أقطاب التصوف يؤلهون الرسول صلى الله عليه وسلم
لقد غلا بعض أقطاب المتصوفة في النبي صلى الله عليه وسلم إلى درجة التأليه والعياذ بالله، وممن ذهب هذا المذهب الخطير عدد من أقطاب التصوف وهم على الترتيب الزمني:
(حيث صرح أن المهاجر من مكة الى المدينة كان هو الله . كما زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم جامع بين العبودية والربوبية) ذكر ذلك عنه الشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله في هذه هي الصوفية (ص 77 نقلا عن مجموعة الاحزاب ص2 ط استنبول سنة 1298).
تأليه الجيلي صريح في أقواله وأشعاره وباعتراف من (يوسف بن إسماعيل النبهاني ت 1350) أحد الصوفية المعاصرين ومن منظري المولد النبوي وله مولد منظوم مشهور ينشد وهو عندي بصوت بعض المنشدين،
حيث نقل عن الجيلي قوله في كتابه جواهر البحار (1/276):
"ثم رأيته رضي الله عنه ذكر في موضع آخر من كتابه هذا - الكمالات الالهية - أنه بينما كان جالسا أمام الحجرة النبوية، إذ كشف عنه الحجاب فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في الافق الاعلى بصفة الهية لا يشك فيها، ومكتوب حوله (قل هو الله احد)، فلما رجع إلى حسه نظر فإذا الحائط المقابل له قد كُتبت سورة قل هو الله احد).
ومما ذكره النبهاني عن الجيلي في جواهر البحار (4/239 - 240):
(ومن الفاظه المتشابهة المخالفة بحسب الظاهر للعقيدة الاسلامية قوله في أوائل الباب الاول منه قول الحق جل وعلا : (اني قد أختلست من ذاتي نسخة جامعة لأسمائي وصفاتي .... الخ - يعني محمدا صلى الله عليه وسلم - فقال النبهاني: وهذه العبارة معترضة منتقدة).
ومما ذكره النبهاني صراحة في تأليه النبي صلى الله عليه وسلم من قبل الجيلي قوله: "ومنها – أي من الامور المعترضة على الجيلي في رفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مرتبة الالهية – قوله في أحد الابيات التي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم في مقدمته:
شأن الاله وعين واحد ذاته المجتبى بصعوده المسعودي
وهذا من عجائب النبهاني أحد منظري المولد النبوي والاحتفال به، وله مولد منظوم ينشد في في منقطة الحجاز فيه طوام قد نعرض لها أن شاء الله.
وللجيلي أشعار في تاليه النبي ومما قاله في كتابه الانسان الكامل (1/13):
إلى أن قال:
والعرش والكرسي ثم المنتهى مجلاه ثم محله ومكانه
ومما قاله الجيلي أيضا المصدر السابق (2/59):
"إعلم أيدك الله بروح منه ولا أخلاك في وقت عنه، أن الله تعالى لما خلق محمدا صلى الله عليه وسلم من كماله، وجعله مظهرا لجماله وجلاله خلق كل حقيقة في محمد صلى الله عليه وسلم من حقيقة من حقائق أسمائه وصفاته، ثم خلق نفس محمد صلى الله عليه وسلم من نفسه، وليست النفس الا ذات الشيء".
ومما يعجب له ويستحيل صدوره من عاقل دعوى الجيلي الالوهية، ومما قاله في ذلك المصدر السابق (1/31):
إلى أن قال:
فإني ذاك الكل والكل مشهدي أنا المتجلي في حقيقته لاهو
وإني رب للأنام وسيد جميع الورى إسمي وذاتي مسماه
لي الملك والملكوت نسجي وصنعتي لي الغيب والجبروت مني منشاه
وإن تعجب من الجيلي فيما ذهب إليه من إلحاد وزندقة فما وصفه به النبهاني أعجب ويدعو للحيرة والتوقف أمام هؤلاء القوم والتساؤل كيف يعظمون أقطابهم ويسكتون عن إلحادهم وزندقتهم، فقد مدح النبهاني كتاب الجيلي الذي أله فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في جواهر البحار (4/240): "فإن هذا الكتاب لا نظير له في معناه، ومؤلفه من أجلِّ الاولياء الذين أطلعهم الله تعالى على علو قدر حبيبه ومصطفاه".
