رد الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله تعالى- المختصر على كتاب ((شرح كلمات الصوفية)) لغراب!
رد الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله تعالى- المختصر على كتاب ((شرح كلمات الصوفية , والرد على ابن تيمية)).لمحمود محمود غراب!
قال – رحمه الله تعالى – في كتابه ((فتاوى علي الطنطاوي)) :
[ جاءتني رسالة من محمود محمود غراب ، يقول فيها :
أبلغني من أثق بأمانته أن إذاعة المملكة العربية السعودية قد أذاعت حديثا لكم تجيبون فيه على سؤال من علم الحروف ، وكان مما أوردتموه استطرادا في إجابتكم أن الشيخ محي الدين بن العربي كان ممن تكلم عن هذا العلم , وأنه أي محي الدين بن العربي جاء في كلامه عن وحدة الوجود بكفر وشرك أشد من شرك الجاهلية .
أنا لا أتعرض عن إجابتكم عن علم الحروف , ولا عن فتواكم , ما دمتم ترون أن عندكم الأهلية في التكلم عن علم قيل فيه من أهله : أنه من خصوص علم الأولياء , أي من علوم الأسرار الخاصة بأهلها , إلى أن قال : وأنه واضح من فتواكم أنكم لا تعلمون شيئا عما تعتبرونه فلسفة ابن العربي في وحدة الوجود ! ولما كان الدين النصيحة فإني أنصحكم يا سيدي بقراءة كلام ابن عربي في وحدة الوجود ، في كتاب لنا نشر حديثا تحت اسم ((شرح كلمات الصوفية , والرد على ابن تيمية)).
وقد أرسلت من هذا الكتاب إلى كل جامعة في المملكة العربية السعودية ثلاث نسخ للدراسة والنقد إلى آخرها...
ثم جاءني الكتاب الذي أشار إليه وهذه تعليقاتي أولا على هذه الرسالة ثم أذكر تعليقي على بعض ما جاء في الكتاب :
1. أنا في العادة أهتم بالسؤال أكثر من اهتمامي بالسائل ولكنني أشير هنا , إشارة فقط , إلى إنني ابن دمشق وإنني منذ تعلمت القراءة والكتابة , أي منذ أكثر من سبعين سنة أعيش بين العلماء ، وأبي كان من كبار علماء دمشق , وكان أمين الفتاوى فيه .
وأعرف العلماء جميعا معرفة لقاء أو سماع ,فما عرفت في دمشق عالما ولا طالب علم بهذا الاسم!
وربما كان اسما مستعارا تستر به من كتب هذه الرسالة.
2. ليس في الدنيا شيء اسمه (( علم الحروف)) إلا أن يكون المقصود به معانيها اللغوية، ومواقعها من الكلام، على ما جرى عليه العرب في لسانهم ككتاب ((المغني)) لابن هشام مثلا ، أما علم الحروف الذي يدعيه غلاة الصوفية ، فلا مستند له من نقل ولا عقل .
3- قوله : (( إن هذا العلم من خصوص علم الأولياء ، أي من علوم الأسرار الخاصة بأهلها)) ، هذا القول مردود من وجهين:
الأول: أن تعريف الأولياء عند عوام الناس ، وعند غلاة المتصوفة تعريف مخالف للقرآن ، فالله تعالى يقول: (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون )) ، ثم عرف الله بهم تعريفا جامعا مانعا فقال: ((الذين آمنوا وكانوا يتقون)).
فالأولياء، بالتعريف القرآني، هم المؤمنون الأتقياء ، فالصحابة هم الأولياء، والتابعون من الأولياء ، والأئمة الأربعة المتبعون من الأولياء ، لا الذين يعدهم جماعة المتصوفة ، أو الذين كتب عنهم الشعراني مثلا في " الطبقات الكبرى " .
والوجه الثاني : أن الله شرع شرعا واحدا ، رسالة عامة للإنس والجن ، ليس فيها أسرار خاصة بناس دون ناس ! ما عندنا دين للخاصة ، ودين للعامة ، ولكنه دين للناس جميعا .
