خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني Empty مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.08.08 15:20

    مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين

    للعلامة محمد ناصر الدين الالباني
    -رحمه الله تعالى-

    -----------------------------------------------------------------------


    وهي من المسائل العظيمة التي كثرت فيها أقوال الفقهاء والمحدثين، قديما وحديثا، وتكلم فيها أيضا مجدد العصر الشيخ العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله بشيء من التفصيل وجمع بين النصوص الواردة في الموضوع ، بتأصيلات علمية دقيقة وحجج قوية، لا تكاد تجدها في مكان آخر لعزتها ، لما عرف به الشيخ رحمه الله من التفصيل الدقيق في كثير من المسائل الخلافية رحمه الله وجزاه الله عن الإسلام و المسلمين خيرا الجزاء، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

    س : من هم أهل الفترة؟ المصدر سلسلة الهدى والنور شريط رقم 364
    ج : لا أعتقد أن أحدا يضيق معنى هذه الآية فيقول (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) بشخصه أي كل قوم لابد أن يأتي رسول بشخصه و بدعوته ذلك لان من المعلوم أولا بالنص قوله عليه الصلاة والسلام ( فضلت على الأنبياء قبلي بخمس خصال .

    وذكر فيها عليه الصلاة والسلام قوله ) وانه كان النبي يبعث إلى قومه خاصة ،وبعثت إلى الناس كافة ( قوله عليه السلام: ) بعثت إلى الناس كافة( مع قوله تعالى ) وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا (. وقوله ) وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ( كل هذا وذاك يدل على أن بعثة الرسول عليه السلام ، ليست فقط بشخصه بل وببلوغ الدعوة إلى من بعد وفاته عليه الصلاة والسلام . كذلك نقول حينما قال عليه السلام ) وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ( لا يعني يبعث بشخصه فقط . بل وبدعوته بعد وفاته عليه الصلاة والسلام هذه حقائق في اعتقادي لا يمكن لأحد أن يماري أو يجادل فيها ، لأنه سيلزمه محذوران اثنان :

    المحذور الأول :
    أن يعتقد أن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة محصورة بالعرب الذين دعاهم الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة إلى الإسلام ، اما بعد وفاته فقد انتهت دعوته عليه السلام وبعثته ورسالته .

    وهذا بلا شك باطل

    والشيء الآخر مثله: وهو أن يعتقد أولئك الشاكين المرتابين في صحة تلك الأحاديث؛ وهي صحيحة دون خلاف بين العلماء، أن يعتقدوا أننا نحن معشر المسلمين وعددهم يبلغ عشرات الملايين لم تبلغنا الدعوة ، لماذا ؟ لأنه ما جاءنا رسول مباشرة.

    فهل من عاقل يقول بمثل هذا القول الذي يلزمهم أن يقولوا به إذا ما قالوه في العرب الذين كانوا قبيل بعثة الرسول عليه السلام لأنهم يقولون هؤلاء ما جاءهم رسول . لكنهم يعلمون أنهم جاءتهم دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، وهي دعوة التوحيد ، فكفر من كفر بها . وآمن من آمن بها .

    فإذن لا فرق بين دعوة إبراهيم و إسماعيل من حيث شمولها لكل من بلغته الدعوة ولو بعد وفاة الرسول المرسل إليه مباشرة ، لأنه ليس المقصود من بعثة الرسول هو الشخص ، وإنما المقصود دعوته ورسالته .

    ذلك لأننا لو فرضنا إنسانا في زمن الرسول المبعوث مباشرة إلى قوم ما كان أصم أبكم التقى مع الرسول المبعوث ولكنه هو لا يفقه شيئا مما يقول ، لما به من صمم وبكم فهذا لم تبلغه الدعوة وإن كان قد بلغه الرسول بشخصه .
    و العكس كذلك، حينما نتصور قوما جاءتهم دعوة الرسول عليه السلام . دون أن يروا الرسول بعينه وشخصه فقد قامت الحجة عليهم

    إذا كان الأمر كذلك وهو كذلك دون خلاف بين مسلمين فحينئذ لا محذور بالنسبة لتلك الأحاديث الصحيحة التي تشهد بأن أولئك الأشخاص هم من أهل النار، فلازم ذلك أنهم قد بلغتهم الدعوة و أقيمت عليهم الحجة ، فلا جرم أن النبي حكم عليهم بأنهم من أهل النار .

    فقول من يقول لدفع هذه الأحاديث أن إسماعيل أو إبراهيم أو غيرهما من الأنبياء الذين أرسلوا إلى العرب ما جاءهم رسول مباشرة ، فهذا كما لو قال قائل اليوم، أن التابعين وأتباع التابعين إلى هذا الزمان وإلى آخر الزمان الذي لا يبقى على وجه الأرض من يشهد أن لا إله إلا الله ، إلا جاءت ريح طيبة وقبضت أرواحهم كل هؤلاء من المسلمين أتباع الصحابة ومن بعدهم نقول لم تبلغهم الدعوة لأنهم ما جاءهم الرسول فهل من عاقل يقول بمثل هذه الكلمة .

