خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    مجموع : ما كتب في التوسل

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 15:57

    رد شبهة
    توسل سواد بن قارب

    استدل أحد أعلام الصوفية الشيخ أحمد بن زيني دحلان على التوسل بالذوات بما روى الطبراني رحمه الله في كتابه "المعجم الكبير" من أن سواد بن قارب رضي الله عنه أنشد لرسول صلى الله عليه وآله وسلم قصيدته التي توسل فيها بقوله:

    وأشهد أن الله لا رب غيره *****وأنك مأمون علي كل غائب

    وأنك أدني المرسلين وسيلة ***** إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب

    فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل ** وإن كان فيما فيه شيب الذوائب

    وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ** بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

    ثم قال الشيخ دحلان: ولم ينكر الرسول عليه.

    الكلام على متن هذا الحديث

    إن هذه الأبيات الأربعة التي استشهد بها الشيخ دحلان على جواز التوسل بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيها معاني التوسل الذي يعنيه وبخاصة في البيت الثاني وهو قوله:

    إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب وإنك أدنى المرسلين وسيلة

    تقدم معنا في أول الكتاب في تعريف الوسيلة لغة وشرعاً أن الوسيلة هي القربة إلى الملك ووسل إلى الله وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل.

    ولا شك ولا ريب أن العمل الذي عمله رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأنبياء فصار بذلك أوفي المرسلين إلى الله وسيلة أي قربة ومنزلة فأي معني من معاني التوسل بذوات المخلوقين موجود في هذا البيت …؟ الجواب: ليس فيه أي معني من معاني التوسل بذوات المخلوقين إنما معناه هو ما قلناه آنفاً: إن أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أعظم أعمال الأنبياء والمرسلين فصار بذلك أدناهم وأقربهم إلى الله تعالى.

    كما أن الوسيلة معناها كما فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فمن صلي علي مرة صلى الله عليه وسلم الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة رفيعة في الجنة … لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو))

    وهذا المعنى أيضاً لا يخرج عن المعنى الأول وهي الوسيلة والقربة من الله تعالى فهل في ذلك ما يفيد جواز التوسل بذات المخلوق …؟

    وهذا ما يقصده سواد بن قارب رضي الله عنه في أبياته التي يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل الدحلان يقصد أيضاً ما جاء في البيت الأخير:

    بمغن قتيلاً عن سواد بن قارب وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة

    وكذلك ليس في البيت الأخير ما يعين الدحلان على مراده ألبته لأن سواد بن قارب يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرجوه أن يدعو الله تعالى أن يكون له شفيعاً يوم القيامة والخطاب هذا ولا شك كان في حياته صلى الله عليه وسلم وطلب الشفاعة منه حال حياته لا بأس به لأنه طلب لدعائه صلى الله عليه وسلم لأن يكون سواد في جملة من يشفعه الله بهم يوم القيامة أي يأذن له بالشفاعة فيهم فما الذي في هذا البيت من معاني التوسل بذوات المخلوقين …؟! اللهم إلا إذا كان الدحلان يريد أن يحمل الألفاظ ليستقيم مراده …!! فهذا شيء آخر إنما لا يقر علي ذلك فإن اللغة العربية التي خلق الله مفاهيمها ومدلولات ألفاظها لا تخضع إلى مراد الدحلان فقواعد اللغة ثابتة ومعانيها فرغ منها فلا يطمع أحد في تغييرها علي ما يحب ويهوى.

    والخلاصة: ليس في متن هذا الحديث أي معني من معاني التوسل المعروف عند الدحلان ومن البدهي بعد ذلك أن لا يصلح هذا الحديث حجة ولا دليلاً علي مراد التوسل بذوات المخلوقين فسقطت حجة الاستدلال به علي ذلك متناً أما سنداً فإليك تفصيل ذلك:

    الكلام على سند هذا الحديث

    وهنا تبين لكم: أن هذا الحديث ليس في صيغة متنه ما يفيد قيام أية حجة على صحة ما يجهد ( القوم …) ويحاولون من إثبات جواز التوسل بذوات المخلوقين …!!!

    وحتى لو صح هذا الحديث سنداً ليس في متنه حجة لهم بل هو ولا شك حجة عليهم كما أثبتنا ذلك آنفاً فكيف وإن سنده ضعيف …!!! فقد ذكر الهيثمي في كتابه "مجمع الزوائد" أن الحديث ضعيف كما ثبت أن كافة طرقه ورواياته التي ورد فيها ضعيفة واهية وإليك البيان:

    1 – رواية البيهقي وهي عنده: فيها زياد بن زيد بن بادويه ومحمد بن نواس الكوفي.

    قال الذهبي: هذا حديث منكر بالمرة ، ومحمد بن نواس وزياد ، مجهولان لا تقبل روايتهما. وأضاف: وأخاف أن يكون موضوعاً أبي بكر بن عباس.

    نقلاً عن

    http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=44795
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 15:59

    رواية أبي يعلى: وقد رواها ابن كثير في ( السير – المطولة ) ص344-346 وقال: هذا منقطع من هذا الوجه.

    وقد أوضح الحافظ الذهبي في الجزء الأول من / تاريخ الإسلام الكبير / ص124 علة هذه الطريقة. فقال: أبو عبد الرحمن: اسمه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي متفق على تركه وعلي بن منصور فيه جهالة مع أن الحديث منقطع.

    وهذه ترجمة الوقاصي:

    قال المزي في "تهذيب الكمال": ( ت ): عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري الوقاصي

    أبو عمرو المدني ، و يقال له: المالكي أيضا نسبة إلى جده سعد بن مالك. اهـ.

    وقال المزي:

    قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيي بن معين: لا يكتب حديثه ، كان

    يكذب.

    وقال عباس الدوري ، عن يحيي بن معين: ضعيف.

    وقال في موضع آخر: ليس بشيء.

    وقال علي ابن المديني: ضعيف جدا.

    وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ساقط.

    وقال يعقوب بن سفيان: لا يكتب حديثه أهل العلم إلا للمعرفة ، و لا يحتج

    بروايته.

    وقال أبو حاتم: متروك الحديث ، ذاهب.

    وقال البخاري: تركوه.

    وقال أبو داود: ليس بشيء.

    وقال الترمذي: ليس بالقوي.

    وقال النسائي: متروك.

    وقال في موضع آخر: ليس بثقة و لا يكتب حديثه.

    قال الهيثم بن عدي: توفي في خلافة هارون.

    روى له الترمذي حديثا واحدا عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة: " سئل رسول الله

    صلى الله عليه وسلم عن ورقة يعني ابن نوفل..... الحديث. اهـ.

    وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 7/134:

    وقال الساجي: يحدث بأحاديث بواطيل.

    وقال ابن البرقي: ليس بثقة.

    وقال البخاري في " تاريخه ": سكتوا عنه.

    وقال أبو بكر البزار: لين الحديث.

    وقال أبو أحمد الحاكم: متروك الحديث.

    وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات الموضوعات ، لا يجوز الاحتجاج به.

    وقال ابن عدي: عامة حديثه مناكير ، إما إسناداً و إما متناً. اهـ.

    ******************

    3 – رواية ابن عدي: قال الذهبي: فيه سعيد ، يقول: أخبرني سواد بن قارب – وبينهما انقطاع – وعباد ليس بثقة يأتي بطامات.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 15:59

    4 – رواية محمد بن السائب الكلبي: قال ابن كثير في / السيرة المطولة /ج1 ص348-349: محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب ورمي بالرفض كما في التقريب.

    وهذه ترجمة الكلبي:

    قال المزي في "تهذيب الكمال": قال أبو بكر بن خلاد الباهلي ، عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه: كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبي.

    وقال عمرو بن الحصين ، عن معتمر بن سليمان ، عن ليث بن أبي سليم: بالكوفة كذابان: الكلبي والسدي ، يعني محمد بن مروان.

    وقال عباس الدوري ، عن يحيي بن معين: ليس بشيء.

    وقال معاوية بن صالح ، عن يحيي بن معين: ضعيف.

    وقال أبو موسي محمد بن المثني: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي.

    وقال البخاري: تركه يحيي بن سعيد وابن مهدي.

    وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن يعلى المحاربي: قيل لزائدة: ثلاثة لا تروي عنهم: ابن أبي ليلى ، وجابر الجعفي ، و الكلبي.

    قال: أما ابن أبي ليلى فبيني وبين آل ابن أبي ليلي حسن فلست أذكره ، و أما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة ، وأما الكلبي فكنت أختلف إليه فسمعته يقول يوما: مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمد فتفلوا في فيَّ فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: والله لا أروي عنك شيئاً ، فتركته.

    وقال الأصمعي ، عن أبي عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر.

    وقال مرة: لو تكلم به ثانية كفر ، فسألته عنه فجحده.

    وقال عبد الواحد بن غياث ، عن ابن مهدي: جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو ابن العلاء فقال: أشهد أن الكلبي كافر. قال: فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال: سمعته يقول: أشهد أنه كافر. قال: فماذا زعم ؟ قال: سمعته يقول: كان جبريل يوحي إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقام النبي صلي الله عليه وسلم لحاجة وجلس علي فأوحى إلى علي. قال يزيد: أنا لم أسمعه يقول هذا ، ولكني رأيته يضرب على صدره ويقول: أنا سبأي أنا سبأي !!

    قال أبو جعفر العقيلي: هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ.

    وقال واصل بن عبد الأعلى: حدثنا محمد بن فضيل عن مغيرة ، عن إبراهيم أنه قال لمحمد بن السائب: ما دمت علي هذا الرأي لا تقربنا ، و كان مرجئا.

    وقال زيد بن الحباب: سمعت سفيان الثوري يقول: عجبا لمن يروي عن الكلبي.

    قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: فذكرته لأبي ، و قلت: إن الثوري قد روي عنه.

    قال: كان لا يقصد الراوية عنه و يحكي حكاية تعجبا فيعلقه من حضره ، و يجعلونه رواية عنه.

    وقال وكيع: كان سفيان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى آخرها مثل الكلبي.

    وقال علي بن مسهر ، عن أبي جناب الكلبي: حلف أبو صالح أني لم أقرأ علي الكلبي من التفسير شيئا.

    وقال أبو عاصم النبيل: زعم لي سفيان الثوري ، قال: قال لنا الكلبي: ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب ، فلا ترووه.

    وقال الأصمعي ، عن قرة بن خالد: كانوا يرون أن الكلبي يزرف ، يعني يكذب.

    وقال أحمد بن سنان القطان الواسطي ، عن يزيد بن هارون: كبر الكلبي وغلب النسيان ، فجاء إلى الحجام وقبض على لحيته ، فأراد أن يقول: خذ من ها هنا يعني ما جاوز القبضة ، فقال: خذ ما دون القبضة !.

    وقال أبو حاتم: الناس مجمعون علي ترك حديثه ، لا يشتغل به ، هو ذاهب الحديث.

    وقال النسائي: ليس بثقة و لا يكتب حديثه.

    وقال أبو أحمد بن عدي: و للكلبي غير ما ذكرت من الحديث ، أحاديث صالحة و خاصة عن أبي صالح ، و هو معروف بالتفسير ، و ليس لأحد تفسير أطول منه ، و لا أشبع منه ، و بعده مقاتل بن سليمان ، إلا أن الكلبي يفضل علي مقاتل لما قيل في مقاتل من المذاهب الرديئة.

    وحدث عن الكلبي الثوري وشعبة فإن كانا حدثا عنه بالشيء اليسير غير المسند.

    وحدث عنه ابن عيينة ، وحماد بن سلمة ، وهشيم ، وغيرهم من ثقات الناس ورضوه في التفسير. و أما الحديث ، خاصة إذا روى عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، ففيه مناكير و لشهرته فيما بين الضعفاء يكتب حديثه !.

    وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب البخاري في موضع آخر: محمد بن بشر سمع عمرو بن عبد الله الحضرمي ، سمع منه محمد بن إسحاق ، وهو الكلبي.

    قال محمد بن عبد الله الحضرمي: مات بالكوفة سنة ست و أربعين و مئة.

    روى له الترمذي ، و ابن ماجه في " التفسير ". اهـ.

    قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 9/180:

    وقال علي بن الجنيد ، والحاكم أبو أحمد ، والدارقطني: متروك.

    وقال الجوزحاني: كذاب ، ساقط.

    وقال ابن حبان: وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه ، روى عن أبي صالح التفسير ، و أبو صالح لم يسمع من ابن عباس ، لا يحل الاحتجاج به.

    وقال الساجي: متروك الحديث ، و كان ضعيفا جدا لفرطه في التشيع ، و قد اتفق ثقات أهل النقل علي ذمه و ترك الرواية عنه في الأحكام و الفروع.

    قال الحاكم أبو عبد الله: روي عن أبي صالح أحاديث موضوعة.

    وذكر عبد الغني بن سعيد الأزدي أنه حماد بن السائب الذي روي عنه أبو أسامة.

    وتقدم في ترجمة عطية أنه كان يكني الكلبي أبا سعيد ويروي عنه. اهـ.

    ********************

    5 – رواية أبي بكر محمد بن جعفر بن سيل الخرائطي في كتابه الذي جمعه في هواتف الجان وهي عند ابن كثير في / السيرة المطولة / ص346 وفيها الشعر ما سوي: ( وكن لي شفيعاً ).
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 16:00

    رواية الفضل بن عيسي القرشي: عن العلاء بن يزيد.

    قال السيوطي في شرح / شواهد المغني / ج2 ص255: والعلاء ابن يزيد قال المديني: كان يضع الحديث. وقال البخاري وغيره منكر الحديث. وقال أبو حيان: روي نسخة موضوعة.

    وأورد له الذهبي في / الميزان / عدة مناكير.

    وهذه ترجمة العلاء بن يزيد والصحيح أن اسمه العلاء بن زيد كما سيأتي:

    قال المزي في "تهذيب الكمال": ( ق ): العلاء بن زيد ، و يعرف بابن زيدل الثقفي ، أبو محمد البصري. اهـ.

    وقال البخاري ، والعقيلي ، وابن عدي: منكر الحديث.

    وقال أبو حاتم: منكر الحديث ، متروك الحديث ، بابة أبي هدبة ، و زياد بن ميمون.

    وقال أبو داود: متروك الحديث.

    وقال ابن حبان: روي عن أنس نسخة موضوعة لا يحل ذكره إلا تعجبا.

    وقال الدارقطني: متروك.

    روي له ابن ماجة حديثا واحدا عن أنس

    " إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقعي كما يقعي الكلب ". اهـ.

    قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 8/183:

    وقال أبو حاتم: كان أحمد يتكلم فيه.

    وقال النسائي: ضعيف.

    وقال الحاكم: يروي عن أنس أحاديث موضوعة.

    و كذا قال أبو نعيم ، و زاد: سكن الأيلة ، لاشيء.

    وقال أبو حاتم: حديثه ليس بالقائم.

    وقال العقيلي: نسبه أبو الوليد الطيالسي إلى الكذب.

    وقال ابن شاهين في " الضعفاء ": قال ابن معين: ليس بثقة.

    و فرق العقيلي بين العلاء بن زيد ، و العلاء بن زيدل ، فقال في الأول: يعني واسطي. لكن وقع عنده العلاء بن يزيد ، و نقل تكذبيه عن الطيالسي ، و عن البخاري: منكر الحديث. ثم ساق له من رواية يزيد بن هارون عنه عن أنس قصة معاوية الليثي. ثم ساق ترجمة العلاء بن زيدل ، و لم ينسبه ، وقال: منكر الحديث. ونقل قول أبي داود فيه.

    فالراجح أنه العلاء بن زيدل و ربما خفف بحذف اللام ، وأما يزيد فزيادة الياء أوله خطأ.اهـ.

    ******************

    7 – رواية الحسن بن سفيان: في مسنده من طريق الحسن بن عمارة. قال السيوطي في شرح شواهد المغني ص255: والحسن بن عمارة ضعيف جداً.

    وهذه ترجمة الحسن بن عمارة:

    قال المزي في "تهذيب الكمال": قال البخاري: قال لي أحمد بن سعيد: سمعت النضر بن شميل ، عن شعبة ، قال: أفادني الحسن بن عمارة ، عن الحكم قال أحمد: أحسبه قال: سبعين حديثا فلم يكن لها أصل.

    وقال عبدان ، عن أبيه ، عن شعبة: روي الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن يحيي ابن الجزار ، عن علي سبعة أحاديث ، فسألت الحكم عنها ، فقال: ما سمعت منها شيئا.

    وقال علي بن الحسن بن شقيق ، قلت لابن المبارك: لم تركت أحاديث الحسن بن عمارة ؟ فقال: جرحه عندي سفيان الثوري ، و شعبة بن الحجاج ، فبقولهما تركت حديثه.

    وقال أبو بكر المروذي: قلت لأحمد بن حنبل: فكيف الحسن بن عمارة ؟ قال: متروك الحديث.

    وقال أبو طالب أحمد بن حميد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الحسن بن عمارة متروك الحديث.

    قلت له: كان له هوى ؟ قال: لا ، ولكن كان منكر الحديث ، وأحاديثه موضوعة ، لا يكتب حديثه.

    وقال أحمد بن أصرم المزني: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن الحسن بن عمارة ، فقال: ليس بشيء ، إنما يحدث عن الحكم ، عن يحيي ابن الجزار.

    وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيي بن معين: لا يكتب حديثه.

    وقال أبو بكر بن أبي خثيمة ، عن يحيي بن معين: ليس حديثه بشيء.

    وقال معاوية بن صالح ، عن يحيي: ضعيف.

    وقال عبد الله بن علي ابن المديني ، عن أبيه: ما أحتاج إلى شعبة فيه ، أمره أبين من ذلك ، قيل له: يغلط ، فقال: أي شيء كان يغلط ؟ ، و ذهب إلى أنه كان يضع الحديث.

    وقال أبو حاتم ، ومسلم ، والنسائي ، والدراقطني: متروك الحديث.

    وقال النسائي في موضع آخر: ليس بثقة ، و لا يكتب حديثه.

    وقال زكريا بن يحيي الساجي: ضعيف الحديث ، متروك ، أجمع أهل الحديث علي ترك حديثه.

    وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ساقط.

    وقال صالح بن محمد البغدادي: لا يكتب حديثه.

    وقال عمرو بن علي: رجل صالح ، صدوق ، كثير الخطأ و الوهم ، متروك الحديث.

    روي له الترمذي ، و ابن ماجه.

    وقال النسائي في " مسند علي " في حديث رزين بن عقبة ، عن الحسن ، عن واصل الأحدب ، عن شقيق بن سلمة ، قال: حضرنا عليا حين ضربه ابن ملجم... الحديث: ما آمن أن يكون هذا الحسن هو ابن عمارة. اهـ.

    قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 2/307:

    وقال ابن المبارك ، عن ابن عيينة: كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يحدث عن الزهري جعلت أصبعي في أذني.

    وقال العقيلي: حدثنا بشر بن موسي حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد: لا بأس ببيع من يزيد ، كذلك كانت تباع الأخماس. قال سفيان: فحدثت به بالكوفة ، فبلغ الحسن بن عمارة ، فحدث به ، و زاد في أخره على عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.

    وقال العقيلي: حدثني عبد الله بن محمد بن صالح السمرقندي حثنا يحيي بن حكيم المقوم قلت لأبي داود الطيالسي: إن محمد بن الحسن صاحب الرأي حدثنا عن الحسن ابن عمارة عن الحكم عن ابن أبي ليلي عن علي قال: رأيت النبي صلي الله عليه وآله وسلم قرن ، وطاف طوافين ، وسعي سعيه. فقال أبو داود ، و جمع يده إلى نحره: من هذا كان شعبة يشق بطنه من الحسن بن عمارة.

    وقال ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث.

    وذكره يعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم.

    وقال أبو بكر البزار: لا يحتج أهل العلم بحديثه إذا انفرد.

    وقال ابن المثني: ما سمعت يحيي و لا عبد الرحمن رويا عنه شيئا قط.

    وقال أبو العرب: قال لي مالك بن عيسي: إن أبا الحسن الكوفي ـ يعني العجلي ـ ضعفه ، وترك أن يحدث عنه.

    وقال الحميدي: ذمر عليه.

    وقال يعقوب بن شيبة: متروك الحديث.

    وقال ابن حبان: كان بلية الحسن التدليس عن الثقات ما وضع عليهم الضعفاء ، كان يسمع من موسي بن مطير وأبي العطوف وأبان بن أبي عياش وأضرابهم ، ثم يسقط أسماءهم ، ويرويها عن مشائخه الثقات ، فالتزقت به تلك الموضوعات ، وهو صاحب حديث الدعاء الطويل بعد الوتر وهو جالس.

    وقال السهيلي: ضعيف بإجماع منهم. اهـ.

    =================
    منقول من موقع الصوفية

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية أحاديث واهيات في مسألة التوسل بالجاه والذات

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 16:32

    الرد على من استدل بأثر الاستقاء بالعباس على جواز التوسل بالذوات


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد

    يسدل بعض من يرى جواز التوسل بالذوات بأثر الاستسقاء بدعاء العباس رضي الله عنه على جواز التوسل بالذوات وهذا نص الأثر :

    عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : (( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا )) قال فيسقون . رواه البخاري وغيره .

    الرد على هذه الشبهة

    من كتاب التوسل حقائق وشبهات تأليف أبي حميد عبد الله بن حميد الفلاسي




    الشبهة الأولى: حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما:

    يحتجون على جواز التوسل بجاه الأشخاص وحرمتهم وحقهم بحديث انس : ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قَحَطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا، فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون).

    فيفهمون من هذا الحديث أن توسل عمر رضي الله عنه إنما كان بجاه العباس رضي الله عنه ، ومكانته عند الله سبحانه، وأن توسله كان مجرد ذكر منه للعباس في دعائه، وطلب منه لله أن يسقيهم من أجله، وقد أقره الصحابة على ذلك، فأفاد بزعمهم ما يدعون.

    وأما سبب عدول عمر رضي الله عنه عن التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم - بزعمهم – وتوسله بدلاً منه بالعباس رضي الله عنه ، فإنما كان لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل ليس غير.

    وفهمهم هذا خاطىء، وتفسيرهم هذا مردود من وجوه كثيرة اهمها:

    1 – إن القواعد المهمة في الشريعة الإسلامية أن النصوص الشرعية يفسر بعضها بعضاً، ولا يفهم شيء منها في موضوع ما بمعزل عن بقية النصوص الواردة فيه. وبناء على ذلك فحديث توسل عمر السابق إنما يفهم على ضوء ما ثبت من الروايات والأحاديث الواردة في التوسل بعد جمعها وتحقيقها، ونحن والمخالفون متفقون على أن في كلام عمر: (كنا نتوسل إليك بنبينا.. وإنا نتوسل إليك بعم نبينا) شيئاً محذوفاً، لا بد له من تقدير، وهذا التقدير إما أن يكون: (كنا نتوسل بــ (جاه) نبينا، وإنا نتوسل إليك بــ (جاه) عم نبينا) على رأيهم هم، أو يكون: (كنا نتوسل إليك بــ (دعاء) نبينا، وإنا نتوسل إليك بــ (دعاء) عم نبينا) على رأينا نحن.

    ولا بد من الأخذ بواحد من هذين التقديرين ليفهم الكلام بوضوح وجلاء.

    ولنعرف أي التقديرين صواب لا بد من اللجوء إلى السنة، لتبين لنا طريقة توسل الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وسلم .

    ترى هل كانوا إذا أجدبوا وقحَطوا قبع كل منهم في دراه، أو مكان آخر، أو اجتمعوا دون أن يكون معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم دعوا ربهم قائلين: ( اللهم بنبيك محمد، وحرمته عندك، ومكانته لديك اسقنا الغيث ) . مثلاً أم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم ذاته فعلاً، ويطلبون منه أن يدعو الله تعالى لهم، فيحقق صلى الله عليه وسلم طلْبتهم، ويدعو ربه سبحانه، ويتضرع إليه حتى يسقوا ؟

    أما الأمر الأول فلا وجود له إطلاقاً في السنة النبوية الشريفة، وفي عمل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ولا يستطيع أحد من الخلفيين أو الطُّرُقيين أن يأتي بدليل يثبت أن طريقة توسلهم كانت بأن يذكروا في أدعيتهم اسم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويطلبوا من الله بحقه وقدره عنده ما يريدون. بل الذي نجده بكثرة، وتطفح به كتب السنة هو الأمر الثاني، إذ تبين أن طريقة توسل الأصحاب الكرام بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت إذا رغبوا في قضاء حاجة، أو كشف نازلة أن يذهبوا إليه صلى الله عليه وسلم ، ويطلبوا منه مباشرة أن يدعو لهم ربه، أي أنهم كانوا يتوسلون إلى الله تعالى بدعاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليس غير.

    ويرشد إلى ذلك قوله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ﴾ [ النساء:64] .

    2 – وهذا الذي بيناه من معنى الوسيلة هو المعهود في حياة الناس واستعمالهم، فإنه إذا كانت لإنسان حاجة ما عند مدير أو رئيس , موظف مثلاً، فإنه يبحث عمن يعرفه ثم يذهب إليه ويكلمه، ويعرض له حاجته فيفعل، وينقل هذا الوسيط رغبته إلى الشخص المسؤول، فيقضيها له غالباً. فهذا هو التوسل المعروف عند العرب منذ القديم، وما يزال، فإذا قال أحدهم: إني توسلت إلى فلان، فإنما يعني أنه ذهب إلى الثاني وكلمه في حاجته، ليحدث بها الأول، ويطلب منه قضاءها، ولا يفهم أحد من ذلك أنه ذهب إلى الأول وقال له: بحق فلان (الوسيط) عندك، ومنزلته لديك اقض لي حاجتي.

    وهكذا فالتوسل إلى الله عز وجل بالرجل الصالح ليس معناه التوسل بذاته وبجاهه وبحقه، بل هو التوسل بدعائه وتضرعه واستغاثته به سبحانه وتعالى، وهذا هو بالتالي معنى قول عمر رضي الله عنه : ( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا) أي: كنا إذ قل المطر مثلاً نذهب إلى صلى الله عليه وسلم ، ونطلب منه ان يدعو لنا الله جل شأنه.

    3 – ويؤكد هذا ويوضحه تمام قول عمر رضي الله عنه : ( وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)، أي إننا بعد وفاة نبينا جئنا بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلبنا منه أن يدعو لنا ربنا سبحانه ليغيثنا.

    تُرى لماذا عدل عمر رضي الله عنه عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بالعباس رضي الله عنه ، مع العلم ان العباس مهما كان شأنه ومقامه فإنه لا يذكر أمام شأن النبي صلى الله عليه وسلم ومقامه؟

    أما الجواب فهو: لأن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم غير ممكن بعد وفاته، فأنى لهم أن يذهبوا إليه صلى الله عليه وسلم ويشرحوا له حالهم، ويطلبوا منه أن يدعو لهم، ويؤمنوا على دعائه، وهو قد انتقل إلى الرفيق الأعلى، وأضحى في حال يختلف عن حال الدنيا وظروفها مما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فأنى لهم أن يحظوا بدعائه صلى الله عليه وسلم وشفاعته فيهم، وبينهم وبينه كما قال الله عز شأنه: ( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [المؤمنون:100] .