4- قول صاحب الرسالة الشيخ محيي الدين بن العربي فيه غلط أيضا من وجهين :
الأول : أنه كتب محي بياء واحدة ، مع أن لقبه محيي ( بيائين) اسم فاعل من أحي يحيي ، ولو كتبناه بالحروف اللاتينية ، لكان أقرب إلى الصواب ، لأنه يقرأ عندئذ " موهي الدين ! " وما جاء به هذا الرجل يوهي الدين ولا يحييه .
والوجه الثاني : أن علماءنا يفرقون بين ابن العربي وابن عربي ، فالأول هو : الإمام المجمع على إمامته ، صاحب : " أحكام القرآن " وصاحب " العواصم من القواصم " ؛ والثاني : ابن عربي هذا الذي اختلف العلماء فيه ، وحكم جلتهم – لا ابن تيمية وحده – بأن أقواله المروية في كتبه كفر بلا شك .
5- ولقد كنت قديما أصدر قديما سلسلة بعنوان " أعلام التاريخ " أصدرت منها جزأين قبل أن أشتغل في المملكة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، جعلت الأول مباحث عامة في هذه الأمور المختلف فيها ؛ فكان مما قلت فيها عن ابن عربي : إن الله يوم القيامة لا يسألني ، ولا يسأل غيري عن ابن عربي ولا غيره ، ولكن يسألني عما أقول وعما أفعل ، فإذا قلت الباطل أو كتبته أو نشرته أكون مسؤولا عنه عند الله .
وأقول : الذي فيكتب ابن عربي وابن سبعين والحلاج وما نقل عن أبي يزيد البسطامي ، وأمثال هؤلاء كفر لا شك فيه !.
أما قائل هذا الكلام فالله أعلم الآن بحاله ومآله ، فإن تاب منه ، ورجع عنه ومات على الإيمان غفر الله له ، وإلا فأمره إليه .
أما قوله في الرسالة من لا أعرف شيئا عن ابن العربي ، وعن عقيدة وحدة الوجود ! فأخبره - ولا فخر في ذلك – أن الذي جلب كتاب " الفتوحات " من قونيا ونقله من النسخة المكتوبة بخط ابن عربي نفسه والمحفوظة الآن في قونية هو : جدنا الذي قدم من طنطا إلى دمشق 1250 هـ ، فإن كان أخطأ في ذلك ، فأسأل الله المغفرة له ، وإنني قابلت مع عمي الشيخ عبد القادر الطنطاوي نسخة " الفتوحات " المطبوعة على هذا الأصل المنقول صفحة صفحة ، كما قابلت معه بعد ذلك كتاب المواقف للأمير عبد القادر الجزائري ، وهو من جنس الفتوحات ، وقرأت (مع الأسف لا مع الفخر ) من كتب الصوفية ما لم يسمع به هذا الغراب فضلا عن أن يقرأه ، وأنا أستغفر الله الآن على ما أنفقت من عمري في قراءة هذه الضلالات .
أما قوله في الرسالة : إنه أرسل نسخا من الكتاب إلى جامعات المملكة ، وأرسل نسخة خاصة إلى سماح الشيخ ابن باز ، فا الله أعلم بحقيقة ما قاله ، وأنا أشك في ذلك ، لأنه لو أرسل مثل هذه الرسالة إلى السكوت عنه بل لردوا عليه ، وما أسهل الرد عليه وهدم ما بناه.
6 – أما انتشار التصوف الآن الملاحظ في الشام وغيرها ، بل في أميركا وفي أوروبا ، فمرده إلى انغماس الناس في المادة ،و إلى افتقارهم إلى الروح لقد أحسوا بذلك ، فهم يقبلون على كل ما يتصل بل لأمور((المهاريجي)) التي وصل إلينا طرف من خبرها.
7 – وهو ينصحني في الرسالة ويقول بأن الدين النصيحة يقول ((فأنا أنصحك يا سيدي بقراءة كلام ابن عربي في وحدة
الوجود في كتاب لنا (انظروا تواضع هذه الصوفي لم يقل لي بل قال لنا )نشر حديث تحت اسم ((شرح كلمات الوفية والرد على ابن تيمية)). الدين النصيحة حقا ، وأنا أنصح لا بقراءة
كلام ابن عربي وغيره بل بالرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله، لأنهما هما الأصل وكل ما خالفهما باطل. أما ملاحظاتي على الكتاب فكثير جداً ، الكتاب وصل إلي ,وأستطيع أن أقول إنني قرأ ت كتباً كثيرة, مما كتب غلاة الصوفية , فما وجدت كتاباً أصرح , بل أقول ما وجدت كتاباً أوقح من الكتاب. وإذا كان الزبال يدور على البيوت والحارات فيجمع القمامة التي تطرح من كل بيت ، فصاحب هذا الكتاب دار على المكتبات فجمع الأقوال المخالفة للدين ، التي يسمونها ((الشطحات))، وأودعها كتابه هذا !!
