خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    رسالة قيمة : ( ثلاثون وسيلة لتأديب الأبناء عند السلف )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رسالة قيمة : ( ثلاثون وسيلة لتأديب الأبناء عند السلف )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.01.09 10:49

    رسالة قيمة :
    ( ثلاثون وسيلة لتأديب الأبناء عند السلف )

    البسملة

    ثم طلبٌ من شيخنا إحسان حفظه الله

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ...


    أما بعد ..


    فقد اقتنيت منذ زمن غير قريب رسالة صغيرة بعنون (ثلاثون وسيلة لتأديب الأبناء عند السلف الصالح – اعداد دار القاسم للنشر)


    اشير في مقدمتها الى عزو تلك الوسائل إلى كتاب (منهاج القاصدين) لابن قدامة !!

    ولعله سهو، فإن ارادوا (مختصر منهاج القاصدين) فلم اجد فيه ذلك البتة، وإن ارادوا الاصل فهو للحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى، وهو مخطوط لم يطبع بعد، منه نسخة في باريس وتركيا ولعل منه نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق –

    كما ذكر ذلك علي حسن عبد الحميد في مقدمته التي كتبها لاحد نسخ الكتاب مع ضبطه للنص والتعليق والتخريج كما كتب على طرة الكتاب !!!!!


    فمن كان عنده شيء في نسبتها، فلا يبخل في ذلك ..


    ولما وقعت الرسالة بين يدي قبل أيام أحببت نشرها لتعم الفائدة


    فهي وسائل تربوية حري بكل مربي أن يطلع عليها، فصففتها كما هي ... كما اتبعتها بوقفات ثلاث قصيرات ..


    والله أسأل أن يتقبل عملي ويجعله لوجهه خالصاً، ولا يجعل فيه لأحد من العبيد شيئاً ..



    (( ثلاثون وسيلة لتأديب الأبناء عند السلف الصالح ))

    إعداد: دار القاسم
    فاصل

    بسم الله الرحمن الرحيم


    قال الله تعالى :
    ( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن انكر لصوت الحمير)


    ذكر الامام ابن قدامة المقدسي رحمه الله في كتابه النافع (منهاج القاصدين)

    آداباً نحو الصبي إذا بلغ سن التمييز ومهما بدت من الصبي مخايل التمييز

    فينبغي أن يحسن مراقبته ومطالعة أحواله، فإن قلبه جوهرة ساذجة قابلة لكل نقش

    فإن عود الخير نشأ عليه، وإن عود الخير عود الشر نشأ عليه، وكان الوزر في عنق واليه.

    فينبغي أن يصونه ويؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق.

    فإذا ظهرت في وجهه أنوار الحياة وكان يحتشم ويستحي من بعض الأفعال حتى يراها قبيحة.

    فهذه هداية من الله تعالى إليه وبشارة تدل على اعتدال الأخلاق وصفاء القلب.

    ومن هذا حاله فهو مبشر بكمال العقل عند البلوغ، فينبغي أن لا يهمل عن رعاية الاعتناء في حقه بحسن الأدب.

    البسملة

    وجملة ما نشير إليه مما يعامل من الآداب ما يلي:

    1- أن الغالب على الأطفال الشره في الطعام فينبغي أن يؤدب فيه فلا يأكل الطعام إلا بيمينه. ويقول بسم الله وليأكل مما يليه. ولا يبادر الى الطعام قبل غيره.
    وقال النبي صلى اللع عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة عندما كانت يداه تطيش في الصحفة : (( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك )) رواه البخاري

    وقال الشاعر:
    وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن * بأعجلهم ّإذ أشجع القوم أعجل
    ولا يحدق إلى الطعام والى ما يأكله، فإن هذه دليل على البخل.

    2- يؤمر أن لا يسرع في الأكل، ويمضغ الطعام مضغا جيدا، ولا يوالي بين الأكلات ويلطف اللقمة ولا يلطخ أثوابه.

    3- يعود أكل الخبز من غير الادام في بعض الأوقات حتى يصير بحيث لا يرى الادام حتما واجبا لأنه ربما فقده أحيانا.
    ويقبح عنده كثرة الأكل بان يشبه من يكثر الأكل بالبهائم.
    ويذم الصبي الذي يكثر الأكل عنده، ويمدح الصبي القليل الأكل حتى يقتضي بذلك لئلا يصير شرهاً لا يهمه إلا بطنه.

    4- يحبب إليه الإيثار في الطعام وقلة المبالاة، ويمدح عنده الطعام الذي فيه خشونة أي طعام كان بحيث لا يكون مولعاً بالطعام اللين فيصعب عليه مفارقته.

    5- ستحب أن يكون لباسه من الثياب البيض دون الثياب الملونة بالصباغات المزعفرة والمعصفرة وأنواع الديباج والبرسيم.
    ويقرر عنده أن ذلك أنما هو من لباس النسوان والرجال الذين لا خير فيهم ولا دين لهم وأن الرجال يستنكفون عن ذلك.

