خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    "حول تأويل آيات الصفات" لفضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية "حول تأويل آيات الصفات" لفضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 21.08.08 8:47

    حول تأويل آيات الصفات

    س/ يقول السائل:
    سمعنا من بعض العلماء أن أهل السنة والجماعة يتأولون بعض الآيات التي في الصفات فهل هذا صحيح أن مذهبهم التأويل أم أنهم يضطرون إلى ذلك أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب للعلامه الشيخ عبدالعزيز ابن باز-رحمه الله :
    الصواب الذي أقره أهل العلم من أهل السنة والجماعة أنه لا تأويل في آيات الصفات ولا في أحاديثها، وإنما المؤولون هم الجهمية والمعتزلة، والأشاعرة في بعض الصفات، وأما أهل السنة والجماعة المعروفون بعقيدتهم النقية فإنهم لا يؤولون، وإنما يمرون آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت بغير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، لا الاستواء، ولا القدم، ولا اليد، ولا الأصابع، ولا الضحك، ولا الرضا، ولا الغضب، كلها يمرونها كما جاءت مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات لربنا سبحانه وتعالى يجب إثباتها له سبحانه وتعالى على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

    وبعض الناس يؤول الضحك بأنه الرضا، ويؤول المحبة بأنها إرادة الثواب، والرحمة كذلك، وهذا كله لا يرضاه أهل السنة والجماعة، بل الواجب إمرارها كما جاءت، وأنها حق، فهو سبحانه يحب محبة حقيقية تليق به لا يشابهها محبة المخلوقين، ويرضى، ويغضب، ويكره، وهي صفات حقيقية قد اتصف بها ربنا على الوجه اللائق به لا يشابه فيها خلقه، كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] . وهكذا، يضحك ربنا كما جاء في النصوص ضحكا يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، وهكذا استواؤه على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته لا يشابه الخلق في شيء من صفاته سبحانه وتعالى.

    والمقصود أن التأويل لا يجوز عند أهل السنة بل الواجب إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، لكن مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات لله لائقة به، أما التفويض فلا يجوز، والمفوضة قال أحمد فيهم: إنهم شر من الجهمية، والتفويض أن يقول القائل: الله أعلم بمعناها فقط وهذا لا يجوز؛ لأن معانيها معلومة عند العلماء. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم والكيف مجهول، وهكذا جاء عن الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعن غيره من أهل العلم، فمعاني الصفات معلومة، يعلمها أهل السنة والجماعة؛ كالرضا والغضب والمحبة والاستواء والضحك وغيرها وأنها معاني غير المعاني الأخرى، فالضحك غير الرضا، والرضا غير الغضب، والغضب غير المحبة، والسمع غير البصر، كلها معلومة لله سبحانه لكنها لا تشابه صفات المخلوقين، يقول ربنا سبحانه وتعالى: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل: 74] . ويقول سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] .

    ويقول عز وجل: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ هذا هو الحق الذي عليه أهل السنة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، ومن تأول ذلك فقد خالف أهل السنة في صفة أو في أكثر.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية ذو صلة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 21.08.08 9:59

    مجموعة أسئلة في اسماء الله الحسنى
    من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في الأسماء الحسنى


    فتوى رقم 11865وتاريخ 30/3/1409هـ


    الحمد والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :

    فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الأسئلة المقدمة من د. مروان إبراهيم العيش إلى سماحة الرئيس العام والمحالة إليها برقم 169 في 8/1/1409هـ وأجابت عن كل منها عقبة فيما يلي :

    س1: صفات الذات التي وردت في الكتاب والسنة . هل تعني الواحدة منها معنى واحداً في كل النصوص التي وردت بها أم أن لكل سياق معناه الخاص به . يرجى تزويدنا بما تعنيه صفات الذات الآتية في السياق الخاص بها :

    أ- اليد : ما المراد بها في كل نص من النصوص الآتية : ) قل من بيده ملكوت كل شئ ( ) قل إن الفضل بيد الله ( ) يد الله مع الجماعة ( وفي حديث آخر (يد الله على الجماعة) حديث وفي آية كريمة ) يد الله فوق أيديهم ( وما المراد بجمع اليدين في قوله (بأيد) .

    ب- العين : ما المراد بها في كل نص من النصوص الآتية : ) واصنع الفلك بأعيننا ( ) واصبر لحكم ربك فإنك باعيننا ( ) وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ( وما الدليل على أن الله ، تعالى عينين ؟

    ج- الوجه : ما المراد بالوجه في كل نص من النصوص الآتية : ) فأينما تولوا فثم وجه الله ( ) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ( من المفيد أن تتضمن الإجابة عن هذه الأسئلة مراجع نرجع إليها لمزيد من العلم المفيد ؟

    ج1- أ- كلمة (يد) في النصوص المذكورة في فقرة (أ) يراد بها معنى واحد هو إثبات صفة اليد لله تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله دون تشبيه ولا تمثيل لها بيد المخلوقين ودون تحريف لها ولا تعطيل ، فكما أن له تعالى ذاتا حقيقة لا تشبه ذوات العباد فصفاته لا تشبه صفاتهم وقد وردت نصوص أخرى كثيرة تؤيد هذه النصوص في إثبات صفة اليد لله مفردة ومثناة ومجموعة فيجب الإيمان بها على الحقيقة مع التفويض في كيفيتها عملاً بالنصوص كتابا وسنة وإتباعا لما عليه أئمة سلف الأمة .