    ولذلك لجأ عمر رضي الله عنه ، وهو العربي الأصيل الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولازمه في أكثر أحواله، وعرفه حق المعرفة، وفهم دينه حق الفهم، ووافقه القرآن في مواضع عدة، لجأ إلى توسل ممكن فاختار العباس رضي الله عنه ، لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم من ناحية، ولصلاحه ودينه وتقواه من ناحية آخرى، وطلب منه أن يدعو لهم بالغيث والسقيا. وما كان لعمر ولا لغير عمر أن يدع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ويلجأ إلى التوسل بالعباس أو غيره لو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ممكناً، وما كان من المعقول ان يقر الصحابة رضوان الله عليهم عمر على ذلك أبداً، لأن الانصراف عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بغيره ما هو إلا كالانصراف عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة إلى الاقتداء بغيره، سواء بسواء، ذلك أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يعرفون قدر نبيهم صلى الله عليه وسلم ومكانته وفضله معرفة لا يدانيهم فيها أحد.

    فتعلم من هذا أن الإنسان بفطرته يستنجد بالقوة العظمى، والوسيلة الكبرى حين الشدائد والفواقر، وقد يلجأ إلى الوسائل الصغرى حين الأمن واليسر، وقد يخطر في باله حينذاك أن يبين ذلك الحكم الفقهي الذي افترضوه، وهو جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل. وأمر آخر نقوله جواباً على شبهة أولئك، وهو: هب أن عمر رضي الله عنه خطر في باله أن يبين ذلك الحكم الفقهي المزعوم، ترى فهل خطر ذلك في بال معاوية والضحاك بن قيس حين توسلا بالتابعي الجليل: يزيد بن الأسود الجُرَشي أيضاً؟ لا شك أن هذا ضرب من التمحل والتكلف لا يحسدون عليه.

    4 – إننا نلاحظ في حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما أمراً جديراً بالانتباه، وهو قوله: ( إن عمر بن الخطاب كان إذا قَحطوا، استسقى بالعباس بن عبدالمطلب)، ففي هذا إشارة إلى تكرار استسقاء عمر بدعاء العباس رضي الله عنهما، ففيه حجة بالغة على الذين يتأولون فعل عمر ذلك أنه إنما ترك التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بعمه رضي الله عنه ، لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل، فإننا نقول: لو كان الأمر كذلك لفعل عمر ذلك مرة واحدة، ولما استمر عليه كلما استسقى، وهذا بيّن لا يخفى إن شاء الله تعالى على أهل العلم والانصاف.

    5 – لقد فسرت بعض روايات الحديث الصحيحة كلام عمر المذكور وقصده، إذ نقلت دعاء العباس رضي الله عنه استجابة لطلب عمر رضي الله عنه ، فمن ذلك ما نقله الحافظ العسقلاني رحمه الله في "الفتح" (3/150) حيث قال: ( قد بين الزبير بن بكار في "الأنساب" صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة، والوقت الذي وقع فيه ذلك، فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال: (اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجّه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث)، قال: فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض، وعاش الناس).

    وفي هذا الحديث:
    أولاً: التوسل بدعاء العباس رضي الله عنه لا بذاته كما بينه الزبير بن بكار وغيره، وفي هذا رد واضح على الذين يزعمون أن توسل عمر كان بذات العباس لا بدعائه، إذ لو كان الأمر كذلك لما كان ثمة حاجة ليقوم العباس، فيدعو بعد عمر دعاءً جديداً.

    ثانياً: أن عمر صرح بأنهم كانوا يتوسلون بنبينا صلى الله عليه وسلم في حياته، وأنه في هذه الحادثة توسل بعمه العباس، ومما لا شك فيه أن التوسليْن من نوع واحد: توسلهم بالرسول رسول الله عليه وسلم وتوسلهم بالعباس، وإذ تبين للقارىء – مما يأتي – أن توسلهم به صلى الله عليه وسلم إنما كان توسلاً بدعائه صلى الله عليه وسلم فتكون النتيجة أن توسلهم بالعباس إنما هو توسل بدعائه أيضاً، بضرورة أن التوسليْن من نوع واحد.

    أما أن توسلهم به صلى الله عليه وسلم إنما كان توسلاً بدعائه، فالدليل على ذلك صريح رواية الإسماعيلي في مستخرجه على الصحيح لهذا الحديث بلفظ: ( كانوا إذ قحطوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استسقوا به، فيستسقي لهم، فيسقون، فلما كان في إمارة عمر...) فذكر الحديث، نقلته من "الفتح" (2/399)، فقوله: ( فيستسقي لهم) صريح في أنه صلى الله عليه وسلم كان يطلب لهم السقيا من الله تعالى، ففي "النهاية" لابن الأثير (2/381): ( الاستسقاء، استفعال من طلب السقيا أي إنزال الغيث على البلاد والعباد، يقال: سقى الله عباده الغيث وأسقاهم، والاسم السقيا بالضم، واستقيت فلاناً إذا طلبت منه أن يسقيك) .

    إذا تبين هذا، فقوله في هذه الرواية (استسقوا به) أي بدعائه، وكذلك قوله في الرواية الأولى: ( كنا نتوسل إليك بنبينا)، أي بدعائه، لا يمكن أن يفهم من مجموع رواية الحديث إلا هذا. ويؤيده:

    ثالثاً: لو كان توسل عمر إنما هو بذات العباس أو جاهه عند الله تعالى، لما ترك التوسل به صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى، لأن هذا ممكن لو كان مشروعاً، فعدول عمر عن هذه إلى التوسل بدعاء العباس رضي الله عنه أكبر دليل على أن عمر والصحابة الذين كانوا معه كانوا لا يرون التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا جرى عمل السلف من بعدهم، كما رأيت في توسل معاوية بن أبي سفيان والضحاك بن قيس بيزيد بن الأسود الجرشي، وفيهما بيان دعائه بصراحة وجلاء.

    فهل يجوز أن يجمع هؤلاء كلهم على ترك التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم لو كان جائزاً، سيّما والمخالفون يزعمون أنه أفضل من التوسل بدعاء العباس وغيره؟! اللهم إن ذلك غير جائز ولا معقول، بل إن هذا الإجماع منهم من أكبر الأدلة على أن التوسل المذكور غير مشروع عندهم، فإنهم أسمى من أن يستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير !



    انتهى



    المصدر منتدى التصوف العالم المجهول
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية أحاديث واهيات في مسألة التوسل بالجاه والذات

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:28

    [size=24] أحاديث واهيات في مسألة التوسل بالجاه والذات


    الحديث الأول:
    عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: من خرج من بيته إلى الصلاة، فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً...أقبل الله عليه بوجهه .

    رواه أحمد (3/21) واللفظ له، وابن ماجه وغيرهما
    إسناده ضعيف لأنه من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، وعطية ضعيف كما قال النووي في "الأذكار" وابن تيمية في "القاعدة الجليلة" والذهبي في "الميزان" بل قال في "الضعفاء" (88/1): (مجمع على ضعفه),والحافظ الهيثمي في غير موضع من "مجمع الزوائد" وأورده أبو بكر بن المحب البعلبكي في "الضعفاء والمتروكين" والبوصيري في"مصباح الزجاجة"،وقال عنه أبو حاتم:"يكتب حديثه ضعيفا", وقال أحمد : ضعيف الحديث وبلغني أن عطية كان يأتي ( الكلبي ) فيأخذ عنه التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد !!!؟ فيقول : قال أبو سعيد …!!! يوهم أنه أبو سعيد الخدري …!,وقال النسائي : ضعيف . والحافظ ابن حجر بقوله فيه: (صدوق يخطىء كثيراً، كان شيعياً مدلساً، وقد أبان فيه عن سبب ضعفه وهو أمران:
    الأول: ضعف حفظه بقوله: (يخطىء كثيراً) وهذا كقوله فيه "طبقات المدلسين": (ضعيف الحفظ) وأصرح منه قوله في "تلخيص الحبير" (241 طبع الهند) وقد ذكر حديثاً آخر: (وفيه عطية بن سعيد العوفي وهو ضعيف).
    الثاني: تدليسه.
    وأورده (أعني الحافظ) في رسالة "طبقات المدلسين" (ص18) فقال: (تابعي معروف، ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح) ذكره في "المرتبة الرابعة" وهي التي يورد فيها (من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد) كما ذكره في المقدمة
    وقد ضعف الحديث غير واحد من الحفاظ كالمنذري في "الترغيب" والنووي وابن تيمية في "القاعدة الجليلة" وكذا البوصيري، فقال في "مصباح الزجاجة" (2/52): (هذا إسناد مسلسل بالضعفاء: عطية وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء). وقال صديق خان في "نزل الأبرار" (ص71) بعد أن أشار لهذا الحديث وحديث بلال الآتي بعده: (وإسنادهم ضعيف، صرح بذلك النووي في"الأذكار").

    وقد نازعني البعض في ضعف عطية العوفي فقلت:
    ذكرنا بعض من ضعف عطيّـة العوفي ومنهم الإمام أحمد والنسائي والنووي وابن حجر وابن تيمية والذهبي والهيثمي والبعلبكي والبوصيري وأبو حاتم.


    وهاك أقوال أخرى لأئمة هذا العلم:

    قال ابن حبّان ـ بعد أن ذكر قصّته مع الكلبي التي ذكرناها في ترجمة الإمام أحمد له ـ: "لا يحلّ كتب حديثه إلاّ على سبيل التعجّب".
    وقال أبو داود: ليس بالذي يعتمد عليه.
    وقال البيهقي:"سئ الحال", "لا يحتج به"
    وقال المنذري:"لا يحتج بحديثه"
    وكذلك ضعفه ابن الجوزي في كتابه"الموضوعات"
    وكذلك الزيلعي في "نصب الراية" فقال:"وعطية لا يحتج بحديثه"
    وقال الزين العراقي في حديث"الولد ثمرة القلب...": فيه عطية العوفي وهو ضعيف.
    وقال عنه الخطيب البغدادي:"ثابت الجرح.....وهو اسوأ حالا ممن احتمل الجرح".

    وضعفه الإمام السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" في عدة مواضع وكذلك في كتابه"الحاوي للفتاوى".
    وكذلك ضعفه الإمام الفتني في"تذكرة الموضوعات".
    وكذلك ضعفه الشيخ المناوي في "فيض القدير شرح الجامع الصغير" في كثير من المواضع فراجعه.
    وكذلك ضعفه الإمام الشوكاني(مع أنه يرى بجواز التوسل بالنبي والصالحين)

    واقرأ شرح ألفية الحديث للحافظ السخاوي ومقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث في ذكرهما لقصته مع الكلبي أنه كان يكنيه بأبي سعيد ليوهم أنه الخدري وليس هو.

    أما ابن خزيمة فلما روى عن عطية العوفي حديثا عن أبي سعيد قال:"......عن عطية مع براءتي من عهدته عن أبي سعيد........".


    قال أحمد_ كما في العلل (رقم 1306) _ : ( كان هشيم يضعف حديث عطية ). وانظر : التاريخ الصغير (1/267) .
    وقال أحمد _ كما في العلل (رقم 4502) _ : ( وكان سفيان _ يعني الثوري _ يضعف حديث عطية).
    وأسند أبوداود _ كما في سؤالات الآجري (1/238رقم308) _ أن الشافعي قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : ( عطية ما أدري ما عطية). ! وانظر : مناقب الشافعي للبيهقي (1/549)
    وقال البخاري _ كما في التاريخ الكبير (4/رقم 2041): ( كان يحيى يتكلم فيه ) . وانظر : التاريخ الكبير (5/360) والصغير (1/267).

    وقال يحيى بن معين _ في رواية ابن الجنيد (رقم 234) _ : ( كان ضعيفاً في القضاء ، ضعيفاً في الحديث ).
    وقال _ في رواية أبي الوليد بن أبي الجارود كما في الضعفاء للعقيلي (3/359) _ : (كان عطية العوفي ضعيفاً ).
    وقال _ في رواية ابن أبي مريم كما في الكامل):_ (7/84) ضعيف إلا أنه يكتب حديثه ).
    وقال أبوحاتم الرازي _ كما في الجرح والتعديل (3/1/رقم 2125) _: ( ضعيف ، يكتب حديثه ، وأبونضرة أحب إليّ منه).
    وقال أبوزرعة الرازي _ الموضع السابق من الجرح _ : ( ليّن ).
    وقال أبوداود _ كما في سؤالات الآجري ( 1/264رقم376) _: ( ليس بالذي يُعتمد عليه ).


    وقال الجوزجاني _ كما في أحوال الرجال (رقم 42) _ : ( مائل ).
    وقال ابن خزيمة _ كما في صحيحه (4/68) _ : ( في القلب من عطية بن سعد العوفي).
    وقال الساجي _ كما في تهذيب التهذيب _ : ( ليس بحجة ، وكان يقدم علياً على الكل ).
    وقال الدارقطني _كما في السنن (4/39) _ : ( ضعيف ) .
    وقال _ كما في العلل (4/6): _ ( (مضطرب الحديث ).

    وكذلك ضعفه سالم المرادي وابن عدي وعبد الحق الأشبيلي والحافظ ابن القيم والحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم والكناني وقال متفق على ضعفه وقال في عون المعبود: وأخرج ابن ماجه من طريق بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطاة عن عطية العوفي عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يركع من قبل الجمعة أربعا لا يفصل في شيء منهن وهذا الحديث ضعيف جدا ولا تقوم به الحجة بقية بن الوليد كثير التدليس ومبشر منكر الحديث قال أحمد كان يضع الحديث والحجاج بن ارطاة تركه يحيى القطان وابن مهدي وعطية ضعفه الجمهور وقال الشيخ أبو شامة في كتاب الباعث في شرح أحد الأحاديث :"ولعل الحديث انقلب على أحد هؤلاء الضعفاء لعدم ضبطهم واتقانهم فقال قبل الجمعة وإنما هو بعد الجمعة فيكون موافقا لما ثبت في الصحيح" انتهى وذكره العقيلي في ضعفاءه.


    وللأمانة العلمية:
    ذكر من وثق العوفي-حسب ما أعلم-:
    قال ابن سعد _ كما في الطبقات (6/304) _ : ( كان ثقة إن شاء الله ، وله أحاديث صالحة ، ومن الناس من لا يحتج به ).
    وقال يحيى بن معين _ في رواية ابن طهمان (رقم 256) _ : ( ليس به بأس ) . قيل : يحتج به ؟ قال : ( ليس به بأس ).
    وقال _ في رواية الدوري (2/407) _ : ( صالح ).

    الجواب عن ذلك:
    أما توثيق ابن سعد له فهو قول شاذ منه ، وكان الحافظ ابن حجر _ كما في هدي الساري _ قد قرر أنه لا يعتمد على قوله لأن مادته من الواقدي .

    وأما قول ابن معين فيه فقد ثبت عنه جرحه كما نقلنا:
    قال يحيى بن معين _ في رواية ابن الجنيد (رقم 234) _ : ( كان ضعيفاً في القضاء ، ضعيفاً في الحديث ).
    وقال _ في رواية أبي الوليد بن أبي الجارود كما في الضعفاء للعقيلي (3/359) _ : (كان عطية العوفي ضعيفاً ).
    وقال _ في رواية ابن أبي مريم كما في الكامل):_ (7/84) ضعيف إلا أنه يكتب حديثه ).

    وقد قرر علماء المصطلح أنه إذا جاء في راو واحد قولان من إمام واحد أخذ بالقول الذي يوافق جمهور العلماء.ذكر ذلك ابن شاهين في كتابه(المختلف فيهم في عدة مواضع).

    وقد رد علينا بعض مجيزي التوسل بالآتي:
    (أن الحديث حسنه أربعة من الأئمة الحفاظ و صححه واحد.

    1\ حسنه الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح صــ 471 ـ 472.

    2\ حسنه الحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في الترغيب و الترهيب ج3 صـ 273.

    3\ حسنه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ج1
    صــ291 .

    4\ حسنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في أمالي الأذكار ج1 صــ 272 .

    5\ صححه ابن خزيمة كما ذكر ذلك الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة ج1 صـ99 .


    وبالنسبة لعطية العوفي فرد يوق:
    1\ لم تنقل سيدي كل من وثق الرجل من أئمة الجرح و التعديل.
    إليك طائفة منهم
    1\ إمام الجرح و التعديل يحيى بن معين
    ذكرت له جرحا و تعديلا للرجل و رجحت ضمنيا الجرح بسبب قاعدة الأغلبية لاب شاهين التي ذكرتها .
    و هذا خطأ من وجوه.
    أولا أن يحيى بن معين وثق الرجل في أكثر من موضع.
    أنظر ذلك في
    ـ سؤالات الدوري ج2 ص407 قال عنه صالح . و في اصطلاحه يعني ثقة.

    ـ و في التهذيب ج2 ص60 . لما قبل مقارنته بأبي الوداك فأشار إلى أن هذا الخير أوثق من عطية العوفي.
    ـ و قال يحيى بن معين في رواية أبي خالد الدقاق ص 27 عطية العوفي ليس به بأس . قلت و معناه ثقة كما في ألفية العراقي حيث نبه إلى ذلك رحمه الله.
    و في الرفع و التكميل في الجرح و التعديل للعلامة اللكنوي و غيرهم ممن كتب في الفن ، و قد قالها بنفسه أي بن معين كما في ثقات ابن شاهين ص 270 و مقدمة ابن الصلاح و اللسان ج1 ص13.
    و في التهذيب ج6 ص207.
    فلا عبرة بما تفضل به صاحب الكشف و التبيين في تقييد ذلك.ص38.



    2\ الحافظ الهيثمي يعتمد توثيق يحيى بن معين لعطية العوفي أنظر مجمع الزوائد ج7 ص314. و كذلك ج10 ص 371 .

    3\أدخل ابن شاهين عطية العوفي في ثقاته ص 172.

    4\ وثقه أبو بكر البزار كما في التهذيب ج 7 ص 226.

    5\ وثقه أبو حاتم الرازي لمقارنته في التوثيق بأبي نضرة المنذر بن مالك العبدي المعروف الثقة.

    6 \ و ثقه يحيى بن سعيد القطان كما في التهذيب ج2ص 60

    7\ وثقه ابن خزيمة بعدما ذكره في صحيحه أنظر مصباح الزجاجة ج1 ص 98.

    9\ وثقه أبو عيسى الترمذي كمافي تحفة الأشراف.

    10\و نختمها بكلام فصل في عطية العوفي لإمام السنة ابن حجر العسقلاني . أنظر أمالي الأذكار ج1 ص 217
    قال رحمه الله توثيقا للرجل
    ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع و من قبل التدليس وهو في نفسه صدوق.أهـ
    قلت فأين هي أقوال الذين قالوا لقد أجمع على ضعفه.


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:28

    لقد ختمت أخي الأزهري الأصلي كلامك بقاعدة ابن شاهين على أن الجرح و التعديل إذا صدر من نفس العالم في نفس الراوي يعمل بقول الأغلبية .
    قلت هذا لا يصلح عند أهل الفن فالتحقيق عندهم أولى.
    قال أئمة الشأن في المسألة ما في في الرفع و التكميل في الجرح و التكميل للعلامة اللكنوي ص263.
    1\قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في بذل الماعون...
    وقد وثقه يحيى بن معين و النسائي و محمد بن سعيد و الدارقطني و نقل ابن الجوزي عن ابن معين أنه ضعفه ، فإن ثبت ذلك فقد يكون سئل عنه وعمن فوقه ، فضعفه بالنسبة إليه و هذه قاعدة جليلة في من اختلف النقل عن ابن معين فيه ، نبه عليها أبو الوليد الباجي في كتابه رجال البخاري.

    2\ نبه إليه كذلك العلامة التهانوي في كتابه قواعد في علوم الحديث . ص264 و ص 429. أنظر تعليق الشيخ أبي لكتاب الرفع للإمام اللكنوي .ص263.

    3\ ونبه لذلك الحافظ ابن حجر في هدي الساري ج2ص141.
    و في ج2ص168.

    4\ و نبه إليه السخاوي في فتح المغيث ص162.
    5\ ونبه الإمام اللكنوي على أن الإختلاف في الحكم لنفس الراوي من نفس الناقد قد يعود للمقارنة أو للتغير في الإجتهاد .
    6\ونختم الكلام في المسألة للعلامة الشيخ أبي غدة في حاشية الرفع فيقول ناقلا عن شيخه التهانوي...
    قال شيخنا رحمه الله إذا اختلف قول الناقد في الرجل فضعفه مرة و قواه أخرى ، فالذي يدل عليه صنيع الحافظ أن الترجيح للتعديل و يحمل الجرح على شيئ معين.أهـ الرفع ص263.
    قلت و قد نبه كثير من مشايخنا إلى الأخذ بآخر ما عرف به الناقد إن لم يعرف سبب تغير حكمه في الراوي جرحا أو تعديلا.
    و أنبه أخي الأزهري الأصلي أن عند أئمة الفن يحيى بن معين وثق عطية العوفي. و الله أعلم.

    ويقول كذلك مجموع : ما كتب في التوسل Frownيكفيني أن الحديث كما قلت لك حسنه جمع من الحفاظ و صححه واحد. و أي حفاظ ، الحافظ الدمياطي ، الحافظ المقدسي ، الحافظ العراقي ، الحافظ ابن حجر العسقلاني ، و قال الحافظ ابن القطان السجلماسي كما في نصب الراية ج4 ص68 ...عطية العوفي مضعف ، و قال ابن معين فيه صالح فالحديث به حسن.
    و صحح الحديث ابن خزيمة.
    و الحافظ الهيثمي اعتمد توثيق ابن معين في مجمع الزوائد
    ج7ص314 و حسن لعطية العوفي في المجمع ج10ص371.
    فأمام كل هذا الحشد من تحسين لأثر الحفاظ للحديث لا يكون الحديث إلا حسنا . أما عن تصحيح و تضعيف ابن تيمية فأنت تعلم ما قال فيه الشيخ الألباني .رحم الله الجميع.
    أعتذر لك سيدي عن عدم نقل النصوص بأكملها لمن وثق عطية العوفي ، صدقني لا وقت لي . الله يلطف . أشغال كثيرة جدا و هموم الدعوة لا تخفى عليك.
    إرجع سيدي إلى المراجع فلقد قيدتها بالصفحة و المجلد.
    أقتصر فقط عن توثيق يحيى بن سعيد القطان.نزولا لرغبتك.
    أنت تعلم سيدي أن شيوخ الفن لا يقارنون إلا من كان من نفس الحال لذلك قالوا فلان ثقة و فلان أوثق أو زادوا ثقة مأمون ، أو قولهم إذا سئل الواحد منهم عن راو بالنسبة لآخر هو خير عندي أو هو أحب إلي إلى غير ذلك من مصطلحاتهم و هذا معروف منشور في كتب الجرح و التعديل.
    نعود ليحي القطان فقد قال عن جبر بن نوف أبي الوداك .
    هو أحب إلي من عطية ،أهـ فهي كما ترى مقارنة بين ثقتين.
    التهذيب ج2ص60.
    بالنسبة لتوثيق ابن خزيمة سيدي لعطية فواظح فلو رأى فيه جرحا أو عدم عدالة لحذفه من صحيحه.
    أذكرك سيدي بعنوان صحيح ابن خزيمة.
    .
    المسند الصحيح المتصل بنقل العدل عن العدل من غير قطع في السند و لا جرح في النقلة.
    فتصحيح الحديث كما لا يخفى عليك توثوق لرجاله.
    أعود لو سمحت لعطية
    فقد جرحه من جرحه بأحد الأسباب الثلاثة
    1 التدليس
    2التشيع
    3 رواية المناكير. هذه فصلت فيها لن أعود إليها .

    طيب الحرح المبهم لا يعتمد عند أغلب أصحاب الشأن.
    بالنسبة للتدليس
    كل من جرحه فبسبب رواية تفرد بها محمد بن السائب الكلبي فقط .
    قال الحافظ أحمد الغماري في تخريج أحاديث البداية
    ج6 ص172 عند تعرضه لعطية....
    و إنما نقلوا عنه التدليس في حكاية ما أراها تصح مع الكلبي
    بالنسبة لتشيع عطية.
    أما بالنسبة لتشيع الراوي فأهل الفن قبلوا روايته ما لم يكن يدعو لبدعته. ولم يحكم عليه بالكفر كل الأئمة .إنتبه كل الأئمة.
    1 ابن حجر في شرح النخبة . و في هدي الساري ج2ص111.
    2 السخاوي في فتح المغيث ج1ص326 ـ 335 .
    3 السيوطي في التدريب ص 216. 220 . 324 . 329 .
    4 المرحوم أحمد شاكر في الباعث الحثيث ص110. 111.
    5 الذهبي وهو أحسن من فصل و أجاد و استشهد بقبول يحيى ابن معين بالشروط السابقة . سير أعلام النبلاء ج7 ص153 .
    فكل هؤلاء سيدي قبلوا رواية الشيعي بالشرطين السابقين و عطية لم يكفره أحد و لم يكن داعيا للتشيع و أذكرك ختاما كما أسلفت بتعديل الحافظ ابن حجر العسقلاني له و هو يشير على أنه عارف أنه شيعي وأنه صدوق عنده .
    قال رحمه الله
    ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع و من قبل التدليس وهو في نفسه صدوق.أهـ أنظر أمالي الأذكار ج1 ص 217)انتهى كلامه.

    وقد رردنا وقلنا:
    ذكرنا ممن ضعفوه (أي الحديث) خمسة النووي والمنذري والبوصيري وابن تيمية وصديق خان.

    وقد تفضلت بذكر من حسنوه وصححوه وإن كان تصحيح ابن خزيمة ليس بصريح. فجزاك الله خيرا.

    وبالنسبة لعطية العوفي فعلى كل حال فالذين جرحوه أكثر ممن وثقه، ومن المعلوم أن الجرح المبين مقدم على التعديل.

    وأما الموثقون كابن معين فقد قال فيه صالح كما في الميزان وهذه اللفظة في المرتبة السادسة من مراتب التوثيق فهي توثيق لين وحكمه أنه يكتب حديثه للاعتبار فهذا التوثيق لا ينافي القول بالضعف وأما الترمذي فلم يصرح بتوثيقه، نعم حسن له غير حديث، وتحسينه لا يدل على أن عطية ممن يحتج بحديثه في كل موضع فإنه ربما يحسن الحديث لمجيئه من طريق أخرى ولاحتمال أن يكون التحسين في موضع قد ثبت عند الترمذي التصريح بالتحديث فيه فإن عطية مدلس كما تقدم، وحديث المدلس إنما يقبل إذا صرح بالتحديث على أن الترمذي متساهل في التصحيح والتحسين، ولذا لم يعتمد العلماء عليه في هذا الباب وردوا على تصحيحه وتحسينه في غير موضع.

    فإن قلت: إن الحافظ ابن حجر قال في تخريج الأذكار للنووي وفي كتاب الصلاة لأبي نعيم عن فضيل عن عطية قال: حدثني أبو سعيد فذكره لكن لم يرفعه فقد أمن من ذلك تدليس عطية العوفي.

