جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب القرشى الهاشنى أبو عبد الله المدنى الصادق . و أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق ، و أمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق ، و لذلك كان يقول : ولدنى أبو بكر مرتين . اهـ .
روى له البخاري في الأدب المفرد - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه
رتبته عند ابن حجر : صدوق فقيه إمام
قال ابن معين : ثقة ، و قال أبو حنيفة : ما رأيت أفقه منه
و قال أحمد بن سلمة النيسابورى ، عن إسحاق بن راهويه ، قلت للشافعى : كيف جعفر ابن محمد عندك ؟ فقال : ثقة ـ فى مناظرة جرت بينهما ـ .
و قال عباس الدورى ، و عثمان بن سعيد الدارمى ، و أبو بكر بن أبى خيثمة ،و أحمد بن سعد بن أبى مريم ، عن يحيى بن معين : ثقة .
زاد عباس : مأمون .
و زاد ابن أبى مريم ، عن يحيى ، قال : كنت لا أسأل يحيى بن سعيد عن حديثه ، فقال لى : لم لا تسألنى عن حديث جعفر بن محمد ؟ قلت : لا أريده ، فقال لى : إن كان يحفظ فحديث أبيه المسند ـ يعنى حديث جابر فى الحج .
قال يحيى بن معين : و خرج حفص بن غياث إلى عبادان و هو موضع رباط ، فاجتمع إليه البصريون فقالوا له : لا تحدثنا عن ثلاثة : أشعث بن عبد الملك ، و عمرو بن عبيد ، و جعفر بن محمد ، فقال : أما أشعث فهو لكم و أنا أتركه لكم ، و أما عمرو بن عبيد فأنتم أعلم به ، و أما جعفر بن محمد فلو كنتم بالكوفة لأخذتكم النعال المطرقة .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سمعت أبا زرعة و سئل عن جعفر بن محمد عن ابيه ، و سهيل عن أبيه ، و العلاء عن أبيه : أيها أصح ؟ قال : لا يقرن جعفر إلى هؤلاء ، و قال : سمعت أبى يقول : جعفر بن محمد ثقة ، لا يسأل عن مثله .
و قال أبو أحمد بن عدى : و لجعفر حديث كثير ، عن أبيه ، عن جابر ، عن
النبى صلى الله عليه وسلم ، و عن أبيه عن آبائه ، و نسخ لأهل البيت ، و قد حدث عنه من الأئمة مثل ابن جريج و شعبة و غيرهما ، و هو من ثقات الناس كما قال يحيى ابن معين .
و قال أبو العباس بن عقدة : حدثنا جعفر بن محمد بن هشام قال : حدثنا محمد بن حفص بن راشد ، قال : حدثنا أبى ، عن عمرو بن أبى المقدام ، قال : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين .
و قال أيضا : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة ، قال : حدثنا محمد بن حماد ابن زيد الحارثى ، قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، قال : رأيت جعفر بن محمد واقفا عند الجمرة العظمى ، و هو يقول : سلونى ، سلونى .
و قال أيضا : حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدى ، عن يحيى بن سالم ، عن صالح بن أبى الأسود ، قال : سمعت جعفر بن محمد ، يقول : سلونى قبل أن تفقدونى ، فإنه لا يحدثكم أحد بعدى بمثل حديثى .
و قال أيضا : حدثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم ، قال : حدثنى إبراهيم بن محمد الرمانى ، أبو نجيح قال : سمعت حسن بن زياد يقول : سمعت أبا حنيفة و سئل : من أفقه من رأيت ؟ فقال : ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد ، لما أقدمه المنصور الحيرة ، بعث إلى فقال : يا أبا حنيفة ، إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيىء له من مسائلك الصعاب ، قال : فهيأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إلى أبو جعفر فأتيته بالحيرة ، فدخلت عليه و جعفر جالس عن يمينه ، فلما بصرت بهما دخلنى لجعفر من الهيبة ما لم يدخل لأبى جعفر ، فسلمت ، و أذن لى ، فجلست ، ثم التفت إلى جعفر ، فقال : يا أبا عبد الله تعرف هذا ؟ قال : نعم ، هذا أبو حنيفة ، ثم أتبعها : قد أتانا ، ثم قال : يا أبا حنيفة ، هات من مسائلك ، نسأل أبا عبد الله ، و ابتدأت أسأله ، و كان يقول فى المسألة : أنتم تقولون فيها كذا
و كذا ، و أهل المدينة يقولون كذا و كذا ، و نحن نقول كذا و كذا ، فربما تابعنا و ربما تابع أهل المدينة ، و ربما خالفنا جميعا حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة ، ثم قال أبو حنيفة : أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ؟
و قال على بن الجعد ، عن زهير بن معاوية : قال أبى لجعفر بن محمد : إن لى جارا يزعم أنك تبرأ من أبى بكر و عمر ، فقال جعفر : برىء الله من جارك ، و الله إنى لأرجوا أن ينفعنى الله بقرابتى من أبى بكر ، و لقد اشتكيت شكاية ، فأوصيت إلى خالى عبد الرحمن بن القاسم .
