بسم الله الرحمن الرحيم
من السنن المتبعة في طلب العلم الشرعي دراسة وتدريساً في بلاد الحرمين وبعض البلاد الإسلامية البدء بالمتون العلمية المختصرة في كافة العلوم وشتى الفنون
ومن خير المتون العلمية التي درج العلماء على العناية بها حفظاً ودراسة وشرحاً وتدريساً
( كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد )
للشيخ
محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى
ومن الشروح المهمة التي جمعت بين التأصيل العلمي والموسوعة العقدية والدراسة الحديثية
مع تحرير الخلاف وبيان الراجح في عبارة سهلة وأسلوب سلس يفهمها الصغير والكبير ويستفيد منها طالب العلم والعامي
من السنن المتبعة في طلب العلم الشرعي دراسة وتدريساً في بلاد الحرمين وبعض البلاد الإسلامية البدء بالمتون العلمية المختصرة في كافة العلوم وشتى الفنون
ومن خير المتون العلمية التي درج العلماء على العناية بها حفظاً ودراسة وشرحاً وتدريساً
( كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد )
للشيخ
محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى
ومن الشروح المهمة التي جمعت بين التأصيل العلمي والموسوعة العقدية والدراسة الحديثية
مع تحرير الخلاف وبيان الراجح في عبارة سهلة وأسلوب سلس يفهمها الصغير والكبير ويستفيد منها طالب العلم والعامي
شرح شيخنا الشيخ
عبد المحسن بن عبد الله الزامل
والذي بدء به عشاء يوم الاثنين 13/ 10 / 1413هـ
وانتهى من شرحه والتعليق عليه يوم الاثنين 17 / 7 / 1415هـ
وهذه بعض الفوائد والفرائد من هذا الشرح الجليل
والذي سميته بـ
( بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد )
=========
الباب الأول قال شيخ الإسلام والمسلمين مجدّد الدعوة والدّين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
[بسم الله الرحمن الرحيم]
-الباب الأول
-كتـاب التوحيد وقول الله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات: 56]
و قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل:36] الآية.
وقوله تعالى ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[الإسراء:23] الآية.
وقوله تعالى ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾[النساء:36] الآيات.
قوله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[الأنعام: 151] الآيات.
قال ابن مسعود (رضي الله عنه ): من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه؛ فليقرأ قوله تعالى ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ إلى قوله ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا﴾[الأنعام:151- 153] الآية.
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ (رضي الله عنه ) قَالَ: كُنْتُ رِديفَ النبي صلى الله عليه وسلم . عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ لي: «يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقّ العبادِ عَلَى الله؟» قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «حَقّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوه وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا. وَحَقّ الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ أَنْ لاَ يُعَذّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَفَلاَ أُبَشّرُ النّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشّرْهُمْ. فَيَتّكِلُوا». أخرجاه
& && الفوائد المنتقاة على الباب الأول
( عشاء الاثنين 13 / 10 / 1413)
1-قوله ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الذي يظهر أن المصنف اقتدى في كتابه بالنبي صلى الله عليه وسلم في كتاباته ورسائله كما في حديث ابن عباس في الصحيح ( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل .... ) ومثله في صلح الحديبية ، والأظهر أن الكتب والرسائل يُبدأ فيها بالبسملة ولا يزيد عليها فإن زاد فلا بأس ، وأما في الخطب والكلمات فالسنة أن يُبدأ فيها بالحمدلة والثناء على الله عز وجل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
2-قوله (كتـاب التوحيد) المصنف لم يضع لكتابه خطبة يبين فيها مقصده في كتابه والأظهر أنه وضع هذه الآيات والأحاديث في بداية كتابه وأراد منها بيان حقيقة التوحيد وأصله وأساسه فجعلها كالخطبة لكتابه .
3- التوحيد مصدر وحد يوحد توحيداً أي جعله واحداً ، وسمي دين الله عز وجل توحيداً لإنه يجب توحيد الله عز وجل في أفعاله ونفي المثل والشبيه لله عز وجل وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى وقد أجمع المسلمون على أن المرء لا ينفعه توحيد الربوبية حتى يضم إليه توحيد الإلوهية .
4 – قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) هل الجن كل ما كان مستجناً ، أو الجن هم في مقابل الإنس ؟ الصواب المراد بهم هنا الجن الذين في مقابل الإنس ،
واللام في ( ليعبدون ) لام كي وهي لام التعليل وهذه اللام ينكرها الأشاعرة لأنهم ينفون أن الله عز وجل يفعل الفعل لعلة وحكمة ، والمعنى ( إلا ليعبدون ) أي إلا لآمرهم وأنهاهم فمنهم من يطيع ومنهم من يعصي .
5 - قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ هذه الآية موضحة للآية الأولى فلا تكون العبادة إلا باجتناب الطاغوت .
6 – الطاغوت : هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع كما قال ابن القيم وهذا هو أظهر التعاريف فيه .