    ظني أن لا أحدا يقول اذن نحن نلزمهم بأن يقولوا نفس الكلمة معنا ، لأنه ليس المقصود من إرسال الرسل فيما قبل الرسول صلى الله عليه وسلم هو أشخاصهم فقط ، بل المقصود دعوتهم أيضا، فسواء، لا فرق بين قوم دعاهم الرسول مباشرة بدعوته وبين قوم أو أقوام آخرين جاءتهم دعوة الرسول بواسطة أتباع الرسول ، فكل من هؤلاء و هؤلاء قد قامت حجة الله عز وجل على الناس جميعا بطريق من هاتين الطريقتين ، إنه وصول دعوة الرسول بواسطته مباشرة ، أو وصول دعوة الرسول بواسطة غيره من أتباعه الذين امنوا به ، فحينئذ نعرف من هم أهل الفترة .

    خلاصة ذلك : أن أهل الفترة هم الذين لم تبلغهم دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة منه إليهم أو بواسطة أحد أتباع هذا الرسول، إلى هنا فيما يبدو ينتهي الجواب عن السؤال السابق .

    ولكن لابد لي من كلمة قصيرة حول الدعوة التي يجب أن تبلغ ناسا لتكون حجة الله قائمة عليهم ، لأنهم قد تكون جاءتهم الدعوة بطريق غير طريق الرسول فلا تكون الحجة قائمة في هذه الحالة لتقصير وقع من هؤلاء المبلغين .

    فقد ذكرت آنفا أن الرسالة قد تبلغ بطريق من طريقتين .

    الطريقة الأولى : بشخص الرسول وهذه بلا شك ولا ريب أقوى من

    الطريقة الأخرى : وهي أن تصل الدعوة إلى قوم ما بواسطة أتباع الرسول . سواء كان هؤلاء الأتباع من أتباع الرسول مباشرة أو على التسلسل كما نقول في فهم حديث الرسول ) خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ( فخير الناس أصحابه عليه السلام لأنهم هم الذين أرسل إليهم الرسول مباشرة ثم التابعون لهؤلاء الأصحاب ثم أتباعهم .

    الطريقة الأخرى : أن تصل الدعوة إلى ناس ما بطريق أتباع الرسول سواء التابعون للصحابة أو أتباعهم أو من جاءوا من بعدهم . كما هو واقع اليوم .

    الذي أريد الآن أن أذكر به إتماما للفائدة، أن الدعوة التي تصل إلى قوم ما بالطريقة الأخرى ليس بطريقة الرسول مباشرة يجب أن تكون هذه الدعوة قد بلغتهم صافية نقية ، لا تغيير فيها و لا تبديل ولا تحوير ، لأنها في هذه الحالة إذا بلغتهم كذلك يكون بلوغ الدعوة إليهم بواسطة الأتباع ، كما لو كانت وصلت إليهم بواسطة الرسول مباشرة .

    أما إذا كان الأمر على على خلاف ذلك أي أن قوما ما أو ناسا ما بلغتهم دعوة الإسلام محرفة مغيرة مبدلة وبخاصة ما كان منها متعلقا بأصولها وفي عقيدتها، فهؤلاء الناس أنا أول من يقول إنهم لم تبلغهم الدعوة .

    ولأن المقصود ببلوغ الدعوة على صفائها و بياضها ونقائها . أما والفرض الآن أنها بلغتهم مغيرة مبدلة فهؤلاء لم تبلغهم الدعوة ، وبالتالي لم تقم حجة الله تبارك وتعالى عليهم ، هذا الذي أردت أن أضيفه إلى ما سبق من البيان لتتم الفائدة إنشاء الله . سلسلة الهدى والنور شريط 364


    س: ماحكم الأموات الذين ماتوا على دعاء الأموات ، إذا كانوا يعتقدون في هؤلاء الأموات أنهم ينفعون ويضرون ، ولكنهم لا يعرفون حقيقة التوحيد ، ولكنهم عرفوا هذا من علمائهم المنحرفين ؟ سلسلة الهدى والنور الشريط 95


    ج : قلت أن هؤلاء ما داموا يحافظون على أركان الإسلام ، لكن فيهم جهل، والمسئول عنهم هؤلاء الجهلة من أهل العلم الذين هم يضللونهم، فهؤلاء الذين ماتوا فالأصل فيهم أنهم مسلمون فيعاملون معاملة المسلمين، وهم يدفنون في مقابر المسلمين،

    فبالتالي إذا مر المار بقبورهم يقول السلام عليكم أهل الديار من المسلمين والمؤمنين ( يترحم عليهم ويدعى لهم بالمغفرة والرحمة ، ثم أمرهم إلى الله تبارك وتعالى .

    لأن الله عز وجل يقول ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( . ثم لا يؤاخذ المشرك إلا بعد أن تكون قد بلغته الدعوة ) وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ( وربنا عز وجل فضله ورحمته بعباده أنه يقبل عذر العبد، فإذا كان أحد هؤلاء المسلمين الخرافيين- فلنسميهم- إذا كان أحد هؤلاء الخرافيين من المسلمين ضل سواء السبيل . ولم يكن هناك من ينبهه ويحذره وينهاه عن ضلاله، فهو يكون معذورا عند ربه تبارك وتعالى ، ولا يؤاخذه مؤاخذة الذي أقيمت الحجة عليه ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )

    لقد جاء في صحيح البخاري ومسلم حديث عجيب جدا ، يدل على واسع رحمة الله بعباده ، بحيث أنه يغفر الكفر أحيانا بعلمه بعذر هذا الكافر .

    قال عليه الصلاة والسلام: ) كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط .. ( الحديث في صحيح البخاري و مسلم إياكم أن تشكوا في صحته ) كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط فلما حضرته الوفاة جمع أولاده ، فقال لهم: أي أب كنت لكم ؟ قالوا خير أب . ـ وهنا الآن الغرابة تأتي ـ لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا ( هذا شك في البعث ، يقول ) ولئن قدر الله علي ( كأنه يشك في قدرة الله ) ولئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا ( إذن كيف يتخلص هو من عذاب الله الشديد ، المعترف بأنه هو له لائق قال :) فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني بالنار ( ليضل عن ربه زعم ) ثم خذوني وذروني، نصفي في الريح ونصفي في البحر( شوف ! أوحى له الشيطان ، الله أكبر ، فلما مات الرجل و الأولاد أبرار وهذا وصية أبيهم وهو كما اعترفوا كان خير أب لهم . نفذوا وصيته فحرقوه بالنار حتى صار رميما ، صار رمادا فأخذوا نصف هذا الرماد فرموه في الريح الهائج راحت بددا ،والنصف الثاني في البحر المائج وراحت مع هذه الأمواج . فقال الله لهذه الذرات ) كوني فلانا ( فكان بشرا سويا : أي عبدي ما حملك على ما فعلت.قالربي خشيتك أنا خفت منك . أنا مستحق لهذا العذاب فخوفا منك، لأضل عنك فعلت ما فعلت قال اذهب فقد غفرت لك ) هذا كفر هذا شرك وهذا صريح القرآن ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل شيء عليم ) لكن يبدو أن هذا الرجل طيلة حياته كان مؤمنا، لكن ساعة احتضار الموت واستحضاره لذنوبه ومعاصيه غلبت عليه خشيته من الله فأعمت عليه الطريق وسولت له نفسه هذه الوصية الجائرة ، التي لا أتصور أن يوجد في الدنيا أجرأ منها وأفضع منها مع ذلك غفرها الله عز وجل لهذا الإنسان

    فنحن إذا تصورنا هؤلاء المساكين الضالين من إخواننا المسلمين بسبب علماء السوء يقعون في الشرك وفي الضلال . يستغيثون بغير الله و ينادون الأموات وهم لا يسمعون وبينهم برزخ إلى يوم يبعثون . فالله عز وجل إذا علم من أحدهم أنه لم تتبين له الحقيقة وأن هذا شرك وضلال . بل لم يوجد من يقول لهم يوما ما . ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون )
    فاعتقادنا أن الله عز وجل لا يؤاخذ الإنسان إلا بعد قيام الحجة
    فمن علم من هؤلاء الموتى - نحن لا نعلم- من علم الله من هؤلاء الموتى أنه سمع دعوة الحق من الشيخ الفلاني في أن هذا شرك وضلال . فما أبه لذلك ولا اهتم. لأنه الشيخ الضال هناك سول له عمله . فهذا إلى جهنم و بئس المصير

    أما الذي لم يقيض له من ينبهه فهو معذور عند الله .

    فلما كنا نحن عاجزين عن أن نميز من الذي بلغته الدعوة الصحيحة عن الذي لم تبلغه الدعوة الصحيحة .

    فنحن لنا الظاهر وهو مسلم . كان يصلي ويصوم فنحن في مقابر المسلمين فنحن ندعو له ونستغفر له ونسلم عليه أما ما حاله عند الله فأمره إلى الله . "سلسلة الهدى والنور الشريط 95"

    ]


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 05.08.08 16:08 عدل 2 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني Empty رد: مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.08.08 15:27


    س : هل يعذر الجاهل بجهله أم لا ؟ رحلة النور الشريط الخامس
    ج : إنه قد يعذر وقد لا يعذر، إذا كان الجاهل يعيش في بلاد إسلامية يغلب عليها العلم بالإسلام، وخاصة بعقائده، وبصورة أخص ما يتعلق منها بالتوحيد . فهنا لا يعذر هذا الإنسان بجهله لأنه يعيش في جو إسلامي يفترض أن يكون قد عرف من الجو الصالح الذي يعيش فيه العقيدة الصحيحة، وهذا بلا شك أيضا يستطيع الإنسان أن يتصور صورا متعددة، جو إسلامي

    والحمد لله أن البلاد السعودية لا تزال من حيث صلاح عقيدتها هي في القمة ، ولكن يقصدها كثير من المسلمين العرب أو العجم لقضاء مصالحهم. وأحيانا عبادتهم من الحج أو العمرة .