    فالجواب أنه لا يحصل الأمن من تدليس عطية بهذا فإن عطية تقدم أنه يكنى محمد بن السائب الكلبي أبا سعيد فكان إذا حدث عنه يقول حدثني أبو سعيد فيوهم أنه أبو سعيد الخدري، والأشبه أن هذا الحديث موقوف. قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الله بن صالح العجلي الكوفي:" وله عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا خرج الرجل من بيته قال اللهم بحق السائلين عليك " الحديث، قال: خالفه أبو نعيم ورواه عن فضيل فما رفعه "، قال أبو حاتم:" وقفه أشبه، والموقوف ليس بحجة عند المحققين ". وقد صدر المنذري هذا الحديث في باب الترغيب في المشي إلى المساجد بلفظ ( روى ) وأهمل الكلام عليه في آخره وهذا عنده دلالة للإسناد الضعيف كما قال في ديباجة الكتاب وصرح النووي في الأذكار بضعفه.

    وقد قلت:" أن الحافظ الهيثمي قد اعتمد توثيق ابن معين له".

    لو تتبعت مقالات الهيثمي عن العوفي في مجمع الزوائد ستجد أنه ضعفه في أكثر من 95% من الأحاديث.

    ،وقال عنه أبو حاتم:"يكتب حديثه ضعيفا" ,وكذلك قال_ كما في الجرح والتعديل (3/1/رقم 2125) _: ( ضعيف ، يكتب حديثه ، وأبونضرة أحب إليّ منه).

    وقال ابن خزيمة _ كما في صحيحه (4/68) _ : ( في القلب من عطية بن سعد العوفي).
    وكذلك لما روى عن عطية العوفي حديثا عن أبي سعيد قال:"......عن عطية مع براءتي من عهدته عن أبي سعيد........".

    أما أبو بكر البزار فقد قال فيه: يعدّ في التشيع ، روى عنه جلّة النّاس .
    فهل تعد هذا توثيقا ؟!!


    هذا بالنسبة للعوفي.

    وفي الحديث علة أخرى ليست الفضيل بن مرزوق فهو ثقة كما قال جمهور العلماء ,ولكن العلة الأخرى هي الفضل بن الموفق بن أبي المتئد الكوفي ففيه ضعف. قاله في التقريب وقال الذهبي في الميزان:" ضعفه أبو حاتم وكذا في الترغيب والترهيب للمنذري والكاشف للذهبي والتلخيص للحافظ ". فإن قلت قد وثقه ابن حبان كما ذكره المنذري في الترغيب والترهيب، قلت: لا اعتداد بتوثيق ابن حبان إذا تفرد به، قال الذهبي في الميزان في ترجمة عمارة بن حديد:" ولا تفرح بذكر ابن حبان له في الثفات فإن قاعدته معروفة من الإحتجاج بمن لا يعرفه "، ونص الحافظ في التهذيب، قال أبو حاتم:" كان شيخنا صالحاً ضعيف الحديث وكان قرابة لابن عيينة له عند ابن ماجة حديث أبي سعيد في القول: إذا خرج إلى الصلاة ". وقال البوصيري في الزوائد في هذا الحديث: هذا إسناده مسلسل بالضعفاء. عطية وهو العوفي، وفضيل بْن مرزوق، والفضل بْن الموفق كلهم ضعفاء.

    ملحوظة:
    الفضل بن الموفق ليس في كل طرق الحديث الأول وإنما هو في طريق ابن ماجة فقط.هذا للعلم.


    وبعد أخي العزيز فلا يخفى عليك ما في هذا الإسناد من طوام.

    وقد قلنا أن الحديث ضعفه غير واحد من الحفاظ كالمنذري في "الترغيب" والنووي وابن تيمية في "القاعدة الجليلة" وكذا البوصيري، فقال في "مصباح الزجاجة" (2/52): (هذا إسناد مسلسل بالضعفاء: عطية وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء). وقال صديق خان في "نزل الأبرار" (ص71) بعد أن أشار لهذا الحديث وحديث بلال الآتي بعده: (وإسنادهم ضعيف، صرح بذلك النووي في"الأذكار").
    وابن تيمية من الحفاظ كما قال الحافظ ابن حجر فقد صرح باستحقاق ابن تيمية رتبة (حافظ) كما في (التلخيص الحبير3 / 109) وكذلك شهد له السيوطي برتبة (حافظ، مجتهد، شيخ الإسلام ) (صون المنطق 1 طبقات الحفاظ ترجمة رقم ( 1144 ) والأشباه والنظائر3/683 نقل فيها ثناء ابن الزملكاني على شيخ الإسلام) .

    هذا هو الطريق الأول للحديث.

    الطرق الأخرى للحديث الأول:
    حديث بلال الذي أشار إليه صديق خان هو ما روي عنه أنه قال: كان رسول الله إذا خرج إلى الصلاة قال: بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم بحق السائلين عليك، وبحق مخرجي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً.. الحديث
    أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة - رقم82" من طريق الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله عنه.
    قال النووي في "الأذكار": (حديث ضعيف أحد رواته الوازع بن نافع العقيلي وهو متفق على ضعفه، وأنه منكر الحديث) وقال الحافظ بعد تخريجه: (هذا حديث واه جداً، أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من هذا الوجه وقال: تفرد به الوازع، وهو متفق على ضعفه وأنه منكر الحديث. والقول فيه أشد من ذلك، فقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وجماعة، متروك الحديث، وقال الحاكم: يروي أحاديث موضوعة) وقال ابن عدي : أحاديثه كلها غير محفوظة وقال البخاري : منكر هذا الحديث وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : وهو ضعيف . وقال أيضاً وهو متروك ومجمع على ضعفه.




    طريق ثالث:
    عن أبي أمامة قال: كان رسول الله إذا أصبح، وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء: اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد.. أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وبكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك... .
    قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/117): (رواه الطبراني، وفيه فضال بن جبير، وهو ضعيف مجمع على ضعفه).وقال في موضع آخرلا يحل الإحتجاج به)
    قال ابن حبان عن فضال هذا: (شيخ يزعم أنه سمع أبا أمامة، يروي عنه ما ليس منه حديثه). وقال أيضاً: (لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل له).
    وقال ابن عدي في "الكامل" (25/13): (أحاديثه كلها غير محفوظة).
    وقال عنه البيهقي في الشعب: (فضال صاحب مناكير).



    نقلاً عن
    http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=27957[/size]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:31

    تتمة :
    الكلام في معنى الحديث الأول:
    ها هي أقوال بعض العلماء في معنى الحديث:

    قال الطحاوي الحنفي في العقيدة الطحاوية:
    الجزء :1
    الصفحة :229
    قوله : (والشفاعة التي ادخرها لهم حق كما روي في الأخبار) .

    وأما الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره في الدنيا إلى الله تعالى في الدعاء ففيه تفصيل : فإن الداعي تارة يقول : بحق نبيك أو بحق فلان يقسم على الله بأحد من مخلوقاته فهذا محذور من وجهين : أحدهما : أنه أقسم بغير الله . والثاني : اعتقاده أن لأحد على الله حقاً . ولا يجوز الحلف بغير الله وليس لأحد على الله حق إلا ما أحقه على نفسه كقوله تعالى : "وكان حقا علينا نصر المؤمنين" . وكذلك ما ثبت في الصحيحين " من صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه وهو رديفه : يا معاذ أتدري ما حق الله على عباده قلت : الله ورسوله أعلم قال : حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قلت : الله ورسوله أعلم قال : حقهم عليه أن لا يعذبهم " . فهذا حق وجب بكلماته التامة ووعده الصادق لا أن العبد نفسه مستحق على الله شيئاً كما يكون للمخلوق على المخلوق فإن الله هو المنعم على العباد بكل خير وحقهم الواجب بوعده هو أن لا يعذبهم وترك تعذيبهم معنى لا يصلح أن يقسم به ولا أن يسأل بسببه ويتوسل به لأن السبب هو ما نصبه الله سبباً . وكذلك الحديث الذي في المسند " من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الماشي إلى الصلاة : أسألك بحق ممشاي هذا وبحق السائلين عليك " فهذا حق السائلين هو أوجبه على نفسه فهو الذي أحق للسائلين أن يجيبهم وللعابدين أن يثيبهم ولقد أحسن القائل :
    ‌ ما للعباد عليه حق واجــــب كلا ولا سعي لديه ضائع
    إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله وهو الكريم السامع
    فإن قيل : فأي فرق بين قول الداعي : بحق السائلين عليك وبين قوله : بحق نبيك أو نحو ذلك فالجواب : أن معنى قوله : بحق السائلين عليك أنك وعدت السائلين بالإجابة وأنا من جملة السائلين فأجب دعائي بخلاف قوله : بحق فلان - فإن فلاناً وإن كان له حق على الله بوعده الصادق - فلا مناسبة بين ذلك وبين إجابة دعاء هذا السائل . فكأنه يقول : لكون فلان من عبادك الصالحين أجب دعاي ! وأي مناسبة في هذا وأي ملازمة وإنما هذا من الاعتداء في الدعاء ! وقد قال تعالى : "ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين" . وهذا ونحوه من الأدعية المبتدعة ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن أحد من الأئمة رضي الله عنهم وإنما يوجد مثل هذا في الحروز والهياكل التي يكتب بها الجهال والطرقية . والدعاء من أفضل العبادات والعبادات مبناها على السنة والإتباع لا على الهوى والإبتداع .
    وإن كان مراده الإقسام على الله بحق فلان فذلك محذور أيضاً لأن الإقسام بالمخلوق لا يجوز فكيف على الخالق ?! وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من حلف بغير الله فقد أشرك " . ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه رضي الله عنهم : يكره أن يقول الداعي : أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام ونحو ذلك حتى كره أبو حنيفة ومحمد رضي الله عنهما أن يقول الرجل : اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك ولم يكرهه أبو يوسف رحمه الله لما بلغه الأثر فيه . وتارة يقول : بجاه فلان عندك يقول : نتوسل إليك بأنبيائك ورسلك وأوليائك . ومراده أن فلاناً عندك ذو وجاهة وشرف ومنزلة فأجب دعاءنا . وهذا أيضاً محذور فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لفعلوه بعد موته وإنما كانوا يتوسلون في حياته بدعائه يطلبون منه أن يدعو لهم وهم يؤمنون على دعائه كما في الاستسقاء وغيره . فلما مات صلى الله عليه وسلم قال عمر رضي الله عنه - لما خرجوا يستسقون - : اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا . معناه بدعائه هو ربه وشفاعته وسؤاله ليس المراد أنا نقسم عليك [به] أو نسألك بجاهه عندك إذ لو كان ذلك مراداً لكان جاه النبي صلى الله عليه وسلم أعظم وأعظم من جاه العباس .
    وتارة يقول : باتباعي لرسولك ومحبتي له وإيماني به وسائر أنبيائك ورسلك وتصديقي لهم ونحو ذلك . فهذا من أحسن ما يكون في الدعاء والتوسل والاستشفاع .
    فلفظ التوسل بالشخص والتوجه به فيه إجمال غلط بسببه من لم يفهم معناه : فإن أريد به التسبب به لكونه داعياً وشافعاً وهذا في حياته يكون أو لكون الداعي محباً له مطيعاً لأمره مقتدياً به وذلك أهل للمحبة والطاعة والإقتداء فيكون التوسل إما بدعاء الوسيلة وشفاعته وإما بمحبة السائل واتباعه أو يراد به الاقسام به والتوسل بذاته فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه .
    وكذلك السؤال بالشيء قد يراد به التسبب به لكونه سبباً في حصول المطلوب وقد يراد [به] الإقسام به .
    ومن الأول : حديث الثلاثة الذين أووا إلى الغار، وهو حديث مشهور في الصحيحين وغيرهما فإن الصخرة انطبقت عليهم فتوسلوا إلى الله بذكر أعمالهم الصالحة الخالصة وكل واحد منهم يقول : فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون . فهؤلاء : دعوا الله بصالح الأعمال لأن الأعمال الصالحة هي أعظم ما يتوسل به العبد إلى الله ويتوجه به إليه ويسأله به لأنه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله .
    فالحاصل أن الشفاعة عند الله [ليست] كالشفاعة عند البشر، فإن الشفيع عند البشر كما أنه شافع للطالب شفعة في الطلب بمعنى أنه صار شفعاً فيه بعد أن كان وتراً فهو أيضاً قد شفع المشفوع إليه وبشفاعته صار فاعلاً للمطلوب فقد شفع الطالب والمطلوب منه والله تعالى وتر لا يشفعه أحد [فلا يشفع عنده أحد] إلا بإذنه فالأمر كله إليه فلا شريك له بوجه . فسيد الشفعاء يوم القيامة إذا سجد وحمد الله تعالى فقال له الله : " ارفع رأسك وقل يسمع [واسأل تعطه] واشفع تشفع " فيحد له حداً فيدخلهم الجنة فالأمر كله لله . كما قال تعالى : "قل إن الأمر كله لله " . وقال تعالى : "ليس لك من الأمر شيء" . وقال تعالى : "ألا له الخلق والأمر"فإذا كان لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه لمن يشاء ولكن يكرم الشفيع بقبول شفاعته كما " قال صلى الله عليه وسلم : اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء " . وفي الصحيح : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا بني عبد مناف لا أملك لكم من الله شيئاً يا صفية يا عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أملك لك من الله شيئاً يا عباس عم رسول الله لا أملك لك من الله شيئا " . وفي الصحيح أيضاً " عن النبي صلى الله عليه وسلم : لا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء أو شاة لها يعار أو رقاع تخفق فيقول : أغثني أغثني فأقول : قد أبلغتك لا أملك لك من الله من شيء " . فإذا كان سيد الخلق وأفضل الشفعاء يقول لأخص الناس به : " لا أملك لكم من الله من شيء " فما الظن بغيره ? وإذا دعاه الداعي وشفع عنده الشفيع فسمع الدعاء وقبل الشفاعة لم يكن هذا هو المؤثر فيه كما يؤثر المخلوق في المخلوق فإنه سبحانه [وتعالى] هو الذي جعل هذا يدعو ويشفع وهو الخالق لأفعال العباد فهو الذي وفق العبد للتوبة ثم قبلها وهو الذي وفقه للعمل ثم أثابه وهو الذي وفقه للدعاء ثم أجابه . وهذا مستقيم على أصول أهل السنة المؤمنين بالقدر، وأن الله خالق كل شيء .


    وقال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم:
    قوله صلى الله عليه وسلم "أسألك بحق السائلين" توجيهه وبيان ضعفه
    الجزء :1
    الصفحة :796
    قوله صلى الله عليه وسلم أسألك بحق السائلين توجيهه وبيان ضعفه
    وأما قوله في حديث أبي سعيد: أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي هذا فهذا الحديث رواه عطية العوفي، وفيه ضعف. لكن بتقدير ثبوته هو من هذا الباب، فإن حق السائلين عليه سبحانه، أن يجيبهم، وحق المطيعين له أن يثيبهم، فالسؤال له، والطاعة سبب لحصول إجابته وإثابته فهو من التوسل به، والتوجه به، والتسبب به، ولو قدر أنه قسم لكان قسما بما هو من صفاته لأن إجابته وإثابته من أفعاله وأقواله. فصار هذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".


    وقال الألوسي وهو من المجيزين للتوسل:
    وأما ما رواه ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم في دعاء الخارج إلى الصلاة:
    "اللَّهمَّ إِني أسألكَ بحقّ السائلينَ عليك، وبحقّ ممشايَ هذا فإني لمْ أخرجْ أشراً ولا بطراً، ولا رياءً ولا سمعةً، ولكن خرجتُ اتقاءَ سخطكَ وابتغاءَ مرضاتكَ أن تنقذني منَ النار، وأن تدخلني الجنة".
    ففي إسناده العوفي وهو ضعيف. وعلى تقدير أن يكون من كلام النبي صلى اللَّه عليه وسلم، يقال فيه إِن حق السائلين عليه تعالى أن يجيبهم، وحق الماشين في طاعته أن يُثيبَهُم، والحق بمعنى الوعد الثابت المتحقق الوقوع فضلاً، ولا وجوباً، كما في قوله تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.

    وقال الألباني: (ومع كون هذين الحديثين ضعيفين فهما لا يدلان على التوسل بالمخلوقين أبداً، وإنما يعودان إلى أحد أنواع التوسل المشروع الذي تقدم الكلام عنه، وهو التوسل إلى الله تعالى بصفة من صفاته عز وجل، لأن فيهما التوسل بحق السائلين على الله وبحق ممشى المصلين. فما هو حق السائلين على الله تعالى؟، لا شك أنه إجابة دعائهم، وإجابة الله دعاء عباده صفة من صفاته عز وجل، وكذلك حق ممشى المسلم إلى المسجد هو أن يغفر الله له، ويدخله الجنة ومغفرة الله تعالى ورحمته، وإدخاله بعض خلقه ممن يطيعه الجنة. كل ذلك صفات له تبارك وتعالى).

    والله تعالى أعلم.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:32

    الحديث الثاني:
    عن أنس بن مالك قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دعا أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون...
    فلما فرغ دخل رسول الله ، فاضطجع فيه فقال: الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بين أسد، ولقنها حجتها، ووسع مدخلها بحق نبيك، والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين....

    قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/257): (رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه روح بن صلاح، وثقة ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح).
    ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/121) وإسناده عندهما ضعيف، لأن روح بن صلاح الذي في إسناده قد تفرد به، كما قال أبو نعيم نفسه، وروح ضعفه ابن عدي وقال:له أحاديث كثيرة في بعضها نكرة، وقال ابن يونس: رويت عنه مناكير، وقال الدارقطني (ضعيف الحديث) وقال ابن ماكولا: (ضعفوه) وقال ابن عدي بعد أن أخرج له حديثين: (له أحاديث كثيرة، في بعضها نكرة) فقد اتفقوا على تضعيفه فكان حديثه منكراً لتفرده به.
    قال الألبانيوقد ذهب بعضهم إلى تقوية هذا الحديث لتوثيق ابن حبان والحاكم لروح هذا، ولكن ذلك لا ينفعهم، لما عرفا به من التساهل في التوثيق، فقولهما عند التعارض لا يقام له وزن حتى
    لو كان الجرح مبهماً، فكيف مع بيانه كما هي الحال هنا)

    ومن العجب أن الشيخ عبد الله الغماري-رحمه الله-قد صحح هذا الحديث ثم أعقبه بشيء غريب فقال:
    (ولهذا الحديث طرق منها عن ابن عباس عند أبي نعيم في المعرفة والديلمي في الفردوس بإسناد حسن كما قاله الحافظ السيوطى).انتهى كلامه.
    التعقيب:
    ليس في حديث ابن عباس موضع الشاهد من حديث أنس وهو قوله (بحق نبيك والأنبياء الذين قبلي فإنك أرحم الراحمين)!!!.

    وقد رد علينا المجيز بالآتي:
    الكلام عن توثيق ابن حبان و الحاكم طويل و عريض و ذهب أئمة الشأن فيه للتفصيل. و منهم السيوطي و الإمام اللكنوي و الشيخ الطاهر الجزائري و زاهد الكوثري و أبو غدة و غيرهم...

    السيوطي رحمه الله في التدريب ج1 ص 53.
    العلامة اللكنوي في الأجوبة الفاضلة ص 87.
    الشيخ طاهر الجزائري في توجيه النظر إلى أصول الأثر ج1ص345

    تفصيل توثيق ابن حبان إلى قسمين و قد نص عليه في مقدمة ثقاته ج1 ص 13 .
    الأول ... من اختلف فيه علماء الجرح و التعديل ، فإذا ثبت عنده أنه ثقة أدخله في ثقاته و إلا فأودعه في كتاب آخر.

    الثاني... من لم يعرف بجرح و لا بتعديل و كان كل من شيخه و الراوي عنه ثقة ولم يأت بحديث منكر فهو ثقة عنده .

    فنسبة التساهل إليه ففي النوع الثاني فقط و رميه بالتساهل مطلقا إجحاف لإمام في الحديث كابن حبان . فالتساهل في نوع معين من الرواة فقط و أما توثيقه الأول فكباقي توثيق الأئمة تماما.


    قال الازهري الاصلي
    قال الألباني وقد ذهب بعضهم إلى تقوية هذا الحديث لتوثيق ابن حبان والحاكم لروح هذا، ولكن ذلك لا ينفعهم، لما عرفا به من التساهل في التوثيق، فقولهما عند التعارض لا يقام له وزن حتى
    لو كان الجرح مبهماً، فكيف مع بيانه كما هي الحال هنا)


    الرد

    إدعى الشيخ الألباني في الضعيفة ج1 ص 32 أن الجرح المفسر في روح بن صلاح بقول ابن يونس رويت عنه مناكير ، و بقول ابن عدي في الكامل في بعض حديثه نكرة ، و تناقض رحمه الله في الصحيحة ج 1 ص 769 واعتبر جرح منكر الحديث مردود لأنه جرح غير مفسر.

    و أما عبارات ابن يونس وابن عدي و غيرهم فلا تدل على الجرح .
    كما جاء في شرح الإلمام لابن دقيق العيد .
    و نصب الراية للزيلعي ج1 ص 179 .
    و في يفتح المغيث ج 1 ص347 .

    ...قولهم في الراوي روى مناكير لا يستلزم جرحه حتى تتفاحش عنه رواية المناكير فيقال فيه منكر الحديث .
    سأل الحاكم إمامه الدارقطني كما في السؤالات ص 217 .
    عن حال سليمان ابن بنت شرحبيل فقال ثقة . فقال الحاكم لكن عنده مناكير فأجابه الدارقطني قائلا يحدث بها قو م ضعفاء.اه
    فليس كل من روى المناكير عند أصحاب الفن من المجروحين.

    و روح بن صلاح هذا . روى عن الحفاظ كالحافظ يعقوب بن سفيان و الحافظ محمد بن إبراهيم البوشنجي و أحمد بن حماد بن زغبة صاحب النسائي.

    ثانيا توثيق الحاكم.
    قال الحافظ أبوحازم العبدوي كان الشيخ أبو بكر بن إسحاق و أبو الوليد النيسابوري يرجعان للحاكم في الجرح و التعديل و علل الحديث و صحيحه و سقيمه.
    و أضاف... أقمت عند الشيخ أبي عبد الله العصمي قريبا من ثلاث سنين و لم أر في جملة مشايخنا أتقى منه و لا أكثر تنقيرا ، فكان إ ذا أشكل عليه أمر أمرني أن أكتب إلى الحاكم و إذا رد عليه بجواب حكم به و قطع بقوله و انتخب على المشايخ خمسين سنة. أهـ من طبقات الشافعية ج 4 صـ158
    وما ذكره الذهبي و غيره في تساهل الحاكم فمتعلق بالمستدرك كما جاء في التنكيل ج1 ص 459 ، إذ كما هو معروف توفي رحمه الله قبل تبييض المستدرك و تنقيحه.
    و توثيق الحاكم لروح بن صلاح جاء في سؤالات السجزي أي خارج المستدرك .
    و الحاكم كان شديدا مع أئمة الفن في التوثيق أحيانا و متساهلا أحيانا أخرى كغيره. و قد عاب على الشيخين البخاري و مسلم لإخراجهما أحاديث رجال تكلم فيهم .
    و إمام في الحديث كالحاكم إذا حكم عن راو أنه أكثر من ثقة ـ ثقة مأمون ـ يعني في أعلى درجات القبول فليس من العدل أن يسقط تعديله إلى الجرح فأقل ما يقال فيه ثقة أو صدوق.
    فيتبين في الأخير أن توثيق إمامين في مستوى الحاكم و ابن حبان لراو معا لا يسقط الراوي للجرح الذي ينادي به البعض فيكون الحديث حسنا و لا يندرج تحت أقسام الضعيف.



    وقد رددنا على ما أورد بما يلي:
    بالنسبة للحديث الثاني:
    قال السهسواني في الصيانة:" روح ضعيف ضعفه ابن عدى، وهو داخل في القسم المعتدل من أقسام من تكلم في الرجال، كما في فتح المغيث للسخاوى، ولا اعتداد بذكر ابن حبان له في الثقات فإن قاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف كما في الميزان، وكذلك لا اعتداد بتوثيق الحاكم وتصحيحه فإنه داخل في القسم المتسمح "، قال السخاوى: وقسم متسمح كالترمذي والحاكم ". وقال السيوطى في التدريب:" وهو متساهل فما صححه ولم نجد فيه لغيره من المعتمدين تصحيحاً ولا تضعيفاً، حكمنا بأنه حسن إلا أن تظهر فيه علية توجب ضعفه ".
    وقال البدر بن جماعة:" والصواب أنه يتتبع ويحكم عليه بما يليق بحاله من الحسن أو الضعف أو الصحة "، ووافقه العراقي وقال:" أن حكمه عليه بالحسن فقط تحكم ". فقول الحاكم وابن حبان عند التعارض لا يقام له وزن حتى ولو كان الجرح مبهماً لم يذكر له سبب، فكيف مع بيانه، كما هو الحال في ابن صلاح هذا، فأنت ترى أئمة الجرح قد اتفقت عباراتهم على تضعيفه، وبينوا أن السبب رواية المناكير، فمثله إذا انفرد بالحديث يكون منكراً لا يحتج به.

    قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/270): تفرد به روح بن صلاح وهو في عداد المجهولين وقد ضعفه ابن عدي .
    وقال الشوكاني في الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ص 64: حديث فاطمة بنت أسد ضعيف فيه روح بن صلاح المصري وهو ضعيف.

    والله تعالى أعلم.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:32

    الحديث الثالث:
    عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد قال: كان رسول الله يستفتح بصعاليك المهاجرين .

    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/81/2)ومداره على أمية بن خالد مرفوعاً بلفظ:
    ... يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين .
    ولم تثبت صحبة أمية بن خالد، فالحديث مرسل ضعيف، وقال
    ابن عبد البر في "الاستيعاب" (1/38): (لا تصح عندي صحبته، والحديث مرسل)
    وقال الحافظ في "الإصابة" (1/133): (ليست له صحبة ولا رواية).
    وفيه علة أخرى، وهي عنعنة أبي اسحاق.

    ثم لو صح فإن معناه مخالف لما يظن البعض فقد قال المناوي في "فيض القدير": كان يستفتح أي يفتتح القتال، من قوله تعالى إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) ذكره الزمخشري.
    ويستنصر أي يطلب النصرة بصعاليك المسلمين أي بدعاء فقرائهم الذين لا مال لهم.
    فقد اخرج النسائي (2/15) بلفظ: " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم، وصلاتهم وإخلاصهم" وأصله في "صحيح البخاري" (6/67) فقد بين الحديث أن الاستنصار إنما يكون بدعاء الصالحين،لا بذواتهم وجاههم.

    وقد رد علينا المجيز بما يلي:
    عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد قال: كان رسول الله يستفتح بصعاليك المهاجرين
    الطبراني المعجم الكبير ج 1 ص 292
    رواه الطبراني من ثلاث طرق ، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج10 ص 262 ... رواه الطبراني و رجال الرواية الأولى رجال الصحيح.


    وقد رددنا على ما أورد بما يلي:
    بالنسبة للحديث الثالث:

    قال المناوي في فيض القدير:
    قال المنذري: رواته رواه الصحيح وهو مرسل اهـ. وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما رجال الصحيح اهـ. لكن الحديث مرسل ورواه عنه أيضاً البغوي في شرح السنة وقال ابن عبد البر: لا يصح عندي والحديث مرسل اهـ. وأمية لم يخرج له أحد من الستة وفي تاريخ ابن عساكر أن أمية هذا تابعي ثقة ولاه عبد الملك خراسان قال الذهبي في مختصره: والحديث مرسل وقال ابن حبان: أمية هذا يروي المراسيل ومن زعم أن له صحبة فقد وهم وقال في الاستيعاب: لا يصح عندي صحبته وفي أسد الغابة: الصحيح لا صحبة له والحديث مرسل وفي الإصابة ليس له صحبة ولا رؤية.


