بسم الله الرحمن الرحيم
النص الشرعي الإسلامي بين أهل التقديس وأهل التدليس
التقديس :
من القداسة ، وهي النقاء والصفاء والطهارة ، والتقديس : التنزيه والإجلال والتعظيم .
والذين يقدسون النص القرآني ، والنص النبوي الثابت هم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وتلامذة الصحابة ، والتابعين لهم بإحسان .
هم
أهل السنة والجماعة ، أهل الحديث ، أهل التوحيد الخالص ، والتسليم الكامل .
هم
الذين لا يقدمون بين يدي الله ورسوله عقلاً ، ولا فكراً ، ولا وجداناً ، ولا واقعاً
بل
يحكمون النص القرآني ، والحديث النبوي في كل ذلك ، ويقدمونهما على كل ذلك .
إن
الذين يقدسون النص الشرعي ، يأخذونه على ظاهره اللفظي ، ومدلوله اللغوي ، لا يحرفونه بتأويل ، ولا يعطلونه بتهويل
بل
يقابلونه بالتعظيم ، ويعاملونه بالتسليم ..
ذلك
بأنهم يؤمنون بأن النصين القرآني والنبوي واضحا الدلالة ، بينا المعنى ، يبلغان في الفصاحة والبيان أعلى الدرجات ، ويفصحان في أجلى بيان عن مراد الله وحكمته ، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ورحمته ، وعن دين الإسلام ومنهجه .
ولم يكونا أبداً للترميز والتلغيز ، وليسا أبداً مفتقرين للتأويل والتخمين .
قال الله تعالى :
( الر . كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير . ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير ) .
وقال تعالى :
( كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون . بشيراً ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ) .
وقال تعالى :
( وإنه لتنزيل رب العالمين . نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين . بلسان عربي مبين ) .
إن
مقابلة النصوص الشرعية الإسلامية بتصديق ما جاءت به من الخبر ، والتسليم والإذعان لما جاءت به من الأمر والنهي والقدر ، لهي الحقيقة الإيمانية الخالصة التي لا يدرك قيمتها ولا يتذوق حلاوتها إلا من كان مؤمناًخالصاً ، صادق الإيمان ، حاضر اليقين
على منهج السلف الصالح من أهل السنة والجماعة ، ومن تبعهم بإحسان ، واقتفى أثرهم بالإيمان .
- 1 -
النص الشرعي الإسلامي بين أهل التقديس وأهل التدليس
التقديس :
من القداسة ، وهي النقاء والصفاء والطهارة ، والتقديس : التنزيه والإجلال والتعظيم .
والذين يقدسون النص القرآني ، والنص النبوي الثابت هم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وتلامذة الصحابة ، والتابعين لهم بإحسان .
هم
أهل السنة والجماعة ، أهل الحديث ، أهل التوحيد الخالص ، والتسليم الكامل .
هم
الذين لا يقدمون بين يدي الله ورسوله عقلاً ، ولا فكراً ، ولا وجداناً ، ولا واقعاً
بل
يحكمون النص القرآني ، والحديث النبوي في كل ذلك ، ويقدمونهما على كل ذلك .
إن
الذين يقدسون النص الشرعي ، يأخذونه على ظاهره اللفظي ، ومدلوله اللغوي ، لا يحرفونه بتأويل ، ولا يعطلونه بتهويل
بل
يقابلونه بالتعظيم ، ويعاملونه بالتسليم ..
ذلك
بأنهم يؤمنون بأن النصين القرآني والنبوي واضحا الدلالة ، بينا المعنى ، يبلغان في الفصاحة والبيان أعلى الدرجات ، ويفصحان في أجلى بيان عن مراد الله وحكمته ، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ورحمته ، وعن دين الإسلام ومنهجه .
ولم يكونا أبداً للترميز والتلغيز ، وليسا أبداً مفتقرين للتأويل والتخمين .
قال الله تعالى :
( الر . كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير . ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير ) .
وقال تعالى :
( كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون . بشيراً ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ) .
وقال تعالى :
( وإنه لتنزيل رب العالمين . نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين . بلسان عربي مبين ) .
إن
مقابلة النصوص الشرعية الإسلامية بتصديق ما جاءت به من الخبر ، والتسليم والإذعان لما جاءت به من الأمر والنهي والقدر ، لهي الحقيقة الإيمانية الخالصة التي لا يدرك قيمتها ولا يتذوق حلاوتها إلا من كان مؤمناًخالصاً ، صادق الإيمان ، حاضر اليقين
على منهج السلف الصالح من أهل السنة والجماعة ، ومن تبعهم بإحسان ، واقتفى أثرهم بالإيمان .
- 1 -
أما من لا يملك هذه الحقيقة ، فإنه يعامل النص المقدس الموحى به من خالق الإنسان وموجده ، ومدبر الأكوان ، الذي أحاط علمه وقدرته وحكمته بجميع خلقه ، فلا يعجزه شيء ولا تخفى عليه خافية ، ولا يخرج عن حكمه وأمره مخلوق في الأرض ولا في السماء ، سبحانه وتعالى علواً كبيراً .
من لا يملك هذه الحقيقة الإيمانية ، يعامل النصوص الربانية المقدسة ، وكأنها قطعة إنشائية ، أو قصيدة شعرية ، أو قصة أدبية أو مسرحية ، ويناقشها على قدر فهمه المادي ، وإدراكه البشري أو قل الحيواني .
ففهمه قاصر عن إدراك الحقيقة الإيمانية ، وعقله هائم في منتوج التراب الأرضي ، ووجدانه فارغ من روعة الإيمان ودهشته ، ونورانيته وبهجته ، وحلاوته ولذته .
