خاطرة : مقارنة بين مقهى وزاوية
مقهى عمومي في شارع عمومي يجتمع فيه العمَلة والصناع يشربون الشاي والقهوة وعصير الفواكه والمشروبات الغازية وليس به تلفزة ولا ألعاب ولا قمار ولا خمر ولا ما يُكره ويُستنكر
وإنما يجتمع فيه الناس للترفيه عن أنفسهم والتحدث فيما يهُمهم
وهناك زاوية لطريقة من هذه الطرق التي تسمى الصوفية ، الله أعلم بحال بُقعتها ولمن كانت أولاً
فربما غُصبت من أصحابها أو احتال شيخ الطريقة على أخذها وجعلها زاوية له
ثم
إن صاحبها يبيع فيها القبورَ بمال فاحش ،واستمر ذلك بعد وفاته من ورثته وأهله
فأصبحت تلك الزاوية مقبرة خالصة ليس فيها بقعة صغيرة طاهرة وفارغة
والناس مع هذا يؤمونها للصلاة متخذين القبور مساجد
جاهلين أو متجاهلين ما تواترت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا بالإضافة إلى أن هذه الزاوية مُحتكرة لأصحاب الطريقة وحدهم لا يسمحون لغيرهم من أصحاب الطرق الأخرى أن يُقيموا فيها طقوسهم ، ويقرأوا أذكارهم
لأن هذه الأذكار والأحزاب لها خواص وقواعد وأسرار قاصرة على أصحابها المأذونين لا ينالها غيرهم
ولا تسل عما تتضمن هذه الأذكار والأحزاب والأشعار من بدَع وضلالات من الغلو في المدح والتعلق بالمخلوق ، والتوسل والاستغاثة به
وإذا انتهى بهم الأمر إلى الحضرة وهي.... على الغناء والرقص
فلا تسل عن الاختلاط الفاضح ، والفجور والفسق والزور والبهتان الذي يُقترف هناك قولاً وفعلاً
لا سيما إذا كانت هذه الطريقة مشهورة بجهل أصحابها ووحشيتهم وأفعالهم الحموقية ..
كالطريقتين العِساوية والحمدوشية عندنا بالمغرب
فإن الأولى معروفة بتعاطي أصحابها للسكر والحشيش واللواط ، واكل الدم المسفوح والزجاج ولحس الحديد المحمي وشرب الماء المغلى ، والشوك واكل الحيات والعقارب وغير ذلك
والثانية انفردت في الدنيا برضخ أصحابها رؤسَهم بالحجارة والشوافر والهروات وكرات الحديد والمسامير ،وقد مات منهم عدد من جراء هذه الوحشية الفريدة قبحهم الله ولعنهم وقطع دابرهم
وما زالوا موجودون إلى الآن بالمغرب ولهم موسم كل عام بضريح معبودهم علي بن حمدوش بقرية قرب رِزصون .
مقهى وزاية ذكرتهما وصوَّرت وضعيتهما للمقارنة
فقد خطر لي مرة بعد تفكير في هذا أن المقهى أشرف وأطهر وأرفع وأرجى للسلامة والنجاة من مَلك الزاوية
وإن سميت مسجداً وبنيت لها منارة طويلة ، ووضع لها منبر وعُين لها مؤذن وإمام وخطيب ومدرس وواعظ
فإن هذه المظاهر والشكليات لا تغير من الحقيقة شيئا
وقد قوى عندي هذا الخاطر حتى صرحت به في عدة مجالس
فكان وقعه شديداً على كثير من السامعين لمكان الإلف والعادة
ولكن
المتجرد من الهوى والبدعة عندنا يتأمل هذه الحال لا يتردد في الموافقة على هذا الحكم العادل والخاطر الرباني
ولله الأمر من قبل ومن بعد .)
