المرأة السلفية بين الإتباع والتقصير والإدعاء **
--------------------------------------
إن معنى كون المرأة سلفية أنها تجمع بين عدة صفات ملخصها :
أن تعمل بكتاب ربنا سبحانه وسنة نبينا ليس بما يمليه عليها الهوى من فهم لهما فلا تأتي إلى النص منهما البين أو المحتمل المعنى فتأول معناه بما يتفق مع أهواءها
أو تقدم قول عالم محبوب إليها علمه وفضله ويتفق هوى لها مع كثير من آراءه ، لا .
لأن معه الحق والسنة في تلك النازلة أو المسألة وإنما لأنه وافق الهوى ويسهل في الفتاوى
أو لجمال في شخصيته وشخصه وبيانه
أو بما فسره أهل عرف بلدها أو عائلتها وأسرتها ومدرسة الدين التي تحبها .....
بل أن تختار من فهوم الناس أحبهم إلى الله العمل به وهو فهم السلف الصالح وجوبا لا اختيارا
وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شهدوا التنزيل وسمعوا حديث الرسول الأمين وشاهدوا أفعاله وعاينوا تقريراته والتابعين الذين أخذوا عنهم .....
فتنازع تلك الفاضلة السلفية هواها حتى تنتصر في باطنها النفس المطمئنة فتعمل بالسنة على شر نفسها المثبطة عن العمل بها بفهم سلف الأمة والتي كان النبي يستعيذ من شرها في كل خطبة بل و أمرهم أن يستعيذوا منه عند كل حاجة
كما روى النسائي في سننه عن أَبِي الْأَحْوَصِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةَ الْحَاجَةِ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
فتجاهد نفسها وهواها لتعمل بفهم السلف ولو خالفه
ورأس السلف رسول الله صلى الله والذي قال كما في مسند أحمد بسند حسن عن فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
وتقدم طاعة الرحمن خلقها ورزقها وأنعم عليها بهداية الإسلام على طاعة الشيطان عدوها المبين
وقد قال تعالى عنه إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون
فمن القول على الله بغير علم تقديم رأي الخلف على فهم السلف إذا لم يختلفوا أو يختار فهما ولويحتمله النص بعيدا عن أقوالهم ولو اختلفوا
كما قال الإمام أحمد رحمه الله أقوالهم عند الإختلاف إجماع على ترك ما زاد عليها
فإذا سألت أيها المسلمة إنما أمرنا بطاعة الله ورسوله وليس غيرهما ولوكان صحابيا .... قلت لك وطاعة الصحابة السلف الصالح في فهمهم وإفتاءهم هو من تمام طاعة الله ورسوله ..
قال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ومارواه أبوداود في سننه عن معَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ قَامَ فِينَا فَقَالَ أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ ... وفي رواية قيل من هي قال من كان على مثل ماأنا عليه وأصحابي .
فأي رأي ينسب إلى الدين في فهم نص يخالف فهمهم فليس ينبغي أن ينسب إلى الدين الحق الذي جاء به محمد .... فإن النبي صلى الله إستثنى فقال من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي
وكما خرج عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ
فمن اختار قولا لم يقولوه وهو يعلم قولهم أو خرج على أقوالهم عند الإختلاف برأي لم يقولوه وزعم أنه خير من قولهم فقد استدرك على النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات الخيرية فيهم والتي تعم الفقه والزهد والورع والعبادة والخير كله
ففي مسائل الإفتراق المعاصرة على مذهب أحد الفرق أو الجماعات فمذهبهم بإتفاق ألا يجوز إتباع جماعة أو فرقة تدين على غير طريقتهم
سواءا الصوفية الذين رضوا بالتدين بغير الكتاب والسنة وإذا رجعوا إليهما فبغير فهم سلف الأمة فزادوا على مصدري التلقي عند الأمة الرؤى المنامية والتعصب المشيخي والإلهام ....
أو رافضة والذين رضوا بكتابهم المفترى على الشريعة والمسمى بالكافي والذي لا يعرف له إسناد صحيح بل قد مليء بالأسانيد الملفقة قال بن المبارك الإسناد من الدين وزلولا الإسناد لقال من شاء ماشاء .... فقالوا ما شاءوا بلا خطام الإسناد ولا زمامه فكذبوا وافتروا وطغوا وضلوا فكفروا جمهور صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتهموا عائشة بما برأها الله منه ولم تصح لهم صلاة قط فهم يمسحون على ظهور أقدامهم ولايغسلونها ....