أعطيكم مثالاً لهذه الكلمات الصوفية التي يشرحها: يقول في أول الكلام: إنه ما ألف هذا الكتاب لرفع الخلاف بين الصوفية وغيرهم فإن الله ((ما رفع الخلاف في الحكم الظاهر، بل بقيت مذاهب مختلفة ؛ فكيف يتصور أن يرتفع الخلاف في الترجمة عن علوم الأذواق التي لا تحد معانيها حدود الألفاظ والأرقام ، ولا تسمو إليها الضمائر والأوهام! ، ولا يترجم عنها لسان لأنها ذوق وجدان!!)).
هذا كلامه!!
أولا : من أخطر ما جاء به الصوفية أنهم جعلوا الدين دينين! : جعلوه شريعة وحقيقة ! ، فالشريعة عندهم كما فسرها صاحب هذا الكتاب أحكام محدودة وضيقة!! ، والحقيقة هي المجال الواسع ، وهي الطبقة الأعلى ! ، مع أن الله تعالى إنما أنزل جبريل على محمد – عليه الصلاة والسلام - بالقرآن الذي هو الشريعة ، والرسول – عليه الصلاة والسلام – بلغ أصحابه القرآن ، وما جاء به من بيان لم يصدر إلا عن وحي من الله ، وهو السنة الصحيحة ، فالكتاب والسنة هما الدين كله ، وما خالفهما ليس من الدين .
ثانيا : العلم إنما يبنى على الحقائق لا على الأوهام .
لقد عرف العلم كثير من العلماء والباحثين من قديم الزمان ، ولعل أقرب تعريف إلى الواقع هو تعريف سارتون الأميركي الذي عرّف العلم بأنه : " مجموعة معارف محققة ومنظمة " ؛ لما قال : " مجموعة " ، خرجت المعارف الفردية ، ولما قال : " معارف " ، خرجت المشاعر والأذواق! ، ولما قال : " محققة " خرجت النظريات والافتراضات ، ولما قال : " منظمة " خرجت المعلومات المبعثرة المتفرقة ، ولا يضرنا أن نأخذ هذا التعريف من أميركي نصراني ، فإن الحكمة ضالة المؤمن ، حيثما وجدها التقطها ، لأنه أحق بها وأهلها .
وهو في هذا التعريف موافق لما هو في كتبنا ، ولما قال علماؤنا.
ثالثا: إذا كانت هذه الأذواق التي سماها علما لا تحد معانيها الألفاظ والأرقام ، والإنسان إنما هو حيوان ناطق ، يعبر عما في نفسه بالألفاظ ، فكيف ينقل هذا العلم من واحد إلى آخر إذا كانت الألفاظ لا تستطيع أن تحده ؟!!!
وإذا كان هذا العلم لا تسمو إليه الضمائر ولا الأوهام ، فما الذي يبقى ؟!! ما الذي يبقى إذا لم يكن في هذا العلم حقائق تعبر عنها الألفاظ ، حتى ولا أوهام وخيالات ربما يصورها الفن والشعر والبيان ؟!!! ما الذي يبقى ؟!!
هل يبقى إلا ما يحس به السكران أو الحشاش ، أو ساكن مستشفى الأمراض العقلية ؟!!!
رابعا : يقول في هذا الكتاب نقلا عن أبي يزيد البسطامي ، أن من كلامه : " حدثني قلبي عن ربي !!" .
هذه الكلمة شائعة بين غلاة المتصوفة ، فإذا كان يأخذ العلم عن ربه رأسا !! أليس في ذلك إلغاء للرسالة ، ولِما نزل به جبريل ؟!!! والله – عزوجل – يقول : (( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ))الآية.
