خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    العمل بالحديث أم بالمذاهب

    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    العمل بالحديث أم بالمذاهب Empty العمل بالحديث أم بالمذاهب

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 12.01.09 14:03

    فاصل

    العمل بالحديث أم بالمذاهب

    شيخ الإسلام ابن تيمية
    قدس الله روحه


    فاصل

    مسألة:

    في رجُلٍ تفقَّه في مذْهبٍ من المذاهب الأربعة وتبصَّر فيه، واشتغلَ بَعدَهُ بالحديث
    فرأى أحاديثَ صحيحةً لا يعلمُ لها ناسِخاً ولا خصماً ولا مُعارضاً وذلك المذهبُ مُخالفٌ لها

    هل يجوزُ له العملُ بذلكَ المذهبِ، أو يَجِبُ عليه الرجوعُ إلى العملِ بالأحاديثِ ومُخالَفَةِ مذهَبِه ؟

    الجواب:
    الحمدُ لله

    قد ثَبَتَ بالكتابِ، والسنَّةِ، والإجماعِ أنَّ الله سُبحانهُ وتعالى فَرَضَ على الخلقِ طاعَتَهُ وطاعَةَ رسُولِهِ

    ولم يُوجِبْ على هذه الأمَّةِ طاعَةَ أحدٍ بِعينهِ في كُلِّ ما يأمُرُ به وينهى عنه، إلا رَسُولَ اللهِ -صَلَّى الله عليهِ


    وَسَلَّمَ- حتى كان صدِّيقُ الأمَّةَ وأفضلُها بعد نبيها يقولُ : أطيعوني ما أطعتُ الله، فإذا عصيتُ الله فلا طاعة لي عليكم.


    واتفقوا كلُّهم على أنه ليسَ أحدٌ معصوماً في كلِّ ما يأمُرُ به وينهىعنه إلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا قال غَيرُ واحدٍ من الأئِمّةِ: كُلُّأحدٍ من الناسِ يؤخذُ من قولِهِ ويُتركُ، إلا رَسُولَ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ


    وهؤلاءِ الأئِمةُ الأربعةُ -رضي الله عنهُم-، قد نَهَوا الناسَ عن تقليدِهِم في كل ما يقولونَهُ

    وذلكَ هو الواجبُ عليهم

    فقالَ أبو حنيفَةَ: هذا رأيي فمن جاءَ برأيٍ خيرٍ منه قبلناه

    ولهذا لَمَّا احتَجَّ أفضلُ أصْحابِهِ أبو يوسُفَ، أتى مالِكاً فسألهُ عن مسألةِ الصاعِ وصدقةِ الخضراواتِ، ومسألةِ الأجناسِ. فأخبَرَهُ مالكٌ بما يدُلُّ على السنَّةِ في ذلك
    فقال: رَجعتُ إلى قولِك يا أباع بد الله
    ولو رأى صاحبي ما رأيت لرَجعَ كما رجعت إلى قولك يا أبا عبد الله.


    ومالكٌ كان يقول: إنّما أنا بشرٌ أصيبُوأخطئ، فاعرِضوا قولي على الكتاب والسنة. أو كلاماً هذا معناه.


    والشافعيُّ كان يقول: إذا صَحَّ الحديثُفاضربوا بقولي الحائط، وإذا رأيتَ الحُجَّةَ موضوعةً على الطريق فهي قولي. وفي "مختصر المزني" لما ذكر أنه اختصره من مذهبِ الشافعي لمن أراد معرفةَ مذهبهِ قال: مع إعلامة نهيهِ عن تقليدِهِ وتقليدِ غيرِهِ من العلماء.


    والإمامُ أحمدَ كان يقولُ: لا تُقلِّدني ولاتقلِّد مالكاً، ولا الشافعي، ولا الثوري، وتَعَلَّم كما تعلَّمنَا. فكان يقولُ لمنقلَّدهُ: حرامٌ على الرجلِ أن يُقلِّدَ في دِينهِ الرِّجالَ، وقال: لا تقلِّد فيدِينكَ الرِّجالَ، فإنهم لن يسلّمُوا من أن يغلَطُوا.

