خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    أربعون قاعدة في قراءة الكتب والاستفادة منها .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية أربعون قاعدة في قراءة الكتب والاستفادة منها .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.06.08 12:06

    40قَاعِدَةً

    فِي قِرَاءَةِ الْكُتُبِ وَالاِسْتِفَادَةِ مِنْهَا..



    الحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ وَالاَهُ :
    وَبَعْدُ فَهَذِهِ فَوَائِدُ وَأَوَابِدَ ذَكَرَهَا فَضِيلَةُ الدَّاعِيَةُ الشَّيْخُ رِضَا أَحْمَد صَمَدِي حَفِظَهُ اللهُ فِي مُحَاضَرَتَيْنِ تَحْتَ عُنْوَانِ:"40 قَاعِدَةً

    فِي قِرَاءَةِ الْكُتُبِ وَالاِسْتِفَادَةِ مِنْهَا.. "وَسَأَضَعُهَا لَكُمْ تِبَاعًا إِنْ شَاءَ الله حَتَّى نَسْتَفِيدَ مِنْهَا خَاصَّةً وَأَنَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِمَوْضُوعٍ مُهِمٍّ أَلاَ وَهُوَ "قِرَاءَةُ الْكُتُبِ"



    -العلم هو أول وأوحد وأفضل طريق لصحة العمل.
    - وأوحد طريقة للعلم الصحيح هو الانتفاع بالكتاب، وإثمار القراءة الصحيحة من هذا الكتاب.
    - لأن العلم يُتَلقَّى عن طريقين:
    1-إما عن أفواه الأشياخ
    2- وإما بقراءة الكتب وحفظها.

    -هذه الطريقة الثانية تُعَدُّ بحق نصف العلموخاصةً: في هذا العصر الذي قلَّ فيه الشيوخ، ونَدُرَ فيه العلماء.
    - في الزمان البعيد كانت وسيلة الطلبة والمُتَعَلِّمين في طلب العلم أنهم يزاملون، شيوخهم، وأئمتهم، ومدرسيهم السنين الطُّوَال كل ذلك حتى يتَلقَّوا عنهم رحيق كل هذه العلوم، ويرضعوا منهم لُبَانَ العلم ارتضاعاً

    - ولكن:
    -الآن متى نوفِّر لأنفسنا أوقاتاً كأوقات أولئك الأقوام؟؟
    - حتى رُوِيَ أن الإمام مالك خاطت له أمه في قميصه؛ أي: في لِبَاسِه، خاطت له مَخَدَّة؛ لطول جلوسه أمام الشيوخ.
    -ويُرْوَى أن "الحافظ بن حجر" قرأ كتاب "مُعجم الطبراني الصغير" على شيخه ما بين الظهر والعصر.
    - فمَنْ الذي يستطيع أن يوفِّر لنفسه هذا الوقت؟
    -لو وُجِدَ الشيخ المُتَفَرِّغ لا يوجد التلميذ، ولو وُجِدَ التلميذ المتفرغ لا يوجد الشيخ المتفرغ
    -الطالب الآن يجلس في المُدَرِّج في المحاضرة، إذا المُحاضِر أطال على "ساعة ونصف" يشتكي ويتذمر، ويوصف هذا المدرس بالتطويل!
    -لذلك: الآن لا يوجد من المناهج، أو من المدرسين، أو من التلاميذ من يستطيع أن يُنَفِّذ ويُطبِّق منهج السلف الشاق في طلب العلم.

    -إذن:
    ستبقى قضية قراءة الكتاب هي الوسيلة الوحيدة الذاتية الشخصية التي منها يستطيع الإنسان تحصيل العلم.
    فإذا كانت هذه الوسيلة هي الوحيدة في تحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات بالنسبة للإنسان فإننا لابد أن نترقى، وأن نتطور في قراءة الكتاب.
    - للأسف كثير منَّا جَرَّب قراءة الكتب، ولكنه يُحِس مع طول الأمد، وطول الزمان، أنه لم يحصل شيئاً، وما ذلك إلا لأنه لم يضع لنفسه منهجاً مستمراً صارماً، ولم يبنِ دراسته وقراءته على طريقة علمية.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية تتمة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.06.08 12:06

    القاعدة الأولى:

    -القراءة مُؤانَسة ومُجالَسة و عبادة وطاعة ومجاهدة..