    وأما كلمة – بأيد – في قوله تعالى : ) والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ( فهي مصدر (فعله) آد يئد أيداً ومعناه القوة ويضعف فيقال : ايّده تأييداً ومعناه قواه ، وليس جمعا ليد فليست من آيات الصفات المتنازع فيها بين مثبتة الصفات ومؤليها لأن وصف الله سبحانه بالقوة ليست محل نزاع .

    وأما معنى الجمل في هذه النصوص فمختلف باختلاف سياقها وما اشتملت عليه من قرائن فقوله : ) قل من بيده ملكوت كل شئ ( يدل على كمال قدرة الله من جهة جعل ملكوت كل شئ بيده ومن جهة سياق الكلام سابقة ولاحقة ، وقوله: )قل إن الفضل بيد الله( يدل على أن الفضل والإنعام إلى الله وحده . وقوله : ((يد الله مع الجماعة)) يراد به الحث على التآلف والاجتماع والوعد الصادق برعاية الله لهم وتأييدهم ونصرهم على غيرهم إذا اجتمعوا على الحق . وقوله : ) يد الله فوق أيديهم ( يراد به توثيق البيعة وإحكامها بتنزيل بيعتهم للرسول منزلة بيعتهم لله تعالى وذلك لا يمنع من إثبات اليد لله حقيقة على ما يليق به كما لا يمنع من إثبات الأيدي حقيقة للمتابعين لرسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بهم .

    ب – كلمة (بأعيننا وبعيني) وفي النصوص المذكورة في فقرة (ب) يراد بها إثبات صفة العين لله حقيقة على ما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل لها بعين المخلوقين ، ولا تحريف لها عن مسماها ، وإنما تأثيره في المراد بالجمل التي وردت فيها هذه الكلمات ، فالمقصود بهذه الجمل كلها أولاً : أمر نوح عليه السلام أن يصنع السفينة وهو في رعاية الله وحفظه ، وثانياً : أمر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أن يصبر على أذى قومه حتى يقضي الله بينه وبينهم بحكمه العدل وهو مع ذلك بمرأى من الله وحفظه ورعايته ، وثالثاً : إخبار موسى عليه الصلاة والسلام بأن الله تعالى قد من عليه مرة أخرى إذ أمر أمه بما أمرها به ليربيه تربية كريمة في حفظه تعالى ورعايته ثم يدل على أن لله تعالى عينين كلمة –بأعيننا- في النصوص المذكورة في السؤال فإن لفظ عينين إذا أضيف إلى ضمير مثنى أو جمع كما في قوله تعالى : ) إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ( ويدل على ذلك أيضا ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الله وعن الدجال (من أن الدجال أعور) وأن الله ليس بأعور ، فقد استدل به أهل السنة على إثبات العينين لله سبحانه .

    ج- كلمة (وجه الله) في الجملة الأولى يراد بها قبلة الله كما مجاهد والشافعي رحمهما الله تعالى ، فإن دلالة الكلام في كل موضع بحسب سياقه ، وما يحف به من قرائن ، وقد دل السياق والقرائن على أن المراد بالوجه في هذه الجملة – القبلة - لقوله تعالى: ) ولله المشرق والمغرب فأينما تولوّا ( فذكر تعالى الجهات والأماكن التي يستقبلها الناس ، فتكون هذه الآية كآية ) ولكل وجهة هو موليها ( وإذن فليس الآية من آيات الصفات المتنازع فيها بين المثبتة والنفاة وأما كلمة (وجه) في الجمل الباقية في السؤال فالمراد بها إثبات صفة الوجه لله تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله سبحانه ، لأن الأصل الحقيقة ، ولم يوجد ما يصرف عنها ، ولا يلزم تمثيله بوجه المخلوقين ، لأن كل وجه يخصه ويليق به .

    س2: تسمية الخلق بأسماء الخالق ، ما الأدلة على تحريمها ؟ وإن كانت مباحة فهل هناك قيود معينة ؟ إنني أقصد الأسماء لا الصفات . إذ من المعلوم أنه يجوز وصف الخلق بصفات الخالق وقد ورد ذلك كثيراً في كتاب الله تعالى وسؤالي عن التسمية لا الوصف . فهل لكم أن تبينوا القواعد الفاصلة في الموضوع ؟

    ج3: أولاً : الفرق بين الاسم والصفة أن الاسم ما دلّ على الذات وما قام بها من صفات ، وأما الصفة فهي ما قام بالذات مما يميزها عن غيرها من معان ذاتية كالعلم والقدرة أو فعليه كالخلق والرزق والإحياء والإماتة .

    ثانياً : قد يسمى المخلوق بما سمى الله به نفسه كما يوصف بما وصف سبحانه به نفسه ، لكن على أن يكون لكل من الخصائص ما يليق به ويُمَيزُ به عن الآخر فلا يلزم تمثيل الخلق بخالقهم ولا تمثيله بهم إن حصلت الشركة في التعبير والمعنى الكلّي للفظ لأن المعنى الكُلِّي ذهني فقط لا وجود له في الخارج .