    ,وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة:
    أمية بن خالد قال بن حبان يروي المراسيل ومن زعم أن له صحبة فقد وهم قلت ذكره جماعة في الصحابة وهو وهم على ما سنبينه فأول من ذكره فيما علمت البغوي فقال حدثنا القواريري حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو إسحاق عن أمية بن خالد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين قال البغوي أمية بن خالد لا أرى له صحبة غير أن القواريري وابن أبي شيبة اخرجا هذا الحديث في المسند وقال بن قانع أمية بن خالد أحسب أن له رؤية وقال العسكري أمية بن خالد بن أسيد ذكر بعضهم أن له رؤية وذكره أيضا الطبراني وقال بن منده أمية بن خالد بن عبدالله بن أسيد الأموي في صحبته نظر عداده في التابعين [ص:246] توفي سنة ست وثمانين ثم ساق الحديث من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن المهلب عن أمية بن خالد بن أسيد فذكره والنسب الذي ترجم به مقلوب وذكره أبو نعيم على الصواب فقال أمية بن عبدالله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية ثم ساق حديثه ووقع في سياقه عن أمية بن عبدالله بن خالد على الصواب وقال مختلف في صحبته وكذا قال من قبله الباوردي وتبعه بن الجوزي وأما بن عبدالبر فقال أمية بن خالد لا يصح عندي صحبته قال ويقال إنه أمية بن عبدالله بن خالد بن أسيد قلت قد أوضح البخاري أمره فقال أمية بن عبدالله بن خالد بن أسيد سمع بن عمر وقال بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أمية بن خالد بن عبدالله بن أسيد وقال أبو عبيد هو عندي أمية بن عبدالله بن خالد يعني أنه قلب وروى الطبراني حديثه في المعجم الكبير فأتى بنسبه على الصواب فقال حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه حدثنا أبي حدثنا عيسى بن يونس عن أبيه عن حده أبي إسحاق عن أمية بن عبدالله بن أسيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين وبهذا الإسناد إلى بن إسحاق قال أمنا أمية بن عبدالله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ فيما بين السورتين إنا نستعينك قلت وأمية هذا ليست له صحبة ولا رؤية لأن الصحبة لجده خالد وهو أخو عتاب أمير مكة وأبوه عبدالله مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير واستعمله معاوية على فارس وأمية صاحب الترجمة ولاه عبدالملك بن مروان خراسان وخبر ولايته مشهور في التواريخ وكان المهلب معه في عسكره وكذا أبو إسحاق كما تقدم وأم أمية هذا أم حجر بنت شيبة بن عثمان وهي تابعية وكان أمية ربما نسب إلى جده خالد حتى ظن بعضهم أن أمية بن خالد عم لأمية بن عبدالله بن خالد لكن لولا اتحاد الحديث وأن أصحاب النسب كالزبير وغيره من علماء قريش لم يذكروا لخالد بن أسيد ابنا غير عبدالله لجوزنا ذلك وفي السنن الكبير للبيهقي من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبدالعزيز عن عطية بن قيس قال كتب بن عمر وأبو سلمة بن عبدالرحمن إلى أمية بن خالد بن أسيد فقرأ علينا كتابهما فذكر قصة فنسب أمية في هذا إلى جده وقد قال بن حبان في التابعين بعد أن ذكر أمية بن خالد وما قدمناه بعده أمية بن عبدالله بن خالد بن أسيد يروي عن بن عمر روى عنه أبو إسحاق السبيعي مات سنة ست وثمانين وتعقبوا عليه جعله اثنين وهو واحد لما اوضحناه وقال المدائني مات سنة سبع وثمانين.


    وقد قدمنا أقوال بعض العلماء في دلالة الحديث. هذا على فرض ثبوته.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:34

    أخرج الحافظ ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق الحافظ أبو الحسن بن بشران قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بنا سنان العوقي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة قال قلت: يا رسول الله، متى كنت نبياً? قال "لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه".

    وقد ورد هذا الحديث في أثناء مناقشة بيني وبين بعض مجيزي التوسل فقال:

    قال الشيخ محمود سعيد ممدوح في رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل و الزيارة ،صـ 247 : (و ذكره شيخنا العلامة المحقق السيد عبد الله بن الصديق الغماري ـ نور الله مرقده ـ في الرد المحكم المتين ( ص 138 ـ 139 ) و قال إسناد هذا الحديث قوي وهو أقوى شاهد وقفت عليه لحديث عبد الرحمن بن زيد أهـ ثم زاد الشيخ ممدوح و كذا قال الحافظ ابن حجر.
    ثم قال الشيخ ممدوح إسناده مسلسل بالثقات ما خلا راو واحد صدوق.
    ثم ختم كلامه قائلا
    فالصواب أن هذا الإسناد من شرط الحسن على الأقل و يصححه من يدخل الحسن في الصحيح من الحفاظ كابن حبان و الحاكم ).أهـ


    و الآن سأنقل كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله في الحديث و كيف علق في آخر الحديث عن تعضيد الحديث بحكمة بالغة.
    قال رحمه الله في الفتاوي ج2صـ150 .

    " وقد تقدم لفظ الحديث الذي في المسند عن ميسرة الفجر لما قيل له متى كنت نبياً? قال "وآدم بين الروح والجسد" وقد رواه أبو الحسن بن بشر أن من طريق الشيخ أبي الفرج بن الجوزي في )الوفا، بفضائل المصطفى( صلى الله عليه وسلم: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بنا سنان العوفي ثنا إبراهيم بن طهمان عن يزيد بن ميسرة عن عبد الله ابن سفيان عن ميسرة قال قلت: يا رسول الله، متى كنت نبياً? قال "لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش وكتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه".
    وروى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة: ومن طريق الشيخ أبي الفرج حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن رشدين ثنا أحمد بن سعيد الفهري ثنا عبد الله ابن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما أصاب آدم الخطيئة رفع رأسه فقال يا رب بحق محمد إلا غفرت لي، فأوحى إليه وما محمد? ومن محمد? فقال: يا رب إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك فإذا عليه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك عليك، إذ قرنت اسمه مع اسمك. فقال: نعم، قد غفرت لك وهو آخر الأنبياء من ذريتك ولولاه ما خلقتك" فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة . الفتاوى ج 2 ص 150] إنتبه لقول الإمام ابن تيمية
    فهذا الحديث يؤيد الذي قبله و هما كالتفسير للأحاديث الصحيحة .
    وهو يدل بذلك دلالة واظحة لا غبار عليها أن الحديث هذا عند ابن تيمية صالح للإستشهاد و يتقوى و يعضد بعضه بعضا كما يشرح بعضه بعضا كشرح الأحاديث للتفسير ، و الأحاديث الواهية كما لا يخفاك لا يعتمدها ابن تيمية لتفسير القرآن.
    انتهى كلام المناقش.

    ولما سألته عن (محمد بن صالح )الراوي في الإسناد قال:
    بالنسبة لمحمد بن صالح فهو إما
    - أبو بكر الأنماطي المعروف بكيلجة بكسر الياء و فتح اللام. ثقة حافظ من رجال التهذيب .
    أو هو :
    - محمد بن صالح الواسطي كعب الذراع ثقة أيضا مترجم له في تاريخ الخطيب ج 5ص360 .
    و الإختلاف في تعيين الثقة لا يضر كما لا يخفى عليك عند أصحاب الفن .
    انتهى كلامه.

    وقد رددنا عليه قائلين:


    بالنسبة لمحمد بن صالح:
    أ- ترجم الخطيب البغدادي لأربعة عشر راويا اسمهم (محمد بن صالح) :
    من طبقة محمد بن سنان العوقي: محمد بن صالح أبو إسماعيل الواسطي مولى ثقيف ويعرف بالبطيخي.وهو من المحتمل أن يروي عنه.
    ممن توفي بعده ومن المحتمل أن يروي عنه: محمد بن صالح الفزاري الخياط (ت:230 هـ)
    محمد بن صالح بن مهران المعروف بابن النطاح مولى بني هاشم يكنى أبا عبد الله وقيل أبا جعفر (ت:252 هـ)
    محمد بن صالح بن عبد الرحمن أبو بكر الأنماطي يعرف بكيلجة (ت:271 هـ)
    محمد بن صالح بن شعبة أبو عبد الله الواسطي يعرف بكعب الذارع (ت: هـ 276 هـ)
    محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي (وهو ممن سمع أحمد بن حنبل وابن حنبل من طبقة العوقي).

    ثم جاء بعدهم بثمانية رواه لا يحتمل روايتهم عن العوقي.فما الدليل على اختيار الإثنين من الستة؟

    ب-احتمال كونه الأول أو الثاني ممن ذكرتهما هذا لا يشهد للشاهد بحسن حتى لو كان المشكوك فيه ثقة فقد يروي الثقة عن ثقة ولكن الأول ضعيف في الثاني خاصة كما هو حال هشيم عن الزهري فكليهما ثقة لكن هشيم ضعيف في الزهري خاصة مع أنه قد روى عنه كثيرا وكذلك بالنسبة لعكرمة بن عمار فهو ثقة أو صدوق في الجملة لكن في روايته عن يحيى بن أبي كثير خاصة اضطراب وضعف وهناك أمثلة أخرى كثيرة فكيف بنا ونحن مع اسناد لا يرى مثله في كل كتب السنة!!.

    ج-هذا الحديث لم يروه أصحاب الصحيح ولا السنن ولا المسانيد ولا المعاجم ولا المستخرجات ولا غيرها من الكتب المتداولة .صحيح أن هذا لا يقدح في الحديث لكن هذا الأمر من المفترض أنه مشتهر أفلا يخرج إلا في كتب نادرة وقليلة جدا؟

    د-بل أكثر من هذا أن هذا الإسناد في غاية الندرة (فمحمد بن صالح الأنماطي المعروف بكيلجة) لا يروي عن محمد بن سنان العوقي ولا هو في شيوخ أحمد بن إسحاق بن صالح.
    ,وأما محمد بن صالح كعب الذارع فمن تلاميذه (أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري) الراوي عن (أحمد بن إسحاق بن صالح) الراوي عن (محمد بن صالح كعب الذارع) وكفى بهذا اضطرابا وغرابة.

    هـ -بل إن أحمد بن إسحاق بن صالح يروي مباشرة عن محمد بن سنان العوقي ولا يحتاج إلى واسطة غير معروفة عنه ولا عن العوقي.صحيح أنه قد يروي الراوي عن شيخه بواسطة (مثل مالك بن أنس فهو يروي عن نافع ولكن في بعض الأحيان يروي عن الزهري عن نافع ولكن في حديث قد رواه عن نافع) وفي حديثنا هذا لم يرو أحمد بن إسحاق بن صالح عن محمد العوقي هذا الحديث في أي مصدر.

    و-بل إن (محمد بن صالح الأنماطي كيلجة) لم يرو له أحد من أصحاب السنن ولا الصحاح والظان أن النسائي قد أخرج له يرد عليه الحافظ ابن حجر فى "تقريب التهذيب" ص /484 حيث يقول:
    لم يثبت أن النسائى أخرج له . اهـ .
    ,وأما (محمد بن صالح كعب الذارع) لم يرو عنه أحد من أصحاب السنن ولا المسانيد.

    ز-أما من روى عنهم محمد بن صالح كيلجة فقد قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عن :

    ثابت بن محمد الزاهد
    سعيد بن أبى مريم
    أبى عقبة عباد بن موسى القرشى الأزرق
    عبد الله بن عبد الوهاب الحجبى
    أبى معمر عبد الله بن عمرو المنقرى
    عفان بن مسلم
    أبى صالح محبوب بن موسى الفراء
    مسلم بن إبراهيم الأزدى
    أبى سلمة موسى بن إسماعيل
    موسى بن أيوب النصيبى
    أبى حذيفة موسى بن مسعود النهدى .

    وقال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" في ترجمته:
    سمع مسلم بن إبراهيم وعفان بن مسلم وأبا سلمة التبوذكي وأبا معمر المقعد وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وسعيد بن أبي مريم المصري ومحبوب بن موسى الفراء.
    قلت: (الأزهري الأصلي):فلم يزد الخطيب راويا واحدا عما قاله المزي.

    قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عنه :

    أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة
    أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى المعروف بابن أبى حامد ( صاحب بيت المال و سماه أحمد )
    إسماعيل بن محمد الصفار
    الحسين بن إسماعيل المحاملى
    عبيد الله بن عبد الرحمن السكرى
    محمد بن مخلد الدورى ( و سماه فى بعض المواضع أحمد )
    يحيى بن محمد بن صاعد .

    قال الخطيب البغدادي: روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري والقاضي أبو عبد الله المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وإسماعيل بن محمد الصفار وغيرهم.
    قلت (الأزهري الأصلي): فلم يزد أيضا عن المزي.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:34

    ,أما محمد بن صالح الواسطي فقد قال الخطيب البغدادي :
    وحدث بها(أي بغداد) عن عاصم بن علي وعمر بن حفص بن غياث وأبي سلمة التبوذكي وعباد بن موسى القرشي وموسى بن إسماعيل الختلي وداود بن شبيب البصري روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن عمرو الرزاز ومحمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب وأبو بكر بن مالك الإسكافي وكان ثقة.
    قلت (الأزهري الأصلي): ليس له ترجمة في التهذيبين.

    فكلا الرجلين لا يعرف لهما رواية عن محمد بن سنان العوقي ولا يعرف لأحمد بن إسحاق بن صالح رواية عن أحد منهما.

    ح- ثم إن العلماء قد تكلموا عن تفرد المتأخرين بالرواية وردها بعضهم وقبلها بعضهم بشرط اتصال الرواية وعدم شذوذها إلى غير ذلك من شروط.

    ط-الحديث رواه الحاكم قال: حدثنا أبو النضر الفقيه وأحمد بن محمد بن سلمة العنزي قالا حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن سنان العوفي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفخر.

    جاء في مسند أحمد: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا منصور بن سعد عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر.

    ورواه الطبراني في (الكبير): حدثنا حفص بن عمر الرقي وأحمد بن داود المكي قالا ثنا محمد بن سنان العوقي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر.
    , حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح وحدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن معين ح وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن بحر قالوا ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا منصور بن سعد عن بديل بن ميسرة إذنه عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر.

    كل هؤلاء لا يرويه إلا عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا قال وأدم بين الروح والجسد.
    وبدون الزيادة المذكورة.فلا يعقل أن يأتي اسناد آخر ويروي ما فات كل هؤلاء.

    وقد قال المزي في تهذيب الكمال: و قد اختلف فيه على عبد الله بن شقيق ، فرواه عنه خالد الحذاء هكذا (يقصد: عن ابن أبى الجدعاء ، قال : قلت : يا نبى الله ، متى كنت نبيا ؟ قال : " إذ آدم بين الروح و الجسد ") ، و رواه بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق ، عن ميسرة الفجر .

    ي-ثم إن من أخرج الحديث لم يتكلم فيه بتصحيح ولا تضعيف ولم يصححه اسناده سوى الشيخ الغماري بقوله اسناده قوي).

    قلت:نعم الإسناد كله ثقات (غير ما نقلناه عن الإضطراب في محمد بن صالح) لكن يا أخي الفاضل هناك علم ألف فيه فحول علم الحديث اسمه (علل الحديث) ولو درسته -وأظنك فعلت- لعلمت أن الحديث قد يكون اسناده قوي لكن فيه علة خفية مما يوهن الحديث وقد قدمنا بعض علل الحديث وما خفي كان أعظم ولكن اليد قصيرة ولم نر من تكلم عن هذا الحديث بتفصيل.

    ك-اسناد هذا الشاهد (غريب) حيث إنه لم يروه أحد عن رجال الإسناد سوى بهذا السند.فلا يروه عن العوقي سوى (محمد بن صالح) المجهول العين ولا يروه عن (محمد بن صالح) سوى (أحمد بن إسحاق) ومن فوقه.

    ل-ثم إن الحاكم نفسه يسمي ما ينفرد به الثقة شاذا وإن لم يخالف غيره هكذا ذكر السيوطي في ألفيته وذكر أنه رأي مرجوح.


    الخلاصة:لكل هذه الأسباب وغيرها لا يطمئن القلب ولا العقل ولا البحث الدقيق إلى صحة هذا الشاهد.والله أعلم.

    وقد رد بأنه الآن يعرض هذه التساؤلات على ممدوح سعيد

    ثم ظهرت مشكلة أخرى وهي أن كتاب الوفا بفضائل المصطفى لابن الجوزي في طبعة دار الكتب العلمية تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا ليس فيه الإسناد المذكور فلا ندري أحذف المحقق الإسناد أم أن الكتاب أصلا ليس فيه الإسناد أم هو تصحيف من شيخ الإسلام ابن تيمية أم من ناسخي الكتابين كليهما.


    ثم زدت في البحث فوجدت اليوم ما يلي:

    معضلات أساسية في الحديث غير ما ذكرنا:
    كتاب الوفا بفضائل المصطفى للإمام ابن الجوزي نشر لأول مرة بمصر عام 1386هـ-1966م وقد قام بنشره الأستاذ /مصطفى عبد الواحد كما ذكر هو في مقدمة كتاب ابن الجوزي هذا طبعة دار الكتب الحديثة وقد ذكر أن النسخة التي نشرها هي حاصل توفيقه بين مخطوطتين للكتاب:
    الأولى:النسخة التيمورية رقم 192 واسمها (الوفا بأحوال المصطفى).
    الثانية:نسخة مكتبة الأزهر رقم 36 تاريخ واسمها (الوفا في بعض أحوال المصطفى).
    وذكر أن الكتاب له نسخ مخطوطة أخرى في المتحف البريطاني رقم 7709 وفي برلين رقم 9573,9574 وفي الزيتونة بتونس (ذكر ذلك نقلا عن بروكلمان) وقد سمى بروكلمان الكتاب باسم (الوفا في فضائل المصطفى) وسماه سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان (الوفا بفضائل المصطفى)
    وقد رجح الأستاذ/مصطفى عبد الواحد أن اسم الكتاب (الوفا بأحوال المصطفى).
    هذه نبذة عن الكتاب ولنخلص الآن إلى مرادنا من هذه المقدمة.

    كما ذكرنا وتساءلنا: (أن كتاب الوفا بفضائل المصطفى لابن الجوزي في طبعة دار الكتب العلمية تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا ليس فيه الإسناد المذكور فلا ندري أحذف المحقق الإسناد أم أن الكتاب أصلا ليس فيه الإسناد أم هو تصحيف من ابن تيمية أم من ناسخي الكتابين أحدهما أو كليهما.فلو ذكرتم اسناد الحديث من كتاب ابن الجوزي معزوا للصفحة؟)

    وقد قمنا بمزيد بحث فوجدنا الآتي:
    السند أيضا ليس موجودا في طبعة دار الكتب الحديثة المحققة من الأصول المخطوطة للكتاب بواسطة الأستاذ/مصطفى عبد الواحد فقلت في نفسي لعل المحقق أراد اختصار الكتاب فحذف الأسانيد ولكن خاب ظني حيث وجدت في المقدمة ما يلي:

    قال الأستاذ/مصطفى عبد الواحد في مقدمة الكتاب غير المذيلة بأرقام:
    (وقد آثر ابن الجوزي حذف الأسانيد من أخباره -رغبة في الإيجاز-كما قال في المقدمة: "ولا أطرق الأحاديث خوفا على السامع من ملالته" ولو أنه أثبت الأسانيد لطال الكتاب وبلغ عدة أجزاء وبعض الأحاديث يزيد سنده على نصه بأضعاف كثيرة) انتهى كلام الأستاذ/مصطفى.

    وخلال الكتاب كله لم يضع ابن الجوزي لحديث سندا وقد ذكر حديثنا هذا ص 33 كما يلي:
    (عن ميسرة قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، متى كنت نبيا‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات، وخلق العرش، كتب على ساق العرش‏:‏ محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأبواب والأوراق، والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى، نظر إلى العرش فرأى اسمى فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه‏)‏‏انتهى بنصه.

    وأشار للحديث مرة أخرى ص 359 فقال:
    (ومن بيان فضله -أي النبي صلى الله عليه وسلم-على الأنبياء: أن آدم سأل بحرمة محمد أن يتوب عليه كما ذكرنا).
    قال المحقق:انظر ص33. انتهى بالنص.

    وفي النهاية يبقى السؤال: من أين جاء الإمام ابن تيمية بالإسناد؟ ومن أين جاء الشيخان الغماري وممدوح سعيد بالإسناد؟
    أما السؤال الأول:فأظن أن ابن تيمية أخطا في سند هذا الحديث أو أن الخطأ في ناسخي كتبه القدامى والمحدثين.إلا إذا أثبت لنا العكس يا أخ ميثاق.

    أما السؤال الثاني:فأظن إجابته معروفة وهي أن الشيخين الغماري وممدوح قد نقلا ذلك عن ابن تيمية ولم يشيرا إلى ذلك تقليدا أو...!!!

    وهذه مشاركة من أحد أعضاء ملتقى أهل الحديث أخذت النافع فيها وتركت غيره:

    (الحديث الذي ذكرته منكر للأسباب التالية :
    1-هذا المتن لا يوجد مسندا إلا في الكتب التي ذكرت ، وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (23/281) من قول كعب الأحبار ، وهو بذلك أشبه ، فإن رجاله ثقات عنده.

    2-أخرج الذهبي بهذا الإسناد حديث ميسرة الفجر قال : قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا ؟ قال [ وآدم بين الروح والجسد ] .
    وإليك البيان :
    ساق الذهبي في سير أعلام النبلاء (7/384) بإسناده إلى علي بن محمد المعدل (وهو الإمام أبو الحسين بن بشران – أنظر ترجمته في السير (17/311)) أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن سنان العوقي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال ..فذكره.
    قال الذهبي (( هذا حديث صالح السند ولم يخرجوه في الكتب الستة )).

    نستنتج من هذه الرواية الآتي :
    1-لا وجود لمحمد بن صالح في الإسناد ، فهو مقحم في إسناد الكتب التي ذكرته أنت ، ولما بينته من كتب الرجال والطبقات والتواريخ وطبعات الكتاب المختلفة.
    2-المتن مختصر جدا ، ليس فيه مستمسك لأهل البدع.
    3-على افتراض أن محمد بن صالح ليس مقحما في الإسناد ، فقد خالف هؤلاء الرواة عن العوقي :
    1)حفص بن عمر الرقي – لدى الطبراني
    2)أحمد بن داود المكي – لدى الطبراني
    3)أبو النضر الفقيه –لدى الحاكم
    4)محمد بن عثمان بن أبي شيبة –لدى الحاكم
    لروايتهم الحديث مختصرا كما ذكرته أنت ، وتفرد محمد بن صالح بالرواية المطولة ، فيكون الحديث شاذا لمخالفته الأكثر.

    تنبيه : حديث ميسرة الفجر لا يصح مسندا ، وإنما الصواب فيه الإرسال :
    قال الترمذي في العلل (ص/368) : (( حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن مهدي حدثني منصور بن سعد عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا ؟ قال [ وآدم بين الروح والجسد ].
    وتابعه إبراهيم بن طهمان عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر .
    وروى حماد بن زيد ويزيد بن زريع وغير واحد هذا الحديث عن عبد الله بن شقيق قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى كتبت نبيا – ولم ذكروا فيه عن ميسرة الفجر ))
    وأنظر طرق الحديث في الطبقات الكبرى لابن سعد (1/148 و 7/59) ومسند الإمام أحمد (4/66 و 5/59 و 5/379) ومصنف ابن ابي شيبة (7/329) والآحاد والمثاني لابن ابي عاصم (5/347) والسنة له أيضا (1/179) ومسند الروياني (2/496) وضعفاء العقيلي (4/168) ومعجم الصحابة لابن قانع (1/347) والحلية لأبي نعيم (7/122 و 9/53).

    قال الحافظ في الإصابة (8279) :
    (( ميسرة الفجر : صحابي ، ذكره البخاري والبغوي وابن السكن وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من طريق بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر ..(فذكر الحديث) وهذا سند قوي ، لكن اختلف فيه على بديل بن ميسرة ، فرواه :
    منصور بن سعد عنه هكذا ،
    وخالفه حماد بن زيد فرواه عن بديل عن عبد الله ين شقيق قال قيل يا رسول الله – لم يذكر ميسرة
    وكذا رواه حماد عن والده وعن خالد الحذاء كلاهما عن عبد الله بن شقيق
    وكذا رواه حماد بن سلمة عن خالد عن عبد الله بن شقيق قال قلت يا رسول الله (..الحديث) ، أخرجه البغوي أيضا .
    وأخرجه من طريق أخرى عن حماد فقال عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت يا رسول الله (..الحديث) وأخرجه أحمد من هذا الوجه ، وسنده صحيح . وقد قيل إنه عبد الله بن أبي الجدعاء – الماضي في العبادلة ، وميسرة لقب )) انتهى كلام الحافظ رحمه الله.

    وقد ثبت هذا المتن [ وآدم بين الروح والجسد ] من حديث أبي هريرة وابن ابي الجدعاء :
    1-ففي سنن الترمذي (تحفة الأحوذي/3758) ومستدرك الحاكم (2/665) وتاريخ أصبهان لأبي نعيم (2/197) عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة ؟ قال [ وآدم بين الروح والجسد ]
    قال الترمذي (( حديث حسن صحيح غريب من حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وفي الباب عن ميسرة الفجر ))
    2-وأخرج ابن سعد (1/148) وابن قانع (2/127) والضياء في المختارة (9/142-143) هذا المتن من حديث ابن أبي الجدعاء وقال الضياء (( ذكر الدارقطني جماعة من الصحابة رويت أحاديثهم من وجوه صحاح لا مطعن في ناقليها ولم يخرجا أحاديثهم – يعني البخاري ومسلما – فيلزم إخراجها على مذهبهما مما أخرجاه أو أحدهما – فذكر منهم عبد الله بن ابي الجدعاء ، روى حديثه خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عنه ))انتهى كلامه.


    وقد وضعنا هذا الحديث في مشاركة منفردة لكثرة السؤال عنه وهذا رابطها:
    http://www.d-sunnah.net/forum/showth...CA%D4%DD%DA%C7
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:36

    الحديث الفائت كان أحد طرق الحديث الذي سأورده الآن وقد رأيت إفراده كما قلت لكثرة السؤال عنه أما طرق الحديث الأخرى فهي:

    الحديث الرابع:
    عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: " لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال: يا آدم ?! وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضِف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال: غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتُك" .

    أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/615) من طريق أبي الحارث عبد الله بن مسلم الفهري: حدثنا إسماعيل بن مسلمة: أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر. وقال: (صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب).
    فتعقبه الذهبي فقال: (قلت: بل موضوع، وعبد الرحمن واهٍ، وعبد الله بن أسلم الفهري
    لا أدري من ذا)
    الذهب
    قال الذهبي في الميزان:" عبد الله بن مسلم أبو الحارث الفهري روى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم خبرا باطلاً فيه يا آدم لو لا محمد ما خلقتك ). ً
    وقد أورد الحاكم في المستدرك (3/332) حديثاً آخر لعبد الرحمن هذا ولم يصححه، بل قال: (والشيخان لم يحتجا بعبد الرحمن بن زيد!).
    ومدار الحديث على عبد الرحمن بن زيد بن أسلم،وقد ضعفه الحافظ ابن حجر في التلخيص وفي فتح الباري وغيرهما, وقال البيهقي: (تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، من هذا الوجه، وهو ضعيف)وكذلك ضعفه الهيثمي في المجمع وقال ابن الجوزي:اجمعوا على ضعفه .وهو متهم بالوضع، رماه بذلك الحاكم نفسه فقد قال في كتاب "المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم":
    (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة، لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه). وقد أورد الحاكم أيضا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في كتابه "الضعفاء"
    ، وقال في آخره: (فهؤلاء الذين قدمت ذكرهم قد ظهر عندي
    جرحهم، لأن الجرح لا يثبت إلا ببينة، فهم الذين أبين جرحهم لمن طالبني به، فإن الجرح
    لا أستحله تقليداً، والذي أختاره لطالب هذا الشأن أن لا يكتب حديث واحد من هؤلاء
    الذين سميتهم، فالراوي لحديثهم داخل في قوله :من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبَيْن). وقد ضعفه أيضا أحمد بن حنبل وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني والحافظ العلائي والمناوي والعلجوني والزيلعي والسخاوي والشوكاني وغيرهم.قال الترمذي وعبدُ الرحمَن بنُ زَيْدِ بنِ أسْلَمَ ضَعِيفٌ في الحَديثِ، ضَعفَهُ أحمدُ بنُ حَنْبَلٍ وعليّ بنُ المَدِينيّ وغيْرُهُما مِنْ أهلِ الحَديثِ، وهو كَثِيرُ الغَلَطِ.)
    وقال ابن حبان: (كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك من روايته من رفع المراسيل، وإسناد الموقوف، فاستحق الترك). وقال فيه أبو نعيم: (روى عن أبيه أحاديث موضوعة). وكذا قال الحاكم نفسه
    كما سبق ,بل ضعّفه جداً علي بن المديني وابن سعد وغيرهما، وقال الطحاوي: (حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف)
    قال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: سأل رجل عبد الرحمن بن زيد بن أسلم حدثك أبوك عن أبيه أن سفينة نوح طافت بالبيت وصلت خلف المقام ركعتين؟ قال: نعم. قال محمد بن عبد الله: سمعت الشافعي يقول: ذكر لمالك حديث فقال: من حدثك به؟ فذكر به إسنادا منقطعاً فقال: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يحدثك عن أبيه عن نوح عليه السلام- " انتهى.
    ً وقد أطلت الكلام فيه لما ذكره الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب في حديث في كتاب البيوع حيث قال:" عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد وثق قال ابن عدي أحاديثه حسان وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب حديثه انتهى" فهذا القول بين هذه الأقوال جميعها كنقطة في بحر.وليس للعاقل التمسك به وإنما عليه أيضا أن ينظر إلى علل الحديث الأخرى.


    والفهري أورده الذهبي في "الميزان" وساق له هذا الحديث وقال: (خبر
    باطل)? وكذا قال الحافظ ابن حجر في "اللسان" (3/360) وزاد عليه قوله في الفهري هذا: (لا أستبعد أن يكون هو الذي قبله فإنه من طبقته) قلت: والذي قبله هو عبد الله بن مسلم بن رُشيد، قال الحافظ: ذكره ابن حبان، متهم بوضع الحديث، يضع على ليث ومالك وابن لهيعة، لا يحل كتب حديثه، وهو الذي روى عن ابن هدية نسخة كأنها معمولة).


    قال الألباني: (والحديث رواه الطبراني في "المعجم الصغير" (?207): ثنا محمد بن داود بن أسلم الصدفي المصري: ثنا أحمد ابن سعيد المدني الفهري: ثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به. وهذا سند مظلم فإن كل من دون عبد الرحمن لا يعرفون، وقد أشار إلى ذلك الحافظ الهيثمي حيث قال في "مجمع الزوائد" (8/253): (رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم).)


    ويقول الألباني: (وللحديث عندي علة أخرى وهي اضطراب عبد الرحمن أو من دونه في إسناده، فتارة كان يرفعه كما مضى، وتارة كان يرويه موقوفاً على عمر، لا يرفعه إلى النبي ، كما رواه
    أبو بكر الآجري في كتاب "الشريعة" (ص 427) من طريق عبد الله ابن اسماعيل بن أبي مريم
    عن عبد الرحمن بن زيد به، وعبد الله هذا لم أعرفه أيضاً، فلا يصح عن عمر مرفوعاً
    ولا موقوفاً، ثم رواه الآجري من طريق آخر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنه قال: من الكلمات التي تاب الله بها على آدم قال: اللهم أسألك بحق محمد عليك.. الحديث نحوه مختصراً، وهذا مع إرساله ووقفه، فإن إسناده إلى ابن أبي الزناد ضعيف جداً، وفيه عثمان بن خالد والد أبي مروان العثماني، قال النسائي: (ليس بثقة).)انتهى كلامه.

    وقد رد المجيز بالآتي:
    بعد أن اعترف بضعف الحديث بدون شواهده قال:
    (صحيح أن أغلبهم تكلموا فيه و ليس كلهم و هاك من صححه.
    نقل الحديث الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية.ج1ص180.
    صحح الحديث الإمام السبكي في شفاء السقام .
    صححه السراج البلقيني و الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى .
    وصححه الحافظان القسطلاني و الزرقاني في شرح المواهب ج1صـ62.)انتهى كلامه


    وقد رددنا على كلامه بما يلي:


    تقول: (صححه الحاكم) هذا غلط فالحاكم قال (صحيح الإسناد) والمشتغلون بالحديث يفرقون بين صحة الإسناد وصحة الحديث نفسه.

    ,وتقول: (صححه السيوطي في الخصائص).
    وهذا أيضا غلط فالسيوطي لم يعقب الحديث بتصحيح في الخصائص وأراك أخذت قول السيوطي في مقدمة الخصائص(1/8)ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد) فعممته ولا يخفى عليك أن قول السيوطي هذا لا يفيد صحة كل ما يورده.والإمام السيوطي في"الخصائص" اتبع أبا نعيم في "الخصائص"أيضا له وإن كان الإسناد مظلما صرح بهذا في الخصائص (1/47) فقال بعد ذكر حديثين منكرينولم تكن نفسي تطيب بإيرادهما ولكني تبعت الحافظ أبا نعيم في ذلك).
    والدليل على ذلك أنه قد ضعف نفس الحديث في كتاب آخر وهو كتاب "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا" (ص30)

    ,وتقول:"صححه القسطلاني":
    وهذا أيضا غلط فهذا كتاب القسطلاني "المواهب" فدلنا على أي موضع صححه فيه.
    والصحيح أنه ذكر كلام البيهقي الذي ذكرناه في الحديث هناك في أول الموضوع فارجع إليه ونصه (1/76)مع الشرحوقال -أي البيهقي-:تفرد به عبد الرحمن)هذا كلام القسطلاني.
    وفهم مراده شارح المواهب الزرقاني فقال‏:‏ ‏(‏تفرد به عبد الرحمن، أي‏:‏ لم يتابعه عليه غيره، فهو غريب مع ضعف راويه‏)‏ اهـ‏.‏
    ثم إن القسطلاني كثير النقل عن السيوطي ولا يذكر ذلك وفي ذلك حادثة حدثت بينهما ذكرها العماد في شذرات الذهب (8/122-123) يقول:‏(‏ويحكى أن الحافظ السيوطي كان يغض منه ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمد منها، ولا ينسب النقل إليها، وأنه ادعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكريا، فألزمه ببيان مدعاه، فعدد مواضع قال إنه نقل فيها عن البيهقي، وقال‏:‏ إن للبيهقي عدة مؤلفات فليذكر لنا ذكره في أي مؤلفاته لنعلم أنه نقل عن البيهقي فنقله برمته، وكان الواجب أن يقول‏:‏ نقل السيوطي عن البيهقي‏.‏ وحكى الشيخ جار الله بن فهد أن الشيخ رحمه الله قصد إزالة ما في خاطر الجلال السيوطي، فمشى من القاهرة إلى الروضة إلى باب السيوطي ودق الباب‏.‏ فقال له‏:‏ من أنت‏؟‏ فقال‏:‏ أنا القسطلاني، جئت إليك حافيا مكشوف الرأس ليطيب خاطرك علي، فقال له‏:‏ قد طاب خاطري عليك، ولم يفتح له الباب، ولم يقابله‏)‏ انتهى النقل عن ‏"‏الشذرات‏"‏‏.‏

    ,وتقول :"صححه الزرقاني" وهذا أيضا غلط فالزرقاني ضعفه ولم يصححه فقال كما في شرح المواهب(1/76):
    (هو غريب مع ضعف راويه).

    ,وتقول"صححه السبكي" وهذا أيضا غلط فالسبكي قلد الحاكم في تصحيح الإسناد حيث قال (ص163)وقد اعتمدنا في تصحيحه على الحاكم) والمقلد لا ينسب إليه مذهب أو رأي فلا يجوز أن يقال :"صححه السبكي".
    وكل هذا مع أن السبكي مقر بوجه الضعف فيه لكنه قال‏عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لا يبلغ في الضعف إلى الحد الذي ادعاه‏)‏‏.‏

    ,تقول:"صححه السراج البلقيني" فهل من الممكن أن تدلنا على مكان تصحيحه للحديث فمبلغ علمي-وهو قليل جدا-أنه لم يصحح إسناد الحديث إلا الحاكم.

    ,وتقول: (نقله الحافظ ابن كثير) فهل هذا تصحيح أو تضعيف؟!!
    والصحيح أن ابن كثير ضعفه في البداية والنهاية (1/323) حيث قال عن راويه:"وهو متكلم فيه" ونقل كلام البيهقي بضعف راويه.

    وهذه زيادة:
    ذكر من ضعف هذا الحديث:

    فمنهم‏:‏ البيهقي في ‏"‏دلائل النبوة‏"‏ ‏(‏5/486‏)‏‏.‏

    ومنهم‏:‏ الذهبي في ‏"‏تلخيص المستدرك‏"‏ ‏(‏2/615‏)‏، قال‏:‏ ‏(‏موضوع‏)‏، وفي ‏"‏الميزان‏"‏‏:‏ قال‏:‏ ‏(‏باطل‏)‏، فهو موضوع الإسناد باطل المتن‏.‏

    ومنهم‏:‏ الشيخ تقي الدين بن تيمية حكم بوضعه في ‏"‏الرد على البكري‏"‏ ‏(‏ص6‏)‏ من مختصره‏.‏

    ومنهم‏:‏ ابن عبد الهادي الحافظ نصر القول بوضعه في ‏"‏الصارم المنكي‏"‏‏.‏

    ومنهم‏:‏ الحافظ ابن كثير في ‏"‏البداية والنهاية‏"‏ ‏(‏2/323‏)‏ قال عن راويه‏:‏ ‏(‏وهو متكلم فيه‏)‏ ونقل كلام البيهقي بضعف راويه‏.‏

    ومنهم‏:‏ الهيثمي في ‏"‏مجمع الزوائد‏"‏ ‏(‏8/253‏)‏‏.‏

    ومنهم‏:‏ السيوطي في ‏"‏تخريج أحاديث الشفاء‏"‏ ‏(‏ص30‏)‏‏.‏

    ومنهم‏:‏ الزرقاني في ‏"‏شرح المواهب‏"‏ ‏(‏1/76‏)‏‏.‏

    ومنهم الشهاب الخفاجي في ‏"‏شرح الشفاء‏"‏ ‏(‏2/242‏)‏‏.‏

    ومنهم ملا علي القاري في ‏"‏شرح الشفاء‏"‏ ‏(‏1/215‏)‏‏.‏

    ومنهم ابن عراق في ‏"‏تنزيه الشريعة‏"‏ ‏(‏1/67‏)‏ وذكر القول ببطلانه‏.‏

    فرد علينا بما يلي:
    1 قلت لك الحديث صححه الحاكم ، قلت بل صحح فقد إسناده.
    لقوله صحيح الإسناد . وبعما بينت لك وجه كلام أهل الشأن في ذلك .أطرح عليك السؤال التالي
    هل تتفق معي أم لا أن الحكم قد صححه.

    2 قلت لك صححه القصطلاني في المواهب و الزرقاني و هاك الموضع رقم المجلد و الصفحة ج2 صـ 62 و ذكرت لي تضعيفه له في موضع آخر فالأمر يبقى معلقا .

    3 قلت لك صححه السبكي في شفاء السقام و قلت
    وهذا أيضا غلط فالسبكي قلد الحاكم في تصحيح الإسناد حيث قال (ص163)وقد اعتمدنا في تصحيحه على الحاكم) والمقلد لا ينسب إليه مذهب أو رأي فلا يجوز أن يقال :"صححه السبكي.
    أقول سيدي كلمة قلد الحاكم ليست في محلها لأن المتتبع لكلامك يحسب السبكي قلد و نقل تصحيح غيره من غير تحقيق و ها أنا أنقل لك حرفيا ما قاله السبكي و أن موافقته لتصحيح الحاكم كان بعد التحقيق لقوله ـ على ما تبين لنا صحته ـ كما سوف ترى .
    و حاشاه سيدي أن يكون مقلدا في التصحيح دون التحقيق كما فهمت من كلامك. لذلك قلت صححه ليس فقد لنقله تصحيح غيره دون تحقيق و نظر.

    قال الحافظ التقي السبكي في شفاء السقام ص 161:
    " و أقول إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز في كل حال ، قبل خلقه و بعد خلقه في مدة حياته في الدنيا و بعد موته في مدة البرزخ ، و بعد البعث في عرصات القيامة و الجنة . وهو على ثلاثة أنواع:
    النوع الأول : أن يتوسل به بمعنى أن طالب الحاجة يسأل الله تعالى به أو بجاهه أو ببركته فيجوز ذلك في الأحوال الثلاثة ، و قد ورد في كل منها خبر صحيح ، أما الحالة الأولى قبل خلقه فيدل على ذلك آثار عن الأنبياء الماضين صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين اقتصرنا منها على ما تبين لنا صحته و هو ما رواه الحاكم....ثم ذكر الحديث ".
    ثم قال ...
    " و الحديث المذكور لم يقف عليه ابن تيمية بهذا الإسناد و لا بلغه أن الحاكم صححه فإنه قال ـ أعني ابن تيمية ' أما ما ذكره في قصة آدم من توسله فليس له أصل و لا نقله أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد يصلح للإعتماد عليه و لا للإعتبار و لا للإستشهاد ' ، ثم ادعى ابن تيمية أنه كذب و أطال الكلام في ذلك جدا بما لا حاصل تحته بالوهم و التخرص و لو بلغه أن الحاكم صححه لما قال ذلك أو لتعرض للجواب عنه ، و كأني به إن بلغه بعد ذلك يطعن في عبد الرحمن بن زيد بن أسلم راوي الحديث ، و نحن نقول قد اعتمدنا في تصحيحه على الحاكم ، و أيضا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لا يبلغ في الضعف إلى الحد الذي ادعاه" ، ... ثم قال السبكي " وسنزيد هذا المعنى صحة و تثبيتا بعد استفاء الأقسام ".
    ثم قال السبكي " و أما ما ورد من توسل نوح و إبراهيم و غيرهما من الأنبياء فذكره المفسرون و اكتفينا عنه بهذا الحديث لجودته و تصحيح الحاكم له ." إنتهى كلام السبكي.
    يقول الفقير.
    الخلاصة من كلام السبكي نستفيد ما يلي.
    أنت ترى معي سيدي أن موافقة تصحيح السبكي للحاكم إعتمدها ليس تقليدا بل بعد تمحيص و تحقيق .

    - فقال في البداية ." إقتصرنا منها على ما تبين لنا صحته ."
    - أنظر إليه وهو يتطرق إلى عبد الرحمن بن زيد ، جرحا و تعديلا . فيقول عنه لا يبلغ في الضعف إلى الحد الذي ادعاه (ابن تيمية).
    - و انظر إليه وهو يقول عن الحديث و اكتفينا بهذا الحديث لجودته و تصحيح الحاكم.
    فالحديث عنده مقبول لجودته هذا حكمه هو ثم زاد و كذلك قبلناه لتصحيح الحاكم له .
    فالرجل قال تبين لنا صحته و قال قد اعتمدنا في تصحيحه على الحاكم و إذا راعينا ما نقلته من مناقشته للحديث نفهم أنه صححه هو بعدما اطلع على تصحيح الحاكم له فاعتمد عليه ليصححه هو تحقيقا لا تقليدا.


    وقد رددنا عليه بما يلي:
    أنت تعلم -أخي الكريم-أن القسطلاني له كتاب (المواهب اللدنية) وقد شرحه الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) وبناء على هذا أقول:
    لم يصحح القسطلاني الحديث في كتابه كله ولم يتكلم عن الحديث إلا مرة واحدة نقل فيها كلام البيهقي الدال على التضعيف وهذا ما فهمه الزرقاني نفسه وقد قدمنا كلامهما فلا داعي لإعادته لأنك تكره التكرار.

    لا يوجد في المجلد الثاني كله -من شرح الزرقاني-أي ذكر لهذا الحديث وإنما ذكره مرة واحدة ذكرنا قوله فيها ولا داعي للتكرار فانظر سابق كلامنا.

    ورجاءا: كما نقلت كامل كلام الإمام السبكي مما أقنعني بأنه ليس بمقلد في تصحيح الحديث فأرجو نقل كلام الشيخين القسطلاني والزرقاني فربما تظهر ما لم أطلع عليه.

    الخلاصة:أن القسطلاني والزرقاني قد ضعفا الحديث.
    .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:42

    ,وبالنسبة لكلامكم عن الإمام السبكي فهو حق والحق أحق أن يتبع.

    فرد علينا بما يلي:
    أشكرك بقناعتك العلمية التي لم تنتصر فيها لنفسك بل للحق باقتناعك أن السبكي صحح الحديث فقد صححه إلى الآن حافظان حسبك و سنأتي اـلبقية شيئا فشيئا.
    2 ـ عن قول السيوطي و البلقيني فضلت عدم ذكرهم ثانية لعدم توفر نصيهما لدي ، مع أن السيوطي ذكر في مقدمته أنه لا ينقل إلا ما صح عنده . فأقول أن السيوطي يعتبره صحيحا ولكن ليس هو الذي صححه .
    و سأنقل كلامهم إن شاء الله تعالى خدمة للنقل الصحيح حتى لو كان كلامهم ضدي و هذا نصرة للحق و لأمانة كلامهم رحمهم الله جميعا عند توفر النصين لدي .

    3 - قلت سيدي الأزهري الأصلي ما يلي: "
    -أنت تعلم -أخي الكريم-أن القسطلاني له كتاب (المواهب اللدنية) وقد شرحه الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) وبناء على هذا أقول:
    لم يصحح القسطلاني الحديث في كتابه كله ولم يتكلم عن الحديث إلا مرة واحدة نقل فيها كلام البيهقي الدال على التضعيف وهذا ما فهمه الزرقاني نفسه وقد قدمنا كلامهما فلا داعي لإعادته لأنك تكره التكرار.

    لا يوجد في المجلد الثاني كله -من شرح الزرقاني-أي ذكر لهذا الحديث وإنما ذكره مرة واحدة ذكرنا قوله فيها ولا داعي للتكرار فانظر سابق كلامنا.

    ورجاءا: كما نقلت كامل كلام الإمام السبكي مما أقنعني بأنه ليس بمقلد في تصحيح الحديث فأرجو نقل كلام الشيخين القسطلاني والزرقاني فربما تظهر ما لم أطلع عليه.

    الخلاصة:أن الفسطلاني والزرقاني قد ضعفا الحديث ." إنتهى كلام الأزهري الأصلي.
    يقول الفقير ، صحيح أن القسطلاني و الزرقاني ذكرا الحديث و لم يصححاه كما قلت من قبل و لكن يعتبران الحديث على الأقل حسنا ، و دعما اعتقادهم هذا بنقل شاهد خبر مالك وركزا على صحته ( أي خبر مالك ). و نزولا لطلبك سيدي سأنقل لك كلامهم و أتركك تحكم بنفسك و القارئ الكريم في موقف الإمامين القسطلاني و الزرقاني من حديث الحاكم وهل يعتبران الحديث ضعيفا أم على الأقل حسنا .( و لا تفوتني ملاحظة أخي الكريم أنني لم أطلبك بأي نص لعالم ذكرته و اكتفيت بقبول نقلك للمجلد و الصفحة و لكنك للمرة الثانية تطالبني بالنصوص و آتيك بها و تبقى حجة عليك حتى تأتي بعكسها ).
    ختمت كلامك في القسطلاني و الزرقاني بما يلي.
    "الخلاصة:أن القسطلاني و الزرقاني قد ضعفا الحديث ."
    سؤال ماهو دليلك على ذلك . فليس لذكرهم تضعيف البيهقي أنهم وافقوه . بدليل أنهم ذكروا تصحيح الحاكم معه و الأهم من ذلك تشبثهم بشاهد خبر مالك و تأكيدهم أنه جاء بسند صحيح لايرد ليثبتوا أن حديث الحاكم مع شاهد مالك هو على الأقل مما يجعل الحديث من الحسن . فبعدما ذكر القصة الإمام القسطلاني مستشهدا بها و مدعما حديث الحاكم قال الإمام الزرقاني في الشرح:" رواها ابن فهد (أي قصة مالك و الخليفة) بإسناد جيد و رواها القاضي عياض في الشفاء بإسناد صحيح رجاله ثقات ليس في إسنادها وضاع و لا كذاب."أهـ من المقصد الأول باب استحباب زيارته صلى الله عليه وسلم . فأنت ترى معي كيف يدعمها بشاهد مالك الصحيح الإسناد عنده .
    ثم قال الزرقاني :" إن كتب المالكية طافحة باستحباب الدعاء عند القبر مستقبلا له مستدبرا للقبلة ، " و بعد نقله مثل ذلك لمذهب الشافعي و أبو حنيفة قال " وأما مذهب الإمام أحمد ففيه اختلاف بين علماء مذهبه و الراجح عند المحققين منهم أنه يستقبل القبر الشريف كبقية المذاهب " وجئنا للمفيد ثم قال " وكذا القول في التوسل فإن المرجح عند المحققين منهم جوازه بل استحبابه لصحة الأحاديث الدالة على ذلك فيكون المرجح عند الحنابلة موافقا لما عليه أهل المذاهب الثلاثة." أهـ. إنتبه إلى كلامه "لصحة الأحاديث الدالة على ذلك" و هو في سياق الكلام عن حديث الحاكم الذي يؤيده خبر مالك الصحيح عنده ، فأين حكمه علىالحديث أنه ضعيف حسبك أخي الأزهري الأصلي .
    وقال القسطلاني بعد ذكر آداب زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم مشيرا إلىاعتماده حديث توسل آدم وأنه ليس ضعيفا عنده و إلا لما استشهد به فقال رحمه الله :
    "و يرحم الله ابن جابر حيث قال
    به قد أجاب الله آدم إذ دعا..........ونجى في بطن السفية نوح.
    و ما ضرت النار الخليل لنوره.........ومن أجله نال الفداء ذبيح.
    فالتوسل به صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته أكثر من أن يحصى أو يدرك باستقصا .أهـ ثم ذكر القسطلاني كثيرا من البركات التي حصلت له ببركة توسله بالنبي صلى الله عليه وسلم . فأين حكم القسطلاني بضعف الحديث بل ترحم على ابن جابر لذكره توسل آدم .
    فالخلاصة من كلامهما رحمهما الله تعالى أن حديث الحاكم يتقوى بشاهد مالك الصحيح السند عندهما فيكون الحديث حسنا على الأقل عندهم .
    ملاحظة :رأيت في الطبعة الهندية لكتاب المواهب عند ذكر حديث الحاكم قول القسطلاني في بداية الحديث " و صح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لما اقترف آدم الخطيئة...الحديث.أهـ فالله أعلم إن كان يشير إلى تصحيح الحاكم للحديث أم أنه مع الشواهد إعتبره هو صحيحا .


    وقد رددنا بما يلي:
    1- الدليل أن القسطلاني والزرقاني قد ضعفا الحديث هو ما سبق من قولنا:
    "والصحيح أنه -أي القسطلاني- ذكر كلام البيهقي الذي ذكرناه في الحديث هناك في أول الموضوع فارجع إليه ونصه (1/76)مع الشرح :"وقال -أي البيهقي-:تفرد به عبد الرحمن" هذا كلام القسطلاني.
    وفهم مراده شارح المواهب الزرقاني فقال‏:‏ ‏(‏تفرد به عبد الرحمن، أي‏:‏ لم يتابعه عليه غيره، فهو غريب مع ضعف راويه‏)‏ اهـ‏.‏

    فهل يفهم من عبارة الزرقاني التحسين؟!!

    2-وبالنسبة للسيوطي فقد قلنا:
    (فإنه لم يعقب الحديث بتصحيح في الخصائص وأراك أخذت قول السيوطي في مقدمة الخصائص(1/8): (ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد) فعممته ولا يخفى عليك أن قول السيوطي هذا لا يفيد صحة كل ما يورده.والإمام السيوطي في"الخصائص" اتبع أبا نعيم في "الخصائص"أيضا له وإن كان الإسناد مظلما صرح بهذا في الخصائص (1/47) فقال بعد ذكر حديثين منكرين ولم تكن نفسي تطيب بإيرادهما ولكني تبعت الحافظ أبا نعيم في ذلك).
    والدليل على ذلك أنه قد ضعف نفس الحديث في كتاب آخر وهو كتاب "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا" (ص30))

    3-وبمناسبة ذكر الطبعات الهندية فمن اللطائف أن طبعة المستدرك الهندية، وقع فيها خطأ مطبعي، هكذا: "هذا حديث صيح الإسناد" وصيح من قولك تصيح الشيء إذا تكسر، كما في "تاج العروس شرح القاموس" (2/186)، فمعنى: صيح الإسناد: منكسر الإسناد، وهذه عجيبة ولله حكمة في وقوع هذا الخطأ .


    4--وما الحامل للحاكم على تصحيح إسناد حديث فيه عبد الرحمن مع أنه ضعفه كما نقلنا قوله وها نحن نعيده -وآسف للتكرار- فقد قال في كتاب "المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم":
    (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة، لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه). وقد أورد الحاكم أيضا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في كتابه "الضعفاء"
    ، وقال في آخره: (فهؤلاء الذين قدمت ذكرهم قد ظهر عندي
    جرحهم، لأن الجرح لا يثبت إلا ببينة، فهم الذين أبين جرحهم لمن طالبني به، فإن الجرح
    لا أستحله تقليداً، والذي أختاره لطالب هذا الشأن أن لا يكتب حديث واحد من هؤلاء
    الذين سميتهم، فالراوي لحديثهم داخل في قوله :من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبَيْن). ؟

    الجواب: وهو أنه ابتدأ كتابة كتابه المستدرك سنة 393 هـ (كما هو مثبت في السماع ج1 ص 2 وغيرها) أي بعد بلوغه 72 سنة من عمره، قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان " 233/5: "ذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره، ويدل على ذلك: أنه ذكر جماعة في كتاب "الضعفاء" له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع من الاحتجاج بهم، ثم أخرج أحاديث بعضهم في "مستدركه " وصححها، من ذلك: أنه أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وكان قد ذكره في الضعفاء، فقال: إنه روى عن أبيه أحاديث موضوعه لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه " انتهى كلام الحافظ ابن حجر.

