نص السؤال: يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ}[يوسف: 24]؛ ونحن نعلم أن الأنبياء والرسل معصومون من الخطأ والزلل، أرجو تفسير ذلك؟
الجواب : يجيب العلامة محمد خليل هراس -رحمه الله تعالى- بقوله : قول الله تعالى عن يوسف عليه وعلى نبينا وسائر إخوانهما من الرسل والأنبياء أفضل الصلاة وأتم التسليم: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ}[يوسف: 24]؛ يدل أوضح دلالة على عصمة الصديق، وأنه جدير بذلك النسب العريق، فهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم؛ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
فإن المرأة التي هو في بيتها قد راودته عن نفسه مراودة شديدة، وبذلت معه كل فنون الإغراء، وهيأت له الجو أعظم تهيئة؛ ثم دعته إلى نفسها دعوة صريحة؛ وقالت {هَيْت لَكَ}[يوسف: 23]؛ وفي قراءة: {هِيْئتُ لَكَ}.
فأجابها على الفور بذلك الجواب الحاسم الذي خيب أملها وقطع رجاءها: {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}[يوسف: 23].
ثم جاءت هذه الآية لتفيد أن كل هذه المغريات الصارخة، والحيل الماكرة، والمحاولات العنيفة، لم تفلح في خدع يوسف عن نفسه، ولا صرفته عما ينبغي لمثله من العصمة، والتعفف؛ مع شدة الدواعي وعنفوان الشباب، فلم يعزم على الفاحشة ولا أرادها، ولم يكن منه إزاء ذلك كله إلا الهم فقط، الذي هو خطور الأمر بالبال من غير عزم عليه.
فلا ينبغي أن يفهم أن هم الصديق بامرأة العزيز كان من جنس همها به، فإن همها به، كان إصرارًا وعزمًا، بل قتالاً وبطشًا.
وأما هو لم يعد همه ما ذكرنا، وأنه رأى برهان ربه، وهو ما انقدح في خاطره من معان فتح الله عليه بها، فحجزته عن السقوط في ردغة الفاحشة، فقد تمثل له كرم محتده وشرف بيته، وقبح خيانته للرجل الذي أحسن إليه، وأكرم مثواه، وأوصى به أهله خيرًا.
وقد جاء عجز الآية دالاً على ما ذكرناه من عصمة الصديق ونزاهته؛ حيث يقول تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}[يوسف: 24].
الجواب : يجيب العلامة محمد خليل هراس -رحمه الله تعالى- بقوله : قول الله تعالى عن يوسف عليه وعلى نبينا وسائر إخوانهما من الرسل والأنبياء أفضل الصلاة وأتم التسليم: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ}[يوسف: 24]؛ يدل أوضح دلالة على عصمة الصديق، وأنه جدير بذلك النسب العريق، فهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم؛ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
فإن المرأة التي هو في بيتها قد راودته عن نفسه مراودة شديدة، وبذلت معه كل فنون الإغراء، وهيأت له الجو أعظم تهيئة؛ ثم دعته إلى نفسها دعوة صريحة؛ وقالت {هَيْت لَكَ}[يوسف: 23]؛ وفي قراءة: {هِيْئتُ لَكَ}.
فأجابها على الفور بذلك الجواب الحاسم الذي خيب أملها وقطع رجاءها: {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}[يوسف: 23].
ثم جاءت هذه الآية لتفيد أن كل هذه المغريات الصارخة، والحيل الماكرة، والمحاولات العنيفة، لم تفلح في خدع يوسف عن نفسه، ولا صرفته عما ينبغي لمثله من العصمة، والتعفف؛ مع شدة الدواعي وعنفوان الشباب، فلم يعزم على الفاحشة ولا أرادها، ولم يكن منه إزاء ذلك كله إلا الهم فقط، الذي هو خطور الأمر بالبال من غير عزم عليه.
فلا ينبغي أن يفهم أن هم الصديق بامرأة العزيز كان من جنس همها به، فإن همها به، كان إصرارًا وعزمًا، بل قتالاً وبطشًا.
وأما هو لم يعد همه ما ذكرنا، وأنه رأى برهان ربه، وهو ما انقدح في خاطره من معان فتح الله عليه بها، فحجزته عن السقوط في ردغة الفاحشة، فقد تمثل له كرم محتده وشرف بيته، وقبح خيانته للرجل الذي أحسن إليه، وأكرم مثواه، وأوصى به أهله خيرًا.
وقد جاء عجز الآية دالاً على ما ذكرناه من عصمة الصديق ونزاهته؛ حيث يقول تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}[يوسف: 24].