فوائد من حديث أم زفر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
إن من أعظم نعم الله تعالى على خلقه أن بعث فيهم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم يهديهم إلى الحق ويدلهم على الخير ويحيهم بما جاء به من العقائد الصافيه والدين القويم والآداب الرفيعه والخُُلُق العظيم.
ولذلك فإن من توفيق الله للعبد أن يشرح صدره لقبول هذا الدين والتمسك بهدي سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم
ولاشك أن هذا من آكد الأمور وأوجبها وأنفقها للعبد
وقد وفق الله تعالى خير خلقه بعد الأنبياء والمرسلين إلى صحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان به والأخذ بهديه والتمسك بسنته فكانوا خير أمة أخرجت للناس
بلغوا هذا الدين عن نبيهم ونشروا العلم فيمن بعدهم
وبذلوا أموالهم وأعمارهم ودمائهم وأرواحهم في سبيل نشر هذا الدين في الناس ليعم الخير والرحمه في أرجاء المعموره
لذلك
فإن من توفيق الله للعبد وإرادة الخير به أن يلهمه السير على طريقتهم في التمسك بالكتاب والسنه والعمل بهما والتبصر بهما والاستنارة بهديهما
وبين أيدينا حديث من أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه ربه جوامع الكلم نستخرج منه بعض الفوائد على قدر الجهد والطاقه ليكون مثالا جليا على مافي سنة النبي صلى الله عليه وسلم من العلم والهدى والخير والرحمه والبيان لمن وفقه الله تعالى إلى قبول الحق والإيمان
أخرج البخاري في باب فضل من يصرع من الريح بسنده عن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس ألا أريك إمرأه من أهل الجنه؟
قلت بلى
قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي .
قال (( إن شئت صبرت ولك الجنه، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ))
فقالت أصبر
فقالت إني أتكشف، فادع الله لي أن لاأتكشف، فدعا لها ))
وأخرج عن عطاء أنه رأى أم زفر تلك إمرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة ))
قال ابن حجر في الفتح (( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت (( إني أخاف الخبيث أن يجردني فدعا لها، فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبه فتتعلق بها .
وفي روايه أنها قالت (( إن بي هذه المؤته فادع الله لي ))
هذا الحديث فيه فوائد كثيره جدا ...
فمنها في قول ابن عباس رضي الله عنهما (( ألا أريك ))
1- إبتداء العالم المتعلم بالعلم من غير أن يسأله أو يطلب منه
2- إحسان الأعلى إلى الأدنى وحسن صحبته بأن يشاركه في الأمر ويستشيره فيه وإن لم يكن ذلك لازما على الأعلى.
وقول ابن عباس رضي الله عنهما (( إمرأة من أهل الجنه )) فيه
3- الشهاده لمعين بالجنه لشهادة النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
4- أنه لايشهد إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لإنه يوجد في ظاهر الأمر من هو خير منها في العلم والصلاح ولكن ابن عباس عين هذه دون غيرها لوجود النص فيها وعدم وجوده في غيرها
5- فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر بعض النساء بالجنة كما بشر بعض الرجال لَمَّا اتصفن بما كان سببا في ذلك
قوله ((هذه المرأة السوداء)) فيه
6- أنه لافرق بين الأسود والأبيض ولا العجمي ولا العربي إلا بالتقوى وحسن الخلق
قوله ((أتت النبي صلى الله عليه وسلم ))
7- فيه أن المرأة تطلب العلم وتسأل عن أحكام الدين
8- فيه أن المرأة تسأل من بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما يسأل الرجل
9- وأنه ينالها من فضل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما ينال الرجل
قولها ((إني أصرع)) وفي روايه ((إن بي هذه المؤته )) فيه
10- أن ذكر الحال للعالم أو المفتى أو الطبيب ليس من التَّشَكِّي المنهي عنه إن لم يقصد السائل أو المتطبب ذلك.
