مبتدع دعوى: الإسلام اليوم بين الجهر بالسوء والشعوذة
قال عالم المدينة النبوية الشيخ عبد المحسن العباد (رئيس الجامعة الإسلامية
حتى طلب التفرّغ للتدريس): هذه التسمية عجيبة غريبة، فإن الإسلام [الحق]
هو الإسلام اليوم وبالأمس وغداً ولا يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة،
ولاشك أن الحق والهدى - في كل زمان ومكان - فيما كان عليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه، قال الإمام مالك رحمه الله: لا يصلح آخر هذه
الأمة إلا ما أصلح أولها) تنبيهات في الحج على الكتابة المسماة (افعل ولا
حرج) ص 4 ط 1 عام 1428.
والشعوذة في اللغة: (ما يريك الشيء بغير ما ما عليه أصله). (القاموس المحيط). وقال الله تعالى: {وَمَنْ
يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء: 115]. (وبين ابن كثير رحمه الله في تفسيره أن (اتباع غير سبيل المؤمنين) ملازم (لمشاقّة الرسول) وأن معنى {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى}
(جازيناه [على سلوك طريقه المبتدع] بأن نحسنها في صدره ونزينها له
استدراجاً له). وخير المؤمنين: الخلفاء ثم الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم
في القرون الخيّرة، "ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون
ويفعلون ما لا يؤمرون؛ فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو
مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" من
رواية ابن مسعود في صحيح مسلم.
ومبتدع دعوي (الإسلام اليوم) ومؤسسها وكبير القائمين على موقعها ومؤسّستها
ومجلّتها، ورائد ميلها عن الفقه في الدين إلى الفكر: (عن فقه أئمة القرون
الخيرة إلى فكر سيد قطب الجاهل بشرع الله) تجاوز الله عنهم وكفى الإسلام
والمسلمين شرهم؛ مرت حركته غير الموفقة بطورين؛ وإليك بيان حاله من مقاله:
أولاً: (طوْر الجهر بالسّوء من القول) خروجاً بذلك على ولاة الأمر (أمراء وعلماء)
في خير بلد على وجه الأرض ضمّ أقدس البقاع: المسجد الحرام والمسجد النبوي،
وولى الله عليه خير دولة أُخرجت للناس بعد القرون الخيّرة؛ أسست من أول
يوم على تجديد الدين والدعوة إليه بالعودة بهما إلى ما كان عليه النبي صلى
الله عليه وسلم وأصحابه، فنشرت التوحيد والسنة، وحاربت الشرك والبدع،
وهُدمَت أوثان المقامات والمزارات والمشاهد في ولاياتها الثلاث منذ منتصف
القرن الثاني عشر من الهجرة وإلى اليوم ثبتها الله على ذلك. وفي بداية
العِقْد الثاني من هذا القرن زادت بلوى المبتدع بالفكر حتى وصلَت إلى
التهريج والقول على شرع الله بغير علم وتهييج غوغاء الشباب (ذكورا وإناثا،
"حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام" كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري
ومسلم).
وقرر مجلس هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم العلامة ابن باز رحمه الله (بالإجماع
في دورته 41 من 18/3/1414): (مواجهته بأخطائه وتجاوزاته فإن اعتذر عنها
والتزم بعدم العودة إلى شيء منها أو مثلها فالحمد الله، وإن لم يمتثل
مُنِع من إلقاء المحاضرات والندوات والخطب والدروس العامّة والتسجيلات
حماية للمجتمع من أخطائه هداه الله وأرشده).