    فقد يكون الواحد منهم أقام في هذه البلاد مدة من الزمن لم يتمكن في هذه المدة لقصرها أن يتعرف على عقيدة التوحيد مثلا، فهو لا يزال يحمل في أفكاره بعض الانحرافات عن التوحيد الصحيح ، فهذا برغم أنه أقام في جو إسلامي وتوحيده صحيح، لا يمكن أن يقاس به من ولد في هذه البلاد وعاش فيها وترعرع ونشأ وتعلم

    فهناك فرق كبير بين الأول وبين الثاني ، ولذلك إذا أخذنا هذا الفعل الأول . أي البلد الإسلامي الصحيح توحيده وعقيدته . ثم قابلناه ببلد آخر ليس بلدا إسلاميا كالمسلمين الذين يسلمون في بلاد الكفر كأوروبا مثلا أو أمريكا أو نحو ذلك.

    فهؤلاء إذا لم يفهموا بعض العقائد الإسلامية على وجهها الصحيح ، هؤلاء يعذرون، لأنهم لا يجدون الجو الذي يعطيهم المعنى الذي أشرت أنت إليه آنفا بقولك صار من المعلوم من الدين بالضرورة هذا إنما يصح في المجتمع الأول. وبالتفصيل الذي ذكرته

    من نشأ وترعرع فيه ، وليس بالنسبة لمن طرأ حالا في مدة قصيرة من الزمن .

    ثم نأخذ مثلا كالبلاد المصرية ، حيث يوجد فيها مشايخ وعلماء الأزهر وما أدراك ما علماء الأزهر من حيث الأزهر الشريف وهو إلى آخره .

    ومع ذلك فتجد هناك الشرك ضارب أطنابه في الأزهر وفي المساجد مسجد الحسين وغيره ، فيعيش المصري هناك هناك مسكينا ، ولا يسمع صوت التوحيد إطلاقا ، هذا ليس كهذا الذي عاش في المجتمع الأول

    ولذلك فمن الخطورة بمكان مع استحضارنا لهذا التفصيل وما أشير إليه مما لم يذكر من الخطورة بمكان أن يقال بأن الجاهل لا يعذر، لأنه يعيش في بلد إسلامي ، يشترط في هذا البلد الإسلامي أن تكون عقائده مشهورة، وكما قلت : معلوم من الدين بالضرورة .

    لنفترض كما قلنا آنفا رجل إفرنسي أو ألماني أسلم ، ما الذي دفعه إلى الإسلام . شيء من عظمة الإسلام، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لكن يا ترى هل مجرد أن أعلن إسلامه وعودي من قومه عرف الإسلام بتفاصيله ؟

    طبعا !الجواب : لا .

    فقد يكون يعيش هو وزوجته ، وزوجته لا تزال سافرة متبرجة كما كان قبل إسلامه . وكما كانت هي قبل إسلامها ، ويعيشون مع بعضهم البعض أشقاء إخوة وتظهر أمامه كما تظهر ، أما زوجها ، هل يعذر أم لا يعذر، لأنه حديث عهد بالإسلام

    ولذلك نجد في بعض الأحاديث . ما يمكن اتخاذه حجة، في أن القول بأن الجاهل لا يعذر، قول مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم العملية ،

    ماذا نقول اليوم لو أن مسلما في بلاد الإسلام ، صاح في صلاته بأعلى صوته واستمر في صلاته ولم يعد الصلاة ، صلاته صحيحة أو باطلة ؟

    صلاته باطلة ، لكن الرسول ما أبطل صلاة من صاح في صلاته لأنه أعذره بجهله وما ذاك إلا لأنه كان حديث عهد بالإسلام ، وعلى ذلك تقاس هذه المسألة الحساسة،

    فلا يقال مطلقا الجاهل يعذر ولا يقال مطلقا الجاهل لا يعذر وإنما المسألة تتحمل تفاصيل كثيرة ذكرت آنفا بعضها .

    أنا أشرت في مثالي الأخير إلى قصة معاوية ابن الحكم السلمي رضي الله عنه ، وهو بداهة غير معاوية بن أبي سفيان الأموي ، فقد حدث كما جاء في موطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد وصحيح الإمام مسلم بالسند الصحيح عنه : ) أنه صلى ذات يوم وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، فعطس رجل بجانبه فقال له وهو في الصف في الصلاة : يرحمك الله ، فنظروا إليه بأطراف أعينهم تسكيتا له ، فعظم عليه هذا الأمر. فصاح بأعلى صوته وهو يصلي : واثكل أمياه ! ما لكم تنظرون إلي ، فما كان ممن حوله إلا أن أخذوا ضربا على أفخاذهم تسكيتا له ( يبدوان الرجل تنبه ولو بعد دئب ، لأنه أخطا فيما فعل من الكلام والصياح، ولذلك قال : ) لما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ، أقبل إلي ( تصوروا نفسية هذا الإنسان : تصوروا مصليا في هذا الزمان لو فعل مثل ذاك الإنسان وجاء الإمام إليه، ماذا تتصوروا، سيشتمه ويسبه إن لم يضربه كان معاوية هذا رضي الله عنه تصورشيئا من ذلك. لما رأى الرسول مقبلا عليه، تلكن خاب تصوره، لأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) قال : فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أقبل إلي ، والله ! ما قهرني ولا كرهني ولا ضربني ولا شتمني . وإنما قال لي : ) إن هذه الصلاة ، لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هي تسبيح وتحميد وتكبير وتلاوة القرآن ( انتهت قصة الرجل إلى هنا

