خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وثناء السلف عليه

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وثناء السلف عليه

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 29.06.08 5:34

    قد جاءت في فصله أدلة من الكتاب والسنة وهي تنقسم إلى قسمين :
    1- أدلة عامة :
    وهي التي جاءت في فضائل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ولا شك أن معاوية رضي الله عنه داخل في هذا الفضل .
    فما الذي يخرج معاوية رضي الله عنه من عموم هذه الأدلة ؟!
    قال ابن القيم رحمه الله في « المنار المنيف » (93) : « فيما صح في مناقب الصحاب على العموم ومناقب قريش فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه » .
    2- أدلة خاصة :
    جاءت في فضل معاوية بخصوصه وإليك هذه الأدلة التي تدل على فضله رضي الله عنه وبعض آثار السلف رحمهم الله تعالى .

    * قال عمير بن سعد رضي الله عنه : لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به » .
    رواه البخاري في « التاريخ الكبير » (5/240) ، وأحمد في « المسند » (17929) ، والترمذي في « جامعه » (3843) ، والطبراني في « المعجم الأوسط » (656) ، وفي « مسند الشاميين » (2198) ، وابن أبي عاصم في « الآحاد والمثاني » (3129) ، والأجري في « الشريعة » (1915،1914) ، والخطيب في « تاريخه » (1/207) ، وأبو نعيم في « الحلية » (8/358) ، وفي « أخبار أصبهان » (1/180) ، والخلال في « السنة » (676)وهو صحيح .

    * روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، فجاء فحطأني حطاة (1) وقال : « اذهب وادع لي معاوية » ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، قال : ثم قال لي : « أذهب فادع لي معاوية » . قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : « لا أشبع الله بطنه » .
    قال الحافظ ابن عساكر : « أصح ما ورد في فضل معاوية » .
    وقال الإمام النووي رحمه الله في « شرحه على مسلم » (16/156) : « قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له » .
    وقال الحافظ الذهبي في « تذكرة الحفاظ » (2/699) : « لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة » .
    وقال في « سير النبلاء » (14/130) : « لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية ، لقوله صلى الله عليه وسلم : « اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك زكاة ورحمة » .

    * أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه ( 2636) , ومسلم (5925) عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت : نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ثم أستيقظ يبتسم فقلت : ما أضحكك ؟ قال : « أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة » ، قالت : فادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت قولها ، فأجابها مثلها ، فقالت : أدع الله أن يجعلني منهم ، فقال : « أنت من الأولين » فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت .
    وأخرج البخاري (2766) أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا » ، قالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : « أنت فيهم » ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : « أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر – أي القسطنطينية – مغفور لهم » ، فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : « لا » .
    وهذا الحديث فيه منقبة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وذلك لأن أول جيش غزى في البحر كان بإمرة معاوية (2) .
    قال ابن حجر في « الفتح » (6/120) : « قال المهلب في هذا الحديث : منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر » .
    وقال ابن حجر في « الفتح » أيضاً (6/121) : « ومعنى أوجبوا : أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة » .
    وقال المناوي في « فيض القدير » (3/84) : « أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة » .
    قال ابن عبدالبر في « التمهيد » (1/235) : « وفيه فضل لمعاوية رحمه الله إذ جعل من غزا تحت رايته من الأولين ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي » .
    وقال ابن حجر في « الفتح » (11/3) : « قوله : « ناس من أمتي عرضوا علي غزاة ... » يشعر بأن ضحكه كان إعجاباً بهم ، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة » .

    ومن مناقبه أنه أحد كتاب الوحي :
    في « صحيح مسلم » (2501) عن ابن عباس قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ثلاث أعطنيهن . قال : نعم . قال : عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها . قال : نعم (3) . قال : ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك . قال : نعم . قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين . قال : نعم .
    قال الإمام أحمد : معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل (4) .
    وقد نقل الإمام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (4/427) قول ابن المطهر الرافضي عن أهل السنة « وسموه كاتب الوحي ولم يكتب له كلمة من الوحي » ا.هـ قال الإمام ابن تيمية : « فهذا قول بلا حجة , فما الدليل على أنه لم يكتب له كلمة واحدة من الوحي , وإنما كان يكتب له الرسائل » ا.هـ.
    وقال في (4/442) من منهاج السنة عن معاوية : « هو واحد من كتاب الوحي » .
    وفي كتاب السنة للخلال (2/434) قال الإمام أحمد رحمه الله فيمن قال : لا أقول أن معاوية كاتب الوحي ولا أقول أنه خال المؤمنين , فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ ! هذا قول سوء رديء يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس . وسنده صحيح .

    * ومن مناقبه أنه خال المؤمنين (5) :
    قال أبو يعلى في تنزيه خال المؤمنين ص (106) : « ويسمى إخوة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوال المؤمنين , ولسنا نريد بذلك أنهم أخوال في الحقيقة , كأخوال الأمهات من النسب , وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام , وهو التعظيم لهم » ا.هـ.
    وروى الخلال في السنة (3/434) بسند صحيح قال أبو بكر المروذي : سمعت هارون بن عبدالله يقول لأبي عبدالله : « جاءني كتاب من الرَّقة أن قوماً قالوا : لا تقول معاوية خال المؤمنين فغضب وقال : ما اعتراضهم في هذا الموضع ؟ يُجفون حتى يتوبوا » .
    وقال الإمام أحمد في السنة (2/433) : « أقول : معاوية خال المؤمنين , وابن عمر خال المؤمنين ؟ قال : نعم معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما , وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما » وسنده صحيح .

