خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ( أسئلة وأجوبة في المنهج ) لفضيلة الشيخ أبي أنس عبد العزيز البرعي - حفظه الله تعالى .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ( أسئلة وأجوبة في المنهج ) لفضيلة الشيخ أبي أنس عبد العزيز البرعي - حفظه الله تعالى .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.08.08 6:12



    أسئلة وأجوبة في فقه الدعوة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم

    وبعد
    فهذه أسئلة وردت إلينا من بعض الإخوة من مدينة إب في بعض القضايا في فقه الدعوة .


    السؤال الأول :

    ما حكم الجلسات السرية التي يقوم بها بعض الناس في أوقات مخصصة لأشخاص مخصوصين بحيث تكون هذه الجلسات دورية منتظمة ولو كانت لتعلم الكتاب والسنة ؟ وهل يجوز إذا كان إمام المسلمين ظالما مضطهداً للعلماء أن تعقد مثل هذه الجلسات

    الجواب :

    اعلم أن دعوة أهل السنة ظاهرها كباطنها ليست دعوة سرية للبعض من الناس دون البعض وإنما احتاج الحزبيون للسرية لأن لديهم مبادئ تشمئز منها قلوب المؤمنين فلذلك احتاجوا إلى السرية وهل يستر الناس إلا العورة ؟! وما دعوة أهل السنة بعورة . بل هي دعوة خير وبركة يتشرف الداعي ببيانها وذكرها في المنابر والمجالس ،
    وأما تلك الجلسات السرية فقد أنكرناها من أول ما عرفناها والحمد لله وقد أماتت تلك الخلايا في قلوب أصحابها حب المنهج السلفي الذي كانوا يتمتعون به. بل وأماتوا العلم الذي كان لديهم والواقع خير شاهد . وكما قيل: " في كل خلية بلية ".وخلاصة الأمر أن الذي أدين الله به أنها طريقة مبتدعة .
    وأما إن كان الحاكم ظالما فهل ظلمه مبرر لتلك الجلسات ؟ : لا ، ليس مبرراً لها فإن الذين يقيمون تلك الجلسات السرية إنما يقصدون التسلق للوصول إلى الحكم لا أنهم لا يستطيعون الدعوة إلى دين الإسلام فقد صوروا الوضع على غير حقيقته نعم إن كان الوضع في بلد يختلف عما عليه في اليمن فلكل حادثة حديث ، فمثلا لو تسلط التشيع في
    (1) بلد وضيقوا على أهل السنة فلا يستطيعون القراءة في أي باب من أبواب العلم إلا في ما يوافق مراد الشيعة فعند ذلك يدرس أهل السنة وضعهم حسب ظروفهم مستعينين على ذلك بمشاورة أهل العلم ،
    ـــــــــ


    السؤال الثاني :

    هل يصح الاستدلال بقوله تعالى على لسان رسوله نوح عليه السلام ( ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً ) وبحديث معاذ في كتم العلم وبحديث ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ) وبحديث اجتماع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أصحابه في دار الأرقم بن أبي الأرقم بمكة على جواز مثل هذه الجلسات السرية ؟

    الجواب:

    اعلم أن الاستدلال بهذه الأدلة على الجلسات السرية باطل وتحميل للنصوص مالا تحتمل فقد كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بيت الأرقم بن أبي الأرقم هو وأصحابه يتعلمون من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمور دينهم سراً عن المشركين لا للتخطيطات العسكرية فلم يكونوا يفكرون فيها آنذاك هكذا كان وضعهم بينما كان المشركون يتجمعون في دار الندوة يكيدون للإسلام وأهله فهل يصح أن يقاس ذلك بمجتمعنا الذي تقام فيه الجمع والجماعات والدعوة إلى دين الله جملة وتفصيلا ؟ هذا قياس من أبعد الأقيسة !
    ومن التناقض أن أصحاب الجلسات السرية يستدلون بوضع الصحابة في دار الأرقم وهم يعيشون في دار الندوة ( البرلمان ) فما هي المخاوف التي تكتنفهم حتى إلى السرية ما داموا قد تنازلوا إلى هذا الحد ونحن نريد منهم أن يضربوا لنا أمثلة للمسائل الدينية التي احتاجوا إلى السرية فيها ، مع أنهم عن الالتزام بالدين في منأى وحالهم قريب من مستوى العوام غير أن العوام لديهم حسن نية وهم بالضد – غالباً - ثم ما هو الذي يخيفهم من العلمانيين (2)

    والحكام وهم قد انخرطوا في عامة المبادئ التي يسير عليها العلمانيون ؟ !