قولها ((وإني أتكشف)) فيه
11- كراهية السلف الصالح لانكشاف العورة كما يكرهون أشد الأمراض وأعظمها
قولها (( فادع الله لي )) فيه
12- جواز التطبب
13- أن من أعظم أسباب الشفاء الدعاء
14- بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأنه مجاب الدعوة
15- علم الصحابه بفضل النبي صلى الله عليه وسلم وبركة دعائه صلى الله عليه وسلم ويقينهم بأنه مجاب الدعوة
قوله صلى الله عليه وسلم
(( إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك )) فيه
16- دلالته صلى الله عليه وسلم أمته على خير مايعلمه لها
17- بيان العلم وإن لم يسأل عنه السائل
18- بيان الأولى في الأمور المتفاضلة
19- حسن الخلق في استشارة السائل فيما يحب من الأمور المتفاضلة وعدم الزامه بشيئ من ذلك لاسيما فيما يرجع إلى مقدار صبره واحتماله.
20- أن النفوس تختلف في صبرها وتحملها فلا ينبغي للعالم أو المفتي حمل الناس على الأفضل لاسيما مع وجود المشقه عليهم أو على بعضهم.
21- الدعوه إلى الأفضل وإن كان فيه مشقة
22- منزلة الصبر على المصائب وأنه من أعظم أسباب دخول الجنة لأنه جَعَلَ دُخولها الجنة في مقابل صبرها
23- فيه عظم منزلة أعمال القلوب وأهميتها وأنه لايستهان بها ولاينبغي قصر النظر على أعمال الجوارح فقط
24- فيه أن دعائه صلى الله عليه وسلم مستجاب
قولها (( أصبر ))
25- فيه جواز الأخذ بالأشق إذا كان أفضل لمن علم من نفسه القدرة عليه والصبر عليه
26- وفيه فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وقوة صبرهم واحتمالهم
27- فيه شوقهم إلى الجنه وتحملهم المشاق لأجلها
28- فيه اليقين فيما عند الله والدار الآخره
29- فيه تقديم الآخره على الدنيا والآجلة على العاجلة
30- فيه أن المؤمن يطلب رضى الله وفضله وإحسانه لأن دخول الجنة أعظم ذلك.
31- فيه أن المؤمن يؤدي العباده لله تعالى رغبة ورهبة.
قولها: ((إني أتكشف فادع الله لي أن لاأتكشف)) فيه:
32. نفرة المؤمن من انكشاف عورته وكراهيته لذلك أشد من كراهيته أعظم الأمراض وأخطرها.
33. أنه لايجوز الصبر على انكشاف العورة ويجب السعي في الستر.
34. أنه يجب إعانة من يطلب الستر والعفاف بكل ماأمكن من دعاء أو علاج أو غير ذلك.
35. فضل الصحابيات رضي الله عنهن في حرصهن على الستر والعفاف وفي عدم صبرهن عن التكشف، وخشيتهن من ذلك وتألمهن منه، وإن كان من غير إرادتهن ولا من فعلهن.
36. أنه يستعان بالله تعالى على فعل الخير وأن المؤمن يسأل الله تعالى ويدعوه ليوفقه إلى الأعمال الصاله لإنه لاحول ولاقوة إلا به سبحانه.
قوله: ((فدعا لها))
37. فيه الإستجابه لطلب المؤمن إذا كان في المقدور.
38. فيه عدم تأخير فعل الخير لإنه دعا لها في وقتها.
39. فيه علم من أعلام النبوة وهو استجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأن تقدير الكلام: ((فدعا لها أن لاتتكشف فلم تتكشف)) وإنما حذف ذلك للعلم به.
قولها في رواية: (( إني أخاف الخبيث أن يجردني))
40. فيه أن كشف العوره من فعل الشياطين وأنه من الأمور التي تُحبها الشياطين.
41. فيه أن المؤمن يخاف من وقوعه في المعصية والإثم ولو بغير اختياره.
42. فيه جواز تسمية من يسعى في هذا الفعل بالخبيث.
43. وفيه جواز الإغلاظ بالقول على من يتربص بالمؤمنين الشر ويكيد لهم.
قوله في رواية: ((أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة)) فيه:
44. تمكين النساء من الدعاء عند الكعبة مالم يترتب على ذلك منكر كمزاحمة الرجال.
45. فيه مشروعية الدعاء عند أستار الكعبة ويحمل ذلك على مابين الحجر الأسود وباب الكعبة لأنه هو الذي دل الدليل على مشروعية التزامه والدعاء عنده فيحمل هذا الكلام المطلق على ماجاء تقييده في النصوص الأخرى.
