خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    موقف الإمام الشوكاني من الرافضة

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية موقف الإمام الشوكاني من الرافضة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 10.07.08 12:38

    موقف الإمام الشوكاني من الرافضة
    (موقف الإمام الشوكاني من الرافضة)
    وموقف الإمام الشوكاني من الصحابة رضوان الله عليهم والرد على الرافضة في رسالة سماها :إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم - هذه الرسالة خرجها وعلق عليها : أبو عبيدة مشهور بن حسن بن محمد بن سليمان جزاه الله خير الجزاء
    .
    بين الامام الشوكاني في الرسالة أن من أحط الاكاذيب زعم الزاعمين أن هناك عداوة بين أهل البيت والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وأنهم كانوا يضمرون العداوة بعضهم لبعض ! بل هم كما قال سبحانه وتعالى {أشداء على الكفار رحماء بينهم } وكما خاطبهم ربنا سبحانه وتعالى { ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بماتعملون خبير } ولا يخلف الله وعده ، وهل بعد قول الله عزوجل {كنتم خيرأمة أخرجت للناس } يبقى مسلماً من يكذب ربه في هذا ثم يكذب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله :(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ...الحديث
    ) .
    ويقول الامام الشوكاني رحمه الله تعالى في شرح المنتقى وغيره
    :
    وأما جهالة الرجل الصحابي فغير قادحه لماقررناه غير مرة من أن مجهول الصحابي مقبول لأن عموم الأدلة القاضية بأنهم خير الخليقة من جميع الوجوه اقل أحوالها أن تثبت لهم بهذه المزية أعني قبول مجاهيلهم لاندراجهم تحت عمومها ومن تولى الله ورسوله فالواجب حمله على العدالة حتى ينكشف خلافها ولاانكشاف في المجهول ، وقد صور الامام الشوكاني رحمه الله تعالى مخالفة الواقع الاجتماعي الذي كان عليه عامة الناس لموقف مذهب آل البيت في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقرر عليه رحمه الله ان من انشغل بسبهم ولعنهم فليس هومن مذهب اهل البيت فهو رافضي ، وقال رحمه الله تعالى : والحاصل أن من صار من أتباع أهل البيت مشغولا بسب الصحابة وثلبهم والتوجع منهم فليس هو من مذهب أهل البيت بل هو رافضي خارج عن مذهب جماعتهم ، وقد ثبت اجماعهم من ثلاثة عشرطريقا ،كما هو موجود في هذه الرسالة التي اسميتها : (إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) أنهم لايسبون أحداً من الصحابة الذين هم أهل السوابق والفضائل
    .
    وقد قال الإمام المنصور بالله بن حمزة : من زعم أن أحداً من الصحابة إرتد فهو كاذب أوكما قال وقد جرت عادة الله عزوجل فيما شاهدناه في أهل عصرنا أنه لايفلح من شغل نفسه بسب الصحابة والعداوة لهم في دينه ولا دنياه
    .
    قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى في مقدمة إرشاد الغبي مانصه : فإنها لما خفيت على غالب أهل الزمان مذاهب أئمة لآل وجهلت مصنفاتهم تقطع في الرحلة إلى مثلها أكباد الإبل فلم يبقى بأيدي أهل عصرنا من أتباعهم إلا القيل والقال فلا تكاد ترى إلا رجلاً قد رغب من جميع أصناف العلوم وهجر بخسة همته ودناءة نفسه الإشتغال بمنطوقها والمفهوم أوآخر قد هجر من علوم العترة المطهرة الحديث والقديم واشتغل بعض الإشتغال بعلوم غيرهم فلم يفرّق بين الصحيح والسقيم أو رجلاً ينتحل إتباعهم ولانتساب إلى مذاهبهم ولكنه قد قنع من البحر المتدفق بقطرة وقصر همه على الإشتغال بمختصر من مختصراتٍ لديهم فلم يحظ من غيره بنظر فحصل بسبب ذلك الخبط والخلط من الجم الغفير ونسب إلى أهل البيت من المسائل مايخالفه قول كبيرهم والصغير ، وكان من جملة ذلك تعظيم القرابة للصحابة فإن كثيراً من العاطلين عن العلوم يتجارى على ثلب أعراض جماعة من أكابر خير القرون فإذا عوتب في ذلك قال : هذا مذهب أهل البيت ! وذلك فرية عليهم صانهم الله عنها فإنهم عند من له أدنى إلمام بمذاهبهم مبرؤن عن هذه الخصلة الشنيعة
    .
    ثم قال رحمه الله تعالى: فأحببت بيان مذاهبهم في هذه المسألة بخصوصها لأنها هي التي ورد بها السؤال عند بعض أهل العلم ليستدل بذلك على صحة ماذكرنا ثم ذكر إجماع أهل البيت على تحريم سب الصحابة وسرده من إثنى عشر طريقاً
    .
    قال رحمه الله تعالى: قد ثبت إجماع الأئمة من أهل البيت على تحريم سب الصحابة وتحريم التكفير والتفسيق لأحد منهم إلا من اشتهر بمخالفته الدين ، ليست بموجبة لعصمة من اتصف بها - أي بالصحبة - بل على ماذهب إليه الجمهور ، بل هو إجماع كما حققنا ذلك في الرسالة المسماة بـ( القول المعقول في رد رواية المجهول من غير صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) وهذا الإجماع الذي قدمنا ذكره عن أهل البيت ، يروى من طريق ثابته عن جماعة من أكابرهم
    .
    الطريق الأول : عن الامام المؤيد بالله أحمد بن الحسن بن هارون الأقطع من أبناء زيد بن الحسن العلوي الطالبي القرشي إمامٌ زيدي ، روى عن جميع آبائه من أئمة الآل تحريم سب الصحابة حكى ذلك عنه صاحب حواشي الفصول
    .
    الطريق الثاني : قال المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة أحد أئمة الزيدية في اليمن ، ومن علمائهم وشعرائهم في رسالته في جواب المسألة التهامية بعد أن ذكر تحريم سب الصحابة مالفظه
    :
    (
    وهذا يقضي به علم آبائنا إلى علي عليه السلام
    )
    ثم قال فيها مالفظه : ( وفي هذه الجهة من يرى محض الولاء سب الصحابة رضي الله عنهم والبراءة منهم فيتبرأ من محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حيث لايعلم
    .
    فإن كنت لاأرمي وترمي كنانتي تصيب جانحات النبل كشحى ومنكبي