    وأما الاستدلال بقصة نبي الله نوح فليس فيها دليل لهم ، فنوح – عليه السلام – كان يدعوا قومه جهرة ولكنه قد يحتاج إلى نصح بعض الناس سراً لا ليلقنهم مبادئ سرية يخصهم بها من دون الناس بل هي نفس التعاليم التي كان يدعوا إليها جهرة

    وإنما احتاج إلى السرية لأن أولئك الناس الذين يسر لهم إسراراً قد يكون في نصحهم أمام قومهم ضرر عليهم وربما كان الإسرار أنفع لهم في معرفة الحق وأسرع في إقناعهم

    قال ابن كثير عند هذه الآية : أي بيني وبينهم ، نوَّع عليهم الدعوة ليكون أنجع فيهم .أهـ ولكن الأمر المهم هو أن الأشياء التي دعا بها علنا هي نفسها التي دعا بها سراً بينما الذين استدلوا بهذا الدليل جعلوا الأشياء التي يدعون بها سرا غير الأشياء التي يدعون بها علانية بل إنما يظهرون من خطب ومحاضرات ودروس إنما هي موطئات وممهدات لنقل المدعوين إلى الحلقات السرية فهل كان نبي الله نوح كذلك ؟

    فلهذا كان قياسهم على سرية نبي الله نوح قياساً مع الفارق الكبير ، ومما يوضح عظم الفارق في هذا القياس أنهم قاسوا مجتمعا إسلامياً بمجتمع كفري .

    وأما حديث " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود " - مع قطع النظر عن الاختلاف في صحته - فليس لهم فيه دليل لأنه في أمور دنيوية كزواج أو بيع أو شراء أو غير ذلك

    فإن قيل : من أين لك التخصيص بهذه الأشياء وما شابهها ؟
    قلت لا أخصص الحديث بذلك ولكنني لا أذكر الآن أمرا دينيا يحتاج إلى أن يكتم خوف الحسد

    وبناءاً على ذلك نقول اذكروا لنا الأمور التي نحتاج إلى أن نسرها عن مجتمعاتنا و حكوماتنا – خوف الحسد - وهي من الشعائر الدينية التي ندعوا الناس إليها .

    ثم بعد ذلك كله لو وجدوا شيئاً من هذا القبيل ما صلح للاستدلال به لأنهم لا يسرون بدعوتهم خوف (3)الحسد إنما يسرون لمآرب أخرى .

    زد على ذلك أن الأمر كما تقدم أنكم ليس عندكم ما يستدعي أن تسروه عن الناس فقد وافقتموهم في كل ما يريدون وما بقي مما يستدعي السرية سوى التسلق إلى المناصب أما شعائر الدين فبإمكانكم أن تدعوا الناس إليها بملء أفواهكم ,

    وزيادة في التناقض أنكم تدَّعون أنكم في حاجة إلى السرية وأنتم تفخرون بأنكم تتكلمون على الحكام بأسمائهم .

    وأما حديث معاذ بن جبل " لا تبشرهم فيتكلوا " ففيه أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم خشي أن يتكلوا على توحيدهم ويقصروا في العمل

    فكيف يستدل به قوم يسمون العمل قشوراً والتوحيد ليس ذا أهمية بل هو من جملة القشور وليسموا لنا الأمور التي يريدون أن يسروا بها حتى نقارن بين الأصل والفرع ليتم القياس .
    ــــــ

    السؤال الثالث :
    ما حكم أن يجعل بعض الأفراد لهم مسؤولا عنهم له منهم السمع والطاعة في المعروف لإقامة الدعوة .