    وقد ثبت في الصحيح: عنالنبي -صلَّى الله عليهِ وسلمَ- أنه قال: «مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِيالدِّينِ»

    ولازِمُ ذلكَ أنَّ من لم يُفقِّههُ الله في الدين لميُرِدْ به خيرًا فيكونُ التَّفقُّهُ في الدينِ فرضاً.

    والفقهُ في الدينِ:

    معرفةُالأحكامِ الشرعيّةِ بأدِلتِها السمعية

    فمن لم يَعرِف ذلكَ لم يكُنْ متفقِّهاً في الدين

    لكن من الناسِ من قد يَعجزُ عن معرِفةِ الأدلِّةِ التفصيليِّةِ في جميعِ أمورِهِ، فيسقُطُ عنه ما يعجزُ عن معرفتهِ، لا كل ما يعجزُ عنه من التفقُّهِ، ويلزمُ ما يقدرُ عليهِ

    وأمّا القادرُ على الاستدلالِ فقيل: يَحْرُمُ عليه التقليدُ مطلقاً،
    وقيل: يجوز مطلقاً.
    وقيل : يجوزُ عند الحاجةِ، كما إذا ضاقَ الوقتُ عن الاستدلال، وهذا القول أعدل.

    والاجتهاد ليسَ هو أمرٌ واحدٌ لا يقبل التجزيء والانقسام، بل قد يكونُ الرجلُ مجتهداً في فنٍّ أو بابٍٍ أومسألةٍ، دونَ فنٍّ وبابٍ ومسألةٍ

    وكلُّ أحدٍ فاجتهاده بحسبِ وسعِهِ.

    فمن نظرَ فيمسألةٍ تنازع العلماء فيها ورأى مع أحدِ القولين نصوصاً لم يعلم لها مُعارضاً بعدنَظَرِ مِثلهِ، فهو بين أمرين:

    إما
    أن يتَّبعَ قول القائل الآخر لمجرد كونِه الإمام الذي اشتغلَ على مذهبه، ومثلُ هذا ليس بحجةٍ شرعية، بل مجردُ عادةٍ يعارِضُها عادَةُ غيرهِ اشتغَالَهُ على مذهب إمامٍ آخر.

    وإما
    أن يتَّبع القول الذي تَرَجَّحَ في نظره بالنصوص الدالةعليه.

    وحينئذٍ فتكونُ موافقتُهُ لإمامٍ يقاوِمُ ذلك الإمامَ وتبقى النصوص سالمةً في حقه عن المعارض بالعمل فهذا هو الذي يَصلُح.

    وإنما تَنَزَّلنا هذاالتنَزُّل لأنه قد يُقال: إنَّ نَظَرَ هذا قاصِرٌ وليس اجتهادُهُ قائماً في هذه المسألة لِضعفِ آلة الاجتهاد في حقه.

    أمَّا إذا قَدَرَ على الاجتهادِ التّامِّ الذي يعتقدُ معه أن القول الآخر ليس معَهُ ما يدفَعُ به النص، فهذا يجبُ عليه اتِّباعُ النصوص

    وإن لم يفعل كان متبعاً للظن وما تَهوى الأنفُس، وكان من أكبرِ العُصاةِ لله ولرسوله

    بخلاف من قد يقول: قد يكونُ للقولِ الآخَرِ حُجَّةٌ راجحةٌ على هذاالنص وأنا لا أعلمُها، فهذا يقال له :

    قد قال الله تعالى :
    { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }

    وقال النبي - صلى الله عليه وسلم-:
    « إذَا أَمَرْتُكُمْبِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»

    والذي تستطيعُهُ من العلمِ والفقه في هذه المسألة قد دلك على أن هذا القول هو الراجح فعليك أن تتبع ذلك

    ثم إن تبين لك فيما بعد أن للنص مُعارضاً راجحاً كان حُكمُكَ في ذلك حُكمُ المجتهد المستقِلِّ، إذا تغير اجتهادُه.

    وانتِقَالُ الإنسان من قول إلى قول لأجلِ ما تبيّنَ من الحق هو محمود فيه

    بِخلافِ إصراره على قولٍ لا حُجَّةَ معه عليه، وتركُ القولِ الذي توضَّحت حُجَّتُهُ، أوالانتقال عن قولٍ إلى قولٍ لِمُجرَّدِ عادةٍ واتِّباعِ هوى، فهذا مذموم.

