قصة عجيبة يسوقها الحافظ ابن كثير في تفسيره.
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – في تفسيره :
[وقد ذكر الحافظ محمد بن المنذر الهروي -المعروف بشكِّر-في كتاب "العجائب" بسنده عن قُبَاث بن رزين أبي هاشم قال:
أسرتُ في بلاد الروم، فجمعنا الملك وعَرَض علينا دينه، على أن من امتنع ضربت عنقه.
فارتد ثلاثة، وجاء الرابع فامتنع، فضربت عنقه، وألقي رأسه في نهر هناك، فرسب في الماء ثم طفا على وجه الماء، ونظر إلى أولئك الثلاثة فقال:
يا فلان، ويا فلان، ويا فلان -يناديهم بأسمائهم-قال الله تعالى في كتابه: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } ثم غاص في الماء
[قال] فكادت النصارى أن يسلموا، ووقع سرير الملك، ورجع أولئك الثلاثة إلى الإسلام.
قال: وجاء الفداء من عند الخليفة أبي جعفر المنصور فخلصنا]اهـ.
========
من الأمور المقررة عند أهل السنة الإيمان بالكرامات ؟!
نعم نحتاج إلى إثبات سندها ، لا الكرامات المفتراة المختلقة ، وها هنا حقنا أن نستأنس بها هنا ذلك أن الذي ساقها إمام كبير كالحافظ ، فحقها كروايات بني إسرائيل لا نكذبها ولا نصدقها على أقل تقدير .
======
نعم أهل السنة لا ينكرون الكرامات إذا ثبتت وأما نكارة
هذه القصة فواضح أن الرأس قد قطع ثم ألقي في الماء وغرق ثم طاش على الماء وتكلم بالكلام المذكور
كيف والروح قد فارقت هذا الجسد؟!
وهل يتكلم رأس مفصول عن جسده ملقاً في ماء وأعرض هذه القصة على العلماء الكبار ثم أنقل لنا جواباتهم
وللفائدة
ذكر القصة ابن حجر في ترجمة قباث لكنه جعل الخليفة غير أبي جعفر ولعل ذلك أدق
لأن قباث مات سنة 156هـ وأبو جعفر على صحيح مات في تلك السنة والله أعلم.
========
قال الذهبي في السير(11-168)
قال الحسين بن محمد الحربي سمعت جعفر بن محمد الصائغ يقول :
رأيت أحمد بن نصر الخزاعي حين قُتل قال رأسه = لا اله الا الله
قال السراج سمعت خلف بن سالم يقول بعدما قُتل ابن نصر
وقيل له ألا تسمع ما الناس فيه يقولون - أن رأس أحمد بن نصر يقرأ
فقال - كان رأس يحيى يقرأ !
هاهم العلماء الكبار كالذهبي والسراج وجعفر الصائغ !!
========
نعم يتكلم بقدرة الله وتكون كرامة له ، هناك من تكلم بعد الموت ، ولإبن ابي الدنيا كتاب من عاش بعد الموت
=========
الم يقل الله عز وجل في كتابه الكريم
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)
الله كتب على الناس انهم اذا ماتوا لا يرجعون الى هذه الحياة الدنيا
وهذا اخواني مسلم فيه ويجب على كل مسلم ان لا يصدق مثل هذه الخرافات --- رأس يتكلم --- اذ ان مثل هذه الاحداث تعارض نص الآيه السابقة الذكر
==========
قصة منكرة متناً - والله أعلم - من وجهين :
الأول :
حديث : (قال له الله:. انه قد سبق القول مني: أنهم اليها لا يرجعون)
الثاني :
لقوله تعالى : (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) فلا حرج على الثلاثة الذين تظاهروا بالكفر.
==========
وأما قصة أحمد بن نصر فهي أن الكلمات خرج فور قطعه
فأين هذا من رأس قطع ثم ألقي في الماء ثم طاش على الماء وأخذ يخاطب أقوامنا
وأما ما ذكره الأخ ( كالذي مر على قرية ... ) فنحن لا ننكر قدرة الله حتى يرد علينا هذا
وأرى أن أخانا بنى قصراً قبل أن ينحت الحجارة!!!
=========
أنا أظن أن كثيرا من الإخوة هنا - للأسف - لا يستحضر مسلك العلماء في هذا المقام !!
فمسلك العلماء أنهم قد يسردون الكرامات من باب الاستئناس ، فلا يصدقونها ولا يكذبونها
وهذا عند كثير من العلماء ، ولو شئت لسردت
وهذا الكلام قد سبق في كلامي السابق حينما تكلمت عن النكارة آنفا-
فمثل هذا جعل بعض الإخوة كلما مرت قصة دون سند ، صاروا يتكلمون على التضعيف والتصحيح !!
ونظير ذلك الآثار التي جاءت عن السلف وليس فيها إثبات حكم ما أعني الحلال والحرام ، فلعل بعض الإخوة يترك التسرع ، ويترك التنظير !!
و ليتأمل في كتب السلف التي تكلمت عن الكرامات أو سردت الكرامات .