    * ومن مناقبه أن عمر رضي الله عنه ولاه على الشام وأقره عثمان رضي الله عليه أيضا مدة خلافته كلها وحسبك بمن يوليه عمر وعثمان رضي الله عنهما على الشام نحوا من عشرين سنة فيضبطه ولا يعرف عنه عجز ولا خيانة (6) .
    قال الهيتمي في « تطهير الجنان » (20) :
    « اتفاق كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وهما من هما في الفضل والصحبة ولهما المكان الأعلى والمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأي وحسن الفكر وتمام النظر ، على تأمير معاوية رضي الله عنه على الشام لهو اكبر دليل على فضل معاوية واستحقاقه لهذه المنزلة .. فأي فضل بعد هذا ؟!
    ومنها أن عمر رضي الله عنه مدحه وأثنى عليه ، وولاه دمشق الشام مدة خلافة عمر ، وكذلك عثمان رضي الله عنه وناهيك بهذه منقبة عظيمة من مناقب معاوية ومن الذين كان عمر يرضى به لهذه الولاية الواسعة المستمرة وإذا تأملت عزل عمر لسعد بن أبي وقاص الأفضل من معاوية بمراتب وإبقائه لمعاوية على عمله من غير عزل له علمت بذلك أن هذه ينبئ عن رفعة كبيرة لمعاوية وانه لم يكن ولا طرأ فيه قادح من قوادح الولاية وإلا لما ولاه عمر أو لعزله وكذا عثمان وقد شكا أهل الأقطار كثيراً من ولاتهم على عمر وعثمان فعزلا عنهم من شكوهم وإن جلت مراتبهم وأما معاوية فأقام في إمارته على دمشق الشام هذه المدة الطويلة ، فلم يشك أحد منه ، ولا اتهمه بجور ولا مظلمة ، فتأمل ذلك ليزداد اعتقادك أو لتسلم من الغباوة والعناد والبهتان » .
    قال الذهبي في « السير » (3/132) : « حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم – وهو ثغر – فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه وإن كان بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك وإن كان غيره من أصحاب رسول الله ؟ خيراً منه بكثير ، وأفضل وأصلح ، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه ، وسعة نفسه وقوة دهائه ، ورأيه وله هنات وأمور ، والله الموعد . وكان محبباً على رعيته ، عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة ولم يهجه أحد في دولته ، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم ، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك » .

    * ومن مناقبه أنه من خير الملوك :
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في « الفتاوى » (4/478) بالإجماع وانظر « سير أعلام النبلاء » (3/159) ، وقال ابن أبي العز الحنفي في « شرحه على الطحاوية » (2/302) « وأول ملوك المسلمين معاوية رضي الله عنه وهو خير ملوك المسلمين » . وانظر « البداية والنهاية » (8/93) . وتفسير القرآن العظيم (2/15) لابن كثير .