46. فيه جواز ذكر الغائب بالصفة التي يعرف بها ما لم يقصد بذلك تنقصه، أو كان ذلك يؤذيه.
47. فيه أن الفضل يكون بحسب تحصيل العمل الصالح سواء كان من أعمال القلوب أو أعمال الجوارح.
48. فيه أنه قد يكون الفضل فيمن لايُتفطن له ولا يظن فيه ذلك فلا يجوز ازدراء الناس.
49. فيه فضل الإلتجاء إلى الله تعالى عند الشدائد.
50. فيه استحباب بيان فضل ذوي الفضل ليحفظ لهم حقهم ويعرف لهم فضلهم.
وفي الختام أقول :
إذا عرفت يا أخي هذه الفوائد المستنبطة من هذا الحديث الشريف تبين لك ما في كلام سيد المرسلين من الهدى والنور والدلاله على كل خير وصلاح
فقد اشتمل الحديث على كثير من العقائد القويمة والأحكام العادلة المستقيمة والتشريعات الرشيدة
والأخلاق والآداب الرفيعة.
فمن العقائد التي دل عليها الحديث:
الإيمان بالله تعالى والإيمان بالحساب والجزاء والإيمان بالجنة والإيمان بالمعاد، والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وبكل مايخبر به عن ربه والإيمان بفضائله وآيات نبوته والإيمان بالغيب والإيمان بفضل بعض الأماكن التي فضلها الله عز وجل كمكة المكرمة والكعبة المشرفة والإيمان بالجان وتلبسهم بالأنس، والإيمان بالقضاء والقدر والإيمان بمنزلة الصبر على البلاء.
ومن التشريعات الرشيدة والأحكام العادلة المستقيمة:
1. إعطاء كل ذي حق حقه، ووضع كل شيء في مكانه اللائق به.
2. أن التفريق بين الأمور لا يكون إلا بالنظر إلى الفروق الحقيقية المعتبرة المؤثرة في الحكم، ولذلك لم يفرق بين النساء والرجال في توجه الخطاب الشرعي لهم جميعاً وتكليفهم بالشريعة والعبادات، ومجازاتهم على أعمالهم وفي قبولها منهم، وفَرَّقَ بينهم في أحكام كثيرة كوجوب الحجاب والتستر، وحد العورة، ولزوم طاعة المرأة للرجل، وقرارها في بيتها إلا لحاجة، وفي الشهادات وغير ذلك.
3. عدم جواز التفريق بين الناس باعتبار ألوانهم وأجناسهم إلا بالتقوى وتمسكهم بالدين.
4. مشروعية التداوي وطلب العلاج.
5. مشروعية بيان فضل ذوي الفضل وإن كانت امرأة.
6. مشروعية الدعاء بين باب الكعبة والحجر الأسود.
7. جواز وصف صاحب الشر بما فيه من ذلك إن لم يُخش من ذلك فتنة.
8. أن العلم بالنتائج لا يعني عدم الأخذ بالأسباب، فإنها مع علمها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لها، إلا أنها لم تترك العمل بالأسباب كالدعاء والالتجاء إلى الله، ومثل ذلك دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر.
ومن الآداب الرفيعة حسن الصحبة، وتلطف الأعلى على الأدنى، وبذل العلم والنصيحة، والحرص على العلم وإنزال الناس منازلهم، عدم ازدراء الضعفاء، والدعوة إلى مكارم الأخلاق ومعالي الأمور، الحياء والحرص على التستر، كراهية المعاصي وما يخالف الحياء، ذكر الرجل أو المرأة بكنيتها، تعديل من حقه التعديل، وجرح من يستحق الجرح لقولها: ((إني أخاف الخبيث ...))، وقوله: ((ألا أريك امرأة من أهل الجنة)).
فهذه إحدى عشر، وبذلك ننتهي من ذكر بعض ما تيسر من فوائد هذا الحديث الشريف
نسأل الله تعالى أن يبصرنا في ديننا، ويرزقنا حسن الفهم عن كتاب ربنا تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين.