    وجرى على هذا علماء الحديث في شأن المستدرك، ومنه قول السخاوي في فتح المغيث (1/36): "يقال إن السبب في ذلك أنه صنفه في أواخر عمره وقد حصلت له غفلة وتغير، أو أنه لم يتيسر له تحريره وتنقيحه، ويدل له أن تساهله في قدر الخمس الأول منه قليل جدا بالنسبة لباقيه، فإنه وجد عنده إلى هنا انتهى إملاء الحاكم ". انتهى.

    وقد رد علينا بما يلي:
    بالنسبة لتضعيف الزرقاني أو تحسينه :
    قلت :" الدليل أن القسطلاني والزرقاني قد ضعفا الحديث هو ما سبق من قولنا:
    "والصحيح أنه -أي القسطلاني- ذكر كلام البيهقي الذي ذكرناه في الحديث هناك في أول الموضوع فارجع إليه ونصه (1/76)مع الشرح :"وقال -أي البيهقي-:تفرد به عبد الرحمن" هذا كلام القسطلاني.
    وفهم مراده شارح المواهب الزرقاني فقال‏:‏ ‏(‏تفرد به عبد الرحمن، أي‏:‏ لم يتابعه عليه غيره، فهو غريب مع ضعف راويه‏)‏ اهـ‏.‏

    فهل يفهم من عبارة الزرقاني التحسين؟!!"

    فأجبتك بما يلي :" نعم يفهم التحسين لغيره" و دليلي التالي:
    1 ـ سيدي لا يذكر الحافظان خبرا و يؤكدان على صحة سنده و أنه ليس في رواته وضاع و لا كذاب كما قال الزرقاني ، جزافا للحكاية ، و خاصة أنهم ذكروا الخبر كما نقلته لك من كتبهم مباشرة بعد حديث الحاكم ،
    2- خبر مالك عندهم صحيح لا غبار عليه و هم حفاظ ، فلا تظن يا أخي الكريم أنهم يجهلون أن العبرة في الخبرين ثبوت توسل آدم . فللأمانة العلمية نقلوا قول البيهقي و أن الحديث مجردا من الشاهد ضعيف بسبب "عبد الرحمن بن زيد بن أسلم" ، لكن أردفوه بخبر مالك الصحيح فصار الشاهد القوي و الحديث الضعيف لذاته حسن لغيره ،
    3- وقلت دليلي الآخر أن القسطلاني ذكر أبياتا فيها توسل آدم مباشرة بعد ذكر الحديث و الخبر ، و ترحم على صاحبها .

    4 - قول الزرقاني بعد ذكر الحديث و خبر مالك ما يلي :"وكذا القول في التوسل فإن المرجح عند المحققين منهم جوازه بل استحبابه لصحة الأحاديث الدالة على ذلك " إنتبه لقوله "المرجح عند المحققين "و كذلك" لصحةالأحاديث الدالة على ذلك " فهل يرجح تضعيف الحديث أم تحسينه و الحال أنه بصدد الكلام عن خلاصة الكلام في حديث الحاكم و شاهده خبر مالك القوي سنده عنده .


    ثالثا- بالنسبة لحكم السيوطي :
    قلت لك أخي الكريم أن الحديث عنده صحيح في الخصائص ركز على كلمة عنده ، الرد عليه شيئ و اقتناعه هو شيئ آخر ، نحن لسنا بصدد الرد عليه و لا على كتابه الخصائص بل بصدد نقل ما يعتقده هو في الحديث . و عن تضعيفه له في تخريج أحاديث الشفا فالكتاب و الله بين يدي و لا وجود لذلك ، و لا أكذبك سيدي ، أطلب منك نقل نص السيوطي أو على الأقل أكتب رقم الحديث ففي التخريج أرقام الأحاديث من رقم1 إلى رقم 1362 .


    وقد رددنا بما يلي:
    *بالنسبة لتصحيح الحاكم:
    فقد قلنا إن الحاكم قال :صحيح الإسناد ولم يقل صحيح وهناك فرق ولا داعي لإعادة الكلام مرة أخرى وقد قدمنا أقوال العلماء كابن حجر وغيره في قبول تصحيح الحاكم ولا بأس بإعادته للإفادة:

    قال الحاكم في كتاب "المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم":
    (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة، لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه). وقد أورد الحاكم أيضا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في كتابه "الضعفاء"، وقال في آخره: (فهؤلاء الذين قدمت ذكرهم قد ظهر عندي جرحهم، لأن الجرح لا يثبت إلا ببينة، فهم الذين أبين جرحهم لمن طالبني به، فإن الجرح لا أستحله تقليداً، والذي أختاره لطالب هذا الشأن أن لا يكتب حديث واحد من هؤلاء الذين سميتهم، فالراوي لحديثهم داخل في قوله :من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبَيْن). فما الحامل له على تصحيح اسناد هذا الحديث الذي يحوي راويا ضعفه هو شخصيا في كتاب آخر؟

    الجواب: وهو أنه ابتدأ كتابة كتابه المستدرك سنة 393 هـ (كما هو مثبت في السماع ج1 ص 2 وغيرها) أي بعد بلوغه 72 سنة من عمره، قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان " 233/5: "ذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره، ويدل على ذلك: أنه ذكر جماعة في كتاب "الضعفاء" له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع من الاحتجاج بهم، ثم أخرج أحاديث بعضهم في "مستدركه " وصححها، من ذلك: أنه أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وكان قد ذكره في الضعفاء، فقال: إنه روى عن أبيه أحاديث موضوعه لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه " انتهى كلام الحافظ ابن حجر.

    وجرى على هذا علماء الحديث في شأن المستدرك، ومنه قول السخاوي في فتح المغيث (1/36): "يقال إن السبب في ذلك أنه صنفه في أواخر عمره وقد حصلت له غفلة وتغير، أو أنه لم يتيسر له تحريره وتنقيحه، ويدل له أن تساهله في قدر الخمس الأول منه قليل جدا بالنسبة لباقيه، فإنه وجد عنده إلى هنا انتهى إملاء الحاكم ". انتهى.

    فالخلاصة:أن تصحيح الحاكم للإسناد مما لا يعتمد عليه خاصة أن الحافظ السيوطي قال في مقدمته للجامع الكبير:
    (وكل ما كان في:

    1-كتاب الضعفاء للعقيلي.
    2-الكامل لابن عدي.
    3-التاريخ للخطيب.
    4-ولابن عساكر.
    5-وللحاكم.
    6-الحكيم الترمذي في نوادر الاصول.
    7-التاريخ لابن النجار.
    8- والفردوس للديلمي.

    فهو ضعيف)
    ونقله العجلوني في كشف الخفاء في المقدمة.

    وبالتأكيد أنه يقصد ما تفردوا به.


    *بالنسبة لتضعيف الزرقاني وتصحيحه:
    ثم إنك بعد أن اثبتنا نقله في المجلد الأول الذي ذكرت في بداية الموضوع أنه صححه فيه وأثبتنا أنه ضعفه فيه قلت لنا أنه صححه في المجلد الثاني وقلنا إنه لم يتكلم في المجلد الثاني عن الحديث أبدا .
    ثم الحمد لله أنك ذكرت أن الحديث ضعيف بدون الشاهد أي أننا لو أثبتنا ضعف الشاهد (وهو شاهد الإمام مالك) فسيثبت عندئذ ضعف الحديث ,فدعنا نناقش شاهد الإمام مالك الآن قبل أن يحين دوره ولن أزيد عن الكلام الذي وضعته فيه فانتظر ردك عليه.

    *بالنسبة للقسطلاني:
    فأنت مطالب بشئ وهو أنك قلت في بداية الكلام عن الحديث أنه صحح الحديث وقد نقلنا لك كلامه وكلام أهل العلم عن نقله من كتب السيوطي ثم ذكرت بعد ذلك أنه ذكر شعرا فيه توسل آدم بالنبي -عليهما السلام- .
    فهل كل ذلك يعني أنه صحح الحديث؟ الأمر كما قلت أن الحديث بدون شواهد ضعيف بل وأقول ضعيف جدا على أقل تقدير أما الشواهد فالمناقشة فيها.

    *وبالنسبة لتضعيف السيوطي:
    قال السيوطي في كتابه "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا" ص30:

    (حديث:أن آدم قال عند معصيته..الحديث.البيهقي والطبراني من حديث عمر رضي الله تعالى عنه بسند ضعيف)انتهى بنصه.


    وبالمناسبة وجدت كلاما قيما في مسألة العمل بالحديث هل هو تصحيح له؟
    وهذا السؤال سببه كلامكم أخي ميثاق حينما قلت:
    (" نعم يفهم التحسين لغيره" و دليلي التالي:
    1 ـ سيدي لا يذكر الحافظان خبرا و يؤكدان على صحة سنده و أنه ليس في رواته وضاع و لا كذاب كما قال الزرقاني ، جزافا للحكاية ، و خاصة أنهم ذكروا الخبر كما نقلته لك من كتبهم مباشرة بعد حديث الحاكم ،
    2- خبر مالك عندهم صحيح لا غبار عليه و هم حفاظ ، فلا تظن يا أخي الكريم أنهم يجهلون أن العبرة في الخبرين ثبوت توسل آدم . فللأمانة العلمية نقلوا قول البيهقي و أن الحديث مجردا من الشاهد ضعيف بسبب "عبد الرحمن بن زيد بن أسلم" ، لكن أردفوه بخبر مالك الصحيح فصار الشاهد القوي و الحديث الضعيف لذاته حسن لغيره ،
    3- وقلت دليلي الآخر أن القسطلاني ذكر أبياتا فيها توسل آدم مباشرة بعد ذكر الحديث و الخبر ، و ترحم على صاحبها .

    4 - قول الزرقاني بعد ذكر الحديث و خبر مالك ما يلي :"وكذا القول في التوسل فإن المرجح عند المحققين منهم جوازه بل استحبابه لصحة الأحاديث الدالة على ذلك " إنتبه لقوله "المرجح عند المحققين "و كذلك" لصحةالأحاديث الدالة على ذلك " فهل يرجح تضعيف الحديث أم تحسينه و الحال أنه بصدد الكلام عن خلاصة الكلام في حديث الحاكم و شاهده خبر مالك القوي سنده عنده )انتهى كلامك.

    الإجابة عن ذلك:
    يقول السيوطي في ألفيته في مصطلح الحديث:
    وما اقتضى تصحيح متن في الأصح ***فتوى بما فيه كعكسه وضح
    ولا بقاه حيثما الدواعي ***تبطله والوفق للإجماع

    ويشرحه الشيخ أحمد شاكر في شرحه للألفية قائلا:
    أي أن العمل بالحديث لا يدل على صحته ولا على ثقة راويه كما أن ترك العمل به لا يدل على ضعفه والقدح فيه ,كذلك إذا اقتضت بعض الدواعي بطلان حديث فلا يكون هذا طعنا في راويه.
    وكذلك إذا وافق الحديث الإجماع فلا يكون هذا دليلا على توثيق رواته إذ قد يستند الإجماع إلى دليل آخر غيره.

    **مما يدل على عدم الإعتماد على تصحيح الحاكم لإسناد الحديث:
    أنه روى حديث عمر وابن عباس -رضي الله عنهما- السابقي الذكر ثم روى بعدهما عن أنس بن مالك قال كنا مع رسول اللّه (ص ) فـي سـفـر, فـنـزلـنـامـنزلا, فاذا رجل في الوادي يقول : اللهم اجعلني من امة محمد الـمـرحومة , المغفورة , المثاب لها, فاشرفت على الوادي , فاذارجل طوله ثلاثمائة ذراع و اكثر, فقال : من انت ؟ قلت : انس , خادم رسول اللّه (ص ), فقال : اين هو؟ قلت : هو ذا يسمع كلامك , قال : فـاتـه و اقرئه مني السلام , و قل له : اخوك الياس يقرئك السلام فاتيت النبي (ص ) فاخبرته , فجا حـتـى عـانـقه ,و قعدا يتحدثان , فقال له : يا رسول اللّه , اني انما آكل في كل سنة يوما, و هذا يوم فطري فكل انت و انا, فنزلت عليهما مائدة من السما, و خبز و حوت و كرفس , فاكلا, و اطعماني , و صليا العصر, ثم ودعني و ودعته , ثم رايته مر على السحاب نحوالسما).

    روى الحاكم نحوه وقال (2/617):هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجه البخاري ولا مسلم.
    قال الذهبي معلقابل هو حديث موضوع قبح الله من وضعه وما كنت أحسب ولا أجوز أن الجهل يبلغ بالحاكم إلى أن يصحح هذا والذي افتراه هو يزيد بن يزيد البلوى أو ابن سيمار)انتهى.

    والحقيقة أني أرى الحاكم معذورا حيث أنه لم تتح له الفرصة لتنقيح مستدركه ولكن للأسف يستدل البعض بتصحيحه هكذا بإطلاق.ومن الممكن أن اسرد لكم مقولات العلماء في مستدرك الحاكم ولكن خشية الإطالة لن أذكرها إلا إذا طلب مني ذلك.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:42

    طرق أخرى للحديث الرابع:
    وجاء في كنز العمال عن علي قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {فتلقى آدم من ربه كلمات} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة وإبليس بميسان، والحية بأصبهان، وكان للحية قوائم كقوائم البعير ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته، حتى بعث الله تعالى إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال بلى، قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن، قال فعليك بهذه الكلمات، فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك، لا إله إلا أنت، عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم، اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم، فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم).
    ثم قال: رواه(الديلمي) وسنده واه وفيه حماد بن عمرو النصيبي عن السري بن خالد واهيان.
    قلت(الأزهري الأصلي):حماد النصيبي قال عنه الحافظ ابن حجر:"متروك" وفي موضع آخر:"مذكور بوضع الحديث"
    وقال يحيى بن معين: هو ممن يكذب ويضع الحديث.
    وقال عمرو بن علي الفلاس، وأبو حاتم: منكر الحديث ضعيف جداً.
    وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: كان يكذب.
    وقال البخاري: منكر الحديث.
    وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
    وقال النسائي: متروك.
    وقال ابن حبان: يضع الحديث وضعاً.
    وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابعه أحد من الثقات عليه.
    وقال الدارقطني: ضعيف.
    وقال الحاكم أبو عبد الله: يروي عن الثقات أحاديث موضوعة، وهو ساقط بمرة.
    وقال فيه الإمام العلجوني بعد ذكر وصايا علي بن أبي طالب موضوعة كلها وضعها حماد بن عمرو النصيبي وهو عند أئمة الحديث متروك كذاب)وقال عنه الهيثميمتروك),وقال عنه السيوطي وحماد النصيبي والسري كذابان).وقال عنه في موضع آخروهو كذاب وضاع),وذكره أبو عبد الله الحاكم في مراتب الوضاعين في المرتبة السادسة)
    وقال عنه الحافظ السخاوي:" ممن كان يفعله بهذا المقصد(أي للإغراب) على سبيل الكذب حماد بن عمرو النصيبي أحد المذكور بالوضع"
    وقال عنه ابن كثير:أحد الكذابين الصواغين.




    وجاء في اللآلئ المصنوعة قال الدارقطني:حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار حدثنا حسين الأشقر حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس سألت النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فقال قال سأل بحق محمد وعلي وفاطمة تفرد به عمرو عن أبيه أبي المقدام وتفرد به حسين عنه وعمرو قال عنه يحيى لا ثقة ولا مأمون وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الإثبات.
    وكذلك أورده صاحب تذكرة الموضوعات وقال :فيه حسين بن حسن اتهمه ابن عدي.

    قلت(الأزهري الأصلي):هاك أقوال العلماء في حسين الأشقر:
    قال البخارى : فيه نظر . و قال فى موضع آخر : عنده مناكير .
    و قال أبو زرعة : منكر الحديث .
    و قال أبو حاتم : ليس بقوى .
    و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : غال من الشتامين للخيرة .
    و قال أبو أحمد بن عدى : و ليس كل ما يروى عنه من الحديث فيه الإنكار يكون من قبله ، و ربما كان من قبل من يروى عنه ، لأن جماعة من ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر ، على أن حسينا هذا فى حديثه بعض ما فيه .
    و ذكره أبو حاتم بن حبان فى كتاب " الثقات "
    قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 2/336 :
    و ذكره العقيلى فى " الضعفاء " ، و أورد عن أحمد بن محمد بن هانىء قال : قلت لأبى عبد الله ـ يعنى ابن حنبل ـ : تحدث عن حسين الأشقر ! قال : لم يكن عندى ممن يكذب و ذكر عنه التشيع ، فقال له العباس بن عبد العظيم : أنه يحدث فى أبى بكر و عمر . و قلت أنا : يا أبا عبد الله أنه صنف بابا فى معائبهما . فقال : ليس هذا بأهل أن يحدث عنه . و قال له العباس : أنه روى عن ابن عيينة عن ابن طاووس عن أبيه عن حجر المدرى قال : قال لى على : إنك ستعرض على سبى ، فسبنى ، و تعرض على البراءة منى ، فلا تتبرأ منى . فاستعظمه أحمد ، و أنكره ، قال ـ ونسبه إلى طاووس ـ : أخبرنى أربعة من الصحابة أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلى : " اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه " ، فأنكره جدا ، و كأنه لم يشك أن هذين كذب .
    ثم حكى العباس عن على ابن المدينى أنه قال : هما كذب ليسا من حديث ابن عيينة .
    و ذكر له العقيلى روايته عن قيس بن الربيع عن يونس عن أبيه عن على بن أبى طالب قال : أتيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم برأس مرحب .
    قال العقيلى : لا يتابع عليه ، و لا يعرف إلا به . و ذكر له عن ابن عيينة عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رفعه : " السباق ثلاثة ... " ، قال العقيلى
    : لا أصل له عن ابن عيينة .
    و ذكر ابن عدى له مناكير ، و قال فى بعضها : البلاء عندى من الأشقر .
    و قال النسائى و الدارقطنى : ليس بالقوى .
    و قال الأزدى : ضعيف ، سمعت أبا يعلى قال : سمعت أبا معمر الهذلى يقول : الأشقر كذاب .
    و قال ابن الجنيد : سمعت ابن معين ذكر الأشقر ، فقال : كان من الشيعة الغالية .
    قلت : فكيف حديثه ؟ قال : لا بأس به . قلت : صدوق ؟ قال : نعم ، كتبت عنه .
    و قال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوى عندهم . اهـ .


    وهذه أقوالهم في عمرو بن ثابت:

    قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
    قال على بن الحسن بن شقيق : سمعت ابن المبارك يقول : لا تحدثوا عن عمرو بن ثابت ، فإنه كان يسب السلف .
    و قال الحسن بن عيسى : ترك ابن المبارك حديث عمرو بن ثابت .
    و قال هناد بن السرى : مات عمرو بن ثابت ، فلما مر بجنازته فرآها ابن المبارك دخل المسجد و أغلق عليه بابه حتى جاوزته .
    و قال أبو موسى محمد بن المثنى : ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن عمرو بن ثابت .
    و قال عمرو بن على : سألت عبد الرحمن بن مهدى عن حديث عمرو بن ثابت ، فأبى أن يحدث عنه ، و قال : لو كنت محدثا عنه لحدثت بحديث أبيه عن سعيد بن جبير فى التفسير .
    و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بثقة ، و لا مأمون ، لا يكتب حديثه. و قال فى موضع آخر : ليس بشىء .
    و قال أبو داود ، عن يحيى : هو غير ثقة .و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى : ضعيف .
    و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث .
    و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، يكتب حديثه ، كان ردىء الرأى ، شديد التشيع .
    و قال البخارى : ليس بالقوى عندهم .
    و قال أبو عبيد الآجرى : سألت أبا داود عن عمرو بن ثابت بن أبى المقدام ،فقال : رافضى خبيث .
    و قال فى موضع آخر : رجل سوء ، قال هناد : لم أصل عليه ; قال : لما مات النبى
    صلى الله عليه وسلم كفر الناس إلا خمسة . و جعل أبو داود يذمه . قال أبو داود :
    و قد روى إسماعيل بن أبى خالد و سفيان عن عمرو بن ثابت و هو المشوم ، ليس يشبه
    حديثه أحاديث الشيعة ، و جعل يقول ـ يعنى أن أحاديثه كانت مستقيمة .
    و قال فى موضع آخر : سئل أبو داود عن عمرو بن ثابت ، فقال : من شرار الناس . ثم قال أبو داود : عمرو بن ثابت ، و أبو إسرائيل ـ يعنى الملائى ـ ، و يونس بن خباب ليس فى حديثهم نكارة إلا أن يونس بن خباب زاد فى حديث القبر : و على ولى .
    و قال النسائى : متروك الحديث .
    و قال فى موضع آخر : ليس بثقة ، و لا مأمون .
    و قال أبو حاتم بن حبان : يروى الموضوعات عن الأثبات .
    و قال أبو أحمد بن عدى : و الضعف على رواياته بين .
    روى له ابن ماجة فى " التفسير " . اهـ .

    قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 8/10 :
    و قال أبو داود فى" السنن " إثر حديث فى الاستحاضة : و رواه عمرو بن ثابت عن ابن عقيل ، و هو رافضى خبيث ، و كان رجل سوء .
    زاد فى رواية ابن الأعرابى : و لكنه كان صدوقا فى الحديث .
    و من عادة المؤلف أن من علق له أبو داود رقم له رقمه ، و هذا منه فأغفله .
    و قال ابن سعد : كان متشيعا مفرطا ، ليس هو بشىء فى الحديث ، و منهم من لا يكتب حديثه لضعفه و رأيه ، و توفى فى خلافة هارون .
    و قال أبو أحمد الحاكم : حديثه ليس بالمستقيم .
    و قال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : كان يشتم عثمان ، ترك ابن المبارك حديثه .
    و قال الساجى : مذموم ، و كان ينال من عثمان و يقدم عليا على الشيخين .
    و قال العجلى : شديد التشيع غال فيه ، واهى الحديث .
    و قال البزار : كان يتشيع ، و لم يترك . اهـ .

    ذكره ابن عراق في الوضاعين وقال:" عمرو بن ثابت أبي المقدام " قال ابن حبان:" روى الموضوعات عن الثقات " وذكره الفتني أيضاً في قانون الضعفاء وقال:" متروك ".

    شاهد آخر:
    قال المجيز للتوسل:
    وهناك شاهد آخر يضاف للشاهد السابق ذكره ابن المنذر في تفسيره و نقله السيوطي في الدر المنثور ج1 صـ146.
    أخرج ابن المنذر عن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب قال: لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه، واشتد ندمه. فجاءه جبريل فقال: يا آدم هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه؟ قال: بلى يا جبريل قال: قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح، فليس شيء أحب إلى الله من المدح قال: فأقول ماذا يا جبريل؟ قال: فقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير. ثم تبوء بخطيئتك فتقول: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت. رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. الله إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي. قال: ففعل آدم فقال الله: يا آدم من علمك هذا؟ فقال: يا رب إنك لما نفخت في الروح فقمت بشرا سويا أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت على ساق عرشك مكتوبا"بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله"فلما لم أر أثر اسمك اسم ملك مقرب، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك. قال: صدقت. وقد تبت عليك وغفرت لك خطيئتك .

    قال الشيخ محمد علوي الحسني المالكي تعليقا على هذا الحديث في كتابه " مفاهيم يجب أن تصحح" صـ66
    و محمد بن علي بن الحسن هو أبو جعفر الباقر من ثقات التابعين و ساداتهم خرج له الستة ، روى عن جابر و أبي سعيد وابن عمر و غيرهم.أهـ


    وقد رددنا على ذلك بما يلي:
    بالنسبة لأثر الباقر الذي أخرجه ابن المنذر وذكره السيوطي في "الدر المنثور":
    أولا:أين اسناده لنحكم عليه بصحة أو ضعف أو غيره.

    ثانيا:على فرض أن الإسناد صحيح -وأين هو- فالإمام الباقر تابعي وهذا الكلام غيب لا يعرفه إلا الأنبياء بوحي من الله -عز وجل-فهل سنقع فيما وقع فيه الشيعة بقولنا أن الأئمة-والباقر منهم-يعلمون الغيب.

    فرد علي بما يلي:
    قال الشيخ محمد علوي الحسني المالكي تعليقا على هذا الحديث في كتابه " مفاهيم يجب أن تصحح" صـ66
    و محمد بن علي بن الحسن هو أبو جعفر الباقر من ثقات التابعين و ساداتهم خرج له الستة ، روى عن جابر و أبي سعيد وابن عمر و غيرهم.أهـ


    فرددت بما يلي:
    أخي الفاضل:
    اعلم أن الإمام الباقر ثقة وإمام لكن من أين أتى بهذا الحديث ورواه عن من الصحابة؟وهل هو من روايته هو أم من رواية الصحابي؟وإن كان من رواية الصحابي هل هو موقوف عليه أم مرفوع إلى النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-؟ كل هذا على فرض صحة الإسناد إلى الباقر.

    وبالنسبة لكتاب "مفاهيم ينبغي أن تصحح" للشيخ المالكي ففيه أخطاء كثيرة جدا وقد رد عليه الشيخ صالح آل الشيخ في كتابه "مفاهيمنا" ويمكنك قراءته على هذا الرابط:
    http://www.al-eman.com/Islamlib/vie...p?BID=318&CID=1


    ملحوظة: قد اعتبرت هذه الأحاديث واحدة لأنها تتكلم عن توسل آدم -عليه السلام- بنبينا-صلى اله عليه وسلم-
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:46

    الحديث الخامس:
    توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم
    وبعضهم يرويه بلفظ: إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم .
    وهذا حديث لا أصل له قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :
    هو حديث كذب موضوع من الأحاديث المشينات التي ليس لها زمام ولا خطام وقال غيره من العلماء :
    حديث باطل لم يروه أحد من العلم ولا هو في شيء من كتب الحديث فمن أين إذاً جاء هذا الحديث الباطل
    الموضوع المكذوب ؟
    قال الألوسي: وما يذكر عن بعض العامة من قوله عليه الصلاة والسلام: "إِذا كانتْ لكم إِلى اللَّه تعالى حاجةٌ فاسألوا اللَّه تعالى بجاهي فإِنَّ جاهي عند اللَّه عظيم". لم يروه أحد من أهل العلم، ولا هو شيء في كتب الحديث.