    ثناء السلف على معاوية رضي الله عنه
    * في « صحيح البخاري » (3765) قيل لابن عباس : هل لك في أمير معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة ، قال : إنه فقيه .
    * روى الطبراني في « مسند الشاميين » (283) ، وأبو نعيم في « الحلية » (8/275) من طريق سعيد بن عبدالعزيز عن إسماعيل بن عبد الله عن قيس بن الحارث عن الصنابحي عن أبي الدرداء قال : ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله من أميركم هذا - يعني معاوية - . قيل لقيس : أين صلاته من صلاة عمر . قال : لا أخالها إلا مثلها . ورجاله ثقات .
    قال الهيثمي في « المجمع » (9/357) : « ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن الحارث المذحجي وهو ثقة » .
    * روى اللالكائي في « شرح أصول اعتقاد أهل السنة » (2781) ، والخلال في « السنة » (2/442) رقم (680) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/173) من طريق جبلة بن سحيم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية ، فقيل : ولا أبوك ؟ قال : أبي عمر رحمه الله خير من معاوية وكان معاوية أسود منه (7) . وجاء ما يقويه فرواه أيضاً الخلال في « السنة » (2/442-443) وبرقم (679و 681) بنحوه ، وابن عساكر في « تاريخه » (59/174) ، والبخاري في « التاريخ الكبير » (7/327) مختصراً من طريق نافع عن ابن عمر . وانظر : « سير أعلام النبلاء » (3/153) فهو حسن .
    * وروى معمر في جامعه ( برقم : 20985) ، والخلال في « السنة » (2/440) برقم (677) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/175) من طريق وهب بن منبه (8) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب ولم يكن بالضيق الحصر العُصعُص (9) المتغضب . وإسناده صحيح . ورواه أيضاً البلاذري في أنساب الأشراف (5/54) من طريق أبي عبدالله الحنفي عن رجل عن ابن عباس رضي الله عنهما .
    روى ابن عساكر في « تاريخ مدينة دمشق » (59/185) من طريق ابن أبي الدنيا حدثني المفضل بن غسان حدثنا علي بن صالح حدثنا عامر بن صالح عن هشام بن عروة قال صلى بنا عبدالله بن الزبير يوماً من الأيام فوجم بعد الصلاة ساعة فقال الناس : لقد حدث نفسه ثم التفت إلينا فقال : لا يبعدن ابن هند إن كانت فيه لمخارج لا نجدها في أحد بعده أبداً والله إن كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه فيتفارق لنا , وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا , والله لوددت أنا متعنا به ما دام في هذا الجبل حجر , وأشار إلى أبي قبيس لا يتحول له عقل , ولا ينقص له قوة , قال فقلنا أوحش والله الرجل . وسنده صحيح . ورواه البلاذري في أنساب الأشراف (5/91) عن المدائني عن أبي عبدالرحمن بن إسماعيل عن هشام . بنحوه (10) .
    * روى ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/211) وبنحوه الآجري في « كتاب الشريعة » (5/2466) عن عبدالله بن المبارك أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال : والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد فما بعد هذا ؟ .
    * وأخرج الآجري « كتاب الشريعة » (5/2466) ، واللالكائي في « شرح السنة » (2785) ، والخطيب البغدادي في « تاريخه » (1/233) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/208) ، بسند صحيح عن الجراح الموصلي قال : سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ، أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً وقال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل .. الحديث .
    * وأخرج الآجري في « كتاب الشريعة » (5/2465) ، وابن عبد البر في « جامع بيان العلم وفضله » (2/185) ، والخلال في « السنة » (2/434) ورقم (666) بإسناد صحيح عن أبي أسامة حماد بن أسامة ، قيل له : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز .
    فقال لا يقاس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خير الناس قرني » .
    * روى الخلال في « السنة » بسند صحيح (2/434) ورقم (660) عن أبي بكر المروذي قال : قلت لأبي عبدالله أيهما أفضل : معاوية أو عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال : معاوية أفضل ، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : « خير الناس قرني الذي بعثت فيهم » (11) .
    * وروى الخلال في « السنة » بسند صحيح (2/435) ورقم (664) سئل المعافي بن عمران الأزدي : معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال : كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبدالعزيز .
    * روى الخلال في « كتاب السنة » (2/438) ورقم (669) ، والآجري في « الشريعة » (5/2465) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/172) عن مجاهد قال : لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي . وسنده جيد (12) .
    * روى الخلال في « كتاب السنة » (2/444) ورقم (683) عن الزهري قال : عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً . وسنده صحيح .
    * روى الخلال في « السنة » (2/432) ورقم (654) ، واللالكائي في « شرح أصول اعتقاد أهل السنة » (8/1532) عن عبدالملك بن عبدالحميد الميموني قال : قلت لأحمد بن حنبل : أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم : « كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي » ؟ قال : بلى ، قلت : وهذه لمعاوية ؟ قال : نعم ، له صهر ونسب , قال : وسمعت ابن حنبل يقول : ما لهم ولمعاوية نسأل الله العافية وإسناده صحيح .
    * وروى الخلال في « السنة » (2/438) ورقم (670) من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي : ما رأيت بعده مثله يعني معاوية . وسنده صحيح .
    وما أجمل ما رواه الخطيب البغدادي في « تاريخ بغداد » (1/208) وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (58/168) من طريق ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير إن مسور بن مخرمة قدم وافداً إلى معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته ثم دعاه فأخلاه فقال : يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة . قال المسور : دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له . فقال معاوية : لا والله لتكلمن بذات نفسك والذي نقمت علي . قال المسور : فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينته له . فقال معاوية : لا أبرأ من ذنب فهل تعد لنا يا مسور مما نلي من الإصلاح في أمر العامة فإن الحسنة بعشر أمثالها أم تعد الذنوب . فقال معاوية : فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنباه ، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم يعفو الله لك . فقال المسور : نعم . فقال معاوية : فما جعلك برجاء المغفرة أحق مني فو الله لما آلي من الإصلاح أكثر مما تلي ولكن والله لا أخير بين أمرين أمر لله وغيره إلا اخترت أمر الله على ما سواه وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات والذنوب إلا أن يعفو الله عنها فإني أحسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر وآلي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا يحصيها من عمل بها لله في إقامة الصلوات للمسلمين والجهاد في سبيل الله والحكم بما أنزل الله والأمور التي لست أحصيها وإن عددتها فتكفي في ذلك . قال مسور : فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر ، قال عروة بن الزبير : لم أسمع المسور بعد يذكر معاوية إلا صلى عليه .
    ورواه عبدالرزاق في « مصنفه » (7/207) بنحوه من طريق معمر عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن المسور وإسناده صحيح .
    قال ابن عبدالبر في « الاستيعاب » (671) : « وهذا الخبر من أصح ما يروى من حديث ابن شهاب رواه عنه معمر وجماعة من أصحابه » .
    ورواه أيضاً شعيب عن الزهري عن عروة عن المسور بنحوه (13) .
    ورواه بنحوه البلاذري في أنساب الأشراف (5/53) من طريق عبدالحميد بن جعفر عن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمه عن أبيه (14) .
    ورواه أيضاً البلاذري (5/42) بنحوه من طريق آخر .



    كتبه وأملاه/
    سعد بن ضيدان السبيعي
    عضو الدعوة بوزارة الشئون الإسلامية
    9/10/1425هـ

    منقول
    http://www.aljazeeratalk.net/forum/archive/index.php/t-5773.html
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وثناء السلف عليه

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 29.06.08 5:47


    مـــعـــاويـــة بــن أبــي ســفــيــان رضي الله عنه


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

    أما بعد...

    يلهث الكثير ممن استهوته الشياطين بالطعن في معاوية رضي الله عنه ، وإن لم يطعن قلل من شأنه بأن يسمه بأنه من مسلمة الفتح وأنه من الطلقاء إلى غيرها من الأمور .. حتى وصل بالبعض منهم إلى أن يتوقف في شأنه و يعرضه على ميزان الجرح والتعديل .. ناسياً أو متناسياً أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الأمة قد أجمعت على تعديلهم دون استثناء من لابس الفتن منهم و من قعد .. و لم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة .

    واسمه هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي رضي الله عنه، صحابي جليل , ولد في مكة قبل البعثة النبوية بخمس سنين تقريباً، وقيل أكثر، ونشأ وتربى بين قومه بني أمية في شرف ونبل وثراء .

    بغضوه الرافضة وشتموه وتعاطف معهم الجهلة من أهل السنة في بغضه . جهلوا ما له من الفضل فهو خال المؤمنين وكاتب الوحي رضي الله عن معاوية فقد دعا له النبي عليه الصلاة والسلام فقال ( اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به ) وقال عليه الصلاة السلام ( اللهم علّم معاوية الحساب وقه العذاب)

    اسلم معاوية رضي الله عنه عام الفتح , وروى انه اسلم يوم الحديبية فكتم إيمانه حتى عام الفتح ثم هاجر إلى المدينة لينال شرف كتابة وحي الله على نبيه عليه الصلاة والسلام .

    في عهده اتسعت رقعة بلاد المسلمين جهة بلاد الروم ، وبلاد السند ، وكابل ، والأهواز ، وما وراء النهر ، وشمال أفريقيا , وقد أنشأ أول أسطول حربي وفتح به قبرص وصقلية .

    ولاه عمر بن الخطاب على الشام بعد موت أخيه يزيد . وأقره عثمان رضي الله عنه على الولاية..

    استقل بالشام حتى اجتمع عليه المسلمين وبايعوه بعد أن تنازل له سبط رسول الله الحسن بن علي بن أبي طالب عن الخلافة رضي الله عنهم جميعاً , عام 41 عام الجماعة لاجتماع كلمة المسلمين . وظل خليفة على المسلمين حتى توفي عام 60 للهجرة .

    ومع ما حصل من فتنة إلا أن معاوية كان يكن لعلي الحب الاحترام وقد ألح معاوية على ضرار بن ضمرة بأن يصف له علياً رضي الله عنه وما أن وصفه واسترسل في الوصف ذرفت دموع معاوية رضي الله عنه حتى خرت على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ثم قال معاوية رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار قال حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقا عبرتها ولا يسكن حزنها."صفوة الصفوة".

    ثم إن أن معاوية بن أبي سفيان كان من كبار الصحابة و كان كاتب الوحـي الذي قال عنه النبي(( اللهم اجـعله هادياً مهدياً واهد به )). و أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس أن أبا سفيان طلب من النبي ثلاثة مطالب (( فقال للنبي : يا نبي الله ثلاثٌ أعطينـهن قـال: نعـم ـ منـها ـ قال: معـاوية، تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعـم ...))
    وعندما ولي معاوية الشام كانت سياسته مع رعيته من أفضل السياسات وكانت رعيته تحبه ويحبُّهم .

    (( قال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية. وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحي من الله أن يضيقَ حلمي عن ذنب أحد رعيتي. وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك؟ فقال: إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي )) لذلك استجابوا له عندما أراد المطالبة بدم عثمان وبايعوه على ذلك ووثقوا له أن يبذلوا في ذلك أنفسهم وأموالهم، أو يدركوا بثأره أو ينفي الله أرواحهم قبل ذلك.

    *والفتوحات التي كانت في عهده كثيره وهي :

    1.حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية (القسطنطنية)
    2- فتوحات الشمال الافريقي (القيروان) ووصل إلى المحيط الأطلسي .
    3- فتوحات الجناح الشرقي للدولة الأموية(خراسان وسجستان وما وراء النهر والسند)
    4- غزو الروم ابتداءً من عام 42هـ حتى سنة 60هـ فيما يسمى بالشاتية والصائفة.
    5- فتح جزيرة رودس على يد جنادة بن أمية الأزوي سنة 31هـ.
    6- فتح جزر أخرى منها جزيرة أوراد سنة 32هـ وجزيرة جربة سنة 35هـ.
    7- ابتداء بناء القيروان سنة 36هـ بعد فتح إفريقية على يد عقبة بن نافع.
    8- إعادة فتح سجستان وخراسان على عبدالله بن عامر بن كريز.
    9- غزو بلاد الغور (أفغانستان) حالياً.
    10- فتح بلخ وقهستان وما وراء نهر جيحون.
    11- فتح مدينة ترمذ (التي نسب إليها الترمذي)

    *شبه حول معاوية رضي الله عنه:

    معاوية رضي الله عنه ما أراد الحكم ولا اعترض على إمامة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بل طالب بتسليمه قتلة عثمان ثم يدخل في طاعته بعد ذلك، فقد أورد الذهبي في ( السير ) عن يعلى بن عبيد عن أبيه قال (( جاء بو مسلم الخولاني وناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا واللـه إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلومـا، وأنا ابن عمه، وإنمـا أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفـع إليّ قتلة عثمـان وأسلّم لـهُ فأتوْا علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه )) ، طالمـا أكّد معـاوية ذلك بقولـه (( ما قاتلت علياً إلا في أمر عثمان )) ، وهذا هو ما يؤكده عليّ ومن مصادر الشيعة الاثني عشرية أنفسهم، فقد أورد الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة في خطبة لعليّ قوله (( وبدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء )) فهذا عليّ يؤكد أن الخلاف بينه وبين معاوية هو مقتل عثمان وليس من أجل الخلافة أو التحكم في رقاب المسلمين كما يدعي غلاة الرافضة و يقرر أن عثمان وشيعته هم أهل إسلام وإيمان ولكن القضية اجتهادية كل يرى نفسه على الحق في مسألة عثمان.