    قال في ترجمان الزمن كتاب من تصنيف جمال الدين بن المهنا العلوي :
    ورضي عنهم كما رضى أبوالحسن أوقف عن السب إن ماكنت ذاحذر

    قال المنصور بالله عبدالله بن حمزة : ولايمكن أحد أن يصحح دعواه على أحد من سلفنا الصالح انهم نالوا من المشايخ أوسبوهم بل يعتقدون فيهم أنهم خير الخلق بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة صلوات الله عليهم وسلامه .
    ويقولون قد أخطأوا في التقدم وعصوا معصية لايعلم قدرها إلا الله سبحانه فالخطأ لايبرأ منه إلا الله وحده ، ( وعصى آدم ربه فغوى ) فإن حسابهم فذنب فعلوه ، وإن عفى عنهم فهو اهل العفو وهم يستحقونه بحميد سوابقهم
    .
    الطريق الثالث
    :-
    قال المؤيد بالله عبدالله بن حمزة بن علي بن إبراهيم الحسيني العلوي من أكابر أئمة الزيدية وعلمائهم في اليمن في آخر كتاب " تصفية القلوب " مالفظه : تنبيه : إعلم ان القول في الصحابة على فريقين
    :-
    القول الأول : مصرحون بالترحم عليهم والترضية وهذا هو المشهور عن أمير المؤمنين ، وعن زيد بن علي ، وجعفر الصادق ، والناصر للحق ، والمؤيد بالله ، فهؤلاء مصرحون بالترضية والترحم والموالاة وهذا هو المختار عندنا رداً على الإسماعلية ، وذكرنا أن الإسلام مقطوع به لامحالة وعروض ماعَرَضَ من الخطأ في مخالفة النصوص ليس فيه إلا الخطأ لاغير ، وأما كونه كفر أوفسق فلم تدل عليه دلالة شرعية فلهذا أبطل القول به
    .
    فهذا هو الذي نختاره ونرتضيه مذهباً ونحب أن نلقى الله به ونحن عليه
    .
    والفريق الثاني
    :-
    متوقفون عن الترضية والترحم وعن القول بالتكفير والتفسيق وهذا دل عليه كلام القاسم والهادي وأولادهما ، وإليه أشار كلام المنصور بالله ، فهؤلاء يحكمون بالخطأ ويقطعون به ويتوقفون في حكمه
    .
    فأما القول بالتكفير والتفسيق في حق الصحابة فلم يؤثر عن أحد من أكابر البيت وأفاضلهم كما حكيناه وقررناه وهو مردود على ناقلة . أهـ

