مشكلة الإملاء
لا شك أن الكتابة الإملائية الصحيحة مطلب مهم,بل إن تظافر الجهود من قبل التربويين لحل مشكلة الضعف الإملائي ضروري. لكن هناك أولويات في حل المشكلات التربوية , ينبغي أن تعطى هما أكبر, وتفكيرا خاصا من قبل الباحثين والدارسين, ومثال ذلك الضعف القرائي؛لأن القراءة أم المهارات, ولا يمكن للمتعلم الاستغناء عنها في مراحل دراسته, إضافة إلى المهارات اللغوية الأخرى. ففي رأيي أن مشكلة الإملاء ليست المشكلة الأساسية التي تهم التربويين في الوقت الحاضر, فمايواجه الميدان التربوي تحديات أكبر من ذلك, ولا تفهم من كلامي أن الإملاء شيء ثانوي, بل بالعكس _ كما ذكرت في مقدمة ردي_ من الضروريات التربوية للمتعلمين. وشكرا
============
أعرض فيما يلي ، تنبيهاتي على مادة البحث ، بَدْءًا بمُفْرَدات التَّعْبير الكِتابي ، وخَتْمًا برِسالَتِهِ التي تَشاركتْ في تَوْصيلها مُفرداتُه - في فُصول مُنظَّمة لا تَنْماز منها الرسالةُ ببابٍ ، تَنْبيهًا على أنها هي وتلك المفردات تَكونُ معا . ولا أحتاج إلى أن أشير إلى أنها إن تكن تنبيهات كتابية صريحة ، فهي قرائية واضحة ؛ إذ لولا أن الطلاب يَجرون في قراءتهم على هذه الأنحاء التي تَناولتْها التَّنْبيهاتُ ، ما جَرَوْا عليها في كِتابَتِهِمْ .
الفصل الأول : الإِمْلاءُ
[12] رسم أصوات اللغة المنطوقة الذي يسمى إملاء مجازا ، أداةُ تمثيل مرئيةٌ ، تحتاج إذا ما قَرَّ قَرارها ، إلى أن يتأمل مستعملها من نماذجها ببَصَره وبَصيرته ، ما يُراعيه فيما يعمل 28 . فأما تأمل البصر فباب تحقيق الصورة المصطلح عليها بين المتزامنين ثم بين المتعاقبين ، بحيث يجتمع الحاضرون والماضون والآتون ، على منهل واحد ، يحفظ عليهم خصوصيتهم . وأما تأمل البصيرة فباب فقه الصورة المصطلح عليها ، بحيث تتعلق بهيئة الرسم دَلالةُ المرسوم ، حتى إنها لَتَرْمُزُ إلى دَلالاتٍ أخرى مُتَوَلِّدٍ بعضُها من بعض 29 .
وليس يطمح هذا الرسم في نفسه إلى أكثر من تمثيل أصوات اللغة المنطوقة " دون زيادة أو نقص ، ولا خَلَل في الترتيب ؛ فيرسم في موضع كل صوت ، الحرف الذي يرمز إليه ، ولا يوضع فيها حرف زائد لا يكون له مقابل صوتي " ، وهو ما لم يتيسر للغة من لغات هذا العصر ؛ إذ تكاد حروف الهجاء لا تستوعب أصوات اللغة المنطوقة ، ثم هي أعجز من أن تجاري تطورها ، ثم إن كثيرا من أنواع الرسم يمثل أهم الأصوات دون غيرها ، كالرسم السامي الذي ينتمي إليه الرسم العربي 30 ، على أنه أحسن حالا 31 ، ومن ثَمَّ نَتَحَرّى رسم أصوات اللغة المنطوقة ، على النحو المعروف الذي لا يجيز قراءتها على غير ما هي عليه .
[13] وعلى رغم ستر الرسم لعَوار النُّطق 32 ، تَظَلُّ للرسم عَوراتٌ مَشهورةٌ تُنتظر ، لم يسترها الورق من تنبيهات البحث :
الأولى = النَّقْطُ : كانت بحذف النقط حيث ينبغي إضافتها ، وإضافتها حيث ينبغي حذفها .
