العالمية( الدكتوراة ) محمد خليل هراس )))))



    ولد في( قرية الشين )مركز قطور إحدى مدن محافظة الغربية بمصر عام 1915 ، ثم بدأ تعليمه في الأزهر الشريف عام 1926م ودرس وتخرج في الأزهر من كلية أصول الدين وحصل على العالمية العالية في التوحيد والمنطق عام 1940م ، وعمل أستاذًا بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر ودرس في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض ، وجامعة أم القرى ثم عاد إلى مصر وشغل منصب نائب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة ثم رئيسًا عامًا لها .

    وفي عام (1973م) - أي قبل وفاته بسنتين- اشترك مع الدكتور عبد الفتاح سلامة في تأسيس جماعة الدعوة الإِسلامية في محافظة الغربية وكان أول رئيس لها .



    وكان رحمه الله سلفي المعتقد شديدًا في الحق قوي الحجة والبيان ، أفنى حياته في التعليم والتأليف ونشر السنة وعقيدة أهل السنة والجماعة شديد التمسك بها و ناصرا لها كما كان رحمه الله شوكة في حلوق المبتدعة قال عنه فضيلة الشيخ محمد رشاد الشافعي : (كان يلاقي رحمه الله من عنت الجبارين و كيد المبتدعين و زندقة الملحدين ما لا يطقه إلا الصابرون و الحتسبون) حيث ظل رحمه الله طوال حياته مدافعا عن الحديث الشريف الصحيح من اعتداءات منكري السنة فكان رحمه الله اول من رذ عليهم كيدهم فتعرض رحمه الله لمحاولات عديدة للقتل من متشددي الصوفية و منكري السنة و لكن الله أعلم بمكائدهم فنجاه الله حتى يكون شوكة في حلوقهم و قد ركز رحمه الله على كتابة كتب العقيدة مثل الصفات الإلهية عند ابن تيمية - شرح العقيدة الوسطية - ابن تيمية السلفي و قد حصل الباحث موسى واصل السلمي على درجة الماجستير من كلية الدعوة و اصول الدين بجامعة أم القرىبمكة المكرمة على درجة الماجستير في العقيدة و كان موضعه : الشيخ خليل هراس و جهوده في تقرير عقيدة السلف و كان اختياره للهراس - رحمه الله - كما يقول الباحث "لاتصاف مؤلفات الشيخ بغزارة العلم، و وضوح الأسلوب و الفهم الدقيق لما عليه المخالفون لعقيدة السلف - كما تقدم - مما يجعل القيام لإبراز هذه الجهود فيه خير عظيم و نفع عميم"




    مكانته العلمية :

    كان رحمه الله على قدر كبير من التميز في دراسة العقيدة السلفية و ملما إلماما دقيقا بفكر الفرق الضالة المختلفة و كان رحمه الله له القدرة على أن يتكلم في موضوعات تحسبها لأول و هلة أنها من أعقاد قضايا الاعتقاد و لكن الشيخ رحمه الله كان له القدرة على أن يجلي غامض الأمور و كان من معارفه و ممن كانوا رفقاء له و كانو يقدروه حق قدره و يعرفون مكانته العلمية جماعة من كبار العلماء من أمثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الذي ألح على طلب إعارته للتدريس بمكة المكرمة و ذلك بعد معارضة الأزهر لذلك غير أن الملك فيضل رحمه الله طلب و ألح في طلبه و بقى في هذا المنصب حتى توفاه الله و كان من عارفيه أيضا الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله و فضيلة الشيخ عبد الرحمن الوكيل رئيس قسم العقيدة الإسلامية بجامعة أم القرى و فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي و غيرهم كثير.



    وفاته :

    توفى رحمه الله في شهر سبتمبر عام 1975م بعد حياة حافلة بالعطاء حيث كان له نشاط ملحوظ في العام الذي توفي فيه حيث ألقى عدة محاضرات في طنطا و المحلة الكبرى و المركزالعام لأنصار السنة و كانت آخر خطبة له بعنوان التوحبد و أهمية العودة إليه.

    قلت (أبو الحسن ) فقد كانت حياة الشيخ كلها في التوحيد وقد أفنى عمره كله في نصرة العقيدة السلفية والذب عنها فرحمة الله عليه .

    ومن تحقيقاته ومؤلفاته :

    ((شرح القصيدة النونية)) لابن القيم .

    ((شرح العقيدة الواسطية)) لابن تيمية .

    كتاب ابن تيمية ونقده لمسالك المتكلمين في مسائل الإلهيات .

    تحقيق كتاب ((المغني)) لابن قدامة ، تحقيق كتاب ((التوحيد)) لابن خزيمة .

    تحقيق كتاب الأموال لأبي عبيد ، تحقيق كتاب الخصائص الكبرى للسيوطي.




    ثانيا : ((((((( موقف العلامة الأزهري محمد خليل هراس من الحركة الوهابية )))))))


    كتب رحمه الله عزوجل كتابا في نصرة الدعوة السفية والرد على المناوئين لها سماه ( الحركة الوهابية رد على مقال للدكتور محمد البهى في نقد الوهابية )

    قال رحمه الله عزوجل في ص (34) :


    ( ........... هذه الحركة تنادي باتباع مذهب السلف في صفات الله تعالى ......... بل لعلها الآن هى الحركة الإسلامية الوحيدة التي تتبنى هذا المذهب السلفي وتعمل ما وسعها على نشره والدعوة إليه بمختلف الوسائل لا سيما عن طريق طبع الكتب والرسائل التي ألفت في مناصرته قديما وحديثا )


    وقال في ص (35) :

    ( إن الوهابية لم تقم للاجتهاد في الفروع ولكنها قامت لتصحيح الأصول )

    وقال واصفا الدعوة بأنها أحيت آراء ابن تيمية في ص (43) :

    ( .... تلك مفحرة من مفاخر هذه الدعوة ستظل تذكر لها بالعرفان والتقدير فإن كتب شيخ الإسلام ورسائله كانت مطمورة تحت ركام الإهمال والنسيان لا يسمح لها أهل البدع والإلحاد أن ترى النور ولا أن تقوم بدورها الخطير في توجيه العالم الإسلامي نحو الطريق الصحيح ......... فلما قامت هذه الحركة المباركة أخذت تنقب عن تلك الثورة الهائلة التي خلفها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله وجد المسؤلون عن هذه الدعوة في إبراز هذه الكنوز بالطبع والنشر )

    ثم وجه كلاما للدكتور محمد البهى بالرجوع إلى الحق قائلا في ص (77) :

    ( ولقد أساء الدكتور بهذا المقال إلى نفسه أولا حيث ورطها في أخطاء ظاهرة الشناعة ثم أساء إلى الحقيقة في نفسها حيث ظلمها وتجنى عليها .
    فهل للدكتور _ في ضور تعقيبنا على مقاله _ أن يراجع نفسه ويرجع عما قاله عملا بالمثل القائل إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل هذا ما نرجوه ...)

    فرحمه الله عزوجل عليه وأسكنه فسيح جناته .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:21

    رابعا : ((((((( موقف العلامة المحدث الأزهري أحمد محمد شاكر من الحركة الوهابية ))))))))


    أولا : ترجمة الشيخ ::

    مولده:
    هو الشيخ العلامة محدث وادي النيل شيخ مشايخنا أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر من آل أبي علياء، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب.( 1309 * 1377هـ * 1892 * 1958م


    : ولد بعد فجر يوم الجمعة 29 جمادى الآخرة سنة 1309هـ الموافق 29 من يناير سنة 1892 ( وهي نفس السنة التي ولد فيها الشيخ: محمد حامد الفقي مؤسس الجماعة )، وكان مولده بدرب الإنسية * قسم الدرب الأحمر * بالقاهرة، وسماه أبوه ( أحمد شمس الأئمة، أبو الأشبال ).

    والده: هو الإمام العلا مة الشيخ: محمد شاكر، شغل منصب وكيل الأزهر الشريف، وأبوه وأمه جميعًا من مديرية جرجا ((محافظة سوهاج)) بصعيد مصر.

    * لما عين والده الشيخ محمد شاكر قاضيًا بقضاء السودان 1900م أخذه معه وأدخله كلية غورون، فبقي بها حتى عودة والده إلى الإسكندرية سنة 1904م، فالتحق بمعهد الإسكندرية.

    وفي سنة 1327هـ الموافق 1909م عين والده الشيخ محمد شاكر وكيلًا لمشيخة الأزهر الشريف، فالتحق الشيخ: أحمد شاكر وأخوه (علي) بالأزهر، فاتصل بعلماء القاهرة ورجالها وعرف طريق دور الكتب العامة والمكتبات الموجودة في مساجدها.

    وقد حضر في ذلك الوقت إلى القاهرة الأستاذ عبد الله بن إدريس السنوسي عالم المغرب ومحدثها، فتلقى عنه طائفة كبيرة من (( صحيح البخاري))، فأجازه هو وأخاه برواية البخاري. كما أخذ عن الشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي كتاب (( بلوغ المرام)).

    كما كان من شيوخه أيضًا الشيخ أحمد بن الشمس الشنقيطي (( عالم القبائل الملثمة))، وتلقى أيضًا عن الشيخ شاكر العراقي فأجازه، وأجاز أخاه عليًّا بجميع كتب السنة.

    كما التقى بالقاهرة من علماء السنة الشيخ: طاهر الجزائري ((عالم سوريا))، والأستاذ محمد رشيد رضا (( صاحب المنار)).

    حصل على شهادة العالمية بالأزهر سنة 1917م، فعين مدرسًا بمدرسة ماهر. ثم عين عضوًا بالمحكمة الشرعية العليا، وظل في سلك القضاء حتى أحيل إلى التقاعد سنة 1951م، عمل مشرفًا على التحرير بمجلة (( الهدي النبوي)) سنة 1370هـ، وكان يكتب بها مقالاً ثابتًا ب: (( اصدع بما تؤمر * كلمة الحق))، وقد طبعته دار الكتب السلفية.

    مكانته العلمية:

    كان والده الشيخ: محمد شاكر هو صاحب الأثر الكبير في توجيه الشيخ أحمد شاكر إلى معرفة كتب الحديث منذ عام 1909م، فلما كانت سنة 1911م اهتم بقراءة (( مسند أحمد بن حنبل)) رحمه الله، وظل منذ ذلك التاريخ مشغولًا بدراسته حتى بدأ في طبع شرحه على (( المسند)) سنة 1365هـ الموافق 1946م، وقد بذل في تحقيقه أقصى ما يستطيع عالِم من جهد في الضبط والتحقيق والتنظيم، وعاجلته المنية دون أن يتمكن من مراجعته، ولم يقدر أحد أن يكمله على النمط الذي خطه الشيخ أحمد شاكر، فقد كان المقدر لفهارس (( المسند)) أن يكون المدار فيها على مسارب شتى من المعاني التفصيلية التحليلية الدقيقة، ولقد كان الشيخ أحمد شاكر كما يقول عنه المحقق الأستاذ عبد السلام محمد هارون: (( إمامًا يَعْسر التعريف بفضله كل العُسْر، ويقصر الصنع عن الوفاء له كل الوفاء)).

    وقال عنه الشيخ محمود محمد شاكر: ( وهو أحد الأفذاذ القلائل الذين درسوا الحديث النبوي في زماننا دراسة وافية، قائمة على الأصول التي اشتهر بها أئمة هذا العلم في القرون الأولى، وكان له اجتهاد عُرف به في جرح الرجال وتعديلهم، أفضى به إلى مخالفة القدماء والمحدثين، ونصر رأيه بالأدلة البينة، فصار له مذهب معروف بين المشتغلين بهذا العلم على قلتهم ).

    وكان لمعرفته بالسنة النبوية ودراستها أثر كبير في أحكامه، فقد تولى القضاء في مصر أكثر من ثلاثين سنة، وكان له فيها أحكام مشهورة في القضاء الشرعي، قضى فيها باجتهاده غير مقلد ولا متبع.

    تصانيفه العلمية والفقهية:

    (1)- تحقيق رسالة الشافعي (( كتاب الرسالة))،

    (2)-(( مسند أحمد بن حنبل))، وقد طبعته دار المعارف ضمن سلسلة (( ذخائر العرب))،

    (3)-و تحقق كتاب ((الشعر والشعراء لابن قتيبة))،

    (4)- و(( لباب الأدب لأسامة بن منقذ))،

    (5)-كتاب (( المعرب للجواليقي))،

    (6)-ومن أظهر أعماله وأنفعها: شرحه المستفيض لكتاب الحافظ ابن كثير (( اختصار علوم الحديث)) في مجلد كبير،

    ونجد له في مجال التفسير

    (7)- (( عمدة التفسير)) تهذيبًا لتفسير ابن كثير، وقد أتم منه خمسة أجزاء.

    (8)تفسير الطبرى

    وفي مجال الفقه وأصوله

    (9)- (( الأحكام)) لابن حزم،

    (10)_ وجزأين من ((المحلى)) لابن حزم،

    (11) (( العمدة في الأحكام)) للحافظ عبد الغني المقدسي،

    وإنتاجه في هذا المجال لا يحيط به مقال، أما عن أهم ما ألفه رحمه اللَّه فهو كتاب :_

    (12)_(( نظام الطلاق في الإسلام)) دل فيه على اجتهاده وعدم تعصبه لمذهب من المذاهب، وله فيه آراء أثارت ضجة عظيمة بين العلماء، لكنه لم يتراجع ودافع عن رأيه بالحجة والبرهان، كما طبعت له أخيرًا مكتبة السنة رسالتين هما

    (13)_ (( الكتاب والسنة يجب أن يكونا مصدر القوانين))

    (14)_(( كلمة الفصل في قتل مدمني الخمر)).

    (15)-تحقيق تفسير الإمام معين الدين .



    وفاته ::

    توفي رحمه اللَّه في السادسة بعد فجر يوم السبت الموافق 26 من ذي القعدة سنة 1377هـ، الموافق 14 من يونيه سنة 1958م.

    (((( موقف الشيخ من الحركة الوهابية وحكامها ))))

    يظهر موقف الشيخ من الوهابية جليا وثنائه عليهم من تحقيقه للأصول الثلاثة والقواعد الأربع وكتاب التوحيد ثلاثتها لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وهذا يبين بوضوح ثناء الشيخ على الدعوة السلفية وأما موقفه من حكام الحركة الوهابية فيظهر من علاقته الوطيدة بالملك عبدالعزيز وقد بين ذلك :

    قال رحمه الله عزوجل في مقدمة تحقيه للمسند ::





    [ وطالما فكرت في نشر المسند بين الناس على النحو الذي صنفت ووصفت شغفاً بخدمة السنة وأهلها، وحرصاً على إذاعة فائدة هذا الكتاب الذي جعله مؤلفه للناس إماماً، وخشية أن يضيع هذا العمل الذي لم أسبق إليه، والذي أعتقد أنه سيكون إن شاء الله من أكبر المرغبات لأهل هذا العصر في دراسة الحديث، وأنه سيكون مفتاحاً لجميع كتب السنة لمن وفقه الله وسعيت في سبيل ذلك جهدي سنين كثيرة، حتى كدت أيأس من طبعه، إلى أن وفقت إلى الاتفاق مع (دار المعارف) على طبعه، وهي من أكبر دور النشر في القاهرة، وأوثقها وأشدها إتقاناً.

    وصادف ذلك أن كانت الزيارة الرسمية التي شرف فيها مصر بزيارته، أسد الجزيرة، حامي حمى السنة، رجل العلم والعمل، والسيف والقلم الإمام العادل، (الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود) أطال الله بقاءه، وكانت هذه الزيارة المباركة من يوم الخميس 6 صفر الخير من هذا العام 1365هـ إلى يوم الثلاثاء 18 منه، فما أن رفع إلى جلالته شأن هذا الكتاب حتى أصدر أمره الكريم إلى حكومته السنية بالاشتراك في عدد كبير من نسخه. من أوله إلى آخره. إجلالاً لشأن الإمام الكبير، وعطفاً على شخصي الضعيف.

    بارك الله في جلالته، وحفظه مؤيداً منصوراً، وذخراً للإسلام والمسلمين وناشراً للواء العرب ومجدداً لمجدهم.

    وأقر عينه بأنجاله الأشبال الكرام، السادة النجب، قادة العرب وقدوتهم وموئل عزهم، الأمراء (سعود) و (فيصل) وإخوتهما ].

    وقال العلامة الأزهري أيضا :
    [ وكان من توفيق الله ورعايته أن تشرفت هذا العام ـ 1368هـ ـ بزيارة حضرة صاحب الجلالة الملك العادل، ناصر السنة وحامي حماها، مولاي الإمام (عبد العزيز آل سعود) في الرياض الزاهرة، وعرضت على مسامعه الكريمة حاجة العلماء والطلاب إلى اقتناء المسند بقيمة ميسرة لهم، فصدر أمره الكريم بطبع عدد آخر على ورق أقل قليلاً من الورق الأول ليباع لهم بثمن أقل كثيراً من الثمن الأول...]


    إلى أن قال رحمه الله عزوجل :

    [ ثم تفضل حفظه الله وأيده فأصدر أمره بإعادة طبع الأجزاء الستة الأولى على هذا الوضع أيضاً, وها هو ذا الجزء الأول، تتلوه الأجزاء الباقية من فيض مولاي الملك الإمام وواسع كرمه، إن شاء الله أطال الله بقاءه مؤيداً منصوراً، موقداً للخير والعمل الصالح ].

    وما زالت علاقة أولاد الشيخ بآل سعود وآل الشيخ علاقة وطيدة وما زالت الزيارة إلى الآن بينهما وقد حدثني بذلك أحد أبنائه فرحمة الله عليه

    هذا الموضوع منقول من موقع ( التصوف العالم المجهول ) يتبع إن شاء الله

    http://almjhol.com/vb/index.php
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:27

    موقف العالم الأزهري محمد بن عبدالرزاق حمزة من الحركة الوهابية )



    ((((( ترجمة شيخ مشايخنا العلامة المحدث محمد عبدالرزاق حمزة الأزهري ))))))


    مولده:

    ولد الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في قرية كفر عامر التابعة لمركز بنها بمصر وينتهي نسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي أنه من سلالة آل الرسول، وكان من خلقه وطبعه عدم ذكر شيء عن نسبه؛ لأن مبدأه وعقيدته التي عاشها طوال حياته أن الأنساب لا ترفع أحدًا وأن أكرم الناس عند الله أتقاهم، وشجرة نسبه تحتفظ بها أسرته.
    وقد تربى في وسط ريفي بين أبوين كريمين، تغلب عليهما السماحة والوداعة، والبعد عن التعقيد، والصراحة في القول والعمل، وكذلك كان الشيخ محمد عبد الرزاق- رحمه الله تعالى- في حياته وظل كذلك بعد أن انتقل إلى الحاضرة، وعاش في القاهرة بين صخب المدينة وزخرفة الحضر، ومعاصرة أصحاب الترف في الطبقات (المترفة) مع هذا كله لم تتغير خصال الشيخ وانطباعاته، ولم يحد عن خلقه في السماحة والمسالمة والصراحة والتمسك بمكارم الأخلاق وصفات أهل الورع والتقوى.


    دراسته وتحصيله:

    لقد تلقى المبادئ الأولى من القراءة والكتابة والقرآن الكريم في كُتَّاب القرية، وكانت تلك المبادئ إعدادًا لما بعدها من مراحل العلم وحقول المعرفة والتوسع في جوانب الدراسة الدينية والعربية والرياضية.
    و متى بلغ الولد سن القبول في الأزهر، وتوفرت فيه الشروط المطلوبة في طلبته، كحفظ القرآن، ألحقه أبوه بالأزهر، ، وكان الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة جادا في طلبه ومتقدمًا على أقرانه ، دؤوبًا على التحصيل والغوص في المسائل العلمية وحلها بتحقيقه والإفادة منها.


    علاقته بجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر:

    كانت للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله أوثق الصلات بجماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة ممثلة في رئيسها ومؤسسها فضيلة الشيخ العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله وكانت بينهما صلات قوية تنبئ عن عمق العلاقة الأخوية والدعوية للشيخين الجليلين رحمهما، كما أن المكاتبات والمراسلات العلمية بينهما تنبئ أيضًا عن عمق هذه العلاقة ومتانتها، كما كان للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله إسهامات علمية مباركة في مجلة الهدي النبوي تبرهن على قوة صلة الشيخ بجماعة أنصار السنة المحمدية التي تؤدي دورًا فاعلاً في الساحة الإسلامية داخليًا وخارجيًا.


    انتقاله إلى الحجاز:

    وفي عام 1344 قصد الشيخان الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة والشيخ عبد الظاهر أبو السمح مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وكان الملك عبد العزيز آل سعود (ملك الحجاز وسلطان نجد كما كان لقبه يومئذ) حاجًا فاتصلا به مع العلماء القادمين من العالم الإسلامي، وتكررت اللقاءات معه فعرف الكثير عن نشاطهما وقيامها بالدعوة السلفية في مصر، وعرض عليها الانتقال إلى مكة المكرمة والمدينة النبوية لإمامة الحرمين الشريفين والقيام بخطابة الجُمع والتدريس فيهما.
    وبناءً على الرغبة الملكية السامية انتقل الشيخان بأهلهما وأولادهما إلى مكة المكرمة سنة 1347ه (1929م) وأصدر الملك عبد العزيز أمره الكريم بتعيين الشيخ عبد الظاهر محمد أبي السمح إمامًا وخطيبًا ومدرسًا في المسجد الحرام، وتعيين الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بالمسجد النبوي بالمدينة.
    نشاطه في المدينة: كان للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في خطب الجمع والتدريس في الحرم النبوي جولات واسعة في الإصلاح الديني، والتوجيه الهادف، ومعالجة الأدواء الاجتماعية، كما فتح دروسًا صباحية ومسائية في المسجد النبوي في الحديث والتفسير والتوحيد، وكان لكل ذلك الأثر الطيب في نفوس الشباب المثقف وغيرهم.
    انتقاله إلى مكة المكرمة: لم تطل إقامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في المدينة فنقل إلى مكة المكرمة في غضون 1348ه (1929م) مدرسًا في الحرم المكي، ومساعدًا للشيخ عبد الظاهر محمد أبي السمح في إمامة الحرم والخطابة.


    في المعهد العلمي السعودي:

    كما عهد إليه في التدريس في المعهد العلمي السعودي ودروسه في المعهد لم تكن مقتصرة على المواد الدينية، بل قام بتدريس المواد الرياضية كالحساب والهندسة والجبر ومبادئ المثلثات.


    دروسه في الحرم المكي:

    استأنف- رحمه الله- نشاطه العلمي الإرشادي في مكة، بفتح دروس للعامة بين العشاءين، وبعد صلاة الفجر في المسجد الحرام، في التفسير والحديث بطريقة غير مألوفة للناس، وذلك بعدم التقيد بكتاب معين فكان يقرأ الآية غيبًا ثم يبدأ في تفسيرها بما وهبه الله من سعة الإطلاع وسرعة استحضار أقوال السلف مكتفيًا في ذلك بالصحيح الثابت المأثور من الأقوال والروايات، وبهذه الطريقة أكمل مرارًا تفسير القرآن الكريم، وفي الحديث أكمل قراءة الصحيحين وشرحهما على طريق تفسير القرآن، وكانت حلقات دروسه ملتقى أجناس شتى من أهل مكة والوافدين إليها، ونفر كثير من أهل جدة كانوا يحرصون على دروسه كلما جاءوا إلى الحرم، ولم تكن دروسه تخلو من طرف علمية أو نوادر أدبية دفعًا للسأم، وترويحًا لنفوس المستمعين على عادة العلماء الأقدمين الأذكياء.
    وإذا تعرض لآراء الفرق المنحرفة من القدماء أو العصريين شرح للمستمعين انحرافاتهم، ثم يبدأ في نقض آرائهم بطريقة علمية منطقية سهلة، يرتاح إليها الحاضرون، ويصغون إليه وكأن على رؤوسهم الطير.


    دروسه الخاصة:

    وكان للشيخ- رحمه الله- بعض الدروس لأفراد من راغبي العلم في حجرته بباب علي في المسجد الحرام وكانت تعرف بقبة الساعات، وهذه الدروس كانت تشمل اللغة العربية، (النحو والصرف والبلاغة)، وأصول التفسير، وأصول الحديث، والرياضيات كالجبر والهندسة والفلك، ولم تكن دراسته لعلم الفلك على الطريقة القديمة (الربع المُجَيِّب) بل كانت على الطريقة الحديثة وقد ساعدته معرفته بمبادئ اللغة الإنجليزية للاستفادة بالتقويم الفلكي السنوي، الذي تصدره (البحرية الملكية البريطانية بلندن).


    فكرة تأسيس مرصد فلكي في مكة:

    وولعه بهذا الفن دفعه إلى فكرة تأسيس مرصد فلكي صغير، على رأس جبل أبي قيس بمكة المكرمة، للاستعانة بآلاته على إثبات رؤية الهلال لشهر رمضان، ورؤية هلال ذي الحجة لتحديد وقفة عرفات وعيد الأضحى، وعرض الفكرة على الملك سعود بن عبد العزيز- رحمه الله- فواق، وأصدر أمره إلى (وزارة المالية) ببناء غرفة خاصة للمرصد على قمة جبل أبي قبيس كما ساعده في جلب بعض آلات الرصد في مقدمتها (تلسكوب)، ولكن- مع الأسف- لم يكتب للفكرة الظهور إلى الوجود نظرًا لغرابتها.


    تأسيسه لمدرسة دار الحديث بمكة :

    كان الاهتمام بالحديث وكتبه ودراسته ودراسة فنونه في مقدمة ما كان يحرص عليه الشيخان الجليلان الشيخ عبد الظاهر محمد أبو السمح والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة وبناءً عليه قام الاثنان بتأسيس (دار الحديث بمكة) سنة 1350ه (1931م) بعد الاستئذان من الملك عبد العزيز- رحمه الله- وقد رحب بالفكرة، ووعدهما بالمساعدة في كل ما يحتاج إليه هذا المشروع.
    وتم افتتاح هذه الدار تحت إدارة الشيخ عبد الظاهر أبي السمح، وعُهِدَ إلا الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة بأن يكون مدرسًا أولاً بها، واختير لها كذلك نخبة من العلماء المشتغلين بالحديث وعلومه للتدريس بها.
    وبذل الشيخ محمد عبد الرزاق مجهودًا كبيرًا في رفع مستوى طلاب الدار في علوم الحديث، وكان معظم طلابها يومئذ من المجاورين، وبعد سنوات تخرج فيها عدد لا بأس به، فرجعوا إلى بلادهم بأفريقيا وآسيا دعاةً إلى الله، وهداة إلى سنة رسوله كما تولى كثير منهم المناصب الدينية الرفيعة في بلادهم.
    انتداب الشيخ للتدريس في أول معهد علمي أقيم بالرياض: وفي سنة 1372ه (1952م) تأسس في الرياض أول معهد علمي تحت إشراف سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، وانتدب الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة للتدريس به في مادة التفسير والحديث وفروعهما، وقد وجد طلاب المعهد في شيخهم المنتدب كنوزًا من المعرفة، تجمع بين القديم والجديد، وكثيرًا ما كانت دروس الشيخ تتحول بالأسئلة والمناقشة إلى علم الجغرافية والهندسة والفلك وآراء المذاهب القديمة والجديدة في هذه العلوم.
    واستمر انتدابه سنة واحدة تقريبًا ثم عاد إلى مكة المكرمة.