    6- الوسيلة السادسة: أنه مهما رأى على الصبي ثوبا من ديباج أو حرير أو برسيم فينبغي أن ينكر عليه فيذم عليه لبسه ويزال عنه بكل حال ولا يغتفر له ذلك ويذم عنده إسبال الثياب ليعتاد عدم الاسبال.

    7- ينبغي أن يحفظ الصبي عن الصبيان الذين عودوا التنعم والترفه ولبس الثياب الفاخرة وعن مخالطة من يرغب فيما ذكرناه. فإن الصبي إذا أهمل في أول النشأة خرج في الأغلب رديء الأخلاق كذاباً حسوداً سروقاً نماماً لجوجاً ذا فضول ومجون، وإنما يحفظ عن ذلك كله بحسن الأدب.

    8- ثم إنه يستحب أن يشغله في المكتب بتعلم القرآن وتفسيره وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم والفقه ويحرص على حفظ القرآن عن ظهر قلب، وكذلك الأحاديث الصحيحة كالعمدة، وكذلك مختصر المقنع أو دليل الطالب؛ لأن الحفظ هو العلم فمن لم يحفظ لا يقدر على استخراج المسائل غالباً. والله اعلم.

    ويعتمد في حفظ المواعظ الحسنة وأخبار الأبرار وحكاية أهل الصلاح في الزهد وحسن الرياضة فينغرس في قلبه حب الصالحين والاقتداء بهم. ويحذر من كتب الاشاعرة المعتزلة والرافضة وجميع أهل البدع.

    9- ينبغي أن يحفظ عن الإشعار التي فيها الهجاء والعشاق ويحفظ عن مخالطة من هذه حاله من إتباع الهوى فإن ذاك مهما انغرس في قلوب الصبيان فإنه يبذر الفساد في النفوس.

    10- أن يعود كتابة الخط وحفظ الأمثال الشعرية والأشعار الزهدية فإن ذلك صفة كمال وزينة، وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق.

    11- إذا ظهر من جهة الصبي فعل جميل وخلق حسن فينبغي أن يكرم عليه ويجازى بما يفرح به، ويمدح بين أظهر الناس. فإن خالف ذلك في بعض الأحوال مرة واحدة فينبغي أن يتغافل عنه ولا يهتك ستره في ملأ من الخلق ولا يكشف في وجهه ويظهر له أن مثل هذا لا يتجاسر عليه أحد لاسيما إذا ستره الصبي وأخفاه.

    12- أنه إن عاد إلى ذلك فينبغي أن يعاتب سراً ويعظم عليه الأمر ويقال له إياك أن يطلع عليك مثل هذا فتفتضح بين الناس. ولا يكثر عليه العتاب في كل حين فإن ذلك يهون سماع الملامة في حقه ويسقط وقع الكلام في حقه.

    13- أن يكون الأب حافظاً لهيبة الكلام معه ولا يوبخه إلا احيانا، والأم تخوفه الأب وتزجره عن القبائح وتظهر له الوعيد بشدة الأب وخوفه منه.

    الأم مدرسة إذا أعددتها * أعددت شعباً طيب الأعراق

    الأم روض إن تعهده الحيا * بالدين أورق أيما إيراق

    14- ينبغي أن يمنع من النوم نهاراً فإن ذلك يورث الكسل في حقه ولا يمنع من النوم ليلاً لأن منعه من النوم ليلاً يورث الملالة والتسخن وشدة النعاس.

    15- ينبغي أن يمنع من استعمال الفرش الوطية حتى تتصلب أعضاؤه ويستخف بدنه فلا يصبر عن التنعم. بل يعود الخشونة في الملبس والمفرش والمطعم والمشرب. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (أياكم وفضول المطعم فإنه يسم القلب بالقسوة)

    16- ينبغي أن يمنع من كل ما يفعله في خفية لا يخفيه فإنه لا يخفيه إلا وهو يعتقد أنه قبيح فيدعو ذلك إلى أنه يتعود فعل كل قبيح.

    17- ينبغي أنيتعود في بعض النهار المشي في الحركة والرياضة حتى لا يغلب عليه الكسل ويتعود الميل إليه.
    وإن كان ممن يعتاد الرمي ويحبه فلا بأس أن بشغله، وهكذا الحال في ركوب الخيل
    فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تعد من اللهو، لهو الانسان بفرسه ولهوه بقوسه ولهوه بأهله).

    18- ينبغي أن يعود أن لا يكشف أطرافه ولا يسرع في المشي ولا يرخي يديه يحركهما وراءه فعل المتبختر.
    فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المشية، هكذا حال التمطط عند المشي مكروه أيضاً وقد نهي عنه.

    19- ينبغي أن يمنع من الافتخار على أقرانه وأمثاله بشيء مما يملكه أبواه أو بشيء من مطاعمه وملابسه ونحو ذلك ويعود التواضع والإكرام معهم.