حيث زعم أن الله عزوجل بالغ في مدح نبيه صلى الله عليه وسلم حتى كاد أن يصرح بأنه هو. كما زعم أن الله عزوجل أخرجه عن حال الخلق ونفاه عنهم.
ونص كلامه الذي الذي ذكره النبهاني نقلا عن شرح الاول لصلاة أبي الفتيان أحمد البدوي صاحب المولد المشهور في الديار المصرية والذي يحج له سنويا أكثر من مليوني إنسان لحضور مولده، قال الميرغني:
"وأنظر يا أخي إلى غَيرة الحق تعالى على عباده بقوله لمحمد صلى الله عليه وسلم : { وإذا سألك عني عبادي فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني} البقرة آية (186) ، فأعلمنا الحق تعالى أنه أقرب إلينا من أنفسنا ومن رسولنا الذي جعله واسطة في كل خير مع أنه تعالى بالغ في مدحه حتى كاد أن يصرح بأنه هو لكثرة ما وصفه بالكمال في نحو قوله تعالى {من يطع الرسول فقد أطاع الله} النساء آية (80)، وبقوله تعالى {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} الفتح آية (10)، ومع ذلك قال {ليس لك من الامر شيء} آل عمران آية (128)، فأخرجه عن حال الخلق ونفاه عنهم". انظر جواهر البحار (2/382).
قلت: في كلام العيدروس سؤ أدب وتطاول على الذات الالهيه بوصفه بالمبالغة في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا دفع العيدروسي الى الكذب على الله في فهم النص القرآني بقوله أن الله كاد بأن يصرح بأن الله هو محمد، وأنه سبحانه أخرج نبيه عن حال الخلق ونفاه عنهم. ترى ماذا يكون صلى الله عليه وسلم ، تعالى الله عما يزعم ضلال المتصوفة علوا كبيرا.
صاحب كتاب تفسير الاحلام وغيره وله مؤلف في المولد النبوي ومما قاله في هذه العقيدة صراحة في رسالته حيث زعم النابلسي كذبا وزورا أن الله أخبر أن نبيه صلى الله عليه وسلم هو الله بناء على فهمه السقيم لقوله تعالى: {أن الذي يبايعونك انما يبايعون الله}، يقول النابلسي في ذلك:
"فقد أخبر تعالى أن نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم هو الله تعالى وتقدس، وبيعته بيعة الله، ويده التي مدت للبيعة هي يد الله تعالى كما سمعت من الاية الشريفة".
انظر شطح الولي (ص 194 ضمن كتاب شطحات الصوفية لعبدالرحمن بدوي).
قلت:
ولم يكتف النابلسي بتأليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل ذهب إلى أن موسى صلى الله عليه وسلم هو الله أيضا، بناء على فهمه السقيم لقوله تعالى: {وانا اخترتك لنفسي }، قال النابلسي :
"بأن تكون أنا وأكون أنا أنت ......
إلى أن قال:
ثم أنه تعالى أخرجه من ذلك الطور وأرجعه إلى صبغته بالصورة الموسوية فقال له: {فاعبدني وأقم الصلاة لذكري}، أي لأجل هذا التذكر الذي تحققه مني بأنك أنت أنا وأنا أنت...الخ". انظر شطح الولي (ص 195 ضمن كتاب شطحات الصوفية لعبدالرحمن بدوي).
قلت:
لقد صرح النابلسي هنا بالكفر والكذب على الله فالله عزوجل لم يخبرنا أنه هو محمدا، وإنما أخبرنا أن مبايعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية هي مبايعة له عزوجل.
