طاعة العلماء في المعروف.
أقول
تقدم معنا مبحث محبة العلماء، ولما كان هناك تلازم وثيق بين المحبة والطاعة
بل أن من ثمرة المحبة الطاعة كما هو مقرر في قوله تعالى :
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني"
سورة"آل عمران"الآية(31)
أردفناه به .
قال الله تعالى
"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"
سورة "النساء" الآية (59)
قال ابن عباس–رضي الله عنهما:
"يعني أهل الدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني دينهم
ويأمرونهم بالمعروف، وينهونهم عن المنكر،
فأوجب الله سبحانه طاعتهم على عباد"
رواه الحاكم في "المستدرك"(1/123) واللالكائي(1/73) والنقل عن"الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام"ص(170)
وفي قوله تعالى :
"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
سورة"النحل"الآية(43)
أمرهم بالرجوع إليهم وسؤالهم المؤدي إلى طاعتهم، وإلا فما الفائدة من سؤالهم .
قال العلامة ابن القيم–رحمه الله تعالى-
في بيانه لوصية علي بن أبي طالب–رضي الله تعالى عنه-لكميل بن زياد النخعي–رحمه الله تعالى:
"قوله "العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد مماته"
يكسبه ذاك أي يجعله كسباً له، ويورثه إياه...
والمقصود
أن قوله العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، أي يجعله مطاعاً
لأن الحاجة إلى العلم عامة لكل أحد، للملوك فمن دونهم،
فكل أحد محتاج إلى طاعة العالم، فإنه يأمر بطاعة الله ورسوله فيجب على الخلق طاعته
قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"
سورة"النساء"الآية(59)
وفسر أولى الأمر: بالعلماء .
قال ابن عباس-رضي الله تعالى عنهما:
"هم الفقهاء والعلماء أهل الدين الذين يعلمون الناس دينهم أوجب الله تعالى طاعتهم"
وهذا قول مجاهد والحسن والضحاك وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد .
وفسروا بالأمراء: وهو قول ابن زيد وإحدى الروايتين عن ابن عباس وأحمد .
والآية تتناولها جميعاً
فطاعة ولاة الأمر واجبة إذا أمروا بطاعة الله ورسوله
وطاعة العلماء كذلك.
فالعالم بما جاء به الرسول–صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-العامل به أطوع في أهل الأرض من كل أحد
فإذا مات أحيا الله ذكره، ونشر له في العالمين أحسن الثناء"
"مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/435)
وعن سفيان ( هو : ابن عيينة )–رحمه الله تعالى- قال :
"بكى ربيعة يوماً. فقيل ما يبكيك ؟
قال : رياء حاضر وشهوة خفية، والناس عند علمائهم كصبيان في حجور أمهاتهم
إن أمروهم ائتمروا، وإن نهوهم انتهوا"
"سير أعلام النبلاء" للحافظ شمس الدين الذهبي (6/90)
قال القرطبي –رحمه الله تعالى- عند قوله تعالى :
" فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول"
سورة "النساء" الآية (59)
فأمر تعالى برد المتنازع فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله– صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-
وليس لغير العلماء معرفة كيفية الرد إلى الكتاب والسنة
ويدل ذلك على صحة كون سؤال العلماء واجباً، وامتثال فتواهم لازماً "
"الجامع لأحكام القرآن" للإمام القرطبي (5/260)
وقال رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم :
" إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضاً، بل يصدق بعضه بعضا
فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردود إلى عالمه"
رواه الإمام أحمد في"مسنده"(2/181) وصححه العلامة الألباني في شرح العقيدة الطحاوية"ص(585) حاشية
نقلا عن كتاب
"بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."
أقول
تقدم معنا مبحث محبة العلماء، ولما كان هناك تلازم وثيق بين المحبة والطاعة
بل أن من ثمرة المحبة الطاعة كما هو مقرر في قوله تعالى :
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني"
سورة"آل عمران"الآية(31)
أردفناه به .
قال الله تعالى
"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"
سورة "النساء" الآية (59)
قال ابن عباس–رضي الله عنهما:
"يعني أهل الدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني دينهم
ويأمرونهم بالمعروف، وينهونهم عن المنكر،
فأوجب الله سبحانه طاعتهم على عباد"
رواه الحاكم في "المستدرك"(1/123) واللالكائي(1/73) والنقل عن"الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام"ص(170)
وفي قوله تعالى :
"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
سورة"النحل"الآية(43)
أمرهم بالرجوع إليهم وسؤالهم المؤدي إلى طاعتهم، وإلا فما الفائدة من سؤالهم .
قال العلامة ابن القيم–رحمه الله تعالى-
في بيانه لوصية علي بن أبي طالب–رضي الله تعالى عنه-لكميل بن زياد النخعي–رحمه الله تعالى:
"قوله "العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد مماته"
يكسبه ذاك أي يجعله كسباً له، ويورثه إياه...
والمقصود
أن قوله العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، أي يجعله مطاعاً
لأن الحاجة إلى العلم عامة لكل أحد، للملوك فمن دونهم،
فكل أحد محتاج إلى طاعة العالم، فإنه يأمر بطاعة الله ورسوله فيجب على الخلق طاعته
قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"
سورة"النساء"الآية(59)
وفسر أولى الأمر: بالعلماء .
قال ابن عباس-رضي الله تعالى عنهما:
"هم الفقهاء والعلماء أهل الدين الذين يعلمون الناس دينهم أوجب الله تعالى طاعتهم"
وهذا قول مجاهد والحسن والضحاك وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد .
وفسروا بالأمراء: وهو قول ابن زيد وإحدى الروايتين عن ابن عباس وأحمد .
والآية تتناولها جميعاً
فطاعة ولاة الأمر واجبة إذا أمروا بطاعة الله ورسوله
وطاعة العلماء كذلك.
فالعالم بما جاء به الرسول–صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-العامل به أطوع في أهل الأرض من كل أحد
فإذا مات أحيا الله ذكره، ونشر له في العالمين أحسن الثناء"
"مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/435)
وعن سفيان ( هو : ابن عيينة )–رحمه الله تعالى- قال :
"بكى ربيعة يوماً. فقيل ما يبكيك ؟
قال : رياء حاضر وشهوة خفية، والناس عند علمائهم كصبيان في حجور أمهاتهم
إن أمروهم ائتمروا، وإن نهوهم انتهوا"
"سير أعلام النبلاء" للحافظ شمس الدين الذهبي (6/90)
قال القرطبي –رحمه الله تعالى- عند قوله تعالى :
" فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول"
سورة "النساء" الآية (59)
فأمر تعالى برد المتنازع فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله– صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-
وليس لغير العلماء معرفة كيفية الرد إلى الكتاب والسنة
ويدل ذلك على صحة كون سؤال العلماء واجباً، وامتثال فتواهم لازماً "
"الجامع لأحكام القرآن" للإمام القرطبي (5/260)
وقال رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم :
" إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضاً، بل يصدق بعضه بعضا
فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردود إلى عالمه"
رواه الإمام أحمد في"مسنده"(2/181) وصححه العلامة الألباني في شرح العقيدة الطحاوية"ص(585) حاشية
نقلا عن كتاب
"بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."