---------------
المصدر
http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=2027
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
وبعد
إن من أعظم نعم الله تعالى على خلقه أن بعث فيهم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم يهديهم إلى الحق ويدلهم على الخير ويحيهم بما جاء به من العقائد الصافيه والدين القويم والآداب الرفيعه والخُُلُق العظيم.
ولذلك فإن من توفيق الله للعبد أن يشرح صدره لقبول هذا الدين والتمسك بهدي سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم
ولاشك أن هذا من آكد الأمور وأوجبها وأنفقها للعبد
وقد وفق الله تعالى خير خلقه بعد الأنبياء والمرسلين إلى صحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان به والأخذ بهديه والتمسك بسنته فكانوا خير أمة أخرجت للناس
بلغوا هذا الدين عن نبيهم ونشروا العلم فيمن بعدهم
وبذلوا أموالهم وأعمارهم ودمائهم وأرواحهم في سبيل نشر هذا الدين في الناس ليعم الخير والرحمه في أرجاء المعموره
لذلك
فإن من توفيق الله للعبد وإرادة الخير به أن يلهمه السير على طريقتهم في التمسك بالكتاب والسنه والعمل بهما والتبصر بهما والاستنارة بهديهما
وبين أيدينا حديث من أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه ربه جوامع الكلم نستخرج منه بعض الفوائد على قدر الجهد والطاقه ليكون مثالا جليا على مافي سنة النبي صلى الله عليه وسلم من العلم والهدى والخير والرحمه والبيان لمن وفقه الله تعالى إلى قبول الحق والإيمان
أخرج البخاري في باب فضل من يصرع من الريح بسنده عن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس ألا أريك إمرأه من أهل الجنه؟
قلت بلى
قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي .
قال (( إن شئت صبرت ولك الجنه، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ))
فقالت أصبر
فقالت إني أتكشف، فادع الله لي أن لاأتكشف، فدعا لها ))
وأخرج عن عطاء أنه رأى أم زفر تلك إمرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة ))
قال ابن حجر في الفتح (( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت (( إني أخاف الخبيث أن يجردني فدعا لها، فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبه فتتعلق بها .
وفي روايه أنها قالت (( إن بي هذه المؤته فادع الله لي ))
هذا الحديث فيه فوائد كثيره جدا ...
فمنها في قول ابن عباس رضي الله عنهما (( ألا أريك ))
1- إبتداء العالم المتعلم بالعلم من غير أن يسأله أو يطلب منه
2- إحسان الأعلى إلى الأدنى وحسن صحبته بأن يشاركه في الأمر ويستشيره فيه وإن لم يكن ذلك لازما على الأعلى.
وقول ابن عباس رضي الله عنهما (( إمرأة من أهل الجنه )) فيه
3- الشهاده لمعين بالجنه لشهادة النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
4- أنه لايشهد إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لإنه يوجد في ظاهر الأمر من هو خير منها في العلم والصلاح ولكن ابن عباس عين هذه دون غيرها لوجود النص فيها وعدم وجوده في غيرها
5- فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر بعض النساء بالجنة كما بشر بعض الرجال لَمَّا اتصفن بما كان سببا في ذلك
قوله ((هذه المرأة السوداء)) فيه
6- أنه لافرق بين الأسود والأبيض ولا العجمي ولا العربي إلا بالتقوى وحسن الخلق
قوله ((أتت النبي صلى الله عليه وسلم ))
7- فيه أن المرأة تطلب العلم وتسأل عن أحكام الدين
8- فيه أن المرأة تسأل من بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما يسأل الرجل
9- وأنه ينالها من فضل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما ينال الرجل
قولها ((إني أصرع)) وفي روايه ((إن بي هذه المؤته )) فيه
10- أن ذكر الحال للعالم أو المفتى أو الطبيب ليس من التَّشَكِّي المنهي عنه إن لم يقصد السائل أو المتطبب ذلك.
قولها ((وإني أتكشف)) فيه
11- كراهية السلف الصالح لانكشاف العورة كما يكرهون أشد الأمراض وأعظمها
قولها (( فادع الله لي )) فيه
12- جواز التطبب
13- أن من أعظم أسباب الشفاء الدعاء
14- بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأنه مجاب الدعوة
15- علم الصحابه بفضل النبي صلى الله عليه وسلم وبركة دعائه صلى الله عليه وسلم ويقينهم بأنه مجاب الدعوة
قوله صلى الله عليه وسلم
(( إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك )) فيه
16- دلالته صلى الله عليه وسلم أمته على خير مايعلمه لها
17- بيان العلم وإن لم يسأل عنه السائل
18- بيان الأولى في الأمور المتفاضلة
19- حسن الخلق في استشارة السائل فيما يحب من الأمور المتفاضلة وعدم الزامه بشيئ من ذلك لاسيما فيما يرجع إلى مقدار صبره واحتماله.
20- أن النفوس تختلف في صبرها وتحملها فلا ينبغي للعالم أو المفتي حمل الناس على الأفضل لاسيما مع وجود المشقه عليهم أو على بعضهم.
21- الدعوه إلى الأفضل وإن كان فيه مشقة
22- منزلة الصبر على المصائب وأنه من أعظم أسباب دخول الجنة لأنه جَعَلَ دُخولها الجنة في مقابل صبرها
23- فيه عظم منزلة أعمال القلوب وأهميتها وأنه لايستهان بها ولاينبغي قصر النظر على أعمال الجوارح فقط
24- فيه أن دعائه صلى الله عليه وسلم مستجاب
قولها (( أصبر ))
25- فيه جواز الأخذ بالأشق إذا كان أفضل لمن علم من نفسه القدرة عليه والصبر عليه
26- وفيه فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وقوة صبرهم واحتمالهم
27- فيه شوقهم إلى الجنه وتحملهم المشاق لأجلها
28- فيه اليقين فيما عند الله والدار الآخره
29- فيه تقديم الآخره على الدنيا والآجلة على العاجلة
30- فيه أن المؤمن يطلب رضى الله وفضله وإحسانه لأن دخول الجنة أعظم ذلك.
31- فيه أن المؤمن يؤدي العباده لله تعالى رغبة ورهبة.
قولها: ((إني أتكشف فادع الله لي أن لاأتكشف)) فيه:
32. نفرة المؤمن من انكشاف عورته وكراهيته لذلك أشد من كراهيته أعظم الأمراض وأخطرها.
33. أنه لايجوز الصبر على انكشاف العورة ويجب السعي في الستر.
34. أنه يجب إعانة من يطلب الستر والعفاف بكل ماأمكن من دعاء أو علاج أو غير ذلك.
35. فضل الصحابيات رضي الله عنهن في حرصهن على الستر والعفاف وفي عدم صبرهن عن التكشف، وخشيتهن من ذلك وتألمهن منه، وإن كان من غير إرادتهن ولا من فعلهن.
36. أنه يستعان بالله تعالى على فعل الخير وأن المؤمن يسأل الله تعالى ويدعوه ليوفقه إلى الأعمال الصاله لإنه لاحول ولاقوة إلا به سبحانه.
قوله: ((فدعا لها))
37. فيه الإستجابه لطلب المؤمن إذا كان في المقدور.
38. فيه عدم تأخير فعل الخير لإنه دعا لها في وقتها.
39. فيه علم من أعلام النبوة وهو استجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأن تقدير الكلام: ((فدعا لها أن لاتتكشف فلم تتكشف)) وإنما حذف ذلك للعلم به.
قولها في رواية: (( إني أخاف الخبيث أن يجردني))
40. فيه أن كشف العوره من فعل الشياطين وأنه من الأمور التي تُحبها الشياطين.
41. فيه أن المؤمن يخاف من وقوعه في المعصية والإثم ولو بغير اختياره.
42. فيه جواز تسمية من يسعى في هذا الفعل بالخبيث.
43. وفيه جواز الإغلاظ بالقول على من يتربص بالمؤمنين الشر ويكيد لهم.
قوله في رواية: ((أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة)) فيه:
44. تمكين النساء من الدعاء عند الكعبة مالم يترتب على ذلك منكر كمزاحمة الرجال.
45. فيه مشروعية الدعاء عند أستار الكعبة ويحمل ذلك على مابين الحجر الأسود وباب الكعبة لأنه هو الذي دل الدليل على مشروعية التزامه والدعاء عنده فيحمل هذا الكلام المطلق على ماجاء تقييده في النصوص الأخرى.