    إحالته إلى التقاعد:

    وبعد جهاد علمي متواصل، وخدمة للعلم في مختلف مجالاته، ونشر للمعرفة بكل الوسائل وبعد الأثر البارز الملحوظ الذي تركه رحمه الله في كل من الحرمين الشريفين، بلغ الشيخ السن القانونية التي يحال فيه الموظف إلى التقاعد، وهي الأربع والستون من العمر، صدرت الإرادة الملكية إلى سماحة رئيس القضاة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ بإحالته إلى التقاعد بكامل راتبه.
    لقد أحيل الشيخ محمد عبد الرزاق إلى المعاش، بيد أن أحدًا لم يدرك ذلك غير أقاربه، أما الطلاب الذين كانوا يدرسون عنده، والذين يجتمعون في حلقات درسه الصباحية والمسائية فلم يشعروا بأي فرق في مجالس دروسه في الحرم الشريف وفي حجرته، بل زاد نشاطه في ذلك، وزاد عدد الطلاب عنده، كما شاهد المتصلون به زيادة اهتمام منه في التأليف والتعليقات على الكتب وكتابة المقالات في المجلات.


    مرضه ووفاته:

    وفي الأيام الأخيرة أي منذ سنة 1385ه (1965) أصيب رحمه الله بعدة أمراض، وفي مقدمتها الروماتزم، وكان بقوة توكله على الله يتجلد ويقاوم تلك الأمراض، مع المحافظة على قراءة الكتب، ثم تفرغ لتلاوة القرآن والصحف أحيانًا، جالسًا أو مضطجعًا في البيت أو في غير بيته.
    وقد دخل مشتشفيات مكة والطائف للاستشفاء، ثم سافر إلى بيروت وتعالج في مستشفى الجامعة الأمريكية أيامًا، وأخيرًا سافر مع ابنه الأستاذ عبد الله حمزة إلى تركيا ودخل مستشفى من مستشفياتها المشهورة أيامًا، ثم عاد إلى مكة واشتدت عليه وطأة الأمراض، فأصبح من سنة 1390ه (1970م) ملازمًا للفراش، وأخيرًا وافاه الأجل المحتوم في الساعة الثامنة بالتوقيت الغروبي من يوم الخميس 22-2-1392ه (1972م)، وصُلِّيَ عليه في المسجد الحرام بعد صلاة المغرب، ودفن بالمعلا- رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه الفردوس الأعلى.


    تلاميذه :

    ومن أبرز تلاميذه : العلامة عبدالله خياط، والشيخ علي الهندي، والشيخ سليمان الصنيع، والأستاذ المحقق أحمد عبدالغفور عطار، والعلامة المؤرخ حمد الجاسر، والشيخ محمد الصومالي، والشيخ إسماعيل الأنصاري، والشيخ محمد بن عمر الشايقي السوداني، وشيخنا يحيي بن عثمان المدرس عظيم أبادي، والشيخ محمد الفاداني، والشيخ محمد نور الدين حسين جِمَاوي الحبشي، والشيخ المحقق أبو تراب الظاهري، والدكتور محمد بن سعد الشويعر، والشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي – وغيرهم رحم الله حيهم وميتهم-


    مؤلفاته وآثاره العلمية:

    1- كتاب الصلاة ويعتبر كموسوعة مصغرة لموضوع الصلاة، فقد جمع فيه كل ما يتعلق بالصلاة وأنواعها ( مطبعة الإمام بالقاهرة 1370ه ) 200 صفحة.
    2- كتاب الشواهد والنصوص في الرد على كتاب هذي هي الأغلال ( مطبعة الإمام بالقاهرة 1367ه ) 200 صفحة.
    3- رسالة في الرد على بعض آراء الشيخ الكوثري (مطبعة الإمام بالقاهرة 1370ه) 72 صفحة.
    4- كتاب ظلمات أبي رية ( المطبعة السلفية بالقاهرة 1378ه) 331 صفحة.
    5- الإمام الباقلاني وكتابه التمهيد في رسالة جمعت بحثه وبحث الشيخ بهجت البيطار والشيخ يحيى المعلمي- رحمهم الله- مطبعة الإمام بالقاهرة.
    هذه هي مؤلفاته، وثم كتب نشرها بعد تصحيحها والتعليق عليها وهي:
    1- عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر طبعة مكة المكرمة (1349ه).
    2- رسالة التوحيد للإمام جعفر الباقر دار العباد بيروت (1376ه- 1956م).
    3- موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان المطبعة السلفية بالقاهرة (1351ه ).
    4- الباعث الحثيث إلى فن مصطلح الحديث المطبعة الماجدية بمكة المكرمة (1353ه ).
    5- الحموية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية المطبعة السلفية بمكة المكرمة (1350ه ).
    6- رسالة الطلاق لشيخ الإسلام ابن تيمية دار الطباعة المحمدية الأزهر بالقاهرة (1342ه).
    7- الكبائر للذهبي مطبعة الإمام بالقاهرة (1373ه).
    8- الاختيارات الفقهية طبع على نسخة كتبها بقلمه ويده.
    9- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، اشترك في تحقيقه وتصحيحه مع فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي، والأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السنة المحمدية (1368ه- 1949م).
    10- ومن الرسائل التي ألفها ولم تطبع رسالة الله رب العالمين في الفطر والعقول والأديان.



    ((((( موقف الشيخ العلامة الأزهري محمد عبدالرزاق حمزة من الحركة الوهابية ))))


    ينتظم موقفه من الحركة الوهابية في عدة أمور :

    الأمر الأول :

    تصريحه رحمه الله عزوجل بتوبته من مذهب التصوف والتمشعر الرديئين

    وفي ذلك يقول شيخ مشايخنا العلامة محمد عبدالرزاق حمزة الأزهري عن نفسه ( وعلى ذكر الشيخ عبدالظاهر أبي السمح أ ذكر له بالثناء الجميل توجيه قلبي ونفسي إلى مطالعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد كان أستاذي بدار الدعوة والإرشاد في تجويد القرآن، وتجويد الخط، وبالاتصال به دارت بيننا مباحثات في مسائل التوسل، والشفاعة، ودعاء الصالحين، فأعارني كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية، في التوسل والوسيلة، فقرأته فتأثرت به أي تأثر، وانتقلت رأساً على عقب، وامتزج حب ذلك الشيخ: شيخ الإسـلام ابن تيمية بلحمي وعصبي ودمي ، وأصبحت حرياً على البحث عن كل كتاب له، ولمن يتابعه ، وقرأت بعض كتب تلميذه كالشيخ محمد بن عبدالهادي "الصارم المنكي في الرد على السبكي" فخرجت بيقين ثابت، وإيمان قوي، ومعرفة جيدة بمذاهب السلف في هذه الأمور، وبحب مطالعة كتب الحديث، وأسانيده، والكلام على رجاله، كل ذلك ببركة مطالعة كتابي: التوسل والوسيلة والصارم المنكي )))

    فهو يصرح رحمه اله عزوجل بتوبته من مذهب التمشعر ورجوعه إلى مذهب السلف الصالح


    الأمر الثاني :

    علاقته بجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر

    كانت للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله أوثق الصلات بجماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة ممثلة في رئيسها ومؤسسها فضيلة الشيخ العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله وكانت بينهما صلات قوية تنبئ عن عمق العلاقة الأخوية والدعوية للشيخين الجليلين رحمهما، كما أن المكاتبات والمراسلات العلمية بينهما تنبئ أيضًا عن عمق هذه العلاقة ومتانتها، كما كان للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله إسهامات علمية مباركة في مجلة الهدي النبوي تبرهن على قوة صلة الشيخ بجماعة أنصار السنة المحمدية التي تؤدي دورًا فاعلاً في الساحة الإسلامية داخليًا وخارجيًا


    الأمر الثالث :

    انتقاله إلى الحجاز وعلاقته بالملك عبدالعزيز

    في عام 1344 قصد الشيخان الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة والشيخ عبد الظاهر أبو السمح مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وكان الملك عبد العزيز آل سعود (ملك الحجاز وسلطان نجد كما كان لقبه يومئذ) حاجًا فاتصلا به مع العلماء القادمين من العالم الإسلامي، وتكررت اللقاءات معه فعرف الكثير عن نشاطهما وقيامها بالدعوة السلفية في مصر، وعرض عليها الانتقال إلى مكة المكرمة والمدينة النبوية لإمامة الحرمين الشريفين والقيام بخطابة الجُمع والتدريس فيهما.
    وبناءً على الرغبة الملكية السامية انتقل الشيخان بأهلهما وأولادهما إلى مكة المكرمة سنة 1347ه (1929م) وأصدر الملك عبد العزيز أمره الكريم بتعيين الشيخ عبد الظاهر محمد أبي السمح إمامًا وخطيبًا ومدرسًا في المسجد الحرام، وتعيين الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بالمسجد النبوي بالمدينة.
    نشاطه في المدينة: كان للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في خطب الجمع والتدريس في الحرم النبوي جولات واسعة في الإصلاح الديني، والتوجيه الهادف، ومعالجة الأدواء الاجتماعية، كما فتح دروسًا صباحية ومسائية في المسجد النبوي في الحديث والتفسير والتوحيد، وكان لكل ذلك الأثر الطيب في نفوس الشباب المثقف وغيرهم.
    انتقاله إلى مكة المكرمة: لم تطل إقامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في المدينة فنقل إلى مكة المكرمة في غضون 1348ه (1929م) مدرسًا في الحرم المكي، ومساعدًا للشيخ عبد الظاهر محمد أبي السمح في إمامة الحرم والخطابة.
    في المعهد العلمي السعودي: كما عهد إليه في التدريس في المعهد العلمي السعودي ودروسه في المعهد لم تكن مقتصرة على المواد الدينية، بل قام بتدريس المواد الرياضية كالحساب والهندسة والجبر ومبادئ المثلثات.


    الأمر الرابع :

    تدريسه في الحرم المكي

    استأنف- رحمه الله- نشاطه العلمي الإرشادي في مكة، بفتح دروس للعامة بين العشاءين، وبعد صلاة الفجر في المسجد الحرام، في التفسير والحديث بطريقة غير مألوفة للناس، وذلك بعدم التقيد بكتاب معين فكان يقرأ الآية غيبًا ثم يبدأ في تفسيرها بما وهبه الله من سعة الإطلاع وسرعة استحضار أقوال السلف مكتفيًا في ذلك بالصحيح الثابت المأثور من الأقوال والروايات، وبهذه الطريقة أكمل مرارًا تفسير القرآن الكريم، وفي الحديث أكمل قراءة الصحيحين وشرحهما على طريق تفسير القرآن، وكانت حلقات دروسه ملتقى أجناس شتى من أهل مكة والوافدين إليها، ونفر كثير من أهل جدة كانوا يحرصون على دروسه كلما جاءوا إلى الحرم، ولم تكن دروسه تخلو من طرف علمية أو نوادر أدبية دفعًا للسأم، وترويحًا لنفوس المستمعين على عادة العلماء الأقدمين الأذكياء.
    وإذا تعرض لآراء الفرق المنحرفة من القدماء أو العصريين شرح للمستمعين انحرافاتهم، ثم يبدأ في نقض آرائهم بطريقة علمية منطقية سهلة، يرتاح إليها الحاضرون، ويصغون إليه وكأن على رؤوسهم الطير.
    دروسه الخاصة: وكان للشيخ- رحمه الله- بعض الدروس لأفراد من راغبي العلم في حجرته بباب علي في المسجد الحرام وكانت تعرف بقبة الساعات، وهذه الدروس كانت تشمل اللغة العربية، (النحو والصرف والبلاغة)، وأصول التفسير، وأصول الحديث، والرياضيات كالجبر والهندسة والفلك، ولم تكن دراسته لعلم الفلك على الطريقة القديمة (الربع المُجَيِّب) بل كانت على الطريقة الحديثة وقد ساعدته معرفته بمبادئ اللغة الإنجليزية للاستفادة بالتقويم الفلكي السنوي، الذي تصدره (البحرية الملكية البريطانية بلندن).


    الأمر الخامس :

    تأسيسه لدار الحديث بمكة

    كان الاهتمام بالحديث وكتبه ودراسته ودراسة فنونه في مقدمة ما كان يحرص عليه الشيخان الجليلان الشيخ عبد الظاهر محمد أبو السمح والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة وبناءً عليه قام الاثنان بتأسيس (دار الحديث بمكة) سنة 1350ه (1931م) بعد الاستئذان من الملك عبد العزيز- رحمه الله- وقد رحب بالفكرة، ووعدهما بالمساعدة في كل ما يحتاج إليه هذا المشروع.
    وتم افتتاح هذه الدار تحت إدارة الشيخ عبد الظاهر أبي السمح، وعُهِدَ إلى الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة بأن يكون مدرسًا أولاً بها، واختير لها كذلك نخبة من العلماء المشتغلين بالحديث وعلومه للتدريس بها.


    كل هذه الأمور تبين بوضوح موقف العالم الأزهري محمد بن عبدالرزاق حمزة من الحركة الوهابية وحكامها فرحمه الله عزوجل وأسكنه فسيح جناته

    آمين
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:33

    ((( موقف العالم الأزهري وشيخ أنصار السنة المحمدية محمد حامد الفقي من الوهابية )))


    أولا : ترجمة الشيخ :



    مولده ونشأته


    ولد الشيخ محمد حامد الفقي بقرية نكلا العنب في سنة 1310هـ الموافق 1892م بمركز شبراخيت مديرية البحيرة. نشأ في كنف والدين كريمين فوالده الشيخ أحمد عبده الفقي تلقى تعليمه بالأزهر ولكنه لم يكمله لظروف اضطرته لذلك. أما والدته فقد كانت تحفظ القرآن وتجيد القراءة والكتابة، وبين هذين الوالدين نما وترعرع وحفظ القرن وسنّه وقتذاك اثني عشر عامًا. ولقد كان والده أثناء تحفيظه القرآن يوضح له معاني الكلمات الغريبة ويعلمه مبادئ الفقه حتى إذا أتَّم حفظ القرآن كان ملمًا إلمامًا خفيفًا بعلومه ومهيأ في الوقت ذاته لتلقي العلوم بالأزهر على الطريقة التي كانت متبعة وقتذاك.



    طلبه العلم

    كان والده قد قسم أولاده الكبار على المذاهب الأربعة المشهورة ليدرس كل واحد منهم مذهبًا، فجعل الابن الأكبر مالكيًا، وجعل الثاني حنفيًا، وجعل الثالث شافعيًا، وجعل الرابع وهو الشيخ محمد حامد الفقي حنبليًا.

    ودرس كل من الأبناء الثلاثة ما قد حُدد من قبل الوالد ما عدا الابن الرابع فلم يوفق لدراسة ما حدده أبوه فقُبل بالأزهر حنفيًا.

    بدأ محمد حامد الفقي دراسته بالأزهر في عام 1322هـ ـ 1904م وكان الطلبة الصغار وقتذاك يبدؤون دراستهم في الأزهر بعلمين هما: علم الفقه، وعلم النحو. وكانت الدراسة المقررة كتابًا لا سنوات، فيبدأ الطالب الحنفي في الفقه بدراسة مراقي الفلاح. ويبدأ في النحو بكتاب الكفراوي وهذان الكتابان هما السنة الأولى الدراسية، ولا ينتقل منها الطالب حتى يتقن فهم الكتابين.

    كان آخر كتاب في النحو هو الأشموني أما الفقه، فحسب المذاهب ففي الحنابلة الدليل، وعند الشافعية التحرير، وعند الحنفية الهداية وعند المالكية الخرشي أما بقية العلوم الأخرى كالمنطق وعلم الكلام والبلاغة وأصول الفقه فكان الطالب لا يبدأ في شيء منها إلا بعد ثلاث سنوات.

    بدأ الشيخ محمد حامد الفقي دراسته في النحو بكتاب الكفراوي وفي الفقه بكتاب مراقي الفلاح وفي سنته الثانية درس كتابي الشيخ خالد في النحو وكتاب منلا مسكين في الفقه ثم بدأ في العلوم الإضافية بالسنة الثالثة، فدرس علم المنطق وفي الرابعة درس علم التوحيد ثم درس في الخامسة مع النحو والفقه علم الصرف وفي السادسة درس علوم البلاغة وفي هذه السنة وهي سنة 1910م بدأ دراسة الحديث والتفسير وكانت سنه وقتذاك ثمانية عشر عاما فتفتح بصره وبصيرته بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمسك بسنته لفظًا وروحًا.


    بدايات دعوة الشيخ لنشر السنة الصحيحة

    لما أمعن الشيخ في دراسة الحديث على الوجه الصحيح ومطالعة كتب السلف الصحيح والأئمة الكبار أمثال بن تيمية وبن القيم. وابن حجر والإمام أحمد بن حنبل والشاطبي وغيرهم. فدعا إلى التمسك بسنة الرسول الصحيحة والبعد عن البدع ومحدثات الأمور وأن ما حدث لأمة الإسلام بسبب بعدها عن السنة الصحيحة وانتشار البدع والخرافات والمخالفات.

    فالتف حوله نفر من إخوانه وزملائه وأحبابه واتخذوه شيخًا له وكان سنه عندها ثمانية عشرة عامًا سنة 1910م بعد أن أمضى ست سنوات من دراسته بالأزهر. وهذا دلالة على نبوغ الشيخ المبكر.

    وظل يدعو بحماسة من عام 1910م حتى أنه قبل أن يتخرج في الأزهر الشريف عام 1917م دعا زملائه أن يشاركوه ويساعدوه في نشر الدعوة للسنة الصحيحة والتحذير من البدع.

    ولكنهم أجابوه: بأن الأمر صعب وأن الناس سوف يرفضون ذلك فأجابهم: أنها دعوة السنة والحق والله ناصرها لا محالة.

    فلم يجيبوه بشيء.

    فأخذ على عاتقه نشر الدعوة وحده. والله معه فتخرج عام 1917. بعد أن نال الشهادة العالمية من الأزهر وهو مستمر في الدعوة وكان عمره عندها 25 سنة.

    ثم انقطع منذ تخرجه إلى خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    وحدثت ثورة 1919م وكان له موقف فيها بأن خروج الاحتلال لا يكون بالمظاهرات التي تخرج فيها النساء متبرجات والرجال ولا تحرر فيها عقيدة الولاء والبراء لله ولرسوله. ولكنه بالرجوع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وترك ونبذ البدع وانكاره لمبادء الثورة (الدين لله والوطن للجميع).

    (وأن خلع حجاب المرأة من التخلف)

    وانتهت الثورة وصل على موقفه هذا.



    تأسيس جماعة أنصار السنة المحمدية


    وظل بعد ذلك يدعوا عدة أعوام حتى تهيئت الظروف وتم أشهارها ثمرة هذا المجهود وهو إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية التي هي ثمرة سنوات الدعوة من 1910م إلى 1926م عام أشهارها.

    ثم إنشاء مجلة الهدي النبوي وصدر العدد الأول في 1937هـ.

    إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية في عام 1345هـ/ 1926م تقريبًا واتخذ لها دارًا بعابدين ولقد حاول كبار موظفي قصر عابدين بكل السبل صد الناس عن مقابلته والاستماع إليه حتى سخَّرُوا له من شرع في قتله ولكن صرخة الحق أصمَّت آذانهم وكلمة الله فلَّت جموعهم وانتصر الإيمان الحق على البدع والأباطيل. (مجلة الشبان المسلمين رجب 1371هـ).


    تأسيس مجلة الهدي النبوبي

    بعد أن أسس الشيخ رحمه الله جماعة أنصار السنة المحمدية وبعد أن يسر الله له قراءة كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم واستوعب ما فيها ووجد فيها ضالته أسس عام 1356هـ في مارس 1936م صدر العدد الأول من مجلة الهدي لتكون لسان حال جماعته والمعبرة عن عقيدتها والناطقة بمبادئها. وقد تولى رياسة تحريرها فكان من كتاب المجلة على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ أحمد محمد شاكر، الأستاذ محب الدين الخطيب، والشيخ محيي الدين عبد الحميد، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح، (أو إمام للحرم المكي)، والشيخ أبو الوفاء محمد درويش، والشيخ صادق عرنوس، والشيخ عبد الرحمن الوكيل، والشيخ خليل هراس، كما كان من كتابها الشيخ محمود شلتوت.


    أغراض المجلة

    وقد حدد الشيخ أغراض المجلة فقال في أول عدد صدر فيها:

    «وإن من أول أغراض هذه المجلة أن تقدم ما تستطيعه من خدمة ونصح وإرشاد في الشئون الدينية والأخلاقية، أخذت على نفسها موثقًا من الله أن تنصح فيما تقول وأن تتحرى الحق وأن لا تأخذ إلا ما ثبت بالدليل والحجة والبرهان الصحيح من كتاب الله تعالى وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم» أهـ.

    جهاده:

    يقول عنه الشيخ عبد الرحمن الوكيل: «لقد ظل إمام التوحيد (في العالم الإسلامي) والدنا الشيخ محمد حامد الفقي ـ رحمه الله ـ أكثر من أربعين عامًا مجاهدًا في سبيل الله. ظل يجالد قوى الشر الباغية في صبر، مارس الغلب على الخطوب واعتاد النصر على الأحداث، وإرادة تزلزل الدنيا حولها، وترجف الأرض من تحتها، فلا تميل عن قصد، ولا تجبن عن غاية، لم يكن يعرف في دعوته هذه الخوف من الناس، أو يلوذ به، إذ كان الخوف من الله آخذا بمجامع قلبه، كان يسمي كل شيء باسمه الذي هو له، فلا يُدهن في القول ولا يداجي ولا يبالي ولا يعرف المجاملة أبدًا في الحق أو الجهر به، إذ كان يسمي المجاملة نفاقًا ومداهنة، ويسمي السكوت عن قول الحق ذلا وجبنا».

    عاش: رحمه الله للدعوة وحدها قبل أن يعيش لشيء آخر، عاش للجماعة قبل أن يعيش لبيته، كان في دعوته يمثل التطابق التام بين الداعي ودعوته، كان صبورًا جلدًا على الأحداث. نكب في اثنين من أبنائه الثلاث فما رأى الناس معه إلا ما يرون من مؤمن قوي أسلم لله قلبه كله(1).

    ويقول الشيخ أبو الوفاء درويش: «كان يفسر آيات الكتاب العزيز فيتغلغل في أعماقها ويستخرج منها درر المعاني، ويشبعها بحثًا وفهمًا واستنباطًا، ويوضح ما فيها من الأسرار العميقة والإشارات الدقيقة والحكمة البالغة والموعظة الحسنة.

    ولا يترك كلمة لقائل بعده. بعد أن يحيط القارئ أو السامع علما بالفقه اللغوي للكلمات وأصولها وتاريخ استعمالها فيكون الفهم أتم والعلم أكمل وأشمل».

    قلت:

    لقد كانت اخر آية فسرها قوله تبارك وتعالى: {وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً} [الإسراء:11].

    وقد فسرها رحمه الله في عدد 6 و 7 لسنة 1378هـ في حوالي 22 صفحة.


    إنتاجه

    إن المكتبة العربية لتعتز بما زودها به من كتب قيمة مما ألف ومما نشر ومما صحح ومما راجع ومما علق وشرح من الإمام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.

    وكما كان الشيخ محبًا لابن تيمية وابن القيم فقد جمعت تلك المحبة لهذين الإمامين الجليلين بينه وبين الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر، وكذلك جمعت بينه وبينه الشيخ شلتوت الذي جاهر بمثل ما جاهر به الشيخ حامد.


    ومن جهوده كذلك قيامه بتحقيق العديد من الكتب القيمة نذكر منها ما يأتي:ـ

    1 ـ اقتضاء السراط المستقيم.

    2 ـ مجموعة رسائل.

    3 ـ القواعد النورانية الفقهية.

    4 ـ المسائل الماردينية.

    5 ـ المنتقى من أخبار المصطفى.

    6 ـ موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول حققه بالاشتراك مع محمد محي الدين عبد الحميد.

    7 ـ نفائس تشمل أربع رسائل منها الرسالة التدمرية.

    8 ـ والحموية الكبرى.

    وهذه الكتب جميعها لشيخ الإسلام ابن تيمية.


    ومن كتب الشيخ ابن القيم التي قام بتحقيقها نذكر:


    9 ـ إغاثة اللفهان.

    10 ـ المنار المنيف.

    11 ـ مدارج السالكين.

    12 ـ رسالة في أحكام الغناء.

    13 ـ التفسير القيم.

    14 ـ رسالة في زمراض القلوب.

    15 ـ الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.

    كما حقق كتب زخرى لمؤلفين آخرين من هذه الكتب:

    16 ـ فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن آل شيخ.

    17 ـ بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني.

    18 ـ جامع الأصول من أحاديث الرسول.

    19 ـ لابن الأثير.

    20 ـ الاختيارات الفقهية من فتاوى ابن تيمية لعلي بن محمد بن عباس الدمشقي.

    21 ـ الأموال لابن سلام الهروي.

    22 ـ الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الرمام المبجل أحمد بن حنبل لعلاء الدين بن الحسن المرادي.

    23 ـ جواهر العقود ومعين القضاة.

    24 ـ والموقعين والشهود للسيوطي.

    25 ـ رد الإمام عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد.

    26 ـ شرح الكوكب المنير.

    27 ـ اختصار ابن النجار.

    28 ـ الشريعة للآجري.

    29 ـ العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية لمحمد ابن أحمد بن عبد الهادي.

    30 ـ القواعد والفوائد الأصولية وما يتعلق بها من الأحكام الفرعية لابن اللحام.

