رأي المفسر المعروف فخر الدين الرازي في التصوف والصوفية
نقل الأستاذ عبد القادر بن حبيب الله السندي رأي العالم الكبير فخر الدين الرازي في الصوفية والرافضة فقال
قال فخر الدين الرازي عنهم " ومنها الحلولية وهم طائفة من هؤلاء القوم الذين يرون في أنفسهم أحوالاً عجيبة وليس لهم من العلوم العقلية نصيب وافر فيتوهمون أنه قد حصل لهم الحلول أو الاتحاد فيدعون دعاوى عظيمة.
وأول من أظهر هذه المقالة في الإسلام الروافض، فإنهم ادعوا الحلول في حق أئمتهم
ثم قال الرازي:
ومنهم المباحية وهم قوم يحفظون طامات لا أصل لها وتلبيسات في الحقيقة وهم يدعون محبة الله تعالى وليس لهم نصيب من شئ من الحقائق بل يخالفون الشريعة ويقولون أن الحبيب رُفع عنه التكليف هم الأشر من الطوائف وهم على الحقيقة على دين مزدك انتهى(1) .
ثم قال الأستاذ عبد القادر السندي :
هذا كلام الرازي الفيلسوف في هؤلاء الصوفية والذي رجع رجوعاً كريماً عما كان فيه من الضلال والانحراف قبل موته بأيام قلائل
]كما ذكر ذلك العلامة الذهبي في تاريخ الإسلام بإسناد صحيح عنه.
ولم يكن بلغ ضلاله وانحرافه إلى ما وصلت إليه الصوفية من ترك الواجبات وإتيان المحرمات (2)
ثم قال الأستاذ عبد القادر:
وقد اتحدت الروافض والصوفية كما قال الرازي على هذه النحلة الباطلة والنزعة الكفرية وقد تلقت الصوفية هذه التعليمات الشركية عن الروافض الذين أظهروا هذه المقالة الشنيعة في الإسلام لأول مرة
كما أكد ذلك فخر الدين الرازي وهو أعلم بهم وبنزعتهم ونحلتهم الإلحادية الكفرية وهذه شهادة خبير له باع طويل ومعرفة تامة بهذه الفرق الضالة المنحرفة
]ثم قال
]ومن هنا ندرك تماماً بأن القول بالحلول جاء أصلاً عن الروافض وهم غلاة الشيعة كما ذكرهم الشيخ عبد القادر وقد تطورت هذه الدعوى الإلحادية على لسان هؤلاء الروافض الغلاة الذين تأثروا كثيراً من اعتناق هذه النحلة الكفرية عن اليهود والنصارى القائلين نحن أبناء الله وأحباؤه
كما نص على ذلك القرآن الكريم تعالى: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)} المائدة.
وهكذا نص القرآن الكريم على بطلان دعاوي اليهود والنصارى والتي انتقلت فيما بعد إلى الصوفية المتأخرة
ثم قال هذا هو القول بالحلول والإتحاد الذي نص عليه الجرجاني والرازي بأنه كفر بالله جلا وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم
ومما قال الجرجاني : بأن الخطابية من الروافض الغلاة القائلة بالحلول بدعاويها الكفرية بحلول إلاه في جعفر الصادق وبعده في إبي الخطاب الأسدي ثم تدعى أن الحسن والحسين وأولادهما أبناء الله وأحباؤه.
ثم قال الأستاذ عبد القادر ابن حبيب الله السندي:
هكذا ترى واضحاً وجلياً بأن الصوفية القائلة بالحلول والإتحاد وغير ذلك من الأفكار الهدامة هي مقلدة للروافض الغلاة الأشرار الذين أخذوا هذه النحلة الكفرية عن أسيادهم اليهود والنصارى عليهم لعائن الله جميعاً والذين أفسدوا الدين الإسلامي الحنيف بهذه الكفريات والأباطيل في وقت مبكر من عهد الإسلام الأول. انتهى (3).
-----------------------------------------------------
(1) التصوف في ميزان البحث والتحقيق نقلاً من كتاب فِرَقُ اامسلمين والمشركين ص 12.
(2) التصوف في ميزان البحث والتحقيق ص 13.
(3) التصوف في ميزان البحث والتحقيق ص 14 - 15.
والنقل
لطفـــــــاً .. من هنــــــــا
لطفـــــــاً .. من هنــــــــا
عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 16.09.08 17:24 عدل 1 مرات