شبهة حول شعار المسلمين في اليمامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهلفت نظري من جملة استدلالات القبوريين استدلالاهم بشعار المسلمين في اليمامة وهو "يا محمداه" بأنّ النداء هنا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو عليه الصلاة والسلام ميت حينئذ.
وقد وقع في نفسي رداً على هذه الشبهة أن يقال: إنّ (يا) قد لا تكون للنداء أحياناً ، ومثال ذلك بيت الشعر المنسوب للشافعي رحمه الله (يا أهل بيت رسول الله حبكم ....) الخ.
فهل لديكم شيء في الرد على هذه الشبهة؟ وهل يمكن تدعيم كلامي لغوياً وشرعياً؟
===============
قال الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين - ت 1282 هـ - في كتابه : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس
( وذكر المعترض أن في تاريخ ابن كثير أن الصحابة كان شعارهم في الحرب يا محمد. وفي تاريخ آخر أن بعض المسلمين من التابعين أسرهم الكفار وألقوهم في القدور فنادوا يا محمداه. وأن خبيبا رضي الله عنه لما مثل به الكفار قال يا محمد.
فهذه هي وأشباهها حجة هذا المبطل وشيعته، وهذه التواريخ وأشباها فيها الصدق والكذب وأكثرها يحكى بغير إسناد، ولو كان ما ذكر في هذه التواريخ ونحوها حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بغير سند متصل صحيح لم يحكم به في فلس.
والحكاية الأولى أن هذا كان شعارهم في الحرب، لم يقل أنهم كانوا يستغيثون به في الحرب، ولا أنهم يدعونه، بل قال: هذا شعارهم في الحرب. فلا شبهة لك فيه لأنهم كانوا يستعملون الشعار في الحرب باسم أو كلمة ليعرف بعضهم بعضا كما روي أن شعارهم في بعض غزواتهم حم لا ينصرون وفي بعضها أمت أمت.
وما ذكر عن الذين كانوا في زمن التابعين أنهم قالوا يا محمداه . حكاية بغير إسناد عمن لم يعرف من هم.
وما حكي أن خبيبا قال يامحمد. إن صح فهذا ونحوه يقوله الإنسان توجعا لفراق حبيبه، ولا يشك عاقل أن خبيبا وأشباهه لا يستغيثون بالنبي صلي الله عليه وسلم في تلك الحال وهو لا يسمع كلامهم، كيف وقال لهم صلى الله عليه وسلم لما استغاثوا به على رجل عنده في المدينة قال: "إنه لايستغاث بي وإنما يستغاث بالله عز وجل" ولكن صاحب الباطل يروج على الناس ويلبس عليهم بكل ما يقدر عليه، ولو لا إتباع الهوى ما عارض بحكاية عن أعرابي، أو عن تاريخ لا يعرف غثه من سمينه، مع أنه ليس له فيما يحكيه حجة على باطله ومع ذلك يعارض به نصوص القرآن كقوله تعالى:
{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ} [يونس:106] {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} [الأحقاف:5] {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} [الإسراء:56]
فإذا كان الملائكة المقربون لايملكون كشف الضر عمن دعاهم ولا تحويله فنبينا صلى الله عليه وسلم كذلك لا يكشف الضر عمن دعاه ولا تحويله، فلو كان يملك شيئا من ذلك لطلب أصحابه الذين هم أعلم الناس بالله وبرسوله وبدينه ذلك منه مع أن عموم هذه الآيات وغيرها تتناوله كغيره، لايشك في هذا عاقل سليم الفطرة فضلا عن العالم المنصف، هذا مع قوله سبحانه في حق نبينا خاصة ماذكره في كتابه كقوله: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأعراف:188] وقوله: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} [الجن:21] أي لا أقدر على كشف ضر نزل بكم ولا إيصال نفع إليكم ، أي لا يملك ذلك إلا الله . فمن زعم أن غير الله يطلب منه فهو مكذب لله وجاعل له شريكا في ذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. )
==================
ظهر لي رد في المسألة
وهو أن يقال أن العاقل يعي بأنّ (يا) هنا ليست للنداء وإنما هي للندبة ، وهي نحو قول القائل (وامحمداه) وهذا يعرفه أهل البلاغة.
ولأنّ الحرب كانت ضد مدّعي للنبوة فناسب الأمر أن يكون الشعار فيه انتصار للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقال (وامحمداه) أو (يا محمداه).
وهو أن يقال أن العاقل يعي بأنّ (يا) هنا ليست للنداء وإنما هي للندبة ، وهي نحو قول القائل (وامحمداه) وهذا يعرفه أهل البلاغة.
ولأنّ الحرب كانت ضد مدّعي للنبوة فناسب الأمر أن يكون الشعار فيه انتصار للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقال (وامحمداه) أو (يا محمداه).
والله تعالى أعلم
والنقل
لطفـــــــاً .. من هنـــــــــــــا