    31 ـ مختصر سنن أبي داود للمنذري حققه بالاشتراك مع أحمد شاكر.

    32 ـ معارج الألباب في مناهج الحق والصواب لحسن بن مهدي.

    33 ـ تيسير الوصول إلى جامع الأصول لابن الربيع الشيباني.

    34-العقود”؛ (لشيخ الإسلام)، [تحقيق، بمشاركة: الشيخ: محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله ،


    مصير هذا التراث

    هذا قليل من كثير مما قام به الشيخ محمد حامد الفقي فيما مجال التحقيق وخدمة التراث الإسلامي وهذا التراث الذي تركه الشيخ إذ أن جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت قد جمعت كل هذا التراث.
    وقد جاء في نشرتها (أخبار التراث الإسلامي) العدد الرابع عشر 1408هـ 1988م أنها اشترت خزانة الشيخ محمد حامد الفقي كاملةً مخطوطتها ومصورتها وكتبها وكتيباتها وقد أحصيت هذه تلك المحتويات على النحو التالي:

    1 – 2000 كتاب.

    2 – 70 مخطوطة أصلية.

    3 – مائة مخطوطة مصورة على ورق.


    وفاته

    توفي رحمه الله فجر الجمعة 7 رجب 1378هـ الموافق 16 يناير 1959م على إثر عملية جراحية أجراها بمستشفى العجوزة، وبعد أن نجحت العملية أصيب بنزيف حاد وعندما اقترب أجله طلب ماء للوضوء ثم صلى ركعتي الفجر بسورة الرعد كلها. وبعد ذلك طلب من إخوانه أن ينقل إلى دار الجماعة حيث توفى بها، وقد نعاه رؤساء وعلماء من الدول الإسلامية والعربية، وحضر جنازته واشترك في تشيعها من أصحاب الفضيلة وزير الأوقاف والشيخ عبد الرحمن تاج، والشيخ محمد الحسن والشيخ محمد حسنين مخلوف، والشيخ محمد محي الدين عبد الحميد، والشيخ أحمد حسين، وجميع مشايخ كليات الأزهر وأساتذتها وعلمائها، وقضاة المحاكم.

    أبناؤه: الطاهر محمد الفقي، وسيد أحمد الفقي، ومحمد الطيب الفقي وهو الوحيد الذي عاش بعد وفاة والده.


    ثانيا : ((( موقف العلامة الأزهري محمد حامد الفقي من الوهابية )))

    ألف رحمه الله عزوجل كتابا في نصرة الدعوة السلفية وفي الثناء على الشيخ محمد بن عبدالوهاب والرد على المعارضين المناوئين أسماه
    ( أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها )


    ملخص الكتاب :


    ذكر رحمه الله عزوجل لقب الوهابية وأنه نسبة إلى الإمام المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ومن أين نشأ هذا اللقب ثم بين ما هو أهم ما خدم به الشيخ الناس ثم ذكر نبذة بسيطة من كلام الشيخ فيها الروح القوية والطريقة البسيطة وقد طلب من الطاعن في دعوة الشيخ أن يقرأ كتب شيخ الإسلام صغيرها وكبيرها وكتب أولاده وكتب العلماء الآخرين من النجديين وذكر أثر الدعايات السيئة ثم ترجم رحمه الله عزوجل للشيخ محمد بن عبدالوهاب وذكر نشأته وطلبه للعلم وطريقته في الدعوة ومنهجه وذكر ما واجهه الشيخ في بداية دعوته من صعوبات ثم ذكر أثر آل سعود في خدمة الإسلام وإحياء السنة وذكر حال الحجاز في العهد السعودي وقبله وبعده ثم ختم الكلام بالثناء على الملك عبدالعزيز



    قال رحمه الله في ص 29


    ( الوهابية نسبة إلى الإمام المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب مجدد القرن الثاني عشر .....)



    وقال في ص30

    (.....وإنما كان عمله وجهاده ( أى الشيخ محمد بن عبدالوهاب ) لإحياء العمل بالدين الصحيح وإرجاع الناس إلى ما قرره القرآن في توحيد الإلهية والعبادة لله وحده ......)


    وقال في ص 31

    ( وكان من أهم ما خدم به الشيخ ابن عبدالوهاب الناس أن رفع عن قلوبهم غشاوة الجهل وكابوس التقليد الأعمى لكل ناعق على غير هدى ولا بصيرة )


    وقال في ص 32

    ( فحارب الأمية بكل ما استطاع من قوة وكان يلزم كل أتباعه تعلم القراءة والكتابة مهما كانت سنه ومهما كانت منزلته حتى كان الأمراء يقرؤن مثل بقية الناس فصار منهم العلماء المدرسون كالإمام سعود الكبير فإنه كان له درس يلقيه في التوحيد فوق أعمال الإمارة )


    ووصف الملك عبدالعزيز في ص 128 بأنه صقر الجزيرة وبطل الإسلام


    ويتضح موقفه كذلك من الوهابية من تأسيسه لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر وهى لسان الوهابية وكان لها الأثر الكبير في نشر الدعوة الوهابية ونشر كتب أئمة الدعوة النجدية كما قام رحمه الله بتحقيق بعض كتب الوهابية كفتح المجيد وطبع في مطبعة أنصار السنة المحمدية الكثير من كتب التوحيد والسنة .


    والحق فيه ما قاله شيخ المشايخ عبدالرحمن الوكيل

    ( لقد ظل إمام التوحيد (في العالم الإسلامي) والدنا الشيخ محمد حامد الفقي ـ رحمه الله ـ أكثر من أربعين عامًا مجاهدًا في سبيل الله. ظل يجالد قوى الشر الباغية في صبر، مارس الغلب على الخطوب واعتاد النصر على الأحداث، وإرادة تزلزل الدنيا حولها، وترجف الأرض من تحتها، فلا تميل عن قصد، ولا تجبن عن غاية، لم يكن يعرف في دعوته هذه الخوف من الناس، أو يلوذ به، إذ كان الخوف من الله آخذا بمجامع قلبه، كان يسمي كل شيء باسمه الذي هو له، فلا يُدهن في القول ولا يداجي ولا يبالي ولا يعرف المجاملة أبدًا في الحق أو الجهر به، إذ كان يسمي المجاملة نفاقًا ومداهنة، ويسمي السكوت عن قول الحق ذلا وجبنا ) .


    فرحمه الله عزوجل رحمة واسعة
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:42

    ((( موقف العالم الأزهري ذي الشهادة العالمية ( الدكتوراة ) يوسف بن عبدالله القرضاوي من الحركة الوهابية )))


    أولا : ترجمة الشيخ

    نشأته ومؤهلاته:

    ولد الدكتور/ يوسف القرضاوي في إحدى قرى جمهورية مصر العربية، قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، محافظة الغربية، وهي قرية عريقة دفن فيها آخر الصحابة موتاً بمصر، وهو عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي، كما نص الحافظ بن حجر وغيره، وكان مولد القرضاوي فيها في 9/9/1926م وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره.
    التحق بمعاهد الأزهر الشريف، فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية وكان دائما في الطليعة، وكان ترتيبه في الشهادة الثانوية الثاني على المملكة المصرية، رغم ظروف اعتقاله في تلك الفترة.
    ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة 52-1953م، وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم مائة وثمانون.
    ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم خمسمائة.
    وفي سنة 1958حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب.
    وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين.
    وفي سنة 1973م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، عن: "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية


    أعماله الرسمية:

    عمل الدكتور/ القرضاوي فترة بالخطابة والتدريس في المساجد، ثم أصبح مشرفاً على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف في مصر.
    ونقل بعد ذلك إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف للإشراف على مطبوعاتها والعمل بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد.
    وفي سنة 1961م أعير إلى دولة قطر، عميدا لمعهدها الديني الثانوي، فعمل على تطويره وإرسائه على أمتن القواعد، التي جمعت بين القديم النافع والحديث الصالح.
    وفي سنة 1973م أنشئت كليتا التربية للبنين والبنات نواة لجامعة قطر، فنقل إليها ليؤسس قسم الدراسات الإسلامية ويرأسه.
    وفي سنة 1977م تولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وظل عميداً لها إلى نهاية العام الجامعي 1989/1990م، كما أصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر، ولا يزال قائما بإدارته إلى اليوم.
    وقد أعير من دولة قطر إلى جمهورية الجزائر الشقيقة العام الدراسي 1990/1991م ليترأس المجالس العلمية لجامعتها ومعاهدها الإسلامية العليا، ثم عاد إلى عمله في قطر مديرا لمركز بحوث السنة والسيرة.
    حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ.
    كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ.
    كما حصل على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م.
    كما حصل على جائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي لعام 1997م.



    ثانيا : ((( موقف الدكتور الأزهري يوسف بن عبدالله القرضاوي من الحركة الوهابية )))

    قال الشيخ الدكتور يوسف بن القرضاوي الأزهري في كتابه (فقه الأولويات ) عن الإمام محمد ابن عبد الوهاب :

    ( فالإمام محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية كانت الأولوية عنده للعقيدة، لحماية حمى التوحيد من الشركيات والخرافيات التي لوثت نبعه، وكدرت صفاءه، وألف في ذلك كتبه ورسائله، وقام بحملاته الدعوية والعملية في هدم مظاهر الشرك". )

    والكتاب مطبوع بمكتبة وهبة بالقاهرة وموجود على موقع الشيخ للمراجعة

    وقد وصف القرضاوي زعيم الوهابية بشيخ الإسلام في كتابه حقيقة التوحيد


    حيث قال :
    ( ألا يتخذ غير الله ولياً يحبه كحب الله ، قال تعالى: ( قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السموات والأرض ) ؟ .
    وقال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حباً لله ).
    إلى أن قال تعالى في شأنهم : ( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ، وما هم بخارجين من النار ) .

    والمعنى : أنهم يحبون أندادهم وأولياءهم حباً ممتزجاً بالخضوع والخوف والتعظيم الذي لا يجوز أن يكون إلا لله .

    وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب :
    ذكر أنهم يحبون أندادهم كحب الله ، فدل على أنهم يحبون الله حباً عظيماً ولم يدخلهم في الإسلام ، فكيف بمن أحب الند أكبر من حب الله ؟ وكيف بمن أحب الند وحده ولم يحب الله ؟؟ )


    قال الدكتور يوسف القرضاوي الأزهري واصفا محمد بن عبدالوهاب بأنه مجدد في الدين في كتابه :
    (الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي تحت عنوان حركات التجديد والدعوة وأثرها في الصحوة - دار الصحوة للنشر والتوزيع- القاهر - ص 32 ):


    ( أن الصحوة المعاصرة التي نشهد آثارها ومظاهرها اليوم ، لم توجد من فراغ ، ولا ولدت دفعة واحدة ، ولا كانت " نباتاً شيطانياً " ظهر وحده ، بغير زراع ولا راع كما تصور بعض الناس .
    إن هذه الصحوة امتداد وتجديد لحركات إسلامية ، ومدارس فكرية وعملية ، قامت من قبل ، انقرض بعضها ولا زال بعضها قائماً بصورة ، أو بأخرى حتى اليوم ، حركات قام عليها رجال صادقون ، حاول كل منهم أن يجدد الدين ، أو يحيى الأمة ، في بقعة معينة أو أكثر من بقعة من أرض الإسلام ، أو في جانب معين أو أكثر من جانب من جوانب الحياة ، في الاعتقاد أو الفكر أو السلوك .
    يذكر التاريخ منهم مجدد الجزيرة العربية باعث الدعوة السلفية ، خريج المدرسة الحنبلية الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت 1206 هـ /1792 م) الذي قامت على أساس دعوته الدولة السعودية . )


    ((( موافقة فتاوى القرضاوي الأزهري لفتاوى الوهابين )))

    قال الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه حقيقة التوحيد ص 44- 46 في تحريم الإستغاثة

    ( من الشرك الأكبر الخفي : الدعاء والاستعانة بالموتى :

    ومن الشرك الأكبرنوع خفي ، يخفي على كثير من الناس ومنه دعاء الموتى و المقبورين من أصحاب الأضرحةوالمقامات ، والاستعانة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم من شفاء المرضى وتفريج الكربات، وإغاثة الملهوف ، والنصر على العدو ، مما لا يقدر عليه إلا الله ، واعتقاداتهمبأنهم يضرون وينفعون . وهذا أصل شرك العالم ، كما قال ابن القيم.


    وسبب خفاء هذاالشرك أمران :
    -1أن الناس لا يسمون هذا الدعاء والاستعانة والاستغاثةبأصحاب القبور عبادة ، ويظنون أن العبادة إنما تنحصر في الركوع والسجود والصلاةوالصيام ونحوها .

    والحقيقة أن روحالعبادة – كما ذكرنا – هو الدعاء ، كما جاء في الحديث : (( الدعاء هو العبادة )).

    2 – أنهم يقولون : نحن لا نعتقد أن هؤلاء الأموات الذين ندعوهم ونستغيث بهم آلهة أو أرباب لنا ، بل نعتقد أنهم مخلوقون مثلنا . ولكنهم وسائط بيننا وبين الله وشفعاء لنا عنده.

    وهذا من جهلهمبالله جل جلاله ، فقد حسبوه مثل الملوك الجبارين والحكام المستبدين ، لا يستطاعالوصول إليهم إلا بوسطاء وشفعاء .

    وهو نفس الوهم الذيسقط فيه المشركون قديما ً ، وحين قالوا عن آلهتهم وأصنامهم : (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) ، ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤناعند الله) .


    ولم يعتقدوا يوماًأن آلهتهم وأصنامهم تخلق أو ترزق أو تحيى أو تميت ، كما قال تعالى : (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم).

    ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرجالحي من الميت ويخرج من الحي ومن يدبر الأمر ، فسيقولون الله ، فقل أفلا تتقون).


    ومع هذا الاعتقادفي الله تعالى ، أنه خالق السموات والأرض ، وأنه الرزاق المدبر المحيى المميت ..والاعتقاد في الأصنام .. أنها مجرد وسائط وشفعاء لهم عند الله .. مع هذا كله رماهمالقرآن بالشرك ، وسماهم المشركين ، وأمر بقتالهم حتى يتوبوا من الشرك ويقولوا : ((لا إله إلا الله )) فمن قالها فقد عصم دمه وماله إلا بحق الإسلام.

    إن الله تعالى غنيعن الوسائط والشفعاء ، وهو أقرب إلى عبده من حبل الوريد ، كما قال تعالى : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب).

    (وقال ربكم ادعونيأستجب لكم.)

    وبابه تعالى مفتوحلكل من أراد الدخول ، ليس عليه حاجب ولا بواب .

    ثم قال ص 67 - 74:
    الإسلام يسد المنافذ إلى الشرك

    لقد جاء الإسلامبالتوحيد الخالص ، وحارب الشرك أكبره وأصغره ، وحذر منه أشد التحذير ، واتخذ لذلكوسائل شتى ، أبرزها سد كل المنافذ التي تهب منها ريح الشرك.

    من هذه المنافذ مايأتي :

    • الغلو في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم:

    نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في تعظيمه ومدحه فقال : (( لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله ))( متفق عليه ) .


    والقرآن الكريم أثنى عليه صلى الله عليه وسلم بالعبودية لله في أشرفالمقامات ، تأكيداً لهذا المعنى كقوله تعالى : (الحمد للهالذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً)،وقوله (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً) ، وقوله : (فأوحى إلى عبده ما أوحى) .


    وكانصلوات الله عليهإذا رأى أو سمع ما يؤدي إلى الغلو في شخصه ،زجر من قال ذلك أو فعله ، ونبهه إلى الحق والسداد .


    روى أبو داوود بسندجيد عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال : انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمف قلنا : أنت سيدنا .. قال: ((السيد الله تبارك وتعالى )) .


    وعن أنس أن أناساًقالوا : يا رسول الله ، يا خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، فقال : (( ياأيها الناس ، قولوا بقولكم ، ولا يستهوينكم الشيطان .. أنا محمد عبد الله ورسوله .وما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل )) (( رواه النسائي بسندجيد ) .


    ولما قال له رجل :ما شاء الله وشئت قال : (( أجعلتني لله نداً ؟ قل : ما شاء الله وحده )) . ( رواهالنسائي ) .


    • الغلو في الصالحين :


    ومما نهى عنهالإسلام وحذر منه ، الغلو في شأن الصالحين .


    فقد غلا قوم في شأن المسيح حتى جعلوه أبناً لله ، أو ثالث ثلاثة ، وقال بعضهم : إن الله هو المسيح ابن مريم .


    وغلا قوم فيأحبارهم ورهبانهم فاتخذوهم أرباباً من دون الله ، من هنا حذر الله من غلو أهل الكتاب وشنع عليهم في ذلك فقال : (يا أهل الكتاب لا تغلوا فيدينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) ، ( قل يا أهلالكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلواكثيراً وضلوا عن سواء السبيل).


    وأول شرك وقع فيالأرض – هو شرك قوم نوح – كان سببه الغلو في الصالحين . جاء في صحيح البخاري عن ابنعباس في الحديث عن آلهتهم (( ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر)) قال : (( هذه أسماء رجالصالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهمالتي كانوا فيها أنصاباً ، وسموها بأسمائهم . ففعلوا ..ولم تعبد ، حتى إذا هلكأولئك ونسي العلم ، عبدت )) .


    وقال بعض السلف :لما ماتوا علقوا على قبورهم ، ثم صوروا تماثليهم ، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.


    ومن هنا نعلم أنغلو بعض المسلمين فيمن يعتقدون صلاحهم وولايتهم الله ، وبخاصة أصحاب الأضرحةوالمزارات – يؤدي إلى أنواع من الشرك ، كالنذر لهم والذبح لهم والاستعانةبهم والإقسام بهم على الله ونحو ذلك ، وقد يفضي بهمالغلو إلى الشرك الأكبروهو اعتقاد أن لهم سلطة وتأثيراً فيالوجود، وراء الأسباب والسنن الكونية ، فيدعون من دون الله أو مع الله ،وهذا هو الإثم العظيم والضلال البعيد )

    وهذا كلام القرضاوي الأزهري يوافق فيه كلام الوهابيين
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:43

    وله فتوى حفظه ربي عن الصوفية حيث وجه إليه هذا السؤال :

    ما حقيقة الصوفية والتصوف ؟ وما موقف الإسلام منه ؟ نسمع أن من الصوفيين من خدم الإسلام بالعلم والعمل . ونسمع أن منهم من هدم الإسلام بالبدع والضلالات . فما الفرق بين هؤلاء وأولئك ؟


    فأجاب حفظه الله بهذا الجواب :


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    التصوف: اتجاه يوجد في كل الأديان تقريبًا . . اتجاه إلى التعمق في الجانب الروحاني، وزيادة الاهتمام به.
    يوجد هذا في بعض الأديان أكثر منه في أديان أخرى.
    في الهند . . هناك فقراء الهنود، يهتمون بالناحية الروحية اهتماما بالغًا، ويجنحون إلى تعذيب الجسد من أجل ترقية الروح وتصفيتها بزعمهم.
    وكذلك في المسيحية . ولا سيما في نظام الرهبانية.
    وفي فارس، كان هناك مذهب ماني.
    وعند اليونان ظهر مذهب الرواقيين.
    وفي بلاد أخرى كثيرة، ظهرت النزعات الروحية المتطرفة، على حساب الناحية الجسدية أو المادية.
    والإسلام حينما جاء، جاء بالتوازن بين الحياة الروحية والحياة الجسدية والحياة العقلية.

    فالإنسان - كما يتصوره الإسلام - جسم وعقل وروح . ولابد للمسلم أن يعطي كل جانب من هذه الجوانب حقه.
    وحينما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من أصحابه من يغالي في ناحية من النواحي زجره، كما حدث لعبد الله بن عمرو بن العاص، فقد كان يصوم ولا يفطر، ويقوم فلا ينام، وترك امرأته وواجباته الزوجية . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يا عبد الله إن لعينك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لبدنك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه ".

    وحينما ذهب فريق من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون أزواجه عن عبادته، فكأنهم تقالوها، فقال بعضهم لبعض " وأين نحن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثاني: وأنا أقوم الليل فلا أنام، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج . فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - مقالتهم فجمعهم وخطب فيهم وقال: " أما إني أعلمكم بالله وأخشاكم له، ولكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء . فمن رغب عن سنتي فليس مني ".

    فمن هنا جاء الإسلام بالتوازن في الحياة، يعطي كل ناحية حقها، ولكن الصوفية ظهروا في وقت غلب على المسلمين فيه الجانب المادي والجانب العقلي.
    الجانب المادي، نتج عن الترف الذي أغرق بعض الطبقات، بعد اتساع الفتوحات، وكثرة الأموال، وازدهار الحياة الاقتصادية، مما أورثت غلوا في الجانب المادي . مصحوبًا بغلو آخر في الجانب العقلي، أصبح الإيمان عبارة عن " فلسفة " و" علم كلام " " وجدل "، لا يشبع للإنسان نهمًا روحيًا، حتى الفقه أصبح إنما يعني بظاهر الدين لا بباطنه، وبأعمال الجوارح . لا بأعمال القلوب وبمادة العبادات لا بروحها.

    ومن هنا ظهر هؤلاء الصوفية ليسدوا ذلك الفراغ، الذي لم يستطع أن يشغله المتكلمون ولا أن يملأه الفقهاء، وصار لدى كثير من الناس جوع روحي، فلم يشبع هذا الجوع إلا الصوفية الذين عنوا بتطهير الباطن قبل الظاهر، وبعلاج أمراض النفوس، وإعطاء الأولية لأعمال القلوب وشغلوا أنفسهم بالتربية الروحية والأخلاقية، وصرفوا إليها جل تفكيرهم واهتمامهم ونشاطهم . حتى قال بعضهم: التصوف هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف.

    وكان أوائل الصوفية ملتزمين بالكتاب والسنة، وقافين عند حدود الشرع، مطاردين للبدع والانحرافات في الفكر والسلوك.
    ولقد دخل على أيدي الصوفية المتبعين كثير من الناس في الإسلام وتاب على أيديهم أعداد لا تحصى من العصاة وخلفوا وراءهم ثروة من المعارف والتجارب الروحية لا ينكرها إلا مكابر، أو متعصب عليهم.

    غير أن كثيرًا منهم غلوا في هذا الجانب، وانحرفوا عن الطريق السوي، وعرفت عن بعضهم أفكار غير إسلامية، كقولهم بالحقيقة والشريعة، فمن نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم، ومن نظر إليهم بعين الحقيقة عذرهم . وكان لهم كلام في أن الأذواق والمواجيد تعتبر مصدرًا من مصادر الحكم . . أي أن الإنسان يرجع في الحكم إلى ذوقه ووجدانه وقلبه . . وكان بعضهم يعيب على المحدّثين، لأنهم يقولون: حدثنا فلان قال وحدثنا فلان . . . ويقول الصوفي: حدثني قلبي عن ربي . ..
    أو يقول: إنكم تأخذون علمكم ميتًا عن ميت، ونحن نأخذ علمنا عن الحي الذي لا يموت . . أي أنه متصل - بزعمه - بالسماء مباشرة.

    فهذا النوع من الغلو، ومثله الغلو في الناحية التربوية غلوا يضعف شخصية المريد كقولهم: إن المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله، ومن قال لشيخه: لم ؟ لا يفلح . ومن اعترض " انطرد ".
    هذه الاتجاهات قتلت نفسيات كثير من أبناء المسلمين، فسرت فيهم روح جبرية سلبية كاعتقادهم القائل: أقام العباد فيما أراد . . . دع الملك للمالك، واترك الخلق للخالق ..
    يعني بذلك أن يكون موقفه سلبيًا أمام الانحراف والفساد وأمام الظلم والاستبداد، وهذا أيضًا من الغلو والانحرافات التي ظهرت عند الصوفية.

    ولكن كثيرًا من أهل السنة والسلف قوّم علوم الصوفية، بالكتاب، والسنة، كما نبه على ذلك المحققون منهم، ووجدنا رجلاً كابن القيم يزن علوم القوم بهذا الميزان الذي لا يختل ولا يجور، ميزان الكتاب والسنة . فكتب عن التصوف كتابًا قيمًا، هو كتاب: " مدارج السالكين إلى منازل السائرين " . ومدارج السالكين هذا عبارة عن شرح لرسالة صوفية صغيرة اسمها " منازل السائرين إلى مقامات: إياك نعبد وإياك نستعين " لشيخ الإسلام إسماعيل الهروي الحنبلي.

    هذا الكتاب من ثلاثة مجلدات، يرجع فيه إلى الكتاب والسنة، ونستطيع أن نقرأه ونستفيد منه باطمئنان كبير ..
    والحقيقة أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويترك، والحكم هو النص المعصوم من كتاب الله ومن سنة رسوله.
    فنستطيع أن نأخذ من الصوفية الجوانب المشرقة، كجانب الطاعة لله . وجانب محبة الناس بعضهم لبعض، ومعرفة عيوب النفس، ومداخل الشيطان، وعلاجها، واهتمامهم بما يرقق القلوب، ويذكر بالآخرة.

    نستطيع أن نعرف عن هذا الكثير عن طريق بعض الصوفية كالإمام الغزالي مع الحذر من شطحاتهم، وانحرافاتهم، وغلوائهم، ووزن ذلك بالكتاب والسنة، وهذا لا يقدر عليه إلا أهل العلم وأهل المعرفة.
    ولهذا أنصح الرجل العادي بأن يرجع في معارفه إلى المسلمين العلماء السلفيين المعتدلين الذين يرجعون في كل ما يقولون إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. والله أعلم

    وهذه الفتوى منقولة من موقع ( إسلام أون لاين . نت ) بتاريخ

    20/ 11/ 2001


    وله فتوى في تحريم بناء المساجد على القبور حيث وجه إليه هذا السؤال :

    هل يجوز بناء المساجد على القبور؟ ؟


    فأجاب حفظه الله قائلا :

    بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:-

    لا يجوز بناء المساجد على القبور، وإذا بني المسجد على القبور وجب هدمه، وإذا بنيت القبور بالمساجد وجب هدم القبور، فالمتأخر منهما يجب هدمه، ولا يجمع بينهما لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ولنهيه عن الصلاة في المساجد التي بها قبور.