    -وهذه الشريعة الإسلامية أشارت في نصوصها إلى فضل القراءة والعلم والتعلم،

    -﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ [القلم: 1].

    فأقسم بالقلم، وأقسم بما يُكتب به القلم، وهي السطور، أي: العلوم.

    -وقال U ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1].

    -- وامْتَنَّ الله على عباده بأن عَلَّمَهُم ما لم يعلموا: ﴿الرَّحْمَنُ % عَلَّمَ الْقُرْآنَ % خَلَقَ الإِنْسَانَ % عَلَّمَهُ البَيَانَ﴾ [الرحمن: 1: 4].

    والبيان لا يَحْسُن إلا بالقراءة.


    القاعدة الثانية:

    الانتصاب لقراءة الكتاب، استحضار النية، وإنشاؤها، وإصلاحها، ومراقبتها.

    إنشاء النية: إذا كانت معدومة عندك

    ماذا نويت قبل أن تقرأ هذا الكتاب؟

    وإذا كان عنده نية، لكن هذه النية مدخولة، فلابد عليه من إصلاحها ؛ بأن يُخَلِّصها من هذه الشوائب.
    أما من مَنَّ الله عليه بأن أنشأ نية وأصلحها من تلك الدواخل ومن تلك الشوائب، ولكنه تَرِدُ عليه العوارض، فلابد من مراقبة هذه النية..

    لأن أثناء القراءة، يقرأ الكتاب مثلاً بعد أن نوى نية صالحة، وتأتي عليه مسألة مثلاً صعبة، فَيَمُنُّ الله عليه بفهمها، فيفتخر بنفسه، ويقول:

    أنه فَهِمَ مسألة لو عُرِضَت على الشيخ "الألباني" نفسه كان سيظل يفكر فيها..

    لذلك نقول: راقب النية أثناء قراءتك للجمل والعبارات.

    طبعاً هذه الأمور قد تصعب عليك في بداية الطلب، أو القراءة، لكن مع المجاهدة ومع استمرار استحضار النية سَيُيَسِّر الله U عليك هذا الأمر.


    القاعدة الثالثة:

    النَّهَمُ في قراءة الكتاب أو الكتب.

    : لابد أن تُولِّد في نفسك هذه الحاجة، حتى تستطيع أن تستفيد من الكتاب؛ لأن الذي يترك لنفسه عواهنها في قراءة الكتاب فإنه سيتمادى مع كسله، ومع فتوره، ولن يُحاسِب نفسه في أي كتاب يقرأه، سواءً قرأ الكتاب في "شهر" في "شهرين" في "سنة".

    كيف يُولِّد هذا النهم؟

    تُولِّد هذا النهم ب:

    1-:المنافسة و هذه المنافسة بتصحيح النية فيها تكون من صميم العبادة، والله U قد ساق في القرآن ثلاثة ألفاظ تدل على هذا المعنى فقال:

    ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ [آل عمران: 132].

    وقال: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾ [الحديد: 21].

    وقال: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26].

    2-: التَّحسُّر على فوات المعلومة و لِنَضْرِبَ مثلاً بالعلوم الشرعية:

    لِنَقُل: أن فلان مثلاً مَنَّ الله U عليه، وقرأ تفسير "ابن كثير" كله، فأنت تتحسر على نفسك أن فلان فَهِمَ كلام الله U بينما أنت تحفظ القرآن، ولا تستطيع أن تفهم أي آية من الآيات..

    3-:: لَحْظِ الهدف باستمرار: لابد أن تضع لنفسك هدفاً واضحاً، أو غايات واضحة صريحة تسعى إليها.
    أهم هذه الغايات: إرضاء الله U والنجاة، ودخول الجنة.