ولو ذهبنا إلى هذا المفهوم السقيم الذي ضل من خلاله النابلسي لكان الحجر الاسود هو الله قياسا على ماسبق حيث جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم قال: "يمين الله في الارض يصافح بها خلقه مصافحة الرجل أخاه يشهد لمن استلمه بالبر والوفاء".
انظر مصنف عبد الرزاق (5/39)، وأخبار مكة للفاكهي (1/88). وله شاهد ضعيف من حديث جابر رضي الله عنه ي الكامل (1/342) والخطيب في تاريخه (6/329).
وفي رواية:
"الحجر يمين الله في الارض فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استلم الحجر فقد بايع الله ورسوله".
انظر أخبار مكة (1/88) وقد ضعف الازرقي هذه الرواية.
كما زعم النابلسي كذبا وزورا إلى أن الذي صلى على محمد صلى الله عليه وسلم هو محمد صلى الله عليه وسلم لأن صلاة العبيد عليه صدرت بأمر من صورة اسمه.
انظر هذه هي الصوفية (ص 79 – نقلا عن كتاب – مجموع الاحزاب ص 557 ط استنبول).
ولك أن تتخيل قوله تعالى {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليما} الاحزاب آية (56)، على ضوء ما زعمه النابلسي كذبا وزورا، إذ هذا يقتضي أن يكون الله هو محمد.
تأليه النبي صلى الله عليه وسلم
لقد غلا بعض أقطاب المتصوفة في النبي صلى الله عليه وسلم إلى درجة التأليه والعياذ بالله، وممن ذهب هذا المذهب الخطير عدد من أقطاب التصوف وهم على الترتيب الزمني:
محي الدين ابن عربي (ت 638)
: (حيث صرح أن المهاجر من مكة الى المدينة كان هو الله . كما زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم جامع بين العبودية والربوبية) ذكر ذلك عنه الشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله في هذه هي الصوفية (ص 77 نقلا عن مجموعة الاحزاب ص2 ط استنبول سنة 1298).
عبدالكريم الجيلي (ت 832)
: تأليه الجيلي صريح في أقواله وأشعاره وباعتراف من (يوسف بن إسماعيل النبهاني ت 1350) أحد الصوفية المعاصرين ومن منظري المولد النبوي وله مولد منظوم مشهور ينشد وهو عندي بصوت بعض المنشدين،
حيث نقل عن الجيلي قوله في كتابه جواهر البحار (1/276):
"ثم رأيته رضي الله عنه ذكر في موضع آخر من كتابه هذا - الكمالات الالهية - أنه بينما كان جالسا أمام الحجرة النبوية، إذ كشف عنه الحجاب فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في الافق الاعلى بصفة الهية لا يشك فيها، ومكتوب حوله (قل هو الله احد)، فلما رجع إلى حسه نظر فإذا الحائط المقابل له قد كُتبت سورة قل هو الله احد).
ومما ذكره النبهاني عن الجيلي في جواهر البحار (4/239 - 240):
(ومن الفاظه المتشابهة المخالفة بحسب الظاهر للعقيدة الاسلامية قوله في أوائل الباب الاول منه قول الحق جل وعلا : (اني قد أختلست من ذاتي نسخة جامعة لأسمائي وصفاتي .... الخ - يعني محمدا صلى الله عليه وسلم - فقال النبهاني: وهذه العبارة معترضة منتقدة).
ومما ذكره النبهاني صراحة في تأليه النبي صلى الله عليه وسلم من قبل الجيلي قوله: "ومنها – أي من الامور المعترضة على الجيلي في رفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مرتبة الالهية – قوله في أحد الابيات التي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم في مقدمته:
شأن الاله وعين واحد ذاته المجتبى بصعوده المسعودي
وهذا من عجائب النبهاني أحد منظري المولد النبوي والاحتفال به، وله مولد منظوم ينشد في في منقطة الحجاز فيه طوام قد نعرض لها أن شاء الله.