    ومن ذلك أن الله سمى نفسه حيا فقال : ) الله لا إله إلا هو الحي القيوم ( وسمي بعض عباده حيا فقال : ) يخرج الحي من الميت ( وليس الحي كالحي بل لكل منهما في الخارج ما يخصه وسمى أحد ابني ابراهيم حليما وابنه الآخر عليما عليهم الصلاة والسلام ، كما سمى نفسه عليما حليما ، ولم يلزم من ذلك التمثيل ، لأن الكل مسمى بذلك ما يخصه ويميز به في خارج الأذهان وإن اشتركوا في مطلق التسمية والتعبير ، وسمى نفسه سميعاً وبصيرا فقال : ) إن الله كان سميعا بصيرا ( وسمى بعض خلقه سميعا بصيرا ، فقال : ) فجعلناه سميعا بصيرا ( ولم يلزم التمثيل ، لأن لكل مسمى ما يخصه ويتميز به عن الآخر كما تقدم إلى أمثال ذلك .

    ومن ذلك فإن الله وصف نفسه بالعلم فقال : ) ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما يشاء ( ووصف بعض عباده بالعلم فقال : )وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( ووصف نفسه بالقوة فقال : ) إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ( ووصف بعض عباده بالقوة فقال : )الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة( الآية وليست القوة كالقوة وإن اشتركا في العبارة والمعنى الكلُّي لكن لكل من الموصوفين ما يخصه ويليق به إلى أمثال ذلك من الصفات .

    س3 : هل يصح ما يأتي دليلا على تحريم تسمية الخلق بأسماء الخالق .

    أ- حيث إن تسمية المخلوق بالاسم العلم (الله) ممنوعة ، كانت تسمية المخلوق بأسماء الخالق الأخرى أيضا ممنوعة إذ لا وجوه للتفرقة بين أسماء الله تعالى ؟

    I-من المعلوم في اللغة إن الجار والمجرور إذا سبق المعرفة أفاد القصر فملاحظ ذلك في قوله تعالى )ولله الأسماء الحسنى( فتفيد الآية قصر الأسماء الحسنى على الله وعدم جواز تسمية الخلق بها ، فهل يصح هذا دليلا؟

    ج3: ما كان من أسماء الله تعالى علم شخص كلفظ (الله) امتنع تسمية غير الله به لأن مسماه معين لا يقبل الشركة وكذا ما كان من أسمائه في معناه في عدم قبول الشركة كالخالق والبارئ فإن الخالق من يوجد الشيء على غير مثال سابق والبارئ من يوجد الشيء بريئا من العيب ، وذلك لا يكون إلا من الله وحده فلا يسمى به إلا الله تعالى ، أما من كان له معنى كليّ تتفاوت فيه أفراده من الأسماء والصفات كذلك ، والعزيز ، والجبار ، والمتكبر ، فيجوز تسمية غيره بها فقد سمى الله نفسه بهذه الأسماء وسمى بعض عباده بها مثال : )قالت امرأة العزيز( وقال : )كذلك يطبع الله على كل قلب متكبرجبار( إلى أمثال ذلك ، ولا يلزم التماثل ، لاختصاص كل مسمى بسمات تميزه عن غيره وبهذا يعرف الفرق بين تسمية الله بلفظ الجلالة وتسميته بأسماء لها معان كلية تشترك أفرادها فيها فلا تقاس على لفظ الجلالة .

    أما الآية : )ولله الأسماء الحسنى( فالمراد منها قصر كمال الحسن في أسمائه تعالى ، ، لأن كلمة الحسنى اسم تفضيل وهي صفة للأسماء لا قصر مطلق أسمائه عليه تعالى . كما في قوله تعالى : )والله هو الغنيُّ الحميد( فالمراد قصر كمال الغنى والحمد عليه تعالى لا قصر اسم الغنى والحميد عليه فإن غير الله يسمى غنيا وحميدا .

    س4 : إذا ثبت أن أسماء تعالى لا يجوز تسمية الخلق بها . فهل من أسماء الله تعالى مالا يجوز تسمية الخلق بها ؟ وهل يدخل ضمن هذا المنع الرحمن والقيوم وهل هناك أسماء أخرى لا يجوز وصف الخلق بها ؟

    ج4: تقدم في جواب السؤال الثاني والثالث بيان الضابط مع أمثلة لما يجوز تسمية المخلوق به من أسماء الله تعالى وما لا يجوز ، وبناء على ذلك لا يجوز تسمية المخلوق بالقيوم ، لأن القيوم هو المستغني بنفسه عن غيره ، المفتقر إليه كل ما سواه وذلك مختص بالله لا يشركه فيه غيره قال ابن القيم رحمه الله في النونية :

    هذا ومن أوصــافه القيــوم

    والقيوم في أوصـافه أمــران

    إحـداهما القيوم قام بنفســه

    والكـون قـام به هما الأمـران

    فالأول استغنـاؤه عن غيـره

    والفقـر من كل إليه الثــاني

    وكذا لا يسمى المخلوق –بالرحمن- لأنه بكثرة استعماله اسما لله صار علما بالغلبة عليه مختصا به كلفظ الجلالة فلا يجوز تسمية غيره .