في هذا الكتاب من الكلمات الصوفية التي يشرحها ويزعم أنه يرد بها على شيخ الإسلام ابن تيمية : أن أبا يزيد البسطامي يقول في ص153 : ( أخذتم علمكم ميتا عن ميت ، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت !!).
أي : أننا أخذنا علومنا عن الأئمة وقد ماتوا ، وهم أخذوا عن التابعين وقد ماتوا ، والتابعون قد أخذوا عن الصحابة وقد ماتوا ، والصحابة أخذوا عن رسول الله وقد مات ، بنص القرآن – عليه الصلاة والسلام – أي انتقل إلى الرفيق الأعلى ، وهم أخذوه رأسا - كما - يدعي عن الله !!! أليس في هذا ما يلغي الشريعة ؟. في صفحت 178 من الكتاب يقول : أنه قرأ على أبي يزيد ((إن بطش ربك لشديد )) فقال : بطشي أشد وفي ص \ 184 أن أبا يزيد البسطامي ، قال : (( أنا الله ))، وقال (( إ ني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني )).
هذه الكلمات كلها، وفي الكتاب ما هو أفظع منها ، يشرحها هذا الغراب مؤلف الكتاب ، يشرح هذه الكلمة فيقول : ((أي أن العبد إذا أعتق نفسه من الرق مطلقا ، يقيم من نفسه في حال كون عينه في قواه وجوارحه ، إذا كان في هذه الحال ، وكان هذا نعته ، كان سيدا وزالت عبوديته مطلقا ، لأن العبودية هنا راحت ، إذ لا يكون الشيء عبد نفسه ، فهو كما قال أبو يزيد في تحقيق هذا المقام مشيرا تاليا : إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني )).
يا أيها القراء ! ناشدتكم الله ، هل قال أبو جهل ، وهل قال أبي بن خلف ، وهل قال مشركو مكة مثل هذا القول ، أو قالوا بعضه ، أو اقتربوا منه؟!!
لقد كان كفرهم بالنسبة لهذا كفرا بدائيا بسيطا ، وهذا كفر معقد مركب!!.
أنا لا أريد أن أرد على كل ما جاء في هذا الكتاب ، ففي الـ ص 185 منه هذا البيت المشهور ، جاء به محرفا يقول :
وفي كل شيء له آية تدل على أنه (عينه!!)
إذا كان النصارى جعلوا الله ثالث ثلاثة ، فكم زاد هذا الغراب عن الثلاثة ؟!! إذا جعل كل شيء هو عين الله .
إذا كان من يدعي بأنه هارون الرشيد! أو أنه هتلر! أو أنه أمير المؤمنين! ، يحوله طبيب الأمراض العقلية إلى شهار في الطائف ، أو إلى القصير في الشام ، أو إلى العباسية في مصر ، أو إلى العصفورية في لبنان ، أو إلى ديورن في ألمانيا ، فأين يوضع أبو يزيد البسطامي ، وهذا الغراب الذي ينعب بشرح كلماته ؟!!
ثم تبلغ به الوقاحة ، وقلة الحياء ، وصفاقة الوجه أن يرسل منه – إن صدق – نسخا للشيخ ابن باز ولكل جامعة في المملكة !.
القط إن قضى حاجته حفر في التراب ، فستر ما يخرج منه ، ومؤلف هذا الكتاب – كائنا من كان – يكشف للناس هذا الكفر كله !
لو أنه جعل موضوع هذا الكتاب في الدعارة والفسق بأبشع أشكالها لكان أقل ضررا مما جاء فيه ، لأن الدعارة والفسق معصية ، وكبيرة من أكبر الكبائر ، أما هذا فكفر ، كفر شر من كفر أبي لهب وأبي جهل ، ما قال مثله فيما نعلم إلا فرعون ، ولكن فرعون ما وجد في أيامه غرابا آخر يشرح قوله ويفلسفه ، ويحاول أن يبرره .
أنا لا أريد من هذا أن أرد على ما في هذا الكتاب ، فأمره أظهر من أن يحتاج إلى رد ، ولكن أنبه المخدوعين بالتصوف من أن يصلوا إلى مثل هذا .
