كلمة العشق في ميزان العلماء
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه أجمعين .
و بعد إخوتي في الله قال الله تعالى (( و لا تكتموا الشهادة ))
وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال (( بايعت النبي صلى الله عليه و سلم على إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و النصح لكل مسلم )) .
و قال الله تعالى (( ليس على الضعفاء و لا على المرضى و لا على الذين لا يجدون ما ينفقون إذا نصحوا لله ورسوله )) .
و من هذا المنطلق أقول لكم أحبتي إن النصيحة في الدين تشمل خصال الإسلام كلها التي جاءت من إسلام وإيمان و إحسان و هي التي ذكرت في حديث جبريل المعلوم و المشهور كما في الصحيحين .
وهذه مقدمة يسيرة لنصيحتي التي لن أخص بها أحدا دون الآخر فهي عامة ولكم جميعا و هي تنبيه يسير ولكنه ليس بالهين قال تعالى (( و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم )) .
و ذكرت هذا لكي لا يظن أحد أنني أقصد الإساءة أو التعالى
أقول و بالله التوفيق قد شاع في هذه الأزمان أخطاء كثيرة و جسيمة في كلام العرب و أخص المسلمين منهم لما يعرفه كل مسلم و الحمد لله .
قال الإمام العلامة تقي الدين الهلالي الحسيني
رحمه الله
في كتابه "تقويم اللسانين"
و لم يزل علماء اللغة معتنين بهذا الموضوع باذلين جهدهم في تنظيف الإنشاء العربي من الألفاظ الدخلية والتعابير الثقيلة
و ألف الشيخ إبراهيم اليازجي الناقد البصيركتابا سماه (( لغة الجرائد )) .
ثم شرع في نقد بناء بالدليل و الحجة من الكتاب و السنة و من كلام العرب في بيان الأخطاء اللغوية الشائعة بين الناس في هذه الأونة الأخيرة و نبه على كثير من المسائل رحمه الله
قال رحمه الله
قال الحافظ ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس في أثناء انتقاده على بعض الصوفية استعمالهم لفظ العشق في حب الله تعالى قال ( لا يعشق إلا ما ينكح و كلام صاحب القاموس
ثم قال رحمه الله
و كذلك القول بأن العشق عمى الحس عن إدراك عيوب المعشوق لا يتناسب إلا من تمكن مباشرته .
ثم ساق حديثا و هو من عشق فعف فمات دخل الجنة فتكلم على سنده و على العموم هذا الحديث لا يصح سندا و قد تكلم فيه العلماء قديما و حديثا و أغلب الذين تكلموا فيه قالوا ببطلانه ووضعه .
ثم قال رحمه الله
و الأحاديث التي جاء فيهما حب الله و رسوله و حب المؤمنين بعضهم بعضا كثيرة و لم يرد في شيء منها التعبير بالعشق .إنتهى كلامه رحمه الله و ليراجعه من شاء المصدر هو ( تقويم اللسانين من ص75 إلى 78 ) .
و أسوق لكم كلام أهل اللغة و الأدب في مسمى العشق لتعلموا أين تستعمل هذه الكلمة و أين يوظفونها
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب العين : عشق عَشِقَها عَشَقاً والاسم العِشْقُ .
و قال ابن سيده في المحكم و المحيط الأعظم : ع ش ق
العِشْق: عجب المحب بالمحبوب، يكون في عفاف الحب ودعارته. عَشِقه عِشْقا، وعَشَقا، وتعشَّقه.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه أجمعين .
و بعد إخوتي في الله قال الله تعالى (( و لا تكتموا الشهادة ))
وقال تعالى (( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذي آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )) ;
و قال رسول الله صلى عليه و سلم (( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله و لرسوله و لكتابه و لأئمة المسلمين و عامتهم -) رواه مسلم .
وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال (( بايعت النبي صلى الله عليه و سلم على إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و النصح لكل مسلم )) .
و قال الله تعالى (( ليس على الضعفاء و لا على المرضى و لا على الذين لا يجدون ما ينفقون إذا نصحوا لله ورسوله )) .
و من هذا المنطلق أقول لكم أحبتي إن النصيحة في الدين تشمل خصال الإسلام كلها التي جاءت من إسلام وإيمان و إحسان و هي التي ذكرت في حديث جبريل المعلوم و المشهور كما في الصحيحين .
وهذه مقدمة يسيرة لنصيحتي التي لن أخص بها أحدا دون الآخر فهي عامة ولكم جميعا و هي تنبيه يسير ولكنه ليس بالهين قال تعالى (( و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم )) .
و ذكرت هذا لكي لا يظن أحد أنني أقصد الإساءة أو التعالى
فوالله و تالله و بالله ما أردت من هذا الكلام إلا وجه الله تبارك و تعالى و الله على ما أقول شهيد ووكيل و كفى به شهيد و وكيلا .
أقول و بالله التوفيق قد شاع في هذه الأزمان أخطاء كثيرة و جسيمة في كلام العرب و أخص المسلمين منهم لما يعرفه كل مسلم و الحمد لله .
قال الإمام العلامة تقي الدين الهلالي الحسيني
رحمه الله
في كتابه "تقويم اللسانين"
ما نصه
(( المراد باللسانين اللسان و القلم فإن العرب تقول القلم أحد اللسانين و المقصود هنا إصلاح الأخطاء التي تفاقم أمرها في هذا الزمان حتى أصبحت مألوفة عند أكثر الخاصة بله العوام فشوهت وجه اللسان العربي المبين ورنقت صفو زلاله المعين مما يسوء كل طالب علم يحرص على حفظ لغة القرآن و صيانتها من الإفساد و التشويه والعبارات الجافية التي تشين جمالها و تذهب ببهائها .
