صحتك أمانة
نعم الله تعالى على الإنسان كثيرة، فهي لا تعد ولا تحصى. ومن هذه النعم: نعمة الصحة والعافية.
فبهذه النعمة يستطيع الإنسان أن يتمتع بلذة العيش، وبهذه النعمة ،يستطيع أن يقوم بسائر الحقوق والواجبات؛؛؛ يعبد الله تعالى يكدح ويعمل، يدخل ويخرج، يجاهد في سبيل الله ويذود عن حياض الدين والوطن...ووو.
وقد أكد الإسلام على أهمية الصحة في حياة الإنسان، فمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، ما أحييتنا، واجعله الوارث منا)). ومعناه: يا رب أدم علينا نعمة الصحة والعافية والسمع والبصر والقوة ما دمنا أحياء.
فهو صلى الله عليه وسلم يعلمنا وبشكل عملي قيمة الصحة والعافية في الإسلام. وفي الحديث: ((من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)).
ولمّا كانت الصحة بهذه الأهمية فقد أُمرنا بالمحافظة عليها، ورسم لنا الإسلام الخطوات التي نحافظ من خلالها على الصحة والعافية، ومن هذه الخطوات:
1- الابتعاد عن كل ما يضر بالعقل أو النفس أو الجسد، ومن أهم ذلك المخدرات والمسكرات والمفترات بكل أنواعها.
2- الوقاية من الأمراض: فإذا كان الطب الحديث يعالج الأمراض بعد وقوعها فإن الإسلام يعطينا وصفات راقية حتى لا نقع أصلا في مثل هذه الأمراض ومن ذلك، الاعتدال في موضوع الطعام والشراب، قال تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.
فالله تعالى ينهانا في هذه الآية عن الإسراف في موضوع الطعام والشراب؛ لأن الإسراف فيهما مهلكة للجسد، وبالتالي فالمسرف لا يحبه الله؛ لأنه أهلك نفسه وأتعب الآخرين معه، يتعب أهله ويتعب الطبيب.
وقد أكد هذا المعنى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلبَهُ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالةَ، فَثُلثٌ لطَعَامِهِ، وَثُلثٌ لشَرَابِهِ، وَثُلثٌ لنَفَسِهِ)).
ولهذا الحديث قصة طريفة، وحوار جرى بين طبيب ألماني، وصحفي مسلم، في إحدى مستشفيات ألمانيا. قال الطبيب الألماني للصحفي المسلم: ما سبب تأخر المسلمين عن الحضارة والنهضة؟ فأجابه الصحفي المسلم – طبعا مسلم بالهوية -: إن سبب تأخر المسلمين هو الإسلام!! فأمسكه الطبيب من يده، وذهب به إلى جدار قد علقت عليه لوحة، فقال له: اقرأ الكلمات المكتوبة على هذه اللوحة، فإذا فيها الحديث الشريف الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، .....الحديث)).
وعند نِهاية الحديث قد كُتب، القائل: محمد بن عبد الله!!! فقال الطبيب الألماني للصحفي المسلم: أتعرف هذا؟ قال: نعم هذا نبينا.. فقال له: نبيكم يقول هذا الكلام العظيم، وأنت تقول: إن سبب تأخركم هو الإسلام!! وختم الألماني الحوار بقوله: للأسف إن جسد محمد عندكم، وتعاليمه عندنا؟!.
3- الحجر الصحي، بحيث نتعامل مع المريض مرضا معديا بحذر، حتى لا ينتقل المرض، قال صلى الله عليه وسلم: ((وفِرَّ من المجذوم كما تَـفِـرُّ من الأسد)).
4- التداوي من الأمراض إذا وقعت، فقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسسلم بذلك حيث قال: ((تداووا يا عباد الله فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواءً)).
5- المحافظة على النظافة، والطهارة: فقد حث الإسلام على ذلك قال تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}. ومدح الصحابة فقال: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا}. ومن هنا أوجب الإسلام الوضوء والاغتسال. فالمسلم يتوضا في اليوم عدة مرات، ويغتسل بين الحين والآخر، ويستاك لكل وضوء أو صلاة، ويكرم شعره، ويحلق الشعر الزائد في جسده، ويقلم أظافره، ويغسل يديه عند الاستيقاظ من نومه قبل أن يدخلهما الإناء.
والأعظم من هذا ومن ذاك أن الله لا يقبل صلاة المصلي حتى يكون طاهر الثوب طاهر البدن طاهر المكان.
وأزيد الأمر توضيحاً: فإنه لا يوجد كتاب فقه إسلامي إلا ويبدأ: بالطهارة فأول شيء يتعلمه المسلم ((الطهارة))
اللهم كما طهرت أجسادنا، فطهر أعضاءنا ، وكما طهرت ظواهرنا فطهر بواطننا
منقول من هنـــــــــــــا
منقول من هنـــــــــــــا
عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 07.08.08 17:17 عدل 1 مرات