    ولكن يبدوا من ناحية النفس أنه لما رأى هذا اللطف النبوي ، شجعه بأن يتعلم لأنه عرف أنه جاهل ، يصيح في الصلاة بما سمعتم ويقول الرسول ) لأنه لا يصلح شيء من كلام الناس ، وإنما هو تسبيح وتكبير وتحميد وتلاوة القرآن ( فتشجع على أن يوجه للنبي صلى الله عليه وسلم بعض الأسئلة فأخذ يكر بهذه الأسئلة ، سؤال بعد سؤال ، كان مما جاء ذكره في هذا الحديث ، أن قال يا رسول الله ( إن منا أقواما يتطيرون) قال : ) فلا يصدنكم ( قال : ( إن منا أقواما يخطون بالرمل ) فقال عليه الصلاة والسلام : ) قد كان نبي من الأنبياء يخط ، فمن وافق خطه خطه فذاك قال يا رسول الله ( إن لي جارية ترعى لي غنما في أحد . فشطى الذئب يوما على غنمي ، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة وعلي عتق رقبة، فقال عليه السلام ) آتيها ( قال لها عليه الصلاة والسلام : ) أين الله( ( قالت في السماء ) قال لها : ) من أنا ( قالت : ( أنت رسول الله ) . فالتفت إلى سيدها وقال له : ) اعتقها فإنها مؤمنة

    ( الآن لو وجه هذا السؤال النبوي إلى بعض شيوخ الأزهر ، أين الله، لأقام نكيرا عليك ، فضلا عن أنه لا يحسن جواب الجارية ، لا يقول لك الله في السماء ، وإن كان عنده شيء من العلم ، سيحاول أن يطعن في صحة هذا الحديث، وإن سلم بصحته ، فسيعلل جواب الجارية بتعليلات تعود بالطعن في الرسول عليه الصلاة والسلام من حيث هو لا يدري ولا يشعر ولا أرى الآن ضرورة أن أخوض في تفصيل هذا الكلام .

    وإنما حسبي أن أربط هذا الكلام بما سبق إذا كان بعض شيوخ الأزهر وهم الكثرة الكاثرة في مصر مثلا لا يتبنون العقيدة السلفية التي صرحت بها الآيات الكريمة ، وتتابعت عليها الأحاديث النبوية الصحيحة ، لا يكون إلا الله عز وجل له صفة العلو وماذا يكون عقيدة عامة الشعب المصري ، أيعتقد كما تعتقد هذه الجارية ،

    والشيوخ بالأزهر لا يعتقدونها . إذا ينبغي أن نقول ان هؤلاء العامة في مصر وفي أمثالها من البلاد الأخرى ، سواء ما كان منها بلاد عربية أو أعجمية، فالشعب هنا وهناك معذور ، لأنه لا يعيش في ذلك الجو الإسلامي، الذي منه تعلمت الجارية تلك العقيدة الصحيحة،من أين للجارية وهي راعية غنم أن تعرف هذه العقيدة التي لا يعرفها علماء الأزهر ، من جو الصحابة : سيدها وسيدتها وما حولها من الناس كلهم يدينون دينا واحدا، ويتبنون عقيدة واحدة ، فعرفت هذه العقيدة من المجتمع الذي عاشته ، وربما تكون قد قرأت واتبعت سنة الرسول عليه السلام في قراءة سورة تبارك ، التي يسن للمسلم أن يقرأها في كل ليلة قبل أن يضطجع أو ينام ، وفيها يقول ربنا تبارك وتعالى: ( أمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور،أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير )

    فإذا هذه الجارية ، وفي بعض الروايات الضعيفة أنها أعجمية ، تلقت هذه العقيدة الصحيحة من الجو الذي كانت تعيش فيه، فسلمت عقيدتها .

    أما الجو المصري وجو البلاد الأعجمية الأخرى الموبوء ولا يجد العقيدة الصحيحة ، أنا في اعتقادي يكونون معذورين كل العذر .
    رحلة النور الشريط الخامس لسنة 1410 شهر رجب
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني Empty رد: مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.08.08 15:36


    س: الحكم على المعين بالتكفير لمن يكون أهو للعلماء أم لغيرهم ؟ وما هي شروطه وما هي موانعه ؟ سلسلة الهدى والنور رقم 671و672


    ج : أولا بلا شك هذا الحكم يكون لأهل العلم ، وليس لأهل الجهل .
    وثانيا : بعد تلك الكلمة التي كان فيها شيء من الطول وفرقنا بين الكفر الاعتقادي والكفر العملي .

