حديث (من بنى مسجداً لله..)
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث (من بنى مسجداً لله..)
عن عثمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : من بنى مسجداً لله بنى الله له في الجنة مثله". رواه البخاري ومسلم .
معاني المفردات :
من بنى :
أي بماله أو بنفسه، أما من بنى بالأجرة كالنجار والبنّاء فغير داخل في الحديث لكن له أجر إن أحسن النية.
مسجداً :
يشمل ما كان كبيراً أو صغيراً
لله :
تنبيه على الإخلاص فلو بناه رياء لم ينفعه.
مثله :
أي في كونه بيتاً، والحسنة بعشر أمثالها، وبيوت الجنة ليست كالدنيا فموضع شبر في الجنة خير من الدنيا وما فيها
من فوائد الحديث:
1- الحث على بناء المساجد والمشاركة في بنائها ولو بالقليل مع استحضار الإخلاص لله عز وجل.
2- يشرع في بناء المساجد إحسانها وإتقانها لكن مع البعد عن الإسراف والمبالغة في زخرفتها وتزيينها
لأن في زخرفتها مشابهة لليهود والنصارى قي زخرفتهم للكنائس والبيع
ومن مفاسده : إضاعة المال في غير منفعة، و إشغال المصلين وصرف أبصارهم عن مواضع السجود، مما ينقص من أجر الصلاة
قال البخاري في صحيحه ( قال أبو سعيد كان سقف المسجد من جريد النخل _ قلت: يعني مسجد النبي صلى الله عليه وسلم _ . وأمر عمر ببناء المسجد وقال: أَكنّ الناس من المطر _ أي ابن لهم ما يسترهم من المطر_ ، وإياك أن تُحمِّر أو تُصفِّر فتفتن الناس .
وقال أنس: يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا . وقال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى ) اهـ
3- يحرم في بناء المساجد بناؤها على القبور، وأيما مسجد بني على قبر وجب أن يهدم المسجد
وكذا لا يجوز أن يدفن أحد في المسجد فإن دفن فيه أحد وجب أن ينبش قبره وأن يدفن في مقابر المسلمين إن كان المدفون مسلماً. فلا يجتمع في الإسلام مسجد وقبر
قال عليه الصلاة والسلام وهو يحتضر (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
4- بناء المساجد من أسباب دخول الجنة، وهو عمل صالح عظيم الثواب فإن من بنى لله مسجداً كبيراً كان أو صغيراً استقلالاً أم مشاركة مع غيره بنى الله له مثله في الجنة. وقوله مثله يحتمل أن يكون بيتاً واحداً ويحتمل أن يكون عشرة بيوت لأن الحسنة بعشر أمثالها والله أعلم.
5- اعتاد بعض الناس إذا أراد أن يساهم في بناء مسجد أن يصرف تبرعه في القواعد أو الأعمدة ونحو ذلك، ولو أن كل متبرع اشترط مثل هذا الشرط لتعطل بناء المساجد، وقد تقدم والحمد لله أن الفضل يثبت لمن شارك في بناء مسجد ولو بالشيء القليل الذي يعدل مفحص قطاة وهو الموضع من الأرض الذي تبيض فيه القطاة كما في الحديث.
وقد أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء فتوى مفادها أن بناء المساكن لأئمة المساجد ومؤذنيها داخل في هذا الوعد لما في بنائها من المصلحة الكبيرة التي تعود على المسجد وأهله
والحمد لله على سعة فضله.
المصـــــــــــــــــــــــــــدر:
http://www.haddady.com/ra_page_views...page=19&main=7
عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 04.09.08 10:19 عدل 1 مرات