الثانيةُ = الهَمْزُ : كانت في أول الكلمة بقطع همزة الوصل ، وفي وسطها بتغيير نَبْرَتها ، وفي آخرها برسمها فوق الياء .
الثالثةُ = النَّقْطُ والهَمْزُ : كانت بمثل ما سبق وفتح التاء المربوطة وحذف بعض الحروف وزيادة بعضها .
[14] هذا إذن الذي تؤديه تنبيهات الإملاء :
الملاحظة
المقدار
نماذج الخطأ
الصواب
النقط
5/26 { 5 ، 11 ،
12 ، 23 ، 25 }
= 19.23%
سهادة ، سيد ، سك ، سديد ، ينبغى ، فتلها ، ترى ، عيرته ، نتيجه ، إحساسة .
شهادة ، شيد ، شك ، شديد ، ينبغي ، قتلها ، ثرى ، غيرته ، نتيجة ، إحساسه .
الهمز
7/26 { 6 ، 7 ، 13 ، 16، 20 ، 21 ، 26 }
= 26.92%
أشتعل ، دماءها ، إنهائه ، شئ ( بهمز الياء نفسها ) .
اشتعل ، دمائها ، إنهاءه ، شيء .
النقط والهمز
5/26 { 9 ، 17 ، 18، 19 ، 24 }
= 19.23%
إي ، شئ ، يضئ ، عباءت ، وطئة ، سئ ، يعقابها ، مملؤة ، مؤلمه ، لإنه ، يفأجا ، لفظه ، تتطأها ، أفواهم ، يغرى ، الغبى ، بأت
أي ، شيء ، يضيء ، عباءة ، وطأة ، شيء ، يعاقبها ، مملوءة ، مؤلمة ، لأنه ، يفاجئ ، لفظة ، تطؤها ، أفواههم ، يغري ، الغبي ، بؤت .
من كتاب دكتور جمال صقر
==============
لا شك أن الكتابة الإملائية الصحيحة مطلب مهم,بل إن تظافر الجهود من قبل التربويين لحل مشكلة الضعف الإملائي ضروري. لكن هناك أولويات في حل المشكلات التربوية , ينبغي أن تعطى هما أكبر, وتفكيرا خاصا من قبل الباحثين والدارسين, ومثال ذلك الضعف القرائي؛لأن القراءة أم المهارات, ولا يمكن للمتعلم الاستغناء عنها في مراحل دراسته, إضافة إلى المهارات اللغوية الأخرى. ففي رأيي أن مشكلة الإملاء ليست المشكلة الأساسية التي تهم التربويين في الوقت الحاضر, فمايواجه الميدان التربوي تحديات أكبر من ذلك, ولا تفهم من كلامي أن الإملاء شيء ثانوي, بل بالعكس _ كما ذكرت في مقدمة ردي_ من الضروريات التربوية للمتعلمين. وشكرا
============
أعرض فيما يلي ، تنبيهاتي على مادة البحث ، بَدْءًا بمُفْرَدات التَّعْبير الكِتابي ، وخَتْمًا برِسالَتِهِ التي تَشاركتْ في تَوْصيلها مُفرداتُه - في فُصول مُنظَّمة لا تَنْماز منها الرسالةُ ببابٍ ، تَنْبيهًا على أنها هي وتلك المفردات تَكونُ معا . ولا أحتاج إلى أن أشير إلى أنها إن تكن تنبيهات كتابية صريحة ، فهي قرائية واضحة ؛ إذ لولا أن الطلاب يَجرون في قراءتهم على هذه الأنحاء التي تَناولتْها التَّنْبيهاتُ ، ما جَرَوْا عليها في كِتابَتِهِمْ .
