الجن المسلم : هل هو مخاطب بآية :"وتعاونوا على البر والتقوى "؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيوخ الأفاضل وطلبة العلم الأحبة ، برجاء الجواب على هذه المشكلة التي اعترضت أخاكم الجاهل ولم يجد لها حلاً مقنعاً
قال الله عز وجل في كتابه العزيز : "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
أليس الجن المسلم مخاطباً بهذه الآية ؟
أليس الخطاب فيها عاماً لجميع المسلمين ، إنسهم وجنهم ؟
ما المانع من تعاون الجن المسلمين مع الإنس المسلمين على البر والتقوى وما يرضي رب العباد سبحانه وتعالى؟
فالمسألة فرع عن السحر ومعارضته ، فإن كان الساحر كافراً يستعين بالشياطين الكفرة على ما يضر ، فينبغي أن يكون ممكناً تعاون الإنس المسلمين مع الجن المسلمين على التقوى ؟
والأصل أن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ..
فهل هناك مانع ؟
برجاء الإجابة من فضلاء الملتقى حفظهم الله.
وجزاكم الله خيراً
========
حكم الاستعانة بالجن المسلمين
الشيخ الدكتور / خالد بن عبد الله المصلح
السؤال:
يوجد أناس يدعون أنهم يعالجون الناس من الأمراض الروحية والكشف عليها من سحر ومس وعين ويستعينون في ذلك على زعمهم بجن مسلمين وهم يدعون أنهم لا يفعلون شركيات في تحضيرهم بل تعاون على الخير ...
الإجابة:
أولاً :
أما طلب المعونة من الجن ففيه خلاف بين أهل العلم والأحوط للعبد أن يتجنب ذلك، لأن هذا الفعل محدث، فإن السلف رحمهم الله من الصحابة ومن بعدهم لم ينقل عنهم أنهم استخدموا هذا الطريق ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
فهذا النبي صلى الله عليه وسلم تمر عليه أحلك الظروف وأصعب المواقف في أحد والأحزاب وغيرها ومع ذلك لم يعلق قلبه إلا بالله ولم يستعمل من الأسباب إلا ما كان في مقدور البشر.
وقد استدل بعض أهل العلم على منع التعامل معهم بـ
قوله تعالى
{ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}
الشعراء .
وبقوله تعالى
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ}
( 128) الأنعام
وبقوله
{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقا ً}
الجن .
ثم إن الغالب في الجن أنهم لا يخدمون الإنس إلا إذا تقربوا إليهم بأنواع من القربات المحرمة: كأن يذبح لهم ، أو يكتب كلام الله تعالى بالنجاسات وغير ذلك.
ثانياً :
لا أعلم طريقة بها يمكن تمييز صالح الجن من غيرهم لكن من المعلوم أن الحكم في هذه الدنيا على الجن والإنس إنما هو على الظاهر وأما البواطن فعلمها إلى الله
إلا أنه يعكر على إعمال هذا الأصل في الجن كثرة الكذب والفساد فيهم.
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...&fatwa_id=5603
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...&fatwa_id=5603
========
هل يجوز الاستعانة بالجن المسلمين لفكّ السِّّحر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد : لي صديق جاء من اليمن وعرض عليّ أمراً والقصة طويلة .وباختصار شديد قال لي : إنه عنده جماعة من الجن المسلمون وقال لي :
إنه يريدني أن أتعامل معه لنفك السحر وأنا رفضت وقال لي لماذا ؟ فأجبته بأن التعامل مع الجان حرام كانوا مسلمين أو لم يكونوا . وطلب مني دليل مقنع .
وأرجو منكم أن تفتوني بهذا مع الأدلة .ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله الخير والعلم النافع بإذن واحد أحد.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يجوز التعامل مع الجن لا في فك السّحر ولا في علاج المسّ ولا في غيرها من الأغراض ، وذلك لأسباب عِدّة ، منها :
1 – أن ذلك كان لنبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ، قال الله تعالى عن نبيِّه سليمان : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
ولأجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن عفريتا من الجن تفلّت البارحة ليقطع عليّ صلاتي ، فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم ، فذكرت دعوة أخي سليمان (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) فرددته خاسئا . رواه البخاري ومسلم .
فمن استعمل الجن فقد تعدّى هذا الأدب النبوي مع الأنبياء .
2 – أن الجن فيهم المؤمن والكافر ، وهم خَلْق خفيّ ، فما الذي يضمن أن هذا الجني الذي نتعامل معه مسلم ؟ لا أحد يستطيع أن يجزم بذلك .وربما يقول قائل : إن هذا الجني الذي أتعامل معه يقول : إنه مسلم .
فأقول : حتى لو قال ذلك ، فمن يضمن صِدقه . وقد جاء شيطان في صورة آدمي إلى أبي هريرة رضي الله عنه ، وادّعى أنه فقير مسكين وله عيال .
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يَحْثُو من الطعام فأخذته ، وقلت : والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : إني محتاج وعليّ عيال ، ولي حاجة شديدة . قال أبو هريرة : فخلّيت عنه ، فأصبحت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ؟!
قال : قلت : يا رسول الله شَكَـا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخلّيت سبيله . قال : أما إنه قد كَذَبَك وسيعود ، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه سيعود ، فَرَصَدّته فجاء يحثو من الطعام فأخذته ، فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : دعني فإني محتاج وعليّ عيال ، لا أعود فرحمته فخليت سبيله ، فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا هريرة ما فعل أسيرك ؟! قلت : يا رسول الله شَكَا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله .
قال : أما إنه قد كَذَبَك وسيعود ، فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله ، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود . قال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها . قلت : ما هو ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) حتى تختم الآية ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح ، فخلّيت سبيله ، فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت : يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله .
قال : ما هي ؟ قلت : قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ، وقال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ قال : لا . قال : ذاك شيطان .
فالشياطين كَذَبَـة ، فربما يقول الواحد منهم : إنه مسلم ليتلاعب بالإنسي المسلم حتى يتمكّن منه .ولذا فإن التعاون مع كفرة الجن أمر مُحرّم لما يجرّ من الكفر والشِّرك .
3 – وُجِد من تعامَل في بادئ الأمر مع الجن ، وهو يظن أنه يتعامَل مع مسلمين حتى تمكّنوا منه ، فصار يخدمهم ، أو على الأقل تَرَك ما كان فيه من الخير .بل بلغ الحال ببعضهم أن أنكر دخول الجن في الإنس نتيجة لهذا التعامل .
4 – لو كان في هذا خير لَمُكِّن منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .فإن النبي صلى الله عليه وسلم وَضَعتْ له اليهود سِحراً فلم يؤثِّر عليه ، ولم يلجأ إلى الجن ليُساعِدوه في معرفة مكان السِّحر رغم أنه عليه الصلاة والسلام كان يُخاطِب الجن أحياناً ويدعوهم إلى الإسلام .والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
عضو مركز الدعوة والإرشاد
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&ref=633
والنقل
لطفـــــــاً .. من هنــــــــا
لطفـــــــاً .. من هنــــــــا