    فالعالم الذي ليس لأحد سواه أن يتولى إصدار الحكم بتكفير مسلم . لاشك أنه سيكون مستحضرا لقسمي الكفر الكفر الاعتقادي والكفر العملي : فقبل أن يصدر حكمه بالكفر الاعتقادي يجب أن يدرس المسألة المتعلقة بالذي يراد تكفيره . على ضوء ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )

    هذه الآية مهمة جدا ، ذلك لأن المسلم حقا ، قد يخفى عليه حكم ما . فيقع في الكفر المخرج عن الملة لكن هو لا يدري ولا يشعر .

    ولذلك فلا يجوز أن نحكم على مسلم بعينه أنه كفر ولو كان وقع في الكفر ، كفر ردة إلا بعد إقامة الحجة عليه .

    لأنه ( لله الحجة البالغة) (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )

    وهنا يحسن بي أن أذكر بحديث رغم كونه مرويا في أصح الكتب بعد كتاب الله وهو صحيح البخاري ، مع ذلك فقل ما تسمع هذا الحديث من عالم أو واعظ أو مرشد مع أن له صلة قوية جدا جدا بمثل هذا السؤال :

    أعني بهذا الحديث قوله عليه السلام : ) كان فيمن قبلكم رجل حضرته الوفاة فجمع أولاده حوله، فقال لهم : أي أب كنت لكم ، قالوا خير أب .
    قال : فإني مذنب مع ربي، و لإن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا .

    كفر هذا أو ليس بكفر ؟
    كفر لأنه شك في قدرة الله عز وجل !
    يصدق عليه قوله تعالى في آخر سورة يس ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه . قال من يحيي العظام وهي رميم)
    هذا الرجل قال ولإن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا .فإذا مت فخذوني وحرقوني في النار ثم اجعلوني قسمين قسم ذروه في الريح وقسم في البحر )

    لماذا ؟ واضح حتى يضل على ربه زعم .

    فحرقوه في النار ونصف من رماده ذروه في الريح والآخر في البحر فقال الله عز وجل لذراته كوني فلانا فكانت بشرا سويا قال الله عز وجل أي عبدي : ما حملك على ما فعلت قال : يا ربي خشيتك . قال (اذهب فقد غفرت لك )

    فنحن يجب علينا أن نلاحظ هذا الذي نريد أن نصدر الحكم بالكفر عليه ، لعله معذور ، لعله معذور فنحاول إذا قبل إصدار هذا الحكم أن نلتمس لكفره عذرا.

    لا لنقره على كفره. وإنما لننقذ أنفسنا من تكفيره ، أظن في فرق كبير بين الأمرين

    تعلمون إنشاء الله أن هناك قاعدة شرعية ( من ابتلي بشيء من هذه المعاصي فليستتر ) ومن تمام تطبيقها، أنه إذا جاء مسلم معترفا بأنه ارتكب حدا فيريد أن يطهر نفسه بإقامة الحد عليه، أنه يلقن عدم الاعتراف بالحد .
    أليس كذلك ؟
    إذا جاء الجاني المرتكب، الزاني ،السارق يطلب إقامة الحد لتطهيره، أنه يلقن أن لا يعترف

    و أكبر مثال على ذلك قصة ماعز جاءه عن اليمين قال : يا رسول الله طهرني أدار وجهه عنه ، جاءه من الجهة الأخرى يا رسول الله طهرني .

    ايش معنى هذا الكلام ، لسان الحال أنطق من لسان المقال ، ( ول وجهك عني ، روح عني ، لا أريد أن أقيم الحد .

    لعلك ولعلك .

    وهذا شيء من تمام الحديث كما تعرفون. قال يا رسول الله : طهرني ، قال : ) استنكفوه

    ( شوفو ليكون شربان ليكون يهرف بما لا يعرف ، استنكفوه ما فيه شيء )

    ارجموه!

    ( فرجموه ، إذا هذه الوسائل كلها لإبعاد إقامة الحد . ترى إقامة الحد عليه ينفعه أم يضره ؟

    ينفعه .

    لكن اتهام مسلم بالكفر لا ينفعه . يضره

    مثل ما يقول المثل السوري : ( نكايا بالطهارة شخ في الباس ) مفهوم هذا الكلام عندكم .

    فهو لما يسمع الحكم الشديد عليه وهذا نشاهده مع الأسف مع بعض الناس الذين يعبدون الله على حرف ما يكاد يسمع كلمة فيها شيء من الشدة والقسوة . إلا بيمكر كالبغل الشموس، فإذا هلبدو يصدر الحكم في تكفير مسلم

    أولا : يجب أن يكون عالما.
    وثانيا : يجب أن يكون متئدا يدرس موضوع هذا الإنسان من كل الجوانب ،
    ثم هناك القول الذي يقوله بعض الفقهاء المتأخرين: انه إذا كان هناك مئة شهادة في هذا الإنسان تسع وتسعون أنه كفر بما فعل أو بما قال. وواحد يقول لا : هذا ليس كفرا يقولون احتياطا يؤخذ بهذا القول . ويترك التسع والتسعون قولا .

    فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أمة الوسط .
    سلسلة الهدى والنور رقم 671و672 12جمادى الأولى 1413 ه الموافق 7 نونبر 1992م
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني Empty رد: مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.08.08 15:47


    س: هل هناك فرق في الشريعة في مسألة الإنذار أو قيام الحجة ،وبين قيام الحجة وفهمها ،حتى يعني تكون سبب من أسباب قيام حجة الله على عباده ؟ سلسلة الهدى والنور رقم 616

    ج: هل تقصد فهمها أو إفهامها ؟

    ( قال السائل : فهمها )

    يعني فيه فرق، فلو كان رجلا مجنونا أو كان رجل أعجمي لا يفقه اللغة العربية ، أو.. أو، احتمالات كثيرة ربما نضطر إلى أن نذكر شيئا منه .

    أولا : هل تكون الحجة قائمة ؟

    طبعا : لا .

    جوابي هذا على سؤالك هذا ، يذكرني بمناقشة جرت في مجلس لأول مرة حينما كنت جئت للتدريس في الجامعة الإسلامية ، وقبل أن تفتح أبواب الدراسة اجتمعنا في مجلس في سهرة مع بعض أهل العلم والفضل، فؤثير هذا الموضوع

    فقال بعضهم : بأن دعوة الإسلام الآن بلغت كل بلاد الدنيا، وأتبع كلامه بقوله أي : القرآن والحمد لله يذاع من كل البلاد الإسلامية، إلى كل أقطار الدنيا .

    وأنا أجبت بما خلاصته : يا أستاذ أنت تقول القرآن وأنا أقول معك كما قلت، لكن العرب كشعب أو كأمة، فيهم الآن من لا يفهم القرآن، فكيف تريد من الأعجام، الألمان والبريطان و الأمريكان، أن يفهموا القرآن بلغة القرآن، وغير مترجم إلى لغتهم على الأقل كيف تقوم الحجة على هؤلاء . بأن يسمعوا القرآن يتلى بلغة القرآن، هذا لا يعني أنه قد أقيمت الحجة عليهم .

    ولذلك فأنا أقول : لا بد من أن يفهم الذي بلغته الحجة، أن يفهمها .

    وأنا أضيف شيئا آخر : ليس كل من ينقل الحجة يحسن نقلها

    ولذلك فقيام الحجة على شخص ما ، ليس من السهل نحن أن نقول : أقيمت الحجة على فلان .

    ولذلك أنا كثيرا ما أعترض على بعض إخواننا المبتدئين في طلب العلم والسالكين معنا في هذا الدرب، من الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح والمتحمسين ، فيقول أحدهم : أنا البارحة اجتمعت مع الشيخ فلان أو الدكتور الفلاني ، وناقشته في مسألة الاستغاثة بغير الله أو التوسل أو ما شابه ذلك وقلت : هذا لا يجوز و هذا حرام وهذا شرك وإلى آخره ، وهو يصلي بنا إماما، فأنا أقمت الحجة عليه ، فهل تجوز صلاتي خلفه ؟

    أنا أقول : أنت كيف تتصور أنك أقمت الحجة عليه ، وأنت بعد لا تزال في التعبير السوري في الرقراق، يعني في الضحضاح يعني في أول العلم ، ما ينبغي أن نتصور أن كل طالب علم يستطيع أن يقيم الحجة على المسلم الضال ، فضلا عن الكافر المشرك

    لكن كل إنسان مكلف أن يبلغ ما يستطيع .

    أما هل قامت الحجة عليه أو لم تقم ، هذا علمه عند ربي .

    ولذلك أنا ما أتصور أن كل شخص أفهم الحجة، وبالتالي قامت عليه الحجة، لكن أنا أقول من علم الله عز وجل منه أنه قامت الحجة عليه، و تبينت له وجحدها، فهو الذي يحكم عليه بالنار يوم القيامة .

    ولذلك كما تعلمون جميعا، أن الكفر مشتق من معنى التغطية فيعني حينما نقول فلان كافر، يعني تبين له الحق ثم حاد عنه، ولذلك قال تعالى ( وجحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ) فأي كافر بلغته حجة الله عز و جل وفهمها جيدا ثم جحد، فهذا الذي يعذب .

    ولذلك ربنا عز وجل وصف بعض أهل الكتاب بقوله ويعني نبيه عليه السلام : ( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ) فهم يعرفون أن محمدا عليه السلام رسول وصادق ومبعوث إلى الناس كافة، وليس إلى العرب فقط كما قالت بعض الطوائف من اليهود، لا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، لكن مع ذلك تعصبوا لمن كانوا ينتظرونه أن يبعث منهم وفيهم .