    ومن هذه الغايات: كفاية المسلمين في هذا العلم، أو في هذا الباب.

    لكن إنسان يقرأ بلا هدف، اقرأ تفسير ابن كثير، اقرأ تفسير الظلال إلى آخره..

    هو يقرأ، لكن ليس له هدف، فليست له مدة معينة يسعى إلى تحصيل معلومة فيها، ويتوانى، ويَتَمهَّل في أمره.

    وبالتالي لا يمكن أن يُحَصِّل شيئاً من المعلومات المُعْتَبَرة التي تفيده، أو تصل به إلى المستوى المطلوب.

    4-: الرياضة والتعود.

    أي ترويض النفس، وتعويدها وإدخالها في معمعة هذا الأمر؛ حتى تعتاده، ويصير جِراها ودَيْدَنها، فتكون طبيعة في الإنسان، لا يلقى مشقة من فعلها.. وكم رأينا من أُناس ما كانوا يطيقون رؤية الكتاب، ولا القراءة فيه، ولكن مع تعويد أنفسهم على القراءة، وملازمة القراءة، والصبر عليها، صارت القراءة في حقهم كالماء والهواء

    فلابد من العبد أن يُظهر؛ أن يُرِيَ الله من نفسه إرادةً حتى يعينه الله.

    « على قدر المئونة تأتي المعونة »، ((إذا تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً)).

    إذًا: لابد من بدء العبد بالفعل.

    5-: المراوحة:

    وهذا في حق المثابرين والمجتهدين فلا يجوز لإنسان أن يجعل وقته كله في القراءة، وهذا نهم صحيح وهذا مطلوب، ولكن النَّهم الشديد قد يحول بينه وبين الاستمرار في المستقبل

    فلابد : أن يُرَوِّح عن نفسه؛ حتى يستمر في المستقبل بنفس الدرجة المطلوبة من النهم، والشره.

    القاعدة الرابعة:

    اختيار الكتب : هذا الاختيار لابد أن يكون مبني على أُسُس علمية فلا ينبغي لك أن تقرأ في أي علم من العلوم ما لم تكن مُستنيًرا بمنهج علمي يضعه لك مُتخصِّص، عالِم ببواطن أمرك وبإمكانياتك وقدراتك..

    هذا المنهج العلمي: لابد أن يَلْحَظ فيه:
    - نوعية الكتاب المناسب.

    - نفسية القارئ وإمكانياته.

    - الفترات الزمنية المرحلية التي سيوزِّع عليها هذا المنهج.

    المنهج :
    لابد أن يكون مؤقتاً مثلا تريد أن تدرس، أو أن تقرأ في علم التفسير، فَيُوضَع لك منهج مثلاً ابتدائي، مُبْتَدأ يعني، منهج للمبتدئين في علم التفسير مُدَّتُه سنة، وتُقَرَّرُ لك عن طريق المتخصصين كُتب معينة تُوزَّع على هذه المرحلة، وتؤمَّر بقراءة كل كتاب مثلاً في فترة زمنية معينة، وتُناقَش وتُمْتَحن في هذا الكتاب، بأي طريقة كان هذا المنهج ، سواءً كان بطريق التحصيل الذاتي الشخصي، أو عن طريق القراءة على الشيوخ.

    - أيضا يكون اختيار الكتاب باستشارة العلماء والمتخصصين : فمثلاً: إنسان تَعلَّم "التفسير والحديث واللغة" إلى آخره، ولكنه غير مُتخصِّص في التاريخ، ويريد أن يشتري كتاباً في التاريخ، لابد أن يذهب للعلماء المؤرخِّين يسألهم فيقول لك المُتخصِّص: الكتاب الفلاني تتوفر فيه كل هذه المطلوبات التي تريدها..

    - اختيار أفضل المؤلفين وطبعاً أفضلية المؤلف ليست فقط في عبقريته وقدرته على تأصيل المعلومة بقدر ما يكون أيضاً قدرته على إيصال هذه المعلومة.