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    الرئيـس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز - نائب رئيس اللجنة : عبد الرازق عفيفي - عضـو : عبد الله بن غديان
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "حول تأويل آيات الصفات" لفضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 21.08.08 10:03

    فتوى رقم 3862 وتاريخ 12/8/1401هـ

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :

    فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على السؤال المقدم من معالي وزير المعارف السعودية إلى سماحة الرئيس العام والمحال إليها برقم 818 في 3/5/1401هـ ونصه :

    (أحيل لسماحتكم استفسار إدارة الامتحانات في الوزارة رقم 2121 وتاريخ 7/4/1401هـ مع جدول لأسماء الله الحسنى بشأن استفسار حول اسم (الفضيل) هل هو من أسماء الله الحسنى ؟ وماذا يعمل مع من اسمه عبد الفضيل ، هل يعدل الاسم أم يبقى على حالته ؟ وحيث أن الاستفسار قد بدأ يتكرر من كثير من الجهات حول الأسماء الحسنى نتيجة لوجود عدد من المتعاقدين يحملون من الأسماء ما لا يقره الشرع مثل عبد النبي وعبد الإمام وعبد الزهراء وغيرها من الأسماء .آمل موافقتنا ببيان تحدد فيه الأسماء التي تجوز إضافة ((العبد)) إليها والتسمي بها خاصة وإن كثيراً من الكتب تشير إلى أن أسماء الله تعالى لا تنحصر في التسعة والتسعين اسماً بل إن الروايات تختلف حتى في تعداد هذه الأسماء التسعة والتسعين ويتجه بعض العلماء إلى أن أسماء الله فوق الحصر مستشهدين بالحديث (( اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك .. الحديث ))

    وأجابت بما يلي :

    أولاً : قال الله تعالى : )ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ، وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون(

    فاخبر سبحانه وتعالى عن نفسه بأنه اختص بالأسماء الحسنى المتضمنة لكمال صفاته ، ولعظمته وجلاله وأمر عباده أن يدعوه بها تسمية له بما سمى به نفسه ، وأن يدعوه بها تضرعاً وخفية في السراء والضراء ونهاهم عن الإلحاد فيها بجحدها أو إنكار معانيها أو بتسميته بما لم يسم به نفسه أو بتسمية غيره بما وتوعد من خالف ذلك بسوء العذاب . وقد سمى الله نفسه بأسماء في محكم كتابه ، وفيه أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من السنة الثابتة وليس من بينها اسم الفضيل وليس لأحد أن يسميه بذلك لأن أسماءه تعالى توقيفية فإنه سبحانه هو أعلم بما يليق بجلاله وغيره قاصر عن ذلك فمن سماه بغير ما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم فقد ألحد في أسمائه وانحرف عنه سواء السبيل وليس لأحد من خلقه أن يُعبد أحداً لغيره من عباده فلا تجوز التسمية بعبد الفضيل ، أو عبد النبي ، أو عبد الرسول ، أو عبد علي ، أو عبد الحسين ، أو عبد الزهراء ، أو غلام أحمد أو غلام مصطفى ، أو نحو ذلك من الأسماء التي فيها تعبيد مخلوق لمخلوق لما في ذلك من الغلو في الصالحين والوجهاء والتطاول على حق الله ولأنه ذريعة إلى الشرك والطغيان وقد حكى ابن حزم إجماع العلماء على تحريم التعبيد لغير الله وعلى هذا يجب أن يغير ما ذكر في السؤال من الأسماء وما شابهها .

    ثانياً : ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة) رواه البخاري ومسلم .

    وروى هذا الحديث الترمزي وابن ماجة وابن حبان والحاكم البيهقي وغيرهم وزادوا فيه تعيين الأسماء التسعة والتسعين مع اختلاف في تعيينها وللعلماء في ذلك مباحث :

    أ- منها – أن المراد بإحصائها معرفتها وفهم معانيها والإيمان بها والثقة بمقتضاها والاستسلام لما دلت عليه وليس المراد مجرد حفظ ألفاظها وسردها عداً .

    ب- ومنها المعول عليه عند العلماء أن تعيين التسعة والتسعين اسما مدرجاً في الحديث استخلصه بعض العلماء من القرآن فقط أو من القرآن والأحاديث الصحيحة وجعلوها بعد الحديث كتفسير له وتفصيل للعدد المجمل فيه وعملا بترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في إحصائها رجاء الفوز بدخول الجنة .

    ج- ومنها أنه ليس المقصود من الحديث حصر أسماء الله في تسعة وتسعين أسماء – لأن صيغته ليست من صيغ الحصر وإنما المقصود الأخبار عن خاصة من خواص تسعة وتسعين اسما من أسمائه تعالى وبيان عظم جزاء إحصائها ويؤيده ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحا)) .

    فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه استأثر بعلم بعض أسمائه فلم يطلع عليها أحداً من خلقه فكانت من الغيبيات التي لا يجوز لأحد أن يخوض فيها بحرص وتخمين لأن أسماءه تعالى توقيفية كما سيجيء إن شاء الله .

    د- ومنها أسماء الله توقيفية فلا يسمى سبحانه إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز أن يسمى باسم عن طريق القياس أو الاشتقاق من فعل ونحوه خلافاً للمعتزلة والكرامية فلا يجوز تسميته بناءً ولا ماكراً ولا مستهزئاً أخذاً من قوله تعالى : )والسماء بنيناها بأيد( وقوله : )ومكروا ومكر الله( )الله يستهزئ بهم( ولا يجوز تسميته زارعاً ، ولا ماهداً ولا فالقاً ، ولا منشئا ، ولا قابلاً ، ولا شديداً ، ونحو ذلك آخذاً من قوله تعالى : )ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ( وقوله : )فنعم الماهدون( وقوله )ءأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون( وقوله تعالى : )فالق الحب والنوى( وقوله )قابل التوبة شديد العقاب( لأنها لم تستعمل في هذه النصوص إلا مضافة وفي أخبار على غير طريق التسمي لا مطلقة فلا يجوز استعمالها إلا على الصفة التي وردت عليها في النصوص الشرعية .