الفصل الأول : الإِمْلاءُ
[12] رسم أصوات اللغة المنطوقة الذي يسمى إملاء مجازا ، أداةُ تمثيل مرئيةٌ ، تحتاج إذا ما قَرَّ قَرارها ، إلى أن يتأمل مستعملها من نماذجها ببَصَره وبَصيرته ، ما يُراعيه فيما يعمل 28 . فأما تأمل البصر فباب تحقيق الصورة المصطلح عليها بين المتزامنين ثم بين المتعاقبين ، بحيث يجتمع الحاضرون والماضون والآتون ، على منهل واحد ، يحفظ عليهم خصوصيتهم . وأما تأمل البصيرة فباب فقه الصورة المصطلح عليها ، بحيث تتعلق بهيئة الرسم دَلالةُ المرسوم ، حتى إنها لَتَرْمُزُ إلى دَلالاتٍ أخرى مُتَوَلِّدٍ بعضُها من بعض 29 .
وليس يطمح هذا الرسم في نفسه إلى أكثر من تمثيل أصوات اللغة المنطوقة " دون زيادة أو نقص ، ولا خَلَل في الترتيب ؛ فيرسم في موضع كل صوت ، الحرف الذي يرمز إليه ، ولا يوضع فيها حرف زائد لا يكون له مقابل صوتي " ، وهو ما لم يتيسر للغة من لغات هذا العصر ؛ إذ تكاد حروف الهجاء لا تستوعب أصوات اللغة المنطوقة ، ثم هي أعجز من أن تجاري تطورها ، ثم إن كثيرا من أنواع الرسم يمثل أهم الأصوات دون غيرها ، كالرسم السامي الذي ينتمي إليه الرسم العربي 30 ، على أنه أحسن حالا 31 ، ومن ثَمَّ نَتَحَرّى رسم أصوات اللغة المنطوقة ، على النحو المعروف الذي لا يجيز قراءتها على غير ما هي عليه .
[13] وعلى رغم ستر الرسم لعَوار النُّطق 32 ، تَظَلُّ للرسم عَوراتٌ مَشهورةٌ تُنتظر ، لم يسترها الورق من تنبيهات البحث :
الأولى = النَّقْطُ : كانت بحذف النقط حيث ينبغي إضافتها ، وإضافتها حيث ينبغي حذفها .
الثانيةُ = الهَمْزُ : كانت في أول الكلمة بقطع همزة الوصل ، وفي وسطها بتغيير نَبْرَتها ، وفي آخرها برسمها فوق الياء .
الثالثةُ = النَّقْطُ والهَمْزُ : كانت بمثل ما سبق وفتح التاء المربوطة وحذف بعض الحروف وزيادة بعضها .
[14] هذا إذن الذي تؤديه تنبيهات الإملاء :
الملاحظة
المقدار
نماذج الخطأ
الصواب
النقط
5/26 { 5 ، 11 ،
12 ، 23 ، 25 }
= 19.23%
سهادة ، سيد ، سك ، سديد ، ينبغى ، فتلها ، ترى ، عيرته ، نتيجه ، إحساسة .
شهادة ، شيد ، شك ، شديد ، ينبغي ، قتلها ، ثرى ، غيرته ، نتيجة ، إحساسه .
الهمز
7/26 { 6 ، 7 ، 13 ، 16، 20 ، 21 ، 26 }
= 26.92%
أشتعل ، دماءها ، إنهائه ، شئ ( بهمز الياء نفسها ) .
اشتعل ، دمائها ، إنهاءه ، شيء .
النقط والهمز
5/26 { 9 ، 17 ، 18، 19 ، 24 }
= 19.23%
إي ، شئ ، يضئ ، عباءت ، وطئة ، سئ ، يعقابها ، مملؤة ، مؤلمه ، لإنه ، يفأجا ، لفظه ، تتطأها ، أفواهم ، يغرى ، الغبى ، بأت
أي ، شيء ، يضيء ، عباءة ، وطأة ، شيء ، يعاقبها ، مملوءة ، مؤلمة ، لأنه ، يفاجئ ، لفظة ، تطؤها ، أفواههم ، يغري ، الغبي ، بؤت .