    - اختيار أفضل المؤلفات في هذا العلم ، فلا يجزيك أبداً ولا ينبغي أن تجنح إلى الكتب المُهمَلة، أو البعيدة غير المعتملة في التدريس.

    - اختيار الطبعة والورق المناسب، أهم شيء يميز الكتاب الجيد: لابد أن يكون مُحَقَّقاً ؛ لأن التحقيق خدمة جيدة للكتاب يُوفِّر عليك كثير من البحث والمطالعة، كتشكيل وضبط الأعلام والكلمات وتخريج الأحاديث، وعزو المعلومات والفوائد إلى غير ذلك..
    إضافة إلى ذلك انتقي الورق المناسب، وأفضل ورق مناسب للنظر؛ يعني: سهل أثناء القراءة، لا يُتعب النظر "الورق الأصفر النباتي"

    - من الفوائد المهمة عند شرائك للكتاب: تقييد الاسم، والتاريخ، وبعض المعلومات على طُرَّةِ الكتاب مثلاً: ثمن الكتاب الذي اشتريته، اسمك على الكتاب، المكتبة التي اشتريت منها لو لم يكن ذلك مكتوباً على الكتاب، قد يكون هذا الكتاب مُهدى لك من أخٍ حبيب، أو له مناسبة طريفة ظريفة حصلتَ بها على الكتاب، فتُسجِّل ذلك؛ حتى يُذَكِّرك في يوم من الأيام فيكون كالذكرى.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: أربعون قاعدة في قراءة الكتب والاستفادة منها .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.06.08 12:06

    القاعدة الخامسة:
    النهم في شراء الكتب.
    فدليل حرصك على القراءة، ورغبتك في القراءة وتحصيل المعلومة أن تحرص على شراء كل جديد من الكتب، بل وكل قديم، تحرص على أن تنال كل ما تستطيع من الكتب التي تُعرَض أمامك.
    اشترِ وإن لم تقرأ، ولكن تشتري بِنِيَّة القراءة، وبنية خدمة الآخرين؛ إعارة هذه الكتب للآخرين، تشتري بنية أن تجعل هذه المكتبة التي تؤسسها مثلاً ميداناً ومجالاً للباحثين؛ حتى ينتفعوا منها

    القاعدة السادسة:
    وسائل توفير المال لشراء وتحصيل الكتب.
    قديماً قالوا: «مَنْ طلب العلم أفلس»؛ لأنه سوف يصرف أمواله في العلم، ولن يجد من المال شيئاً إلا وقد صرفه وأنفقه في سبيل العلم.
    فلابد من إيجاد الطرق المناسبة لتحصيل الكتب.
    من هذه الوسائل:
    - الادخار العادي؛ أن تدخِّر المال يوماً بعد يوم، شهراً بعد شهر؛ لشراء الكتب.
    وهذا الادخار يتفاوت؛ بعض الناس، بعض الإخوة قد يدخروا من الأمور الترفيهية، و
    بعض الناس قد يدخروا من أصل أقواتهم في سبيل شراء الكتاب.
    «وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم».

    لكن: لابد أن يكون هذا أمْرُكَ في كل أحوال حياتك، لك مبلغ كل شهر، أو كل سنة تدخِّر مبلغ، وتذهب إلى معرض الكتاب، أو أي معرض من المعارض لتشتري الكتب؛ لتتزود روحك بهذه المعلومات، أو هذه الحصيلة المعرفية.
    -الجمعيات: يعني التعاون بين الناس في توفير المال، وهذه يعني مفيدة وسهلة بالنسبة لكثير من الناس.
    - البحث عن المكتبات التي تبيع الكتب بالتقسيط، هذه وسيلة مريحة أيضاً لتحصيل الكتب.
    - البحث وإن جاز التعبير: الشم عن المسابقات التي تُوَزَّعُ فيها الكتب،.
    وهذه وسيلة فعلاً مفيدة؛ لأن الطعم الذي تجده عند حصولك على الكتاب يفوق اللذة التي تُحَصِّلُها عند شراء الكتاب بِمَالِكَ مباشرة.
    - مراسلة الجهات المانحة، كالجامعات، والمعاهد، أو بعض أهل الخير الذين يرعون طلبة العلم وليس في ذلك أي حرج شرعي.
    - الذهاب إلى المكتبات العامة والخاصة.