إن
من يحاول تفسير النصوص الشرعية ، بالمناقشات العقلانية المناطقية
أو
الحوارات الفكرية الفلسفية
أو
الخلجات الوجدانية الذوقية
أو
التطبيقات الواقعية المادية
أو
يدعى أنه يقرأ النص الشرعي قراءة جديدة عصرانية .
كل
أولئك إنما يدورون حول أنفسهم ، ويجترون أفكار ومقالات من حولهم ، كحمار الرحى أو كرحى الحمار ، لا يخرج من دائرته ، ولا يعي سبب دورانه .
إن
من يحاول تفسير النصوص الشرعية ، بالمناقشات العقلانية المناطقية
أو
الحوارات الفكرية الفلسفية
أو
الخلجات الوجدانية الذوقية
أو
التطبيقات الواقعية المادية
أو
يدعى أنه يقرأ النص الشرعي قراءة جديدة عصرانية .
كل
أولئك إنما يدورون حول أنفسهم ، ويجترون أفكار ومقالات من حولهم ، كحمار الرحى أو كرحى الحمار ، لا يخرج من دائرته ، ولا يعي سبب دورانه .
وقد شبه القرآن الكريم من كانت هذه حاله بقوله تعالى : ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين ) .
فهؤلاء تناولوا التوراة بالتأويل المعنوي والتحريف اللفظي ، لأنهم لم يسلموا للنص المقدس بالتصديق والإذعان ، بل أولوه وحرفوه بما يناسب أهواءهم ، ويحقق رغباتهم وشهواتهم .
وهذا هو سرّ الالتواء في جميع المناهج والمذاهب التي تصطدم بالنصوص الشرعية ، ولا تسلم لها .
فيبدأ أصحابها في الالتفاف على النص ، والانحراف عن الطريق ، بالتأويل والتحريف ، وإخراج النصوص عن مدلولاتها الظاهرة ، وقطعها عن سياقها ، وتحميلها ما ليس من معناها ولا مرادها .
قال الله تعالى محذراً من ذلك : ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) .
وقال في بني إسرائيل : ( وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) ،
إذن هم عقلوه وعلموه وفهموه ، فليس تأويلهم وتحريفهم عن جهل ، وبدون قصد ، بل بقصد تغيير النص وتبديله ، لعدم رغبتهم في التسليم له والإذعان لحكمه ، أو كما هو التعبير القرآني ، عدم الرغبة في حمله .
( حملوا التوراة ثم لم يحملوها )
وقد كشف الله أمرهم وسوء مقصدهم وصنيعهم في قوله تعالى : ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وأطعنا واسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع و انظرنا لكان خيراً لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً ).
- 2 -
ومن هذه العقدة الإبليسية (نسبة إلى إبليس ) ، وهي ( عدم التسليم لأمر الله وحكمه ) خرجت جميع المذاهب والاتجاهات المنحرفة ، وقوبلت النصوص المقدسة بألوان من التأويل والتحريف إما بقياسات عقلية ، أو بخطرات وجدانية ، أو بفلسفات إلحادية ، أو بركون إلى الدنيا وإخلاد إلى واقع الناس .
فكانت هذه الاتجاهات جميعاً تبعاً لإبليس في نزغة التمرد على الأمر الإلهي وعدم التسليم له ، ومقابلة الأمر الإلهي بالمناقشات والمجادلات والأهواء لا بالطاعة والإذعان .
قال الله تعالى :
( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين . قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) .
وسر هذه العقدة الإبليسية المتوارثة في ثلاثة أمور :
1- الكبر .
2- الحسد .
3- عدم الثقة في الحكمة الإلهية التي تدل عليها ظواهر النصوص ، سواء كانت أمراً أو نهياً أو خبراً .
وسنورد الأمثلة على ذلك فيما سيأتي إن شاء الله .
وسر هذه العقدة الإبليسية المتوارثة في ثلاثة أمور :
1- الكبر .
2- الحسد .
3- عدم الثقة في الحكمة الإلهية التي تدل عليها ظواهر النصوص ، سواء كانت أمراً أو نهياً أو خبراً .
وسنورد الأمثلة على ذلك فيما سيأتي إن شاء الله .
التدليس
من الدلس ، وهو الظلمة ، والتدليس : التعمية والتضليل ، وإغشاء نور الحق بسواد ظلمة الباطل .
والمدلسون هم أهل الأهواء والضلالات ، الذين أشربت قلوبهم الأهواء ، فابتدعوا لها في الدين من أنواع الضلالات والبدع ، ما يبقى على هذه الأهواء ويغري بها الأتباع الذين لا بصيرة لهم ، وإنما يساقون في طريق البدعة ، وسبل الضلالة ، وراء المدلسين المبتدعين ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .
وأول ما ظهر من الأهواء قول الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد كانوا في جيشه وتحت أمرته ، وأنكروا التحكيم ، وكفّروا الصحابة وعامة المسلمين ، وقالوا بكفر مرتكب الكبيرة ، وقاتلوا على ذلك . فكان من تلبيسهم وتدليسهم ، أن قالوا إن علياً حكّم الرجال في دين الله ، واستشهدوا بقول الله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) .
وأخذوا قول الله تعالى : ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفييء إلى أمر الله ) ، وأعرضوا عن أول هذه الآية وهي ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) .
وهكذا تقابل النصوص من أهل الأهواء بالإعراض عن بعضها ، والتأويل الباطل لبعضها ، تحكّماً في النصوص ، وتطويعاً لمدلولاتها على ما يوافق أهواءهم ومراداتهم .
عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 13.11.08 9:04 عدل 3 مرات