    =========

    الحديث السادس:
    -حديث الأعرابي
    يقول الشيخ دحلان:
    وفي صحيح البخاري : [ أنه لما جاء الأعرابي وشكا للنبي -صلى الله عليه وسلم- القحط فدعا الله فانجابت السماء بالمطر قال -صلى الله عليه وسلم -: (( لو كان أبو طالب حياً لقرت عيناه من ينشد قوله ؟ )) فقال علي t يا رسول الله : كأنك أردت قوله :
    وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل.
    فتهلل وجه الرسول r ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله يستسقى الغمام بوجهه ولو كان ذلك حراماً لأنكر ولم يطلب إنشاد البيت ولا قوله يستسقى الغمام بوجهه ولو كان ذلك حراماً لأنكر ولم يطلب إنشاده .
    الرد:
    يقول الشيخ نسيب الرفاعي في كتابه(التوصل إلى حقيقة التوسل):
    (إن حديث الأعرابي الذي يعزوه الشيخ الدحلان إلى البخاري بلفظه أعلاه ليس في البخاري قطعاً بهذه الرواية !!! وهنا نترك الكلام والرد للشيخ بشير السهسواني رحمه الله وغفر له قال في كتابه : ( صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ) ما يلي : ويروي الدحلان في كتابه ( الدرر السنية في الرد على الوهابية ) : ( وفي صحيح البخاري ( وذكر الحديث إلى قوله : عصمة للأرامل ) وقال : فتهلل وجه الرسول الكريم r ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله : يستسقى الغمام ولو كان بوجهه ولو كان ذلك حراماً أو شركاً لأنكره ولم يطلب إنشاده ليس في صحيح البخاري هذه الرواية إنما ورد من حديث أنس قال : [ جاء رجل إلى النبي r فقال : هلكت المواشي وتقطعت السبل فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة ثم جاء : فقال تهدمت السبل وهلكت المواشي فادع الله يمسكها فقال : (( اللهم على الآكام والظراب والأودية ومنابت الشجر )) فانجابت عن المدينة انجياب الثوب ] .
    وقد روى البخاري حديث أنس هذا … من طرق وليس في واحدة منها (( قال r : لو كان أبو طالب حياً لقرت عيناه … الخ ))
    والصواب : أن راوي الحديث هو البيهقي لا البخاري وفي سنده مسلم الملائي وهو متروك الموضوع فانظر إلى تحريف الدحلان عدا عن أغلاط لغوية يجل عنها رسول الله وهو أفصح العرب وذلك من وجوه :
    1 – إن كلمة ( لما ) لا يدخل في جوابها في مثل هذه المواضع لفظة : ( الفاء ) في قوله( فدعا الله …)
    2 – إن لفظ ( شكا ) متعد بـ( إلى ) لا بـ( اللام ) قال الله تعالى ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) وفي رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك بن البخاري : [ أن رجلاً شكا إلى النبي r : هلك المال وجعد العيال ]
    وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله r : [ اشتكت النار إلى ربها ] متفق عليه .
    وعن خباب قال : [ أتينا رسول الله r فشكونا إليه حر الرمضاء فسلم يشكنا ] رواه مسلم.
    وعن عائشة رضي الله عنها عن البخاري في كتاب التيمم : [ فشكوا ذلك إلى رسول الله r ] وقد جاء تعدية ( شكا ) بـ( إلى ) في غير واحد من الأحاديث الصحيحة وقال في القاموس : شكا أمره إلى الله .
    3 – إن قوله : فانجابت السماء بالمطر لا معنى له فإنه ( انجابت ) بمعنى انكشفت وانكشاف السماء بالمطر لا محصل له .
    4 – أن الانجياب يدل على انقطاع المطر في الحديث [ فانجابت عن المدينة انجياب الثوب ] وانقطاع السحاب بعد دعاء السقي يدل على عدم إجابة الدعاء النبي r وهذا باطل بالبداهة بدليل أن الروايات كلها دالة على أن دعاء النبي r في هذه الواقعة قد أجيب بلا مرية .
    5 – إن انقطاع السحاب قبل ظهوره محال .
    6 – إن صلة الانجياب بـ/عن / كما في حديث انس لا بـ /الباء /.
    وبالجملة : فصدر ما عزاه إلى البخاري أعني قوله : [ لما جاء الأعرابي وشكا للنبي r إلى قوله بالمطر …] ليس في البخاري ولا البيهقي ولا في غيره من الكتب الحديثية فيما أعلم إذن إنما هو اختلاق الدحلان نفسه اهـ )
    قلت(الأزهري الأصلي):وهذه ترجمة مسلم الملائي:
    قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
    قال عمرو بن على : كان يحيى بن سعيد ، و عبد الرحمن ابن مهدى لا يحدثان عن مسلم الأعور ، و كان شعبة ، و سفيان يحدثان عنه و هو منكر الحديث جدا .
    و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : كان وكيع لا يسميه . قلت : لم ؟ قال : لضعفه .
    و قال أيضا : سئل أبى و أنا أسمع عن مسلم الأعور ، فقال : هو دون ثوير ، و ليث ابن أبى سليم ، و يزيد بن أبى زياد ، و كان يضعف .
    و قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : مسلم الأعور لا شىء .
    و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين ، يقال : إنه اختلط .
    و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث .
    و قال أبو حاتم : يتكلمون فيه ، و هو ضعيف الحديث .
    و قال البخارى : يتكلمون فيه .
    و قال فى موضع آخر : ضعيف ، ذاهب الحديث ، لا أروى عنه .
    و قال أبو داود : ليس بشىء .
    و قال الترمذى : يضعف . و قال فى موضع آخر : ليس عندى بالقوى .
    و قال النسائى : ليس بثقة .
    و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : غير ثقة .
    و قال النسائى فى موضع آخر ، و على بن الحسين بن الجنيد : متروك .
    و قال أبو حاتم بن حبان : اختلط فى آخر عمره ، فكان لا يدرى ما يحدث به .
    روى له الترمذى ، و ابن ماجة . اهـ .
    ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
    قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 10/136 :
    و قال الدارقطنى : ضعيف . وقال مرة : مضبوط الحديث .
    و قال الفلاس أيضا : متروك الحديث .
    و قال أحمد أيضا : لا يكتب حديثه .
    و قال يحيى بن معين أيضا : ليس بثقة .
    و قال ابن المدينى ، و العجلى : ضعيف الحديث .
    و قال الدارقطنى : متروك .
    و قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوى عندهم .
    و قال الساجى : منكر الحديث ، و كان يقدم عليا على عثمان . حدثنا أحمد بن محمد بن خالد المخزومى ، حدثنا يحيى القطان ، حدثنى حفص بن غياث قال : قلت لمسلم الملائى : ممن سمعت هذا ؟ قال : من إبراهيم عن علقمة ، قلت : علقمة عن من ؟ قال : عن عبد الله ، قلت : عبد الله عن من ؟ قال : عن عائشة ـ يعنى أنه لا يدرى ما يحدث به .
    و من منكراته حديثه عن أنس فى الطير ، رواه عنه ابن فضيل ، و ابن فضيل ثقة ،والحديث باطل . اهـ .

    وكذلك ضعفه الإمام الترمذي والحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء وقال الذهبي:مسلم ترك. وضعفه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد , وضعفه الحافظ ابن حجر في الإصابة ,وقال عنه الحافظ السيوطي في اللآلئ المصنوعة:متروك.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:49

    الحديث السابع:

    حديث سواد بن قارب
    روى الطبراني في الكبير : أن سواد بن قارب t أنشد الرسول r قصيدته التي توسل فيها التوسل ويقول الدحلان : ولم ينكر الرسول عليه ومنها قوله :
    وأشهد أن الله لا رب غيره وأنك مأمون على كل غائب
    وأنك أدنى المرسلين وسيلة إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب
    فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل وإن كان فيما فيه شيب الذوائب
    وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

    قال الشيخ نسيب الرفاعي:
    (الكلام على متن هذا الحديث
    إن هذه الأبيات الأربعة التي استشهد بها الشيخ دحلان على جواز التوسل بذات رسول الله r ليس فيها معاني التوسل الذي يعنيه وبخاصة في البيت الثاني وهو قوله :
    إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب وإنك أدنى المرسلين وسيلة
    تقدم معنا في أول الكتاب في تعريف الوسيلة لغة وشرعاً أن الوسيلة هي القربة إلى الملك ووسل إلى الله وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل . ولا شك ولا ريب أن العمل الذي عمله رسول الله r أعظم الأنبياء فصار بذلك أوفى المرسلين إلى الله وسيلة أي قربة ومنزلة فأي معنى من معاني التوسل بذوات المخلوقين موجود في هذا البيت …؟ الجواب : ليس فيه أي معنى من معاني التوسل بذوات المخلوقين إنما معناه هو ما قلناه آنفاً : إن أعمال رسول الله r هي أعظم أعمال الأنبياء والمرسلين فصار بذلك أدناهم وأقربهم إلى الله تعالى .
    كما أن الوسيلة معناها كما فسرها رسول الله r في قوله :
    [ إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فمن صلى علي مرة r الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة رفيعة في الجنة … لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ]
    وهذا المعنى أيضاً لا يخرج عن المعنى الأول وهي الوسيلة والقربة من الله تعالى فهل في ذلك ما يفيد جواز التوسل بذات المخلوق …؟
    وهذا ما يقصده سواد بن قارب t في أبياته التي يمدح بها رسول الله r ولعل الدحلان يقصد أيضاً ما جاء في البيت الأخير :
    بمغن قتيلاً عن سواد ن قارب وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة
    وكذلك ليس في البيت الأخير ما يعين الدحلان على مراده ألبته لأن سواد بن قارب يخاطب رسول الله r ويرجوه أن يدعو الله تعالى أن يكون له شفيعاً يوم القيامة والخطاب هذا ولا شك كان في حياته r وطلب الشفاعة منه حال حياته لا بأس به لأنه طلب لدعائه r لأن يكون سواد في جملة من يشفعه الله بهم يوم القيامة أي يأذن له بالشفاعة فيهم فما الذي في هذا البيت من معاني التوسل بذوات المخلوقين …؟! اللهم إلا إذا كان الدحلان يريد أن يحمل الألفاظ ليستقيم مراده …!! فهذا شيء آخر إنما لا يقر على ذلك فإن اللغة العربية التي خلق الله مفاهيمها ومدلولات ألفاظها لا تخضع إلى مراد الدحلان فقواعد اللغة ثابتة ومعانيها فرغ منها فلا يطمع أحد في تغييرها على ما يحب ويهوى .
    والخلاصة : ليس في متن هذا الحديث أي معنى من معاني التوسل المعروف عند الدحلان ومن البدهي بعد ذلك أن لا يصلح هذا الحديث حجة ولا دليلاً على مراد التوسل بذوات المخلوقين فسقطت حجة الاستدلال به على ذلك متناً أما سنداً فإليك تفصيل ذلك :

    الكلام على سند هذا الحديث
    تبين لك يا أخي القارئ المسلم الكريم : أن هذا الحديث ليس في صيغة متنه ما يفيد قيام أية حجة على صحة ما يجهد ( القوم …) ويحاولون من إثبات جواز التوسل بذوات المخلوقين …!!!
    وحتى لو صح هذا الحديث سنداً ليس في متنه حجة لهم بل هو ولا شك حجة عليهم كما أثبتنا ذلك آنفاً فكيف وإن سنده ضعيف …!!! فقد ذكر الحافظ ابن حجر الهيثمي في كتابه (( مجمع الزوائد )) إنه حديث ضعيف كما ثبت أن كافة طرقه ورواياته التي ورد فيها ضعيفة واهية وإليك البيان :
    1 – رواية البيهقي وهي عنده : فيها زياد بن زيد بن بادويه ومحمد بن نواس الكوفي . قال الذهبي : هذا حديث منكر بالمرة ، ومحمد بن نواس وزياد ، مجهولان لا تقبل روايتهما . وأضاف : وأخاف أن يكون موضوعاً أبي بكر بن عباس.
    2 – رواية أبي يعلى : وقد رواها ابن كثير في ( السير – المطولة ) ص344-346 وقال : هذا منقطع من هذا الوجه .
    وقد أوضح الحافظ الذهبي في الجزء الأول من / تاريخ الإسلام الكبير / ص124 علة هذه الطريقة . فقال : أبو عبد الرحمن : اسمه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي متفق على تركه وعلي بن منصور فيه جهالة مع أن الحديث منقطع .
    قلت(الأزهري الأصلي):وهذه ترجمة الوقاصي:
    قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
    ( ت ) : عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبى وقاص القرشى الزهرى الوقاصى
    أبو عمرو المدنى ، و يقال له : المالكى أيضا نسبة إلى جده سعد بن مالك . اهـ .
    و قال المزى :
    قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيى بن معين : لا يكتب حديثه ، كان
    يكذب .
    و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ضعيف .
    و قال فى موضع آخر : ليس بشىء .
    و قال على ابن المدينى : ضعيف جدا .
    و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : ساقط .
    و قال يعقوب بن سفيان : لا يكتب حديثه أهل العلم إلا للمعرفة ، و لا يحتج
    بروايته .
    و قال أبو حاتم : متروك الحديث ، ذاهب .
    و قال البخارى : تركوه .
    و قال أبو داود : ليس بشىء .
    و قال الترمذى : ليس بالقوى .
    و قال النسائى : متروك .
    و قال فى موضع آخر : ليس بثقة و لا يكتب حديثه .
    قال الهيثم بن عدى : توفى فى خلافة هارون .
    روى له الترمذى حديثا واحدا عن الزهرى ، عن عروة ، عن عائشة : " سئل رسول الله
    صلى الله عليه وسلم عن ورقة يعنى ابن نوفل ..... الحديث . اهـ .
    ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
    قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 7/134 :
    و قال الساجى : يحدث بأحاديث بواطيل .
    و قال ابن البرقى : ليس بثقة .
    و قال البخارى فى " تاريخه " : سكتوا عنه .
    و قال أبو بكر البزار : لين الحديث .
    و قال أبو أحمد الحاكم : متروك الحديث .
    و قال ابن حبان : كان يروى عن الثقات الموضوعات ، لا يجوز الاحتجاج به .
    و قال ابن عدى : عامة حديثه مناكير ، إما إسنادا و إما متنا . اهـ .
    ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ

    3 – رواية ابن عدي : قال الذهبي : فيه سعيد ، يقول : أخبرني سواد بن قارب – وبينهما انقطاع – وعباد ليس بثقة يأتي بطامات .
    4 – رواية محمد بن السائب الكلبي : قال ابن كثير في / السيرة المطولة /ج1 ص348-349 : محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب ورمي بالرفض كما في التقريب .
    قلت(الأزهري الأصلي): وهذه ترجمة الكلبي:
    قال المزى فى "تهذيب الكمال" :

    قال أبو بكر بن خلاد الباهلى ، عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه : كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبى .
    و قال عمرو بن الحصين ، عن معتمر بن سليمان ، عن ليث بن أبى سليم : بالكوفة كذابان : الكلبى و السدى ، يعنى محمد بن مروان .
    و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
    و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ضعيف .
    و قال أبو موسى محمد بن المثنى : ما سمعت يحيى و لا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبى .
    و قال البخارى : تركه يحيى بن سعيد و ابن مهدى .
    و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن يعلى المحاربى : قيل لزائدة : ثلاثة لا تروى عنهم : ابن أبى ليلى ، و جابر الجعفى ، و الكلبى .
    قال : أما ابن أبى ليلى فبينى و بين آل ابن أبى ليلى حسن فلست أذكره ، و أما جابر الجعفى فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة ، و أما الكلبى فكنت أختلف إليه فسمعته يقول يوما : مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمد فتفلوا فى فى فحفظت ما كنت نسيت . فقلت : والله لا أروى عنك شيئا ، فتركته .
    و قال الأصمعى ، عن أبى عوانة : سمعت الكلبى يتكلم بشىء من تكلم به كفر .
    و قال مرة : لو تكلم به ثانية كفر ، فسألته عنه فجحده .
    و قال عبد الواحد بن غياث ، عن ابن مهدى : جلس إلينا أبو جزء على باب أبى عمرو ابن العلاء فقال : أشهد أن الكلبى كافر . قال : فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال : سمعته يقول : أشهد أنه كافر . قال :
    فماذا زعم ؟ قال : سمعته يقول : كان جبريل يوحى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقام النبى صلى الله عليه وسلم لحاجة و جلس على فأوحى إلى على . قال يزيد : أنا لم أسمعه يقول هذا ، و لكنى رأيته يضرب على صدره و يقول : أنا سبأى أنا سبأى !!
    قال أبو جعفر العقيلى : هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ .
    و قال واصل بن عبد الأعلى : حدثنا محمد بن فضيل عن مغيرة ، عن إبراهيم أنه قال لمحمد بن السائب : ما دمت على هذا الرأى لا تقربنا ، و كان مرجئا .
    و قال زيد بن الحباب : سمعت سفيان الثورى يقول : عجبا لمن يروى عن الكلبى .
    قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : فذكرته لأبى ، و قلت : إن الثورى قد روى عنه .
    قال : كان لا يقصد الراوية عنه و يحكى حكاية تعجبا فيعلقه من حضره ، و يجعلونه رواية عنه .
    و قال وكيع : كان سفيان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى آخرها مثل الكلبى .
    و قال على بن مسهر ، عن أبى جناب الكلبى : حلف أبو صالح أنى لم أقرأ على الكلبى من التفسير شيئا .
    و قال أبو عاصم النبيل : زعم لى سفيان الثورى ، قال : قال لنا الكلبى : ما حدثت عن أبى صالح عن ابن عباس فهو كذب ، فلا ترووه .
    و قال الأصمعى ، عن قرة بن خالد : كانوا يرون أن الكلبى يزرف ، يعنى يكذب .
    و قال أحمد بن سنان القطان الواسطى ، عن يزيد بن هارون : كبر الكلبى و غلب النسيان ، فجاء إلى الحجام و قبض على لحيته ، فأراد أن يقول : خذ من ها هنا يعنى ما جاوز القبضة ، فقال : خذ ما دون القبضة ! .
    و قال أبو حاتم : الناس مجمعون على ترك حديثه ، لا يشتغل به ، هو ذاهب الحديث .
    و قال النسائى : ليس بثقة و لا يكتب حديثه .
    و قال أبو أحمد بن عدى : و للكلبى غير ما ذكرت من الحديث ، أحاديث صالحة و خاصة عن أبى صالح ، و هو معروف بالتفسير ، و ليس لأحد تفسير أطول منه ، و لا أشبع منه ، و بعده مقاتل بن سليمان ، إلا أن الكلبى يفضل على مقاتل لما قيل فى مقاتل من المذاهب الرديئة .
    و حدث عن الكلبى الثورى و شعبة فإن كانا حدثا عنه بالشىء اليسير غير المسند .
    و حدث عنه ابن عيينة ، و حماد بن سلمة ، و هشيم ، و غيرهم من ثقات الناس و رضوه فى التفسير . و أما الحديث ، خاصة إذا روى عن أبى صالح ، عن ابن عباس ، ففيه مناكير و لشهرته فيما بين الضعفاء يكتب حديثه ! .
    و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : كتب البخارى فى موضع آخر : محمد بن بشر سمع عمرو بن عبد الله الحضرمى ، سمع منه محمد بن إسحاق ، و هو الكلبى .
    قال محمد بن عبد الله الحضرمى : مات بالكوفة سنة ست و أربعين و مئة .
    روى له الترمذى ، و ابن ماجة فى " التفسير " . اهـ .
    ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
    قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 9/180 :

    و قال على بن الجنيد ، و الحاكم أبو أحمد ، و الدارقطنى : متروك .
    و قال الجوزحانى : كذاب ، ساقط .
    و قال ابن حبان : وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق فى وصفه ، روى عن أبى صالح التفسير ، و أبو صالح لم يسمع من ابن عباس ، لا يحل الاحتجاج به .
    و قال الساجى : متروك الحديث ، و كان ضعيفا جدا لفرطه فى التشيع ، و قد اتفق ثقات أهل النقل على ذمه و ترك الرواية عنه فى الأحكام و الفروع .
    قال الحاكم أبو عبد الله : روى عن أبى صالح أحاديث موضوعة .
    و ذكر عبد الغنى بن سعيد الأزدى أنه حماد بن السائب الذى روى عنه أبو أسامة .
    و تقدم فى ترجمة عطية أنه كان يكنى الكلبى أبا سعيد و يروى عنه . اهـ .
    ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ

    5 – رواية أبي بكر محمد بن جعفر بن سيل الخرائطي في كتابه الذي جمعه في هواتف الجان وهي عند ابن كثير في / السيرة المطولة / ص346 وفيها الشعر ما سوى : ( وكن لي شفيعاً ) .
    6 – رواية الفضل بن عيسى القرشي : عن العلاء بن يزيد .
    قال السيوطي في شرح / شواهد المغني / ج2 ص255 : والعلاء ابن يزيد قال المديني : كان يضع الحديث . وقال البخاري وغيره منكر الحديث . وقال أبو حيان : روى نسخة موضوعة . وأورد له الذهبي في / الميزان / عدة مناكير .
    قلت(الأزهري الأصلي): وهذه ترجمة العلاء بن يزيد والصحيح أن اسمه العلاء بن زيد كما سيأتي:
    قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
    ( ق ) : العلاء بن زيد ، و يعرف بابن زيدل الثقفى ، أبو محمد البصرى . اهـ .
    و قال المزى :
    و قال البخارى ، و العقيلى ، و ابن عدى : منكر الحديث .
    و قال أبو حاتم : منكر الحديث ، متروك الحديث ، بابة أبى هدبة ، و زياد بن ميمون .
    و قال أبو داود : متروك الحديث .
    و قال ابن حبان : روى عن أنس نسخة موضوعة لا يحل ذكره إلا تعجبا .
    و قال الدارقطنى : متروك .
    روى له ابن ماجة حديثا واحدا عن أنس
    " إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقعى كما يقعى الكلب " . اهـ .
    ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
    قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 8/183 :
    و قال أبو حاتم : كان أحمد يتكلم فيه .
    و قال النسائى : ضعيف .
    و قال الحاكم : يروى عن أنس أحاديث موضوعة .
    و كذا قال أبو نعيم ، و زاد : سكن الأيلة ، لا شىء .
    و قال أبو حاتم : حديثه ليس بالقائم .
    و قال العقيلى : نسبه أبو الوليد الطيالسى إلى الكذب .
    و قال ابن شاهين فى " الضعفاء " : قال ابن معين : ليس بثقة .
    و فرق العقيلى بين العلاء بن زيد ، و العلاء بن زيدل ، فقال فى الأول : يعنى واسطى . لكن وقع عنده العلاء بن يزيد ، و نقل تكذبيه عن الطيالسى ، و عن البخارى : منكر الحديث . ثم ساق له من رواية يزيد بن هارون عنه عن أنس قصة معاوية الليثى . ثم ساق ترجمة العلاء بن زيدل ، و لم ينسبه ، و قال : منكر الحديث . و نقل قول أبى داود فيه .
    فالراجح أنه العلاء بن زيدل و ربما خفف بحذف اللام ، و أما يزيد فزيادة الياء أوله خطأ .اهـ .
    ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ

    7 – رواية الحسن بن سفيان : في مسنده من طريق الحسن بن عمارة . قال السيوطي في شرح شواهد المغني ص255 : والحسن بن عمارة ضعيف جداً .
    قلت(الأزهري الأصلي): وهذه ترجمة الحسن بن عمارة:
    قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
    قال البخارى : قال لى أحمد بن سعيد : سمعت النضر بن شميل ، عن شعبة ، قال : أفادنى الحسن بن عمارة ، عن الحكم ْ قال أحمد : أحسبه قال : سبعين حديثا ْ فلم يكن لها أصل .
    و قال عبدان ، عن أبيه ، عن شعبة : روى الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن يحيى ابن الجزار ، عن على سبعة أحاديث ، فسألت الحكم عنها ، فقال : ما سمعت منها شيئا .
    و قال على بن الحسن بن شقيق ، قلت لابن المبارك : لم تركت أحاديث الحسن بن عمارة ؟ فقال : جرحه عندى سفيان الثورى ، و شعبة بن الحجاج ، فبقولهما تركت حديثه .
    و قال أبو بكر المروذى : قلت لأحمد بن حنبل : فكيف الحسن بن عمارة ؟ قال : متروك الحديث .
    و قال أبو طالب أحمد بن حميد : سمعت أحمد بن حنبل يقول : الحسن بن عمارة متروك الحديث .
    قلت له : كان له هوى ؟ قال : لا ، و لكن كان منكر الحديث ، و أحاديثه موضوعة ، لا يكتب حديثه .
    و قال أحمد بن أصرم المزنى : سمعت أحمد بن حنبل سئل عن الحسن بن عمارة ، فقال : ليس بشىء ، إنما يحدث عن الحكم ، عن يحيى ابن الجزار .
    و قال أحمد بن سعد بن أبى مريم ، عن يحيى بن معين : لا يكتب حديثه .
    و قال أبو بكر بن أبى خثيمة ، عن يحيى بن معين : ليس حديثه بشىء .
    و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى : ضعيف .
    و قال عبد الله بن على ابن المدينى ، عن أبيه : ما أحتاج إلى شعبة فيه ، أمره أبين من ذلك ، قيل له : يغلط ، فقال : أى شىء كان يغلط ؟ ، و ذهب إلى أنه كان يضع الحديث .
    و قال أبو حاتم ، و مسلم ، و النسائى ، و الدراقطنى : متروك الحديث .
    و قال النسائى فى موضع آخر : ليس بثقة ، و لا يكتب حديثه .
    و قال زكريا بن يحيى الساجى : ضعيف الحديث ، متروك ، أجمع أهل الحديث على ترك حديثه .
    و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : ساقط .
    و قال صالح بن محمد البغدادى : لا يكتب حديثه .
    و قال عمرو بن على : رجل صالح ، صدوق ، كثير الخطأ و الوهم ، متروك الحديث .
    روى له الترمذى ، و ابن ماجة .
    و قال النسائى فى " مسند على " فى حديث رزين بن عقبة ، عن الحسن ، عن واصل الأحدب ، عن شقيق بن سلمة ، قال : حضرنا عليا حين ضربه ابن ملجم ... الحديث : ما آمن أن يكون هذا الحسن هو ابن عمارة . اهـ .
    ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
    قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 2/307 :
    و قال ابن المبارك ، عن ابن عيينة : كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يحدث عن الزهرى جعلت أصبعى فى أذنى .
    و قال العقيلى : حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدى حدثنا سفيان حدثنا ابن أبى نجيح عن مجاهد : لا بأس ببيع من يزيد ، كذلك كانت تباع الأخماس . قال سفيان : فحدثت به بالكوفة ، فبلغ الحسن بن عمارة ، فحدث به ، و زاد فى آخره على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    و قال العقيلى : حدثنى عبد الله بن محمد بن صالح السمرقندى حثنا يحيى بن حكيم المقوم قلت لأبى داود الطيالسى : إن محمد بن الحسن صاحب الرأى حدثنا عن الحسن ابن عمارة عن الحكم عن ابن أبى ليلى عن على قال : رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم قرن ، و طاف طوافين ، و سعى سعيه . فقال أبو داود ، و جمع يده إلى
    نحره : من هذا كان شعبة يشق بطنه من الحسن بن عمارة .
    و قال ابن سعد : كان ضعيفا فى الحديث .
    و ذكره يعقوب فى باب من يرغب عن الرواية عنهم .
    و قال أبو بكر البزار : لا يحتج أهل العلم بحديثه إذا انفرد .
    و قال ابن المثنى : ما سمعت يحيى و لا عبد الرحمن رويا عنه شيئا قط .
    وقال أبو العرب : قال لى مالك بن عيسى : إن أبا الحسن الكوفى ـ يعنى العجلى ـ ضعفه ، و ترك أن يحدث عنه .
    و قال الحميدى : ذمر عليه .
    و قال يعقوب بن شيبة : متروك الحديث .
    و قال ابن حبان : كان بلية الحسن التدليس عن الثقات ما وضع عليهم الضعفاء ، كان يسمع من موسى بن مطير و أبى العطوف و أبان بن أبى عياش و اضرابهم ، ثم يسقط أسماءهم ، و يرويها عن مشائخه الثقات ، فالتزقت به تلك الموضوعات ، و هو صاحب حديث الدعاء الطويل بعد الوتر و هو جالس .
    و قال السهيلى : ضعيف بإجماع منهم . اهـ .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 9:50

    الحديث الثامن:

    حديث السؤال بمحمد والأنبياء …
    يروى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده أن أبا بكر الصديق أتى النبي r فقال : إني أتعلم القرآن ويتفلت مني فقال رسول الله r : [ قل : اللهم إني أسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وبموسى نجيك وعيسى روحك وكلمتك وبتوراة موسى وانجيل عيسى وفرقان محمد وبكل وحي أوحيته وقضاء قضيته …]
    الكلام على سند هذا الحديث
    قال ابن تيمية رحمه الله : (هذا الحديث ذكره روين بن معاوية العبدري في جامعه ونقله ابن الأثير في جامع الأصول ولم يعزه لا هذا ولا هذا إلى كتاب من كتب المسلمين لكنه رواه في عمل يوم ليلة كابن السني وأبي نعيم وفي مثل هذه الكتب أحاديث كثيرة موضوعة لا يجوز الاعتماد عليها في الشريعة باتفاق العلماء وقد رواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب فضائل الأعمال وفي هذا الكتاب أحاديث كثيرة كذب وموضوعة .
    ورواه أبو موسى المديني من حديث زيد بن الحباب عن عبد الملك بن هارون ابن عنترة وقال : هذا حديث حسن مع أنه ليس بالمتصل قال أبو موسى : ورواه محرز بن هشام عن عبد الملك بن هارون عن أبيه عن جده عن الصديق t وعبد الملك ليس بذلك القوي وكان بالري وأبوه وجده ثقتان قلت – يعني ابن تيمية : عبد الملك بن هارون بن عنترة من المعروفين بالكذب قال يحيى بن معين : كذاب . وقال السعدي : دجال كذاب . وقال أبو حاتم بن حبان : يضع الحديث وقال النسائي : متروك . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال أحمد بن حنبل : ضعيف . وقال ابن عدي : له أحاديث لم يتابعه عليها أحد . وقال الدار قطني : هو وأبوه ضعيفان . وقال الحاكم في كتاب المدخل : عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني روى عن أبيه أحاديث موضوعة وأخرجه أبو الفرج بن الجوزي في كتاب الموضوعات وقول الحافظ أبو موسى ( هو منقطع ) يريد أنه لو كان رجاله ثقات فإن إسناده منقطع ).
    قلت(الأزهري الأصلي): ضعف عبد الملك هذا الحافظ العراقي في تخريج الإحياء وقال عنه الحافظ الهيثمي:ضعيف جدا وفي مرة أخرى قال : تركوه وكذلك قال عنه الغرياني والحافظ السخاوي وقال عنه الإمام الفتني:دجال.وقال عنه الحافظ المنذري في(الترغيب والترهيب): متروك.


