بسم الله الرحمن الرحيم
تبرئة الإمام الصنعاني من قصيدة في ذم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما
بعد :
فإن مما يُفرح القلب ، ويُثلج الصدر ، وتَقرُ له العين ، ويطمئن له الفؤاد
ما جاء في القصيدة التي مدح بها الإمام الصنعاني - رحمه الله تعالى - شيخ
الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، وذلك أن الصنعاني رحمه الله لمّا بلغه دعوةُ
شيخ الإسلام إلى إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك ونبذ التقليد أعلن تأييده
بقصيدته التي يقول في مطلعها :
سلام على نجد ومن حلّ في نجد ** وإن كان تسليمي على البُعد لا يجدي
وإن من المؤسف والمحزن في آن واحد ، أن نرى كثيراً ممن ترجم للإمام
الصنعاني - رحمه الله – يُـثبت هذه القصيدة زاعماً أن ذلك كان منه أول
الأمر ثم رجع عنها بقصيدة أخرى مطلعها:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي ** قد صح لي عنه خلاف الذي عندي
وقد تمسك كثير من المبتدعة ، وأصحاب الفرق الضالة بهذه القصيدة
المكذوبة على الإمام الصنعاني للطعن في شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله ودعوته .
ولا يشك من نظر في سيرة الإمام الصنعاني - رحمه الله تعالى - وما كان عليه
من حسن معتقد وفقه صاف ودعوة صادقة أن مثل هذه القصيدة لا تصدر عنه ، بل
هو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليه السلام .
فالصنعاني رحمه الله من أكابر علماء أهل السنة والجماعة ، الداعين
إلى نبذ التقليد ، والعمل بالدليل ، ومحاربة الشرك ، ونشر التوحيد .
وهو القائل - كما في كتابه منحة الغفار - : " إن التمذهب منشأ فرقة
المسلمين ، وباب كل فتنة في الدنيا والدين ، وهل مزق الصلوات المأمور
بالاجتماع لها في بيت الله الحرام إلا تفرق المذاهب النابت عن غرس شجرة
الالتزام ، وهل سفكت الدماء وكفر المسلمون بعضهم بعضاً إلا بسبب التمذهب ،
فإن الله تعالى فرض على الخلق طاعته وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم
يوجب على الأمة طاعة واحد بعينه .." .
قال صديق القنوجي رحمه الله : " وهو – أي الصنعاني – لا ينسب إلى مذهب ،
بل مذهبه الحديث .... ، بلغ رتبة الاجتهاد المطلق ، ولم يقلد أحداً من أهل
المذاهب ".
ولقد أصاب الصنعانيَ رحمه الله في سبيل ذلك أذى كبير ، بل إنه أوذي
أشد الإيذاء ، وقد عانى رحمه الله تعالى بسبب دعوته ، وهذا حال كل إمام
يدعو إلى الاجتهاد ونبذ التعصب .
وكيف لا يصيبه ما أصابه وقد نشأ بين الزيدية ، فلمّا تبين له عوار مذهبهم
، وضلالهم ، وكثرة مخالفتهم للكتاب والسنة لم يقف مكتوف الأيدي ، بل صدح
بالحق . قال الإمام الآلوسي : " وممن قيّضه الله لدرء مفاسد هذا المذهب (
أي الزيدية ) محمد بن إسماعيل الأمير ، وكان من أكابر أهل السنة ، ولم
يألُ جهداً في الرد على الزيدية وهدم أركان مذهبهم أصولاً وفروعاً " .
وقال أيضاً : " خالف الزيدية في عشرات المسائل وترتب على ذلك أن أخرجوه من اليمن وخربوا داره وآذوه كل الإيذاء " .
فرحم الله الإمام الصنعاني رحمة واسعة ، وحُق له ما قاله فيه الأئمة . قال
الشوكاني - رحمه الله – ( في ترجمة الصنعاني ) : " الإمام الكبير المجتهد
المطلق ، صاحب التصانيف ، برع في جميع العلوم ، وفاق الأقران ، وتفرد
برئاسة العلم في صنعاء ، وتظهر بالاجتهاد ، وعمل بالأدلة ، ونفر عن
التقليد وزيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية " . البدر الطالع .
