يا عبد الله لا تعير أخاك بذنبه
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال الخطابي
ليس لأحد ان يعير أحدا بذنب كان منه لأن الخلق كلهم تحت العبودية أكفاء سواء
وقد روي لا تنظروا إلى ذنوب العباد كأنكم أرباب وانظروا إليها كأنكم عبيد
-بمعنى انظروا إليها كأنكم عبيد
تخطئون باليل و النهار في السر والعلن
ولا تنظروا إليها كأنكم أرباب .
ولا ينبغي أحد ان يعير أخاه المسلم
ويذكر مثالبه أمام الأشهاد
فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .
فهذا المذنب من خير الناس بعد توبته وإنابته إلى ربه -تبارك وتعالى -
إذا كانوا يعلمون .
يقول الفاروق الراشد إمام الصحابة
عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-
{ جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة }.
لا يلتمس من مساوي الناس ماستروا ---- فيهتك الناس سترا من مساويكا .
فالتائب من الذنب كمن لاذنب له
يذنب باليل ويتوب بالنهار
يتداركه وجه الحق ونور البصيرة
يتدارك مافاته في أيام التفريط
فيقبل على الله بقلب طاهر ونفس طاهرة
فهو بذلك من خير الناس.
وقد يخطئ بعض الناس
فيذكر ذنبه لمصلحة شرعية ظنها
فيذكر ما أسلف من الذنب
فيكشف ماستره الله عليه
فيكون ذلك ذريعة إلى أن ينقم عليه الناقمون وينالوا منه .
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم -
{ من ستر مسلم في الدنيا ستره الله في الآخرة ومن فضح مسلم في الدنيا فضحه الله في الآخرة }.
وكم من صديق وده بلسانه ----- خؤون بظهر الغيب لا يتندم .
يضاحكني كرها لكيما أوده ---- وتتبعني منه إذا غبت أسهم .
وقال أحدهم ناشدا .
مابال اقوام لئام ليس عندهم ---- عهد وليسلهم دين إذا ائتمنوا .
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ---- مني وما سمعوا من صالح دفنوا .
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ---- وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا.
فالشاهد أيها الإخوة الأفاضل
أن المسلم أخو المسلم في تواده وتراحمه
فلا يبغض بعضهم بعض
.يتعاونوا على البر والتقوى و ينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف فهم بذلك من خير الناس .
عليك بإخوان الثقات فإنهم ---- قليل فصلهم دون من كنت تصحب .
ونفسك أكرمها وضنها فإنها --- متى تجالس سفلة الناس تغضب .
لذلك حفاظا على هذا الأصل الذي به نتفق ونتحد
علينا التحفظ من الشيطان الرجيم و التعوذ منه
قال تعالى
{ وإما تنزغك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم }.
ومن اعظم الابواب التي يدخل منها الشيطان فيفسد من خلاله المتوادان سوء الظن .
يسيء الظن الأخ بأخيه فتحصل الشحناء والضعناء فيفترقا .
وسوء الظن مصيبة لا تأتي بخير
تجعل صاحبها مغموما منهمكا في ضلام الشك و الريب .
مايستريح المسيء ظنا --- من طول غم وما يريح .
لذلك يطلب الإستفصال حال حصول الشك و الريب
ولا يعمد للحكم قبل تصور الشيء .
هذا ما تهيأ لي إعداده في هذه الجلسة الوجيزة فإن أخطأت فمن نفسي و الشيطان وإن أصبت فذلك منه تعالى .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
********
أخوكم
فيصل بن المبارك أبو حزم
والنقل
لطفـــــــاً .. من هنــــــــــــــا