    وإذا كان الإمامُ الْمُقلَّدُ قد سَمِعَ الحديثَ وتركَهُ، لا سيَّما إذا كان قد رواه أيضاً

    فمِثلُ هذا وحدَهُ لا يكونُ عُذراً في ترك النص، فقد بيّنّا فيما كتبناه في "رَفعِ الملامِ عن الأئِمةِ الأعلام" نحوَ عشرينَ عذراً للأئمةِ فيترك العملِ لبعض الحديث

    وبيّنا أنّهم يُعذَرُونَ في التّركِ لتِلكَ الأعذار، وأمَّا نحنُ فمعذورون في تركنا لهذا القول.


    الله الموفق


    عدل سابقا من قبل الشيخ أبو مريم العابديني في 12.01.09 15:04 عدل 4 مرات
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    العمل بالحديث أم بالمذاهب Empty رد: العمل بالحديث أم بالمذاهب

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 12.01.09 14:04

    " فمن ترك الحديثَ لاعتقاده أن ظاهِرَ القرآن يُخالِفُه وأنَّ نصَّ الحديثِ الصحيحِ مقدمٌ على الظواهِرِ، ومقدمٌ على القياسِ والعمل، لم يكن عُذرُ ذلك الرجلِ عُذراً في حقه

    ،فإنَّ ظُهُورَ المدارِكِ الشرعيةِ للأذهانِ وخَفَاءَها عنها أمرٌ لا ينضبطُ طرفاه

    لا سيَّما إذا كان التاركُ للحديثِ مُعتقِداً أنه قد ترك العمل به المهاجرون والأنصار، من أهل المدينة النبوية وغيرها، الذين يقالُ إنهم لا يتركون الحديث إلا لاعتقادِهم أنه منسوخ أو مُعارَضٌ براجح

    وقد بلَغَ مَنْ بَعْدهُ أنَّ المهاجرين والأنصار لم يتركوه، بل عَمِلَ به طائفةٌ منهُم، أو من سَمِعَهُ منهم ونحو ذلك مما يقدح في هذا المعارِضُ للنص .

    وإذا قيل لهذا المستهدي المسترشد:

    أنتَ أعلمُ أم الإمام الفلاني

    كانت هذه معارضةٌ فاسدة ؛

    لأن الإمام الفلاني قد خالَفَهُ في هذه المسألة من هو نظيرُهُ من الأئمة إلى نسبة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وأُبيُّ، ومعاذٍ، ونحوهم من الأئمة وغيرهم،

    فكما أن هؤلاء الصحابة بعضُهُم لبعضٍ أكفَاءُ في موارِدِ النِّزاع، وإذاتنازعوا في شيءٍ ردُّوا ما تنازعوا فيه إلى الله والرَّسول، وإن كان بعضُهُم قد يكون أعلَمُ في مواضع أُخَرَ، فكذلك موارِدُ النِّزاعِ بين الأئمة

    وقد ترك الناسُ قولَ عمر وابن مسعود في مسألة تيمم الجُنُب، وأخذوا بقول من هو دونَهُما: كأبي موسى الأشعري، وغيره، لما احتجَّ بالكتاب والسنة،

    وتركوا قول عمر في دية الأصابع، وأخذوابقول معاوية لما كان معه السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هذه وهذه سواء».

    وقد كان بعضُ الناس يُناظِرُ ابن عباس في الْمُتعة فقالله: قال أبو بكر وعمر، فقال ابن عباس: يوشِكُ أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول : قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكروعمر، ؟


    وكذلك ابن عمر لما سألوه عنها فأمر بها فعارضوا بقول عمر، فتبينلهم أن عمر لم يُرِد ما يقولونه، فألَحُّوا عليه فقال لهم: أمرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أحقُّ أن تتبعوا أم أمرُعمر؟

    مع علم الناس أن أبا بكر وعمر أعلَمُهُم من فوقِ ابن عمر وابن عباس

    ولو فُتِحَ هذا الباب لوَجَبَ أن يُعرِضَ عن أمر الله ورسوله، لِيَعْبُدُوا إلَهًا وَاحِدًا لَا إلَهَ إلَّا هُوَسُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }.