وقال عنه أيضاً : " وبالجملة فهو من الأئمة المجددين لمعالم الدين " .
وقال الآلوسي : " محمد بن إسماعيل الأمير مجدد القرن ، ومجتهد ذلك العصر ، وكان من أكابر أهل السنة " المسك الإذفر .
وكم كان العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى رحمة
واسعة وطيب الله ثراه وقدس روحه - ينصحنا حين يُسأل عن أفضل ما يقرأ طالب
العلم في الفقه فكان يرشدنا إلى سبل السلام للصنعاني .
ومن رام معرفة عقيدة الصنعاني فلينظر في كتابه : تطهير الاعتقاد عن
أدران الإلحاد ، حيث لم يخرج فيه عن عقيدة السلف قيد أنملة ، قال رحمه
الله في مقدمته : " هذا تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد ، وجب علي تأليفه
، وتعين علي ترصيفه ، لما رأيته وعلمته ، من اتخاذ العباد الأنداد ، وهو
الاعتقاد في القبور ، وفي الأحياء ممن يدعي العلم بالمغيبات والمكاشفات
وهو من أهل الفجور " .
وبعد كل ذلك يتبين لنا بصورة جلية واضحة أنّ مثل هذه القصيدة
المنسوبة إلى الإمام الصنعاني - رحمه الله - في ذم شيخ الإسلام محمد بن
عبد الوهاب لا أصل لها عن الإمام الصنعاني رحمه الله ، وخير شاهد على ذلك
ما كان عليه الصنعاني رحمه الله من سيرة مليئة بالتوحيد الخالص ونبذ الشرك
، ولقد أنكر العلماء ما نسب إلى الإمام الصنعاني واستغربوه مع يقينهم أن
مثل هذه القصيدة لا تخرج من إمام سلفي في حق إمام سلفي خرجا من مشكاة
القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وفهم السلف الصالح . وقد ألف الإمام
سليمان بن سمحان في ذلك رسالة سماها : " تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير
أهل الكذب والبين " بين رحمه الله من خلالها أن مثل هذه القصيدة لم تخرج
من شفاه الصنعاني ، ولا نبس بها شفة ، وإنما هي من أحد أولاده ، وقد تناول
القصيدة بيتاً بيتاً مبطلاً كونها للصنعاني رحمه الله نثراً وشعراً ،
مقارنا ما فيها مع كتب الصنعاني الداعية إلى التوحيد وإخلاص العبادة ونبذ
التقليد .
قال رحمه الله : " وقفت سنة ألف وثلاثمائة وثلاثين بعد الهجرة
النبوية على منظومة وشرحها ، تُنسب إلى الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى ،
فلما تأملتها علمت يقيناً أنها موضوعة مكذوبة على الأمير محمد بن إسماعيل
، وذلك أن اعتراضه على الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - بذلك
اعتراض جاهل متعلم ، يُصان عنه كلام الأمير ، لعلو قدره وعظم فضله وإمامته
وتمام رغبته في اتباع السنة ، وذم البدع وأهلها ، فلو لم يكن عن الأمير
محمد قول يناقض هذا لعلمنا أنه لا يقوله لأنه يناقض ما ذكره في ( تطهير
الاعتقاد ) وفي غيره من الكتب " .
وقال علي المدني المشرف على طباعة ديوان الأمير الصنعاني : " هذه
القصيدة – أي قصيدة الذم – لم تكن من نظم الأمير لأنها تخالف ما ذكره في
كتبه الدالة على حسن اعتقاده مثل ( تطهير الاعتقاد ) " .
الله سلم أئمتنا وعلماءنا من ألسنة الحاقدين ، وعيون الحاسدين ،
واتهامات المفسدين . اللهم احشرنا وإياهم مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين . اللهم آمين .