أو تكفيرية وهي جماعة التكفير والذين رأوا أن الكفر لا يكون إلا أكبر في الحكم مخالفين منهج الصحابة ورأسهم في فهم القرآن عبدالله بن عباس القائل في تفسير قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال إذا حكم الحاكم بغير ما أنزل الله فهو الكافر جاحدا لحكم الله فهو الكافر وإذا لم يجد فهو الفاسق ... فقالوا كافر ولو لم يجحد فيقول حكمي مثل حكم الله أو يسوغني ترك حكم الله أو هذا زمن لا يصلح فيه الحكم بما أنزل الله
ولو قال أن حكم الله واجب علي وحكم بشهوة غير جاحد لا يفيده فتسلطوا برأيهم في فهم الآية وأعرضوا عن فهم الصحابة ....
فكيف يقال أن سلفيين بعد هذا وقد رضوا بغير منهج السلف الصالح فخرجوا على حكام المسلمين بغير برهان على كفرهم التبليغ والذي رضوا بغير فهم السلف وعملهم في الدعوة
فقال لي أكثر من واحد من دعاتهم نحن لا ندعوا إلى توحيد الألوهية ( وهو إفراد الله بالعبادة كدعوة الناس إلى ترك الذبح للبدوي والحسين وآل البيت والأولياء واتخاذهم أنداد في العبادة والدعاء لله ) ...
فقلت له إلى أي شيء تدعون فقالوا إلى توحيد الربوبية ( أي يقولوا في بياناتهم في المساجد الله خالقنا .... ألله رازقنا ونحو ذلك ) مع أن هذا النوع من التوحيد كان يقرونه كفار قريش قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ... الآية
ثم قلت لآخر ما معنى لا إله إلا الله ؟ فقال : لا خالق لا رازق لا محيي إلا الله
ففسرها بما لم يخالف فيه كفار قريش الرسول صلى الله عليه وسلم فكذبوا في معناها لجهلهم بالتوحيد فدعوتهم قائمة على الإلهام
فلا يطلبوا علما ولا يسمعوا درسا علمهم الإلهام كما تعلم الصوفية بدعة حدثني قلبي عن ربي من وحي الشيطان
ولا الإخوان والذين لم يعملوا بآية أرداهم إعراضهم عنها قال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لقومه إنا برءآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده .. الآية
فلا مانع عندهم من التعاون مع الرافضي الذي يدعو آل البيت والصوفي الحلولي الذي يقول أن الله في كل مكان ... ما دام أنهم كما زعموا تحت مظلة الإسلام ...
فهدموا ركيزة من ركائز الإسلام الولاء والبراء البراء من الشرك والبدع وأهلهما والولاء لأهل التوحيد وأعظمهم السلف الصالح
فعجبا لتلك المرأة التبليغية والتي أخبرني بعض النساء عنها وقد قعدت واضعة قدم على قدم قد رفعت عقيرتها بقولها .... أحسن جماعة جماعة التبليغ ....
فاين جماعة السلف ورأسهم النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين قال سفيان الثوري محمد صلى الله عليه وسلم الميزان الأكبر عليه تعرض الأعمال هديه وخلقه وسيرته فما وافقها فهو الحق وما خالفها فهو الباطل
وكذلك من أخذ عنه الدين وتلقوا عنه أصحاب محمد كما يروى عن حذيفة أنه قال أي عبادة لم يتعبدها أصحاب النبي فلاتعبدوها
وعليكم بالأمر العتيق فلم يكن الصحابة يدعون عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من بعد موته معتقدين أن الدعاء عند قبره مستجاب ....
ولذلك قال مالك - رحمه الله تعالى- تلك بدعة ولم يكن من هديهم عند الصعود على الصفا والمروة الإشارة بكلتي اليدين ثلاثا .... الله أكبر الله أكبر الله أكبر
وقال ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- ليس على النساء صعود على الصفا والمروة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- لأن الأصل في النساء الستر لا البروز... فيكفيها السعي بينهما لا الصعود عليهما
فمن رامت منكن معشر النساء منهج السلف ورضيت به .... فإنه ستعيش بخير وراحة وسعادة وطمائنينة ....
ومن تجارت بها الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه حتى تصبع عذابا على والديها وإخوانها وزوجها فتلبس عليه دينه وتدعوه إلى شيء تنسبه للدين مع أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يدعو إليه ...
كإمرأة عمران بن حطان أحد رواة البخاري كانت خارجية دعت زوجها حتى أصبح مثلها .....
فما فائدة جمالها حينئذ والذي سيدفن معها في قبرها ويبقى لزوجها بعد موته دينها الذي كانت تدعوه إليه
فإن دعت لشر واستجاب لها عاش بشر وإن دعته لخير عاش بخير وولده ومن دعته ....
واحذري أمة الله إذا عبقت رائحة الطريق السلفي الطيبة فإن الشيطان له مع ابن آدم واديان لا يبالي في أيهما هلك وادي من الغلو ووادي من التقصير ....