و قال هشام بن يونس ، عن سفيان بن عيينة : حدثونا عن جعفر بن محمد ـ و لم أسمعه منه ـ ، قال : كان آل أبى بكر يدعون على عهد رسول الله آل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و قال محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى ، و غير واحد ، عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه نحو ذلك .
و قال محمد بن فضيل ، عن سالم بن أبى حفصة : سألت أبا جعفر محمد بن على ،
و جعفر بن محمد عن أبى بكر و عمر ، فقالا لى : يا سالم تولهما و ابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامى هدى ، قال : و قال لى جعفر بن محمد : يا سالم أيسب الرجل جده ؟ أبو بكر جدى ، لا نالتنى شفاعة محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما و أبرأ من عدوهما .
أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمن بن أبى عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسى بدمشق ، و أبو الذكاء عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهرى بالمسجد الأقصى ، و أبو بكر محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطى الأنصارى بالقاهرة ، و أبو بكر عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن فارس التميمى بالإسكندرية ، قالوا : أخبرنا أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب البغدادى بدمشق ، قال : أخبرنا القاضى أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموى ببغداد ، قال : أخبرنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن على بن محمد بن الحسن ابن المأمون ، قال : أخبرنا الحافظ أبو الحسن على بن عمر بن أحمد بن مهدى الدارقطنى ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا محمد بن فضيل ، فذكره .
و به ، قال : أخبرنا أبو الحسن الدارقطنى ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن إسماعيل الأدمى ، قال : حدثنا الفضل بن سهل ، قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا محمد بن طلحة ، عن خلف بن حوشب ، عن سالم بن أبى حفصة ، قال : دخلت على جعفر بن محمد أعوده و هو مريض ، فقال : اللهم إنى أحب أبا بكر و عمر
و أتولاهما ، اللهم إن كان فى نفسى غير هذا فلا تنالنى شفاعة محمد صلى الله عليه و سلم .
و به ، قال : أخبرنا الدارقطنى ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمى ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الحنينى ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد الأزدى قال : حدثنا حفص بن غياث ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : ما أرجو من شفاعة على شيئا إلا و أنا أرجو من شفاعة أبى بكر مثله ، و لقد ولدنى مرتين .
و به ، قال : أخبرنا الدارقطنى ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمى ،
قال : حدثنا محمد بن الحسين الحنينى ، قال : حدثنا مخلد بن أبى قريش الطحان ، قال : حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمدانى : أن جعفر بن محمد أتاهم و هم يريدون أن يرتحلوا من المدينة . فقال : إنكم إن شاء الله من صالحى أهل مصركم ، فأبلغوهم عنى من زعم أنى إمام مفترض الطاعة ، فأنا منه برىء ، و من زعم أنى أبرأ من أبى بكر و عمر ، فأنا منه برىء .
و به ، قال : أخبرنا الدارقطنى ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازى جعفر بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن مهران ، قال : حدثنا يحيى بن سليم ، عن جعفر بن محمد قال : إن الخبثاء من أهل العراق يزعمون أنا نقع فى أبى بكر و عمر رضى الله عنهما ، و هما والدى .
و به ، قال : أخبرنا الدارقطنى ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازى ، قال : حدثنا على بن محمد الطنافسى ، قال : حدثنا حنان ابن سدير ، قال : سمعت جعفر بن محمد و سئل عن أبى بكر و عمر ، فقال : إنك تسألنى عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة .
و به ، قال : أخبرنا الدارقطنى ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل ، قال : حدثنا محمود بن خداش ، قال : حدثنا أسباط بن محمد ، قال : حدثنا عمرو بن قيس الملائى ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : برىء الله ممن تبرأ من أبى بكر و عمر .