والله أعلم.
===============
واليكم هدية لمن ينكر ذلك
من عاش بعد الموت - لابن أبي الدنيا
http://s203978783.onlinehome.us/books/11/1002/1002.rar
===============
الذين ينكرون هذه القصص يتعلقون بقوله تعالى (( أنهم اليها لا يرجعون ))
وهذا حق لكن الجمع بينهما واضح جدا لمن تأمله
وأن المقصود بعدم الرجوع هو الرجوع الكامل والحياة الطبيعية كما كانت قبل موتهم في الدنيا ولذلك لما سألها عبدالله بن حرام قال الله له ((اني كتبت انهم اليها لا يرجعون ))
أما المثبت فهو الاحياء الذي يدل على قدرة الله ليري البشر آيته كما في أصحاب البقرة فلما أراهم الله الاية مات الرجل ولذلك ختمها
بقوله ((و يريكم آيته لعلكم تعقلون )) فهل نعقل هذا
فها نحن ثبتنا العرش ثم نقشناه بكتاب الله
والله اعلم واحكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله
أن وجدت هذه الثلة الطيبة من العلماء أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
وبعد
لم أستطع أن أجمع بين حديث ومجموعة من الآيات بمعنى أنكم تعرفون تماما قصة والد جابر بن عبدالله حينما استشهد رضي الله عن الصحابة أجمعين قال له الحق تمن
والشاهد
أنه تمنى العودة إلى الدنيا لكن أخبره الله كفاحا أنه سبق منه القول إنهم اليها لايرجعون سؤالي تحديدا الله قال إنهم إليها لايرجعون
وسبق القول منه كما في حديث جابر أنه من خرج من الدنيا فلايعود إلى الدنيا وهذا قضاء نافذ
إذا ما الجمع بين هذا الكلام وبين إحياء عيسى لبعض الأموات بإذن الله وعزير وأصحاب الكهف وغيرهم ماتوا ثم عادوا
الخلاصة أن والد جابر لم يعد الى الدنيا لأن الله سبق القول منه ولا مبدل لكلماته
فلو قيل لماذا لا ينطبق هذا الحديث على عزير وأصحاب الكهف الخ...
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أما بعد:
فما من نفس منفوسة إلاّ وكتب الله عليها الموت والفناء في الدنيا قال عزوجل : (كل نفس ذائقة الموت) .[ آل عمران : 185].
وقال تعالى : (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروجٍ من سبيل ). [ غافر: 11].
فكان الخلق نطفاً لا حياة لهم في أصلاب آبائهم ثم أماتهم بعد أن صاروا أحياء في الدنيا .
والمراد بالإحياءتين : أنه أحياهم الحياة الأولى في الدنيا ثم أحياهم عند البعث .
ومن مات الموتة الثانية فإنه لا يرجع إلى الدنيا مرة أخرى ، فقد أخبر تعالى عن حال المحتضرين من المفرطين والكافرين وعن تمنيهم الرجعة إلى الدنيا بعد موتهم أنهم لا يرجعون إليها
قال تعالى : (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون ). [المؤمنون :99 - 100].
وقال تعالى: ( وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) .[ الأنبياء : 95 ].
وهذا حكم من الله تعالى على عباده وقضاء ومبرم منه .
وقد استثنى الله تعالى من هذا الحكم وهو عدم الرجوع إلى الدنيا لمن مات الموتة الثانية ، استثنى بعض الأشخاص الذين قد ماتوا في الدنيا ثم عادوا إليها لحكمة بينها الله تعالى في كتابه وهي بيان قدرته تعالى على البعث بعد الموت .
ومن هؤلاء القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت -
قال تعالى: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ). [البقرة :243].
ومن هؤلاء أيضاً قتيل بني إسرائيل - قال تعالى: ( وإذ قتلتم نفساً فادّارأتم فيها والله مخرجٌ ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ). [ البقرة :72-73].
ومنهم أيضاً الذين أحياهم المسيح ابن مريم عليه السلام وذلك معجزة من الله تعالى لقومه ليؤمنوا بقدرة الله تعالى وليتبعوا المسيح فيما يأمرهم به ، وعددهم أربعة كما جاء في كتب التفسير .
ومنهم عزير وأصحاب الكهف آيات من الله تعالى إلى خلقه: (ولنجعلك آية للناس). [ البقرة : 259].
(أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً ). [ الكهف : 9] .
فهؤلاء سبق في علم الله تعالى - لحكمة عظيمة وهي بيان قدرته على البعث والنشور بعد الموت والفناء - أنهم يرجعون إلى الدنيا بعد موتتهم الثانية
وأما عبد الله بن حرام رضي الله عنه فقضى الله تعالى عليه كما قضى على الناس أجمعين الاّ يعود إلى الدنيا : (ألا له الخلق والأمر) . [ الأعراف : 54] .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المفتـــي :
مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId
والنقل
لطفــــــاً .. من هنـــــــــــــــا
المفتـــي :
مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId
والنقل
لطفــــــاً .. من هنـــــــــــــــا