    فيجب إلا يعبَّد في التسمية إلا لاسم من الأسماء التي سمى الله بها نفسه صريحاً في القرآن أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من الأحاديث كأسمائه التي في آخر سورة الحشر ، والمذكورة أول سورة الحديد ، والمنشورة في سورة أخرى من القرآن . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    الرئيـس : عبد العزيز بن عبد بن باز - نائب الرئيس : عبد الرازق عفيفي - عضو : عبد الله بن غديان - عضو : عبد الله بن قعود

    وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "حول تأويل آيات الصفات" لفضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 21.08.08 10:30

    الأدلة من القرآن والسنة على إثبات صفة العلو
    الأدلة من القرآن كثيرة جداً ومن ذلك :
    1- قولـه تعالى : (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ) [النحل : 50] .
    2- وقولـه: (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) [الأعلى : 1] .
    3- وقولـه : (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَال ِ) [الرعد : 9] .
    4- وقولـه : (وَهوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِه ِ) [الأنعام : 18] .
    5- وقولـه : (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) [البقرة : 255] .
    6- وقولـه : (أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ ) [الملك :16]
    7 - وقولـه : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطّيّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ ) [فاطر: 10]
    8 - وقولـه : (إن الله كان علياً كبيراً) [النساء:34]
    9 - وقولـه : (إنه علي حكيم) [الشورى:51]
    10 - وقولـه : (إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) [الليل:20]
    11 - وقولـه : (إني متوفيك ورافعك إلي) [آل عمران:55]
    12 - وقولـه : (تعرج الملائكة والروح إليه) [المعارج:4]
    13 - وقولـه : (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) [السجدة:5]
    التصريح بتنزيل الكتاب منه سبحانه فمن ذلك :
    14 - فمن ذلك قولـه : ( تنزيل الكتاب من الله العزيز االعليم ) [ غافر: 2 ]
    15 - وقولـه : ( تنزيل من الرحمن الرحيم) [ فصلت : 2 ]
    16 - وقولـه : ( تنزيل من حكيم حميد) [ فصلت : 42 ]
    التصريح بالاستواء على العرش فمن ذلك :
    17 - قولـه : (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ) [ يونس: 3 ]
    18 - وقولـه : (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش ) [ الرعد : 2 ]
    19 - وقولـه : ( الرحمن على العرش استوى ) [ طه : 5 ]
    إخباره عن فرعو أنه رام الصعود إلى السماء ليطّلع إلى إله موسى فيكذبه فيما أخبره من أنه سبحانه فوق السماوات.
    ( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب (36) أسباب السماوات فأطّلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) [ غافر ]
    والأدلة من السنة أيضاً كثيرة جداً منها :
    1- حـديث : ((ألا تأمنوني وأنا أمين مَن في السماء؟! )) . رواه : البخاري (4351) ، ومسلم (1064) .
    2- عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال : كانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَـلَ أحد و الجوانية ، فاطّـلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها ، و أنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون ، لكني صككتها صكّـة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظّم ذلك عليّ .
    قلت : يا رسول الله أفلا أعتقها ؟
    قال : ائتني بها .
    فأتيته بها فقال لها : أين الله ؟
    قالت : في السماء .
    قال : من أنا ؟
    قالت : أنت رسول الله .
    قال : أعتقها ، فإنها مؤمنة . رواه مسلم .
    3- حديث عروج النبي صلى الله عليه وسلم وفرض الصلاة .
    4- وعن أنس أن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات. وفي لفظ: كانت تقول: إن الله أنكحني في السماء. وفي لفظ أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: زوجنيك الرحمن من فوق عرشه.
    5 - عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليل , وملائكةٌ بالنهار , ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر . ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو اعلمُ بهم فيقول : كيف تركتم عبادي فيقولون : تركناهم وهم يصلون , وأتيناهم وهم يصلون )) . أخرجه البخاري
    6 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب, لا يصعد إلى الله إلا الطيب .....) الحديث أخرجه البخاري ومسلم
    7 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لما قضى الله الخلق كتب في كتابه, فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي) رواه البخاري
    8 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها, فتأبي عليه, إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها, حتى يرضى عنها ) رواه مسلم

    9 - وعن المقداد رضي الله عنه ـ في حديثه الطويل ـ قال :
    فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء ... فقال : ( اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني)رواه مسلم

    10 - إخباره أنه ت
    ردد بين موسى عليه السلام وبين ربه جل وعلا ليلة المعراج بسبب الصلاة فيصعد إلى ربه ثم يعود إلى موسى عليه السلام عدة مرات وهذا الحديث معروف أخرجه البخاري ومسلم