ولما لم يمتثل لأمر الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر أغلَقَت
عنه دولة الدعوة إلى التوحيد والسّنة ماكانت فتحْتَه له من منابر العلم
وكراسي الدّروس وحلق الذكر، ولما استفحل شرّه وأصرّ على عناده عاقَبَته
بالعَزْل في السجن خمس سنوات (حماية للمجتمع من أخطائه) كما يُعْزل
السّقيم من الُمصحّ وإليك أمثلة من (أخطائه وتجاوزاته) هداه الله وأرشده:
1) فَهِم الكثيرون من طلاب العلم والعلماء من قوله الآتي محاولةًً لتهييج
الغوغاء على ولاة أمر المسلمين وتكفيرهم جميعاً: (الرقعة الإسلامية أصبحت
نهباً للمنافقين الذين احتلوها بغير سلاح...باسم العلمانية والوحدة
الوطنية والوطنية وباسم نظرية الحق التاريخي (الذي يخوّلهم ذلك...ولا بكاء
ولا دموع على هذه الأرض الإسلامية التي أصبحت تحكم بالمنافقين) مدارك
النظر في السياسة الشرعية ط 7 ص 145، وقال مؤلفه الشيخ عبد المالك رمضاني
الجزائري: (ما سألت سعودياً عمَا يعني بنظرية (الحق التاريخي) إلا أجاب
بالبديهة: النظام الملكي).
وجُل ولاة أمور المسلمين ينتمون إلى الإسلام والسنة ويعلنون الشهادتين ويقيمون
الصلاة في ما (ومَنْ) ولاهم الله بتأسيس المساجد والمناداة بالصلاة وتوظيف
الأئمة والخطباء والمؤذنين وتوفير الماء والكهرباء والفُرُس. والحكم على
قلوبهم بالنفاق منازعةٌ لله في وَحْدانيته بمعرفة ما في الصدور، وتكفيرهم
- دون برهان - حريٌ بأن (يعود على صاحبه) كما في الحديث الذي رواه
الشيخان. والخروج على الولاة كبيرة جزاؤها القتل. وما يرمز له بِحكم نظرية
الحق التاريخي يتحقق (قبل أيّ أحد) في ولاة دولة التوحيد والسنة التي أحيى
الله بها منهاج النبوة في الدّين والدعوة (في الثلاثة القرون الأخيرة)
وأطعم بها الصالحين والأفاكين من مواطنيها من جوع، وآمنهم من خوف، وعلّمهم
من بعد جهل، وهداهم من بعد الضلال) {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13].
مِن أين أخذ هؤلاء الأفّاكون عدوى الضّلال؟ مِن سيد قطب الذي صدق عليهم ظنه
بأنّ (وراثة الملك طعنة في قلب الإسلام) وأن (وجود الإسلام قد توقف منذ
فترة طويلة)، وهذا ما لم يقل به غيره.
2) وكّد هذا الجهل والإثم بقوله عن ولاة المسلمين: (هؤلاء المنافقون الذين
حكموا في طول بلاد الإسلام وعرضها... طالما رفعوا شعار الدّين والحكم
بالإسلام وتحكيم الشريعة الإسلاميّة وعدم الخروج عنها قيد أنملة فإذا بهم
يُحكمون الضربة من خلال هذا الكلام) مدارك النظر ص 146.
ومَن مِن دول المسلمين اليوم رفع شعار الحُكم بالإسلام وتحكيم الشريعة (في
الاعتقاد والعبادة وجل المعاملات) وعدم الخروج عنها قيد أنملة غير الدّولة
السّعودية زادها الله توفيقاً وثباتاً؟
وقد أوغل الأفاكون في منازعة الله علم ما في الصدور، ومنازعة الحكّام ما ولاهم
الله من رعاية للبلاد والعباد، وموافقة غلاة الخوارج خروجهم عن السنة
والأمة والإمارة حتى صاروا يرمزون لولاة الأمر من المسلمين بكلمة:
(المنافقين)، وللعلماء العاملين بكلمة: (المداهنين) أو (علماء السلطان)
أو(علماء الوضوء والغسل) التصنيف لبكر أبو زيد.
3) وكفّر (من غير الولاة، وإن كان يشملهم التكفير): المجاهر بالمعصية فقال عن
مُغَنّ يجاهر بفسقه: (هذا لا يغفر الله له إلا أن يتوب) ولما كثر الإنكار
عليه حاول التراجع فلم تطاوعه نفسه فنفى التكفير بالمعصية وكرّر حكمه
الجائر بتكفير المجاهر بمعصيته.