المــصدر :
موقع معرفة السنن والآثار
كتبه
أبو عبدالله ماهر القحطاني
النقل من هنــــــــــا
--------------------------------------
إن معنى كون المرأة سلفية أنها تجمع بين عدة صفات ملخصها :
أن تعمل بكتاب ربنا سبحانه وسنة نبينا ليس بما يمليه عليها الهوى من فهم لهما فلا تأتي إلى النص منهما البين أو المحتمل المعنى فتأول معناه بما يتفق مع أهواءها
أو تقدم قول عالم محبوب إليها علمه وفضله ويتفق هوى لها مع كثير من آراءه ، لا .
لأن معه الحق والسنة في تلك النازلة أو المسألة وإنما لأنه وافق الهوى ويسهل في الفتاوى
أو لجمال في شخصيته وشخصه وبيانه
أو بما فسره أهل عرف بلدها أو عائلتها وأسرتها ومدرسة الدين التي تحبها .....
بل أن تختار من فهوم الناس أحبهم إلى الله العمل به وهو فهم السلف الصالح وجوبا لا اختيارا
وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شهدوا التنزيل وسمعوا حديث الرسول الأمين وشاهدوا أفعاله وعاينوا تقريراته والتابعين الذين أخذوا عنهم .....
فتنازع تلك الفاضلة السلفية هواها حتى تنتصر في باطنها النفس المطمئنة فتعمل بالسنة على شر نفسها المثبطة عن العمل بها بفهم سلف الأمة والتي كان النبي يستعيذ من شرها في كل خطبة بل و أمرهم أن يستعيذوا منه عند كل حاجة
كما روى النسائي في سننه عن أَبِي الْأَحْوَصِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةَ الْحَاجَةِ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
فتجاهد نفسها وهواها لتعمل بفهم السلف ولو خالفه
ورأس السلف رسول الله صلى الله والذي قال كما في مسند أحمد بسند حسن عن فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
وتقدم طاعة الرحمن خلقها ورزقها وأنعم عليها بهداية الإسلام على طاعة الشيطان عدوها المبين
وقد قال تعالى عنه إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون
فمن القول على الله بغير علم تقديم رأي الخلف على فهم السلف إذا لم يختلفوا أو يختار فهما ولويحتمله النص بعيدا عن أقوالهم ولو اختلفوا
كما قال الإمام أحمد رحمه الله أقوالهم عند الإختلاف إجماع على ترك ما زاد عليها
فإذا سألت أيها المسلمة إنما أمرنا بطاعة الله ورسوله وليس غيرهما ولوكان صحابيا .... قلت لك وطاعة الصحابة السلف الصالح في فهمهم وإفتاءهم هو من تمام طاعة الله ورسوله ..
قال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ومارواه أبوداود في سننه عن معَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ قَامَ فِينَا فَقَالَ أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ ... وفي رواية قيل من هي قال من كان على مثل ماأنا عليه وأصحابي .
فأي رأي ينسب إلى الدين في فهم نص يخالف فهمهم فليس ينبغي أن ينسب إلى الدين الحق الذي جاء به محمد .... فإن النبي صلى الله إستثنى فقال من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي
وكما خرج عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ
فمن اختار قولا لم يقولوه وهو يعلم قولهم أو خرج على أقوالهم عند الإختلاف برأي لم يقولوه وزعم أنه خير من قولهم فقد استدرك على النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات الخيرية فيهم والتي تعم الفقه والزهد والورع والعبادة والخير كله
ففي مسائل الإفتراق المعاصرة على مذهب أحد الفرق أو الجماعات فمذهبهم بإتفاق ألا يجوز إتباع جماعة أو فرقة تدين على غير طريقتهم
سواءا الصوفية الذين رضوا بالتدين بغير الكتاب والسنة وإذا رجعوا إليهما فبغير فهم سلف الأمة فزادوا على مصدري التلقي عند الأمة الرؤى المنامية والتعصب المشيخي والإلهام ....
أو رافضة والذين رضوا بكتابهم المفترى على الشريعة والمسمى بالكافي والذي لا يعرف له إسناد صحيح بل قد مليء بالأسانيد الملفقة قال بن المبارك الإسناد من الدين وزلولا الإسناد لقال من شاء ماشاء .... فقالوا ما شاءوا بلا خطام الإسناد ولا زمامه فكذبوا وافتروا وطغوا وضلوا فكفروا جمهور صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتهموا عائشة بما برأها الله منه ولم تصح لهم صلاة قط فهم يمسحون على ظهور أقدامهم ولايغسلونها ....
أو تكفيرية وهي جماعة التكفير والذين رأوا أن الكفر لا يكون إلا أكبر في الحكم مخالفين منهج الصحابة ورأسهم في فهم القرآن عبدالله بن عباس القائل في تفسير قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال إذا حكم الحاكم بغير ما أنزل الله فهو الكافر جاحدا لحكم الله فهو الكافر وإذا لم يجد فهو الفاسق ... فقالوا كافر ولو لم يجحد فيقول حكمي مثل حكم الله أو يسوغني ترك حكم الله أو هذا زمن لا يصلح فيه الحكم بما أنزل الله
ولو قال أن حكم الله واجب علي وحكم بشهوة غير جاحد لا يفيده فتسلطوا برأيهم في فهم الآية وأعرضوا عن فهم الصحابة ....
فكيف يقال أن سلفيين بعد هذا وقد رضوا بغير منهج السلف الصالح فخرجوا على حكام المسلمين بغير برهان على كفرهم التبليغ والذي رضوا بغير فهم السلف وعملهم في الدعوة
فقال لي أكثر من واحد من دعاتهم نحن لا ندعوا إلى توحيد الألوهية ( وهو إفراد الله بالعبادة كدعوة الناس إلى ترك الذبح للبدوي والحسين وآل البيت والأولياء واتخاذهم أنداد في العبادة والدعاء لله ) ...
فقلت له إلى أي شيء تدعون فقالوا إلى توحيد الربوبية ( أي يقولوا في بياناتهم في المساجد الله خالقنا .... ألله رازقنا ونحو ذلك ) مع أن هذا النوع من التوحيد كان يقرونه كفار قريش قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ... الآية
ثم قلت لآخر ما معنى لا إله إلا الله ؟ فقال : لا خالق لا رازق لا محيي إلا الله
ففسرها بما لم يخالف فيه كفار قريش الرسول صلى الله عليه وسلم فكذبوا في معناها لجهلهم بالتوحيد فدعوتهم قائمة على الإلهام
فلا يطلبوا علما ولا يسمعوا درسا علمهم الإلهام كما تعلم الصوفية بدعة حدثني قلبي عن ربي من وحي الشيطان
ولا الإخوان والذين لم يعملوا بآية أرداهم إعراضهم عنها قال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لقومه إنا برءآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده .. الآية
فلا مانع عندهم من التعاون مع الرافضي الذي يدعو آل البيت والصوفي الحلولي الذي يقول أن الله في كل مكان ... ما دام أنهم كما زعموا تحت مظلة الإسلام ...
فهدموا ركيزة من ركائز الإسلام الولاء والبراء البراء من الشرك والبدع وأهلهما والولاء لأهل التوحيد وأعظمهم السلف الصالح
فعجبا لتلك المرأة التبليغية والتي أخبرني بعض النساء عنها وقد قعدت واضعة قدم على قدم قد رفعت عقيرتها بقولها .... أحسن جماعة جماعة التبليغ ....
فاين جماعة السلف ورأسهم النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين قال سفيان الثوري محمد صلى الله عليه وسلم الميزان الأكبر عليه تعرض الأعمال هديه وخلقه وسيرته فما وافقها فهو الحق وما خالفها فهو الباطل
وكذلك من أخذ عنه الدين وتلقوا عنه أصحاب محمد كما يروى عن حذيفة أنه قال أي عبادة لم يتعبدها أصحاب النبي فلاتعبدوها
وعليكم بالأمر العتيق فلم يكن الصحابة يدعون عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من بعد موته معتقدين أن الدعاء عند قبره مستجاب ....
ولذلك قال مالك - رحمه الله تعالى- تلك بدعة ولم يكن من هديهم عند الصعود على الصفا والمروة الإشارة بكلتي اليدين ثلاثا .... الله أكبر الله أكبر الله أكبر
وقال ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- ليس على النساء صعود على الصفا والمروة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- لأن الأصل في النساء الستر لا البروز... فيكفيها السعي بينهما لا الصعود عليهما
فمن رامت منكن معشر النساء منهج السلف ورضيت به .... فإنه ستعيش بخير وراحة وسعادة وطمائنينة ....
ومن تجارت بها الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه حتى تصبع عذابا على والديها وإخوانها وزوجها فتلبس عليه دينه وتدعوه إلى شيء تنسبه للدين مع أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يدعو إليه ...
كإمرأة عمران بن حطان أحد رواة البخاري كانت خارجية دعت زوجها حتى أصبح مثلها .....
فما فائدة جمالها حينئذ والذي سيدفن معها في قبرها ويبقى لزوجها بعد موته دينها الذي كانت تدعوه إليه
فإن دعت لشر واستجاب لها عاش بشر وإن دعته لخير عاش بخير وولده ومن دعته ....
واحذري أمة الله إذا عبقت رائحة الطريق السلفي الطيبة فإن الشيطان له مع ابن آدم واديان لا يبالي في أيهما هلك وادي من الغلو ووادي من التقصير ....
المــصدر :
موقع معرفة السنن والآثار
كتبه
أبو عبدالله ماهر القحطاني
النقل من هنــــــــــا