من كتاب دكتور جمال صقر
==============
إنما اللغة المنطوقة لا المكتوبة ؛ فمن ثم نفتقر كلما مضينا نكتب ، إلى أن نقرأ على أسماعنا وإن بصوت خفيض ، ما التبس علينا. وإن زيادة الورق الذي وقع فيه خطأ الهمز وحده ، على غيره ، لدليل غفلة الطلاب عن هذا الأمر ؛ إذ كيف يَرِدُ " دماءها " وما إليه ، على من أراد " دمائها " .
لَكَأَنَّ الطالب قد تَعَلَّقَ بصورة من رسم الحرف ، فهو يرسمها وإن في غير موضعها . وربما كان هذا الواقع ، وراء دعوة بعض الناظرين في علاج الكتابة العربية ، إلى الاقتصار من صور الحرف على صورة واحدة 33 . وإنما العلاجُ تعليم القراءة الصحيحة ، ثم تجريبُ قراءة مثل هذا الملتبس قبل كتابته .
أما خطأ النقط فمن آثار العجلة التي يَنخدعُ صاحبُها باشتباه الحروف ، راضيًا . ولقد بَقيتُ زمانًا أَسيرَ هذا الخطأ ، حتى رأيتُ عِلاجَه أنْ أَعودَ بعد فَراغي ، إلى ما كتبت ، فأضبط نقطه . وهو ما أَفضى بي إلى اصطناع الأَناةِ في خلال المرة الأولى .
أما خطأ النقط والهمز ، فمنزلة من فساد الرسم يصح فيها قول العرب : " إذا جاءتِ السَّنَةُ ( القَحْطُ ) جاء معها الغاوي والهاوي " ؛ إذ تقبل الأخطاء زَرافاتٍ يأخذ بعضها بحُجَزِ بعض ! وإنها لطامة كبرى أن يفضي الإهمال الشنيع إلى الذُّهول عن بعض أصوات الكلمة أصلا " أفواهم " ، أو عن موضعه المنطوق هو فيه " يعقابها " ؛ فتسقط بين المرسل والمتلقي مَؤونة الكتابة ، وبين المعلم والمتعلم مَؤونة التعليم !
إن لانحصار السلامة من أخطاء الإملاء ، في التسع الأوراق الباقية { 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 8 ، 10 ، 14 ، 15 ، 22 } ، بنسبة { 34.61% } = ثلاث دلالات :
الأولى : حاجة الكبار الدائمة إلى مراجعة أصول الإملاء .
الثانية : بقاء أخطاء الإملاء عند تلامذتهم الصغار .
الثالثة : عدم استحالة سلامة الإملاء من الأخطاء .
من كتاب دكتور محمد جمال صقر
==============
الفصل الثاني : التَّشْكيلُ
[15] رسم أصوات اللغة المنطوقة الصائتة القصيرة ( الحركات ) والصامتة المشددة ، الذي يسمى قَصْدًا شَكلاً ومبالغة تَشْكيلاً ، تَكملةُ التمثيل المرئي الذي يؤديه الإملاء ، التي لن يتطلع إلى استيفاء المنطوق إلا بها .
لقد مكث رسم الإملاء العربي زمانا مقتصرا على تمثيل الأصوات الصامتة دون تمييز المشدد منها من المخفف ودون نقط ، ثم أضيف إليه النقط ، ثم الأصوات الصائتة الطويلة ( حروف المد ) ، ثم الأصوات الصائتة القصيرة ( الحركات ) التي أضيف معها إليه تمييز المشدد من المخفف 34 ؛ فتَمَّ لرسم الإملاء عندئذ ما لم تَقَعْ للإمكان إلى الآنَ زيادةٌ عليه .