و قال عبد العزيز بن محمد الأزدى ، عن حفص بن غياث : سمعت جعفر بن محمد يقول : ما يسرنى بشفاعة أبى بكر رضى الله عنه هذا العمود ذهبا ، يعنى سارية من سوارى المسجد .
و قال معبد بن راشد ، عن معاوية بن عمار الدهنى : سألت جعفر بن محمد عن القرآن ، فقال : ليس بخالق و لا مخلوق ، و لكنه كلام الله عز وجل .
و قال حماد بن زيد ، عن أيوب : سمعت جعفرا يقول : إنا و الله لا نعلم كل ما تسألونا عنه ، و لغيرنا أعلم منا .
و قال محمد بن عمران بن أبى ليلى ، عن مسلمة بن جعفر الأحمسى ، قلت لجعفر بن محمد : إن قوما يزعمون أن من طلق ثلاثا بجهالة رد إلى السنة ، تجعلونها واحدة ، يروونها عنكم ، قال : معاذ الله ما هذا من قولنا من طلق ثلاثا فهو كما قال .
و قال سويد بن سعيد : عن معاوية بن عمار ، عن جعفر بن محمد : من صلى على محمد
و على أهل بيته مئة مرة ، قضى الله له مئة حاجة .
و قال محمد بن الصلت الأسدى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد فى قوله تعالى :
* ( اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ) * قال : محمد و على .
و قال محمد بن أحمد بن ثابت : حدثنا محمد بن إسحاق بن أبى عمارة ، قال : حدثنا حسين بن معاذ بن مسلم ، عن عمر بن أبان ، عن جعفر بن محمد فى قوله تعالى :
* ( إن فى ذلك لأيات للمتوسمين ) * قال : للمتفرسين .
أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن أبى الخير الحداد ، عن كتاب القاضى أبى المكارم أحمد بن محمد اللبان إليه من أصبهان ، قال : أخبرنا أبو على الحسن بن أحمد الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت ، فذكره .
و بهذا الإسناد إلى أبى نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : حدثنى محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمد بن على بن الحسين ، قال : لما قال له سفيان : لا أقوم حتى تحدثنى ، قال جعفر : أما إنى أحدثك و ما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان ، إذا أنعم الله عليك بنعمة ، فأحببت بقاءها و دوامها ، فأكثر من الحمد و الشكر عليها ، فإن الله عز و جل ، قال فى كتابه :
* ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) * و إذا استبطأت الرزق ، فأكثر من الاستغفار ، فإن الله عز و جل قال فى كتابه :
* ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال
و بنين ) * ـ يعنى فى الدنيا ـ * ( و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا ) * فى الآخرة ، يا سفيان إذا حزبك أمر من سلطان أو غيره ، فأكثر من :
" لا حول و لا قوة إلا بالله " ، فإنها مفتاح الفرج و كنز من كنوز الجنة ، فعقد سفيان بيده ، و قال : ثلاث ، و أى ثلاث ؟ ! قال جعفر : عقلها و الله أبو
عبد الله و لينفعه الله بها .
و به ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفى ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ابن مكرم الضبى ، قال : حدثنا على بن عبد الحميد ، قال : حدثنا موسى بن مسعود ، قال : حدثنا سفيان الثورى ، قال : دخلت على جعفر بن محمد و عليه جبة خز دكناء
و كساء خز أندجانى ، فجعلت أنظر إليه تعجبا فقال لى : يا ثورى ، ما لك تنظر إلينا لعلك تعجب مما ترى ، قال : قلت : يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك و لا لباس آبائك ، فقال لى : يا ثورى ، كان ذلك زمانا مقترا مقفرا ، و كان يعملون على قدر إقتاره و إقفاره ، و هذا زمان قد اسبل كل شىء فيه عزاليه ثم حسر عن ردن جبته ، فإذا فيها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل و الردن عن الردن ، فقال لى : يا ثورى لبسنا هذا لله ، و هذا لكم ، فما كان لله أخفيناه و ما كان لكم أبديناه .
و به ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : حدثنا الحسين بن عبد الرحمن بن أبى عباد ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن جعفر بن محمد ، قال : أوحى الله تعالى إلى الدنيا أن اخدمى من خدمنى و أتعبى من خدمك .