وزاد الطين بلة فعدل عن فقه السنّة إلى فكر البدعة واقتدى بإمامه سيد قطب في
الحكم بالردة على غير المرتد، قال عن المجاهرة : (هذه ردّة عن الإسلام،
هذا مخلد والعياذ بالله في نار جهنم إلا أن يتوب)، مدارك النظر ص 142.
وأنساه التقليد الفكري الببّغائي قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
[النساء: 48] وأنساه التقليد القطبي الجاهل ما أخرجه مسلم في صحيحه: "أن
رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان، وأن الله تعالى قال: "من ذا الذي
يتألّى عليّ ألّا أغفر لعبدي ؟ فإني قد غفرت له وأحبطت عملك".
4) وانتقل من تكفير الولاة إلى رسم طريق الخروج عليهم: (زمن الشكوى قد انتهى
أو كاد أن ينتهي، أعني: أن دور الخيّرين والخيّرات لا يجوز أبداً أن يتوقف
عند مجرّد الشكاوى إلى الجهات المختصة ... ضغوط الناس لا يمكن إهمالها
بحال من الأحوال الآن ونحن في عصر صار للجماهير تأثير كبير؛ فأسقطوا زعماء
كبار، وهزوا عروش وحطموا أسواراً وحواجز، ولا زالت صورة العزل الذين
يواجهون الدّبابات بصدورهم (في الاتحاد السوفيتي) ... بالآلاف بل بعشرات
الآلاف حتى استطاعوا وهم لا يملكون ولا رصاصة واحدة ... لا زالت هذه
الصورة ماثلة في الأذهان) مدارك النظر ص 344.
واستمِع إن شئت إلى تسجيل لهذا الكلام ضمن بحث للشيخ / عبد العزيز الريس على موقع
بعنوان (الإسلام العتيق) على الانترنت ويمكنك الحصول على نسخة منه من
(مكتبة البينة) مقابل المعهد العلمي في السويدي بالرّياض، جزى الله
القائمين عليهما خير الجزاء.[يتبع]
قال عالم المدينة النبوية الشيخ عبد المحسن العباد (رئيس الجامعة الإسلامية
حتى طلب التفرّغ للتدريس): هذه التسمية عجيبة غريبة، فإن الإسلام [الحق]
هو الإسلام اليوم وبالأمس وغداً ولا يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة،
ولاشك أن الحق والهدى - في كل زمان ومكان - فيما كان عليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه، قال الإمام مالك رحمه الله: لا يصلح آخر هذه
الأمة إلا ما أصلح أولها) تنبيهات في الحج على الكتابة المسماة (افعل ولا
حرج) ص 4 ط 1 عام 1428.
والشعوذة في اللغة: (ما يريك الشيء بغير ما ما عليه أصله). (القاموس المحيط). وقال الله تعالى: {وَمَنْ
يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء: 115]. (وبين ابن كثير رحمه الله في تفسيره أن (اتباع غير سبيل المؤمنين) ملازم (لمشاقّة الرسول) وأن معنى {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى}
(جازيناه [على سلوك طريقه المبتدع] بأن نحسنها في صدره ونزينها له
استدراجاً له). وخير المؤمنين: الخلفاء ثم الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم
في القرون الخيّرة، "ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون
ويفعلون ما لا يؤمرون؛ فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو
مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" من
رواية ابن مسعود في صحيح مسلم.