    و أما قولهم بأن معاوية أرغم المسلمين بالقوة والقهر على بيعة ابنه يزيد، فهذا من الكذب الظاهر فإن معاوية لم يرغم الناس على بيعة ابنه يزيد ولكنه عزم على الأخذ بعقد ولاية عهده ليزيد وتم له ذلك، فقد بايع الناس ليزيد بولاية العهد ولم يتخلّف إلا الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، وتوفيّ معاوية ولم يرغمهم على البيعة. أما أن يزيد فاسق شارب للخمر فهذا كذب أيضاً وندع محمد بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يجيب على هذا الادعاء لأنه أقام عند يزيد وهو أدرى به، قال ابن كثير في البداية (( لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدّى حكم الكتاب. فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة، قالوا: فإن ذلك كان منه تصنّعاً لك. فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم يكن رأيناه. فقال لهم أبى اللـه ذلك علـى أهل الشهادة، فقال { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } ولست من أمركم في شيء، قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نولّيك أمرنا. قال: ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً ولا متبوعاً، فقالوا: فقد قاتلت مع أبيك، قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه، فقالوا: فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا، قال: لو أمرتهما قاتلت. قالوا: فقم معنا مقاماً نحض الناس فيه على القتال، قال: سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه إذاً ما نصحت لله في عباده قالوا: إذاً نكرهك. قال: إذا آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق، وخرج إلى مكة ))
    .
    أما أن معاوية أمر بسبّ عليّ من على المنابر فكذب، ولا يوجد دليل صحيح ثابت بذلك، وسيرة معاوية و أخلاقه تستبعد هذه الشبهة، أما ما يذكره بعض المؤرخين من ذلك فلا يلتفت إليه لأنهم بإيرادهم لهذا التقول لا يفرقون بين صحيحها وسقيمها، إضافة إلى أن أغلبهم من الشيعة.

    و قد قلنا أن معاوية لم يقاتل علي إلا في أمر عثمان وقد رأى أنه ولي دم عثمان وهو أحد أقربائه واستند إلى النصوص النبوية التي تبين وتظهر أن عثمان يقتل مظلوماً ويصف الخارجين عليه بالمنافقين إشارة إلى ما رواه الترمذي وابن ماجة عن عائشة قالت (( قال رسول الله ( يا عثمان! إن ولاّك الله هذا الأمر يوماً، فأَرادكَ المنافقون أن تخْلع قميصك الذي قمَّصَكَ الله، فلا تخلعه ) يقول ذلك ثلاث مرات ))، وقد شهد كعب بن مرة أمام جيش معاوية بذلك فقال (( لولا حديث سمعته من رسول الله ما قمت ـ أي ما قمت بالقتال بجانب معاوية للقصاص من قتلة عثمان ـ وذكر الفتن فقرّ بها فمر رجل مقنع في ثوب فقال: هذا يومئذ على الهدى. فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت عليه بوجهه فقلت: هذا ؟ قال: نعم ))، وأيضاً عن عبد الله بن شقيق بن مرة قال (( قال رسول الله تهيج على الأرض فتن كصياصي البقر. فمر رجل متقنع، فقال رسول الله هذا وأصحابه يومئذ على الحق. فقمت إليه فكشفت قناعه وأقبلت بوجهه إلى رسول الله فقلت يا رسول الله هو هذا؟ قال هو هذا. قال: فإذا بعثمان بن عفان ))، وقد رأى معاوية وأنصاره أنهم على الحق بناء على ذلك،

    و كان معاوية يقاتل في ظنه دفاعاً عن الحق و عن دم عثمان المهدور و لم يكن ممن تأخذه العزة بالإثم. فعندما قتل عثمان و بويع علي كتب معاوية إلى علي أن عثمان ابن عمي قد قتل ظلماً و أنا وكيله و الله يقول"و من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليِّهِ سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً" (الإسراء:33) فأرسل إلي قتلة عثمان أقتص منهم. و كان علي يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك. ثم يطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأبى معاوية ذلك حتى يسلمه القتلة و أبى أن يبايع علياً هو و أهل الشام. فكان أن جعل الله لمعاوية سلطاناً و جعله منصوراً كما وعد. و لم يعترض معاوية و لا أحد من المسلمين على أحقية علي بالخلافة و إنما أقصر بعضهم عن بيعته لرغبتهم في أن يثأر من قتلة عثمان أولاً كما أسلفنا من قبل. و كان طريقهم الحق و الاجتهاد و لم يكونو في محاربتهم لغرض دنيوي أو لإيثار باطل أو لاستشعار حقد كما قد يتوهمه متوهم و ينزع اليه ملحد و إنما اختلف اجتهادهم في الحق و قد روى البخاري: إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَ إِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ.