    11 - عن عبدالله بن السئب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر, فقال : (إنها ساعة تفتح فيها أبوا السماء وأحب أن
    يصعد لي فيها عمل صالح)كما في الترمذي والحديث صحيح
    12 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور كما تصوم شعبان؟ قال ( ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ......) الحديث رواه النسائي
    13 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
    أخرجه أبو داود والترمذي وصححه. قال العلامة الأباني: وصححه غيره أيضاً، وإنما هو حديث صحيح لغيره كما بينته في (الأحاديث الصحيحة)922.
    وللصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم آثار كثيرة عن عُلُوِ الله وفوقِيَّتِه ، جمعها الذهبي في ((العُلُو)) وحققه واختصره الألباني -رحمه الله- ، وابن قدامة في ((اثبات صفة العُلُو)) حققه بدر البدر ، وذكر كثيراً منها أسامة القصاص رحمه الله في كتابه ((إثبات عُلُو الله على خلقه والرد على المخالفين)) ؛ فراجعه ؛ فإنه عظيم الفائدة، ولموسى الدويش كتاب ((عُلُوُ الله على خلقه)) نافعٌ جداً فراجعه إن شئت.

    منقول
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "حول تأويل آيات الصفات" لفضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 21.08.08 10:34

    أحد عشر إجماعا في إثبات علو الله على خلقه
    أولا: الإمام الأوزاعي ت 157 هـ
    قال: "
    كنا والتابعون متوافرون نقول:ان الله عز وجل فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته"
    انظر:مختصر العلو للذهبي 137 والأسماء والصفات للبيهقي ، وفتح الباري 13/417
    -----------------
    ثانيا:
    الإمام قتيبة بن سعيد (150-240) هـ
    قال: "
    هذا قول الائمة في الإسلام والسنة والجماعة:
    نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه ، كما قال جل جلاله:الرحمن على العرش استوى
    ".
    قال الذهبي: فهذا قتيبة في إمامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة ،وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد ، والكبار وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه.
    انظر:مختصر العلو 187 ، درء تعارض العقل والنقل 6/260 ، بيان تلبيس الجهمية 2/37
    -----------------
    ثالثا:ا
    لإمام المحدث : زكريا الساجي ت 307 هـ
    قال: "
    القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم أن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء ". انتهى
    قال الذهبي: وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها وعنه اخذ أبو الحسن الاشعري علم الحديث ومقالات أهل السنة.
    مختصر العلو 223 ، اجتماع الجيوش الاسلامية لابن القيم 245
    -----------------
    رابعا:ا
    لإمام ابن بطة العكبري شيخ الحنابلة ( 304-387) هـ
    قال في كتابه الإبانة عن شريعة الفرقة والناجية:
    "
    باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه
    أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه , ولا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا : إن الله ذاته لا يخلو منه مكان
    ". انتهى
    انظر الإبانة 3/ 136
    قال الذهبي: كان ابن بطة من كبار الأئمة ذا زهد وفقه وسنة واتباع . مختصر العلو 252
    -----------------
    خامسا:ا
    لإمام أبو عمر الطلمنكي الأندلسي (339-429) هـ
    قال في كتابه: الوصول إلى معرفة الأصول:
    "
    أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله : وهو معكم أينما كنتم . ونحو ذلك من القرآن : أنه علمه ، وأن الله تعالى فوق السموات بذاتـه مستو على عرشه كيف شاء
    وقال:
    قال أهل السنة في قوله :الرحمن على العرش استوى:إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.". انتهى
    قال الذهبي: كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس
    درء التعارض 6/250 ، الفتاوى 5/189 ، بيان تلبيس الجهمية 2/38 ، مختصر العلو 264
    -----------------
    سادسا:
    شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني ( 372-449) هـ
    قال:
    ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق كتابه وعلماء الأمة واعيان الأئمة من السلف ، لم يختلفوا أن الله على عرشه وعرشه فوق سمواته ". انتهى.
    قال الذهبي: كان شيخ الإسلام الصابوني فقيها محدثا وصوفيا واعظا كان شيخ نيسابور في زمانه له تصانيف حسنة.
    -----------------
    سابعا:
    الإمام أبو نصر السجزي ت 444 هـ
    قال في كتابه الإبانة: "
    فأئمتنا كسفيان الثوري ومالك وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض واحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي متفقـون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وأن علمه بكل مكان وأنه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش وأنه ينزل إلى سماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه براء ". انتهى
    انظر: درء التعارض 6/250 ونقل الذهبي كلامه هذا في السير 17/ 656
    وقال الذهبي عنه: الإمام العلم الحافظ المجود شيخ السنة أبو نصر .. شيخ الحرم ومصنف الإبانة الكبرى .
    -----------------
    ثامنا:
    الحافظ أبو نعيم صاحب الحلية (336-430) هـ
    قال في كتاب الاعتقاد له:
    "
    طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، ومما اعتقدوه:
    أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة ، لا يزول ولا يحول …. وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا: كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة… وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه
    ". انتهى.
    قال الذهبي: " فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ولله الحمد ، وكان حافظ العجم في زمانه بلا نزاع … ذكره ابن عساكر الحافظ في أصحاب أبى الحسن الاشعري".
    درء التعارض 6/261 ، الفتاوى 5/ 190 ، بيان تلبيس الجهمية 2/ 40 مختصر العلو 261
    -----------------
    تاسعا:
    الإمام أبو زرعة الرازي 264 هـ والإمام أبو حاتم ت 277 هـ
    قال ابن أبى حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك ؟
    فقالا:
    أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان مذهبهم:
    الإيمان قول وعمل يزيد وينقص …. وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)