كتبه أبو معاذ رائـد محمود وهدان
منقول من سحاب السلفية
تبرئة الإمام الصنعاني من قصيدة في ذم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما
بعد :
فإن مما يُفرح القلب ، ويُثلج الصدر ، وتَقرُ له العين ، ويطمئن له الفؤاد
ما جاء في القصيدة التي مدح بها الإمام الصنعاني - رحمه الله تعالى - شيخ
الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، وذلك أن الصنعاني رحمه الله لمّا بلغه دعوةُ
شيخ الإسلام إلى إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك ونبذ التقليد أعلن تأييده
بقصيدته التي يقول في مطلعها :
سلام على نجد ومن حلّ في نجد ** وإن كان تسليمي على البُعد لا يجدي
وإن من المؤسف والمحزن في آن واحد ، أن نرى كثيراً ممن ترجم للإمام
الصنعاني - رحمه الله – يُـثبت هذه القصيدة زاعماً أن ذلك كان منه أول
الأمر ثم رجع عنها بقصيدة أخرى مطلعها:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي ** قد صح لي عنه خلاف الذي عندي
وقد تمسك كثير من المبتدعة ، وأصحاب الفرق الضالة بهذه القصيدة
المكذوبة على الإمام الصنعاني للطعن في شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله ودعوته .
ولا يشك من نظر في سيرة الإمام الصنعاني - رحمه الله تعالى - وما كان عليه
من حسن معتقد وفقه صاف ودعوة صادقة أن مثل هذه القصيدة لا تصدر عنه ، بل
هو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليه السلام .
فالصنعاني رحمه الله من أكابر علماء أهل السنة والجماعة ، الداعين
إلى نبذ التقليد ، والعمل بالدليل ، ومحاربة الشرك ، ونشر التوحيد .
وهو القائل - كما في كتابه منحة الغفار - : " إن التمذهب منشأ فرقة
المسلمين ، وباب كل فتنة في الدنيا والدين ، وهل مزق الصلوات المأمور
بالاجتماع لها في بيت الله الحرام إلا تفرق المذاهب النابت عن غرس شجرة
الالتزام ، وهل سفكت الدماء وكفر المسلمون بعضهم بعضاً إلا بسبب التمذهب ،
فإن الله تعالى فرض على الخلق طاعته وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم
يوجب على الأمة طاعة واحد بعينه .." .
قال صديق القنوجي رحمه الله : " وهو – أي الصنعاني – لا ينسب إلى مذهب ،
بل مذهبه الحديث .... ، بلغ رتبة الاجتهاد المطلق ، ولم يقلد أحداً من أهل
المذاهب ".
ولقد أصاب الصنعانيَ رحمه الله في سبيل ذلك أذى كبير ، بل إنه أوذي
أشد الإيذاء ، وقد عانى رحمه الله تعالى بسبب دعوته ، وهذا حال كل إمام
يدعو إلى الاجتهاد ونبذ التعصب .
وكيف لا يصيبه ما أصابه وقد نشأ بين الزيدية ، فلمّا تبين له عوار مذهبهم
، وضلالهم ، وكثرة مخالفتهم للكتاب والسنة لم يقف مكتوف الأيدي ، بل صدح
بالحق . قال الإمام الآلوسي : " وممن قيّضه الله لدرء مفاسد هذا المذهب (
أي الزيدية ) محمد بن إسماعيل الأمير ، وكان من أكابر أهل السنة ، ولم
يألُ جهداً في الرد على الزيدية وهدم أركان مذهبهم أصولاً وفروعاً " .
وقال أيضاً : " خالف الزيدية في عشرات المسائل وترتب على ذلك أن أخرجوه من اليمن وخربوا داره وآذوه كل الإيذاء " .
فرحم الله الإمام الصنعاني رحمة واسعة ، وحُق له ما قاله فيه الأئمة . قال
الشوكاني - رحمه الله – ( في ترجمة الصنعاني ) : " الإمام الكبير المجتهد
المطلق ، صاحب التصانيف ، برع في جميع العلوم ، وفاق الأقران ، وتفرد
برئاسة العلم في صنعاء ، وتظهر بالاجتهاد ، وعمل بالأدلة ، ونفر عن
التقليد وزيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية " . البدر الطالع .