    و من المسلم عند كل من اطلع على مذهب الإمامية يعلم أنهم يكفرون معاوية لقتاله علياً و لكن الثابت أن الحسن بن علي ـ وهو من الأئمة المعصومين عنـدهـم ـ قد صالح معـاوية و بايعـه علـى الخـلافة فهل صـالح الحسن( المعصوم ) كافر و سلّم له بالخـلافة؟! أم أصلـح بين فئتـين مسلمتين كمـا قـال النـبي(( ابـني هـذا سيـد، و لعـل اللـه يصـلح به بين فئتين من المسلمين ))


    فضائله رضي الله عنه :

    إن معاوية رضي الله عنه كان من كتاب الوحي ، و من أفضل الصحابة و أصدقهم لهجة و أكثرهم حلماً فكيف يعتقد أن يقاتل الخليفة الشرعي و يهرق دماء المسلمين من أجل ملك زائل ، و هو القائل : والله لا أخير بين أمرين ، بين الله و بين غيره إلا اخترت الله على سواه
    و روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه ، فقالوا كيف يتولى معاوية و في الناس من هو خير مثل الحسن و الحسين . قال عمير و هو أحد الصحابة : لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم اجعله هادياً مهدياً و اهد به )

    و أخرج الإمام أحمد ، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم علِّم معاوية الكتاب و قِهِ العذاب)

    و أخرج أبو داود و البخاري في الأدب المفرد من طريق أبي مجلز قال : خرج معاوية على ابن الزبير و ابن عامر ، فقام ابن عامر و جلس ابن الزبير ، فقال معاوية لابن عامر : اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار"

    كما أن الصحابة الأئمة قد عرفوا قدره وفضله وقد أثني عليه الكثير منهم فقال عنه سعد ابن أبي وقاص : " انه ما رأى بعد عثمان أقضى بالحق من معاوية"

    وعن الشعبي إن قبيصة بن جابر الأسدي : ألا أخبركم من صحبت ؟عمر بن الخطاب فما رأيت رجلاً افقه فقهاً ولا أحسن مدارسة منه . ثم صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلاً أعطى للجزيل من غير مسألة منه . ثم صحبت معاوية فما رأيت رجلاً أحب رفيقاً ولا أشبه سريرة بعلانية منه .

    وعن عبد الله بن عمر بن العاص قال : " ما رأيت أحدا اسوداً من معاوية قال جبلة بن سحيم قلت : ولا عمر ؟ قال : كان عمر خير منه وكان معاوية اسود منه "

    وقال مجاهد" : لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدي"

    وروي أنه ذكر عمر ابن عبد العزيز وعدله عند الأعمش فقال : ( فكيف لو أدركتم معاوية ؟ قالوا: في حلمه ؟ لا والله , بل في عدله)

    وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما" : ما رأيت رجلاً كان اخلق بالملك من معاوية"
    وقيل لابن عباس رضي الله عنهما: هل لك في أمر أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب، إنه فقيه. رواه البخاري.

    و عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ما رأيت أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا - يعني معاوية. تاريخ دمشق 52/235 ، والذهبي في السير 3/135

    وعن يزيد الأصم قال: قال علي رضي الله عنه: قتلاي وقتلى معاوية في الجنة. سنده حسن للطبراني في الكبير 19/307



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وثناء السلف عليه

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 29.06.08 5:47

    و أخرج ابن كثير في البداية والنهاية بسند صحيح ، أن معاوية رضي الله عنه ، كان إذا لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : مرحباً بابن رسول الله وأهلاً ، و يأمر له بثلاثمائة ألف ، و يلقى ابن الزبير رضي الله عنه فيقول : مرحباً بابن عمة رسول الله وابن حواريه ، ويأمر له بمئة ألف.

    و أخرج الآجري عن الزهري قال : لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه و جاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية ، فقال له معاوية : لو لم يكن لك فضل على يزيد إلا أن أمك من قريش و أمه امرأة من كلب ، لكان لك عليه فضل ، فكيف و أمك فاطمة بنت رسول صلى الله عليه وسلم ؟!

    و الذين لا يعرفون سيرة معاوية يستغربون إذا قلت لهم بأنه كان من الزاهدين و الصفوة الصالحين ،
    روى الإمام أحمد بسنده إلى علي بن أبي حملة عن أبيه قال : رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس و عليه ثوب مرقوع.

    و أخرج ابن كثير عن يونس بن ميسر الزاهد - و هو أحد شيوخ الإمام الأوزاعي - قال : رأيت معاوية في سوق دمشق و هو مردف وراءه وصيفاً و عليه قميص مرقوع الجيب و يسير في أسواق دمشق.

    و قد أوردت هذه الأمثلة ليعلم الناس أن الصورة الحقيقية لمعاوية تخالف الصورة المكذوبة التي كان أعداؤه و أعداء الإسلام يصورونه بها ، فمن شاء بعد هذا أن يسمي معاوية خليفة ، أو أمير المؤمنين ، فإن سليمان بن مهران - الأعمش - و هو من الأئمة الأعلام الحفاظ كان يسمى بالمصحف لصدقه ، كاد يفضل معاوية على عمر بن عبد العزيز حتى في عدله . و من لم يملأ - أمير المؤمنين - معاوية عينه ، و أراد أن يضن عليه بهذا اللقب ، فإن معاوية مضى إلى الله عز وجل بعدله و حلمه و جهاده و صالح عمله ، وكان و هو في دنيانا لا يبالي أن يلقب بالخليفة أو الملك.

    و ذكر ابن العربي في كتابه العواصم أنه دخل بغداد و أقام فيها زمن العباسيين و المعروف أن بين بني العباس و بني أمية ما لا يخفى على الناس ، فوجد مكتوباً على أبواب مساجدها خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين.

    و قد سئل عبد الله بن المبارك ، أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان ، أم عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : و الله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة ، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد . فما بعد هذا؟

    و أخرج الآجري بسنده إلى الجراح الموصلي قال : سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً و قال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه و صاحبه و صهره و أمينه على وحيه عز وجل.

