خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    معاني الوصية بكتاب الله عز وجل وأوجهها . الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    معاني الوصية بكتاب الله عز وجل وأوجهها . الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى . Empty معاني الوصية بكتاب الله عز وجل وأوجهها . الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 18.12.08 10:18

    معاني الوصية بكتاب الله عز وجل وأوجهها .

    الشيخ العلامة ابن عثيمين.


    - رحمه الله تعالى -

    فاصل

    بوب البخاري في صحيحه :

    باب الوصية بكتاب الله عزوجل.

    ثم أسند الإمام البخاري – رحمه الله تعالى – في صحيحه قال :


    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى :


    آوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟


    فَقَالَ : لَا.


    فَقُلْتُ : كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ ؟! أُمِرُوا بِهَا وَلَمْ يُوصِ ؟!

    قَالَ : أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ.

    قال الشيخ العلامة ابن عثيمين

    – رحمه الله تعالى -

    في شرح " كتاب فضائل القرآن " من صحيح البخاري :


    [ الوصاة بكتاب الله – عزوجل – تشمل وجوها كثيرة :


    منها : الوصاة بحفظه حتى لا يضيع

    والحفظ نوعان :

    حفظ في الصدور ، وحفظ في المسطور

    يعني في الكتاب ، فعلى المسلمين أن ينفذوا وصية النبي – صلى الله عليه وسلم – بحفظ القرآن في صدورهم ومسطورهم .



    ثانيا : الوصية بتصديق أخباره

    فإنّ من كذّب خبرا من أخبار القرآن ، فإنه قد انتقص القرآن ، لأن الكذب من الأوصاف الذميمة ، القبيحة التي يستهجنها حتى الكفار في كفرهم .



    ثالثا : الوصاة بالعمل به

    بحيث لا نهجره ، فإن هجر العمل بالقرآن هجرٌ للقرآن ، { وقال الرسول يا رب إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا }.



    رابعا : الدفاع عنه

    بحيث نرد تحريف المبطلين الذين يفسرون القرآن بآرائهم ، وأهوائهم ، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ، والعياذ بالله .



    خامسا : بإكرامه وتعظيمه

    بحيث لا نضعه في مكان يُمتهن ، وإذا وجدناه في مكان يحتمل الامتهان رفعناه ، فهذا لا شك من الوصية به .

    وكذلك

    من إكرامه

    ألا نرضى أن أحدا يقوم بتمزيقه ، وإتلافه ، كأنما هو عنده خرقة يقطّعها كما يشاء!.

    ومن إكرامه أيضا

    ألا نسمح لأنفسنا ولا لغيرنا بأن يصيبه أذى أو قذر ، كالنجاسة وشبهها ، فإذا قُدّر أن سقط عليه نجاسة فإننا نزيلها عنه ، ونحميه منها .

    ومن تعظيمه أيضا

    ألا نمسه إلا على طهر ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (( لا يمس القرآن إلا طاهر )) .


    كلُّ هذا داخل في وصية النبي – صلى الله عليه وسلم – إيانا لكتاب الله .


    إذا تأملت هذه المسألة ، وعِظَمها استعظَمْتها في نفسك

    أن الرسول عليه الصلاة والسلام أوصاك وصية خاصة بكتاب الله عزوجل ، من هذه الوجوه و من غيرها أيضا

    فالزم هذه الوصية واعمل بها ، واحترم كلام الله عزوجل .


    ومن ذلك أيضا

    ألا نتخذه هزوا ولعبا ، بحيث نجعله بدلا من كلامنا !

    مثل لو استأذن عليك مُسْتأذِن ، قلت : " ادخلوها بسلام آمنين !".

    اسم ابنك يحيى ، إذا خاطبته قلت : "يا يحيى خذ الكتاب بقوة !"..

    وهكذا.

    فإنَّ جَعْل القرآن بدلا من الكلام محرم ، لما في ذلك من ابتذال للقرآن وامتهانه.

    ومن هذا أيضا

    ما يفعله بعض الناس ، يكتب القرآن في الأواني ، أو في المناديل ، أو على ألحِفة الموتى! ، أو ما أشبه ذلك

    فإن هذا كله من امتهان القرآن ؛ فالأواني مثلا تُرمى ، يرميها الطفل ، وربما يرميها الكبير أيضا ، وتُمْتهن بالشرب بها

    وما أشبه ذلك .

    وتلحيف الموتى بها ، أيضا امتهان ، لأن الميت ليس أكرم من الحي ، وكل أحد يستقبح أن يجعل الحيُّ اللحافَ ، لحافَه الذي يتغطى به عند النوم مكتوبا عليه شيئا من كلام الله ، فالميت من باب أوْلى ، والميت لا ينتفع بهذا ، ولا بقراءة القرآن عنده ، لأنه ليس حيا يستمع فينتفع ، أو يقرأ فينتفع ، بل هو ميت .

    المهم

    أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أوصانا بكتاب الله - .

    من الوصية:

    سادسا : أن نحرص على فهم معانيه ، وتدبرها

    لأن القرآن إنما نزل لذلك في الواقع ؛ (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته )) ، ولأنه لا يمكن العمل به حقيقة إلا بالتدبر ،إذ أنك إن لم تتدبره لم تفهم معانيَه

    وإذا لم تفهم معانيه فكيف يمكن أن تعمل به؟! .

    وكذلك
    في الأخبار لا يمكن أن تنتفع بالقسط أو الخبر إلا إذا فهمت المعنى

    وقد مر معنا في العام الماضي في رسالة (أصول التفسير) ، التي ألفها شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -

    قال : إن الناس لو كُلّفوا بقراءة كتاب من الطب أو من النحو ، هل يقرؤونه هكذا ؟ أو يستشرحونه ويبحثون في معناه حتى يستفيدوا منه ؟

    الثاني إذن فكتاب الله من باب أولى ، أن نحرص عليه ، وأن نتفهم معانيه في أخباره ، وأحكامه ].

    انتهى
    من (شرح كتاب فضائل القرآن) من صحيح البخاري. شريط (3).

    والنقل
    لطفــــــاً .. من هنـــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 19:33