المسح على الجبيرة ( بين المنع والإيجاب )
(( بحث فقهي حول مشروعية المسح على الجبيرة و مناقشة أدلة الفريقين ))
أولاً : الأحاديث الواردة في المسألة .
1-
عَنْ جَابِرٍ قَالَ :
خَرَجْنَا فِى سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلاً مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِى رَأْسِهِ ، ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ :
هَلْ تَجِدُونَ لِى رُخْصَةً فِى التَّيَمُّمِ؟
فَقَالُوا :
مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ.
فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ
فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ :
« قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ ، أَلاَ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا ، إِنَّمَا شِفَاءُ الْعَىِّ السُّؤَالُ ، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِبَ عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً ، ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ ».
أخرجه أبو داود (1/93 ، رقم 336)،و البيهقي في السنن الكبرى ( 1 / 228)1117 ، والدارقطنى في السنن (1 /189)
رتبة الحديث : ضعيف
قال البيهقي : وَلاَ يَثْبُتُ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى هَذَا الْبَابِ شَىْءٌ.
وَأَصَحُّ مَا رُوِىَ فِيهِ حَدِيثُ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ الَّذِى قَدْ تَقَدَّمَ وَلَيْسَ بِالْقَوِىِّ وَإِنَّمَا فِيهِ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ مِنَ التَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ
مَعَ مَا رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِى الْمَسْحِ عَلَى الْعِصَابَةِ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
السنن الكبرى ( 1 / 228)
قال الدارقطني :
وأرسل الأوزاعي آخره عن عطاء عن النبي صلى الله عليه و سلم وهو الصواب ..
السنن (1 /189)
قال النووي
: وأم حديث جابر فرواه أبو داود والبيهقي وضعفه البيهقى ...
المجموع(2 / 324)
قال الحافظ :
أخرجه أبو داود وذكر الإختلاف فيه على عطاء هل هو عن جابر أو عن ابن عباس ورجح الدارقطني في العلل إرساله..
الدراية في تخريج أحأديث الهداية - (ج 1 / ص 83)وراجع تلخيص الحبير - (ج 1 / ص 147)، وبلوغ المرام 46.
وضعفه الألباني
في إرواء الغليل (1 / 142)برقم 105 ،
وقال:
هذا الحديث ضعفه البيهقي والعسقلاني وغيرهما
لكن
له شاهد من حديث ابن عباس يرتقي به إلى درجة الحسن لكن ليس فيه قوله : " ويعصر . . الخ " فهي زيادة ضعيفة منكرة لتفرد هذا الطريق الضعيف بها ..
تمام المنة - (ج 1 / ص 131)،
2-
عن علي بن أبي طالب قال : انكسرت إحدى زندي . فسألت فأمرني النبي صلى الله عليه و سلم أن أمسح على الجبائر .
رواه ابن ماجه في السنن(1 / 215)برقم 657، والبيهقي في السنن الكبرى (1 / 228)، والدارقطني في السنن (1 /226)
رتبة الحديث : ساقط
قال البيهقي :
وَلَوْ عَرَفْتُ إِسْنَادَهُ بِالصِّحَّةِ قُلْتُ بِهِ .
السنن الكبرى (1 / 228)
وقال أيضاً :
عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِىُّ مَعْرُوفٌ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ كَذَّبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ ، وَنَسَبَهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ إِلَى وَضْعِ الْحَدِيثِ قَالَ :
وَكَانَ فِى جِوَارِنَا فَلَمَّا فُطِنَ لَهُ تَحَوَّلَ إِلَى وَاسِطٍ.
{ت} وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ مُوسَى بْنِ وَجِيهِ فَرَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِىٍّ مِثْلَهُ.
{ج} وَعُمَرُ بْنُ مُوسَى مَتْرُوكٌ مَنْسُوبٌ إِلَى الْوَضْعِ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخِذْلاَنِ.
{ت} وَرُوِىَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ مَجْهُولٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِىٍّ وَلَيْسَ بِشَىْءٍ. وَرَوَاهُ أَبُو الْوَلِيدِ : خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّىُّ بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِىٍّ عَنْ عَلِىٍّ مُرْسَلاً.