    هذا هو الذي أعتقده بالنسبة لسؤالك المذكور آنفا

    سلسلة الهدى والنور رقم 616
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني Empty رد: مسائل و فتاوى علمية في مسألة العذر بالجهل وتكفير المعين للعلامة الالباني

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.08.08 15:55


    س: في آيات من القرآن تبين أن الله تبارك وتعالى يجعل بين الكافرين والقرآن حجابا ولا يفقهون ما يقول تبارك وتعالى، كما يقول تعالى : ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا) هل عندما يكون الإعراض عن سماع الدين وفهمه وفهم الحجة، الإعراض عندما يكون سبب عن فهمه للحجة فبالتالي تكون الحجة قائمة في مثل هذه الأدلة، وإن لم يفهمها، لكن قيام الحجة هنا بسبب الإعراض؟ سلسلة الهدى والنور رقم : 616

    ج : أولا : هذا الجعل هو جعل شرعي، وليس كونيا، لعل هذا التفريق واضح عندك، يعني هذا الجعل سبب هو كفر هذا الإنسان، والسعي إلى الكفر، عدم فتح قلبه للحق فيما إذا جاءه .

    وأضرب الآن أنا لك مثلا، بعد ذلك التفصيل الذي ذكرته آنفا : أن المفروض أن المنذر أو المبلغ أن تقوم الحجة عليه فيما إذا فهمها .

    نحن لماذا قلنا هذا ؟

    لأننا أمة خاتم الأنبياء والرسل، فليس بعده من رسول .

    إذن فمن الذي يبلغ الدعوة ؟

    هم أتباع هذا الرسول، أتباع هذا الرسول كما شرحنا آنفا، فيهم طلبة علم ومبتدئين وهو و هو إلى آخره الآن سؤالك السابق أصوره بصورة ضيقة جدا .

    هل يمكن أن نتصور رسولا، بل أن نتصور نبيا بلغ قومه شريعة الله عز وجل، وكما قال عز وجل ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم..) مع ذلك نتصور إنسانا عاديا، ولم يفهم الحجة من ذاك النبي هل يمكن هذا ؟

    إذن حجة الله بطبيعتها أن تكون قائمة على كل إنسان، لكني أنا وضعت قيدا ،إنسان طبيعي، أعني غير مصاب بآفة من آفات الجنون أو الغيبوبة عن الفهم وهو هو إلى آخره .

    فأي قوم و أي فرد سليم الفهم والعقل، قامت حجة الله عليه، لاشك أنه فهمها، لكننا نحن الآن لا نستطيع أن نقول إننا بمنزلة الرسول بل النبي في أننا نحسن إقامة الحجة على أي طائفة أو جماعة أو فرد .

    فمن هنا إذن : نحن لا نستطيع أن نتصور كما قلت آنفا أن حجة الله قامت على كل من نقلت إليه الحجة، لاحتمال أن النقل لم يكن سليما أو كان ناقصا، والأمثلة الآن كثيرة وكثيرة جدا، الآن كل إخواننا الحاضرين يعلمون أن هناك جماعات منحرفة عن الإسلام ، كلا أو بعضا أو جزءا، يدعون إلى الإسلام بنشاط حتى يدخل اليهود والنصارى في إسلامهم، ولا أقول في الإسلام :
    كالقاديانية مثلا : فهؤلاء يبلغونهم الإسلام بمفهومهم المنحرف عن الإسلام الصحيح .

    فهم مثلا يبلغونهم أن الرسول عليه السلام ليس خاتم الأنبياء بالمعنى المفهوم عند أهل السنة . وإنما هو بالمعنى المفهوم عند القاديانية، خاتم الأنبياء يعني زينة الأنبياء .

    أما فيه أنبياء بعد الرسول عليه السلام، وقد جاء أحدهم بزعمهم وهو ميرزا غلام أحمد القادياني، وسيأتي آخرون أيضا في زعمهم .

    فهذا النصراني الذي أسلم وهو يحمل هذه العقيدة هذا ليس مسلما، بالمعنى الصحيح، لأن الحجة لم تقدم إليه بالمفهوم الصحيح، لمثل قوله تعالى : ( ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) و الحديث المتواتر أيضا معناه : ( ... لكن لا نبي بعدي)

    كذلك هم مثلا ينكرون كثيرا من الأخبار الغيبية، كمثل مثلا : الجن كخلق من خلق الله كالملائكة .

    فهم ينكرون أن يكون هناك يعني ناس خلق من خلق الله، مكلفون كالإنس بالطاعة ومنهيون عن المعصية هم الجن، لينكرون هذه الحقائق كلها، لكن هؤلاء يدعون إلى الإسلام، يدعون لشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويؤمنون بأركان الإسلام الخمسة .

    وهو هو إلى آخره . لكن إسلامهم ليس صحيحا، فإذن أولئك الذين يدعون من قبل القاديانيين لم تقم حجة الله عليهم بالإسلام الصحيح، ولذلك أنا ما أتصور هؤلاء يوم القيامة يقال لهم، لم قلتم بأنه هناك أنبياء بعدي و القرآن يقول كذا لأنهم أعاجم لا يفهمون القرآن . ترجم لهم القرآن بمعنى خطأ، وهكذا .

    سلسلة الهدى والنور رقم : 616

    نقلاً عن :
    http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=5882

    [color=blue][/color

      الوقت/التاريخ الآن هو 27.11.24 3:08