وقال عنه أيضاً : " وبالجملة فهو من الأئمة المجددين لمعالم الدين " .
وقال الآلوسي : " محمد بن إسماعيل الأمير مجدد القرن ، ومجتهد ذلك العصر ، وكان من أكابر أهل السنة " المسك الإذفر .
وكم كان العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى رحمة
واسعة وطيب الله ثراه وقدس روحه - ينصحنا حين يُسأل عن أفضل ما يقرأ طالب
العلم في الفقه فكان يرشدنا إلى سبل السلام للصنعاني .
ومن رام معرفة عقيدة الصنعاني فلينظر في كتابه : تطهير الاعتقاد عن
أدران الإلحاد ، حيث لم يخرج فيه عن عقيدة السلف قيد أنملة ، قال رحمه
الله في مقدمته : " هذا تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد ، وجب علي تأليفه
، وتعين علي ترصيفه ، لما رأيته وعلمته ، من اتخاذ العباد الأنداد ، وهو
الاعتقاد في القبور ، وفي الأحياء ممن يدعي العلم بالمغيبات والمكاشفات
وهو من أهل الفجور " .
وبعد كل ذلك يتبين لنا بصورة جلية واضحة أنّ مثل هذه القصيدة
المنسوبة إلى الإمام الصنعاني - رحمه الله - في ذم شيخ الإسلام محمد بن
عبد الوهاب لا أصل لها عن الإمام الصنعاني رحمه الله ، وخير شاهد على ذلك
ما كان عليه الصنعاني رحمه الله من سيرة مليئة بالتوحيد الخالص ونبذ الشرك
، ولقد أنكر العلماء ما نسب إلى الإمام الصنعاني واستغربوه مع يقينهم أن
مثل هذه القصيدة لا تخرج من إمام سلفي في حق إمام سلفي خرجا من مشكاة
القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وفهم السلف الصالح . وقد ألف الإمام
سليمان بن سمحان في ذلك رسالة سماها : " تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير
أهل الكذب والبين " بين رحمه الله من خلالها أن مثل هذه القصيدة لم تخرج
من شفاه الصنعاني ، ولا نبس بها شفة ، وإنما هي من أحد أولاده ، وقد تناول
القصيدة بيتاً بيتاً مبطلاً كونها للصنعاني رحمه الله نثراً وشعراً ،
مقارنا ما فيها مع كتب الصنعاني الداعية إلى التوحيد وإخلاص العبادة ونبذ
التقليد .
قال رحمه الله : " وقفت سنة ألف وثلاثمائة وثلاثين بعد الهجرة
النبوية على منظومة وشرحها ، تُنسب إلى الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى ،
فلما تأملتها علمت يقيناً أنها موضوعة مكذوبة على الأمير محمد بن إسماعيل
، وذلك أن اعتراضه على الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - بذلك
اعتراض جاهل متعلم ، يُصان عنه كلام الأمير ، لعلو قدره وعظم فضله وإمامته
وتمام رغبته في اتباع السنة ، وذم البدع وأهلها ، فلو لم يكن عن الأمير
محمد قول يناقض هذا لعلمنا أنه لا يقوله لأنه يناقض ما ذكره في ( تطهير
الاعتقاد ) وفي غيره من الكتب " .
وقال علي المدني المشرف على طباعة ديوان الأمير الصنعاني : " هذه
القصيدة – أي قصيدة الذم – لم تكن من نظم الأمير لأنها تخالف ما ذكره في
كتبه الدالة على حسن اعتقاده مثل ( تطهير الاعتقاد ) " .
الله سلم أئمتنا وعلماءنا من ألسنة الحاقدين ، وعيون الحاسدين ،
واتهامات المفسدين . اللهم احشرنا وإياهم مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين . اللهم آمين .
كتبه أبو معاذ رائـد محمود وهدان
منقول من سحاب السلفية