و به ، قال : حدثنا أبى قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمر ، قال : حدثنا
عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن على ، قال : حدثنى محمد بن القاسم ، قال : كان جعفر بن محمد يقول : كيف أعتذر و قد
احتججت ؟ و كيف أحتج و قد علمت ؟
روى له البخاري في الأدب المفرد - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه
رتبته عند ابن حجر : صدوق فقيه إمام
قال ابن معين : ثقة ، و قال أبو حنيفة : ما رأيت أفقه منه
و قال أحمد بن سلمة النيسابورى ، عن إسحاق بن راهويه ، قلت للشافعى : كيف جعفر ابن محمد عندك ؟ فقال : ثقة ـ فى مناظرة جرت بينهما ـ .
و قال عباس الدورى ، و عثمان بن سعيد الدارمى ، و أبو بكر بن أبى خيثمة ،و أحمد بن سعد بن أبى مريم ، عن يحيى بن معين : ثقة .
زاد عباس : مأمون .
و زاد ابن أبى مريم ، عن يحيى ، قال : كنت لا أسأل يحيى بن سعيد عن حديثه ، فقال لى : لم لا تسألنى عن حديث جعفر بن محمد ؟ قلت : لا أريده ، فقال لى : إن كان يحفظ فحديث أبيه المسند ـ يعنى حديث جابر فى الحج .
قال يحيى بن معين : و خرج حفص بن غياث إلى عبادان و هو موضع رباط ، فاجتمع إليه البصريون فقالوا له : لا تحدثنا عن ثلاثة : أشعث بن عبد الملك ، و عمرو بن عبيد ، و جعفر بن محمد ، فقال : أما أشعث فهو لكم و أنا أتركه لكم ، و أما عمرو بن عبيد فأنتم أعلم به ، و أما جعفر بن محمد فلو كنتم بالكوفة لأخذتكم النعال المطرقة .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سمعت أبا زرعة و سئل عن جعفر بن محمد عن ابيه ، و سهيل عن أبيه ، و العلاء عن أبيه : أيها أصح ؟ قال : لا يقرن جعفر إلى هؤلاء ، و قال : سمعت أبى يقول : جعفر بن محمد ثقة ، لا يسأل عن مثله .
و قال أبو أحمد بن عدى : و لجعفر حديث كثير ، عن أبيه ، عن جابر ، عن
النبى صلى الله عليه وسلم ، و عن أبيه عن آبائه ، و نسخ لأهل البيت ، و قد حدث عنه من الأئمة مثل ابن جريج و شعبة و غيرهما ، و هو من ثقات الناس كما قال يحيى ابن معين .
و قال أبو العباس بن عقدة : حدثنا جعفر بن محمد بن هشام قال : حدثنا محمد بن حفص بن راشد ، قال : حدثنا أبى ، عن عمرو بن أبى المقدام ، قال : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين .
و قال أيضا : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة ، قال : حدثنا محمد بن حماد ابن زيد الحارثى ، قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، قال : رأيت جعفر بن محمد واقفا عند الجمرة العظمى ، و هو يقول : سلونى ، سلونى .
و قال أيضا : حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدى ، عن يحيى بن سالم ، عن صالح بن أبى الأسود ، قال : سمعت جعفر بن محمد ، يقول : سلونى قبل أن تفقدونى ، فإنه لا يحدثكم أحد بعدى بمثل حديثى .
و قال أيضا : حدثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم ، قال : حدثنى إبراهيم بن محمد الرمانى ، أبو نجيح قال : سمعت حسن بن زياد يقول : سمعت أبا حنيفة و سئل : من أفقه من رأيت ؟ فقال : ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد ، لما أقدمه المنصور الحيرة ، بعث إلى فقال : يا أبا حنيفة ، إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيىء له من مسائلك الصعاب ، قال : فهيأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إلى أبو جعفر فأتيته بالحيرة ، فدخلت عليه و جعفر جالس عن يمينه ، فلما بصرت بهما دخلنى لجعفر من الهيبة ما لم يدخل لأبى جعفر ، فسلمت ، و أذن لى ، فجلست ، ثم التفت إلى جعفر ، فقال : يا أبا عبد الله تعرف هذا ؟ قال : نعم ، هذا أبو حنيفة ، ثم أتبعها : قد أتانا ، ثم قال : يا أبا حنيفة ، هات من مسائلك ، نسأل أبا عبد الله ، و ابتدأت أسأله ، و كان يقول فى المسألة : أنتم تقولون فيها كذا
و كذا ، و أهل المدينة يقولون كذا و كذا ، و نحن نقول كذا و كذا ، فربما تابعنا و ربما تابع أهل المدينة ، و ربما خالفنا جميعا حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة ، ثم قال أبو حنيفة : أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ؟
و قال على بن الجعد ، عن زهير بن معاوية : قال أبى لجعفر بن محمد : إن لى جارا يزعم أنك تبرأ من أبى بكر و عمر ، فقال جعفر : برىء الله من جارك ، و الله إنى لأرجوا أن ينفعنى الله بقرابتى من أبى بكر ، و لقد اشتكيت شكاية ، فأوصيت إلى خالى عبد الرحمن بن القاسم .