وعلى رغم أن التشكيل تَتِمَّةٌ ، بَقِيَ عبئا ثقيلا ؛ إذ إن طبيعة رسم الإملاء العربي تغري باطِّراحه ؛ فكثرت في علاج إضافته إليه الاجتهاداتُ ، ولكنها كانت تنتهي إلى إقرار الحال ، والقول بمحاولة اصطناع التشكيل التام للناشئة ، والناقص لمن يكبرهم ، ولا سيما فيما يلتبس نُطْقُهُ 35 ، حتى لقد قال الأستاذ محمود تيمور عضو مجمع اللغة العربية : " أول ما يجب أن نؤمن به ، هو أن كتابتنا العربية غير المضبوطة ( غير المشكَّلة ) ، كتابةٌ ناقصةٌ ، وأننا نعبر بها عن غُرورٍ نفسيٍّ ، وأن هذا الغرور يخفي بين ثناياه عجز الغالب منا عن القراءة الصحيحة ، وفقا لقواعد اللغة وأوضاعها ؛ فنحن بهذه الكتابة نرضي غرورنا ، وإن كنا في حقيقة الأمر نخطئ فيما نقرأ غيرَ مُبالين " 36 ، قاصدًا أنه لما اقترن التشكيلُ وكتبُ الصغار ، ساء به ظن الكبار ، وأنه سوءُ ظَنٍّ مُزَيَّفٌ ؛ إذِ الحقيقةُ أن هؤلاء الكبار يتخذون " لا تُشَكِّلْ تَسْلَمْ "، عَقيدةً سِرّيَّةً لا يَجْهَرون بها !
لا ريب في إيجاز رسم الإملاء العربي دون تشكيل ، ولا في أن من تضييع الجهد محاكاةَ الرسم اللاتيني ، ولا في وجوب اجتهاد المتعلم 37 . ولكن لا ريب في أن في التشكيل تَصْحيحًا لما يُنطقُ خَطَأً ، أو تَأْمينًا لما يحتمل ذلك ، أو تَعْظيمًا لما لا يَحْتَمِلُهُ غيرَ أنه مُهِمٌّ في نفسه .
[16] ولقد وَضَعَتْ تَنْبيهاتُ التشكيل وَرَقَ البحث ، في مَنازلَ ثلاثةٍ :
الأولى = اطِّراحُ التشكيل : كانت بتركه جملة وتفصيلا ، في أربع أوراق { 6 ، 13 ، 16 ، 23 } ، بنسبة { 15.38% } .
الثانيةُ = استعمال أحَدِ مَظاهِرِ التشكيل نادرا أو قليلا : كانت بتشكيل آخر الكلمة المحرك المنون ولا سيما المنصوب ، أو بتشديد أحد أحرف حَشْوِ الكلمة ، في إحدى عشرة ورقة {4 ، 7 ، 9 ، 10 ، 12، 14 ، 15 ، 17 ، 19 ، 20 ، 26 } ، بنسبة { 42.30% } .
الثالثةُ = استعمال أكثرَ من مظهر واحد من مظاهر التشكيل نادرا أو قليلا : كانت باستعمال مَظْهَرَيِ المنزلة السابقة جميعا معا ، أو باستعمال تشكيل آخر الكلمة المحرك المنون ، وهو أحد مظهري المنزلة السابقة ، وتشكيل آخر الكلمة المحرك غير المنون جميعا معا ، أو باستعمال المظاهر السابقة كلها ومظهر آخر نادر هو تشكيل أكثر من حرف من حروف الكلمة طَرَفًا وحَشْوًا ، وربما شمل الكلمة الصغيرة كلها ، في إحدى عشرة ورقة { 1 ، 2 ، 3 ، 5 ، 8 ، 11 ، 18 ، 21 ، 22 ، 24 ، 25 } ، بنسبة { 42.30% } . وربما زادها الجدول التالي بيانا :
نماذج المنزلة الثالثة
نماذج المنزلة الثانية
المنزلة الأولى
أروّي ، يومًا ، إفكٌ ، للّه ، رويتُ ، صفرًا ، أيضًا ، مِنْه ، كُلَّ ، خوفًا ، متحَسَّرٍ ، حدَّ ، سطرٌ ، يظهرُ .