ومبتدع دعوي (الإسلام اليوم) ومؤسسها وكبير القائمين على موقعها ومؤسّستها
ومجلّتها، ورائد ميلها عن الفقه في الدين إلى الفكر: (عن فقه أئمة القرون
الخيرة إلى فكر سيد قطب الجاهل بشرع الله) تجاوز الله عنهم وكفى الإسلام
والمسلمين شرهم؛ مرت حركته غير الموفقة بطورين؛ وإليك بيان حاله من مقاله:
أولاً: (طوْر الجهر بالسّوء من القول) خروجاً بذلك على ولاة الأمر (أمراء وعلماء)
في خير بلد على وجه الأرض ضمّ أقدس البقاع: المسجد الحرام والمسجد النبوي،
وولى الله عليه خير دولة أُخرجت للناس بعد القرون الخيّرة؛ أسست من أول
يوم على تجديد الدين والدعوة إليه بالعودة بهما إلى ما كان عليه النبي صلى
الله عليه وسلم وأصحابه، فنشرت التوحيد والسنة، وحاربت الشرك والبدع،
وهُدمَت أوثان المقامات والمزارات والمشاهد في ولاياتها الثلاث منذ منتصف
القرن الثاني عشر من الهجرة وإلى اليوم ثبتها الله على ذلك. وفي بداية
العِقْد الثاني من هذا القرن زادت بلوى المبتدع بالفكر حتى وصلَت إلى
التهريج والقول على شرع الله بغير علم وتهييج غوغاء الشباب (ذكورا وإناثا،
"حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام" كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري
ومسلم).
وقرر مجلس هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم العلامة ابن باز رحمه الله (بالإجماع
في دورته 41 من 18/3/1414): (مواجهته بأخطائه وتجاوزاته فإن اعتذر عنها
والتزم بعدم العودة إلى شيء منها أو مثلها فالحمد الله، وإن لم يمتثل
مُنِع من إلقاء المحاضرات والندوات والخطب والدروس العامّة والتسجيلات
حماية للمجتمع من أخطائه هداه الله وأرشده).
ولما لم يمتثل لأمر الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر أغلَقَت
عنه دولة الدعوة إلى التوحيد والسّنة ماكانت فتحْتَه له من منابر العلم
وكراسي الدّروس وحلق الذكر، ولما استفحل شرّه وأصرّ على عناده عاقَبَته
بالعَزْل في السجن خمس سنوات (حماية للمجتمع من أخطائه) كما يُعْزل
السّقيم من الُمصحّ وإليك أمثلة من (أخطائه وتجاوزاته) هداه الله وأرشده:
1) فَهِم الكثيرون من طلاب العلم والعلماء من قوله الآتي محاولةًً لتهييج
الغوغاء على ولاة أمر المسلمين وتكفيرهم جميعاً: (الرقعة الإسلامية أصبحت
نهباً للمنافقين الذين احتلوها بغير سلاح...باسم العلمانية والوحدة
الوطنية والوطنية وباسم نظرية الحق التاريخي (الذي يخوّلهم ذلك...ولا بكاء
ولا دموع على هذه الأرض الإسلامية التي أصبحت تحكم بالمنافقين) مدارك
النظر في السياسة الشرعية ط 7 ص 145، وقال مؤلفه الشيخ عبد المالك رمضاني
الجزائري: (ما سألت سعودياً عمَا يعني بنظرية (الحق التاريخي) إلا أجاب
بالبديهة: النظام الملكي).
وجُل ولاة أمور المسلمين ينتمون إلى الإسلام والسنة ويعلنون الشهادتين ويقيمون
الصلاة في ما (ومَنْ) ولاهم الله بتأسيس المساجد والمناداة بالصلاة وتوظيف
الأئمة والخطباء والمؤذنين وتوفير الماء والكهرباء والفُرُس. والحكم على
قلوبهم بالنفاق منازعةٌ لله في وَحْدانيته بمعرفة ما في الصدور، وتكفيرهم
- دون برهان - حريٌ بأن (يعود على صاحبه) كما في الحديث الذي رواه
الشيخان. والخروج على الولاة كبيرة جزاؤها القتل. وما يرمز له بِحكم نظرية
الحق التاريخي يتحقق (قبل أيّ أحد) في ولاة دولة التوحيد والسنة التي أحيى
الله بها منهاج النبوة في الدّين والدعوة (في الثلاثة القرون الأخيرة)
وأطعم بها الصالحين والأفاكين من مواطنيها من جوع، وآمنهم من خوف، وعلّمهم
من بعد جهل، وهداهم من بعد الضلال) {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13].