    و كذلك أخرج الآجري بسنده إلى أبو أسامة ، قيل له : أيما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاس بهم أحد.

    وقال محب الدين الخطيب رحمه الله : سألني مرة أحد شباب المسلمين ممن يحسن الظن برأيي في الرجال ما تقول في معاوية ؟ فقلت له : و من أنا حتى اسأل عن عظيم من عظماء هذه الأمة ، و صاحب من خيرة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه مصباح من مصابيح الإسلام ، لكن هذا المصباح سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها فغلبت أنوارها على نوره.

    وللمؤرخ العلامة ابن خلدون في اعتبار معاوية من الخلفاء الراشدين فقد قال : إن دولة معاوية و أخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين و أخبارهم ، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة.

    و روى مسلم من حديث ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، فجاء فحطأني حطأة وقال : اذهب وادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت هو يأكل ، قال : ثم قال لي : اذهب فادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : لا اشبع الله بطنه .

    قال الحافظ الذهبي في التذكرة (2/699) : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة .

    وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (16/156) : قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاءً له .

    و قال عبد الله بن المبارك رحمه الله : معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم ، يعني الصحابة . انظر البداية والنهاية لابن كثير (8/139) .

    و سئل الإمام أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟
    قال أبو عبد الله : هذا قول سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، و نبين أمرهم للناس . انظر : السنة للخلال (2/434) بسند صحيح .

    وقال الربيع بن نافع الحلبي ( ت 241 هـ ) رحمه الله : معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه . البداية والنهاية (8/139)

    وقال الآجري: ومعاوية رحمه الله كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وحي الله عز وجل وهو القرآن بأمر الله عز وجل وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيه العذاب ودعا له أن يعلمه الله الكتاب ويمكن له في البلاد، وأن يجعله هاديا مهديا إلى أن قال: وهو ممن قال الله عزوجل { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } التحريم 8 ، فقد ضمن الله الكريم له أن لا يخزيه لأنه ممن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة : لم يكن من ملوك الإسلام ملك خير من معاوية....

    وقال أيضا : وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيارة سيرة الولاة . وقد كانت رعيته يحبونه . وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم . وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنوكم .

    وعن مغيرة قال: لما جاء قتل علي إلى معاوية رضي الله عنه جعل يبكي ويسترجع فقالتْ له امرأته: تبكي عليه وقد كنتَ تقاتله؟ فقال لها ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم. تاريخ دمشق 62/99

    و عن جعفر بن برقان قال: قال معاوية: لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وصبره شهوته، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة الحلم . تاريخ دمشق 62/127..

    وعن صفوان بن عمرو أن عبد الملك مر بقبر معاوية فوقف عليه فترحم ، فقال له رجل من قريش قبر من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: قبر رجل كان والله ما علمته، ينطق عن علم، ويسكت عن حلم،إذا أعطى أغنى، وإذا حارب أفنى، ثم عجل له الدهر ما أخره لغيره ممن بعده، هذا قبر أبي عبد الرحمن معاوية يرحمه الله. انساب الأشراف 5/165

    و عن جابر رضي الله عنه قال: كنا عند معاوية رضي الله عنه، فذكر عليـا فأحسن ذكره ثم قال: وكيف لا أقول هذا لهم؟ وهم خيار خلق الله وعنده عتره نبيه، أخيار أبناء أخيار. تاريخ دمشق 45/318

    وقد أفرد ابن أبي الدنيا وأبو بكر بن أبي عاصم تصنيفاً في حلم معاوية رضي الله عنه ، ولعل هذا من بركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاوية . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي عهد معاوية ( ص 315) .

    رضي الله عنك يا معاوية وعن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    ولعنة الله وملائكته ورسله على الرافضة وكل من سب الصحابة رضوان الله عليهم .
    وأخيرا

    نورد أحاديث وآثار تنهى عن سب الصحابة رضوان الله عليهم:


    فلما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولانصيفه ) .

    وأهل العلم مجمعون قاطبة على أن معاوية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أنه داخل في عموم هذا النص ، فمن سبه أو طعن فيه آثم بلا ريب بل سب الصحابة رضي الله عنهم من الكبائر.

    و عن أبي زرعة الرازي قال سمعت قبيصة بن عقبة يقول: حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم سنة. يعني من عقيدة أهل السنة.
    و عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن مقام أحدهم خير من عمل أحدكم عمره كله.

    و قال ابن عباس رضي الله عنه: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله عزوجل أمرنا بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون.

    و قال مالك لما سُئل عمن يقدحون في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين.

    و قال البربهاري: واعلم أنه من تناول أحدا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه إنما أراد محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد آذاه في قبره..

    و قال الإمام مالك: من شتم أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أوعثمان أومعاوية أو عمر بن العاص فإن قال كانوا على ضلال وكفر قتل وإن شتمهم بعد هذا عن مشاتمة الناس نكل نكالاً.