كافٍ ، رغمًا ، حجرًا ، مغروسًا ، نزيفًا ، يقدّم ، يوضِّح ، نفسيَّته .
لَكَأَنَّ الطالب قد تَعَلَّقَ بصورة من رسم الحرف ، فهو يرسمها وإن في غير موضعها . وربما كان هذا الواقع ، وراء دعوة بعض الناظرين في علاج الكتابة العربية ، إلى الاقتصار من صور الحرف على صورة واحدة 33 . وإنما العلاجُ تعليم القراءة الصحيحة ، ثم تجريبُ قراءة مثل هذا الملتبس قبل كتابته .
أما خطأ النقط فمن آثار العجلة التي يَنخدعُ صاحبُها باشتباه الحروف ، راضيًا . ولقد بَقيتُ زمانًا أَسيرَ هذا الخطأ ، حتى رأيتُ عِلاجَه أنْ أَعودَ بعد فَراغي ، إلى ما كتبت ، فأضبط نقطه . وهو ما أَفضى بي إلى اصطناع الأَناةِ في خلال المرة الأولى .
أما خطأ النقط والهمز ، فمنزلة من فساد الرسم يصح فيها قول العرب : " إذا جاءتِ السَّنَةُ ( القَحْطُ ) جاء معها الغاوي والهاوي " ؛ إذ تقبل الأخطاء زَرافاتٍ يأخذ بعضها بحُجَزِ بعض ! وإنها لطامة كبرى أن يفضي الإهمال الشنيع إلى الذُّهول عن بعض أصوات الكلمة أصلا " أفواهم " ، أو عن موضعه المنطوق هو فيه " يعقابها " ؛ فتسقط بين المرسل والمتلقي مَؤونة الكتابة ، وبين المعلم والمتعلم مَؤونة التعليم !
إن لانحصار السلامة من أخطاء الإملاء ، في التسع الأوراق الباقية { 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 8 ، 10 ، 14 ، 15 ، 22 } ، بنسبة { 34.61% } = ثلاث دلالات :
الأولى : حاجة الكبار الدائمة إلى مراجعة أصول الإملاء .
الثانية : بقاء أخطاء الإملاء عند تلامذتهم الصغار .
الثالثة : عدم استحالة سلامة الإملاء من الأخطاء .
من كتاب دكتور محمد جمال صقر
==============
الفصل الثاني : التَّشْكيلُ
[15] رسم أصوات اللغة المنطوقة الصائتة القصيرة ( الحركات ) والصامتة المشددة ، الذي يسمى قَصْدًا شَكلاً ومبالغة تَشْكيلاً ، تَكملةُ التمثيل المرئي الذي يؤديه الإملاء ، التي لن يتطلع إلى استيفاء المنطوق إلا بها .
لقد مكث رسم الإملاء العربي زمانا مقتصرا على تمثيل الأصوات الصامتة دون تمييز المشدد منها من المخفف ودون نقط ، ثم أضيف إليه النقط ، ثم الأصوات الصائتة الطويلة ( حروف المد ) ، ثم الأصوات الصائتة القصيرة ( الحركات ) التي أضيف معها إليه تمييز المشدد من المخفف 34 ؛ فتَمَّ لرسم الإملاء عندئذ ما لم تَقَعْ للإمكان إلى الآنَ زيادةٌ عليه .