    يقول الدكتور يوسف القرضاوي:-
    من الضوابط الشرعية المهمة: ألا يُبنى المسجد على قبر، وخصوصًا قبور الأنبياء والصالحين.
    فقد نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهيًا جازمًا عن اتخاذ القبور مساجد، ولَعَنَ أهل الكتاب الذين صَنَعوا ذلك، ونَهَى عن ذلك وهو في سياق الموت.
    رَوى عنه أبو هريرة قال: "قَاتَل اللهُ اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (متفق عليه. اللؤلؤ والمرجان فيما تفق الشيخان "307").
    وروى عنه ابن عباس وعائشة قالا: "لما نَزل (أي الموت) برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طَفِق يَطرَح خَمِيصَةً على وجهه، فإذا اغتَمَّ بها كَشَفَها عن وجهه، فقال وهو كذلك: "لعنةُ اللهِ على اليهود والنصارى، اتَّخَذُوا قبور أنبيائهم مساجد" يُحذِّر مما صَنعوا (متفق عليه: اللؤلؤ والمرجان (308).
    وقد اعتُرِض بأن النصارى ليس لهم إلا نبي واحد، وهو عيسى ـ عليه السلام ـ، وأُجيب بجوابين:
    الأول: أن لهم أنبياء غيرُ مرسلين كالحواريين وغيرهم.
    الثاني: أن المُراد بالاتخاذ: أعَمُّ من أن يكون ابتداعًا أو اتِّباعًا، فاليهود ابتَدعتْ، والنصارى اتَّبعتْ، ولا رَيبَ أنَّ النصارى تُعظِّم قبور كثير من الأنبياء الذين يُعظِّمهم اليهود .

    وإنما حَرَّمَ الإسلام اتخاذ القبور مساجد؛ حماية لحِمَى التوحيد أنْ تَشُوبَه أدنى شائبة من الشرك، كما هي سنة الإسلام في سَدِّ المنافذ التي يُحتَمَل أن تَهُبَّ منها رِيحُ الشِّرْك.

    وقال ابن القيم رحمه الله:
    "مَن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفَهِمَ عن رسول الله مقاصدَه، جَزَم جَزمًا لا يَحتمِل النقيض: أنَّ هذه المبالغة واللَّعن والنهي، ليس لأجل النجاسة، (يعني: نجاسة القبر) بل هو لأجل نجاسة الشِّرْك اللاحقة لمن عصاه.. صيانة لحِمَى التوحيد أن يَلْحَقَه الشرك ويَغْشَاه.

    قال في (فتح المجيد):
    وممن عَلَّل بِخَوف الفتنة بالشرك: الإمام الشافعي، وأبو بكر الأثرم، وأبو محمد المقدسي، وشيخ الإسلام (ابن تيمية) وغيرهم، رحمهم الله، وهو الحق الذي لا ريب فيه (فتح المجيد شرح التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ بتحقيق محمد حامد الفقي ص 238).

    قال شيخ الإسلام:
    وأما بناء المساجد على القبور، فقد صَرَّح عامة الطوائف بالنهي عنه متابعةً للأحاديث الصحيحة، وصرح أصحابنا (يَعني: الحنابلة) وغيرهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريمه، وقال: وهذه المساجد المَبنيَّة على قبور الأنبياء والصالحين أو المُلوك وغيرهم: يَتعيَّن إزالتُها بهَدْم أو غيره، هذا مما لا أَعلم فيه خلافًا بين العلماء المَعروفين (المصدر السابق: ص240).
    وإذا كان المسجد بُني على القبر يَجب إزالته كما قال العلماء، وخصوصًا إذا كان المسجد هو الطارئ على القبر، بخلاف العكس فإنَّ القبر هو الذي يَجبُ أن يُزال.
    فمن الأولى والأوجب عند بناء المسجد أن يَبتعِد عن القبر، حتى لا يُصلِّي المسلم عليه ولا إليه، فقد نُهينا أن نُصلِّي إلى القبور أو عليها، ولا تكون هناك أي مشابهة لأهل الكتاب وغيرهم ممن اتخذوا القبور مساجد.

    أما إذا كانت المقبرة قديمة، فيمكن الانتفاع بها، وخصوصًا إذا كانت لغير المسلمين فقد جاء في الصحيح أن المكان الذي بني فيه مَسجِد الرسول كان فيه قبور للمشركين، وأُزيل ما كان فيها من بقايا عظام.

    وقد اختَلف الفقهاء فيما بينهم حول المدة التي يمكن الانتفاع بعدها بالمقبرة القديمة، والمقابر تَمْتَدُّ وتتَّسِعُ، ولا يمكن الناس ـ ولا سيما في عصر تَكاثُر السكان ـ أن يَستغنُوا عن هذه الأراضي القريبة من المدينة أو الواقعة في قلبها؛ لأنها كانت مقبرة في سالف الأزمان وغابر القرون، ولا سيما في البلاد التي لا تَتَمَتَّع بمساحات واسعة، فالضرورات أو الحاجات تَفرِض الانتفاع بالمقابر التي تَرَك الناس الدَّفْن بها من أزمنة طويلة، وقد قال الشاعر:
    صاحِ هذي قبورنا تَملأ الرَّحْب فأين القبور مِن عَهْد عاد؟
    خَفِّفِ الوَطءْ، ما أظن أديم الأرض إلا مِن هذه الأجساد
    سِرْ إنِ استطعتَ في الهواء رويدًا لا اختيالاً على رُفات العباد
    تَصيح بنا وإن قَدُم العهد هوان الآباء والأجداد

    ولكنا لا نستطيع أن نُقِيم الأحكام الشرعية على الشِّعْر، فكيف نقيم مساجدنا إذن إذا كان أديم الأرض التي نَمشِي عليها من أجساد أجدادنا القُدامى!. والله أعلم

    وهى منقولة من موقع ( إسلام أون لاين .نت ) والفتوى بتاريخ 19/06/2003

    [
    http://www.islamonline.net/servlet/Satellite ]

    وله فتوى عن الخضر وهاك نص السؤال والفتوى :


    نص السؤال: من هو الخضر ؟ وهل هو نبي أو ولي ؟ وهل هو حي إلى اليوم - كما يقول كثير من الناس وإن بعض الصالحين قد رآه أو اجتمع به . وإذا كان حيًا فأين يقيم، ولماذا لا يظهر ويفيد الناس بعلمه وخاصة في هذا الزمان ؟ أرجو البيان الشافي.
    نص الإجابة:
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    الخضر هو العبد الصالح الذي ذكره الله تعالى في سورة الكهف حيث رافقه سيدنا موسى عليه السلام وتعلم منه.
    اشترط عليه أن يصبر، فأجابه إلى ذلك، فقال له: وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا، وظل معه، وهو عبد آتاه الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه علمًا، ومشى معه في الطريق ورآه قد خرق السفينة فقال: أخرقتها لتغرق أهلها ؟ ... إلى آخر ما ذكره الله عنه في سورة الكهف.
    وكان موسى يتعجب من فعله، حتى فسّر له أسباب هذه الأمور وقال له في آخر الكلام: (وما فعلته عن أمري، ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرًا) (الكهف: 82) يعني ما فعلت ذلك عن أمري، وإنما عن أمر الله تعالى.
    بعض الناس يقولون عن الخضر: إنه عاش بعد موسى إلى زمن عيسى ثم زمن محمد عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين وأنه عائش الآن وسيعيش إلى يوم القيامة . وتنسج حوله القصص والروايات والأساطير بأنه قابل فلانًا، وألبس فلانًا خرقة، وأعطى فلانًا عهدًا ... إلى آخر ما يقصون وينسجون من أقاويل ما أنزل الله بها من سلطان.
    ليس هناك دليل قط على أن الخضر حي أو موجود - كما يزعم الزاعمون - بل على العكس، هناك أدلة من القرآن والسنة والمعقول وإجماع المحققين من الأمة على أن الخضر ليس حيًا.
    وأكتفي بأن أنقل فقرات من كتاب " المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف " للمحقق ابن القيم ، يذكر في هذا الكتاب رحمه الله ضوابط للحديث الموضوع الذي لا يقبل في الدين، ومن هذه الضوابط " الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته، وكلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد . فحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في المسجد، فسمع كلامًا من ورائه، فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر. وحديث: يلتقي الخضر ولياس كل عام وحديث: يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر.

    وسئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق، فقال: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان.
    وسئل الإمام البخاري عن الخضر والياس هل هما أحياء ؟ فقال: كيف يكون هذا ؟ وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد " (رواه الشيخان) . وسئل عن ذلك كثير غيرهما من الأئمة فقالوا - مستدلين بالقرآن -: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد، أفإن مت فهم الخالدون) ؟ (الأنبياء: 34).
    وسئل عنه شيخ السلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ، فقال:"لو كان الخضر حيًا لوجب عليه أن يأتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويجاهد بين يديه ويتعلم منه، وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم بدر: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض" وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم،فأين كان الخضر حينئذ؟
    فالقرآن ،والسنة، وكلام المحققين من علماء الأمة ينفي حياة الخضر كما يقولون.
    القرآن يقول: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون)
    فالخضر إن كان بشرًا فلن يكون خالدًا، حيث ينفي ذلك القرآن الكريم والسنة المطهرة؛فإنه لو كان موجودًا لجاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقد قال عليه الصلاة والسلام:"والله لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني" (رواه أحمد عن جابر بن عبد الله)
    فإن كان الخضر نبيًا، فليس هو بأفضل من موسى، وإن كان وليًا فليس أفضل من أبي بكر.
    وما الحكمة في أن يبقى طيلة هذه المدة - كما يزعم الزاعمون - في الفلوات والقفار والجبال ؟ ما الفائدة من هذا ؟ ليس هناك فائدة شرعية ولا عقلية من وراء هذا . إنما يميل الناس دائمًا إلى الغرائب والعجائب والقصص والأساطير، ويصورونها تصويرًا من عند أنفسهم ومن صنع خيالهم، ثم يضفون عليها ثوبًا دينيًا، ويروج هذا بين بعض السذج، ويزعمون هذا من دينهم، ولكن ليس هذا من الدين في شيء ... والحكايات التي تحكي عن الخضر إنما هي مخترعات ما أنزل الله بها من سلطان.
    أما السؤال حول: هل هو نبي أو ولي ؟ فالعلماء قد اختلفوا في ذلك، ولعل الأظهر أنه نبي كما يبدو من الآية الكريمة التي تلوناها من سورة الكهف ... (وما فعلته عن أمري) فهي دليل على أنه فعل ذلك عن أمر الله، ومن وحيه لا من عند نفسه . فالأرجح أنه نبي وليس مجرد ولي.
    والله أعلم


    نقلاً عن موقع إسلام أون لاين. نت


    وله كذلك فتوى صوتية عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي موجودة على موقعه وموقع إسلام أون لاين ولم أستقص جميع أقواله في هذا المقال لقلة الوقت

    وقد استقصيت جميع فتاوى الأزهريين في رسالتي ( موافقة قتاوى الأزهريين لفتاوى الوهابيين )

    تنبيه :

    للشيخ القرضاوى آراء تخالف منهج أهل السنة عفا الله عنا وعنه وإنما بينت موقفه فقط من الحركة الوهابية لكونه أزهرييا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:44

    موقف الشيخ العلامة المتفنن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ من الحركة الوهابية موقف الشيخ العلامة المتفنن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ من الحركة الوهابية )))



    أولا : ترجمة الشيخ


    هو الشيخ الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي الأزهري الحنبلي رحمهم الله بمنه وكرمه. مولده:

    ولد سنة 1225هـ في بلدة العلم والعلماء : الدرعية.

    حياته:

    انتقل الشيخ عبد اللطيف مع والده إلى مصر, بعد خراب الدرعية, وكان عمره قرابة الثمان سنوات ونشأ بمصر وتزوج بها, وتمكن من الاشتغال بطلب العلم, والتزود منه, ثم بعد ذلك خرج إلى نجد وذلك في سنة 1264هـ, وقدم مدينة الرياض واستقر فيها بضعة أشهر درس فيها بعض الدروس, ثم انتقل بعد ذلك إلى الأحساء معلما وداعيا, ومكث فيها فترة من الزمن, ثم عاد إلى الرياض مرة أخرى.

    شيوخه:

    مكث الشيخ – رحمه الله –في مصر مدة من الزمن, درس فيها على عدد من المشايخ فمنهم:

    1 – والده الإمام العلامة عبد الرحمن بن حسن.
    2 - والشيخ عبد الرحمن بن الشيخ الإمام عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
    3- الشيخ علي بن محمد بن عبدالوهاب
    4- عمه الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبدالوهاب
    5- الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل الشيخ
    6- أحمد بن حسن الأحسائي
    7- الشيخ إبراهيم الباجوري
    8- الشيخ مصطفى البولاقي الأزهري
    9- الشيخ حسن القويسني وغيرهم


    تلاميذه:

    تتلمذ على يد الشيخ عدد من التلاميذ منهم:

    1 - تلميذه الشيخ العلامة "حسان السنة" الشيخ سليمان بن سحمان.
    2 – وابنه العلامة الشيخ عبد الله.
    3 – وأخوه الشيخ إسحاق, وغيرهم.

    وفاته:

    توفي – رحمه الله – في مدينة الرياض في اليوم الرابع عشر من شهر ذي القعدة سنة 1293هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى.

    __________________

    (( موقف الشيخ العلامة المتفنن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ من الحركة الوهابية )))


    رد الشيخ رحمه الله عزوجل على الكثير من الطاعنين في دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب ومن ذلك

    1_ مصباح الظلام في الردّ على من كذب على الشيخ الإمام ونسبه إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام وهو رد على عثمان بن منصور في كتابه (جلاء الغمة عن تكفير الأمة )

    2- منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داوود بن جرجيس لكنه لم يتمه فأتمه محمود شكري الآلوسي بكتاب أسماه فتح المنان تتمة منهاج التأسيس رد صلح الإخوان

    3- تحفة الطالب والجليس في الرد على ابن جرجيس


    4- فتح الملك الوهاب في رد شبه المرتاب

    5- البراهين الإسلامية في رد الشبه الفارسية

    6- الإتحاف في الرد على الصحاف

    وغير ذلك وكلها تبين بوضوح موقفه من الحركة الوهابية فرحمه الله عزوجل
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:49

    (( موقف العالم الأزهري محمد الغزالي من الحركة الوهابية ))


    أولا : ترجمة الشيخ :

    ولد الشيخ محمد الغزالي أحمد السقا في 5 ذي الحجة سنة 1335هـجرية, الموافق 22 من سبتمبر 1917 ميلادية, في قرية “نكلا العنب” التابعة لمحافظة البحيرة بمصر, وسمّاه والده بـ”محمد الغزالي” تيمنًا بالعالم الكبير أبو حامد الغزالي المتوفي في جمادى الاخرة 505 هـ .


    النشأة:

    نشأ في أسرة كريمة مؤمنة, وله خمس اخوة, فأتم حفظ القرآن بكتّاب القرية في العاشرة, ويقول الإمام محمد الغزالي عن نفسه وقتئذ: “كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة”.
    والتحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الإبتدائي وظل بالمعهد حتى حصل منه على شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية الأزهرية, ثم إنتقل بعد ذلك إلى القاهرة سنة (1356هـ الموافق 1937م) والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف, وبدأت كتاباته في مجلة (الإخوان المسلمين) أثناء دراسته بالسنة الثالثة في الكلية, بعد تعرفه على الشيخ حسن البنّا مؤسس الجماعة, وظل الإمام يشجعه على الكتابة حتى تخرّج بعد أربع سنوات في سنة (1360هـ = 1941م) وتخصص بعدها في الدعوة والإرشاد حتى حصل على درجة العالمية سنة (1362هـ = 1943م) وعمره ست وعشرون سنة, وبدأت بعدها رحلته في الدعوة من خلال مساجد القاهرة, وقد تلقى الشيخ العلم عن الشيخ عبد العظيم الزرقاني, والشيخ محمود شلتوت, والشيخ محمد أبو زهرة والدكتور محمد يوسف موسى وغيرهم من علماء الأزهر الشريف.


    إنضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وتأثر بمرشدها الاول حسن البنا.

    سافر إلى الجزائر في بداية الستينيات للتدريس في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ب قسنطينة,درس فيها رفقة العديد من العلماء الأجلاء كالشيخ يوسف القرضاوي و الشيخ البوطي حتى التسعينات من القرن الماضي .

    نال العديد من الجوائز والتكريم فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية عام 1989 م .


    وفاة الشيخ ودفنه بالبقيع

    توفي في 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الاسلام وتحديات العصر ودفن بالبقيع وكان قبلها صرح بأن امنيته أن يدفن في البقيع وتحقق له ما تمنى.

    ثانيا : موقف العالم الأزهري محمد الغزالي من الحركة الوهابية


    ثناء الشيخ على الدعوة الوهابية :


    قال الشيخ الأزهري محمد الغزالي رحمه الله في كتابه :
    (الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر –مكتبة وهبة – الطبعة الثالثة – 1410 هـ ص 52 ) :


    ( ومع أننا نعيب على العرب تقاعسهم في خدمة الثقافة الإسلامية الصحيحة إبّان هذه القرون الهامدة من الحكم التركي ، إلا أننا نذكر أن الحركة الوحيدة التي نهض بها العرب لإصلاح العقائد والعبادات ومحو ما شابها من زيغ وانحراف قاومتها الدولة بالسيف حتى أجهزت عليها . . نعني حركة الإصلاح التي قام بها محمد بن عبد الوهاب في جزيرة العرب ... )



    وقال الشيخ محمد الغزالي الأزهري رحمه الله في كتابه :
    ( مائة سؤال عن الإسلام ) -

    ( رفع محمد بن عبد الوهاب شعار التوحيد ، وحق له أن يفعل ! فقد وجد نفسه في بيئة تعبد القبور ، وتطلب من موتاها ما لا يطلب إلا من الله سبحانه ..
    وقد رأيت بعيني من يقبلون الأعتاب ويتمسحون بالأبواب ويجأرون بدعاء فلان أو فلان ، كي يفعل كذا وكذا ! ما هذا الزيغ ؟ ما الذي أنسى هؤلاء ربهم ؟ وصرفهم عن النطق باسمه والتعلق به ؟ وماذا يرجو العبيد من عبد مثلهم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ؟ إنه لو كان حيا ما ملك لهم شيئاً ، فكيف وهو ميت ؟ .. )


    وله فتاوى تطابق فتاوى الوهابيين ومنها :


    1_ فتوى الشيخ الغزالي في الحضرة الصوفية :

    نص السؤال:
    طائفة من العباد يجتمعون على ذكر الله بأسمائه الحسنى كلها أو بعضها، وقد يتمايلون أو يهتزون، فما حكم هذه العبادة؟

    الجواب:
    هذه بدعة قديمة استحدثها بعض أصحاب المشاعر المضطربة، وقد سماها بعض الصحافيين الأجانب "الرقص الديني" وهي تسمية يحس المسلم بالخزي إذا سمعها، لأنها تجعل الإسلام أشبه بالعبادات التي يمارسها الزنوج في أفريقية وهذه فتنة مزعجة، وإهانة شديدة للإسلام . .
    والغريب هو ظهورها من قديم! فقد سئل الحسن البصري عن هذه المجالس فنهـى عنهـا أشد النهي ! وقال: لم يكن ذلك من عمل الصحابة ولا التابعين، وكل ما لم يكن من عمل الصحابة ولا التابعين فليس من الدين – يقصد في شئون العبادات – وقد كان السلف حراصا على الخير وقافين عند حدود الله، وكانوا أحرص على الخير من هؤلاء، فنعلم أن ما تركوه ليس من الدين وقد قال تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم" . .
    قال الإمام مالك بن أنس تعقيباً على كلام الحسن البصري: "فما لم يكن يومئذ دينا لن يكون اليوم دينا، وإنما يعبد الله بما شرع، وهذا التجمع بالذكر والتمايل فيه لم يشرع قط فلا يصح أن يعبد الله به" . .
    وحكى عياض عن التنيسي قال: كنا عند مالك وأصحابه حوله، فجاء رجل من أهل "نصيبين" يقول: يا أبا عبد الله عندنا قوم من الصوفية يأكلون كثيرا، ثم يأخذون في إنشاد القصائد، ثم يقومون فيرقصون! فقال مالك: أصبيان هم؟ قال: لا ! قال: أمجانين هم؟ قال لا، قوم مشائخ يذكرون الله! قال مالك: ما سمعت أحدا من أهل الإسلام يفعل هذا؟ . .
    وقال أبو إسحاق الشاطبي: إن الاجتماع على ذكر الله بصوت واحد من البدع المحدثة التي لم تكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في عصر السلف، ولا عرفت قط في شريعة محمد وفي الحديث الصحيح " إنّ خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" . .
    الواقع أن هذا المسلك انحراف ديني مرفوض، ونحن هنا نتساءل: ما الذي حمل عليه، ودفع جماعة من العابدين إليه؟؟

    راجع ( مائة سؤال عن الإسلام صفحة ) : 366


    2_ فتوى عن الأوتاد والأبدال والأقطاب عند الصوفية المعاصرة , والرد على عبد الحليم محمود في احدى المسائل ومحمد زكي ابراهيم


    قال الشيخ الأزهري محمد الغزالي في كتابه " مائة سؤال عن الإسلام صفحة 415 بعد عرضه لكلام أحد الصوفية عن الأقطاب والأوتاد والنجباء يقول :

    ( قرأت هذا الوصف للكون وحركات عالمي الغيب والشهادة ثم تسائلت عن هذا للون من المعرفة: أهو مادي ألتمس أدلته من عالم
    الكون والحياة والطبيعة والكيمياء؟..
    وكان الجواب سريعا ً لا..فإن علماء الكون والحياة لا يقررون من هذا الكلام حرفا ً..
    أهو ديني نلتمس أدلته من الكتاب والسنة المطهرة ؟.
    وراجعت سور القرآن كلها , فلم أجد لهذا الكلام شاهدا ً , وأخذت أتذكر ما أعرف من السنن التي رواها البخاري ومسلم والترمذي وأبو داوود والنسائي وابن ماجة وابن حنبل ..إلخ,فلم أجد لهذا الكلام شاهدا ً..
    قلت هذا الكلام رأي فقهي يستنمد إلى أثر ضعيف عند الناس قوي عند صاحبه !.. إن هذه الآراء وجدت في علومنا , ألا ترى الأحناف يحكمون بقض وضوء من يقهقه في الصلاة اعتمادا ً على أثر أخذوا به . والشافعية يشترطون اربعين لصلاة الجمعة اعتمادا ً على حديث لين ؟. إن أصحاب المذاهب معروفون لدينا وقد يخطئهم غيرهم في هذه الآراء , وعلى كل حال فإن من ذهب إليها لا يتعصب لها ولا يظن أها الصواب الذي لا صواب وراءه , ولا يصفها بتاتا ًبأنها حقائق مستيقنة !.. لكن الأستاذ الكاتب – عفا الله عنه- لا يعتمد فيما كتب على مرويات قوية أو ضعيفة , ومع ذلك فهو يتهم من يعارضه بالجهل ويوصيه بإن يمسك جهله على نفسه وحدها , وإلا فهو يتهم من يعارضه بالجهل ويوصيه بأن يمسك جهله على نفسه وحدها , وإلا , فهوم سيقول هرطقة أو شقشقة , أو هنبقة أو فيهقة بأسم الدين المظلوم..هكذا يقول!..
    عجبا , هل إذا أنكرت اجتماع أهل الديوان من أصحاب الوظائف الغيبية , في مكة أو المينة أو القدس –قبل احتلالها أو بعده- أتعرض لهذه التهم؟..لماذا؟ شيء لم يقله الله ولا رسوله , بل شيء نجزم أن أصحاب رسول الله ماتوا وهم لا يعرفون شيءا ً , يعتبر إنكاره هرطقة وهنبقة ؟لماذا؟
    هل لأي إنسان يقوم الليل ويصوم النهار أن يقول لجماهير المسلمين كلاما لا يعرفونه في مراجع دينهم , ويلزمهم بإعتناقه ؟ والا فهم جهال؟..
    ذاك ما نفرضه جملة وتفصيلا ..
    بل إن الذي نوصي الجماهير به أن يعضوا على كتاب الله وسنة رسوله .. وأن يحكموا ما عداه إلى ما ورد وثبت .. فمن أتى لهم بشيء من عند نفسه ردوا عليه..
    وليس للخواطر أو الإلهامات أو الرؤى أو الخيالات أي موقع من مصادر التشريع .
    لقد قرر علم الفلك حقائق معروفة عن حركات الأرض حول نفسها وحول الشمس,
    فإذا جاء رجل يحلف أنه لا خلاف بيننا على أن الله يؤتي فضله من يشاء , وأنه فضل بعض النبيين على بعض , وبعض الأمكنة والأزمنة على بعض .. إلخ..
    لكن من أين تعرف هذه التفصيلات ومداها ؟..
    الذي نقرره قاطعين أن الشارع وحده مصدر هذه المعرفة..
    ونحن من الكتاب والسنة نعرف أن المؤمن ينظر بنور الله وقد قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا ً تمشون به )..
    لكن ليس من النظر بنور الله أن نفتحخ أبواب الرجم بالغيب لكل انسان مهما اجتهد في عبادته وتقواه , ليقول في دين الله كلاما لا برهان له إلا المعاناة الخاصة والكشف الذاتي..
    إن قسم السمعيات من ديننا الأمور التي لا تعرف إلا عن طريق المعصوم , فالصراط , والميزان وثواب القبر وعقابه , وشؤن الملا الأعلى , وبعض الوصاف الإلهية , كل أولئك لا ينفرد العقل بادراكه , ولا سبيل للبشر إليه بتوقيف من الشارع ..
    فإذا جاء امرؤ فزعم أن حملة العرش الثمانية تحتهم ستة عشر ملكا ً , ثم اثنان وثلاثون ملكا ً..وهكذا متواليات هندسية قلنا له:من أين جئت بهذا الكلام؟..
    ومن حقنا أن نقول له هذا !.. بل اننا نجرم في حق ديننا إذا لم نقل له:من أين جئت بهذا الكلام؟.
    فإنم لم يذكر آية من كتاب الله , ولا أحاديث مقبولة عن رسول الله وجب أن نمحو هذه الزيادات وأن نرفض تلك الاضافات.
    والمقامات الكبرى التي شرحها الأستاذ محمد زكي إبراهيم , وتحدث فيها حديثه المدون في مجلة المسلم عن الملائكة والأقطاب وهي إقحام لجملة من المعلومات الدخيلة أي إسناد من كتاب أو سنة..
    وقد هدد من ينكرها بأنه " عند أهل الحق معوق السلوك , مؤخر عن الوصول , معرض للسلب والاستدارج"!..
    بل قال إنكارها "موطىء لما قد يكون به سوء الخاتمة والعياذ بالله , لأنه حكم على مجهول لا يقين عليه لغير العالم به فيسلم له"!!..
    ونقول دون تردد: هذا باطل , فقد انتعهى الوحي , ولا نسلم لبشر أن يزيد في حقائق الدين , بل إن الزيادة في هذا الباب لا تقل خطرا ً عن وضع الحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن حق المسلمين في المشارق والمغارب ان ينادوا: هذا وحي من عنمد الله فيقبل وهذا لغو عند الناس فيرفض.
    ثم انه في باب السمعيات لا تقبل الروايات المعتلة ولا الأسانيد ولا المتون المختلفة , لقد ذكر السيوطي في كتابه الإتقان أن هناك ثلاثة أقوال في ألفاظ القرآن , انها من عند محمد(كذا)وإنها من عند جبريل!..وإنها كالمعاني من عند الله ..
    وايراد هذا الكلام ضرب من الجهل رفضه المسلمون اجمعون , فالقرآن ألفاظ ومعاني من عند الله , ولكن السيوطي حاطب ليل وجماع للحق والباطل دون تمحيص , ونحن لا نأخذ ديننا بهذه الطريقة البلهاء ..
    وإنني أعجب : لماذا يريد بعض إخواننا أن يقرن التصوف بهذه المبتدعات والغرائب المنكورة؟!إن التصوف عند رجاله الأوائل طرق تربية نفسية صالحة , وتدريب على مراقبة الله ومشاهدتة فيما نفعل ونترك..
    ويمكن تسميته على الأخلاق الدينية, لأن تراثه المنتقى لا يخرج عن هذا الإطار وقد كان أبي رحمه الله صوفيا ً من أتباع الشيخ أبي خليل , فما عرفته إلا كادحا ً يتقي الله في رزقه , ويقرأ كتابه في دكانه ,ويعايش الناس على الأخوة السمحة, ولا يعرف شيئا ً بعد ذلك من هذه الخيالات.
    أخشى إذا حرص صوفية العصر على التشبث بغير الكتاب والسنة أن يجنوا على التصوف جملة وتفصيلا , فيجتاح من أصله
    ولهذه المناسبة نذكر ما لهجت به الألسنة أخيرا ً من تفسير الدكتور عبد الحليم محمود لأوائل سورة النجنم.
    يقول الله تعالى واصفا الوحي النازل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم :
    عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)
    ((عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9))) فمن هو شديد القوى الذي استوى بالأفق ثم اقترب من الرسول فعلمه ما تعلم؟..
    في سورة التكوير يذكر هذا المعنى بأسلوب آخر ((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) )).. إلى أن قال ( ولقد رآه بالأفق المبين )..
    وفي سورة الشعراء يصاغ هذا المعنى نفسه قالب آخر ((وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) ))
    وظاهر من هذه الآيات كلها أن الموصوف بالقوة البادى بالأفق , النازل على قلب الرسول الأمين هو ملك الوحى , جبريل لا غير..
    لكن الدكتور عبد الحليم محمود عفا الله عنه لوى عنق الآيات من أوائل النجم,وجعل الذي دنا فتدلى هو الله-سبحانه وتعالى .
    وهو خطأ مبين , وينبغي عند تفسير آية ما نزلت في موضوعها آيات أخرى أحاديث متعددة الروايات ألا نحصر أنفسنا داخل آية واحدة , ورواية واحدة,ثم نتعسف القول خصوصا ً عندما يتصل الأمر بذي الجلال والاكرام .
    وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشفع في هذا الخطأ)
    .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:50

