خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    طاعة العلماء في المعروف

    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية طاعة العلماء في المعروف

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 7:48

    طاعة العلماء في المعروف.




    أقول
    تقدم معنا مبحث محبة العلماء، ولما كان هناك تلازم وثيق بين المحبة والطاعة
    بل أن من ثمرة المحبة الطاعة كما هو مقرر في قوله تعالى :
    "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني"
    سورة"آل عمران"الآية(31)
    أردفناه به .


    قال الله تعالى
    "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"
    سورة "النساء" الآية (59)

    قال ابن عباسرضي الله عنهما:
    "يعني أهل الدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني دينهم
    ويأمرونهم بالمعروف، وينهونهم عن المنكر،
    فأوجب الله سبحانه طاعتهم على عباد"
    رواه الحاكم في "المستدرك"(1/123) واللالكائي(1/73) والنقل عن"الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام"ص(170)

    وفي قوله تعالى :
    "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
    سورة"النحل"الآية(43)
    أمرهم بالرجوع إليهم وسؤالهم المؤدي إلى طاعتهم، وإلا فما الفائدة من سؤالهم .


    قال العلامة ابن القيمرحمه الله تعالى-
    في بيانه لوصية علي بن أبي طالبرضي الله تعالى عنه-لكميل بن زياد النخعيرحمه الله تعالى:
    "قوله "العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد مماته"
    يكسبه ذاك أي يجعله كسباً له، ويورثه إياه...
    والمقصود
    أن قوله العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، أي يجعله مطاعاً
    لأن الحاجة إلى العلم عامة لكل أحد، للملوك فمن دونهم،
    فكل أحد محتاج إلى طاعة العالم، فإنه يأمر بطاعة الله ورسوله فيجب على الخلق طاعته
    قال تعالى:
    "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"
    سورة"النساء"الآية(59)
    وفسر أولى الأمر: بالعلماء .

    قال ابن عباس-رضي الله تعالى عنهما:
    "هم الفقهاء والعلماء أهل الدين الذين يعلمون الناس دينهم أوجب الله تعالى طاعتهم"
    وهذا قول مجاهد والحسن والضحاك وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد .

    وفسروا بالأمراء: وهو قول ابن زيد وإحدى الروايتين عن ابن عباس وأحمد .

    والآية تتناولها جميعاً
    فطاعة ولاة الأمر واجبة إذا أمروا بطاعة الله ورسوله
    وطاعة العلماء كذلك.
    فالعالم بما جاء به الرسولصلى الله تعالى عليه وآله وسلم-العامل به أطوع في أهل الأرض من كل أحد
    فإذا مات أحيا الله ذكره، ونشر له في العالمين أحسن الثناء"
    "مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/435)

    وعن سفيان ( هو : ابن عيينة )رحمه الله تعالى- قال :
    "بكى ربيعة يوماً. فقيل ما يبكيك ؟
    قال : رياء حاضر وشهوة خفية، والناس عند علمائهم كصبيان في حجور أمهاتهم
    إن أمروهم ائتمروا، وإن نهوهم انتهوا"
    "سير أعلام النبلاء" للحافظ شمس الدين الذهبي (6/90)

    قال القرطبي رحمه الله تعالى- عند قوله تعالى :
    " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول"
    سورة "النساء" الآية (59)
    فأمر تعالى برد المتنازع فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-
    وليس لغير العلماء معرفة كيفية الرد إلى الكتاب والسنة
    ويدل ذلك على صحة كون سؤال العلماء واجباً، وامتثال فتواهم لازماً "
    "الجامع لأحكام القرآن" للإمام القرطبي (5/260)

    وقال رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم :
    " إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضاً، بل يصدق بعضه بعضا
    فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردود إلى عالمه"
    رواه الإمام أحمد في"مسنده"(2/181) وصححه العلامة الألباني في شرح العقيدة الطحاوية"ص(585) حاشية