{ج} وَأَبُو الْوَلِيدِ ضَعِيفٌ.
{ق}. السنن الكبرى (1 / 228)
وقال الدار قطني :
عمرو بن خالد الواسطي متروك .
السنن (1 /226)
وقال ابن حزم :
هذا خبر لا تحل روايته إلا على بيان سقوطه، لانه انفرد به أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، وهو مذكور بالكذب .
المحلى(2/75)
وقال النووي :
وأما حديث علي رضي الله عنه فضعيف رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما واتفقوا علي ضعفه لانه من رواية عمرو بن خالد الواسطي واتفق الحفاظ علي ضعفه
قال احمد بن حنبل ويحيى بن معين وآخرون
هو كذاب
قال البيهقى
هو معروف بوضع الحديث ونسبه الي الوضع وكيع ...
المجموع(2 /324)
وقال أيضاً :
وينكر على المصنف قوله
(( لان النبي صلى الله عليه وسلم أمر علياً ))
فأتي بصيغة الجزم في حديث متفق على ضعفه وتوهينه وقد سبق التنبيه على هذه العبارة ...
المجموع(2 /325)
وقال الحافظ :
وفي إسناده عمرو بن خالد الواسطي
وهو كذاب
ورواه الدارقطني والبيهقي من طريقين آخرين أوهى منه
وقال الشافعي في الأم والمختصر
لو عرفت إسناده بالصحة لقلت به وهذا مما أستخير الله فيه
وقال الخلال في العلل
قال المروزي سألت أبا عبد الله عن حديث عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي بهذا
فقال
هذا باطل ليس من هذا بشيء
من حدث بهذا ؟
قلت فلان
فتكلم فيه بكلام غليظ
وقال في رواية ابنه عبد الله إن الذي حدث به هو محمد بن يحيى وزاد فقال أحمد لا والله ما حدث به معمر قط
قال عبد الله بن أحمد وسمعت يحيى بن معين يقول على بدنة مجللة مقلدة إن كان معمر حدث بهذا من حدث بهذا عن عبد الرزاق فهو حلال الدم
وفي الباب عن بن عمر رواه الدارقطني وقال
لا يصح وفي إسناده أبو عمارة محمد بن أحمد وهو ضعيف جدا...
وقال النووي
اتفق الحفاظ على ضعف حديث علي في هذا...
تلخيص الحبير (1 /146-147 ) و راجع بلوغ المرام (1/27)و الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1 /82)
3-
عن علي قال سألت رسول الله عن الجبائر تكون على الكسر كيف يتوضأ صاحبها وكيف يغتسل
قال
يمسح بالماء عليها.
رواه الدارقطني في السنن (ج 1/ ص226)
رتبة الحديث : ضعيف جداً
قال ابن عبد الهادي
في تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق (1 / 140)274 :
قال الدارقطني
خالد بن يزيد ضعيف
وقال أبو حاتم الرازي ويحيى بن معين
كذاب.
وقال الحافظ :
وإسناده واه .
الدراية في تخريج أحأديث الهداية (1 /83) ،وضعفه الزيلعي في نصب الراية - (ج 1 / ص 160)
4-
عن بن عمر : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يمسح على الجبائر .
رواه الدارقطني في السنن (1 /205) 6
رتبة الحديث : ضعيف جداً
قال الدارقطني :
لا يصح مرفوعا وأبو عمارة ضعيف جداً .
السنن (1 /205) ، راجع المجموع(2 /325)، وصحيح نصب الراية (1 /160)، و العلل المتناهية (1/360)لابن الجوزي .
وقال الألباني :
وقد رواه البيهقي (1 / 228 ) عن ابن عمر موقوفا عليه بسند صحيح ثم قال : " هو عن ابن عمر صحيح ".
تمام المنة (ص 134)
قلت:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ تَوَضَّأَ وَكَفُّهُ مَعْصُوبَةٌ فَمَسَحَ عَلَيْهَا وَعَلَى الْعِصَابِ ، وَغَسَلَ سِوَى ذَلِكَ. هُوَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ صَحِيحٌ.
السنن الكبرى للبيهقي (1/ 228)