خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    اتباع الدليل طاعة لله وابتداع البديل تحكيم للهوى للشيخ الحصين

    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية اتباع الدليل طاعة لله وابتداع البديل تحكيم للهوى للشيخ الحصين

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 05.08.08 12:21

    اتباع الدليل طاعة لله وابتداع البديل تحكيم للهوى
    اتباع الدليل طاعة لله وابتداع البديل تحكيم للهوى للشيخ الحصين Line

    أـ دين الإسلام قائم ـ بالإجماع ـ على الدليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله
    صلى الله عليه وسلم بفهم فقهاء سلف الأمة في القرون المفضلة (الخلفاء
    الأربعة خاصة وبقية الصحابة والتابعين وتابعيهم عامة).
    قال الله تعالى: {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ}[الأنعام: 155]، وقال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[آل عمران: 31]، وقال الله تعالى: {لَقَدْ
    كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو
    اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }[الأحزاب: 21]، وقال تعالى: {وَمَن
    يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ
    غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ
    جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا }[النساء: 115]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض" (الصحيحة: 1761).
    ب ـ ودين الضلال قائم ـ بالإجماع ـ على البديل من فكر البشر. قال الله تعالى: {أَلَمْ
    تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ
    قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ
    الْقَرَارُ، وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ
    قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} [إبراهيم: 28-30]، وقال الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}[الشورى: 21]، وقال تعالى: {فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ} [البقرة: 181].
    ج ـ وأوَّل وأشنعُ تبديلٍ نعلمهُ لنعمة الله بالإيمان كفرًا: اتخاذ قوم نوح
    لمن مات من صالحيهم مقامات ومشاهد كما وَرَدَ في صحيح البخاري وفي تفسير
    ابن جرير عند قول الله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ} [نوح: 23]، واقتدت بهم الأمم بعدهم فكانت رسالة الله إلى كلّ الأمم: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ } [المؤمنون: 23]، بلفظها أو معناها: {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [الصافات: 35]، {اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ } [النحل: 36]
    د ـ وبدَّل اليهود كلمةً فأنزل الله عليهم رجسًا من السّماء كما ورَّد في صحيح البخاري عن تفسير قول الله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} [البقرة: 59].
    هـ ـ وكما بدّل اليهود شرع الله فقالوا: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ} [التوبة: 30]، بدّل النّصارى شرع الله فقالوا: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ} [التوبة: 30]، قال الله تعالى: {ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ}
    [التوبة:30]، وبدّل اليهود والنّصارى شرع الله ـ كما بدّل مَنْ قبلهم ـ
    فاتخذوا قبور أنبيائهم مساجد كما ورَّد في الصّحيحين من تحذير النبي صلى
    الله عليه وسلم أمته الاقتداء بهم "لعنة الله على اليهود والنّصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (يُحذِّر مثل الذي صنعوا).
    وـ ولكن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء أنْسَيَا كثيرًا من هذه الأمة تحذير
    نبيها فاتبعوا سنن من كان قبلهم من المبّدلين الضالين منذ قوم نوح فحقّ
    عليهم قوله صلى الله عليه وسلم: "للتتَّبعُنَّ سَنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع" متفق عليه.
    وكان من أشنع تبديل بعض هذه الأمة شرع الله: اتّخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم
    مساجد تُدعى وتُرجى مع الله تعالى تَقرُّبًا واستشفاعًا بهم إليه. ولعلّ
    أوّل من فتح بذلك باب الشرك الأكبر من هذه الأمة: بعض ولاة الفاطميِّين
    العبيديِّين بين القرن الرابع والسّادس، واقتدى بهم أكثر المنتمين إلى
    الإسلام والسّنّة ـ فضلًا عن غيرهم من الفرق والطوائف ـ في كلّ بلاد
    المسلمين، ولم يُؤسَّسْ دولةٌ واحدةٌ منذ الفاطميِّين على تغيير هذا
    المنكر العظيم حتى منتصف القرن الثاني عشر الهجري عندما وفّق الله
    الإمامين: محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله على ذلك، وإن ظهر
    بين وقت وآخر قليل من العلماء والأمراء المصلحين الذين غيّروا شيئًا من
    الشرك والبدع في بلاد الشام والهند ومكة واليمين وغيرها جزاهم الله خير ما
    يجزي به الدعاة إليه. ولا تزال دولة آل سعود هي دولة الإسلام الوحيدة في
    القرون الثلاثة الأخيرة التي تمنع بناء المساجد على القبور، ومعابد الضلال
    المنتمية للإسلام وغيره، وتمنع ظهور بدع التّصوف والموالد وسائر البدع في
    الاعتقاد والعبادة التي وسوس بها الشيطان والنّفس بديلًا عن شرع الله،
    ثبتها الله على ذلك.
    زـ ومما تَقدَّم يتبيَّن أنه لا مكان للبديل في دين الإسلام، وأن الشيطان
    أوحى به للخلف من قوم نوح ليُرْديهم ولِيَلْبس عليهم دينهم كما فعل بمن
    بعدهم، وأنه لا يُصلِح فسادَ البديل: صلاحُ النيّة وابتغاء الخير، فقد شهد
    الله لشرّ خلقه بأنهم:{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } [الأعراف:30]، وأنهم: {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
    [الكهف: 104]، والبديل وسائر البدع ناشئ ـ غالبًاـ من الاستحسان؛ فقوم نوح
    بَنَوا في مجالس صالحيهم بعد موتهم أنصابًا أو مقامات أو مشاهد ليتذكروا
    أعمالهم الصّالحة ويقتدوا بهم تقرّبًا إلى الله، وجرّ غلوّ اليهود في محبة
    العُزير وغلوّ النّصارى في محبة المسيح إلى دعوى أنهما ابنا الله تقربًا
    إلى الله، وقال المشركون عامّة عن دعائهم أولياءهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:3]، وقالوا تسويفًا لدعائهم: {هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ}
    [يونس:18]؛ وهذا ما يُسَوِّغ به كل مُبَدِّلٍ ومُبتدع بَديله وبدعَته.
    وقال الإمام الشافعي رحمه الله: (من استحسن فقد شرّع) وألّف رسالة (ملحقةً
    بالأُمِّ) في (إبطال الاستحسان)، بل قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ
    مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
    وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً
    فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية:23]؟ وحذّّر الله عباده من تلبيس الشيطان (بالفكر والبديل والاستحسان): {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
    [البقرة: 169]، وقرنَ الله الشركَ والفواحشَ والإثمَ والبغيَّ بغير الحقِ
    بالقول على اللهِ بغير علم ولا سلطان من دليل وَحْيهِ في الكتاب والسنة
    بفهم السّابقين من الفقهاءِ في الدّين: {قُلْ
    إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
    وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا
    لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ
    تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]، ولا شك أنَّ البديلَ السابقَ واللاحق،
    الشرك فما دونه من المحدثاتِ في الدّين قول على الله بغير علم واستدراك
    على الإسلام، وقد قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3]، وقال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
    [آل عمران: 85]؛ (والبديل غير المبْدَل منه)، وأنَّ المبدِّل في الدّين
    مُبْتَدِعٌ فيه ما لم ينزِّل به الله سلطانًا من آيةٍ محكمةٍ أو حديثٍ
    صحيحٍ صريحٍ، وأنه ممن يُذاذُ عن الحوض بما أحدث كما في الصحيحين.
    ح ـ وقد بدأ التبديل في هذه الأمة بما انتهى به اليوم: الفكر بدلًا من
    الوحي، والظن بدلًا من اليقين، والمنهج المُحْدَث بدلًا من منهاج النبوة،
    والخروجُ عن جماعة المسلمين وإمامهم بدلًا من لزومها، وتعدُّد الفرق بدلًا
    من لزوم الفرقة الواحدة: من كان على مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم
    وأصحابه؛ فظهرت القدرية والمعتزلة والأشاعرة والمرجئة والخوارج، وانفصل
    المنتمون إلى الشيعة عن المنتمين إلى السّنّة اسمًا واعتقادًا وفقهًا
    ومنهاجًا، وإنْ جَمَعَهم الشيطان على ضلال العمل (كثيرًا منهم) شيئًا
    فشيئًا، وظهرت القرامطة وعصابة حسن الصَّبَّاح والفلاسفة والمتصوّفة
    والمبتدعة عامّة، وليس لهم مرجع إلاّ فكر الهندوس واليونانييّن أو الفرس
    أو اليهود والنّصارى أو الفكر المؤلّه أو التّعصّب لبشر غير معصوم، وإن
    ظنَّ أكثرهم أنهم يخدمون الإسلام ويبلغونه بفهم جديد (يناسب العصر).
    ط ـ وعلى هذا النّهج التبديلي سار المبتدعة في هذا العصر في محاولتهم
    الدّعوة إلى الله (أو إلى أنفسهم أو أحزابهم أو مشايخهم) وراجَتْ سلعةُ
    البديل، ودُعيَ إليها، وَوُضِعَت لها مناهج محدثة زادت فِرَق الأمة وحقّ
    عليها وما سبقها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة: [من كان على مثل] ما أنا عليه وأصحابي"
    رواه الترمذي في سننه والحاكم في مستدركه وغيرهما. وسُئل الشيخ ابن باز
    رحمه الله قبل موته بعامين أثناء شرحه المنتقى في الطائف عن دخول جماعة
    التبليغ وجماعة الأخوان المسلمين في الثنتين وسبعين فرقة فأجاب رحمهُ الله
    بأنهما داخلتان كالمرجئة والخوارج (انظر: كتاب النَّصيحة لسعيد بن هليل
    العمر، ص 10-11) والجامع بينهم أن مناهجهم مُحدَثة، مخالفة لمنهاج النبوة،
    لم تكن على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا كانت
    سبيلًا للمؤمنين الذين حذّر الله من مخافتهم في قوله تعالى: {وَمَن
    يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ
    غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ<li>جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]
    </li>
    اتباع الدليل طاعة لله وابتداع البديل تحكيم للهوى للشيخ الحصين Logo


    عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في 07.08.08 15:03 عدل 2 مرات
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 45
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية رد: اتباع الدليل طاعة لله وابتداع البديل تحكيم للهوى للشيخ الحصين

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 07.08.08 12:31

    Cool
    اللهم اجعلنا ممن يتبعون و يجاربون الابتداع

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 5:30