و قال هشام بن يونس ، عن سفيان بن عيينة : حدثونا عن جعفر بن محمد ـ و لم أسمعه منه ـ ، قال : كان آل أبى بكر يدعون على عهد رسول الله آل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و قال محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى ، و غير واحد ، عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه نحو ذلك .
و قال محمد بن فضيل ، عن سالم بن أبى حفصة : سألت أبا جعفر محمد بن على ،
و جعفر بن محمد عن أبى بكر و عمر ، فقالا لى : يا سالم تولهما و ابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامى هدى ، قال : و قال لى جعفر بن محمد : يا سالم أيسب الرجل جده ؟ أبو بكر جدى ، لا نالتنى شفاعة محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما و أبرأ من عدوهما .
أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمن بن أبى عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسى بدمشق ، و أبو الذكاء عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهرى بالمسجد الأقصى ، و أبو بكر محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطى الأنصارى بالقاهرة ، و أبو بكر عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن فارس التميمى بالإسكندرية ، قالوا : أخبرنا أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب البغدادى بدمشق ، قال : أخبرنا القاضى أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموى ببغداد ، قال : أخبرنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن على بن محمد بن الحسن ابن المأمون ، قال : أخبرنا الحافظ أبو الحسن على بن عمر بن أحمد بن مهدى الدارقطنى ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا محمد بن فضيل ، فذكره .
و به ، قال : أخبرنا أبو الحسن الدارقطنى ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن إسماعيل الأدمى ، قال : حدثنا الفضل بن سهل ، قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا محمد بن طلحة ، عن خلف بن حوشب ، عن سالم بن أبى حفصة ، قال : دخلت على جعفر بن محمد أعوده و هو مريض ، فقال : اللهم إنى أحب أبا بكر و عمر
و أتولاهما ، اللهم إن كان فى نفسى غير هذا فلا تنالنى شفاعة محمد صلى الله عليه و سلم .
و به ، قال : أخبرنا الدارقطنى ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمى ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الحنينى ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد الأزدى قال : حدثنا حفص بن غياث ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : ما أرجو من شفاعة على شيئا إلا و أنا أرجو من شفاعة أبى بكر مثله ، و لقد ولدنى مرتين .
و به ، قال : أخبرنا الدارقطنى ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمى ،
قال : حدثنا محمد بن الحسين الحنينى ، قال : حدثنا مخلد بن أبى قريش الطحان ، قال : حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمدانى : أن جعفر بن محمد أتاهم و هم يريدون أن يرتحلوا من المدينة . فقال : إنكم إن شاء الله من صالحى أهل مصركم ، فأبلغوهم عنى من زعم أنى إمام مفترض الطاعة ، فأنا منه برىء ، و من زعم أنى أبرأ من أبى بكر و عمر ، فأنا منه برىء .
و به ، قال : أخبرنا الدارقطنى ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازى جعفر بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن مهران ، قال : حدثنا يحيى بن سليم ، عن جعفر بن محمد قال : إن الخبثاء من أهل العراق يزعمون أنا نقع فى أبى بكر و عمر رضى الله عنهما ، و هما والدى .
و به ، قال : أخبرنا الدارقطنى ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازى ، قال : حدثنا على بن محمد الطنافسى ، قال : حدثنا حنان ابن سدير ، قال : سمعت جعفر بن محمد و سئل عن أبى بكر و عمر ، فقال : إنك تسألنى عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة .
و به ، قال : أخبرنا الدارقطنى ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل ، قال : حدثنا محمود بن خداش ، قال : حدثنا أسباط بن محمد ، قال : حدثنا عمرو بن قيس الملائى ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : برىء الله ممن تبرأ من أبى بكر و عمر .