وعلى رغم أن التشكيل تَتِمَّةٌ ، بَقِيَ عبئا ثقيلا ؛ إذ إن طبيعة رسم الإملاء العربي تغري باطِّراحه ؛ فكثرت في علاج إضافته إليه الاجتهاداتُ ، ولكنها كانت تنتهي إلى إقرار الحال ، والقول بمحاولة اصطناع التشكيل التام للناشئة ، والناقص لمن يكبرهم ، ولا سيما فيما يلتبس نُطْقُهُ 35 ، حتى لقد قال الأستاذ محمود تيمور عضو مجمع اللغة العربية : " أول ما يجب أن نؤمن به ، هو أن كتابتنا العربية غير المضبوطة ( غير المشكَّلة ) ، كتابةٌ ناقصةٌ ، وأننا نعبر بها عن غُرورٍ نفسيٍّ ، وأن هذا الغرور يخفي بين ثناياه عجز الغالب منا عن القراءة الصحيحة ، وفقا لقواعد اللغة وأوضاعها ؛ فنحن بهذه الكتابة نرضي غرورنا ، وإن كنا في حقيقة الأمر نخطئ فيما نقرأ غيرَ مُبالين " 36 ، قاصدًا أنه لما اقترن التشكيلُ وكتبُ الصغار ، ساء به ظن الكبار ، وأنه سوءُ ظَنٍّ مُزَيَّفٌ ؛ إذِ الحقيقةُ أن هؤلاء الكبار يتخذون " لا تُشَكِّلْ تَسْلَمْ "، عَقيدةً سِرّيَّةً لا يَجْهَرون بها !
لا ريب في إيجاز رسم الإملاء العربي دون تشكيل ، ولا في أن من تضييع الجهد محاكاةَ الرسم اللاتيني ، ولا في وجوب اجتهاد المتعلم 37 . ولكن لا ريب في أن في التشكيل تَصْحيحًا لما يُنطقُ خَطَأً ، أو تَأْمينًا لما يحتمل ذلك ، أو تَعْظيمًا لما لا يَحْتَمِلُهُ غيرَ أنه مُهِمٌّ في نفسه .
[16] ولقد وَضَعَتْ تَنْبيهاتُ التشكيل وَرَقَ البحث ، في مَنازلَ ثلاثةٍ :
الأولى = اطِّراحُ التشكيل : كانت بتركه جملة وتفصيلا ، في أربع أوراق { 6 ، 13 ، 16 ، 23 } ، بنسبة { 15.38% } .
الثانيةُ = استعمال أحَدِ مَظاهِرِ التشكيل نادرا أو قليلا : كانت بتشكيل آخر الكلمة المحرك المنون ولا سيما المنصوب ، أو بتشديد أحد أحرف حَشْوِ الكلمة ، في إحدى عشرة ورقة {4 ، 7 ، 9 ، 10 ، 12، 14 ، 15 ، 17 ، 19 ، 20 ، 26 } ، بنسبة { 42.30% } .
الثالثةُ = استعمال أكثرَ من مظهر واحد من مظاهر التشكيل نادرا أو قليلا : كانت باستعمال مَظْهَرَيِ المنزلة السابقة جميعا معا ، أو باستعمال تشكيل آخر الكلمة المحرك المنون ، وهو أحد مظهري المنزلة السابقة ، وتشكيل آخر الكلمة المحرك غير المنون جميعا معا ، أو باستعمال المظاهر السابقة كلها ومظهر آخر نادر هو تشكيل أكثر من حرف من حروف الكلمة طَرَفًا وحَشْوًا ، وربما شمل الكلمة الصغيرة كلها ، في إحدى عشرة ورقة { 1 ، 2 ، 3 ، 5 ، 8 ، 11 ، 18 ، 21 ، 22 ، 24 ، 25 } ، بنسبة { 42.30% } . وربما زادها الجدول التالي بيانا :
نماذج المنزلة الثالثة
نماذج المنزلة الثانية
المنزلة الأولى
أروّي ، يومًا ، إفكٌ ، للّه ، رويتُ ، صفرًا ، أيضًا ، مِنْه ، كُلَّ ، خوفًا ، متحَسَّرٍ ، حدَّ ، سطرٌ ، يظهرُ .
كافٍ ، رغمًا ، حجرًا ، مغروسًا ، نزيفًا ، يقدّم ، يوضِّح ، نفسيَّته .