    والله سبحانه أعلم

    والحمد لله.

    من "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله" (20/210)


    منقول
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    العمل بالحديث أم بالمذاهب Empty رد: العمل بالحديث أم بالمذاهب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.01.09 10:23

    فاصل
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية

    رحمه الله
    في الفتاوى الكبرى
    فاصل

    ( وَلَيْسَ الْحَقُّ أَيْضًا لَازِمًا لِطَائِفَةٍ دُونَ غَيْرِهَا إلَّا لِلْمُؤْمِنِينَ

    فَإِنَّ الْحَقَّ يَلْزَمُهُمْ إذْ لَا يَجْتَمِعُونَ عَلَى ضَلَالَةٍ

    وَمَا سِوَى ذَلِكَ

    فَقَدْ يَكُونُ
    الْحَقُّ فِيهِ مَعَ الشَّخْصِ أَوْ الطَّائِفَةِ فِي أَمْرٍ دُونَ الْأَمْرِ

    وَقَدْ يَكُونُ
    الْمُخْتَلِفَانِ كِلَاهُمَا عَلَى بَاطِلٍ

    وَقَدْ يَكُونُ
    الْحَقُّ مَعَ كُلٍّ مِنْهُمَا مِنْ وَجْهٍ دُونَ وَجْهٍ

    فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُسَمِّيَ طَائِفَةً مَنْسُوبَةً إلَى اتِّبَاعِ شَخْصٍ كَائِنًا مَنْ كَانَ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُمْ أَهْلُ الْحَقِّ

    إذْ ذَلِكَ
    يَقْتَضِي أَنَّ كُلَّ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَهُوَ حَقٌّ ، وَكُلُّ مَنْ خَالَفَهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْ سَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ فَهُوَ مُبْطِلٌ

    وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إلَّا إذَا كَانَ مَتْبُوعُهُمْ كَذَلِكَ

    وَهَذَا مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ ...)

    والنقل
    لطفـــــــاً .. من هنـــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    العمل بالحديث أم بالمذاهب Empty رد: العمل بالحديث أم بالمذاهب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.01.09 10:46

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
    - رحمه الله تعالى
    فاصل

    " وَهَكَذَا مَسَائِلُ النِّزَاعِ الَّتِي تَنَازَعَ فِيهَا الْأُمَّةُ فِي الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ إذَا لَمْ تُرَدَّ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ لَمْ يُتَبَيَّنْ فِيهَا الْحَقُّ


    بَلْ يَصِيرُ فِيهَا الْمُتَنَازِعُونَ عَلَى غَيْرِ بَيِّنَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ

    فَإِنْ رَحِمَهُمْ اللَّهُ أَقَرَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَلَمْ يَبْغِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ

    كَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ يَتَنَازَعُونَ فِي بَعْضِ مَسَائِلِ الِاجْتِهَادِ فَيُقِرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَلَا يَعْتَدِي عَلَيْهِ

    وَإِنْ لَمْ يَرْحَمُوا وَقَعَ بَيْنَهُمْ الِاخْتِلَافُ الْمَذْمُومُ فَبَغَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ

    إمَّا
    بِالْقَوْلِ مِثْلَ تَكْفِيرِهِ وَتَفْسِيقِهِ "
    وَإِمَّا
    بِالْفِعْلِ مِثْلَ حَبْسِهِ وَضَرْبِهِ وَقَتْلِهِ .