الجراب1/46
مقهى عمومي في شارع عمومي يجتمع فيه العمَلة والصناع يشربون الشاي والقهوة وعصير الفواكه والمشروبات الغازية وليس به تلفزة ولا ألعاب ولا قمار ولا خمر ولا ما يُكره ويُستنكر
وإنما يجتمع فيه الناس للترفيه عن أنفسهم والتحدث فيما يهُمهم
وهناك زاوية لطريقة من هذه الطرق التي تسمى الصوفية ، الله أعلم بحال بُقعتها ولمن كانت أولاً
فربما غُصبت من أصحابها أو احتال شيخ الطريقة على أخذها وجعلها زاوية له
ثم
إن صاحبها يبيع فيها القبورَ بمال فاحش ،واستمر ذلك بعد وفاته من ورثته وأهله
فأصبحت تلك الزاوية مقبرة خالصة ليس فيها بقعة صغيرة طاهرة وفارغة
والناس مع هذا يؤمونها للصلاة متخذين القبور مساجد
جاهلين أو متجاهلين ما تواترت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا بالإضافة إلى أن هذه الزاوية مُحتكرة لأصحاب الطريقة وحدهم لا يسمحون لغيرهم من أصحاب الطرق الأخرى أن يُقيموا فيها طقوسهم ، ويقرأوا أذكارهم
لأن هذه الأذكار والأحزاب لها خواص وقواعد وأسرار قاصرة على أصحابها المأذونين لا ينالها غيرهم
ولا تسل عما تتضمن هذه الأذكار والأحزاب والأشعار من بدَع وضلالات من الغلو في المدح والتعلق بالمخلوق ، والتوسل والاستغاثة به
وإذا انتهى بهم الأمر إلى الحضرة وهي.... على الغناء والرقص
فلا تسل عن الاختلاط الفاضح ، والفجور والفسق والزور والبهتان الذي يُقترف هناك قولاً وفعلاً
لا سيما إذا كانت هذه الطريقة مشهورة بجهل أصحابها ووحشيتهم وأفعالهم الحموقية ..
كالطريقتين العِساوية والحمدوشية عندنا بالمغرب
فإن الأولى معروفة بتعاطي أصحابها للسكر والحشيش واللواط ، واكل الدم المسفوح والزجاج ولحس الحديد المحمي وشرب الماء المغلى ، والشوك واكل الحيات والعقارب وغير ذلك
والثانية انفردت في الدنيا برضخ أصحابها رؤسَهم بالحجارة والشوافر والهروات وكرات الحديد والمسامير ،وقد مات منهم عدد من جراء هذه الوحشية الفريدة قبحهم الله ولعنهم وقطع دابرهم
وما زالوا موجودون إلى الآن بالمغرب ولهم موسم كل عام بضريح معبودهم علي بن حمدوش بقرية قرب رِزصون .
مقهى وزاية ذكرتهما وصوَّرت وضعيتهما للمقارنة
فقد خطر لي مرة بعد تفكير في هذا أن المقهى أشرف وأطهر وأرفع وأرجى للسلامة والنجاة من مَلك الزاوية
وإن سميت مسجداً وبنيت لها منارة طويلة ، ووضع لها منبر وعُين لها مؤذن وإمام وخطيب ومدرس وواعظ
فإن هذه المظاهر والشكليات لا تغير من الحقيقة شيئا
وقد قوى عندي هذا الخاطر حتى صرحت به في عدة مجالس
فكان وقعه شديداً على كثير من السامعين لمكان الإلف والعادة
ولكن
المتجرد من الهوى والبدعة عندنا يتأمل هذه الحال لا يتردد في الموافقة على هذا الحكم العادل والخاطر الرباني
ولله الأمر من قبل ومن بعد .)
الجراب1/46
المصدر :
الكتاب الموسوعي :الجراب (الجزء الأول)
للشيخ
محمد بن الأمين بوخبزة (أبي أويس الحسني)
الكتاب الموسوعي :الجراب (الجزء الأول)
للشيخ
محمد بن الأمين بوخبزة (أبي أويس الحسني)
========
بل
و الله لو كان في المقهى المذكور دخان و نرد ..
بل
غناء و خمر
لظلت أفضل من الزاوية التي يشرك فيها بالله عز و جل في أغلب الأحوال
======
صدقت أخي الكريم ابن عبد الكريم -أكرمه الله-
وكذلك
الشأن بالنسبة-- للدُور --التي يُسبُ فيها السلف ، وأهل العلم والجهاد .
والنقل
لطفـــــاً .. من هنــــــــا
لطفـــــاً .. من هنــــــــا