التصوف إذا كان المراد منه -كما يقول أوائلهم ممن كان أيام الجنيد وقبل الجنيد – إذا كان مقيدا بالكتاب والسنة كما جاء مثلا في كتاب " مدارج السالكين " لابن القيم ، إذا لم يخالف نص الكتاب والسنة الصحيحة ، وكان يؤدي إلى تصفية النفس والبعد عن الرياء ، وتصحيح الإيمان ، فنقبله ولو سميناه بهذا الاسم الغريب علينا : اسم التصوف .
كلمة الصوفية على الصحيح من أصل يوناني ، وليست كلمة عربية ، لكن ما انتهى إليه المتصوفة من القول بوحدة الوجود ، وما دعوه (الحقيقة المحمدية) ، والقول بأن الدين منه ما هو شريعة ظاهرة ، ومنه ما هو حقيقة ، والشريعة مردها إلى الكتاب والسنة ، والحقيقة مردها إلى الأذواق والخواطر والخيالات ، ولو كانت خيالات الحشّاشين! وأوهام السكارى!! ، وما أدى إلى القول بالقطبانية ، وما جاء به الشعراني في كتابه " الطبقات الكبرى " مثلا ، فهذا كفر لاشك فيه ، ومن شك في أنه كفر يكون كافرا .
فأنا أنصح – ما دام الدين النصيحة – من وقع في يديه هذا الكتاب ، وأمثال هذا الكتاب ، أن يحرقه لئلا يتعدى ضرره إلى غيره .
والعجيب أن الكتاب مطبوع طبعة أنيقة ! ، على ورق صقيل ! ، وأن ثمن النسخة الواحدة – كما كتب على غلافه – ثمن النسخة 66 ليرة سورية(1).
وهذه أول مرة نسمع فيها بأن من حكم عليه بالسجن يدفع أجرة الدخول إلى السجن !! ، فهذا إنما يشتري بهذا المبلغ بطاقة دخول إلى جهنم !!.
فليستغفر الله مؤلف هذا الكتاب ، وليستغفر الله من يذهب هذا المذهب ، ولنرجع جميعا إلى القرآن الذي أنزله الله ، بشرط أن نفسره التفسير الذي لا يخالف المأثور عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام – ولا يخالف قواعد العرب ومصطلحاتهم في لسانهم ، لأن القرآن إنما أنزل بلسان عربي مبين ، وإذا ورد تفسير في حديث صحيح نقف عنده ، ولا نجاوزه ن ولا نعمد إلى هذه التفسيرات ، تفسيرات بعض الصوفية الذين أخرجوا الألفاظ عن معناها ، وبدلوا المصطلحات العربية ، وجاؤوا بشيء لا يطابق النقل ولا العقل . هذه هي النصيحة.
يا أيها الناس نحن في زمان فاسد ، فينبغي أن نحافظ على عقيدتنا ، وعلى إيماننا ؛ .. نعم حصوننا مهددة من الداخل ومن الخارج .
الله حافظ دينه بلا شك ، ولكن ينبغي أن نحفظ نحن أنفسنا لئلا نخرج عن جادة الدين من حيث لا نشعر ، فقد ورد أن من علامات آخر الزمان أن الرجل يصبح مؤمنا ، ويمسي كافرا(2) ، إن حدود الإيمان والكفر قد تداخلت وخفيت على كثير من الناس ، وصارت للشيطان مداخل خفية لا نكاد ننتبه إليها .
فمن أراد سلامة دينه فليبتعد عن هذا الكتاب و عن أمثاله ، وليتمسك بكتاب الله ، وبما صح من سنة رسول الله ، وبما استنبطه العلماء المحققون منهما ، والعض عليهما بالنواجذ . هذه نصيحتي ، وهذا ردي على ما جاء في الرسالة والكتاب ]اهـ.
ـــــ
(1) قبل أن يهبط سعر الليرة ، ولست أدري هل خلت دمشق من العلماء ، حتى صار هذا الغراب شيخا يدرس ويؤلف ؟!! إذا كان الغراب دليل قوم ...
(2) إن الله لا يقبض العلم انتزاعا منصدور العلماء ، ولكن يقبض العلماء ، أو يبعدهم عن أوطانهم ، فيتخذ الناس أئمة جهالا يفتون بغير علم ، فضيلون ويضلون أتباعهم .
والنقل
لطفـــــاً .. من هنـــــــا