    نقلا عن كتاب
    "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية الدعاء للعلماء من حقوقهم

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 7:52




    [b][size=21]الدعاء للعلماء من حقوقهم






    قال الله تعالى:


    "والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا "


    سورة"الحشر"الآية(10)





    وقال العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى:


    "في قوله تعالى "إنا نحن نحي ونميت ونكتب ما قدموا وآثارهم"


    سورة "يس" الآية (12)


    فـ (ما قدموا) ما باشروا عمله


    و (آثارهم) ما ترتب على أعمالهم من المصالح والمنافع أو ضدها في حياتهم وبعد مماتهم"


    "الفتاوى السعدية" ص (450-451) وينظر تفسيره أيضاً (6/336)





    وفي "صحيح البخاري" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما-قال:


    قال رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:


    "من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه


    ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى يعلم أن قد كافأتموه"


    رواه البخاري في"الأدب المفرد" رقم (216)و"صحيح الأدب المفرد"ص (98)رقم(158)





    في "المجموع" قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:


    "ويبدأ درسه بالحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-


    والدعاء للعلماء ومشايخه ووالديه وسائر المسلمين"


    " المجموع شرح المهذب" للإمام النووي (1/38)





    قال العلامة ابن جماعة الكنانيرحمه الله تعالى:


    "وينبغي أن يدعو له مدة حياته، ويرعى ذريته وأقاربه وأولاده بعد وفاته


    ويتعمد زيارة قبره، والاستغفار له، والصدقة عنه


    ويسلك في السمت والهدى مسلكه، ويراعي في العلم والدين علوته


    ويقتدي بحركاته وسكناته في عاداته وعباداته، ويتأدب بآدابه، ولا يدع الاقتداء به"


    "تذكرة السامع والمتكلم" لابن جماعة ص (139)





    وقال العلامة ابن سعديرحمه الله تعالى:


    "وينبغي للمتعلم أن يحسن الأدب مع معلمه، ويحمد الله إذ يسّر الله له من يعلمه من جهله


    ويحييه من موته، ويوقظه من سنته


    وينتهز الفرصة كل وقت في الأخذ عنه، ويكثر الدعاء له حاضراً وغائباً"


    "الفتاوى السعدية" للشيخ عبد الرحمن السعدي ص (101-102)





    قال العلامة ابن جماعة رحمه الله تعالى:


    "وأما الدعاء الصالح له،


    فالمعتاد المستقر على ألسنة أهل العلم والحديث قاطبة من الدعاء لمشايخهم وأئمتهم


    وبعض أهل العلم يدعون لكل من يذكر عنه شيء من العلم


    وربما قرأ بعضهم الحديث بسنده فيدعو لجميع رجال السند


    فسبحان من اختص من شاء من عباده بما شاء من جزيل عطائه"


    "تذكرة السامع والمتكلم" ص (104-105)








    المثل التطبيقي :





    قال العلامة ابن الجوزي رحمه الله تعالى :


    "وقد كان أبو الدرداء يدعوا كل ليلة لجماعة من إخوانه"


    "صيد الخاطر" لأبي الفرج ابن الجوزي ص (17-18)





    قال القاضي أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة-رحمهما الله تعالى:


    "إني لأدعو لأبي حنيفة قبل أبواي


    ولقد سمعت أبا حنيفة يقول: إني لأدعو لحماد مع أبواي"


    "العلم : فضله-أسباب تحصيله- آداب طلابه"لعبد الواحد بن عبد الله المهيدب ص (49)


    بل قال الإمام أبو حنيفة نفسه رحمه الله تعالى:


    "وإني لأستغفر لمن تعلمت منه أو علمني علماً"


    "مناقب الإمام أبي حنيفة" للخوارزمي (2/7) والنقل عن"الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام"ص (195)





    قال يحي بن سعيد رحمه الله تعالى:


    "إني لأدعو للشافعي في كل صلاتي، يعني لما فتح الله عليه من العلم، ووفقه للسداد فيه"


    "مناقب الإمام الشافعي"لابن الأثير ص(122)





    ما ذكره عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله-قال:


    قلت لأبي: أي رجل كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟!!