و قال عبد العزيز بن محمد الأزدى ، عن حفص بن غياث : سمعت جعفر بن محمد يقول : ما يسرنى بشفاعة أبى بكر رضى الله عنه هذا العمود ذهبا ، يعنى سارية من سوارى المسجد .
و قال معبد بن راشد ، عن معاوية بن عمار الدهنى : سألت جعفر بن محمد عن القرآن ، فقال : ليس بخالق و لا مخلوق ، و لكنه كلام الله عز وجل .
و قال حماد بن زيد ، عن أيوب : سمعت جعفرا يقول : إنا و الله لا نعلم كل ما تسألونا عنه ، و لغيرنا أعلم منا .
و قال محمد بن عمران بن أبى ليلى ، عن مسلمة بن جعفر الأحمسى ، قلت لجعفر بن محمد : إن قوما يزعمون أن من طلق ثلاثا بجهالة رد إلى السنة ، تجعلونها واحدة ، يروونها عنكم ، قال : معاذ الله ما هذا من قولنا من طلق ثلاثا فهو كما قال .
و قال سويد بن سعيد : عن معاوية بن عمار ، عن جعفر بن محمد : من صلى على محمد
و على أهل بيته مئة مرة ، قضى الله له مئة حاجة .
و قال محمد بن الصلت الأسدى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد فى قوله تعالى :
* ( اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ) * قال : محمد و على .
و قال محمد بن أحمد بن ثابت : حدثنا محمد بن إسحاق بن أبى عمارة ، قال : حدثنا حسين بن معاذ بن مسلم ، عن عمر بن أبان ، عن جعفر بن محمد فى قوله تعالى :
* ( إن فى ذلك لأيات للمتوسمين ) * قال : للمتفرسين .
أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن أبى الخير الحداد ، عن كتاب القاضى أبى المكارم أحمد بن محمد اللبان إليه من أصبهان ، قال : أخبرنا أبو على الحسن بن أحمد الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت ، فذكره .
و بهذا الإسناد إلى أبى نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : حدثنى محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمد بن على بن الحسين ، قال : لما قال له سفيان : لا أقوم حتى تحدثنى ، قال جعفر : أما إنى أحدثك و ما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان ، إذا أنعم الله عليك بنعمة ، فأحببت بقاءها و دوامها ، فأكثر من الحمد و الشكر عليها ، فإن الله عز و جل ، قال فى كتابه :
* ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) * و إذا استبطأت الرزق ، فأكثر من الاستغفار ، فإن الله عز و جل قال فى كتابه :
* ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال
و بنين ) * ـ يعنى فى الدنيا ـ * ( و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا ) * فى الآخرة ، يا سفيان إذا حزبك أمر من سلطان أو غيره ، فأكثر من :
" لا حول و لا قوة إلا بالله " ، فإنها مفتاح الفرج و كنز من كنوز الجنة ، فعقد سفيان بيده ، و قال : ثلاث ، و أى ثلاث ؟ ! قال جعفر : عقلها و الله أبو
عبد الله و لينفعه الله بها .
و به ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفى ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ابن مكرم الضبى ، قال : حدثنا على بن عبد الحميد ، قال : حدثنا موسى بن مسعود ، قال : حدثنا سفيان الثورى ، قال : دخلت على جعفر بن محمد و عليه جبة خز دكناء
و كساء خز أندجانى ، فجعلت أنظر إليه تعجبا فقال لى : يا ثورى ، ما لك تنظر إلينا لعلك تعجب مما ترى ، قال : قلت : يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك و لا لباس آبائك ، فقال لى : يا ثورى ، كان ذلك زمانا مقترا مقفرا ، و كان يعملون على قدر إقتاره و إقفاره ، و هذا زمان قد اسبل كل شىء فيه عزاليه ثم حسر عن ردن جبته ، فإذا فيها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل و الردن عن الردن ، فقال لى : يا ثورى لبسنا هذا لله ، و هذا لكم ، فما كان لله أخفيناه و ما كان لكم أبديناه .
و به ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : حدثنا الحسين بن عبد الرحمن بن أبى عباد ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن جعفر بن محمد ، قال : أوحى الله تعالى إلى الدنيا أن اخدمى من خدمنى و أتعبى من خدمك .
و به ، قال : حدثنا أبى قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمر ، قال : حدثنا
عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن على ، قال : حدثنى محمد بن القاسم ، قال : كان جعفر بن محمد يقول : كيف أعتذر و قد
احتججت ؟ و كيف أحتج و قد علمت ؟