    وَهَذِهِ حَالُ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالظُّلْمِ كَالْخَوَارِجِ وَأَمْثَالِهِمْ يَظْلِمُونَ الْأُمَّةَ وَيَعْتَدُونَ عَلَيْهِمْ إذَا نَازَعُوهُمْ فِي بَعْضِ مَسَائِلِ الدِّينِ

    وَكَذَلِكَ سَائِرُ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ فَإِنَّهُمْ يَبْتَدِعُونَ بِدْعَةً وَيُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ فِيهَا

    كَمَا تَفْعَلُ الرَّافِضَةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ والجهمية وَغَيْرُهُمْ
    وَاَلَّذِينَ امْتَحَنُوا النَّاسَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ كَانُوا مِنْ هَؤُلَاءِ ؛ ابْتَدَعُوا بِدْعَةً وَكَفَّرُوا مَنْ خَالَفَهُمْ فِيهَا وَاسْتَحَلُّوا مَنْعَ حَقِّهِ وَعُقُوبَتَهُ




    فَالنَّاسُ إذَا خَفِيَ عَلَيْهِمْ بَعْضُ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إمَّا عَادِلُونَ وَإِمَّا ظَالِمُونَ

    فَالْعَادِلُ فِيهِمْ
    الَّذِي يَعْمَلُ بِمَا وَصَلَ إلَيْهِ مِنْ آثَارِ الْأَنْبِيَاءِ وَلَا يَظْلِمُ غَيْرَهُ وَالظَّالِمُ الَّذِي يَعْتَدِي عَلَى غَيْرِهِ
    وَهَؤُلَاءِ ظَالِمُونَ مَعَ عِلْمِهِمْ بِأَنَّهُمْ يَظْلِمُونَ

    كَمَا قَالَ تَعَالَى :
    { وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ }

    وَإِلَّا فَلَوْ سَلَكُوا مَا عَلِمُوهُ مِنْ الْعَدْلِ أَقَرَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا

    كَالْمُقَلِّدِينَ لِأَئِمَّةِ الْفِقْهِ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ مَعْرِفَةِ حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي تِلْكَ الْمَسَائِلِ

    فَجَعَلُوا أَئِمَّتَهُمْ نُوَّابًا عَنْ الرَّسُولِ وَقَالُوا هَذِهِ غَايَةُ مَا قَدَرْنَا عَلَيْهِ

    فَالْعَادِلُ مِنْهُمْ لَا يَظْلِمُ الْآخَرَ وَلَا يَعْتَدِي عَلَيْهِ بِقَوْلِ وَلَا فِعْلٍ

    مِثْلُ
    أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّ قَوْلَ مَتْبُوعِهِ هُوَ الصَّحِيحُ بِلَا حُجَّةٍ يُبْدِيهَا وَيَذُمُّ مَنْ يُخَالِفُهُ مَعَ أَنَّهُ مَعْذُورٌ .

    والنقل
    لطفـــــــاً .. من هنـــــــا
    avatar
    zizo_souhail
    غفر الله تعالى له
    غفر الله تعالى له


    ذكر عدد الرسائل : 4
    العمر : 31
    البلد : مصر
    العمل : طالب
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 24/01/2009

    العمل بالحديث أم بالمذاهب Empty رد: العمل بالحديث أم بالمذاهب

    مُساهمة من طرف zizo_souhail 24.01.09 19:14

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اشكرك جداااا اخى على هذا العلم وندعو الله ان يديم هذا العلم علينا وعلى جميع عبادة ونتمنى ان لا نتحرم منك ومن علمك
    مع تحياتى الفقير الى ربة
    عبد العزيز
    avatar
    zizo_souhail
    غفر الله تعالى له
    غفر الله تعالى له


    ذكر عدد الرسائل : 4
    العمر : 31
    البلد : مصر
    العمل : طالب
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 24/01/2009

    العمل بالحديث أم بالمذاهب Empty رد: العمل بالحديث أم بالمذاهب

    مُساهمة من طرف zizo_souhail 02.02.09 14:57

    لا الـــــــــه الا الـلــــــــــــــــــــــه
    مـــحـــمـــد رســـــــول الـلــــــــــه


    اللهم
    لا تشمت اعدائى بدائى
    و
    أجعل القرآن الكريم العظيم دوائى وشفائى
    أنت ثقتى ورجائى
    و
    أجعل حسن ظنى بك شفائى

    اللهم
    ثبت على عقلى ودينى

    يارب
    ثبت لى يقينى
    و
    أرزقنى رزقا حلالا يكفينى
    و
    أبعد عنى شر من يؤذينى
    و
    لا تحوجنى لطبيب يداوينى


      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 7:53