    وهل يصح الاستدلال على هذا بتعيين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه عاملا على الصدقة وبحديث ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) ؟


    الجواب :

    اعلم أن اتخاذ بعض الأفراد مسؤولاً عنهم له عليهم السمع والطاعة بدعة جاء بها الحزبيون وهي نفسها تلك الإمارة التي جاء بها الحزبيون وأنكرها عليهم أهل السنة
    (4)

    ولقد وصل الأمر بهم أنهم قدموا الطاعة لهذا الأمير على بر الوالدين كما في مقال لعقيل المقطري في العدد الثاني من مجلة الفرقان. وقد استدلوا على ذلك بشبهات قد بيناها في "التأسيس لنقض التلبيس"

    وليس من ذلك ما قررته في " التأسيس لنقض التلبيس وقرأته على الشيخ مقبل وأقره ، وهو أن المسؤول عن طلبة العلم في المركز إذا كانت مخالفته تؤدي إلى فوضى في المركز وتجرئ الطلاب على القائمين على المركز مما يؤدي إلى اختلال في وضع المركز فهو آثم بإحداث الفوضى في المركز لا لأنه عصى أمر المسؤول ، وعلى هذا فالمسؤول عن الطلاب في لمركز ليس له حقوق الأمير.

    ولقد سألت الشيخ مقبلاً رحمه الله وأنا في دماج عن المسؤول عن الطلاب هل طاعته واجبة ؟ قال : لا .

    وعلى هذا ففرق بين أمير الدعوة المُبْتَدَع والمسؤول في لمركز الذي يضبط أمر طلبة العلم.

    وأما حديث أبي هريرة فلا دلالة فيه على ما يريدون لأنه ولاَّه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو والي المسلمين فأبوا هريرة عامل من عماله وهذا الأمير المزعوم الذي أمَّرَه الحزبيون ليس له ولاية من والي المسلمين إنما ولَّوه هم مناهضة لحاكم المسلمين .

    وأما حديث: (كلكم راع ) فلا دلالة فيه على الموضوع لا من قريب ولا من بعيد ويلزم من استدلَّ به أن يقول : إن الناس كلهم أمراء حتى المرأة في بيتها لها حق السمع والطاعة ولا قائل بذلك .

    السؤال الرابع :
    ما حكم جعل مسؤول على حلقات العلم بالرغم من وجود المدَرِّس الذي يقوم بتنظيم الحلقة ؟ (5)

    الجواب :

    لا حاجة لهذا المسؤول عن الحلقة ، ورائحة الحزبية ظاهرة عليه ولا أستبعد أنه نفسه هو الأمير المبتدع الذي أحدثه الحزبيون .
    ونحمد الله أن مراكز أهل السنة ليس فيها شيء من ذلك .

    السؤال الخامس :

    ما الفرق بين العمل التنظيمي الحزبي والتعاون الشرعي على البر والتقوى ؟

    الجواب :
    اعلم أن العمل الحزبي قوامه على الحب والبغض في ذلك الحزب وذلك التنظيم . ويربطون الناس بحب التنظيم وتبجيل قادة الحزب ،ومن ذلك قول سعيد حوى في أوائل كتابه " المدخل إلى جماعة الإخوان المسلمين " : إننا ندعوا الناس ليلتزموا بنا .
    - والتعاون الشرعي قوامه على الحب في الله والبغض في الله . وربط الناس بالكتاب والسنة
    = العمل الحزبي يسوده أهل القيادة ولو كانوا من أقل الناس علماً وتمسكاً بالسنة . وربما كانوا جواسيس .
    - التعاون الشرعي يسيره العلماء الربانيون.
    = العمل الحزبي لا يهتم بالدين ولا بهداية الناس بل يهتم بِحَبْكِ الأمور والتخطيط لتنفيذ مبادئ الحزب .
    - و التعاون الشرعي يهتم بغرس العقيدة ، ومنهج الإتباع ، وطريقة الاستدلال ، وترسيخ مبدأ التصفية والتربية ، وتعبيد الناس لله تعالى .
    (6)

    أ - = العمل الحزبي مبني على المجاملة والتغاضي عن خطاء ي شخص داخل الجماعة في العقيدة أو في غيرها
    ب - التحقير من أي شخص ليس في حزبهم مهما كان دينه وصلاحه وعلمه وتقواه .. إلى غير ذلــك .
    - التعاون الشرعي ليس كذلك بل قوامه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للقريب والبعيد والمحب والمبغض بالأساليب الشرعية


    كتبه

    عبد العزيز بن يحي البرعي
    في \5 \ 1\ 1424

    اليمن - إب - مفرق حبيش ت ف \ 461010\4\00967

    alboraee@maktoob.com



    نقلاً عن

    ( أسئلة وأجوبة في المنهج ) لفضيلة الشيخ أبي أنس عبد العزيز البرعي - حفظه الله تعالى . Albaidha1

    لطفـــــــــا .. من هنــــــــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 27.11.24 2:21