مِن أين أخذ هؤلاء الأفّاكون عدوى الضّلال؟ مِن سيد قطب الذي صدق عليهم ظنه
بأنّ (وراثة الملك طعنة في قلب الإسلام) وأن (وجود الإسلام قد توقف منذ
فترة طويلة)، وهذا ما لم يقل به غيره.
2) وكّد هذا الجهل والإثم بقوله عن ولاة المسلمين: (هؤلاء المنافقون الذين
حكموا في طول بلاد الإسلام وعرضها... طالما رفعوا شعار الدّين والحكم
بالإسلام وتحكيم الشريعة الإسلاميّة وعدم الخروج عنها قيد أنملة فإذا بهم
يُحكمون الضربة من خلال هذا الكلام) مدارك النظر ص 146.
ومَن مِن دول المسلمين اليوم رفع شعار الحُكم بالإسلام وتحكيم الشريعة (في
الاعتقاد والعبادة وجل المعاملات) وعدم الخروج عنها قيد أنملة غير الدّولة
السّعودية زادها الله توفيقاً وثباتاً؟
وقد أوغل الأفاكون في منازعة الله علم ما في الصدور، ومنازعة الحكّام ما ولاهم
الله من رعاية للبلاد والعباد، وموافقة غلاة الخوارج خروجهم عن السنة
والأمة والإمارة حتى صاروا يرمزون لولاة الأمر من المسلمين بكلمة:
(المنافقين)، وللعلماء العاملين بكلمة: (المداهنين) أو (علماء السلطان)
أو(علماء الوضوء والغسل) التصنيف لبكر أبو زيد.
3) وكفّر (من غير الولاة، وإن كان يشملهم التكفير): المجاهر بالمعصية فقال عن
مُغَنّ يجاهر بفسقه: (هذا لا يغفر الله له إلا أن يتوب) ولما كثر الإنكار
عليه حاول التراجع فلم تطاوعه نفسه فنفى التكفير بالمعصية وكرّر حكمه
الجائر بتكفير المجاهر بمعصيته.
وزاد الطين بلة فعدل عن فقه السنّة إلى فكر البدعة واقتدى بإمامه سيد قطب في
الحكم بالردة على غير المرتد، قال عن المجاهرة : (هذه ردّة عن الإسلام،
هذا مخلد والعياذ بالله في نار جهنم إلا أن يتوب)، مدارك النظر ص 142.
وأنساه التقليد الفكري الببّغائي قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
[النساء: 48] وأنساه التقليد القطبي الجاهل ما أخرجه مسلم في صحيحه: "أن
رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان، وأن الله تعالى قال: "من ذا الذي
يتألّى عليّ ألّا أغفر لعبدي ؟ فإني قد غفرت له وأحبطت عملك".
4) وانتقل من تكفير الولاة إلى رسم طريق الخروج عليهم: (زمن الشكوى قد انتهى
أو كاد أن ينتهي، أعني: أن دور الخيّرين والخيّرات لا يجوز أبداً أن يتوقف
عند مجرّد الشكاوى إلى الجهات المختصة ... ضغوط الناس لا يمكن إهمالها
بحال من الأحوال الآن ونحن في عصر صار للجماهير تأثير كبير؛ فأسقطوا زعماء
كبار، وهزوا عروش وحطموا أسواراً وحواجز، ولا زالت صورة العزل الذين
يواجهون الدّبابات بصدورهم (في الاتحاد السوفيتي) ... بالآلاف بل بعشرات
الآلاف حتى استطاعوا وهم لا يملكون ولا رصاصة واحدة ... لا زالت هذه
الصورة ماثلة في الأذهان) مدارك النظر ص 344.
واستمِع إن شئت إلى تسجيل لهذا الكلام ضمن بحث للشيخ / عبد العزيز الريس على موقع
بعنوان (الإسلام العتيق) على الانترنت ويمكنك الحصول على نسخة منه من
(مكتبة البينة) مقابل المعهد العلمي في السويدي بالرّياض، جزى الله
القائمين عليهما خير الجزاء.[يتبع]