    3_ فتوى الشيخ الغزالي الأزهري حول القبورين , والاستغاثة , واتخاذ القبور مساجد وابن عربي الصوفي

    قال الشيخ محمد الغزالي "رحمه الله" في كتابه عقيدة المسلم صفحة (72) :
    ((ولماذا نستحي من وصف القبوريين بالشرك ، مع أن الرسول وصف المرائين به ، فقال: ((الرياء شرك)).
    وإن واجب العالم أن يرمق هذه التوسلات النابية باستنكار ، ويبذل جهده في تعليم ذويها طريق الحق ، لا أن يفرغ وسعه في التمحل والاعتذار.
    ولستُ ممن يحب تكفير الناس بأوهى الأسباب ، ولكن حرام أن ندع الجهل بالعقائد ونحن شهود)) . اهـ
    وقال "رحمه الله": ((إنني ألفت النظر إلى أن المواريث الشائعة بيننا تتضمن أموراً هي الكفر بعينه . .
    لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربي فقلت: كان ينبغي أن تسمى الفتوحات الرومية! فإن الفاتيكان لا يطمع أن يدسَّ بيننا أكثر شراً من هذا اللغو . . .
    يقول ابن عربي في الباب ((333)) بعد تمهيد طويل: " إن الأصل الساري في بروز أعيان الممكنات هو التثليث! والأحد لا يكون عنه شيء البتة ! وأول الأعداد الاثنان ، ولا يكون عن الاثنين شيء أصلاً ، ما لم يكن ثالث يربط بعضها ببعض فحينئذ يتكون عنها ما يتكّون ، فالإيجاد عن الثلاثة والثلاثة أول الأفراد . . "
    لم أقرأ في حياتي أقبح من هذا السخف ، ولا ريب أن الكلام تسويغ ممجوج لفكرة الثالوث المسيحي ،وابن عربي مع عصابات الباطنية والحشاشين الذين بذرتهم أوربا في دار الإسلام أيام الحروب الصليبية الأولى ؛ كانوا طلائع هذا الغزو الخسيس . .
    من قال: إن الواحد لا يكون منه شيء أصلاً؟ " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل له مقاليد السموات والأرض. . " وفي دنيا الناس يسأل كل واحد عما يفعل ويترك ، ويتفاوت آحاد البشر في قدراتهم وخبراتهم حتى يقول ابن دريد:
    والناس ألف منهم كواحد وواحد كالألف إن أمر عنى !
    ومن قال: إن أول العدد الاثنان ؟ وهل تكَّون الاثنان إلا من ازدواج الواحد ؟ ! ثم من قال: إن الاثنين لا يكون عنهما شيء أصلاً ؟ وإذا كان هو لم ينشأ من أمه وأبيه معاً فمم نشأ ؟ ! ! .
    ولكن ابن عربي يمضى في سخافاته فيقول – عن عقيدة التثليث -: من العابدين من يجمع هذا كله في صورة عبادته وصورة عمله ، فيسرى التثليث في جميع الأمور لوجوده في الأصل !! .
    ويبلغ ابن عربي قمة التغفيل عندما يقول: إن الله سمى القائل بالتثليث كافراً أي ساتراً بيان حقيقة الأمر فقال: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي أن يكشف صورته ، ولو بيّن لقال هذا الذي قلناه . . " ! ! .
    واكتفى الأحمق بذكر الجملة الأولى من الآية ، ولم يُردفْها بالجملة الثانية: "وما من إله إلا إله واحد" وذلك للتلبيس المقصود ! .هذا الكلام المقبوح موجود فيما يسمَّى بالتصوف الإسلامي ! وعوام المسلمين وخواصهم يشعرون بالمصدر النصراني الواضح لهذا الكلام . .
    ومما يلفت النظر أن معهد الدراسات الإسلامية بجامعة السوربون قد اتفق مع إحدى عواصم العربية على طبع الفتوحات وإخراجها في بضعة وثلاثين جزءاً .
    لحساب مَنْ يتم هذا العمل في هذه الأيام العصبية ؟ على أي حال نحن نريد العودة بأمتنا إلى ينابيعها العلمية الوثيقة ، ونناشدها ألا تقبل من التوجيهات إلا ما اعتمد على الوحي الصادق ، ولدينا ولله الحمد كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وسنة توافر الحفاظ والفقهاء على ضبطها على نحو لم يقع نظيره لتراث بشر )). اهـ
    راجع ( تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل ) ص 60 – 61 .
    وقال الشيخ محمد الغزالي "رحمه الله" : ((انتشرت مع التصوف الدخيل على الأمة الإسلامية صور من الرهبانية وظلال من الجهل بالحياة الدنيا، والعزوف عن أعبائها ومباهجها جميعاً.
    وأصبحت الفكرة الشائعة عن الدين أنه عدو للحياة. وأن وظيفته الأولى هي إعداد الناس لاستقبال الدار الآخرة بأنواع المراسم وأشكال الطاعات .
    وأنه – إن لم يزهد أتباعه في هذه الحياة – فهو لا يبالى بتجهيلهم فيها وانصرافهم عنها، وربما يعد ذلك من كمال التقوى وأمارات حب الله .. !!
    وهذه التصورات كلها خيال مرضى .
    والذي يطالع القرآن والسنة وسيرة الخلافة الراشدة وكتب الأئمة المتبوعين يدرك أن الإسلام أبعد ما يكون عن هذا الحمق)).
    راجع ( حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة ) ص: 220 .

    وقال الشيخ الغزالي "رحمه الله": ((ينبغي لهذه الأمة أن تكون مثلاً عالياً في إسلام الوجه لله وإفراده بالنية والعمل.
    بيد أننا نلحظ – آسفين – أن هناك مسالك شائعة بين الجماهير الغفيرة من المسلمين، لها دلالتها الخطيرة على فساد التفكير وضلال الاتجاه واضطراب المقصد .
    ولا نحب أن نوارب في الكشف عن هذه العلة، فإن أي خلل في دعائم التوحيد معناه الخبل الذي يدرك موطن القيادة الفكرية في هذا الدين الحنيف.
    إذا التوحيد في الإسلام حقيقة وعنوان، وساحة وأركان، وباعث وهدف، ومبدأ ونهاية .
    ولسنا – كذلك – ممن يحب تصيد التهم للناس، ورميهم بالشرك جزافاً، واستباحة حقوقهم ظلماً وعدواناً ، ولكننا أمام تصرفات توجب علينا النظر الطويل، والنصح الخالص، والمصارحة بتعاليم الكتاب والسنة كلما وجد عنها أدنى انحراف.
    لقد اهتمت حكومة إنجلترا – في سبيل مكافحة الشيوعية – بالحالة الدينية في مصر ، فكان مما طمأنها على إيمان المصريين (!) أن ثلاثة ملايين مسلم زاروا ضريح أحمد البدوي بطنطا هذا العام .
    والذين زاروا الضريح ليسوا مجهولين لديّ ، فطالما أوفدت رسمياً لوعظهم ، فكنت أشهد من أعمالهم ما يستدعي الجلد بالسياط لا ما يستدعي الزجر بالكلام، وكثرتهم الساحقة لا تعرف عن فضائل الإسلام وأنظمته وآدابه شيئاً.
    ولو دعوا لواجب ديني صحيح لفروا نافرين ، وإن كانوا أسرع إلى الخرافة من الفراش إلى النار.
    وحسبك من معرفة حالهم : أنهم جاؤوا الضريح المذكور للوفاء بالنذور والابتهال بالدعاء! ولمن النذور؟ ولمن الدعاء؟ إنه أول الأمر للسيد.
    فإذا جادلت القوم قالوا: إنه لله عن طريق السيد البدوي.
    وأكثر أولئك المغفلين لغطاً يقول لك: نحن نعرف الله جيداً ، ونعرف أن أولياءه عبيده ، وإنما نتقرب بهم إليه ، فهم أطهر منا نفساً وأعلى درجة.
    وهذا الكلام – على فرض مطابقته لواقع القوم – غلط في الإسلام .
    فإن الله سبحانه وتعالى لم يطلب منا أن نجيء معنا بالآخرين ليحملوا عنا حسناتنا، أو ليستغفروا لنا زلاتنا ، {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}. بل المعروف من بديهيات الإسلام الأولى أن الطلب ووسيلته جميعاً يجب أن يكونا من الله. {إياك نعبد وإياك نستعين}. ((إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله))
    أليس من المضحك أن نستجد بقوم يطلبون لأنفسهم النجدة ، وأن نتوسل بمن يطلب هو كل وسيلة ليستفيد خيراً أو يستدفع شراً؟ . {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، ويرحمون رحمته ويخافون عذابه}.
    إن المسلمين لما طال عليهم الأمد نسوا الحق .
    والمرء قد يعذر إذا ذهل عن شأن تافه، أو فاته استصحاب شيء هّين، أما أن يذهل عن كيانه وإيمانه فهنا الطامة .
    وأحسب أن القرآن الكريم يقصد إلى التنديد بهذا اللون من إفساد التوحيد عندما قال:
    {ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله، فيقول: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء ، أم هم ضلوا السبيل ، قالوا: سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوماً بوراً}.
    أجل ! لقد نسوا الذكر، وما قام عليه الذكر من توحيد شامل.
    وليس يغني في الدفاع عن أولئك الجهلة من العوام أنهم يعرفون الله، ويعرفون أنه وحده مجيب كل سؤال، وباعث كل فضل، وأن من دونه لا يملكون من ذلك شيئاً .
    فإن هذه المعرفة لا تصلح ولا تقبل إلا إذا صحبها إفراد الله بالدعاء والتوجيه والإخلاص، فإن المشركين القدماء كانوا يعرفون الله كذلك .{قل من يرزقكم من السماء والأرض ، أمن يملك السمع والأبصار ، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ، ومن يدبر الأمر ، فسيقولون الله}.
    ومع أنهم يقولون ((الله)) بصراحة وجلاء فلم يحسبوا بهذا القول مؤمنين، لأن الإيمان – إذا عرفت الله حقاً – ألا تعرف غيره فيما هو من شؤونه .
    ولذلك يستطرد القرآن في مخاطباً هؤلاء: {فقل أفلا تتقون ، فذلكم ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ، كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون}.
    إن العامة عندما يشدّون الرّحال إلى قبور تضم رفات بعض الناس، وعندما يهرعون بالنذور والحاجات والأدعية إلى من يظنونهم أبواباً لله، إنما يرتكبون في حق الإسلام مآثم شنيعة
    ومحبة الصالحين وبغض الفاسدين من شعائر الإسلام حقاً ، ومظاهر الحب والبغض معروفة ... هي مصادقة للأحياء أو منافرة، واستغفار للموتى أو لعنة.
    وأين من عواطف الحب والبغض هذا الذي يصطنعه المسلمون اليوم؟
    إن الواحد منهم قد يصادق أفسق الناس، وقد يقطع والديه – وهما أحياء – ثم تراه مشمّراً مجداً في الذهاب إلى قبر من قبور الصالحين، لا ليدعو له ويطلب من الله أن يرحم ساكن هذا القبر، بل ليسأل صاحب القبر من حاجات الدنيا والآخرة ما هو مضطر إليه. وذلك ضلال مبين!

    وبناء المعابد على قبور الصالحين تقليد قديم، وقد ذكر القرآن ما يدل على شيوعه في الأمم السابقة.
    وفي قصة أهل الكهف تسمع قوله عز وجل: {فقالوا ابنوا عليهم بنياناً. ربهم أعلم بهم . قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً}.
    ويظهر أنّ اتخاذ المساجد على القبور كبناء التماثيل، لم يكن محظوراً أول أمره إذ لم تكن له دلالة مثيرة.
    غير أن البشر سفهوا أنفسهم، فالأحجار التي نحتوها للعظماء عبدوها، أو – على حد تعبيرهم – اتخذوها إلى الله زلفى.
    والمعابد التي أقاموها على قبور الصالحين قدّسوها وسلكوها مسلك الأصنام في الشرك. فلما جاء الإسلام أعلن على هذين المظهرين من مظاهر الوثنية حرباً شعواء، وشدد تشديداً ظاهراً في محق هذه المساخر المنافقة.
    وقد رأينا كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل علي بن أبي طالب وأمره أن يسوي بالأرض كل قبر وأن يهدم كل صنم، فجعل الأضرحة العالية والأصنام المنصوبة سواء في الضلالة.
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم – في البيان عن سفاهة القدامى وفي التحذير من متابعتهم -: (( لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) ، (( ألا لا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن هذا )).
    وكان يرفع الخمرة عن وجهه في مرض الموت ويكرر هذا المعنى، وكأنه توجس شراً مما يقع به فدعا الله: (( اللهم لا تجعل قبري من بعدي وثناً يعبد)).
    ومع كثرة الدلائل التي انتصبت في الإسلام دون الوقوع في هذا المحظور، أقبل المسلمون على بناء المساجد فوق قبور الصالحين.
    وتنافسوا في تشييد الأضرحة، حتى أصبحت تبنى على أسماء لا مسميات لها ، بل قد بنيت على ألواح الخشب وجثث الحيوانات.
    ومع ذلك فهي مزارات مشهورة معمورة، تقصد لتفريج الكرب، وشفاء المرضى ، وتهوين الصعاب!
    وأحب ألا أثير فتنة عمياء بهدم هذه الأضرحة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن هدم الكعبة وإعادة بنائها على قواعد إبراهيم لأن العرب كانوا حديثي عهد بشرك.
    وجماهير العامة الآن ينبغي أن تساق سوقاً رفيقاً إلى حقائق الإسلام، حتى تنصرف – في هدوء – عن التوجه إلى الأضرحة وشدّ الرحال إلى ما بها من جثث.
    وإخلاص المعلّم وأسلوبه في الدعوة، عليهما معول كبير في تمحيص العقيدة مما علق بها من شوائب وعلل.
    وقد تكون لدى البعض شبه في معنى التوسل.
    فلنفهم أولئك القاصرون أن التوسل في دين الله، إنما هو بالإيمان الحق والعمل الصالح ، وقد جاء في السنة. (( اللهم إني أسألك بأنك الله الذي لا إله إلا هو، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد )) فهذا توسل بالإيمان بذات الله.

    وجاء – كذلك توسل بالعمل الصالح في حديث الثلاثة الذين آواهم الغار.

    وجاء توسل بمعنى دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب، ودعاء المسلم للمسلم مطلوب على أية حال

    ولا نعرف في كتاب الله ولا في سنّة رسوله توسلاً بالأشخاص مهما علت منزلتهم – سواء كانوا أحياء أو أمواتاً – على هذا النحو الذي أطبق عليه العامة وحسبوه من صميم الدين، ودافعوا عنه بحرارة وعنف ضد المنكرين والمستغربين )) اهـ.

    راجع ( عقيدة المسلم ) ص 64 -69


    تنبيه :

    للشيخ محمد الغزالي بعض الآراء التي تخالف منهج أهل السنة عفا الله عنا وعنه ورحمه عزوجل وإنما ذكرته لكونه أزهرييا



    هذا الموضوع منقول من موقع

    ( التصوف العالم المجهول )


    http://almjhol.com/vb/showthread
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:57

    ============== مناقشة حول الطرح ============
    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشافعي ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية ) Viewpost
    محمد رشيد رضا تتلمذ على الأزاهرة كمحمد عبده ولا يشترط للأزهرى أن يكون متخرجا من الجامعة بل يكفي في الانتساب للأزهر التتلمذ على علمائه ونكمل موضوع الأخ أبي الحسن الأزهري

    بارك الله فيك..

    كلام غير صحيح بالمرة...والأزهر جامع قبل أن يكون جامعة والشيخ رشيد رضا أقدم من الأزهر الجامعة وإن كان أدركه وليس هو من الأزهرية لا لغة ولا عرفاً ولا عقلاً ولا يدخل تحت شرط الموضوع واسمعها من أخيك وأبلغها صاحب الموضوع قبل أن يجبهه بها أشعري عارف بما يقول..وليس الحق مفتقراً إلى تدليس النسب العلمي...ولم يكن الشيخ رشيد ليفتخر يوماً بكونه من الأزهرية بل كان لعملهم وعلمهم من القالين...

    ========= ردّ ========

    جزاك الله خيرا

    جميع من ذكرت أو أغلبهم سلفيون، وماذا سيكون موقف السلفي من الوهابية سواء أكان أزهريا أو من هارفارد؟



    =========== ردّ =============

    غفر الله لك تحشر السلفيين في بؤرة الأشاعرة لماذا
    وأنت تعلم أن ممن ذكرت من كان أشعريا ثم تاب الله عليه ومنهم من كان مخلطا ثم صرف الله قلبه غلى السنة
    اقرأ مقال (( التلميع سبيل من سبل التمييع )) لعل الله أن ينفعك به
    دمت أخا غيورا ولا اشك في حرصك على تقريب الناس وتقليل الخلافات ولكن لا تكن كالذين راموا تقريب الأديان زعما منهم انهم نباذون للخلاف قرابون للبشرية



    ========== ردّ ===============

    مراد الأخ أبي الحسن كما يظهر من عنوان البحث هو تجلية مواقف علماء الأزهر من الوهابية بغض النظر عن كون المادح للوهابية سلفيا أو غير سلفى ولا شك أنه عمل طيب وهو حجة على الأزهريين الطاعنين في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب


    ========== ردّ ===========


    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشافعي ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية ) Viewpost
    مراد الأخ أبي الحسن كما يظهر من عنوان البحث هو تجلية مواقف علماء الأزهر من الوهابية بغض النظر عن كون المادح للوهابية سلفيا أو غير سلفى ولا شك أنه عمل طيب وهو حجة على الأزهريين الطاعنين في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
    وهل يصلح هذا الاعتذار عند إيراد صاحب المقال لموقف الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله من دعوة جده؟


    =========== ردّ ===============


    أخي أبو محمد الشافعي.. شكر الله لك جهدك.. وواصل جهدك..
    ولكن بعض من ذكرتهم لا ينتمون إلى الأزهر كمنظمة، لأن الأزهر -كمنظمة- محارب قوي لدعوة الشيخ رحمه الله ، فهل نجعل ذلك اعتذار لهم على موقفهم العنيد من الدعوة، أرى أنه لايسوغ ذلك، ولا فخر لدينا إن أيد الأزهر الحق أو خالفه -مع مكانته العلمية- ولكن كما تعلم أنهم أشعرية متعصبون فهل ها يدعم تمشعرهم؟!
    أود أن توضح ذلك لئلا يلتبس الموضوع على أحد..



    ============== ردّ ==============

    مراد الأخ أبي الحسن هو توضيح مواقف علماء الأزهر من الوهابية سواء كانوا سلفيين أم غيرهم والعنوان يظهر منه ذلك فلم يقيد بالسلفيين


    ============ ردّ ================


    وهل يصلح هذا الاعتذار عند إيراد صاحب المقال لموقف الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله من دعوة جده؟


    الشيخ عبداللطيف أزهرى نجدي تتلمذ على مشايخ الأزهر حتى صار شيخا لرواق الحنابلة بالجامع الأزهر فمع كونه من آل الشيخ لكن أثبته الأخ كما يظهر لكونه أزهريا فهو داخل تحت شرطه ونحن أحوج إلى مثل هذا الموضوع في مصر وهو موقف الأزهريين من الوهابية فدع الأخ يكمل الموضوع وما فيه من أخطاء تصوب وأنا أنقله لكم من موقع التصوف العالم المجهول والأخ يكتب على موقع التصوف وينشره هناك فما أنا إلا ناقل لكم لأهمية الموضوع بالنسبة للأزاهرة









    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 12:59

    ((( موقف العالم الأزهري مناع خليل القطان المنوفي من الحركة الوهابية )))

    أولا : ترجمة الشيخ :


    مولده ونشأته وطلبه للعلم


    هو الشيخ مناع خليل القطان، ولد في شهر أكتوبر سنة 1925م 1345ه في قرية "شنشور" مركز "أشمون" من محافظة المنوفية بمصر من أسرة متوسطة الحال، وفي بيئة إسلامية مترابطة، حيث كان المجتمع الريفي يعتمد على الأرض الزراعية.

    بدأ حياته العلمية بحفظ القرآن الكريم في الكتاب، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، ثم التحق بالمعهد الديني الأزهري بمدينة "شبين الكوم" ثم التحق بكلية أصول الدين في القاهرة.


    مشايخه

    ومن مشايخه الذين تأثر بهم: الشيخ عبدالرزاق عفيفي، والشيخ عبدالمتعال سيف النصر، والشيخ علي شلبي، والشيخ محمد زيدان، والدكتور محمد البهي، والدكتور محمد يوسف موسى، وهو يعتبر أن والده خليل القطان، ثم الشيخ عبدالرزاق عفيفي والشيخ حسن البنا .



    نشاطه العملي والعلمي

    انتخب رئيساً للطلبة بكلية أصول الدين، وقد شارك في نشاط الإخوان الوطني سنة 1946م في التصدي للاستعمار الإنجليزي حتى ألغيت معاهدة سنة 1936م المشؤومة.

    كما شارك في التطوع للجهاد في فلسطين سنة 1948م، وقد دخل السجن بعدها، كما شارك في المقاومة السرية ضد الاحتلال الإنجليزي في منطقة قناة السويس سنة 1951-1952م، وكل هذه المشاركات كانت من خلال جماعة الإخوان المسلمين وشبابها المكافح المجاهد. وكان وثيق الصلة بالشيخ محمد الغزالي، والشيخ سيد سابق، والشيخ أحمد حسن الباقوري.


    وقد غادر مصر سنة 1953م إلى المملكة العربية السعودية للتدريس في مدارسها ومعاهدها إلى سنة 1958م، حيث انتقل للتدريس بكلية الشريعة بالرياض، ثم كلية اللغة العربية، ثم مديراً للمعهد العالي للقضاء، ثم مديراً للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالإضافة إلى عضويته في مجلس الجامعة، ورئاسة اللجنة العلمية لكلية البنات، وكذلك لجنة السياسة التعليمية بالمملكة، وكان يشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات محمد بن سعود، وأم القرى، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والتي بلغ عددها 115 رسالة، وقد وفقه الله لإقامة مجمع إسلامي خيري كبير سنة 1993م في قريته (شنشور) بمحافظة المنوفة، على نفقته الخاصة، افتتحه وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق بحضور عدد كبير من علماء الأزهر.


    وقد شارك في الكثير من المؤتمرات الإسلامية والعلمية في داخل المملكة وخارجها، وأهمها: المؤتمر الأول لرابطة العالم الإسلامي، المؤتمر الإسلامي في كراتشي بباكستان، المؤتمر الإسلامي العالمي في بغداد، المؤتمر الإسلامي بالقدس، مؤتمر المنظمات الإسلامية، مؤتمر رسالة الجامعة بالرياض، أسبوع الفقه الإسلامي بالرياض، أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي بمكة المكرمة، المؤتمر الجغرافي الإسلامي بالرياض، مؤتمر رسالة المسجد بمكة المكرمة، مؤتمر الدعوة والدعاة بالمدينة المنورة، مؤتمر مكافحة الجريمة بالرياض، ندوة مكافحة المخدرات، مؤتمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض، ندوة انحراف الأحداث، وغيرها من المؤتمرات والندوات في أنحاء العالم الإسلامي.