    وقال الإمام يحى بن حمزة أيضاً في رسالته " الوازعة للمعتمدين عن سب أصحاب سيد المرسلين " بعد أن حكى عن أهل البيت انهم لم يكفروا ولم يفسقوا من لم يقل بخلافة أمير المؤمنين . أوتخلف عنه ، أوتقدمه .
    مالفظه : ثم إن لهم بعد القطع بعدم التكفير والتفسيق مذهبين
    :-
    الأول : مذهب من صرح بالترحم والترضية ، وهذا هو المشهور عن علي ، وزيد بن علي ، وجعفر الصادق ، والباقر ، والناصر ، والمؤيد بالله ، وغيرهم وهو المختار عندنا
    .
    الثاني : من توقف عن الترضية والترحم والإكفار والتفسيق ، وإلى هذا يشير كلام القاسم ، والهادي ، والمنصور بالله ، لإنهم قطعوا على الخطأ ولم يدل دليل على عصمتهم فيكون الخطأ صغيرة في حقهم جاز إن لم يكن خطؤهم كبيرة فلذلك توقفوا عن الترضيه
    .
    قال : ونقابله على انا قاطعون على إيمانهم قبل هذه المعصية فنستصحب الأ صل ولاننتزع عنه إلا لدلالة قاطعة على كفرأوفسق
    .
    قال الإمام يحى : وماروى عن المنصور بالله انه قال من رضي عنهم فلا تصلوا خلفه ، ومن سبهم فاسألوه ماالدليل ؟ فالرواية مشهورة من سبهم فلا تصلوا خلفهم ، ومن رضي فاسألوه ماالدليل ؟ إنتهى كلام الإمام يحى بن حمزة رحمه الله تعالى
    .
    قال الإمام يحى بن الحسين بن الإمام القاسم بن محمد من أهل صنعاء في الإيضاح
    :
    وأعلم أن القائلين بالترضية من أهل البيت هم
    :-
    أمير المؤمنين علي ، والحسن ، والحسين ، وزين العابدين ، علي ابن الحسين ، والباقر ، والصادق ، وعبدالله بن الحسن ، ومحمد بن الحسين ، ومحمد بن عبدالله (النفس الزكية) ، وإدريس بن عبدالله ، وزيد بن علي ، وكافة القدماء من أهل البيت
    .
    ومن المتأخيرين
    :-
    المؤيد بالله ، وصِنْوُه أبوطالب ، والناصر الحسن بن علي الاطروش ، والإمام الموفق بالله وولده السيد المرشد بالله ، والإمام يحى بن حمزة ،

    ومن المتأخيرون القائلين بالترضية باليمن :-
    الإمام المهدي أحمد بن يحى ، والسيد أحمد بن إبراهيم ، وصنوه الهادي ، والإمام أحمد بن الحسين ، والإمام شرف الدين ، وغيرهم وكثير منهم لاحاجة لنا في تعداد أعيانهم،لأنه يكفي القول المجمل بأن أئمة أهل البيت كافة بين متوقف ومترضي لايرى أحد منهم السب للصحابة أصلاً ، يعرف ذلك من عرفه . إنتهى بلفظه
    .
    الطريق الرابع
    :-
    حكى السيد الهادي إبن إبراهيم الوزير بن علي بن المرتضى الحسين من علماء الزيدية باليمن في كتابه المعروف بـ( تلقيح الألباب ) أنه سئل الإمام ناصر بن محمد بن علي المعروف بصلاح الدين عن المتقدمين لأمير المؤمنين وسائر من خالفه فأجاب
    :
    بأن مذهب أئمة الزيدية القول بالتخطئة لمن تقدم أمير المؤمنين قال : وهؤلاء فرقتان
    :-
    فرقة تقول باحتمال الخطأ ويتوقفون في أمرهم وفرقة يتولونهم ويقولون إن خطأهم مغفرة في جنب مناقبهم وأعمالهم وجهادهم وصلاحهم
    .
    قال : وهذا القول الثاني هو الذي نراه - إذهم وجوه الإسلام وبدور الظلام
    .
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: موقف الإمام الشوكاني من الرافضة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 10.07.08 12:39