    20- يمنع أن يأخذ من الصبيان أمثاله شيئاً إذا كان من أهل الشرف والرياسة ويقرر في نفسه أن الأخذ لوم وخسة ونزول قدر وأن العطاء كرم وشرف.
    وإن كان من أولاد الفقراء فيقرر في نفسه أن الأخذ طمع وفي الطمع مهانة ومذلة وأن ذلك من دأب الكلاب فإنه يتذلل في انتظار اللقمة.

    21- ينبغي أن يقبح إلى الأولاد حب الذهب والفضة والطمع فيهما ويحذر منهما أكثر مما يحذر من الحيات والعقارب والسموم.
    فإن آفة حب الذهب والفضة والطمع فيهما أكثر من آفة السموم على الصبيان بل على الأكابر من العقلاء، فإن ضرر السم ينقطع بالموت وضرر حبهما يتجدد بعد الموت.

    22- ينبغي أن يعود أن لا يبصق في المجلس ولا يمتخط بحضرة غيره ولا يستدبر غير من المسلمين ولا يكثر التثاؤب.

    23- ينبغي أن يعلم كيفية الجلوس على ركبتيه على الأرض أو ناصبا قدمه اليمين واضع الأخرى على الأرض أو يقعد محتبيا بيديه، هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر أحواله.

    24- ينبغي أن يمنع من كثرة الكلام إلا من ذكر الله ويبين له أن ذلك من إمارة الوقاحة وأنه عادة أبناء اللئام وأولاد السفلة من الناس لينزجر عن ذلك ويمتنع منه. والله أعلم.

    25- ينبغي أن يمنع عن الأيمان صدقاً كانت أو كذباً حتى لا يتعود ذلك في حال الصغر.

    26- يمنع من لغو الكلام وفحشه ومن اللعب والسب، ومن مخالطة من يجري على لسانه مثل ذلك، فإن ذلك يسري لا محلة من قرناء السوء، وأصل تأديب الصبيان الحفظ من قرناء السوء.

    27- ينبغي أن يتعلم شجاعة القلب والصبر على الشدائد وتمدح هذه الأوصاف بين يديه ولسماعه لها ينغرس في قلبه حسنها ويتعودها.

    28- يحسن أن يفسح له بعد خروجه من المكتب في لعب جميل ليستريح به من تعب التأديب.

    29- إذا بلغ سبع سنين أمر بالصلاة ولم يسامح في ترك الطهارة ليتعود، ويخوف الكذب والخيانة وإذا قارب البلوغ ألقيت إليه الأمور.

    30- ينبغي أن يعلم طاعة والديه ومعلمه ومؤدبه وكل من هو أكبر منه سناً من قريب أو بعيد أو أجنبي من المسلمين وأن يكون ناظرا إليهم بعين الجلالة والتعظيم، وأن يترك اللعب بين أيديهم فهذه الآداب كلها متعلقة بسن التمييز في حالة الصغر قبل البلوغ. انتهى باختصار
    البسملة

    نسأل الله أن يربي أبنائنا ويحفظهم من كل سوء وأن يجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.

    وصلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )

    انتهت الرسالة

    فاصل

    ولنا وقفات:

    1- في ما ذهب إلي الشيخ من منع الصبي النوم نهاراً / فقد جاء في السنة خلاف ذلك من الحث على القيلولة كما في الحديث (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل) وذلك عام، ثم أليس منعه من النوم يورث التعب والمشقة ونقيضه يورث الراحة والنشاط للجد بالعمل باقي اليوم ! والله اعلم


    2- تأمل قول الشيخ (وأصل تأديب الصبيان الحفظ من قرناء السوء) وهي قاعدة مفيدة للمربي، فكما قيل: الصاحب ساحب... وكما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام (المرء على دين خليله) .. والواقع شاهد على ذلك، فما افسد شباب الإسلام اليوم إلا بعضهم، فكانوا أعوانا على الشر والله المستعان.


    3- تأمل قول الشيخ ( وإذا قارب البلوغ ألقيت إليه الأمور) وهذه حقيقة مما يغفل عنه الكثير في هذه الأيام، فيبلغ الغلام وما يزال الأبوان يشاركانه حتى لونه ملبسه !! مما ينعكس على شخصيته سلباً من فقد الثقة بنفسه، وعدم قدرته على القيام على عظام الأمور التي يهيئ لمثلها الرجال !!

    وعلى أية حال فمقام وسائل التربية رحب واسع، يلجه كل من نور الله بصيرته، وصدق الله في حسن التربية ..


    ولنا تتمة في هذا المقام من بعض الملحوظات التي لحظتها ممن قضوا سنينا في هذا الميدان ، اسجلها لاحقاً إن شاء الله تعالى ...

    البسملة

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخوكم:
    أبو البدر
    (حفيد جابر)

    والنقل
    لطفـــــاً .. من هنــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 23:54