وللجيلي أشعار في تاليه النبي ومما قاله في كتابه الانسان الكامل (1/13):
فهي من كون ذا ومحمد لحقيقة الأكوان
وهي المعرف بالعزيز وبالهدى ومن كونه ربا فداه جناني
إلى أن قال:
ولأجل رب عين وصفك عينه ها أنت مصباح ونور بياني
وللجيلي قصيدة مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم أسماها "الدرة الوحيدة في اللجة السعيدة" وصف بها النبي صلى الله عليه وسلم بصفات لا تليق الا بالله عزوجل ومما قاله فيها في الكتاب السابق (2/73).:وهي المعرف بالعزيز وبالهدى ومن كونه ربا فداه جناني
إلى أن قال:
ولأجل رب عين وصفك عينه ها أنت مصباح ونور بياني
ملك وفوق الحضرة العليا على العرش المكين مثبت إمكانه
ليس الوجود بأسره إن حققوا الا حُبابا طفّحَته دنانه
الكل فيه ومنه وعنده تفنى الدهور ولم تزل أزمانه
فالخلق تحت سما علاه كخردل والامر يبرمه هناك لسانه
والكون أجمعه لديه كخاتم في إصبع منه أجل أكوانه
والملك والملكوت في تياره كالقطر بل من فوق ذاك مكانه
وتطيعه الاملاك من فوق السما واللوح ينفذ ما قضاه بنانه
ليس الوجود بأسره إن حققوا الا حُبابا طفّحَته دنانه
الكل فيه ومنه وعنده تفنى الدهور ولم تزل أزمانه
فالخلق تحت سما علاه كخردل والامر يبرمه هناك لسانه
والكون أجمعه لديه كخاتم في إصبع منه أجل أكوانه
والملك والملكوت في تياره كالقطر بل من فوق ذاك مكانه
وتطيعه الاملاك من فوق السما واللوح ينفذ ما قضاه بنانه
إلى أن قال:
والعرش والكرسي ثم المنتهى مجلاه ثم محله ومكانه
"إعلم أيدك الله بروح منه ولا أخلاك في وقت عنه، أن الله تعالى لما خلق محمدا صلى الله عليه وسلم من كماله، وجعله مظهرا لجماله وجلاله خلق كل حقيقة في محمد صلى الله عليه وسلم من حقيقة من حقائق أسمائه وصفاته، ثم خلق نفس محمد صلى الله عليه وسلم من نفسه، وليست النفس الا ذات الشيء".
ومما يعجب له ويستحيل صدوره من عاقل دعوى الجيلي الالوهية، ومما قاله في ذلك المصدر السابق (1/31):
لي الملك في الدارين لم أر فيهما سواي فأرجو فضله أو فأخشاه
إلى أن قال:
فإني ذاك الكل والكل مشهدي أنا المتجلي في حقيقته لاهو
وإني رب للأنام وسيد جميع الورى إسمي وذاتي مسماه
لي الملك والملكوت نسجي وصنعتي لي الغيب والجبروت مني منشاه
عبدالحمن العيدروسي (ت 1135)
حيث زعم أن الله عزوجل بالغ في مدح نبيه صلى الله عليه وسلم حتى كاد أن يصرح بأنه هو. كما زعم أن الله عزوجل أخرجه عن حال الخلق ونفاه عنهم.
ونص كلامه الذي الذي ذكره النبهاني نقلا عن شرح الاول لصلاة أبي الفتيان أحمد البدوي صاحب المولد المشهور في الديار المصرية والذي يحج له سنويا أكثر من مليوني إنسان لحضور مولده، قال الميرغني:
"وأنظر يا أخي إلى غَيرة الحق تعالى على عباده بقوله لمحمد صلى الله عليه وسلم : { وإذا سألك عني عبادي فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني} البقرة آية (186) ، فأعلمنا الحق تعالى أنه أقرب إلينا من أنفسنا ومن رسولنا الذي جعله واسطة في كل خير مع أنه تعالى بالغ في مدحه حتى كاد أن يصرح بأنه هو لكثرة ما وصفه بالكمال في نحو قوله تعالى {من يطع الرسول فقد أطاع الله} النساء آية (80)، وبقوله تعالى {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} الفتح آية (10)، ومع ذلك قال {ليس لك من الامر شيء} آل عمران آية (128)، فأخرجه عن حال الخلق ونفاه عنهم". انظر جواهر البحار (2/382).