7 – قوله تعالى (وَقَضَى ) أي أمر والأمر هنا الديني الشرعي وهذه الآية تبينها الآية قبلها فالعبادة لا تكون إلا باجتناب الطاغوت .
8 – قوله تعالى (وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) هذا إطلاق يشمل جميع أنواع الشرك وهذا يدل على عظم أمر الشرك كبيراً كان أو صغيراً .
9 – قوله (قال ابن مسعود (رضي الله عنه): من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه ) هذا الأثر رواه الترمذي وهو حسن السند أو صحيح
ومعنى ( عليها خاتمه ) إما الإشارة على عظم شأنها وأهميتها ، أو لأنها تشبه ما وصى به الله عز وجل فوصى بها رسوله صلى الله عليه وسلم .
10 – قوله ( فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً ) الحديث الذي أخبر به معاذ هو ( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار ) وهو في الصحيحين وأما حديث الباب فلا يذكر أنه ذكره تأثماً فالصواب أنهما حديثان واشتبه على كثير من الشراح أنهما حديث واحد .
11 – قوله (لاَ تُبَشّرْهُمْ. فَيَتّكِلُوا ) النهي هنا ليس للتحريم ولكن النهي في أحوال خاصة كما يكتم بعض العلم لأحوال خاصة .
=============
الباب الثاني - باب فضل التوحيد وما يكفِّر من الذنوب وقول الله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ا[الأنعام: 82].
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ شهِدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَرسوله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنّةَ حَقّ, وَالنّارَ حَقّ؛ أَدْخَلَهُ الله الْجَنّةَ على ما كان من العمل» أخرجاه.
ولهما في حديث عِتبان: «فَإِنّ الله قَدْ حَرّمَ عَلَى النّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ الله, يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله».
وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال موسى عليه السلام: يا ربِّ! علِّمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب! كل عبادك يقولون هذا؟. قال: يا موسى! لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة و(لا إله إلا الله) في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله» رواه ابن حبان والحاكم وصححه.
وللترمذي وحسنه عن أنس رضي الله عنه سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تعالى: يا ابنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني
( عشاء الثلاثاء 14 / 10/ 1413 )
1- الباب لغة : هو ما يدخل منه إلى غيره
واصطلاحاً : اسم لجملة مختصة من العلم تحته فصول ومسائل غالباً .
2 – قوله (باب فضل التوحيد وما يكفِّر من الذنوب ) المراد به توحيد الإلوهية و(ما) هنا مصدرية ولو كانت موصولة لأوهم أن هناك ذنوباً لا يكفرها التوحيد .
3 – قوله ( وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) المراد بالظلم الشرك الأكبر فمن انتفى عنه الشرك الأكبر حصل له مطلق الأمن والاهتداء ، أما من لم يأت بالشرك الأكبر والأصغر وسائر المعاصي ولم يرتكب كبيرة ولم يصر على صغيرة فهذا له الأمن والاهتداء المطلق فالآية تشمل المعنيين
فالسلامة من الشرك الأكبر وعدم السلامة من سائر المعاصي فهذا له أصل الأمن والاهتداء ولم يحصل له كماله وهو تحت المشيئة ، ومن سلم من الشرك الأكبر والأصغر والكبائر فهذا من أهل الجنة قطعاً ومن سلم من الشركين ولم يسلم من الكبائر فهذا تحت المشيئة .
ومن سلم من الشرك الأكبر ولم يسلم من الشرك الأصغر فهذا على قول بعض السلف أنه لا بد أن يدخل النار لأن الله عز وجل لا يغفر أن يشرك به ولكنه لا يخلد في النار وهناك نوع ذكره شيخ الإسلام وهو من سلم من الشرك الأكبر وتلطخ ببعض الشرك الأصغر وبكثير من الذنوب والمعاصي فهذا قطعاً يدخل النار وذكر هذا القول صاحب تيسير العزيز الحميد وسكت عنه والمسألة تحتاج إلى زيادة بحث
4 – قوله (مَنْ شهِدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ) الشهادة لا بد أن تكون عن علم وصدق وعمل فاشتراط العلم حتى يخرج عن صفة النصارى الذين يعملون بلا علم ، واشتراط العمل حتى يخرج عن صفة اليهود والصدق حتى يخرج عن صفة المنافقين .
5 – قوله (فَإِنّ الله قَدْ حَرّمَ عَلَى النّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ الله, يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله ) من قال لا إله إلا الله ولم يعرف معناها ولم يعمل بمقتضاها فإنها لا تنفعه بإجماع المسلمين .
6 – قوله (وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه ) الحديث فيه دراج وهو ضعيف ولكن له شاهد عند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو وظاهر سنده السلامة فيكون هذا الحديث من باب الحسن لغيره .
7 – قوله (وللترمذي وحسنه عن أنسٍ رضي الله عنه ) الحديث في سنده مقال ولكن له شاهد عند الإمام أحمد من حديث إبي ذر رضي الله عنه .
8 – الإصرار على الكبيرة فيه نوع شرك لقوله تعالى ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )