ألفاظ يضعها العامة في غير موضعها
هذه ألفاظ مختارة من كتاب أدب الكاتب
الذي قال عنه ابن خلدون : و سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم ان اصول فن الادب واركانه اربعة دواوين وهي: ادب الكتاب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وكتاب النوادر لابي علي القالي، وما سوى هذه الاربعة فتبع لها وفروع عنها.
أما مؤلف الكتاب فهو خطيب أهل السنة كما سماه ابن تيمية رحمه الله تعالى - أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة رحمه الله ، وما أظن تسمية ابن تيمية له بذلك إلا من أجل خطبة هذا الكتاب ، فإن الأدباء يسمون كتاب أدب الكاتب ؛ خطبة بلا كتاب وذلك لطولها ، ووالله إنها لخطبة جليلة القدر عظيمة الأمر فيها من المعاني والأفكار ما لو عكف المرء على دراستها وحفظها وتفهمها لم يكن ذلك ضياعا
ولنا مع هذه الخطبة وقفات تحليلية إن شاء الله
نعود إلى عنوان مشاركتنا : قال ابن قتيبة رحمه الله :كتاب المعرفة - بَابُ مَعْرِفَة ماَ يَضَعُهُ النّاسُ في غَيْرِ مَوْضِعِه :
- ( أَشْفَارُ الْعَيْنِ ) : يذهب الناس إلى أنها الشّعَرُ النابت على حروف العين وذلك غلط إنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليهاالشَّعْرُ والشَّعَرُ هو الهُدْب ،
وقال الفقهاء المتقدمون : في كل شُفر من أشفار العين رُبْعُ الدية يعنون في كل جَفْن.
وَشُفْر كل شيء : حَرْفه وكذلك شَفِيره ومنه يقال : ( شَفِيرُ الوادي ) ( وشُفْرُ الرَّحم ).
فإن كان أحد من الفصحاء سَمَّى الشعر شُفْرا فإنما سماه بمَنْبِتِه والعرب تسمِّى الشيء باسم الشيء إذا كان مجاوراً له أو كان منه بسبَبٍ.
2- ( الطَّرَبُ ) : يذهب الناس إلى أنه في الفَرَح دون الجزَع وليس كذلك إنما الطرب خفّة تصيب الرجلَ لشدَّة السرور أَو لشدَّة الجزع.
قال الشاعر وهو النابغة الجَعْدِيُّ : ( وَأَرَانِي طَرِبًا في إِثْرِهِمْ ... طَرَبَ الْوَالِه أو كالْمُخْتَبَلْ )
وقال آخر : ( يَقُلْنَ : لَقَدْ بَكَيْتَ فَقُلْتُ : كلاَّ ... وَهَلْ يَبكى مِنَ الطَّرَب الجَلِيدُ ! ! )
3- ( الحِشْمَة ) : يضعها الناس موضع الإستحياء قال الأصمعي : وليس كذلك إنما هي بمعنى الغضب وحكى عن بعض فصحاء العرب أنه قال : ( إن ذلك لممَّا يُحْشِمُ بني فلان ) أي : يغضبهم.
4- ( الْقَافِلَةُ ) : يذهب الناس إلى أنها الرُّفْقَة في السفر ذاهبةً كانت أو راجعةً وليس كذلك إنما القافلة الراجعة من السفر يقال : قَفَلَتْ فهي قافلة وَقَفَلَ الجُنْدُ من مَبْعَثهم أي : رَجَعوا ولا يقال لمن خرج إلى مكة من العراق قافلة حتى يَصْدُروا.
5- ( المأتَمُ ) : يذهب الناس إلى أنه المصيبة ويقولون : كنا في مأتَمٍ وليس كذلك إنما المأتم النساء يجتمعن في الخير والشر والجمع مآتِمُ والصواب أن يقولوا : كنا في مَنَاحة وإنما قيل لها مَنَاحة من النَّوَائح لتَقابلهن عند البكاء
يقال : الجبَلان يتنَاوحان إذا تَقَابلا ،
قال الشاعر : ( عَشِيَّةً قَامَ النّائِحَاتُ وَشَقِّقتُ ... جُيُوبٌ بِأَيْدِي مَأْتَمٍ وخدودُ ) أي : بأيدي نساء.
وقال آخر :( رَمَتّه أَنَاةٌ مِنْ رَبِيعَةِ عَامِرٍ ... نَؤومُ الضُّحَا فِي مَأْتَمٍ أَيِّ مأتَمِ ) بريد في نساء أيِّ نساء.
يتبع إن شاء الله تعالى
هذه ألفاظ مختارة من كتاب أدب الكاتب
الذي قال عنه ابن خلدون : و سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم ان اصول فن الادب واركانه اربعة دواوين وهي: ادب الكتاب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وكتاب النوادر لابي علي القالي، وما سوى هذه الاربعة فتبع لها وفروع عنها.
أما مؤلف الكتاب فهو خطيب أهل السنة كما سماه ابن تيمية رحمه الله تعالى - أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة رحمه الله ، وما أظن تسمية ابن تيمية له بذلك إلا من أجل خطبة هذا الكتاب ، فإن الأدباء يسمون كتاب أدب الكاتب ؛ خطبة بلا كتاب وذلك لطولها ، ووالله إنها لخطبة جليلة القدر عظيمة الأمر فيها من المعاني والأفكار ما لو عكف المرء على دراستها وحفظها وتفهمها لم يكن ذلك ضياعا
ولنا مع هذه الخطبة وقفات تحليلية إن شاء الله
نعود إلى عنوان مشاركتنا : قال ابن قتيبة رحمه الله :كتاب المعرفة - بَابُ مَعْرِفَة ماَ يَضَعُهُ النّاسُ في غَيْرِ مَوْضِعِه :
- ( أَشْفَارُ الْعَيْنِ ) : يذهب الناس إلى أنها الشّعَرُ النابت على حروف العين وذلك غلط إنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليهاالشَّعْرُ والشَّعَرُ هو الهُدْب ،
وقال الفقهاء المتقدمون : في كل شُفر من أشفار العين رُبْعُ الدية يعنون في كل جَفْن.
وَشُفْر كل شيء : حَرْفه وكذلك شَفِيره ومنه يقال : ( شَفِيرُ الوادي ) ( وشُفْرُ الرَّحم ).
فإن كان أحد من الفصحاء سَمَّى الشعر شُفْرا فإنما سماه بمَنْبِتِه والعرب تسمِّى الشيء باسم الشيء إذا كان مجاوراً له أو كان منه بسبَبٍ.
2- ( الطَّرَبُ ) : يذهب الناس إلى أنه في الفَرَح دون الجزَع وليس كذلك إنما الطرب خفّة تصيب الرجلَ لشدَّة السرور أَو لشدَّة الجزع.
قال الشاعر وهو النابغة الجَعْدِيُّ : ( وَأَرَانِي طَرِبًا في إِثْرِهِمْ ... طَرَبَ الْوَالِه أو كالْمُخْتَبَلْ )
وقال آخر : ( يَقُلْنَ : لَقَدْ بَكَيْتَ فَقُلْتُ : كلاَّ ... وَهَلْ يَبكى مِنَ الطَّرَب الجَلِيدُ ! ! )
3- ( الحِشْمَة ) : يضعها الناس موضع الإستحياء قال الأصمعي : وليس كذلك إنما هي بمعنى الغضب وحكى عن بعض فصحاء العرب أنه قال : ( إن ذلك لممَّا يُحْشِمُ بني فلان ) أي : يغضبهم.
4- ( الْقَافِلَةُ ) : يذهب الناس إلى أنها الرُّفْقَة في السفر ذاهبةً كانت أو راجعةً وليس كذلك إنما القافلة الراجعة من السفر يقال : قَفَلَتْ فهي قافلة وَقَفَلَ الجُنْدُ من مَبْعَثهم أي : رَجَعوا ولا يقال لمن خرج إلى مكة من العراق قافلة حتى يَصْدُروا.
5- ( المأتَمُ ) : يذهب الناس إلى أنه المصيبة ويقولون : كنا في مأتَمٍ وليس كذلك إنما المأتم النساء يجتمعن في الخير والشر والجمع مآتِمُ والصواب أن يقولوا : كنا في مَنَاحة وإنما قيل لها مَنَاحة من النَّوَائح لتَقابلهن عند البكاء
يقال : الجبَلان يتنَاوحان إذا تَقَابلا ،
قال الشاعر : ( عَشِيَّةً قَامَ النّائِحَاتُ وَشَقِّقتُ ... جُيُوبٌ بِأَيْدِي مَأْتَمٍ وخدودُ ) أي : بأيدي نساء.
وقال آخر :( رَمَتّه أَنَاةٌ مِنْ رَبِيعَةِ عَامِرٍ ... نَؤومُ الضُّحَا فِي مَأْتَمٍ أَيِّ مأتَمِ ) بريد في نساء أيِّ نساء.
يتبع إن شاء الله تعالى