و لم يزل علماء اللغة معتنين بهذا الموضوع باذلين جهدهم في تنظيف الإنشاء العربي من الألفاظ الدخلية والتعابير الثقيلة
و قد ألف في ذلك الإمام أبو القاسم بن علي الحريري كتابا نفيسا سماه (( درة الغواص في أوهام الخواص )) و هو مطبوع متداول .
و ألف الشهاب الخفاجي كتاب (( شفاء العليل في العمي و المولد والدخيل ))
و ألف الشيخ إبراهيم اليازجي الناقد البصيركتابا سماه (( لغة الجرائد )) .
و ألف الأديب أسعد داغر في ذلك كتابا سماه (( تذكرة الكاتب )) . )) . إنتهى كلامه رحمه الله .
ثم شرع في نقد بناء بالدليل و الحجة من الكتاب و السنة و من كلام العرب في بيان الأخطاء اللغوية الشائعة بين الناس في هذه الأونة الأخيرة و نبه على كثير من المسائل رحمه الله
ثم و صل إلى موضوعنا وهو كلمة العشق أو مسمى العشق و بين الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس عن قصد أو عن غير قصد في هذه الكلمة التي إذا لم تستعمل في غير موضعها أفسدت المعنى و أضرته
و إليك كلامه رحمه الله بالتفصيل .
قال رحمه الله
و دائما مع الكتاب النفيس تقويم اللسانين مانصه (( قال في القاموس ( العشق و المعشق كمقعد عجب المحب بمحبوبه أو إفراط الحب و يكون في عفاف و في دعارة أو عمى الحس عن إدراك عيبوبه أو مرض و ساوسي يجلبه إلى نفسه بتسليط فكره على إستحسان بعض الأمور" اهـ .
قال الحافظ ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس في أثناء انتقاده على بعض الصوفية استعمالهم لفظ العشق في حب الله تعالى قال ( لا يعشق إلا ما ينكح و كلام صاحب القاموس
يؤيده فإن قوله ( يكون في عفاف و يكون في دعارة يدل على أن العشق لا يستعمل استعمالا صحيحا إلا في حب يتعلق بمن تمكن مباشرته و الشخص الذي تمكن مباشرته
و هو المعشوق يكون ممتنع الوصول
فيزيد ذلك الإمتناع في إذكاء نار العشق في قلب العاشق
فإن كان تقيا عفيفا صبر وامتنع عن طلب الوصال إيثارا لما يبقى على ما يفنى
أو تجنبا للعار
و إن كان غير عفيف اندفع في طلب الوصال بدون مبالاة
و هذا هو الذي عبر عنه اللغويون بالدعارة و كلتا الحالين لا تتفق إلا مع المعشوق الذي تمكن مباشرته .
ثم قال رحمه الله
(( أما الصحافة و العلم و المعرفة و الرياضة و ما أشبه ذلك
فالصواب أن يعبر فيها بالحب وكذلك حب الله سبحانه و تعالى و حب رسوله و المؤمنين لا ينبغي أن يعبر عنه بالعشق
و يدل على ذلك أيضا قول صاحب القاموس ( أو مرض و ساوسي يجلبه إلى نفسه بتسليط فكره على استحسان بعض الصور )
فإن من أحب الله ورسوله و العلم و أهله لا يجلب لنفسه مرضا وساوسيا أبدا بل يزداد عقله قوة و صحة .
و كذلك القول بأن العشق عمى الحس عن إدراك عيوب المعشوق لا يتناسب إلا من تمكن مباشرته .
ثم ساق حديثا و هو من عشق فعف فمات دخل الجنة فتكلم على سنده و على العموم هذا الحديث لا يصح سندا و قد تكلم فيه العلماء قديما و حديثا و أغلب الذين تكلموا فيه قالوا ببطلانه ووضعه .
ثم قال رحمه الله
(( و إن صدق الأنطاكي في نقله صحة الحديث عن الإمام الحافظ علاء الدين مغلطاني فإنه حجة في علم الحديث و يؤيد ما ذكرناه أن حب الله ذكر في القرآن في مواضع عديدة و لم يعبر عنه عنه بالعشق و حب رسول الله صلى الله عليه و سلم
جاء في الحديث أخرج البخاري من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده و الناس أجمعين ) .
و الأحاديث التي جاء فيهما حب الله و رسوله و حب المؤمنين بعضهم بعضا كثيرة و لم يرد في شيء منها التعبير بالعشق .إنتهى كلامه رحمه الله و ليراجعه من شاء المصدر هو ( تقويم اللسانين من ص75 إلى 78 ) .
و أسوق لكم كلام أهل اللغة و الأدب في مسمى العشق لتعلموا أين تستعمل هذه الكلمة و أين يوظفونها
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب العين : عشق عَشِقَها عَشَقاً والاسم العِشْقُ .
قال رؤبة: فَعَفَّ عن إسرارِها بعد العَسَقْ ولم يُضِعَها بين فَرْك وعَشَقْ
وفلانٌ عَشِيقُ فُلاَنةُ، وفُلانةُ عشيقَتُهُ، وهؤلاء عُشَّاق وعَشَاشيقُ فُلانةٍ.
وفلانٌ عَشِيقُ فُلاَنةُ، وفُلانةُ عشيقَتُهُ، وهؤلاء عُشَّاق وعَشَاشيقُ فُلانةٍ.
قال الصاحب بن عباد في المحيط في اللغة : عشق عَشِقَ جاريةً عَشَقاً: كَلِفً بها.
و قال ابن سيده في المحكم و المحيط الأعظم : ع ش ق
العِشْق: عجب المحب بالمحبوب، يكون في عفاف الحب ودعارته. عَشِقه عِشْقا، وعَشَقا، وتعشَّقه.