    فقال : يا بني كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للبدن


    فهل لهذين من خلف، أو عنهما من عوض"


    "سير أعلام النبلاء" (10/45)





    وقال الإمام أحمد لولد الشافعيرحمهما الله تعالى:


    " أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر"


    "صيد الخاطر" لأبي الفرج ابن الجوزي ص (17-18)





    قال المروذي رحمه الله تعالى:


    "قدم رجل من طرطوس([b][1]) فقال: كنا في بلاد الروم في الغزو إذ هدأ الليل[/b]


    رفعوا أصواتهم بالدعاء :" ادعوا لأبي عبد الله" يعني : الإمام أحمد- رحمه الله تعالى"


    "سير أعلام النبلاء" للحافظ مؤرخ الإسلام شمس الدين الذهبي (11/210)





    كتب أبو زرعة الرازي إلى عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني رحمهما الله تعالى:


    " واعلم رحمك الله تعالى-إني ما أكاد أنساك في الدعاء لك ليلي ونهاري


    أن يمتع المسلمين بطول بقائك، فإنه لا يزال الناس بخير ما بقي يعرف العلم وحقه من باطله


    ولولا ذلك لذهب العلم وصار الناس إلى الجهل"


    "أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية"(1/216) دراسة وتحقيق/ سعدي الهاشمي،


    والنقل عن"مناهج العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لفاروق عبد المجيد السامري ص (195)





    قال إسحاق بن راهويه رحمه الله تعالى:


    "قلً ليلة إلا وأنا أدعو فيها لمن كتب عنا، ولمن كتبنا عنه"


    "فتح المغيث"(2/301) والنقل عن"الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام"ص(195)





    قال العلامة ابن الجوزي رحمه الله تعالى :


    "وإنما كان بعضهم يدعوا لبعض، ويستفيد منه؛ لأنهم ركب تصاحبوا فتوادّوا،


    والليالي مراحلهم إلى سفر الجنة"


    "صيد الخاطر" لأبي الفرج ابن الجوزي ص (17-18)





    وقد كثر الدعاء في مجالسهم كما تقدم





    وأيضاً لم تخلو مؤلفاتهم من بيان هذا الأصل فأنت ترى صنيع الأمام :





    أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني-رحمه الله تعالى-


    حين صدّر رسالته في اعتقاد أهل السنة وأصحاب الحديث والأئمة قال:


    "إن أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة حفظ الله أحياءهم ورحم موتاهم...ثم ساق عقيدته"


    "الرسالة في اعتقاد أهل السنة وأصحاب الحديث والأئمة" للإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ص(26)





    قلت :


    ورث ذلك الخلق الدمث من الإقرار بالفضل لأهله سلفنا الصالح


    فقاموا به أحسن قيام، وتوارثته الأجيال الخيرة عنهم جيلاً بعد جيل





    وفي زماننا كم من نجيب أعرفه يدعو في سجوده لمعلميه





    وبالنظر-دوماً لما ورد عن سلفنا الصالح نرى الأنموذج الأمثل للاتباع، والمثل العليا في التطبيق


    فاحرص- يرحمك الله تعالى- على اتباعهم، واشدد عليه يديك وجنانك .





    [/size]
    [/b]

    نقلا عن كتاب
    "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."




    ([1]) بلد بالشام مشرفة على البحر قرب المرقب وعكا. نسبوا إليها أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الخواص المقرئ الطرطوسي روى عن يونس بن عبد الأعلى روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن يونس بن عبدون النسوي. انظر"معجم البلدان" لشهاب الدين ياقوت الحموي الرومي البغدادي (3/5/257)

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 16:15