    مؤلفاته

    له الكثير من المؤلفات منها :

    مباحث في علوم القرآن الكريم.

    تفسير آيات الأحكام.

    التشريع والفقه في الإسلام تاريخاً ومنهجاً.

    الحديث والثقافة الإسلامية.

    نظام الأسرة في الإسلام.

    نزول القرآن على سبعة أحرف.

    الدعوة إلى الإسلام.

    معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية.

    موقف الإسلام من الاشتراكية.

    إقامة المسلم في بلد غير مسلم.

    الإسلام رسالة الإصلاح.

    رعاية الإسلام للمعاقين.

    التكييف الفقهي للتبرع بالأعضاء وزراعتها.

    رفع الحرج في الشريعة الإسلامية.

    وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية.

    الحاجة إلى الرسل في هداية البشرية.

    مباحث في علوم الحديث.

    تاريخ التفسير ومناهج المفسرين.

    الفرق الإسلامية.



    وفاته

    توفي يوم الإثنين 6 ربيع الآخر سنة 1420ه الموافق 19-7-1999م وصُلي عليه في مسجد الراجحي بمنطقة الربوة، ودفن في مقابر النسيم بالرياض، بعد مرض عضال نتيجة إصابته بسرطان الكبد الذي استمر أكثر من ثلاث سنوات، وكان عمره خمسة وسبعين عاماً، وترك خلفه خمسة من الأولاد، ثلاثة أبناء، وبنتين، والخمسة جميعهم أطباء في تخصصات مختلفة في مستشفيات الرياض.



    ((( موقف الشيخ مناع خليل القطان الأزهري من الحركة الوهابية )))


    يتبن موقفه من الحركة الوهابية من خلال عدة أمور :


    الأمر الأول :

    ألف رحمه الله عزوجل كتابا في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بين فيه اعتماد دعوة محمد بن عبدالوهاب على الكتاب والسنة وقد ترجم للشيخ في الكتاب وذكر شيئا عن بيئته وعصره ثم ذكر أن دعوة الشيخ في العقيدة تعتمد على الكتاب والسنة وكذا منهجه في الفقه يرتكز على الأدلة من الكتاب والسنة

    الأمر الثاني :

    سفره إلى بلاد الحرمين معقل الوهابية فقد غادر مصر سنة 1953م إلى المملكة العربية السعودية

    الأمر الثالث :

    تدريسه في معاهد وكليات الوهابية حيث درس أولا في مدارس ومعاهد الوهابية إلى سنة 1958 م ثم انتقل للتدريس بكلية الشريعة بالرياض، ثم كلية اللغة العربية، ثم مديراً للمعهد العالي للقضاء، ثم مديراً للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالإضافة إلى عضويته في مجلس الجامعة، ورئاسة اللجنة العلمية لكلية البنات، وكذلك لجنة السياسة التعليمية بالمملكة

    الأمر الرابع :

    إشرافه على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراة للوهابيين في جامعات محمد بن سعود، وأم القرى، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

    كل هذه الأمور تبين بوضوح موقفه من الحركة الوهابية فرحمه الله عزوجل وأسكنه فسيح جناته .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 13:04

    (( موقف العالم الأزهري عبدالرحمن الوكيل من الحركة الوهابية ))


    أولا : ترجمة الشيخ :

    مولده:

    ولد في قرية زواية البقلي - مركز الشهداء - منوفية في 23/6/1913م.


    حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية ثم التحق بالمعهد الديني في طنطا وقد مكث يدرس تسع سنوات


    حصل على الثانوية الأزهرية والتحق بكلية أصول الدين وحصل على الإجازة العالية بتفوق ، ولم يكمل الدراسات العليا إذ غلبه المرض على ذلك .


    حصل أيضًا على درجتي العالمية وإجازة التدريس



    عين مدرسًا للدين بالمدارس الثانوية بوزارة المعارف والتربية والتعليم .


    تعرف على فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي رائد الدعوة السلفية في مصر سنة 1936م، وكان السبب في مجيئه - بعد إرادة الله - سيدة فاضلة من نصيرات السنة هي ( نعمت صدقي ) حرم الدكتور محمد رضا ووالدة الدكتور أمين رضا وكيل كلية طب الإسكندرية ، ولقد كانت له مكانته الخاصة لدى الشيخ حامد الفقي حتى إنه عندما حقق رحمه الله كتاب «نقض المنطق» 1370هـ- 1951م كتب في مقدمته يقول : «ثم وكلت إلى الأخ الفاضل المحقق الشيخ عبد الرحمن الوكيل وكيل جماعة أنصار السنة المحمدية عمل مقدمة له ؛ لأنه متخصص في الفلسفة وله بصر نافذ فيها وهو من خلصاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله».

    .

    وقد أقام المركز العام حفلة شاي توديعًا له في مساء الاثنين 22/2/1372، وقد خطب كثير من الإخوان ذاكرين سجاياه وفضله وعلمه ، وكتبت مجلة الهدي تقول: «وأنصار السنة المحمدية إذ يودعون الأستاذ الوكيل - هادم الطواغيت- يسألون الله أن يوفقه ويسدد خطاه وأن ينفع به حيثما حل».

    اختير رحمه الله رئيسًا لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر القديمة ، كما عمل وكيلاً أول للجماعة ، وعند اختيار الشيخ عبد الرزاق عفيفي رئيسًا للجماعة تم انتخابه نائبًا للرئيس في 22 صفر 1379- 27/8/1959م ، ثم انتخب رئيسًا للجماعة بعد الشيخ عبد الرزاق إلى السعودية ، وكان ذلك في اجتماع الجمعية العمومية المنعقدة في 15 محرم 1380هـ يوليو 1960م ليكون ثاني رئيس للجماعة بعد مؤسسها وانتخب نائبًا له الشيخ محمد خليل هراس .

    عندما أدمجت الجماعة بغيرها وتوقفت مجلة الهدي النبوي التي كان يشغل رئيس تحريرها ويكتب التفسير بها انتدب أستاذًا بكلية الشريعة بمكة وظل في هذه الوظيفة وهو أستاذ للعقيدة بقسم الدراسات العليا وفي جوار البلد الأمين غالبه المرض وقضى نحبه ولحق بجوار ربه في 22 جمادى الأول 1390هـ الموافق 1971م ودفن بالحجون .



    مكانته العلمية:


    رأي العلماء فيه :

    يقول الشيخ محمد عبد الرحيم رحمه الله في مقدمة كتاب «دعوة الحق»:


    «لقد كان الشيخ عبد الرحمن الوكيل موفور الحظ من اللغة، وجمال البلاغة ووضوح المعنى ، وسعة الاطلاع وشرف الغاية ، كما جمع علمًا مصفى من شوائب البدع والخرافات الصوفية ، وكان حسن اللغة قليل اللحن فصيح العبارة له اجتهاداته الواعية وكان في ذلك نمطًا فريدًا في جماعته لا يشاركه في ذلك إلا حبر سوهاج وعلامتها أبو الوفاء درويش».


    ويقول عنه الدكتور سيد رزق الطويل :

    «لقد كان في أخلاقه نسيج وجده سمو في الخلق وعفة في اللسان ، طلق المحيا منبسط الأسارير واسع الثقافة متنوع المعرفة أديبًا ، شاعرًا جزل الشعر قوي العبارة». ( مقدمة دعوة الحق ) .


    ويقول عنه الشيخ أبو الوفاء درويش في مجلة الهدي النبوي :


    «لو كنت أريد أن أوفيه حقه من التمجيد - وهذا كلام أبي الوفاء - وأن أشرح آثار قلمه الفياض في نفوس القراء وأن أنوه بما خصه الله من شجاعة في الحق نادرة ، وصراحة يعز منالها في أيامنا الحاضرة وأن أومئ إلى ما لازم قلمه الجريء من التوفيق في جولاته الموفقة في كل ميادين المعرفة وما امتاز به أسلوبه الجزل من روعة تسطير على النفوس ، وجلال علل القلوب لما استطعت أن أوفيه حقه».

    ويقول عنه الشيخ محمد صادق عرنوس :


    «إن أخانا الأستاذ النابغة عبد الرحمن الوكيل المعروف بين قراء الهدي النبوي بهادم الواغيت قد أصبح أخصائيًا في تشريح التصوف والإحاجة بوظائف أعضائه ، والأستاذ الوكيل يتعلم وينبغ ليمرض ويشفى».


    ويعتبر الشيخ عبد الرحمن الوكيل أول من قال من علماء جماعة أنصار السنة المحمدية «بأن التصوف كله شر». وكان له رحمة الله عليه أثر كبير في ظهور الكتابة العلمية عن التصوف في مجلة الهدي النبوي . وقد ظل يكتب بها قرابة ربع قرن ولقد كتب رحمه الله في آخر ما كتب تحت عنوان «نظرات في التصوف» من ذلك اعتبارًا من عام 1379هـ - 1386هـ مقالات بل قُل أباحُا بلغت (45) مقالاً جمعتُها كلها ووجدت أنه قد اختط لنفسه منهجًا في الكتابة عن التصوف ، يقول هو عنه : «إننا سنعرض هذه القضية عرضًا عادلاً منصفًا فيه إسراف في العدل والإنصاف ، وحسب القارئ إنصافًا في العرض وإيثارًا للعدل الكريم أننا سنبسط أن آراء التصوف نفسه كما بثها كبار شيوخه ، وكما دافعوا عنها تاركين للقارئ الحكم ، وحسبه أن يقارن بين أصول الإسلام التي يعيها كل مسلم وبين آراء التصوف على أننها سنعين القارئ أحيانًا بتذكيره بأدلة هذه الأصول من آيات القرآن وأحاديث السنة الصحيحة». ومن أراد أن يعرف صلته رحمه الله بالتصوف فليقرأ مقدمة كتابه رسالة مفتوحة إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية والتي سماها «صوفيات».



    إنتاجه:


    يتميز إنتاجه بالأسلوب الرصين ، مع التحقيقي الدقيق والدقة المتناهية في نقل النصوص ، وتعتبر كتبه مرجعًا لكل من أراد أن يكتب عن التصوف ، بل لا أكون مغاليًا إن قلت : إن معظم كتب عن التصوف بعده هم عيال عليه .


    وأهم مؤلفاته :

    (1) صوفيات

    (2) دعوة الحق

    (3) هذه هي الصوفية

    (4) البهائية

    (5) الصفات الإلهية

    (6) القاديانية

    (7) ورسالة صغيرة طبعت تحت عنوان «زندقة الجيلي».



    تحقيقاته :

    (8)حقق كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن قيم الجوزية .

    (9) مصرع التصوف للإمام البقاعي .

    (10) الروض الأنف للسهيلي الأندلسي .

    كما لا ننسى أن نذكر بأن الشيخ الوكيل كان شاعرًا مجيدًا قليل الإنتاج في الشعر.


    وبعد ، فقد ترك الشيخ عبد الرحمن الوكيل مكتبة كبيرة سواء من إنتاج أو من اقتنائه للكتب حوت كتب نادرة في معارف متنوعة ، ويكفى أن يقوم أي باحث بزيارة مكتبته في «مسجد بابل» بالدقي ليعرف قيمة الرجل ومدى إلمامه بشتى العلوم.


    وفاته:

    توفي رحمه اللَّه بعد فترة مع المرض وقضى أجله ولحق بجوار ربه في 22 جمادى الأول 1390هـ الموافق 1971م ودفن بالحجون .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 13:05

    ((( موقف الشيخ العلامة عبدالرحمن الوكيل الأزهري من الحركة الوهابية )))

    يتضح موقفه من الحركة الوهابية من خلال عدة أمور :


    الأمر الأول :

    تصريحه بتوبته من مذهب الصوفية إلى مذهب أهل السنة والجماعة حيث قال عن نفسه رحمه الله عزوجل مسجلا توبته :


    الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين، وبعد: فإنه كانت لي بالتصوف صلة هي صلة العبر بالمأساة، فهنالك -حيث يدرج بي الصبا في مدارجه السحرية، وتستقبل النفس كل صروف الأقدار بالفرحة الطرب، وتستثني الروح ربا الجمال والحب من كل معاني الحياة- هنالك تحت شفوف الأسحار الوردية من ليالي القرية الوادعة الحالمة، وفي هيكل عبق بغيوم البخار، جثم على صدره صنم صغير يعبده كثير من شيوخ القرية، هنالك في مطاف هذه الذكريات الولهى: كان يجلس الصبي بين شيوخ تغضضت منهم الجباه، وتهدلت الجفون، ومشى الهرم في أيديهم خفقات حزينة راعشة، وفي أجسادهم الهضمية تحولاً ذابلاً، يتراءون تحت وصوصة السراج الخافت أوهام ضيعته الخيبة، وبقايا آمال عصف بها اليأس.

    وتتهدج ترانيم الشيوخ تحت السحر -نواحاً بينها صوت الصبي- بالتراتيل الوثنية، وما زال الصبي يذكر أن صلوات ابن مشيش، ومنظومة الدردير كانتا أحب التراتيل إلى أولئك الشيوخ، وما زال يذكر أن أصوات الشيوخ كانت تشرق بالدموع، وتئن فيها الآهات حين كانوا ينطقون من الأولى: "اللهم انشلني من أوحال التوحيد!!" ومن الثانية "وجدلي بجمع الجمع منك تفضلاً" يا للصبي الغرير التعس المسكين!! فما كان يدري أنه بهذه الصلوات المجوسية يطلب أن يكون هو الله هوية وماهية وذاتاً وصفة!! ما كان يدري ما التوحيد الذي يضرع إلى الله أن ينشله من أوحاله!! ولا ما جمع الجمع الذي يبتهل إلى الله أن يمن به عليه.

    ويشب الصبي، فيذهب إلى طنطا ليتعلم، وليتفقه في الدين. وثمة يسمع الكبار من شيوخه يقسمون له، ولصحابه: أن "البدوي" قطب الأقطاب، يصرف من شئون الكون، ويدبر من أقداره وغيوبه الخفية!! ويجرؤ الشاب مرة فيسأل خائفاً مرتعداً: وماذا يفعل الله؟! ويهدر الشيخ غضباً، ويزمجر حنقاً، فيلوذ الشاب بالرعب الصامت، وقد استشعر من سؤاله، وغضب الشيخ، أنه لطخ لسانه بجريمة لم تكتب لها مغفرة!! ولم لا؟ والشيخ هذا كبير جليل الشأن والخطر، وما كان يستطيع الشاب أبداً أن يفهم أن مثل هذا الخبر الأشيب –الذي يسائل عنه الموت- يرضى بالكفر، أو يتهوك مع الضلال والكذب. فصدق الشاب شيخه وكذب ما كان يتلو قبل من آيات الله {10:3 ثم استوى على العرش، يدبر الأمر، ما من شفيع إلا من بعد إذنه}! ثم يقرأ الشاب في الكتب التي يدرسها: أن الصوفي فلاناً غسلته الملائكة، وأن فلاناً كان يصلي كل أوقاته في الكعبة، في حين كان يسكن جبل قاف، أو جزائر واق الواق!! وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده من القبر وسلم على الرفاعي!! وأن فلاناً عذبته الملائكة، لأنه حفظ القرآن والسنة وعمل بما فيهما، ولكنه لم يحفظ كتاب الجوهرة في التوحيد!!! وأن مذهبنا في الفقه هو الحق وحده، لأنه أحاديث حذفت أسانيدها!! ويصدق الشاب بكل هذا، ويؤمن، وما كان يمكن إلا أن يفعل هذا.

    إذ قال في نفسه: لو لم تكن هذه الكتب حقاً، ما درست في الأزهر، ولا درسها هؤلاء الهرمون من الأحبار ولا أخرجتها المطبعة!! وهل كان يمكن أن يسأل نفسه مثلاً مثل هذا السؤال: أين من الحق البين من كتاب الله، هذا الباطل العربيد في هذه الكتب؟! لا، فلقد جيء به إلى طنطا ليتفقه في الدين على هؤلاء الشيوخ، وهاهو فقه الدين يسمعه من الشيوخ، ويقرؤه في الكتب، وحسبه هذا!!

    وتموج طنطا بالوفود، وتعج بالآمين بين الطاغوت الأكبر من كل حدب، ويجلس الشاب في حلقة يذكر فيها الصوفية اسم الله بخنات الأنوف، ورجات الأرداف ووثنية الدفوف، وثمة يسمع منشد القوم يصيح راقصاً: "ولي صنم في الدير أعبد ذاته" فتتعالى أصوات الدراويش طروبة الصيحات: "إيوه كده اكفر، اكفر يا مربي" ويرى الشاب على وجوه القوم فرحاً وثنياً راقص الإثم بما سمعوا من المنشد الكافر، فيسأل شيخنا ممن وفدوا من أهل قريته: يا سيدي الشيخ، ما ذلك الصنم المعبود؟! فيزم الشيخ شفتيه، ثم يجود على الشاب الواله الحيرة بقوله: "انته لسه صغير"!! ويسكت الشاب قليلاً، ولكن الكفر يضج في النعيق، فيسمع المنشد يقيء "سلكت طريق الدير في الأبدية" "وما الكلب والخنزير إلا إلهنا" ويطوي الشاب نفسه على فزع وعجب يسائل الذهول: ما الكلب؟ ما الخنزير؟ ما الدير وأنى للذهول بأن يجيب؟! ولقد خشي أن يسأل أحد الشيوخ ما دام قد قيل له: "انته لسه صغير" ثم إنه رأى بعض شيوخه الكبار يطوفون بهذه الحمآت، يشربون "القرفة" ويهنئون الأبدال والأنجاب والأوتاد بمولد القطب الغوث سيدهم البدوي!!!

    وتكفن دورات الفلك من عمر الشاب سنوات، فيصبح طالباً في كلية أصول الدين فيدرس أوسع كتب التوحيد -هكذا تسمى- فيعي منها كل شيء إلا حقيقة التوحيد، بل ما زادته دراستها إلا قلقاً حزيناً، وحيرة مسكينة. ويجلس الشاب ذات يوم هو وصديق من أصدقائه مع شيخ صوفي أمي. فيسأله عن معاني بعض تهاويل ابن عطاء السكندري "إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية، وإرادتك الأسباب، مع إقامة الله إياك في التجريد، انحطاط على الهمة العلية". ويحار الطالبان، ولا يدريان بم يجيبان هذا الأمي عن هذه الحكم المزعومة -وقد عرفا بعد أنها تهدف إلى تقرير أسطورة رفع التكليف- فتمتلئ نفساهما بالغم المهموم، إذ رسبا في امتحان عقده لهما أمي صوفي؟!

    ويدور الزمن فيصبح الشاب طالباً في شعبة التوحيد والفلسفة، ويدرس فيها التصوف، ويقرأ في كتاب صنفه أستاذ من أساتذته، رأي ابن تيمية في ابن عربي. فتسكن نفس الشاب قليلاً إلى ابن تيمية، وكان قبل يراه ضالاً مضلاً. فهذا البهتان الأثيم نعته الدردير!!

    وكانت عنده لابن تيمية كتب، بيد أنه كان يرهب مطالعتها، خشية أن يرتاب في الأولياء، كما قال له بعض شيوخه من قبل!!

    وخشية أن يضل ضلال ابن تيمية.. ويقرأ الشاب، ويستغرق في القراءة، ثم ينعم القدر على الشاب يصبح مشرق يهتك عنه حجب هذا الليل، فيقر به سراه المضني عند جماعة أنصار السنة المحمدية، فكأنما لقي بها الواحدة الندية السلسبيل بعد دوي ملتهب الهجير. لقد دعته الجماعة على لسان منشئها فضيلة والدنا الشيخ محمد حامد الفقي إلى تدبر الحق والهدى من الكتاب والسنة، فيقرأ الشباب ويتدبر ما يقرأ وثمة رويداً رويداً ترتفع الغشاوة عن عينيه، فيبهره النور السماوي، وعلى أشعته الهادية يرى الحقائق، ويبصر القيم. يرى النور نوراً والإيمان إيماناً، والحق حقاً، والضلال ضلالاً، وكان قبل -بسحر التصوف- يرى في الشيء عين نقيضه، فيؤمن بالشرك توحيداً، وبالكفر إيماناً، وبالمادية الصماء من الوثنية: روحانية عليا، ويدرك الشاب -وهو لا يكاد يصدق- أن التصوف دين الوثنية والمجوسية، دين ينسب الربوبية والإلهية إلى كل زنديق، وكل مجرم، وكل جريمة!! دين يرى في إبليس، وفرعون، وعجل السامري، وأوثان الجاهلي، يرى في كل هؤلاء الذين لعنتهم كتب الله، بل لعنتهم حتى العقول، يرى فيهم أرباباً وآلهة تهيمن على القدر في أزله وأبده، دين يرى في كل شيء إلهاً يجب أن يعبد. ورباً يخلق ما يشاء ويختار، دين يقرر أن حقيقة التوحيد الأسمى: هي الإيمان بأن الله -سبحانه- عين كل شيء. دين لا تجد فيه فيصلاً بين القيم، ولا بين حقائق الأشياء، ولا بين الضد وضده، ولا بين النقيض ونقيضه. دين يقول عن الجيف - يتأذى منها النتن، وعن الميكروبات تفتك سمومها بالبشرية - إنها هي الإله، وسبحان ربنا!! دين يقول عن القاتل، عن السارق، عن الباغي، عن كل وغد تسفل في دناءته، عن كل طاغية بغى في تجبره. يقول عن كل هؤلاء: إنهم عينات الذات الإلهية!! فأي إله هذا الذي يقتل، ويبغي، ويفسد في الأرض؟ أي إله هذا الذي يدب تحت جنح الليل تتلظى في عينيه، وعلى يديه الإثم والجريمة الضارية؟ أي إله هذا الذي يلعق دم الضحايا يبرد به غلته، ويخضب بدماء الأعراض التي سفحها يديه الظالمتين؟ أي إله هذا الذي مشى في أيام التاريخ ولياليه بطشاً وظلماً وجبروتاً يدمر، ويخرب، ويصنع القصة الأولى لكل جريمة خاتلة؟! ومن يكون إلا إله الصوفية الذي ابتدع أسطورته سلف ابن عربي، وابن الفارض وغيرهما!!؟.

    أيتها البشرية التي تهاب القانون، أو ترهب السماء!! ها هو دين التصوف يناديك ملحاً ملهوف النداء: أن تنحدري معه إلى حيث تترعين من كل خمرة مخمورة، وتتلطخين بكل فسق، وتتمرغين في أوحال الإثم!! وأنتم أيها العاكفون في المساجد؛ لا حاجة بكم إلى الصلاة والصوم والحج والزكاة، بل لا حاجة بكم إلى رب تحبونه وتخافونه، وترجونه، ولا إله تعبدونه.

    لم هذا الكدح والجهاد والنصب والعبودية؟ لم هذا وكل فرد منكم في حقيقته هو الرب، وهو الإله كما يزعم الصوفية!!؟ ألا فأطلقوا غرائزكم الحبيسة، ودعوها تعش في الغاب والدخل وحوشاً ضارية، وأفاعي فتاكة! وأنتم يا بني الشرق! دعوا المستعمر الغاصب يسومكم الخسف والهوان، ويلطخ شرفكم بالضعة، وعزتكم بالذل الهين، ويهيمن على مصائركم بما يهوى بطشه الباغي، وبغية الظلوم. دعوه يهتك ما تحمون من أعراض، ويدمر ما تشيدون من معال، وينسف كل ما أسستم من أمجاد، ثم الثموا ضارعين خناجره وهي تمزق منكم الحشاشات، واهتفوا لسياطه، وهي تشوي منكم -أذلاء- الجلود. فما ذلك المستعمر عند الصوفية سوى ربهم، تعين في صورة مستعمر.

    دعوا المواخير مفتحة الأبواب، ممهدة الفجاج. ومباءات البغاء تفتح ذراعيها الملهوفتين لكل شريد من ذئاب البشر، وحانات الخمور تطغى على قدسية المساجد، وأقيموا ذهبي الهياكل للأصنام، وارفعوا فوق الذرى منتن الجيف، ثم خروا ساجدين لها، مسبحين باسم ابن عربي وأسلافه وأخلاقه فقد أباح لكم أين تعبد الجيفة، وأن تتوسلوا إلى عبادتها بالجريمة!!

    ذلكم هو دين التصوف في وسائله وغاياته وتلك هي روحانيته العليا!!.

    ألا فاسمعوها غير هيابة ولا وجلة، واصغوا إلى هتاف الحق يهدر بالحق من أعماق الروح: إن التصوف أدنأ وألأم كيد ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله، ولرسله، إنه قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع كل عدو صوفي، العداوة للدين الحق، فتش فيه تجد برهمية، وبوذية ، وزرادشتية، ومانوية وديصانية، تجد أفلوطينية، وغنوصية، تجد يهودية ونصرانية، ووثنية جاهلية، تجد فيه كل ما ابتدعه الشيطان من كفر، منذ وقف في جرأة الصوفية يتحدى الله، ويقسم بعزته أنه الذي سيضل غير المخلصين من عباده. تجد فيه كل هذا الكفر الشيطاني، وقد جعل منه الشيطان كفراً جديداً مكحول الإثم متبرج الغواية، متقتل الفتون، ثم سماه للمسلمين: (تصوفاً) وزعم لهم -وأيده في زعمه القدامية والمحدثون من الأحبار والرهبان- أنه يمثل أقدس المظاهر الروحية العليا في الإسلام!! أقولها عن بينة من كتاب الله، وسنة خير المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، وبعون من الله، سأظل أقولها، لعلي أعين الفريسة التعسة على أن تنجو من أنياب هذا الوحش الملثم بوشاح الدعة الحانية العطوف.

    ولكن الصوفية سوداً وبيضاً، خضراً وحمراً، سلوهم: ما ردكم على هذا الصوت الهادر من أعماق البحر؟ سيقولون ما قالت وثنية عاد (إن نراك إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) وآلهتهم هي قباب أضرحة الموتى وأعتابها!! دمغناهم بالحق، فراحوا يعوون عواء اللص الحذر، وقع فجأة في قبضة الحارس، وجأروا بالشكوى الذليلة إلى النيابة، فلم تر النيابة فيمن يمسك بالبريء إلا مجرماً، وشكوا إلى رئيس حكومة سابق، وختموا الشكاة بهذه الضراعة الذليلة: "والله نسأل لمقامكم الرفيع الخير والسؤدد في ظل حامي الدين حضرة صاحب الجلالة المعظم صان عرشه، وأيد حكومته الرشيدة وألهمها التوفيق" (قدموا هذه الشكوى بتاريخ 4 أغسطس سنة 1951م)، فلم يرى الرئيس السابق فيمن يثرم أنياب الرقطاء مجرماً. وطاح الحق ببغي إلههم وملاذهم حامي دينهم، كما كانوا يلقبونه.

