أهمية إتقان النحو والسلامة من اللحن
قال العلامة الشيخ بكر أبو زيد _ رحمه الله _ في كتابه القيّم ( حلية طالب العلم ) :
[ احذر اللحن : ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتب، فإن عدم اللحن جلالة، وصفاء ذوق ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني:
فعن عمر رضي الله عنه أنه قال:
"تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة"[1].
"تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة"[1].
وقد ورد عن جماعة من السلف أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحن[2].
وأسند الخطيب [3]عن الرحبي قال:
"سمعت بعض أصحابنا يقول: إذا كتب لحان، فكتب عن اللحان لحان آخر؛ صار الحديث بالفارسية[4]“!
وأنشد المبرد[5]:
النحو يبسط من لسان الألكن *** والمرء تكرمه إذا لم يلحن
فإذا أردت من العلوم أجلها *** فأجلها منها مقيم الألسن[6]
----------------
[1] -”الجامع”(2/25) للخطيب.
[2] - الجامع”(2/28،29).
[3] - الجامع (2/28).
[4] - الجامع (2/28).
[5] - الجامع(2/28).
[6] - لبعض العلماء تعقيب على ما أنشده المبرد من أن أجل العلوم علم التوحيد، لكن الجلالة هنا نسبة إلى علوم الآلة. والله أعلم]
انتهى
وتجدون على هذا الرابط مزيدا من الآثار السلفية في فضل علم النحو وأهمية تعلمه :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...C7%E1%E4%CD%E6
وهذا رابطٌ مفيد فيه إرشادٌ لمن رغب في تعلم النحو :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...C7%E1%E4%CD%E6
==========
ومن الآثار السلفية الواردة في فضل تعلم النحو :
ــ روى أبو نعيم في رياضة المتعلمين قال حدثنا أحمد حدثنا أبي حدثنا أحمد بن نكير حدثنا عثمان بن زفر عن ابن شبرمة قال : ( زين الرجال النحو وزين النساء الشحم )
ــ قال أبو نعيم وحدثنا محمد بن علي بن حبيش نا محمد بن حبان بن إسحاق البلخي نا محمد بن الفضل نا أصرم بن حوشب حدثنا الخزرج بن أشيم عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال ( كانوا يؤمرون أو كنا نؤمر أن نتعلم القرآن ، ثم السنة ، ثم الفرائض ، ثم العربية الحروف الثلاثة ، قال : قلنا : وما الحروف الثلاثة ؟ قال : الجر والرفع والنصب )
ــ روى أبو عبيد في فضائل القرآن عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : (لأن أعرب آية أحب إليّ من أن أحفظ آية )
ــ روى أبو بكر الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء أن عمر كتب إلى موسى الأشعري رضي الله عنهما أن ( مر من قبلك بتعلم العربية فإنها تدل على صواب الكلام )
ــ وروى أبو بكر الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء أيضا عن أبي العالية قال : ( كان ابن عباس يعلمنا اللحن ) قيل يعلمنا الصواب وقيل يعلمنا الخطأ لنجتنبه
ــ وروى أبو بكر الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء أيضا عن الحسن البصري أنه سئل : ما تقول في قوم يتعلمون العربية ؟ قال : (أحسنوا يتعلمون لغة نبيهم )
_ وفي إيضاح الوقف ، والغريب للخطابي 1/61 ، وأخبار النحويين للمقري 31 عن أيوب السختياني رحمه الله أنه كان إذا لحن قال : ( أستغفر الله ) .
==========
من أقوى ما قرأته في التأكيد على أهمية العلم بلسان العرب : ما ذكره ابن حزم رحمه الله في رسالة التلخيص لوجوه التخليص ص 187-189؛ حيث قال :
( وأما النحو واللغة ففرض على الكفاية ...؛ لأن الله يقول : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (ابراهيم: من الآية4) وأنزل القرآن على نبيه بلسان عربي مبين؛ فمن لم يعلم النحو واللغة فلم يعلم اللسان الذي به بيّن الله لنا ديننا وخاطبنا به، ومن لم يعلم ذلك فلم يعلم دينه، ومن لم يعلم دينه ففرض عليه أن يتعلمه، وفرض عليه واجب تعلم النحو واللغة، ولا بد منه على الكفاية كما قدمنا..
ولو سقط علم النحو لسقط فهم القرآن، وفهم حديث النبي .. ولو سقط لسقط الإسلام.
فمن طلب النحو واللغة على نية إقامة الشريعة بذلك ، وليفهم بهما كلام الله تعالى وكلام نبيه عليه الصلاة والسلام ، وليفهمه غيره؛ فهذا له أجر عظيم ومرتبة عالية لا يجب التقصير عنها لأحد.
وأما من وسم اسمه باسم العلم والفقه وهو جاهل للنحو واللغة فحرام عليه أن يفتي في دين الله بكلمة ، وحرام على المسلمين أن يستفتوه ؛ لأنه لا علم له باللسان الذي خاطبنا الله تعالى به.
وإذا لم يعلمه فحرام عليه أن يفتي بما لا يعلم؛ قال الله تعالى : وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (الاسراء:36) ، وقال تعالى : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (لأعراف:33) ، وقال تعالى : إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (النور:15) .
فمن لم يعلم اللسان الذي به خاطبنا الله عز وجل ، ولم يعرف اختلاف المعاني فيه لاختلاف الحركات في ألفاظه ، ثم أخبر عن الله بأوامره ونواهيه : فقد قال على الله ما لا يعلم ...
وكيف يفتي في الطهارة من لا يعلم الصعيد في لغة العرب ؟! وكيف يفتي في الذبائح من لا يدري ماذا يقع عليه اسم الذكاة في لغة العرب؟! أم كيف يفتي في الدين من لا يدري خفض اللام أو رفعها في قول الله عز وجل : أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ (التوبة: من الآية3)؟؟
ومثل هذا في القرآن والسنة كثير ... وفي هذا كفاية.) انتهى كلامه بنصه.
__________________
محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني
جامعة الملك خالد- أبها
والنقل
لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــــــا
لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــــــا