خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    محمد بن عبد الوهاب داعية … وليس مؤسسا

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية محمد بن عبد الوهاب داعية … وليس مؤسسا

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.09.08 10:15


    افتراءات على الدعوة السلفية
    محمد بن عبد الوهاب داعية … وليس مؤسسا
    --------------------------------------------------------------------



    لقد بعث الله نبيه محمد  رحمة للناس {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} الأنبياء 107

    وجعل أمته أمة وسطا {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} البقرة 143، أي عدولا لا يميلون عن الحق لا إلى غلو ولا إلى جفاء بل يتوسطون ويعتدلون

    إذ إن دين الإسلام قد نهى عن الغلو والجفاء وأمر بالتوسط والاعتدال في الأمور كلها

    وإن خير من يمثل الوسطية في الأقوال والأعمال والمعتقدات الوسطية التي جاء بها الإسلام هم أهل السنة والجماعة الذين تمثلوا الإسلام في جميع أمورهم اقتداء بالنبي  وخلفائه الراشدين اتباعا للكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة

    فهم أولى الناس دخولا في هذه الوسطية

    وإن كل معنى من معاني الوسطية ثبت لهذه الأمة فلأهل السنة والجماعة منه الحظ الأوفى والنصيب الأوفر

    وما ذاك إلا لأنهم الأنموذج الأمثل للأمة التي جعلها الله وسطا وأخبر أنها خير أمة أخرجت للناس

    وهم الطائفة الوحيدة التي حققت المتابعة المحضة لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله  بخلاف غيرهم من فرق وطوائف الأمة

    فإنه ما من فرقة ولا طائفة منها إلا ولها من الأقوال والاعتقدات ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله  كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    لذلك كان أهل السنة خير فرق هذه الأمة وأوسط طوائفها

    ومن مسمياتهم :


    (أهل السنة والجماعة)

    و

    (الفرقة الناجية)

    و

    (الطائفة المنصورة)

    و

    (أهل الحديث والأثر)

    و

    (السلفيون)

    وكل هذه المسميات لها سبب ولها مستند شرعي ولا يتسع المقال ليسط ذلك

    وبعد وجود الفرق وحصول الافتراق أصبح مدلول السلف يطلق على من حافظ على سلامة العقيدة والمنهج طبقا لفهم الصحابة والقرون المفضلة

    ويكون هذا المصطلح (السلف) مرادفا للأسماء الشرعية الأخرى لأهل السنة والجماعة.

    والدعوة إلى اتباع السلف أو الدعوة السلفية إنما هي دعوة إلى الإسلام الحق وإلى السنة المحضة

    ودعوة إلى العودة إلى الإسلام كما أنزل على النبي  وتلقاه عنه أصحابه الكرام

    ولاشك أن هذه الدعوة دعوة حق، والانتساب إليها حق

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:

    ( لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا )
    مجموع الفتاوى 4/249.

    وقد أطلت في بيان هذا الأمر لأننا نسمع ونقرأ من يطعن في السلفية والتسمي بها أو يدعي أنها حزبية أو أنه لا فرق بينها وبين الجماعات الحزبية المعاصرة

    وقد يقول البعض إن مؤسس السلفية هو الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

    والحقيقة أن الإمام محمد بن عبد الوهاب إنما هو داعية من دعاة السلف ومجدد من مجدديها

    أحيا معالمها بعد دروسها

    وأعادها نقية صافية في هذه الجزيرة بعد ما تكدر صفوها وطغت عليها البدع والخرافات

    بل إن هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية حرسها الله دولة سلفية، ودعوتها دعوة سلفية كما نص على ذلك مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود _ طيب الله ثراه _ حيث قال في خطابه الذي ألقاه في حج عام 1365هـ:

    "إنني رجل سلفي وعقيدتي هي السلفية التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة"

    وقال في الخطاب نفسه: "يقولون إننا وهابية والحقيقة أننا سلفيون محافظون على ديننا ونتبع كتاب الله وسنة رسوله وليس بيننا وبين المسلمين إلا كتاب الله وسنة رسوله" المصحف والسيف ص 135-136.

    فالمملكة قامت على الإسلام الحق المبني على كتاب الله وسنة رسوله وفق فهم سلف الأمة، ولذا اتسمت سياستها بالحكمة والاعتدال والتسامح مع المذاهب الفقهية المعتبرة الموافقة للكتاب والسنة

    ولذا يدرس طلاب كليات الشريعة بالمملكة فقه الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، لأن الخلاف بين هذه المذاهب ليس في العقيدة وإنما هو في الفروع الفقهية

    يقول الملك عبد العزيز: "… والذي نمشي عليه هو طريق السلف الصالح ولا نؤيد بعض المذاهب على بعضها فأبو حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل أئمتنا" أهـ كلامه رحمه الله؛ وهو كلام نفيس يمثل المعنى الصحيح للسلفية الذي هو المعنى الصحيح للإسلام.

    وفي هذه الآونة يتعرض الإسلام عموما والمملكة العربية السعودية والدعوة السلفية خصوصا إلى ظلم وافتراء وتشويه وقلب للحقائق من قبل بعض الساسة والكتاب الغربيين المعادين للإسلام والذين تقف الصهيونية وراءهم

    وما ذلك إلا عداء للإسلام، ولكون المملكة العربية السعودية تطبقه وتدافع عنه وتحمل رايته

    ومع أن الدعوة السلفية هي أبعد ما تكون عن التكفير والتبديع والتفسيق للناس بغير دليل

    وهي أبعد ما تكون عن الغلو والتطرف والإرهاب

    إلا أن هذه الدعوة المباركة ألصق بها ما ليس فيها

    ونسب إليها من ليس على منهاجها مما شوه جمالها وغير حقيقتها ونفّر منها وزهد فيها

    وإن من أبرز العوامل التي كانت سببا في ذلك الجماعات الحزبية الإسلامية الغالية (من الغلو) المتأثرة بفكر الخوارج لكون بعض رموز وقادة ومفكري هذه الجماعات قد وافق المنهج السلفي في بعض الطروحات والتوجهات مع أنه يخالفه في العقيدة والمنهج

    مما جعل الأمر يلتبس على كثير من الناس الذين قد تخفى عليهم الحقيقة ظنا منهم أن هذه الجماعات سلفية، أو أنها على الفكر الوهابي كما يحلو للبعض تسميتها بذلك

    وإنك لتعجب ممن يسمي هذه الجماعات بالجهادية والسلفية

    وكيف تكون جهادية والمعنى الشرعي الصحيح للجهاد منتف عن هذه الجماعات، ولم تتوفر فيها شروطه الصحيحة؟

    وكيف تكون سلفية وهي مخالفة لها في جوانب من العقيدة والمنهج
    وإن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمسميات؟

    وقد استغل أعداء الإسلام ذلك لضرب الإسلام وإلصاق تهم الإرهاب بالإسلام وأهله.


    وإن من أهم ما يجب التنبه له اليوم
    الخلط الموجود في الساحة الإسلامية والعمل على تصفية الإسلام مما ألصق به مما هو ليس منه

    وتربية النشء المسلم على الإسلام الحق الصافي المستقى من النبع الصافي

    كتاب الله وسنة رسوله  وفق فهم سلف الأمة

    والذود عن هذا الدين وإظهاره بالمظهر اللائق به

    نقلاً عن
    محمد بن عبد الوهاب داعية … وليس مؤسسا Albaidha1

    لطفــــــاً .. من هنـــــــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 20:12