    وما زلنا -بعون من الله-نستلهمه- بكتاب الله نتحداهم، وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نحاججهم، والله على كل شيء شهيد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

    سيقول الناعمون -من ذوي الألسنة التي استمرأت كلمات الذل والعبودية، وليونة النفاق، وممن يتملقون الجماهير على حساب الحق، ويزعمون أنهم لا يحبون إثارة شقاق، أو جدال، ولا الطعن على أحد -سيقول هؤلاء: ما هكذا يكون النقد، ولا هكذا يكون البحث العلمي!! لا. أيها المدللون الخانعون للأساطير، فإنا لسنا أمام جماعة مسلمة، فنخشى إثارة الشقاق بينهم، ولو خشي الرسول مثل هذا لمالأ قريشاً على حساب الحق، ولكنه صلى الله عليه وسلم أطاع أمر ربه {94:15 فاصدع بما تؤمر، وأعرض عن المشركين} ووعى قلبه - المشرق المؤمن الطهور التقي- موعظة ربه فيما قاله له العلي الكبير {9:68 ودوا لو تدهن فيدهنون} وفيما قال له {75:17 وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك، لتفتري علينا غيره، وإذا لاتخذوك خليلاً، ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً، إذا لأذقناك ضعف الحياة، وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً} فكان سيد ما يستغفر به الرسول الكريم الأمين ربه: [اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت] فكيف بنا نحن اليوم الذين أمرنا أن جعل الرسول وحده لنا الأسوة؟!

    ولسنا كذلك أمام فئة تحترم العقل، بل تزدريه وتحقره، ثم تهب في قحة طاغية الجراءة لتشتم الله، وتذود عن إبليس وفرعون وعباد العجل والوثن، داعية المسلمين إلى اتخاذ هؤلاء أرباباً وآلهة، وسيرد على القارئ عشرات النصوص من نصوص ابن عربي وتائية بن الفارض شهيدة عليهم بما ذكرت، وابن عربي وابن الفارض قطبا التصوف، وإماما الصوفية المعاصرة. فكيف يعاب علينا أننا ندافع عن دين الله، وأنا نقول للشيطان: إنك أنت الشيطان؟

    ما نقول عن رجل –وهو ابن عربي- يفتري أدنأ البهتان على الله، فيصوره في صورة رجل وامرأة يقترفان الإثم، مؤكداً لأتباعه أن الجسدين الآثمين هما في الحقيقة ذات الله، سبحانه؟ وسبحان رب العزة عما يصف الإثم.

    فلا نلام إذا هتكنا القناع عن وجه هذا الرجل، ليبصره المخدوعون به، ليبصره مسخاً ثانياً للشيطان؟ إننا في ميدان مستعر الأتون، يقاتلنا فيه عدو دنيء يتراءى أنه الأخ الشقيق الحنو، الندي الرحمة، فلا أقل من أن نحاربه بما يدفع ضره وشره، ويحول بينه وبين الفضاء على الرمق الذابل من عقائد المسلمين، وبين تشتيت الحشاشة الباقية من الجماعة الإسلامية.


    انظر مقدمة كتاب تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي للشيخ رحمه الله عزوجل


    الأمر الثاني :

    تعرفه على الشيخ العلامة محمد حامد الفقي الأزهري شيخ الوهابية في مصر وانتسابه لجماعة أنصار السنة المحمدية وهى المتحدثة الرسمية عن الوهابية في مصر


    الأمر الثالث :

    سفره إلى بلاد الحرمين وتدريسه في معاهد وكليات الوهابية حيث انتخب للعمل بالمعهد العلمي بالرياض مع فضيلة الشيخ محمد عبد الوهاب البنا عام 1371هـ 1952م وهو من مؤسسي الجماعة أطال الله عمره ثم انتدب أستاذًا بكلية الشريعة بمكة وظل في هذه الوظيفة وهو أستاذ للعقيدة بقسم الدراسات العليا وفي جوار البلد الأمين غالبه المرض وقضى نحبه ولحق بجوار ربه في 22 جمادى الأول 1390هـ الموافق 1971م .


    الأمر الرابع :

    دفاعه عن مذهب أهل السنة والجماعة حيث كتب الكثير من الكتب التي تفضح المخالفين لمذهب السلف ومنها :صوفيات و دعوة الحق وهذه هي الصوفية

    و البهائية والصفات الإلهية و القاديانية ورسالة صغيرة طبعت تحت عنوان زندقة الجيلي


    كل هذه الأمور تبين بوضوح موقفه من الوهابية فرحمه الله عزوجل رحمة واسعة
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 13:07

    (( موقف الإمام المجاهد عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب النجدي الأزهري من الحركة الوهابية ))


    أولا : ترجمة الشيخ :

    هو العلامة الشهير، صاحب التاريخ الحافل بالجهاد والكفاح، والمشرف بالدعوة والإصلاح، الذي كرس جهده، وأوقف حياته في بث العلم ونشره، وجرد قلمه في الذب عن دعوة الإسلام، وعقيدة التوحيد، الإمام الأوحد الرباني، والمجدد الثاني الشيخ عبد الرحمن بن حسن حفيد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.

    ولد هذا العالم الكبير سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف من الهجرة في بلدة الدرعية، موطن الدعوة ومهد علمائها، وعاصمة ولاتها في ذلك الحين، فنشأ بها وقرأ القرآن حتى حفظه وهو في العاشرة من عمره، ثم لازم دروس العلم وحلق الذكر، فقرأ على جده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كتاب التوحيد، من أوله إلى أبواب السحر، وجملة من كتاب آداب المشي إلى الصلاة، وحضر عليه قراءات كثيرة في كتب التفسير والحديث والأحكام.

    ثم توفي جده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وهو لا يزال في الثالثة عشرة من عمره، فلازم علماء الدرعية وجهابذتها الأعلام، فقرأ على الشيخ حمد بن ناصر بن معمر كتاب المقنع في فقه الإمام أحمد بن حنبل من أوله إلى آخره، وقرأ على الشيخ عبد الله بن فاضل من علماء الدرعية، وقرأ على عمه علامة نجد في زمنه وخليفة والده بعد وفاته، الشيخ عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وقرأ في الفرائض على عبد الرحمن ابن خميس من علماء الدرعية، وقرأ في النحو على العلامة الشيخ حسين بن غنام صاحب التاريخ المشهور.

    وبعد هذه القراءات جلس لطلاب العلم يدرسهم علم التوحيد والفقه، ثم ولي قضاء الدرعية زمن الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، وزمن ابنه الإمام عبد الله بن سعود، وكان في الدرعية ذلك الحين قضاة كثيرون، مرجعهم علامة نجد في زمنه الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد ابن عبد الوهاب، واستمر الشيخ عبد الرحمن في وظيفتي القضاء والتدريس، حتى خرج طوسون بن محمد علي باشا لقتال أهل هذه الدعوة السلفية، فعند ذلك جند الشيخ عبد الرحمن نفسه للدفاع عن الدين والأوطان، فصحب الإمام عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود في مسيره لقتال طوسون فحضر معه وقعة وادي الصفراء الوقعة المشهورة بالقرب من المدينة التي حصلت بين طوسون وبين الإمام عبد الله، وهزم فيها طوسون هزيمة منكرة.

    وبعد هذه الوقعة استمر الشيخ في الدفاع وحضور الوقائع والحروب التي حصلت بين أهل هذه الدعوة السلفية والدولة التركية حتى قدر الله سقوط الدرعية، واستيلاء إبراهيم بن محمد علي باشا عليها، وعلى جميع الجزيرة العربية فنقله إبراهيم باشا إلى مصر، ومعه حرمه وعائلته، وابنه الشيخ عبد اللطيف، وذلك سنة 1233هـ، وبقي ثمان سنوات بمصر، قرأ فيها على عدة علماء من الأزهر الشريف منهم :


    (1) الشيخ حسن القسويني الأزهري ذكر: أنه حضر عليه شرح جمع الجوامع للمحلي، ومختصر السعد في المعاني والبيان، وأجازه بجميع مروياته

    (2) مفتي الجزائر محمد بن محمود الجزائري الحنفي، فقرأ عليه في الأحكام الكبرى، للحافظ عبد الحق الأشبيلي، وأجازه بجميع مروياته عن شيخه الشيخ محمود الجزائري، والشيخ علي بن الأمين

    (3) الشيخ إبراهيم العبيدي المقرئ الأزهري ، شيخ مصر في زمنه في القراءات، فقرأ عليه القرآن

    (4) الشيخ أحمد بن سلمونة الأزهري فقرأ عليه الشاطبية، وشرح الجزرية

    (5) الشيخ يوسف الصاوي الأزهري قرأ عليه شرح الخلاصة لابن عقيل

    (6) قرأ على شيخ الأزهر الشيخ إبراهيم البيجوري، شرح الخلاصة للأشموني.

    (7) وحضر على محمد الدمنهوري في الاستعارات، والكافي في علمي العروض والقوافي، وذلك بالجامع الأزهر الشريف عمره الله بالعلم والإيمان، وجعله مقراً للعمل بالسنة والقرآن.


    ولم يزل المترجم له الشيخ عبد الرحمن بن حسن مقيماً بمصر، ينهل من العلوم ويتزود من الفنون من علماء الأزهر إلى أن رد الله الكرة لأهل نجد على يد الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، فاستعاد نجداً وطهرها من جميع الأتراك والغزاة، وأرجعها إلى الحكم السعودي مرة ثانية بعدما خرجت عنه وذلك سنة 1240هـ، فعند ذلك كتب للشيخ عبد الرحمن يستحثه في القدوم عليه من مصر فحقق الشيخ رغبته وقدم عليه بعد ولايته بسنة وذلك عام 1241هـ،

    ففرح بمقدمه الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود وأكرمه غاية الإكرام، فقام الشيخ عبد الرحمن بمؤازرة الإمام تركي خير قيام، فاستعان به الإمام تركي على تأسيس دولة إسلامية، ونشر دعوة سلفية، أصلح الله بها ما أفسدته تلك العساكر التركية، فأعادت إلى أهل نجد ما فقدوه من الروح الدينية والقوة المعنوية، فاستقر الأمن وساد النظام والعدل.

    فأخذ الشيخ عبد الرحمن ينشر العلم، ويناصح أهل نجد بالرسائل، ويأمرهم بالمعروف ويحثهم على لزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولي أمرهم، ولهذا قال: فلبي في تأريخه المسمى (تاريخ نجد)، ودعوة الشيخ محمد (ص 178) بالحرف الواحد ما نصه: ثم وصل من مصر شخص آخر، هو الشيخ عبد الرحمن بن حسن حفيد محمد بن عبد الوهاب، فاحتل منصب قاضي الرياض، ذلك المنصب الذي قدر للشيخ أن يشغله سنوات عديدة، يشاركه ابنه وتلميذه الشيخ عبد اللطيف، وقد لعب الوالد وابنه دوراً مهماً في جعل الدين عاملاً له أثره في حياة العرب.

    وقد انتهت إلى الشيخ عبد الرحمن رئاسة العلم بنجد، حيث أصبح مرجع علمائها، وقد جلس لطلاب العلم بنجد، فتخرج به خلائق لا يحصون منهم ابنه العلامة الشيخ عبد اللطيف، قرأ عليه في مصر ثم في نجد، وقرأ عليه الشيخ عبد الملك ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأخوه الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ حسين، وقرأ عليه الشيخ حسين بن حمد ابن الشيخ حسين، والشيخ عبد العزيز بن محمد بن علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والشيخ عبد العزيز بن عثمان بن
    عبد الجبار بن شبانة، والشيخ عبد الرحمن الشميري، والشيخ عبد الله بن جبر، والشيخ العلامة حمد بن عتيق، والشيخ عبد العزيز بن يحيى الفضلي الملهمي، والشيخ محمد بن إبراهيم بن عجلان، والشيخ عبد الرحمن بن عدوان، والشيخ محمد بن إبراهيم بن سيف، والشيخ عبد الله بن علي بن مرخان، والشيخ علي بن عبد الله بن عيسى، والشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى، والشيخ عبد الرحمن بن مانع، والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ حسن ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والشيخ عبد الله بن نصر، والشيخ ناصر بن عيد.

    وأخذ عنه غير هؤلاء خلق كثير يطول عدهم فهو بحق شيخ مشايخ أهل نجد في زمنه بلا نزاع



    (( موقف الإمام المجاهد عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ الأزهري من الحركة الوهابية ))

    له الكثير من الكتب النافعة التي رد فيها على المناوئين لهذه الدعوة منها :

    1_ المجة بالرد على اللجة وهو رد على صاحب (السحب الوابلة)

    2_ ورد على عبد الحميد الكشميري بكتاب سماه (بيان كلمة التوحيد والرد على الكشميري عبد الحميد)

    3_ المقامات وهو رد على عثمان بن عبدالعزيز بن منصور الناصري تعرض فيه للحروب الواقعة بين الدعوة السلفية والدولة العثمانية فهو كتاب رد وتاريخ

    4_ القول الفصل النفيس في الرد على ابن جرجيس

    5_ كما شرح كتاب التوحيد لجده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، بكتاب سماه (فتح المجيد) وعلق على كتاب التوحيد لجده المذكور حاشية مفيدة، سماها ابنه العلامة الشيخ عبد اللطيف (قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين) وقد طبع هذان الكتابان وعم نفعهما .

    فرحمه الله عزوجل وأسكنه فسيح جناته
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 13:09

    ((( موقف العالم المجاهد محمد عز الدين القسام الأزهري من الحركة الوهابية )))


    أولا : ترجمة الشيخ ::




    ولد عز الدين القسام في قرية جبلة " الادهمية " قضاء مدينة اللاذقية السورية المشهورة ،والأرجح أن ولادته كانت في سنة 1882م .


    والد الشيخ القسام هو عبد القادر مصطفى القسام من المشتغلين بعلوم الشريعة . ومن ذلك نشأ في بيت علم وتقى قد رُبى وتعلم في زاوية الإمام الغزالي وعمل في مدرسة " كُتاب " درّس فيها أبناء القرية أصول القراءة وحفظ القرآن الكريم ثم اشتغل لفترة مستنطقاً في المحكمة الشرعية .

    سافر الشيخ المجاهد عز الدين القسام لمصر للأزهر طلباً للعلم وعمره أربعة عشر سنة وهناك كان يحضر دروس الشيخ محمد عبده واستمرت دراسته في الأزهر عشر سنوات وحمل شهادته سنة عشرين وثلاثمائة وألف للهجرة .

    عاد الشيخ عز الدين القسام إلى سوريا عام 1906 بعد أن نال الشهادة الأهلية وأخذ يدرس العلوم الأدبية والقراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم لأطفال القرية وتولى خطابة الجمعة في مسجد المنصوري فدب في القرية حماس ديني شديد فكانت شوارعها تُرى مقفرة إذا أذن لصلاة الجمعة، وبنشاطه في الدعوة والتعليم ذاع صيته وانتشر اسمه .

    واصبح موئلاً ومقصداً ، وكان في سيرته الشخصية مثال الفضيلة والكمال ، لا ينهى عن خلق ويأتي مثله ، ولا يدعو إلى طريق إلا ويكون أول سالك له ، فكثر اتباعه ومريدوه وعظم شأنه وذاع صيته .



    جهاده:



    في 27 أيلول 1918 أعلن جمال باشا انسحاب الدولة العثمانية جيشاً وحكومة من سوريا وفي مطلع تشرين الأول 1918 دخلت جيوش الحلفاء دمشق .

    في العام 1919 تألفت العصابات الثورية في سوريا بعد قيام فرنسا بتقسيم المنطقة إلى عدة أقسام ، وكانت العصابات الثورية تعمل تحت قيادات متباينة وفي مناطق مختلفة وهذه العصابات هي :

    عصابة إبراهيم هنانو

    عصابة الشيخ صالح العلي

    عصابة صبحي بركات

    عصابة عمر البيطار وعز الدين القسام





    دور الشيخ عز الدين القسام في الثورة :


    خلال الحرب العالمية الأولى " 1914 _ 1918 " أخذ القسام يعطي الدروس التحريضية تمهيداً لإعلان الثورة، و عندما نادي المنادي للجهاد وكان القسام أول من لبى و أجاب ، فانضم إلى عصابة عمر البيطار في قرية شير القاق من جبال صهيون ، وانتظم في عداد رجالها وتقلد السلاح جنديا في خدمة الإسلام ، وكان معه طائفة من مريديه واتباعه الذين علمهم وهذبهم .

    فاندلاع الثورة في جبال صهيون كان من نتائج دعاياته وفي هذه المنطقة قاوم القسام أشد مقاومة وكان أول من رفع راية المقاومة لفرنسا وأول من حمل السلاح في وجهها . كما كان في طليعة المجاهدين واستمر هو وإخوانه حوالي سنة في مقارعة الفرنسيين " 1919 _ 1920 " .



    محاولة الفرنسيين اقناع القسام بترك الثورة :



    لقد نجح الاحتلال الفرنسي في جر صبحي بركات إلى شباكهم، وحاولت أن تقنع الشيخ عز الدين القسام بترك الثورة والرجوع إلى بيته، فأرسل الاحتلال إليه زوج خالته فوعده باسم السلطة أن توليه القضاء وإن تجزل له العطاء في حال موافقته على الرجوع والتخلي عن جهاده فرفض الشيخ القسام العرض وعاد رسول الفرنسيين من حيث أتى .




    الحكم عليه بالإعدام هو ورفاقه :


    ونتيجة لإصراره على خط الجهاد حكم عليه الديوان العرفي الفرنسي في اللاذقية وعلى مجموعة من اتباعه بالإعدام " فلم يزده ذلك إلا مضاء وإقداما " وطارده الفرنسيون فقصد دمشق وفي العام 1920 غادر القسام دمشق بعد أن احتلها الفرنسيون قاصداً فلسطين ليبدأ في تأسيس حركته الجهادية ضد البريطانيين والصهيونيين .





    الشيخ القسام في فلسطين :


    بعد أن قدم الشيخ القسام إلى حيفا بدأ في الأعداد النفسي للثورة وجعل القسام من دروسه في المسجد التي تقام عادة بين الصلوات المفروضة ، وسيلة لإعداد المجاهدين وصقل نفوسهم وتهيئتها للقتال في سبيل الله ، معتمدا اختيار الكيفية دون الكمية ، وكان للشيخ القسام حلقات درس يُعلم فيها المسائل الدينية، ولكنه كان أكثر المشايخ تطرقا لضرورة الجهاد ولمنع الصهيونية من أن تحقق أحلامها في بناء وطن قومي على أرض فلسطين ، وكان يركز على الاستعمار البريطاني وعلى الصهيونية ، ولقد استجوبته السلطات البريطانية لعدة مرات ، ولما كان له شعبية كبيرة كانت الحكومة تتجنب اعتقاله ، وكان من نتيجة وطنية الشيخ ودعوته للجهاد أن التف حوله جماعة من الرجال دفعتهم الوطنية والإيمان .

    وكان الشيخ يجلس مع رفاقه بعد صلاة الفجر في حلقة صغيرة يتحدث الشيخ عن فضائل الجهاد في الإسلام وثواب الاستشهاد في الآخرة .

    استغل الشيخ القسام ثورة البراق وأخذ يدعو في خطبه العرب و المسلمين إلى التصدي لكل من الإنجليز والصهيونية الحاقدة .

    وكان يُذكّر الناس بالشهداء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير ويحث الناس على الجهاد باستمرار .





    تأسيس جمعية الشبان المسلمين ونشاط القسام فيها:



    أسس الشيخ القسام هو وصديقه رشيد الحاج إبراهيم رئيس فرع البنك العربي في المدينة فرع لجمعية الشبان المسلمين . وكان ذلك في شهر أيار من عام 1928م .

    وكان الشيخ القسام يزور القرى المجاورة والمدن ويدعو فيها للجهاد وفي ذلك كان يختار القسام العناصر الطليعية للتنظيم وبدأت عصبة القسام السرية تنسج خيوطها الأساسية في عام 1925م ولكن العصبة لم تبدأ عملها الجهادى إلا بعد العام 1929 م .

    وكان الأسلوب الذي اتبعة القسام في تنظيم الأفراد يعتمد على مراقبته المصلين وهو يخطب على المنبر ، ثم يدعو بعد الصلاة من يتوسم به الخير لزيارته ، وتتكرر الزيارات حنى يقنعه بالعمل لإنقاذ فلسطين ضمن مجموعات سرية لا تزيد عن خمسة أفراد ثم اتسعت المجموعات لتضم 9 أفراد ، وكان يشرف على الحلقة الواحدة نقيب يتولى القيادة والتوجيه، ويدفع كل عضو مبلغاً لا يقل عن عشرة قروش شهرياً .



    خطبة القسام الأخيرة في حيفا :



    وقف للمرة الأخيرة خطيبا في جامع الاستقلال في حيفا "وخطب في جمع من المصلين وفسر لهم الاية الكريمة :" ألا تقاتلون قوما نكثوا إيمانهم وهمّوا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة . أتخشونهم؟ فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين" (التوبة 13-14) " وكان في صوته تهدج وحماسة وفي نبراته رنين ألم ممض، وفي عينيه بريق من بأس وقوة" وقال أيها الناس : لقد علمتكم أمور دينكم، حتى صار كل واحد منكم عالما بها، وعلمتكم أمور وطنكم حتى وجب عليكم الجهاد، ألا هل بلغت؟اللهم فاشهد: فإلى الجهاد أيها المسلمون، إلى الجهاد أيها المسلمون .

    وما أن أنهي خطابه حتى كان الحاضرون قد أجهشوا بالبكاء واقبلوا على يديه يقبلونهما وعاهدوه على القتال في سبيل الله . وبعد ساعة من إلقاء الخطبة أخذت السلطة تفتش عن الشيخ القسام للقبض عليه ومحاكمته ولكنه كان قد ودع أهله وعشيرته ، وحمل بندقيته وذهب وصحبه إلى الجبال ليجاهدوا وليستشهدوا .

    ويذكر أن سيارة كانت تنتظره خارج المسجد ولم يشاهد مرة أخرى بحيفا بعد ركوبه فيها .




    حادثة الاستشهاد



    غادر الشيخ القسام مع مجموعة من المجاهدين حيفا متجهاً إلى يعبد ، وكان يتعقبهم مجموعة من عملاء البريطانيين إلى أن عرفوا مكان استقرار الشيخ و رفاقه، فحاصرهم البوليس الإنجليزي يوم 20/11/1935م وكان يقدر عدد أفراد البوليس ب 150 فردا من الشرطة العرب والإنجليز وحلق القائد البريطاني فوق موقع الشيخ ورفاقه "في أحراش يعبد" في طائرته وعندها عرف القسام أن البوليس قادم لا محالة … عندها أعطى الشيخ لاتباعه أمرين :-

    عدم الخيانة حتى لا يكون دم الخائن مباحا .

    عدم إطلاق النار بأي شكل من الأشكال على أفراد الشرطة العرب، بل إطلاق النار باتجاه الإنجليز . وكان الضباط الإنجليز قد وضعوا البوليس العربي في ثلاثة مواقع أمامية ولم يكن هؤلاء عارفين بحقيقة الجهة التي أُحضروا إليها وحقيقة الجماعة التي يطاردونها .

    اتخذت المعركة بين الطرفين شكل عراك متنقل ، وساعدت كثافة الأشجار على تنقل أفراد الجماعة من موقع إلى آخر و استمرت حتى الساعة العاشرة صباحاً . و كان الشيخ من الفعالين في القتال ، فقد حارب ببندقية و مسدس بالتناوب ، في الوقت التي كانت شفتاه تتفوهان بالدعاء … ورغم المقاومة الباسلة التي أبداها الشيخ ورفاقه ، فقد كانت نتيجة المعركة استشهاد الشيخ و اثنان من رفاقه .

    وبعد انتهاء المعركة ، تعمد قائد البوليس الإنجليزي أهانة جثة الشهيد القسام و يقال أنه داس على رقبته .




    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 13:10

    (( موقف العالم المجاهد عز الدين القسام الأزهري من الحركة الوهابية ))



    قال الشيخ : أبو عبيدة مشهور بن سلمان آل حسن في مقدمة كتابه ( السلفيون وقضية فلسطين ) و الذي هو تحقيق لكتاب : ( النقد والبيان في دفع أوهام خزيران ) من تأليف : مُحَمَّد كامل القَصَّاب و مُحَمَّد عزّ الدِّين القَسَّام :-

    [ ... فإن هذه الرسالة نادرة وهامة، وذلك من وجوه عديدة:
    الوجه الأول: أنها من تأليف المجاهد الفلسطيني([1]) محمد عز الدين القسام
    الوجه الثاني: أنها تُثْبتُ شيئاً مجهولاً عند مترجمي (القسام)، لم أر من ركز عليه منهم؛ وهو: أنه (سَلَفي)، ولا سيما في منهجه واستدلاله، وكل سطر فيها يدل على ذلك، وهذه مقتطفات من هذه الرسالة؛ تدل على ذلك:

    قال المؤلفان في الرد على خزيران وشيخه الجزار بعد كلام:


    «وكُنّا نودُّ أن نرشدَ الأستاذ الجزَّار وتلميذَه إلى الاستفادة من هذا الكتاب -يريدان «الاعتصام»([2]) للشاطبي- الذي لا ندّ له في بابه، ولكنا خشينا أن يرميا مؤلِّفَه بالنَّزْعة (الوهابيَّة)([3]) -التي هي حجة العاجز لترويج الباطل، وإضاعة الدين- التي رميانا بها، وإنْ تقدَّمَ زمن ذلك الإمام الشاطبي العظيم على زمن محمد بن عبدالوهاب ما يقرب من (500 سنة)!! لأنه لا يبعد أن يعلّلا ذلك بأنه من باب أخذ المتقدِّم عن المتأخِّر!!»([4]).
    وأشارا إلى ذلك -قبل-، فقالا عن خزيران (المردود عليه):

    «ورمانا - عفا اللّه عنه- بالزَّيغ والضلال([5])، لاتّباعنا السنة الموروثة عن النبي r ، في الأقوال والأفعال...»([6]).

    وقالا في الرد على قول خزيران: «ما عدا مَن أزاغ اللّهُ قلوبَهم من الاقتصار على أصل المنقول عن النبيr » ما نصه:

    «يعلم أنَّ ذلك الدَّعي في العلم يعدُّ العملَ بسنَّة الرسول r زيغاً، والعياذ باللّه -تعالى-»([7]).