46. فيه جواز ذكر الغائب بالصفة التي يعرف بها ما لم يقصد بذلك تنقصه، أو كان ذلك يؤذيه.
47. فيه أن الفضل يكون بحسب تحصيل العمل الصالح سواء كان من أعمال القلوب أو أعمال الجوارح.
48. فيه أنه قد يكون الفضل فيمن لايُتفطن له ولا يظن فيه ذلك فلا يجوز ازدراء الناس.
49. فيه فضل الإلتجاء إلى الله تعالى عند الشدائد.
50. فيه استحباب بيان فضل ذوي الفضل ليحفظ لهم حقهم ويعرف لهم فضلهم.
وفي الختام أقول :
إذا عرفت يا أخي هذه الفوائد المستنبطة من هذا الحديث الشريف تبين لك ما في كلام سيد المرسلين من الهدى والنور والدلاله على كل خير وصلاح
فقد اشتمل الحديث على كثير من العقائد القويمة والأحكام العادلة المستقيمة والتشريعات الرشيدة
والأخلاق والآداب الرفيعة.
فمن العقائد التي دل عليها الحديث:
الإيمان بالله تعالى والإيمان بالحساب والجزاء والإيمان بالجنة والإيمان بالمعاد، والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وبكل مايخبر به عن ربه والإيمان بفضائله وآيات نبوته والإيمان بالغيب والإيمان بفضل بعض الأماكن التي فضلها الله عز وجل كمكة المكرمة والكعبة المشرفة والإيمان بالجان وتلبسهم بالأنس، والإيمان بالقضاء والقدر والإيمان بمنزلة الصبر على البلاء.
ومن التشريعات الرشيدة والأحكام العادلة المستقيمة:
1. إعطاء كل ذي حق حقه، ووضع كل شيء في مكانه اللائق به.
2. أن التفريق بين الأمور لا يكون إلا بالنظر إلى الفروق الحقيقية المعتبرة المؤثرة في الحكم، ولذلك لم يفرق بين النساء والرجال في توجه الخطاب الشرعي لهم جميعاً وتكليفهم بالشريعة والعبادات، ومجازاتهم على أعمالهم وفي قبولها منهم، وفَرَّقَ بينهم في أحكام كثيرة كوجوب الحجاب والتستر، وحد العورة، ولزوم طاعة المرأة للرجل، وقرارها في بيتها إلا لحاجة، وفي الشهادات وغير ذلك.
3. عدم جواز التفريق بين الناس باعتبار ألوانهم وأجناسهم إلا بالتقوى وتمسكهم بالدين.
4. مشروعية التداوي وطلب العلاج.
5. مشروعية بيان فضل ذوي الفضل وإن كانت امرأة.
6. مشروعية الدعاء بين باب الكعبة والحجر الأسود.
7. جواز وصف صاحب الشر بما فيه من ذلك إن لم يُخش من ذلك فتنة.
8. أن العلم بالنتائج لا يعني عدم الأخذ بالأسباب، فإنها مع علمها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لها، إلا أنها لم تترك العمل بالأسباب كالدعاء والالتجاء إلى الله، ومثل ذلك دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر.
ومن الآداب الرفيعة حسن الصحبة، وتلطف الأعلى على الأدنى، وبذل العلم والنصيحة، والحرص على العلم وإنزال الناس منازلهم، عدم ازدراء الضعفاء، والدعوة إلى مكارم الأخلاق ومعالي الأمور، الحياء والحرص على التستر، كراهية المعاصي وما يخالف الحياء، ذكر الرجل أو المرأة بكنيتها، تعديل من حقه التعديل، وجرح من يستحق الجرح لقولها: ((إني أخاف الخبيث ...))، وقوله: ((ألا أريك امرأة من أهل الجنة)).
فهذه إحدى عشر، وبذلك ننتهي من ذكر بعض ما تيسر من فوائد هذا الحديث الشريف
نسأل الله تعالى أن يبصرنا في ديننا، ويرزقنا حسن الفهم عن كتاب ربنا تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين.
---------------
المصدر
http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=2027