    الطريق الخامس :-
    قال يحى بن الحسين بن القاسم بن
    محمد في كتابه الإيضاح لما خفي من الإتفاق على تعظيم الصحابة بعد حكاية مذهب أهل البيت مالفظه
    :
    وإذا تقرر ماذكرنا وعرف أقوال أئمة العلم الهداة علم من ذلك بالضرورة التي لاتنتفى بشك ولابشبهة إجماع أئمة الزيدية على تحريم سب الصحابة لتواتر ذلك عنهم ، والعلم به فما خالف ماعلم ضرورة لايعمل به . إلى أن قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى في آخر الرسالة نصيحة ونداء إلى من أفسد دينه
    :
    فيامن أفسد دينه بذم خير القدوة ، أقتديت بالكتاب العزيز كذلك في هذه الدعوة
    !
    من كان له في معرفة القرآن أدنى تبريز فإنه مصرح بأن الله تعالى قد رضي عنهم ، ومشحون بمناقبهم ومحاسن أفعالهم ومرشد إلى الدعاء لهم
    .
    وإن قلت اقتديت بذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المطهرة قام بوجه دعواك الباطلة العاطلة مافي كتب السنة الصحيحة من مؤلفات اهل البيت وغيرهم من النصوص المصرحة بالنهي عن سبهم وعن أذية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك ،

    وأنهم خير القرون وأنهم من أهل الجنة وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مات وهو راضٍ عنهم ومافي طي تلك الدفاتر الحديثة من ذكر مناقبهم الجمة كجهادهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيعهم نفوسهم وأموالهم من الله ومفارقتهم للإهل والأوطان والأحباب والأفدان طلباً للدين وفراراً من مساكنة الجاحدين ، وكم يعد العاد من هذه المناقب التي لايتسع لها الاسجلات ، ومن نظر في كتب السير والحديث عرف من ذلك مالا يحيط به الحصر ، وإن قلت إيها السابُّ لخيرة هذه الأمة من الأصحاب أنك اقتديت بأئمة أهل البيت في هذه القضية الفظيعة فقد حكينا لك في هذه الرسالة إجماعهم على خلاف ماأنت عليه من تلك الطرق ، وإن قلت انك اقتديت بعلماء الحديث أوعلماء المذاهب .. فلتأتينا بواحد يقول بمثل مقالتك فهذه كتبهم قد ملأت الأرض ، وأتباعهم على ظهر البسيطة أحياء وقد اتفقت كلمة متقدميهم ومتأخيريهم على أن من سب الصحابة مبتدع وذهب بعضهم إلى فسقه وبعضهم إلى كفره ،كما حكى ذلك جماعة من علمائهم منهم إبن حجر الهيثمي .
    وإن قلت : أيها السابُّ إنك اقتديت بفرقة من غلاة الامامية فنقول صدقت فإن فيهم فرقة مخذولة تصرح بسب أكابر الصحابة
    .
    وقد أجمع على تضليلهم جميع علماء الإسلام من أهل البيت وغيرهم وهم الرافضة الذين رويت الأحاديث في ذمهم فمن جملة من روى ذلك الإمام الهادي يحى بن الحسين عليه السلام فإنه روى في كتابه (الأحكام ) في كتاب الطلاق عنه بسنده المتصل بآبائه الأئمة الأعلام إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له : ياعلي : يكون في آخر الزمان فرقة لهم نبز يعرفون به يقال لهم الرافضة فإذا لقيتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم كافرون ...... وتمام الحديث قلت يانبي الله مالعلامة فيهم ؟ قال : يقرضونك بماليس فيك ، ويطعنون على أصحابي ويشتمونهم ، فهذا الإمام يروي هذا الحديث عن آبائه الأئمة حتى قيل إنه لم يكن في كتابه الأحكام حديث مسلسل من أول إسناده إلى آخره إلا هذا الحديث . ذكر ذلك العلامة محمد بن إبراهيم الوزير وغيره ، وفيه التصريح بكفرهم
    .
    فكيف اقتديت أيها المغرور في مثل هذه المسألة التي هي مزلة الأقدام ، بمثل هذه الفرقة
    .
    فكيف تزعم أنك متبع لأهل البيت؟ وهم مخالفون للإمامية ومصرحون بشتمهم ومتوجعون من اعتقاداتهم الفاسدة . ؟

    ولقد بالغ المؤيد بالله بذلك حتى صرح في كتابه المعروف ( الإفادة ) وكذلك في شرح التجريد صرح في مواضع بعدم قبول رواية الإمامية ، فإنها لاتقبل الأخبار المروية من طريقهم ، لإنهم يعتقدون أن كل ماروي عن كل من يشار إليه من أئمتهم يجوز أن يروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد بالغ الإمام الهادي في التوجع منهم في كتبه فإن قلت ومن أين لك إنهم الرافضة ؟
    فأقول : قال في القاموس : الرافضة فرقة من الشيعة بايعوا زيد بن علي ، ثم قالوا له: تبرأ من الشيخين ( أي أبوبكر وعمر ) فأبى وقال كانا وزيري جدي ، فتركوه ورفضوه وانفضَّوا عنه والنسبة رافضي .
    فتقرر بهذا أن الرافضي من رفض ذلك الإمام لتركه لسب الشيخين ، والإمامية يسبون الشيخين وجمهور الصحابة ، بل وسائر المسلمين ماعدا من كان على مثل اعتقادهم ، ويسبون أيضاً زيد بن علي وينتقصونه كما يعرف ذلك من له إلمام بكتبهم
    .
    وقال الإمام النووي في شرح مسلم مالفظه : وسموا رافضة من الرفض وهو الترك
    .
    قال الأصمعي وغيره : لأنهم رفضوا زيد بن علي وتركوه
    .
    وهكذا صرح جماعة من العلماء بأن الرافضة هم هؤلاء وصرح جماعة أيضاً بأن الرافضة هم الذين يسبون الصحابة من غير تقيد
    .
    ويالله العجب من هذه الفرقة كيف تبلغ بهم محبة أمير المؤمنين إلى مالايرضاه؟ بل إلى ماهو على خلافة كما أسلفناه
    ! .
    وقد حكى الإمام عبدالله بن حمزة في كتابه الكاشف للإشكال الفارق بين التشيع والإعتزال مالفظه : والمسلك الثاني أن أمير المؤمنين هو القدوة ولم يعلم من حاله عليه السلام لعن القوم ولا التبرّؤ منهم ولاتفسيقهم يعني المشايخ ، أي الخلفاء قبله
    .
    قال وهو قدوتنا فلا نزيد على حده الذي وصل إليه ولاننقص شيئاً من ذلك لأنه امامنا وإمام المتقين وعلى المأموم اتباع اثار إمامه واحتذاء أمثاله فإن تعدّى خالف وظلم . إنتهى