قلت: في كلام العيدروس سؤ أدب وتطاول على الذات الالهيه بوصفه بالمبالغة في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا دفع العيدروسي الى الكذب على الله في فهم النص القرآني بقوله أن الله كاد بأن يصرح بأن الله هو محمد، وأنه سبحانه أخرج نبيه عن حال الخلق ونفاه عنهم. ترى ماذا يكون صلى الله عليه وسلم ، تعالى الله عما يزعم ضلال المتصوفة علوا كبيرا.
عبدالغني النابلسي (ت 1143):
صاحب كتاب تفسير الاحلام وغيره وله مؤلف في المولد النبوي ومما قاله في هذه العقيدة صراحة في رسالته حيث زعم النابلسي كذبا وزورا أن الله أخبر أن نبيه صلى الله عليه وسلم هو الله بناء على فهمه السقيم لقوله تعالى: {أن الذي يبايعونك انما يبايعون الله}، يقول النابلسي في ذلك:
"فقد أخبر تعالى أن نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم هو الله تعالى وتقدس، وبيعته بيعة الله، ويده التي مدت للبيعة هي يد الله تعالى كما سمعت من الاية الشريفة".
انظر شطح الولي (ص 194 ضمن كتاب شطحات الصوفية لعبدالرحمن بدوي).
قلت:
ولم يكتف النابلسي بتأليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل ذهب إلى أن موسى صلى الله عليه وسلم هو الله أيضا، بناء على فهمه السقيم لقوله تعالى: {وانا اخترتك لنفسي }، قال النابلسي :
"بأن تكون أنا وأكون أنا أنت ......
إلى أن قال:
ثم أنه تعالى أخرجه من ذلك الطور وأرجعه إلى صبغته بالصورة الموسوية فقال له: {فاعبدني وأقم الصلاة لذكري}، أي لأجل هذا التذكر الذي تحققه مني بأنك أنت أنا وأنا أنت...الخ". انظر شطح الولي (ص 195 ضمن كتاب شطحات الصوفية لعبدالرحمن بدوي).
قلت:
لقد صرح النابلسي هنا بالكفر والكذب على الله فالله عزوجل لم يخبرنا أنه هو محمدا، وإنما أخبرنا أن مبايعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية هي مبايعة له عزوجل.
ولو ذهبنا إلى هذا المفهوم السقيم الذي ضل من خلاله النابلسي لكان الحجر الاسود هو الله قياسا على ماسبق حيث جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم قال: "يمين الله في الارض يصافح بها خلقه مصافحة الرجل أخاه يشهد لمن استلمه بالبر والوفاء".
انظر مصنف عبد الرزاق (5/39)، وأخبار مكة للفاكهي (1/88). وله شاهد ضعيف من حديث جابر رضي الله عنه ي الكامل (1/342) والخطيب في تاريخه (6/329).
وفي رواية:
"الحجر يمين الله في الارض فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استلم الحجر فقد بايع الله ورسوله".
انظر أخبار مكة (1/88) وقد ضعف الازرقي هذه الرواية.
كما زعم النابلسي كذبا وزورا إلى أن الذي صلى على محمد صلى الله عليه وسلم هو محمد صلى الله عليه وسلم لأن صلاة العبيد عليه صدرت بأمر من صورة اسمه.
انظر هذه هي الصوفية (ص 79 – نقلا عن كتاب – مجموع الاحزاب ص 557 ط استنبول).
ولك أن تتخيل قوله تعالى {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليما} الاحزاب آية (56)، على ضوء ما زعمه النابلسي كذبا وزورا، إذ هذا يقتضي أن يكون الله هو محمد.