في
كشف ضلالات جواد عفانة
قال الإمام البربهاري
- رحمه الله تعالى - في شرح السنة :
إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها ، أو ينكر شيئا من أخبار رسول الله فاتهمه على الإسلام ؛
فإنه رجل رديء المذهب والقول
وإنما يطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه .
وقال أيضا :
من رد آية من كتاب الله فقد رد الكتاب كله ، ومن رد حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛فقد رد الأثر كله .
شرح السنة (35)
========
المقدمة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
فإن الهجوم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم والطعن والتشيك فيها ليس وليد العصر الحاضر
وإن من سنة الله في خلقه أن من أراد الشهرة أظهر المخالفة , وهذا دأب كثير من أهل البدع على مر الزمان وخصوصا في هذا الوقت من الزمان
وعفانة ينطلق في كتبه ونشراته الكثيرة والتي يستجدى بها أن يشتهر ويعرف - على غرار أمثاله من المتلاعبين بالشريعة كجمال البنا – ولو على طريقة المثل السائر " إذا أردت أن تعرف فبل في زمزم " !!
ولذلك يبحث عفانة بجد وحرص عن الإثارة بكل وسيلة
فيلجأ للطعن والحط على صحيح البخاري !
ومرة أخرى يشكك في عقائد الإسلام الثابتة
وبعد ذلك يعلن حرمة النقاب !!
وهكذا لا تتوقف ماكينة عفانة عن اختراع مواقف طريفة كلما خف ذكره ونسي اسمه .
وعفانة ينطلق من أن الإسلام ليس حكراً على مجموعة بعينها من العلماء ، وهذا حق لا شك فيه كما أن الطب أو الهندسة أو غيرها من العلوم ليست مختصة بطائفة أو عرق أو جنس مخصوص ، بل هي مبذولة لكل طالب لها بشرط أن يتعلمها بشكل صحيح وعلى يد المختصين وإلا فسد الدين وفسدت الدنيا .
ولذلك هل يصح لمن لم يدرس العلم الشرعي ويعرف أسسه أن يصحح ويخطأ ؟
لماذا لا يتجرأ عفانة وغيره على الخوض في الصيدلة والفلك والكيمياء أليس لأنهم سيحاسبون أمام القانون ، فلماذا يجوز لكل من هب ودب الافتراء على دين الله دون رقيب وحسيب ؟
ماذا يملك عفانة من مقومات الفهم الشرعي حتى يجوز له الخوض في دين الله ؟
سيقول عفانة وأضرابه نحن غير ملزمين بمن سبق والإسلام صالح لكل زمان ومكان
وهذا تلاعب خبيث منهم يقصدون به التسلل لتحريف الإسلام .
إن الله عز وجل أرسل رسله من البشر وذلك لحكم عظيمة منها
أن الإسلام دين يطيقه الإنسان والإنسان مكلف بحمله ونقله
فهل حين يرفض عفانة جهود السابقين والأقدمين في نقل الإسلام وفهمه يكون صادقاً مع نفسه
هل يستطيع عفانة رفض جهود السابقين في نقل القرآن العظيم ؟
نعم ممن هو على شاكلته ممن لم يقبل بجهود السابقين قد طعنوا أيضاً في نقل القرآن وذلك أنهم أصلاً يرفضون الخضوع للوحي ولا يقبلون سوى عقولهم !
نريد من عفانة أن يجيبنا عن الحل حين يعترض مهندس آخر أومثقف -على التسمية العصرية - على تصحيحه لبعض أحاديث البخاري التي زل بها عقل عفانة فصححها ؟
إن عفانة ليس وحيد دهره في هذا المنهج المتضخم بل سبقه في هذا الطريق كثير من المعقدين والمصابين بجنون العظمة ، وليس مهماً عددهم بل المهم هو أثرهم فلا تزال الأجيال كلما مر ذكرهم تضحك على طرائفهم أو تلعنهم على جرائمهم .
وأقدم لك نموذجا من طرائف عقل عفانة لتعرف مقدار صلاحيته وأهليته للنظر في الأحكام والعقائد !!
قال عفانة (1|115) :
قلت :
ومثال آخر أنه ضعف أحاديث السواك قبل الصلاة كما في ص (177)من كتابه الإسلام وصياح الديك
قال :وقد أخطأ كل من حمل سواكه إلى المسجد وأخرجه أثناء إقامة الصفوف ليستاك به أمام الناس خاصة في رمضان وهو منظر يثير اشمئزاز المصلين .. ويعود أصل هذه العادة الكريهة إلى حديثين منكرين ...
قلت : وهكذا يجعل ذوق الناس مقياسا لرد حديث النبي صلى الله عليه وسلم .
ومثال آخر أنه سلك طريقة ذكية لهدم السنة النبوية وذلك بأن صور نفسه مدافعاً عن السنة والحديث النبوي من خلال التشدد في معايير القبول للروايات تشدد لا يعرفه لا البخاري ولا غيره من أهل الحديث، فعفانة يرد مئات بل تصل إلى آلاف الرويات لمجرد أن أحد رواتها قيل فيه صدوق له أوهام أو صدوق ربما أخطأ أو لابأس به , فكيف بمن تكلم في حفظه أو عدالته؛ فيكفي عنده أن يتكلم في الرواي بأي جرح أن يتوقف في حديثه أويرده بالضعف أو النكارة .
وأمر آخر يكفي عنده تفرد الراوي الواحد في أي طبقة من طبقات السند أن يتوقف في حديثه أو يرده .
والمقصود بهذا هدم السنة باسم علم الحديث وقد بدأ بأعظم كتاب وهو صحيح البخاري ليكون ما بعده قاعاً صفصفاً ، ولذلك كم سيبقي من السنة النبوية إذا كان صحيح البخاري الذي أجمع على صحته أهل العلم على مر العصور لا يصح منه عند عفانة إلا أقل من 2000 حديث من أصل 7000 حديث رواها الإمام البخاري.
وبهذا يتضح حجم الجريمة التي يقوم بها عفانة من نفي السنة والحديث عبر تضعيفه ورفضه باسم علم الحديث .
هذه هي حقيقة نتاج عفانة وفكره , وفي هذه الصفحات نبين شيئا مما عند جواد عفانة من تدليس وتخليط وجهل , وقد قدمنا ذلك بتمهيد يوضح بعض المسائل المهمة المتعلقة بالسنة ومنزلتها من القرآن , والمسائل التي يستند إليها المخالفون في تشكيكهم في السنة والأصول المتفقة عليها .