    وروى الإمام الهادي في يواقيت السير أنه حين مات أبوبكر قال علي عليه السلام رضي الله عنك والله لقد كنت بالناس رؤوفاً رحيماً . أنتهى
    وقد روى أئمة الحديث والسير عن أمير المؤمنين أنه كان يرضي عن الصحابة ويترحم عليهم وكان يمدحهم ويبالغ في الثناء عليهم وذلك أمر معروف عند اهل العلم ولكنا اقتصرنا على نقل كلام أولئك الأئمة من أولاده لأن روايتهم اقطع لعرق الشك وأصم لداء اللجاج من رواية غيرهم ، فهل يليق لمن يعد نفسه من شيعة أميرالمؤمنين أن يخالفه هذه المخالفة فيلعن من كان يرضى عنه ويترحم عليه . وهل هذا إلا من المعاندة والمخالفة لهديه القويم والخروج عن الصرط المستقيم؟فأي خير في تشيع يفضى إلى مثل هذا ويوقع الهلكة كما ورد أنه يهلك فيه عليه السلام فرقتان محب غال ومبغض ، قال : والفرقة الإمامية هي التي غلت في المحبة فهلكت فمن اقتدى بهم فهو من جملة الهالكين بنصوص الأحاديث الصحيحة وتصريح علماء الدين ، فيامن يدعى أنه من أتباع الإمام زيد بن علي كيف لا تقتدى به في ذلك المنهج الجلي ؟
    الاترى كيف رضي بمفارقة تلك الجيوش التي قامت تنصره على منابذة سلاطين الجور؟ ولم يسمح بالتبرئ من الشيخين أبي بكر وعمر ، بل احتج على الرافضة بأنهما كانا وزيري جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولاشك أنه يؤلم الرجل مايؤلم وزيره ومن أهان الوزير فقد أهان السلطان فلهذا قال المنصور بالله في كلامه السابق من تبرأ من الصحابة فقد تبرأ من محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
    ولقد قال الإمام المهدي ( في القلائد ) إن قضاء أبي بكر في فدك صحيح ، وروي في هذا الكتاب عن زيد بن علي أنه قال لوكنت أبابكر لما قضيت إلابما قضى به أبوبكر ، فتصحيح الإمام المهدي لقضاء أبي بكر وقول زيد بن علي هذه المقالة ، يدل على أنه عدل مرضي ، ولوكان عندهما على خلاف ذلك لما كان حكمه صحيحاً . إلى أن قال : ويامن يدعى أنه من أتباع الأمام الهادي يحى بن الحسين هلا سلكت مسلكه ومشيت على سنن مذهبه الذي سبق أن عرفت عنه ، وهلا عملت بكلامه الذي صرح به عليه السلام في كتابه الذي كتبه من المدينة جواباً على أهل صنعاء ، فإنه فيه مالفظه : ولاأبغض أحداً من الصحابة رضي الله عنهم الصادقين والتابعين لهم بإحسان المؤمنات منهم والمؤمنين ، أتولى جميع من هاجر ومن آوى منهم ومن نصر فمن سب مؤمناً عندي استحلالاً فقد كفر ، ومن سبه استمراءاً فقد ضل عندي وفسق ، ولاأسب إلا من نقض العهد والعزيمة ، وفي كل وقت له هزيمة من الذين بالنفاق تفردوا وعلى الرسول مرة بعد مرة تمردوا ، وعلى أهل بيته إجترأو وطعنوا وإني لا ستغفر الله لأمهات المؤمنين اللاتي خرجن من الدنيا على يقين ، واجعل لعنة الله على من تناولهن بمالايستحققن من سائر الناس أجمعين . إنتهى من كلام الامام الهادي يحي بن الحسين . ثم قال الامام الشوكاني رحمه الله تعالى
    :
    فأنت ايها السابّ المدعى انك من اتباع هذا الإمام إما كافر أوضال فاسق وهذا الذي صرح به عليه السلام هو مذهب اتباعه من الهادوية إلى الآن
    .
    ثم قال الامام الشوكاني رحمه الله تعالى : قال ابن المظفر في البيان مالفظه : مسأله

    قال الامام يحي ولا يصح الإئتمام بفاسق التأويل ولابمن يفسق الصحابة الذين تقدموا علياً ولم يحك خلافاً لأحد .
    وقال الامام يحي في " البستان" من يفسق الصحابة فهو فاسق تأويل، لأنه اعتقد ذلك لشبهة طرأت عليه وهو تقدمهم على أمير المؤمنين ، فلا تصح الصلاة خلف من سبهم، لأنه جرأة على الله واعتداء عليهم من القطع بتقدم ايمانهم واختصاصهم بالصحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والفضائل الجمه وكثرة الثناء عليهم من الله سبحانه وتعالى ومن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأكثر الأئمة وعلماء الامة .


    نقلاً عن
    موقف الإمام الشوكاني من الرافضة Kuwhost_05
    موقف الإمام الشوكاني من الرافضة Letter

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:51