    القاعدة السابعة:
    ارتياد المكتبات العامة والخاصة المكتبات العامة: ملك الدولة، أو الهيئات العامة التي تُعنى بإنشاء المكتبات التي يرتادها عامة الناس.
    المكتبات الخاصة: مكتبات الأصدقاء القادرين، ترتادها وتطلب من أصحابها أن يعينوك على القراءة منها وفيها.
    ولابد أن يُلازِم ذلك آداب عامة تلتزمها أثناء ارتيادك لهذه المكتبات، منها:
    أن تحرص على المحافظة على الكتاب، وعلى نظافته، ، وأن تحرص أيضاً على عدم إهانة الكتاب؛ فلابد أن يُعَظَّم ويحترم ويُبَجَّل ويعامل معاملة جيدة حسنة؛ حتى يبقى على مَرِّ الأيام، إلى آخر هذه الآداب التي قد تستفيدها على مَرِّ تَرْدَادِكَ على هذه المكتبات.

    القاعدة الثامنة:
    "الاستعارة" سواءً من المكتبات العامة، أو المكتبات الخاصة. هذه الاستعارة لها آداب وهي: أن تتلطف، وأن تتجمل إلى صاحب المكتبة، سواءً كانت عامة أو خاصة حتى يعينك بعد ذلك على الاستمرار في الاستعارة.
    في كتاب "الجامع لآداب الراوي والسامع" تقريباً، للخطيب البغدادي تكلَّم عن هذه المسألة، مسألة استعارة الكتب، أو في كتاب "تقييد العلم" له أيضاً تكلَّم على مذاهب السلف في إعارة الكتب، وأنهم اختلفوا فيها على أمرين، أو على قولين:
    فكان بعض السلف لا يُعِيرُ أحداً أبداً أي كتاب من مكتبته؛ وذلك بسبب ما كان يعاني من المستعيرين؛ يستعير مثلاً منه كتاب ويرده بعد عام، أو يرده وقد تقطع، وقد تمزق وقد أُهِين.
    وبعض السلف كان يُعيرُ كتبه حتى وإن عانى من هذه الأمور.
    وعلى ذلك: أنت إذا أردت أن تستمر في أن يعينك صاحب المكتبة على الاستعارة فإنك لابد أن يظهر منك حُسْنُ تصرف في الكتاب الذي تستعيره، وحسن ملاطفة لدى صاحب المكتبة حتى يستمر في إعارتك للكتب.

    القاعدة التاسعة:
    الاستنساخ والتصوير.
    ، وتخيل أن الاستنساخ كانت وسيلة السلف جميعاً في تحصيل الكتب.
    وكان هذا حال الإمام ابن تيمية، وابن حجر وغيرهم من العلماء، كان معظم تحصيلهم للكتب عن طريق الاستنساخ؛ عن طريق نسخ الكتاب.
    وهذا يدلك على أن هؤلاء العلماء نالوا العلم بتعب حقيقي.
    التصوير: وهذا الأمر متاح في هذه العصور، ولكن لابد في حق مُستخدِم هذه الطريقة أن يراعي الله Uفي هذا الأمر؛ يعني: لا يجوز له أبداً أن يُهدِرَ حقوق المؤلفين والعلماء الذين صنَّفُوا الكتب؛ بحيث يتاجر في التصوير.
    تصوير الكتب وعدم شراء الكتب، والاستعاضة(
    [1]) عن شراءها بتصويرها لا يحل، ولا يجوز إلا في حق العاجز عن شراء الكتاب.
    .

    [1]- أي: أن تُعَوِّضه، "من العِوَض".


    منقول
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12446

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 5:25