    قال: وسمعت أبى يقول :
    علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر
    وعلامة الزنادقة : تسميتهم أهل السنة حشوية ، يريدون إبطال الأثر
    وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة
    وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة . انتهى

    شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي ت 418 هـ ا/ 197-204
    -----------------
    عاشرا:
    الإمام ابن عبد البر ت 463 هـ
    قال في التمهيد بعد ذكر حديث النزول:
    وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على عرشه من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم إن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش" .
    ثم ذكر الأدلة على ذلك ومنها قوله:
    "
    ومن الحجة أيضا في انه عز وجل فوق السموات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى ، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى اكثر من حكايته لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم".
    وقال أيضا: "
    أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة ، والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز ، إلا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ، ويزعمون أن من أقر بها مشبه ، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود ، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمد لله ".
    ومما احتج به أيضا حديث الجارية ، كما أجاب عن قولهم استوى : استولى بتفصيل رائع
    انظر فتح البر بترتيب التمهيد 2/ 7 –48
    -----------------
    الحادي عشر:
    الإمام ابن خزيمة صاحب الصحيح ت 311 هـ
    قال:
    من لم يقل بأن الله فوق سمواته وأنه على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم القي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة ولا أهل الذمة
    انظر درء التعارض 6/ 264
    قال عنه الذهبي في السير: 14/ 365
    "الحافظ الحجة الفقيه شيخ الإسلام إمام الأئمة ".
    ونقل عنه قوله : "
    من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى، فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم ، وكان ماله فيئا ". انتهى .

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "حول تأويل آيات الصفات" لفضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 21.08.08 10:36

    حكم من نفى صفة العلو
    (( وكذلك أفتى الإمام أحمد بن حنبل بكفر جهم بن صفوان ومن شايعه ممن نفوا صفة العلو عن الله تبارك وتعالى وكتب رسالته المشهورة (الرد على الزنادقة) فسمى الذين نفوا صفة العلو بأنهم زنادقة. وأما الإمام أبوحنيفة رحمه الله فقد كان أشد من هؤلاء جميعاً في تكفير من نفى صفة لله عز وجل. يقول صاحب شرح العقيدة الطحاوية روى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق بسنده إلى مطيع البلخي أنه سأل أبا حنيفة عمن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؟ فقال: قد كفر لأن الله يقول {الرحمن على العرش استوى} وعرشه فوق سبع سماوات.
    قلت فإن قال: إنه على العرش ولكن يقول: لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال هو كافر لأنه أنكر أنه في السماء فمن أنكر أنه في السماء فقد كفر (شرح الطحاوية من 322، 323). ))
    الشبكة السلفية / الشيخ عبدالرحمن بن عبد الخالق

    --------------------------

    سئل شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن تيمية رحمه الله:

    عَنْ رجلين اختلفا فِي الاعتقاد. فقال أحدهما: من لاَ يعتقد أنّ الله سُبْحَانَهُ وتعالى فِي السّمَاء فَهُوَ ضال. وقال الآخر: إنّ الله سُبْحَانَهُ لاَ ينحصر فِي مكان، وهما شافعيان فبينوا لَنَا مَا نتبع من عقيدة الشّافعي رضي الله عنه، وَمَا الصّواب فِي ذلك؟


    الجواب: الحمد لله، اعتقاد الشافعي رضي الله عَنْهُ واعتقاد "سلف الإسلام" كمالك، والثوري،والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وَهُوَ اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم. فإنّه لَيْسَ بَيْنَ هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع فِي أصول الدين.

    وكذلك أبو حنيفة رحمة الله عَلَيهِ، فإنّ الاعتقاد الثابت عَنْهُ فِي التوحيد والقدر ونحو ذَلِكَ موافق لاعتقاد هؤلاء، واعتقاد هؤلاء هُوَ مَا كَانَ عَلَيهِ الصّحابة والتّابعون لهم بإحسان، وَهُوَ مَا نطق بِهِ الكتاب والسنة.

    قَالَ الشافعي فِي أوّل خطبة "الرّسالة": الحمد لله الَّذِي هُوَ كَمَا وصف بِهِ نفسه، وفوق مَا يصفه بِهِ خلقه. فبيّن رحمه الله- أنّ الله موصوف بِمَا وصف بِهِ نفسه فِي كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

    وكذلك قَالَ أحمد بن حنبل: لاَ يوصف الله إِلاَّ بِمَا وصف بِهِ نفسه، أَوْ وصفه بِهِ رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف وَلاَ تعطيل، ومن غير تكييف وَلاَ تمثيل، بل يثبتون لَهُ مَا اثبته لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ويعلمون أَنَّهُ (( لَيْسَ كمثله شيء وَهُوَ السميع البصير ))لاَ فِي صفاته، وَلاَ فِي ذاته، وَلاَ فِي أفعاله.

    إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات والأرض وَمَا بينهما فِي ستة أيّام ثُمَّ استوى عَلَى العرش؛ وَهُوَ الَّذِي كلّم موسى تكليماً؛ وتجلّى للجبل فجعله دكاً؛ وَلاَ يمثاله شيء من الأشياء فِي شيء من صفاته، فليس كعلمه علم أحد، وَلاَ كقدرته قدرة أحد، وَلاَ كرحمته رحمة أحد، وَلاَ كاستوائه استواء أحد، وَلاَ كسمعه وبصره سمع أحد وَلاَ بصره، وَلاَ كتكليمه تكليم أحد، وَلاَ كتجليه تجلي أحد . .
    موقع السراج المنير / [ مجموع الفتاوى (5/256-261) ]
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "حول تأويل آيات الصفات" لفضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 21.08.08 10:38

    إجابة عن سؤال حول علو الله تعالى
    من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم محمد ابن أحمد سندي ، وفقه الله ، وزاده من العلم والإيمان . آمين / سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ،
    كتابكم المطول المؤرخ بدون وصل وصلكم الله بهداه ،
    وما تضمنه من الأمور الآتية :

    1- قولك في صدر الكتاب : ( الله منزه عن الجهة ولا يحيط به مكان ) .

    2- قولك : ( لفت نظري واسترعى انتباهي وأنا أتصفح كتاب ( صراع بين الحق والباطل ) للأستاذ سعد صادق ، ثم ذكرت ما احتج به على علو الله من الآيات والأحاديث . . . إلى أن قلت ولست أدري ما الذي يجنيه ذلك المؤلف وأمثاله من هذا الاعتقاد الذي يكون في الغالب مثارا للفتن والاضطرابات وتفريق الصفوف . . . إلى أن قلت : وخاصة وأن العامة يتمسكون بما في هذا الكتاب ، ويعتقدون بأن الله موجود في السماء ) إلخ ، ثم ذكرت في آخر هذا الكتاب أنك نقلت كلام الرازي والقرطبي والصاوي للإحاطة ولعلي أرد عليها .


    والذي يظهر لي من كتابك هذا أنك لست متبصرا في أمر العقيدة في باب الأسماء والصفات ، وأنك في حاجة إلى بحث خاص وعناية بما يوضح لك العقيدة الصحيحة ، وعليه ف
    اعلم بارك الله فيك أن أهل السنة والجماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان مجمعون على أن الله في السماء ، وأنه فوق العرش ، وأن الأيدي ترفع إليه سبحانه كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث الصحيحة ، كما أجمعوا أنه سبحانه غني عن العرش وعن غيره ، وأن جميع المخلوقات كلها فقيرة إليه ، كما أجمعوا أنه سبحانه في جهة العلو فوق العرش ، وفوق جميع المخلوقات ، وليس في داخل السموات - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - بل هو سبحانه وتعالى فوق جميع المخلوقات ،

    وقد استوى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته ولا يشابه خلقه في ذلك ولا في شيء من صفاته ، كما قال الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن الاستواء ، قال : ( الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) يعني عن كيفية الاستواء ، وهكذا قال أهل السنة في جميع الصفات مثل قول مالك المعاني معلومة على حسب ما تقتضيه اللغة العربية التي خاطب الله بها العباد ، والكيف مجهول وتلك المعاني معان كاملة ثابتة موصوف بها ربنا سبحانه لا يشابه فيها خلقه ، والكلام في هذا يحتاج إلى مزيد بسط ، وسنفعل ذلك إن شاء الله بعد وصولنا إلى المدينة ، ونقرأ عليك كتابك ، وننبهك على ما فيه من أخطاء ، ونوصيك بتدبر القرآن الكريم والإيمان بأن جميع ما دل عليه حق لائق بالله سبحانه فيما يتعلق بباب الأسماء والصفات ، .

    كما أن جميع ما دل عليه حق في جميع الأبواب الأخرى ، ولا يجوز تأويل الصفات ، ولا صرفها عن ظاهرها اللائق بالله ، ولا تفويضها ، بل هذا كله من اعتقاد أهل البدع ، أما أهل السنة والجماعة فلا يؤولون آيات الصفات وأحاديثها ولا يصرفونها عن ظاهرها ولا يفوضونها ، بل يعتقدون أن جميع ما دلت عليه من المعنى كله حق ثابت لله لائق به سبحانه لا يشابه فيه خلقه ، كما قال سبحانه : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا وقال سبحانه : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فنفى عن نفسه مماثلة الخلق وأثبت لنفسه السمع والبصر على الوجه اللائق به وهكذا بقية الصفات .

    ونوصيك أيضا بمطالعة جواب شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل حماة ، وجوابه لأهل تدمر ، ففي الجوابين خير عظيم وتفصيل لكلام أهل السنة ونقل لبعض كلامهم ولا سيما الحموية ، كما أن فيهما الرد الكافي على أهل البدع .

    ونوصيك أيضا بمطالعة ( القصيدة النونية ) و ( مختصر الصواعق المرسلة ) وكلاهما للعلامة ابن القيم رحمه الله ، وفيهما من البيان والإيضاح لأقوال أهل السنة ، والرد على أهل البدع ما لعلك لا تجده في غيرهما ، مع التحقيق والعناية بإيضاح الأدلة من الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة .

    والله المسئول أن يوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل الصالح ، وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يعيذنا جميعا من زيغ القلوب ومضلات الفتن إنه سميع قريب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    http://www.ibnbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=790

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:51