*لَيسَ أحَدٌ أَحَب إِلَيهِ المَدحُ مِنَ اللهِ عََزَ وَجَل* فأين أهل الملتقى من مدحه
قال الله تعالى : (( ياأيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر ))
روى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله (( ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل, من أجل ذلك مدح نفسه وليس أحد أغير من الله , من أجل ذلك حرم الفواحش وليس أحد أحب إليه العذر من الله , من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل))
... الثناء على الله _ بذكر آياتة وجلاله وتبيين معاني أسمائه وصفاته ونقل أحاديث النبي حول هذا المعنى ونقل الدرر من كلام العلماء الربانيين الذين عرفوا الله فحققوا له العبودية الخالصة وأثنوا عليه بأعظم الثناء _ مما يحتاجه الناس جميعاً عالمهم وجاهلهم كبيرهم وصغيرهم ذكرهم وأنثاهم...
فما رأيكم أن تكون هذه النافذة مخصصة لنثر فوائدكم ودرركم حول هذا الموضوع
الهي : كيف نتجاسر علي السؤال مع الخطايا و الزلات ؟
أم كيف نستغني عن السؤال مع الفقر والفاقات ؟ ...
يا حبيب القلوب أين أحبابك ؟
يا أنيس المنفردين أين طلابك ؟
من الذي عاملك فلم يربح ؟
من الذي ألتجأ اليك فلم يفرح ؟
ومن وصل الي بساط قربك واشتهي أن يبرح؟
لا قوة علي طاعتك الا باعانتك ، ولا حول عن معصيتك الا بمشيئتك، ولا ملجأ منك الا اليك، ولا خير يرجي الا في يديك
وما أعظمها من نعمة أن تكون ممن حاز هذه السكينة وتلك الطمأنينة , فالناس من حولك غافلون وأنت بنعمة الله من الذاكرين وبفضله من الشاكرين
وماأعظمها من نعمة أن هداك الله لذكره ، ويسر لك شكره ، وسهل لك طريق طاعته ثم جعل الدنيا فى نفسك مذمومة والاخرة فى قلبك معمورة ، ورزقك عقلا تميز به بين الصحيح والسقيم وهداك إلى الحق المبين ، ولاتزال تشكره- سبحانه على نعمائه ويظهر لك فضله عليك حتى يعتريك الخجل من تفريطك فى حقه ومن تقصيرك فى طاعته فلاتملك إلا الإستغفار ، فانى لك أيها العبد أن تحصى ثناءه أو تبلغ شكره ، تبارك وتعالى لا إله إلا هو له الحمد فى الأولى والاخرة وإليه المرجع والمصير
لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِوأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الله الله ربي لا أشرك به شيئاً
قال ابن القيم رحمه الله في تفسيره لسورة الفاتحة :
فعند قوله: { الحمد لله رب العالمين } تجد تحت هذه الكلمة إثبات كل كمال للرب وصفا واسما
وتنزيهه سُبحَانه وبحمده عن كلِّ سوء، فعلاً ووصفاً واسماً
وإنما هو محمود في أفعاله وأوصافه وأسمائه
مُنزَّه عن العيوب والنقائص في أفعاله وأوصافه وأسمائه.
فأفعاله كلّها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل ولا تخرج عن ذلك
وأوصافه كلها أوصاف كمال، ونعوت جلال، وأسماؤه كلّها حُسنى.
من معاني الحمد
وحمده تعالى قد ملأ الدنيا والآخرة، والسموات والأرض، وما بينهما وما فيهما
فالكون كلّه ناطق بحمده، والخلق والأمر كلّه صادر عن حمده، وقائم بحمده، ووجوده وعدمه بحمده،
فحمدُه هو سبب وجود كل شيء موجود، وهو غاية كل موجود
وكلّ موجود شاهد بحمده، فإرساله رسله بحمده، وإنزاله كتبه بحمده، والجنة عُمِّرت بأهلها بحمده، والنَّار عُمِّرت بأهلها بحمده، كما أنَّها إنَّما وجدتا بحمده.
وما أُطيع إلا بحمده، وما عُصي إلا بحمده، ولا تسقط ورقة إلا بحمده، ولا يتحرك في الكون ذرَّة إلا بحمده
فهو سبحانه وتعالى المحمود لذاته، وإن لم يحمده العباد.
كما أنه هو الواحد الأحد، وإن لم يوحِّده العباد
وهو الإله الحقُّ وإن لم يؤلِّهه
سبحانه هو الذي حمِد نفسه على لسان الحامد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى قال على لسان نبيه: سَمعَ اللهُ لمن حَمِدَه".
فهو الحامدُ لنفسه في الحقيقة على لسان عبده، فإنه هو الذي أجري الحمدَ على لسانه وقلبه، وأجراؤه بحمده فله الحمد كله
وله الملك كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، علانيته وسره.
فهذه المعرفة نبذة يسيرة من معرفة عبودية الحمد، وهي نقطة من بحر لُجِّي من عبوديته.
انتهى كلامه رحمه الله
00 يتبع 00