    ===============

    الحديث التاسع:
    حديث دعاء حفظ القرآن
    ذكره : موسى بن عبد الرحمن الصنعاني صاحب التفسير بإسناده عن ابن عباس مرفوعاً أنه قال : من سره أن يوعيه الله القرآن وحفظ أصناف العلم فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف أو في صحف من قوارير بعسل وزعفران وماء ومطر وليشربه على الريق وليصم ثلاثة أيام وليكن إفطاره عليه ويدعو به في أدبار صلواته : اللهم إني أسألك بأنك مسؤول لم يسأل مثلك ولا يسأل وأسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وموسى نجيبك وعيسى روحك وكلمتك ووجيهك وذكر تمام الدعاء .
    الكلام على سند هذا الحديث
    قال ابن تيمية رحمه الله :
    وموسى بن عبد الرحمن هذا من الكذابين . قال أبو أحمد بن عدي فيه : منكر الحديث وقال أبو حاتم بن حبان : دجال يضع الحديث . وضع على ابن جريح عن عطاء ابن عباس كتاباً في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل .
    قلت(الأزهري الأصلي): موسى بن عبد الرحمن الصنعاني هذا قال عنه الإمام السيوطي في (الدر المنثور):
    (ومن التفاسير الواهية لوهاء رواتها التفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني، وهو قدر مجلدين يسنده إلى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقد نسب ابن حبان موسى هذا إلى وضع الحديث...).انتهى كلامه عنه.
    وقال عنه الحافظ الهيثمي: وضاع , وقال عنه أيضا: كذاب.

    والله تعالى أعلى وأعلم.
    أبو عبد الرحمن عبد المحسن
    أبو عبد الرحمن عبد المحسن
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 601
    العمر : 41
    البلد : مصر
    العمل : طالب
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف أبو عبد الرحمن عبد المحسن 20.08.08 18:28


    Crying or Very sad


    سلمت يداك
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 30.08.08 13:42

    الشيخ إبراهيم حسونة كتب:

    هذا كتاب مفيد من جملة ما كتب العلامة الألباني - رحمه الله تعالى- وضعناه هنا نصحا، نروم نفعا، والله تعالى الهادي


    كتاب
    التوسل أنواعه وأحكامه
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 30.08.08 13:59

    الشيخ إبراهيم حسونة كتب:
    حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم


    قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة - الحديث رقم (22): (توسلوا بجاهي ، فإن جاهي عند الله عظيم) (لا أصل له):

    مما لا شك فيه أن جاهه صلى الله عليه وسلم ومقامه عند الله عظيم ، فقد وصف الله تعالى موسى بقوله: (وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً) [الأحزاب: 69] ، ومن المعلوم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى ، فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى ، ولكن هذا شيء ، والتوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم شيء آخر ، فلا يليق الخلط بينهما كما يفعل بعضهم ، إذ إن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه ، وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل ، إذ إنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكها ، فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة ، وهذا مما لا سبيل إليه البتة ، فإن الأحاديث الواردة في التوسل به صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين : صحيح ، وضعيف .

    أما الصحيح ، فلا دليل فيه البتة على المدعى ، مثل توسلهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ، وتوسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم فإنه توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ، لا بجاهه ولا بذاته صلى الله عليه وسلم ، ولما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن ، كان بالتالي التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن ، وغير جائز .

    ومما يدلك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما استسقوا في زمن عمر ، توسلوا بعمه صلى الله عليه وسلم العباس ، ولم يتوسلوا به صلى الله عليه وسلم ، وما ذلك إلا لأنهم يعلمون معنى التوسل المشروع ، وهو ما ذكرناه من التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ولذلك توسلوا بعده صلى الله عليه وسلم بدعاء عمه ، لأنه ممكن ومشروع ، وكذلك لم ينقل أن أحداً من العميان توسل بدعاء ذلك الأعمى ، وذلك لأن السر ليس في قول الأعمى : (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة....) ، وإنما السر الأكبر في دعائه صلى الله عليه وسلم له كما يقتضيه وعده صلى الله عليه وسلم إياه بالدعاء له ، ويشعر به قوله في دعائه : (اللهم فشفعه في) ، أي : أقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم ، أي : دعاءه في ، (وشفعني فيه) ، أي : اقبل شفاعتي ، أي : دعائي في قبول دعائه صلى الله عليه وسلم في .

    فموضوع الحديث كله يدور حول الدعاء ، كما يتضح للقاريء الكريم بهذا الشرح الموجز ، فلا علاقة للحديث بالتوسل المبتدع ، ولهذا أنكره الإمام أبوحنيفة ، فقال : (أكره أن يسأل الله إلا بالله) كما في "الدر المختار" ، وغيره من كتب الحنفية .

    وأما قول الكوثري في " مقالاته " : (وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكورة في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح) .
    فمن مبالغاته ، بل مغالطاته ، فإنه يشير بذلك إلى ما أخرجه الخطيب من طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : (إني لأتبرك بأني حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كل يوم – يعني زائراً – فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين ، وجئت إلى قبره ، وسألت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عني حتى تقتضى) ، فهذه رواية ضعيفة ، بل باطلة.

    وقد ذكر شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم" معنى هذه الرواية ، ثم أثبت بطلانه فقال : (هذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل فإن الشافعي لما قدم ببغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة بل ولم يكن هذا على عهد االشافعي معروفا وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عند قبر أبي حنيفة ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن ابن زياد وطبقتهم لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور الصالحين خشية الفتنة بها وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف).

    وأما القسم الثاني من أحاديث التوسل ، فهي أحاديث ضعيفة و تدل بظاهرها على التوسل المبتدع ، فيحسن بهذه المناسبة التحذير منها ، والتنبيه عليها فمنها: (الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها،بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين) حديث ضعيف .

    ومن الأحاديث الضعيفة في التوسل ، الحديث الآتي :(مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ) حديث ضعيف.

    ومن الأحاديث الضعيفة ، بل الموضوعة في التوسل : (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) موضوع. انتهى كلام العلامة الالباني من سلسلة الأحاديث الضعيفة الحديث رقم 22.

    نقلا فن موقع
    العلامة الألباني
    - رحمه الله تعالى -
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 30.08.08 13:59

    الشيخ إبراهيم حسونة كتب:
    الـتـوســل حـقـائـق وشـبـهـات


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله

    أما بعد:

    أضع بين أيدي أخوتي في الله هذا البحث والذي بعنوان: (( التوسل حقائق وشبهات )) والذي تطرقت في المقدمة للحديث عن التوسل وأنواعه

    ثم

    الشبهه التي يثيرها أهل البدع بأسم التوسل والرد عليه

    تم

    تطرقت في الحديث عن الأحاديث والآثار والقصص الضعيفة والموضوعة في التوسل.

    ومن هذه الشبهه :

    الشبهة الأولى :

    حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما.

    الشبهة الثانية :

    حديث الضرير.

    الشبهة الثالثة :

    قياس الخالق على المخلوقين.

    الشبهة الرابعة :

    هل هناك مانع من التوسل المبتدع على وجه الإباحة لا الاستحباب؟

    الشبهة الخامسة :

    قياس التوسل بالذات على التوسل بالعمل الصالح.



    المراجع :

    1) التوسل أنواعه وأحكامه للشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله - باختصار.

    2) التوسل حكمه وأقسامه جمع وإعداد أبو أنس علي بن حسين أبو لوز - باختصار.

    3) المقدمة مأخوذة من مقال منشور في شبكة الإنترنت - بتصرف.



    ملاحظة راجع البحث أخونا الشيخ أسامة العتيبي وفقه الله


    لمتابعة الموضوع

    لطفــــا .. من هنـــــــا

    نقلاً عن

    مجموع : ما كتب في التوسل Albaidha1
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 30.08.08 14:02

    أبو محمد عبدالحميد الأثري كتب:
    التوسل المشروع والممنوع

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصبحه أجمعين …أما بعد:

    فإن المستقرئ لسيرة رسول الله @ يعلم أنه بعث في قوم كانوا يغلون في حب الصالحين من الموتى غلواً أخرجهم من دين أبيهم إبراهيم #.

    ومن المعلوم أن ملة إبراهيم # كانت دعوة الناس إلى أن يعبدوا الله وحده.

    ومن المعلوم أن العبادة أنواع فمنها: الإيمان والإسلام والإحسان والصلاة والزكاة وسائر أركان الإسلام، والدعاء، والذبح، والنذر، والاستعانة، والاستعاذة، والخوف، والرجاء والرغبة، والرهبة…

    العرب من الناحية الدينية زمن مبعث رسول الله @ واعتراضه عليهم:

    فالجاهليون كانوا يصرفون بعض هذه الأنواع لغير الله U معتقدين أن أولئك الأولياء لهم وجاهة ومنزلة عند الله رفيعة، وأنهم يرفعون حاجاتهم إلى الله U مثال ذلكم: اللات الذي كان يدعى من دون الله U في الطائف، كان قبل موته رجلاً نافعاً للناس وخاصة الحجاج فقد كان يلت السويق – نوعاً من الطعام تحتسيه العرب – ويقدمه لهم فلما توفي صار شأنه كشأن أي رجل يعتقد الناس فيه الصلاح والخير فأسف عليه أهل زمانه فصاروا يترددون إلى ضريحه ثم أقاموا عليه بناء ثم جعلوا يتوسلون به ويطوفون بقبره ويسألونه قضاء الحاجات وتفريج الكربات، كما يطلب مثل ذلك من العزى ومناة


    الفهرس



    الموضوع

    العرب من الناحية الدينية زمن مبعث رسول الله @

    الشفاعة حق

    ما الفرق بين أولئك الجاهليين وبين الذين يدعون الأولياء؟

    كيف طبق الصحابة } التوسل المشروع؟

    لا يجوز شد الرحال إلى قبر نبي أو ولي

    الأدلة على أن دعاء الأولياء من دون الله تعالى شرك أكبر

    التوسل المشروع

    لانقتدي إلا برسول الله @

    دعاء غير الله تعالى يحبط الأعمال الصالحة

    وسائل الشرك

    الشبه التي ينفخ فيه المبطلون



    * * *



    لتحميل البحث اضغط هنــــــا
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع : ما كتب في التوسل

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 30.08.08 14:10

    التوسل والطلب والدعاء من النبي
    -صلى الله عليه وسلم-


    كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه (27/83)

    وأما القسم الثالث وهو أن يقول اللهم بجاه فلان عندك أو ببركة فلان أو بحرمة فلان عندك أفعل بى كذا وكذا فهذا يفعله كثير من الناس لكن لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين وسلف الأمة أنهم كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء ولم يبلغنى عن أحد من العلماء فى ذلك ما أحكيه إلا ما رأيت فى فتاوى الفقيه أبى محمد بن عبدالسلام فإنه أفتى أنه لا يجوز لأحد أن يفعل ذلك إلا النبى صلى الله عليه وآله وسلم إن صح الحديث فى النبى صلى الله عليه وآله وسلم ومعنى الإستفتاء قد روى النسائى والترمذى وغيرهما ( أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم علم بعض أصحابه أن يدعو فيقول اللهم أنى أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبى الرحمة يا محمد يا رسول الله إنى أتوسل بك إلى ربى فى حاجتى ليقضيها لى اللهم فشفعه فى ) فإن هذا الحديث قد إستدل به طائفة على جواز التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم فى حياته وبعد مماته وليس فى التوسل دعاء المخلوقين ولا إستغاثة بالمخلوق وإنما هو دعاء وإستغاثه بالله لكن فيه سؤال بجاهه كما فى سنن ابن ماجه ( عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر فى دعاء الخارج للصلاة أن يقول اللهم أنى أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاى هذا فإنى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة خرجت إتقاء سخطك وإبتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذنى من النار وأن تغفر لى ذنوبى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) قالوا ففى هذا الحديث أنه سأل بحق السائلين عليه وبحق ممشاه إلى الصلاة والله تعالى قد جعل على نفسه حقا قال الله تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين ونحو قوله كان على ربك وعدا مسؤولا وفى الصحيحين ( عن معاذ بن جبل أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال له يا معاذ أتدرى ما حق الله على العباد قال الله ورسوله أعلم قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا أتدرى ما حق العباد على الله إذ فعلوا ذلك فإن حقهم عليه أن لا يعذبهم ) وقد جاء فى غير حديث كان حقا على الله كذا وكذا كقوله من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد فشربها فى الثالثة أو الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار وقالت طائفة ليس فى هذا جواز التوسل به بعد مماته وفى مغيبه بل إنما فيه التوسل فى حياته بحضوره كما فى صحيح البخارى ( أن عمر إبن الخطاب رضى الله عنه إستسقى بالعباس فقال اللهم إنا كنا إذا اجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون ) وقد بين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنهم كانوا يتوسلون به فى حياته فيسقون وذلك التوسل به أنهم كانوا يسألونه أن يدعو الله لهم فيدعو لهم ويدعون معه ويتوسلون بشفاعته ودعائه كما فى الصحيح ( عن انس بن مالك رضى الله عنه أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان بجوار دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يخطب فإستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وإنقطعت السبل فادع الله لنا أن يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر قال وأقلعت فخرجنا نمشى فى الشمس ) ففى هذا الحديث أنه قال إدع الله لنا أن يمسكها عنها وفى الصحيح ( أن عبدالله بن عمر ذكر قول أبى طالب فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقو ل : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

    فهذا كان توسلهم به فى الإستسقاء ونحوه ولما مات توسلوا بالعباس رضى الله عنه كما كانوا يتوسلون به ويستسقون وما كانوا يستسقون به بعد موته ولا فى مغيبه ولا عند قبره ولا عند قبر غيره وكذلك معاوية ابن أبى سفيان إستسقى بيزيد بن الأسود الجرشى وقال اللهم إنا نستشفع إليك بخيارنا يا يزيد إرفع يديك إلى الله فرفع يديه ودعا ودعوا فسقوا فلذلك قال العلماء يستحب أن يستسقى بأهل الصلاح والخير فإذا كانوا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أحسن ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل والإستسقاء بالنبى والصالح بعد موته ولا فى مغيبه ولا إستحبوا ذلك فى الإستسقاء بالنبى والصالح بعد موته ولا فى مغيبه ولا إستحبوا ذلك فى الإستسقاء ولا فى الإستنصار ولا غير ذلك من الأدعية والدعاء مخ العبادة والعبادة مبناها على السنة والإتباع لا على الأهواء والإبتداع وإنما يعبد الله بما شرع لا يعبد بالأهواء والبدع قال تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله ) وقال تعالى ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية أنه لا يحب المعتدين ) ( وقال النبى الله عليه وآله وسلم أنه سيكون فى هذه الأمة قوم يعتدون فى الدعاء والطهور)وأما الرجل إذا اصابته نائبة أو خاف شيئا فإستغاث بشيخه طلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع فهذا من الشرك وهو من جنس دين النصارى فإن الله هو الذى يصيب بالرحمة ويكشف الضر قال تعالى ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ) وقال تعالى ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ) وقال تعالى ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ) وقال تعالى ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ) فبين أن من يدعى من الملائكة والأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا فإذا قال قائل أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعا لى فهو من جنس دعاء النصارى لمريم والأحبار والرهبان والمؤمن يرجو ربه ويخافه ويدعوه مخلصا له الدين وحق شيخه أن يدعو له ويترحم عليه فإن أعظم الخلق قدرا هو رسول الله وآله وسلم وأصحابه أعلم الناس بأمره وقدره وأطوع الناس له ولم يكن يأمر أحدا منهم عند الفزع والخوف أن يقول يا سيدى يا رسول الله لم يكونوا يفعلون ذلك فى حياته ولا بعد مماته بل كان يأمرهم بذكر الله ودعائه والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وإتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) وفى صحيح البخارى ( عن ابن عباس رضى الله عنهما أن هذه الكلمة قالها إبراهيم عليه السلام حين القى فى النار وقالها محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعني وأصحابه حين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم وفى الصحيح ( عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم ) وقد روى أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته وفى السنن ( أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حزبه أمر قال يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث ) وروى( أنه علم ابنته فاطمة أن تقول يا حى يا قيوم يا بديع السموات والأرض لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث اصلح لى شأني كله ولا تكلنى إلى نفسى طرفه عين ) ولا إلى أحد من خلقك وفي مسند الإمام أحمد وصحيح ( أبى حاتم البستى عن إبن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ما أصاب عبدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتى بيدك ماض في حكمك عدل فى قضاؤك أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو إستأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى وغمى إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحا قالوا يا رسول الله أفلا نتعلمهن قال ينبغى لمن سمعهن أن يتعلمهن ) ( وقال لأمته إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يخوف بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فإفزعوا إلى الصلاة وذكر الله والإستغفار ) فأمرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء والذكر والعتق والصدقة ولم يأمرهم أن يدعوا مخلوقا ولا ملكا ولا نبيا ولا غيرهم ومثل هذا كثير فى سنته لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر الله به من دعاء الله وذكره والإستغفار والصلاة والصدقة ونحو ذلك فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تضاهى دين المشركين والنصارى فإن زعم أحد أن حاجته قضيت بمثل ذلك وأنه مثل له شيخه ونحو ذلك فعباد الكواكب والأصنام ونحوهم من أهل الشرك يجرى لهم مثل هذا كما قد تواتر ذلك عمن مضى من المشركين وعن المشركين فى هذا الزمان فلو لا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها قال الخليل عليه السلام وإجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ويقال إن أول ما ظهر الشرك فى أرض مكة بعد إبراهيم الخليل من جهة عمرو بن لحى الخزاعى الذى رآه النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجر أمعاءه فى النار وهو أول من سيب السوائب وغير دين إبراهيم قالوا أنه ورد الشام فوجد فيها أصناما بالبلقاء يزعمون أنهم ينتفعون بها فى جلب منافعهم ودفع مضارهم فنقلها إلى مكة وسن للعرب الشرك وعبادة الأصنام والأمور التى حرمها الله ورسوله من الشرك والسحر والقتل والزنا وشهادة الزور وشرب الخمر وغير ذلك من المحرمات قد يكون للنفس فيها حظ مما تعده منفعة أو دفع مضرة ولولا ذلك ما أقدمت النفوس على المحرمات التى لا خير فيها بحال وإنما يوقع

    النفوس في المحرمات الجهل أوالحاجة فأما العالم بقبح الشىء والنهى عنه فكيف يفعله والذين يفعلون هذه الأمور جميعها قد يكون عندهم جهل بما فيه من الفساد وقد تكون بهم حاجة إليها مثلالشهوة إليها وقد يكون فيها من الضرر أعظم مما فيها من اللذة ولا يعلمون ذلك لجهلهم أو تغلبهم أهواؤهم حتى يفعلوها والهوى غالبا يجعل صاحبه كانه لا يعلم من الحق شيئا فإن حبك للشىء يعمى ويصم ولهذا كان العالم يخشى الله وقال أبوالعالية سألت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله عز وجل ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ) الآية فقالوا كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب وليس هذا موضع البسط لبيان ما في المنهيات من المفاسد الغالبة وما في المأمورات من المصالح الغالبة بل يكفى المؤمن أن يعلم أن ما أمر الله به فهو لمصلحة محضة أو غالبة وما نهى الله عنه فهو مفسدة محضة أو غالبة وإن الله لا يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليهم ولا نهاهم عما نهاهم بخلابه عليهم بل أمرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم ولهذا وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم


    http://www.alsalafyoon.com/ArabicPosts/IbnTaimiehTawaul.htm
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية ذو صلة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 30.08.08 14:18

    حكم التوسل بالجاه وبالبركة وبالحرمة


    س 162 : هل التوسل يجوز بالجاه وبالبركة وبالحرمة؛ كأن يقول الإنسان: اللهم افعل لي كذا بجاه الشيخ فلان أو ببركة الشيخ فلان أو بحرمة محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.

    الجواب: التوسل بالجاه والبركة والحرمة والحق ليس بجائز عند جمهور أهل العلم، لأن التوسلات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أجازه الشرع، ولم يرد في الشرع ما يدل على هذه التوسلات.

    فلا يقول الإنسان: اللهم اغفر لي بحق فلان، أو بحق محمد، أو بحق الصالحين، أو بحق الأنبياء، أو بجاه الأنبياء، أو بحرمة الأنبياء، أو ببركة الأنبياء أو ببركة الصالحين، أو ببركة علي، أو ببركة الصديق، أو ببركة عمر، أو بحق الصحابة، أو حق فلان، كل هذا لا يجوز، هذا خلاف المشروع وبدعة، وهو ليس بشرك لكنه بدعة، لم يرد في الأسئلة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم.

    وإنما يتوسل بما شرعه الله من أسماء الله وصفاته، ومن توحيده والإخلاص له، ومن الأعمال الصالحات، هذه هي الوسائل. قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: 180]، فتقول: اللهم اغفر لي برحمتك إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم ارحمني يا أرحم الراحمين، اللهم أحسن إليّ، اللهم أدخلنا الجنة برحمتك وفضلك وإحسانك، اللهم أنجني من النار واعفُ عني يا رحمن يا رحيم يا عفو يا كريم، وما أشبه ذلك.

    أو بالتوحيد والإخلاص لله، وتقول: اللهم اغفر لي لأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، لأنك الواحد الأحد مستحق العبادة، أو تقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، كما جاء الحديث الشريف بهذا السؤال، فلا بأس بهذا، فهذا وسيلة شرعية.

    أو تتوسل بأعمالك الطيبة فتقول: اللهم اغفر لي بإيماني بك ومحبتي لك، أو بإيماني بنبيك ومحبتي له صلى الله عليه وسلم، اللهم ارحمني بطاعتي لك واتباعي لشريعتك، اللهم ارحمني ببري بوالدي. اللهم ارحمني بعفتي عن الفواحش، اللهم ارحمني بأداء الأمانة ونصحي لله والعباد، وما أشبه ذلك.

    ومن هذا الباب ما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة أواهم المبيت إلى غار - وفي رواية أخرى أواهم المطر إلى غار- في الجبل فدخلوا فيه، فانحدرت عليهم صخرة من أعلى الجبل فسدت الغار عليهم، وكانت صخرة عظيمة لا يستطيعون دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فدعوا الله سبحانه وتعالى، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهم أهلا ولا مالا (والغبوق اللبن الذي يشربه الناس بعد العشاء، وكان هذا من عادة العرب سقي الضيوف والأهل اللبن في الليل). يقول: كنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا وإنه نأى بي طلب الشجر ذات ليلة فلم أرح عليهما إلا في آخر الليل، - يعني إلا متأخرا فوجدهما نائمين، فوقف والقدح على يديه ينتظر استيقاظهما، فلم يستيقظا حتى برق الفجر. قال: اللهم إن كنت تعلم أنني فعلت هذا ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء ولكن لا يستطيعون أن يخرجوا.

    وقال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني أردتها على نفسها فأبت عليّ، ثم إنها ألمت بها سنة- أي حاجة-، فجاءت إليّ تطلب الرفد فقلت لها إلا أن تمكنيني من نفسك، "فاتفق معها على مائة وعشرين دينارا" فمكنته من نفسها، فلما جلس بين رجليها قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام خائفا من الله وترك الذهب وترك الفاحشة، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة زيادة لكن لا يستطيعون الخروج.

    ثم قال الثالث: اللهم إنه كان لي أجراء فأعطيت لكل أجير حقه إلا واحدا ترك أجره، فثمرته له- أي نمَّيته له- حتى صار له إبل وبقر وغنم ورقيق، ثم جاء يطلب أجره فقلت له: كل ما تراه من أجرك، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت له: إني لا أستهزئ بك، كله من أجرك فاستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا بأسباب هذه الدعوات وهذه الأعمال الصالحة.

    فالدعاء بهذا وأشباهه دعاء طيب ولا بأس به، ووسيلة صالحة، أما الدعاء بحق فلان أو بجاه فلان أو بركة فلان، أو حرمة فلان، فهذا لا أصل له، ولم تأت به السنة، فالواجب تركه، وهو ليس من الشرك ولكنه من البدع، فالواجب ترك هذا، وهو الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم، والله المستعان.


    http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=nor00187

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 23:19