    قال أبو عبيدة: الأصل: أن لا نخرج عن ظاهر النصوص إلا بقرائن قويّة، إذ دلالة الظاهر قويّة، نقل ابن حجر([8]) في ترجمة أبي حيان الأندلسي،قوله: «محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من عَلق بذهنه».


    وقالا - أيضاً-:

    « ونحن من أشد الناس تمسّكاً به- أي: بخطاب النبيr-... وأكبر دليل على تمسّكنا بسنَّة نبيِّنا، وسنة الشَّيخين من بعده: نهينا الناس عن مخالفة سنَّة الخلفاء الراشدين في تشييع الجنازة برفع الصَّوت »([9]).

    وقالا: «فهل يرضى أهلُ الاختصاص أن يتركوا سنّة الرسول r ، ويتركوا ما كان عليه الصحابة والأئمة المجتهدون، وما كان عليه السلفُ الصالح، ثم يتبعوا بدعةً...»([10]).

    وذكرا -أيضاً- ضرورة الاستدلال بالصحيح من قوله r، ونبذ الضعيف، والواهي، والموضوع([11]).


    وقد شهد بمضمون (سلفيّته) جمعٌ ممن قرظ هذه الرسالة، كما تراه في آخرها وأشار إلى ذلك جمع([12])،

    وتأثر بذلك تلاميذه، فإنهم انطبعوا بطابع التربية الإيمانية، سلوكاً وأقوالاً، وإن العقيدة السلفية الصحيحة، والثقافة الإسلامية المقتبسة من القرآن والسنة أثرت فيهم تأثيراً بالغاً، قال أحمد الشقيري([13]) واصفاً أصحاب القسام وتلاميذه: «لم تجر على ألسنتهم تعابير (الكفاح المسلح) و(الحركة الوطنية) و(الاستعمار والصهيونية)، فقد كانت تعابيرهم -على بساطتها([14])- تنبع من ينبوع أروع وأرفع، هو «الإيمان والجهاد في سبيل اللّه»، لقد كانوا قوماً مؤمنين، صنعهم الإيمان، فصفت نفوسهم، وتآلفت إراداتهم، وتعاظمت عزائمهم، وأحسوا أن حبلهم مع اللّه قد أصبح موصولاً، وأن الباب بينهم وبينه قد بات مفتوحاً»([15]).


    وذكرت الكتب التي ترجمت له:

    أن همَّ القسام الأول: تخليص الدين من الشوائب، وإخلاص العقيدة للّه وحده؛ لأنّ العقيدة الخالصة للّه هي مصدر القوة، ففي سبيل إخلاص العقيدة للّه وحده، وطلب العون منه، حارب القسام حج النساء إلى (مقام الخضر)([16])، على سفوح جبال الكرمل، لذبح الأضاحي شكراً على شفاء من مرض أو نجاح في مدرسة، وكنّ -بعد تقديم الأضحية- يرقصن حول المقام الموهوم، فدعا القسامُ الناسَ إلى أن يتوجَّهوا بنذورهم وأضاحيهم إلى اللّه -تعالى- فقط؛ لأنه -وحده- القادر على النفع والضرّ، وأما أصحاب القبور فلا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، فكيف ينفعون الآخرين؟!
    وفي سبيل الاستفادة من السيرة النبويّة، أنكر القسامُ قراءةَ المولد النبوي بالغناء والتمطيط، والمبالغة بتوقيعه على ألحان الموسيقا، والاكتفاء بسيرة الولادة فقط، مع ما أدخل فيها من الأمور التي لم تثبت، ودعا إلى العناية بالنبي r أحواله وشمائله، والسنّة العملية من سيرته؛ لتكون نبراساً يستضيء به المسلمون([17]).
    وبالجملة؛ فإن العقيدة السلفية الصحيحة، والمنهج السلفي في التلقي والاستدلال، هو الذي كان عليه القسام ورفيقه، وهذا ظاهر للعيان في كتابه هذا، وفي دعوته ونشاطه وتلاميذه، واللّه الموفق ] .


    الهامش : .................................................. ...................


    [1] أصله سوريّ، انظر ترجمته الآتية (ص 114-124).
    ذكر الأستاذ الدكتور شاكر الفحام -عضو المجلس الاستشاري لهيئة «الموسوعة الفلسطينية»ورئيس مجمع اللغة العربية في دمشق- أنَّ مسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية عابوا على «الموسوعة الفلسطينية»، أنها جعلت (عزّ الدين القسام) من مواد «الموسوعة»، وقالوا: إن عزّ الدين القسام، رجلٌ من سورية، وليس له مكان في «الموسوعة الفلسطينية»؛= =لأنها مخصصة للقطر الفلسطيني...
    ولكن الحقيقة التي أخفوها، أنّهم كرهوا وجودَ القسام في «الموسوعة»؛ لأنهم يخشون أن يظهرَ تاريخُهم خالياً من الأمجاد إذا قيس بتاريخ عزّ الدين القسام!!
    و(فلسطين) بقيت تابعة حتى نهاية العصر التركي لولاية (الشام)، ولم يكن (فلسطين) موجوداً في التقسيمات الإدارية، ولم تكن النزاعات العصبية والحميات القبلية مشتدّة، إذ كانت فلسطين -آنذاك- تشغل بال المسلمين جميعاً، ومنهم القسام، ولم يهاجر -رحمه اللّه- إلى (حيفا) إلا للجهاد، ولم يكن معه أحد من قبيلته -آنذاك- إلا ابنا أخيه -رحم اللّه الجميع-.

    [2] نشرته عن نسختين خطيتين، لم ينشر الكتاب -قبل- عنهما، والفروق كبيرة بين نشرتنا والطبعات السابقة، فضلاً عن التخريج والتوثيق والتعليق والفهرسة، والحمد للّه الذي بنعمته تتم الصالحات .

    [3] انظر -لزاماً- ما كتبناه بشأن هذه الكلمة في التعليق على (ص 61-63).
    [4] «النقد والبيان» (ص 61-62).

    [5] المراد: رميهما بـ (النزعة الوهابية) كما في النص السابق، وقد أفصح عن ذلك الشيخ محمد جميل الشطي في كلمته المنشورة في آخر الرسالة (ص 201) بقوله: « والمصيبة كل المصيبة: أنه متى قام نابغةٌ من علمائنا يخالف مثل هؤلاء، داعياً إلى الدِّين الصحيح؛ مثل: صاحبي هذه الرسالة: الأستاذين الشيخ كامل القصاب، والشيخ عز الدين القسام... جافَوْه، وناوؤوه، ووصموه باسم الوهابية، وهذا -ولا شك- أنه من علائم الجهل والحسد».

    [6] «النقد والبيان» (ص 5).

    [7] «النقد والبيان» (ص 90).

    [[8] في «الدرر الكامنة» (4/304)، وعنه صديق حسن خان في «التاج المكلل» (ص 348)، وذكر هذا الشوكانيُّ في «البدر الطالع» (2/290)، ثم قال:
    «لقد صدق أبو حيان في مقاله، فمذهبُ الظاهر هو أوَّلُ الفِكر وآخرُ العمل عند من مُنِح الإنصاف، ولم يَرِد على فطرته ما يُغيّرها عن أصلها، وليس هو مذهبُ داودَ الظاهريِّ وأتباعه فقط، بل هو مذهب أكابرِ العلماء المتقيدين بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن، وداود واحد منهم، وإنما اشتُهرَ عنه الجمودُ في مسائِلَ وقف فيها على الظاهر، حيث لا ينبغي الوقوف، وأهمل من أنواع القياس ما لا ينبغي لمنصفٍ إهماله.
    وبالجملة؛ فمذهبُ الظاهِر: هو العملُ بظاهِرِ الكتاب والسُّنَّةِ بجميع الدّلالات، وطرح التحويل على محض الرأي الذي لا يرجِعُ إليهما بوجهٍ من وجوه الدلالة.
    وأنت إذا أمعنت النَّظَرَ في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة؛ وجدتها من= =مذهب الظاهر بعينه، بل إذا رُزِقتَ الإنصاف، وعرفتَ العلوم الاجتهادية كما ينبغي، ونظرت في علوم الكتاب والسنة حقَّ النَّظر كنت ظاهريّاً؛ أي: عاملاً بظاهر الشرع منسوباً إليه، لا إلى داود الظاهري، فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقةٌ، وهذه النسبة هي مساويةٌ للنسبة إلى الإيمان والإسلام، وإلى خاتم الرُّسُلِ -عليه أفضل الصلوات والتسليم-، وإلى مذهب الظاهر بالمعنى الذي أوضحناه. أشار ابن حزم -رحمه اللّه- بقوله: وما أنا إلا ظاهريٌّ، وإنني على ما بدا حتى يقوم دليل» ا.هـ. وانظر: «إعلام الموقعين» (5/180 - بتحقيقي)، «العلم» (ص 180-181) للشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه اللّه-.

    [9] «النقد والبيان» (ص 90).
    [10] «النقد والبيان» (ص 94).

    [11] انظر «النقد والبيان» (ص 142).

    [12] خلافاً لما في «الأعلام الشرقية» (1/349) عنه: «شيخ الزاوية الشاذلية في جَبَلة الأدهمية من أعمال اللاذقية في شمالي سوريا»!
    = بل اشتط كثير من الباحثين من العلمانيين، وغيرهم من الثوريين، لما راحوا يقررون «أن القسام كان يهدف إلى بناء دولة (اشتراكية)»! كما في «تاريخ الأقطار العربية الحديث» (ص 366) للوتسكي، وفيه -أيضاً- (ص 369): «إن جوهر العلاقة بينه وبين أتباعه كانت سياسية لا دينية»!! وكل هذا كذب وافتراء عليه، وتغييب لسلفيّة القسام واعتقاده السليم، الذي عمل دهراً على ترسيخه في أبناء شعب فلسطين، وما كتابنا هذا إلا ثمرة ودليل -في آن واحد- على ذلك.

    [13] هو أحمد أسعد الشقيري، من أعلام فلسطين البارزين، كاتب، محام، سياسي، دبلوماسي، أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، توفي سنة 1400هـ - 1980م، ترجمته في «أعلام فلسطين من القرن الأول حتى الخامس عشر» (1/147-157)، «معجم أعلام المورد» (260).

    [14] انظر -لزاماً- خطأ استخدام هذه الكلمة فيما علقناه على (ص 26).

    [15] «أربعون عاماً» (ص 145).

    [16] مقام الخضر: يقع عند أقصى حدّ حيفا إلى الغرب من سفح جبل الكرمل،= =وهو بناءٌ قديم وسط حديقة، كان يضمُّ مسجداً فيه مغارة، تضم كتابةً يونانيةً، يزعم بعض الناس أنه مقام الملاك جبريل، ويعتقد آخرون أنه مدرسة الأنبياء!!

    [17] « عز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين» (172-173) لمحمد حسن شُرَّاب .
    ............................. .........................................



    وله الكثير من الفتاوى التي توافق فتاوى الوهابيين وقد جمعتها في رسالتي ( موافقة فتاوى الأزهريين لفتاوى الوهابيين ) ومن ذلك :

    1_ ألف بالاشتراك مع محمد كامل القصاب رسالة ماتعة في رد بدعة الجهر بالذكر في تشييع الجنازة وضمناها رد الكثير من البدع كإحياء ذكرى المولد النبوي وإحياء ليلة النصف من شعبان بصلوات وأذكار مخصوصة وبدعة التوحيش وهى أناشيد توديع رمضان التي تقام إذا بقى من رمضان أيام قليلة من طرف المؤذنين بعد سلام ال؟إمام من الوتر راجع ( السلفيون وقضية فلسطين ) ص 4,117,118


    2_ حارب رحمه الله عزوجل حج النساء إلى مقام الخضر بجبال الكرمل قرب حيفا لتقديم النذور وذبح القرابين للشفاء من المرض أو نجاح في مدرسة وكن يرقصن حول المقام الموهوم فدعا الناس إلى أن يتوجهوا بنذورهم وأضاحيهم إلى الله تعالى فقط لاأنه وحده هو القادر على الضر والنفع راجع السلفيون ص (9-10)


    كل هذه الأمور تبين بوضوح موقفه من الحركة الوهابية فجزاه الله خير الجزاء

    الموضوع منقول

    من موقع التصوف العالم المجهول
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 13:11

    (( موقف العلامة الأزهري إسحاق بن عبدالرحمن آل الشيخ من الحركة الوهابية ))


    أولا : ترجمة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ
    ( 1276هـ-1319هـ )



    هو العلامة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن ابن حسن بن محمد بن عبد الوهاب آل الشيخ الأزهري النجدي .
    وُلد في مدينة الرياض عام 1276هـ، ونشأ بها نشأة صالحة في بيت علم وصلاح وتقى، فشرع في طلب العلم وأخذ يقرأ على أخيه الشيخ عبد اللطيف، والشيخ حمد بن عتيق، وابن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، والشيخ الفقيه محمد بن محمود، والشيخ الخطيب الواعظ عبد الله بن حسين المخضوب، والشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد، فأدرك إدراكاً تاماً في العلوم الشرعية.
    فلمَّا هاجت الفتن واستولى آل رشيد على الرياض، ارتحل آل سعود إلى الكويت، ولم تطب له الإقامة في نجد، فرحل إلى الهند عام 1309هـ، وأكمل دراسته هناك، وأخذ عن المحدث الكبير الشيخ نذير حسين، وأجازه وأخذ عنه الحديث المسلسل بالأولية عن مشايخه، ثم ارتحل إلى مدينة (بهوبال) بالهند، فقرأ فيها على الشيخ حسين بن محسن الأنصاري، والشيخ العلامة سلامة اللّه، وأجازاه في مروياتهما، كما أخذ عن الشيخ محمد بشير، فصار من كبار علماء وقته في الأصول والفروع وعلوم العربية، وأرسل من الهند إلى الرياض قصيدة مؤثرة صارت تُنشد في المجامع والبيوت في الرياض، يتذكر فيها عهوده الخالية وبلاده المحكومة، ويترحَّم على أسلافه الماضين، كما سافر إلى مصر لطلب العلم، وقرأ على علماء الأزهر الشريف بمصر مدة طويلة، واجتمع بابن أخيه أحمد بن عبد اللطيف، ورغبه في الخروج معه إلى نجد، ولكنه امتنع.


    تلاميذه :

    الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ والشيخ فوزان السابق والشيخ عبدالله بن فيصل والشيخ عبدالعزيز بن عتيق وغيرهم

    وفاته :
    توفى في اليوم التاسع والعشرين من شهر رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف في مدينة الرياض ورثاه العلماء


    ((( موقف العلامة الأزهري إسحاق بن عبدالرحمن آل الشيخ من الحركة الوهابية )))

    له رحمه الله عزوجل الكثير من الردود في الطاعنين في دعوة الإمام منها رد على أمين بن حنش العراقي في طعنه في دعوة الإمام كما كان له الجهد المشرف في الدعوة إلى التوحيد وتدريس كتب التوحيد حيث اشتغل بالتدريس والإفادة فنفع الله بعلمه واستفاد منه خلق كثير فرحمة الله عليه
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 13:13

    ((( موقف العلامة أبي شعيب بن عبدالرحمن الدكالي الأزهري من الحركة الوهابية )))


    أولا : ترجمة الشيخ :

    هو الشيخ العلامة أبو شعيب بن عبدالرحمن الصديقي وكان يكتب أحيانا بخطه شعيب بن عبدالرحمن المغربي وكنيته أبو مدين ولد سنة خمس وتسعين ومائتين وألف للهجرة و ينتسب إلى بيت الصديقات من قبيلة أولاد عمرو، إحدى قبائل دكالة العربية، والمستوطنة قرب مدينة الغربية جنوب مدينة الجديدة،ورث العلم والنباهة عن أسرة اشتهرت بالعلم والفضل والصلاح، وتعدد علماؤها من أمثال الشيخ الصالح أبي فراس عبد العزيز جد أبي شعيب الدكالي، وعميه أبي شعيب ومحمد ابني عبد العزيز، فسار على نهجهم، وصقل ذلك الإرث بالممارسة والرحلة إلى منابع العلم الصافي، وحاز مكانة رفيعة بين علماء المغرب والمشرق.


    تلقى أبو شعيب الدكالي تعليمه الأولي بمسقط رأسه، على يد شيوخ وعلماء القبيلة وعلمائها من أمثال العلامة ابن عزّوز، والعلامة محمد الصديقي، ومحمد الطاهر الصديقي وغيرهم. ثم انتقل إلى الريف حيث زاول بها دروس الفقه والحديث والقراءات.



    ((( سفره إلى مصر ودراسته في الأزهر )))

    وفي سنة 1315 هـ رحل إلى مصر فمكث بها مدة طويلة وأخذ فيها العلم عن علماء الأزهر مثل:


    1- الشيخ سليم البشرى

    2- العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي

    3-، والشيخ محمد محمود الشنجيطي اللغوي الشهير

    4- والشيخ أحمد الرفاعي

    5- الشيخ محمد عبده حيث كان يرأس لجنة الامتحان التي تقدم إليها الشيخ شعيب ليحصل على معدل مناسب يستطيع الدخول به إلى جامعة الأزهر وغيرهم كثير.


    وبعد ذلك قصد مكة المكرمة طلبا للعلم والمعرفة، ودرس على يد جل علمائه ا، وأجازه عدد كبير من شيوخ العلم من البلاد العربية كاليمن والعراق والشام إضافة إلى بعض علماء الهند. و حظي عند أمير مكة،خلال هذه الفترة، بالحظوة الحسنة فأكرمه وبالغ في احترامه وتعظيمه، وقدمه في مجالس العلماء، وولاه بعض الوظائف الدينية، كالخطابة في الحرم المكي، والإفتاء في المذاهب الأربعة.


    وفي سنة 1325 هـ ـ 1907 م عاد إلى أرض الوطن واستقر بمدينة فاس، وقربه السلطان مولاي عبد الحفيظ، وتهافت عليه علماء فاس وطلبتها وأعيانها. وفي هذه الفترة أعلن مواجهته البدع ومقاومة الخرافات والأباطيل، ونصر السنة وقيم الدين الإسلامي الصحيحة، وفي سنة 1328 هـ أرسله المولى عبد الحفيظ إلى الحجاز لاقتناء أملاك تحبس على الحرمين. ثم عاد إلى المغرب في السنة الموالية 1329 هـ وقد بزغ نجمه وذاع صيته في كل البلاد العربية، فولاه قضاء مراكش، واشتهر بالنزاهة والعدل. وفي سنة 1330 هـ تم تعيينه وزيرا للعدل والمعارف. وفي سنة 1342 هـ ـ 1923 م قدم استعفاءه لأسباب صحية فمنح إذ ذاك اعترافا له بالجهود التي بذلها في مهامه؛ لقب" وزير شرفي".


    وكانت دروس أبي شعيب الدكالي في مدينة فاس نموذجا حيا لطاقة علمية كبيرة، واطلاع واسع في كل مجالات علوم الدين، من علوم الحديث والسنة، وفقه معاني الآثار، ومعرفة دقيقة برأي أئمة المذاهب، وعرف عنه حفظ المتون، والجمع بين الروايات ومعرفة المخرجين والتابعين، وأنساب الرواة وتراجمهم. كما كان عارفا بعلوم القرآن وقراءاته وإعرابه وناسخه ومنسوخه، وأحكامه ومعانيه، ووجوه بلاغته، وأنواع تفسيره، متمكنا من علوم اللغة العربية بأنواعها. وكان مقصد العلماء والطلبة، وسمع عنه عدد كبير من العلماء سواء بفاس أو غيرها من المدن الأخرى التي حل بها في بلدان المغرب أو المشرق، حيث ألقى دروسا بالأزهر بمصر وبجامع الزيتونة بتونس. وتتلمذ على يديه جيل من العلماء والمفكرين المغاربة الذين أسهموا في بناء المغرب الحديث. ونظرا لهذه الدرجة العلمية العالية أحرز الرياسة العلمية في الدروس السلطانية بالقصر الملكي على عهد السلطان مولاي عبد الحفيظ ، والسلطان المولى يوسف، والعاهل محمد الخامس الذي ظل في كنفه إلى أن وافته المنية سنة 1937.
    رحل قديماً إلى مصر والحجاز، ولقي الأكابر، وأمَّ الناس في الحرم المكي ، فتأثر بالدعوة الإصلاحية في مكة والحجاز ، عاد إلى المغرب تعظمه الملوك ، وقام بالدعوة إلى العمل بالحديث مع احترام المذهب المالكي وعدم التعصب له ، وفي العقيدة دعا إلى مذهب السلف ورد على المتكلمين ، ودعا إلى انتهاج السنة ونبذ البدعة وهاجم الطرق الصوفية بشدة ، وسفه شعائرها.


    أقبل عليه الناس وتتلمذ عليه الكثيرون ، وعدوه مجدداً لدين في المغرب الأقصى.


    وهو إمام جليل في علمه وغزارة درسه ، مشهور بكثرة التلاميذ والأتباع.


    ترك أبو شعيب الدكالي من خلفه عدداً كبيراً من العلماء، خاصة لما استقر في رباط الفتح، فقد درس جميع كتب السنة الستة ، مع جملة وافرة من كتب الأدب ، وتفسير القرآن الذي كان من خلاله ينشر أفكاره الإصلاحية.


    تلاميذه :-

    1- الشيخ محمد بن الحسن الحجوي

    2- الحافظ محمد المدني بن الغازي العلمي

    3- القاضي الإمام محمد بن عبد السلام السائح الرباطي

    4- القاضي عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي الفهري

    5- العلامة الشريف محمد بن العربي العلوي

    6- الشيخ المقرئ محمد بن المكي بربيش الرباطي وغيرهم


    (( موقف العلامة أبي شعيب بن عبدالرحمن الدكالي الأزهري من الحركة الوهابية ))

    يتضح موقفه من الحركة الوهابية من خلال عدة أمور :


    1- دعوته إلى التمسك بمذهب السلف الصالح


    قال عبدالله الجراري ( كان ينادي برد الناس إلى الكتاب والسنة ويحضهم على اتباع مذهب السلف الصالح ونبذ مايؤدي إلى الخلاف وما ينشأ عنه من الحيرة والدوران في منعرجات الطرق .......) راجع المحدث الحافظ ص 80



    وقال ص 14


    ( وكان يحمل حملات شعواء رافعا مشعل المقاومة ذائدا في إخلاص وإيمان عن الحنفية السمحة صابرا على ما وجه إليه من معارضة المتطرفين من أهل الزوايا )



    2- تصريح كثير ممن ترجم له بأنه سلفى العقيدة والمشرب


    قال الجراري في كتابه السابق ص 82

    ( وسلفيته الصالحة المشبعة بأفكاره التحررية وآرائه المنطقية التي كونت منه رجل المقاومة لكل ما يمت بسبب إلى الشعوذة والشعبذة وما كان يبدو من بعض الطوائف من غلو وانحراف عن الجادة ........ )


    وقال الرحالي الفاروقي

    ( وكان ينادي في كثير من دروسه باعتبار المعرفة الصحيحة أساسا للحضارة الإسلامية واعتبار العقيدة السلفية التي جاء به الكتاب والسنة حصنا من الأمراض الوثنية وكان رحمه الله حربا على البدعة لا تأخذه في الله لومة لائم ويحمل حملات عنيفة ضد العقيدة المخلوطة بالشك والشرك ....) راجع شيخ الإسلام أبوشعيب الدكالي ص ( 51 - 52 )


    3- محاربته للشرك


    قال عبدالله الجراري :

    ( والشيخ الدكالي رحمه الله عمد إلى شجرة كانت بباب لبية جوار ضريح سيدي المكنود المجاور للسور الأندلسي وقطعها إذ كان النساء يعتقدن بها تمائم وحروزا وشعورا وخرقا كتبرك رجاء دفع ما كان يجول في خواطرهن ........... ولا غرابة ما دام الشيخ من رواد السلفية الصادقة ومحاربة كل ما يمت بصلة إلى الخرف والشعوذة تنقية للأفكار وتطهيرها من آثار الخرافات والوثنية )

    راجع المحدث الحافظ ص 30 وما بعدها


    4- توزيعه لكتب الوهابية

    فقد ذكر من ترجم له أنه التف حول الشيخ جماعة من الشباب النابغ يوزعون معه الكتب التي يطبعها السلفيون بمصر ويطوفون معه لقطع الأشجار المتبرك بها والأحجار المعتقد فيها راجع ( الحركات الاستقلالية في المغرب العربي ص 153


    كل هذه الأمور وغيرها تبين بوضوح موقفه من الحركة الوهابية فرحمه الله عزوجل وأسكنه فسيح جناته
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( موقف أعلام الأزهر من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - السلفية )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 13:15

    موقف العلامة المتفنن الأزهري عبدالرحمن بن عبدالله آل الشيخ الأزهري من الحركة الوهابية ))


    أولا : ترجمة الشيخ :

    هو الشيخ العلامة الإمام عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ولد في الدرعية سنة تسع عشرة ومائتين وألف من الهجرة ونشأ بها وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف من الهجرة نقل مع أبيه وغيره من أعيان نجد إلى مصر فأقام بها وتعلم في الجامع الأزهر ثم صار مدرسا فيه برواق الحنابلة .

    قال الشيخ العلامة عبدالرزاق البيطار :


    الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبدالوهاب النجدي العالم المشهور والهمام .. التفت إلى الطلب والتعلم والتعليم والاستفادة والإفادة إلى أن صار في الأزهر شيخ رواق الحنابلة وكان ظاهر التقوى والصلاح والزهد والعبادة .

    وقال الحلواني :

    وكان عالما فقيها ذا سمة حسنة يظهر عليه التقى والصلاح
    وبقى فيها إلى أن توفى سنة أربع وسبعين ومائتين وألف رحمه الله تعالى



    (( موقف العلامة المتفنن الأزهري عبدالرحمن بن عبدالله آل الشيخ الأزهري من الحركة الوهابية ))


    له رحمه الله عزوجل الجهد المشرف في الدعوة إلى التوحيد حيث جاء في تاريخ علماء نجد :

    وبلغني أن جماعة السبكية لم يعتنقوا المذهب الحنبلي ولم يكونوا محققين لتوحيد العبادة إلا عن طريقه

    راجع التاريخ 2/ 394

    كما كان له الجهد في تدريس كتب جده الإمام محمد فرحمه الله عزوجل وأسكنه فسيح جناته




    والنقل

    بتقديم وتأخير
    لطفـــــــــــــــــاً .. من هنــــــــــــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 19:56