    تم جمعه بحمد الله
    __________________


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - :

    " فإن مافي القلب من النور والظلمة ، والخير والشر ، يسري إلى الوجه والعين وهما أعظم الأشياء ارتباطاً بالقلب ! "

    كتاب الإستقامة - 91

    15/1/2008م
    الإستقالة

    منقول
    http://www.kuwaitchat.net/msgs/showthread.php?t=63120
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وثناء السلف عليه

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.07.08 17:57

    خال المؤمنين
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أجمعين. أما بعد:
    إن من أعظم القربات إلى الله عز وجل عند سلفنا الصالح محبة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لانفرق بين أحد منهم إلا من حيث الفضل الذي فضلهم به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
    وكذا من أعظم القربات الذب عن أعراضهم والدفاع عنهم فإنه « من ذَبَّ عن عرض أخيه رد الله عنه عذاب النار يوم القيامة» رواه الترمذي وقال حديث حسن.
    فما بالك فيمن ذب عن عرض حَملة الإسلام ومن جعلهم الله سببا في هدايتنا لهذا الدين، فلولاهم بعد الله ما كنا مسلمين .. والأمر كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها لما شكا لها عروة بن الزبير بن العوام بقوله : إني أسمع أناسا يتناولون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقالت : يا بني إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الله عز وجل يجري لهم أجورهم ، فلما قبضهم الله عز وجل أحب أن يجري ذلك الأجر لهم.
    قال الفضيل بن عياض : لو قدمت الموقف مثل تراب الأرض ذنوبا غفرها الله لك ولو جئت الموقف وفي قلبك مـقـياس ذرة بغـضاً لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما نفعك مع ذلك عمل.

    من هو خال المؤمنين؟

    اسمه: معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب الصحابي القرشي الأموي رضي الله عنه، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن ابي طالب نسبا في الجد (عبد مناف).
    مولده: قبل البعثة بخمس سنوات . وتوفي وهو ابن ثمان وسبعين ، سنة ستين للهجرة ، وكانت ولايته تسع عشر سنة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوما .
    أمه : هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، تلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبًا في الجد (عبد مناف) أسلمت يوم الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان ، عن أبان بن عثمان قال : كان معاوية يمشي مع أمه هند فعثر فقالت : قم لا رفعك الله، وأعرابي ينظر فقال: لم تقولين له ذلك ؟ فوالله إني لأظنه سيسود قومه ، قالت : لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه .
    زوجاته :
    1- ميسون بنت بحدل الكلبي ثم طلقها وولدت له يزيد بن معاوية وأمة ماتت صغيرة.
    2- فاخته بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف وولدت له عبد الرحمن وعبدالله.
    3- كنود بنت قرظة وهي أخت فاختة تزوجها بعدها وهي التي كانت معه حين افتتح قبرص.
    4- نائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها ومن بناته رملة وهند وعائشة وعاتكة وصفية.
    إسلامه: أسلم قبل أبيه وكتم إسلامه عن أبيه.
    بيعته: بويع أمير المؤمنين عام واحد وأربعين للهجرة وسُمي هذا العام بعام الجماعة.
    خال المؤمنين: سميّ بذلك لأن أخته أم حبيبه رملة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

    لماذا الكلام عنه

    1- إن كثيرا من أهل السنة يجهلون سيرة ومناقب هذا الصحابي الجليل كل ذلك إعتمادا على صورة قائمة علقت في الذهن أو فريه استقرت في النفس لما صار مصدر تلقيهم وللأسف المسلسلات المسمات زورا وبهتانا بالدينية والدين أبعد ما يكون عنها.
    2- كثرة الواقعين فيه والمنتقصين له من بعض المبتدعة ومن سار سيرهم من الهمج الرعاع اتباع كل ناعق

    فضائله

    1- معاوية رضي الله عنه صحابي بإجماع أهل السنة والجماعة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيرالناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» قال عمران : فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا. رواه البخاري و مسلم
    2- قال صلى الله عليه وسلم : «اللهم عَلّم معاوية الكتابَ والحسابَ وقهِ العذابَ» رواه أحمد والطبراني في الكبير وصححه الألباني.
    3- عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية وقال : «اللهم اجعله هاديا مهديا وأهد به» حديث صحيح رواه أحمد و الترمذي.
    فهذا دعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعله هاديا في نفسه هداية لغيره رضي الله عنه ولاشك أن الله استجاب دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم. نعم تثلج صدور أهل الحق ، أما من في قلبه دخن على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتصيبه بالغم والنكد، نعوذ بالله من الخذلان ولاشك أن الحديث فيه فضيلة عظيمة لمعاوية رضي الله عنه.
    4- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، قال: فجاء فحطاني حطأة وقال: اذهب ادع لي معاوية ، قال: فجئت فقلت : هو يأكل، قال ثم قال لي: اذهب فادع لي معاوية فجئت فقلت : هو يأكل، فقال: لا أشبع الله بطنه» رواه مسلم
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم فأيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة» رواه مسلم
    ما أعظم صفاء قلوب أهل السنة لأصحاب نبيهم صلى الله عليه وسلم فهذا الإمام مسلم روى الحديثين في باب واحد، وكأنه جعل الحديث الأول مع الحديث الثاني فضيلة عظيمة لخال المؤمنين معاوية رضي الله عنه.
    5- عن أم حرام رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا (أي وجبت لهم الجنة) قالت أم حرام: قلت : يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جـيـش من أمـتي يغـزون مدينة قـيصر مغفور لهم، فـقلت: أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : لا» رواه البخاري.
    وهذه منقبة عظيمة لمعاوية رضي الله عنه بأنه أوجب له الجنة لأنه أول من غزا البحر بالإتفاق وذلك في خلافة عثمان رضي الله عنه، ومدينة قيصر هي القسطنطينية.

    من أقوال السلف

    1- قيل لابن عباس رضي الله عنهما: هل لك في أمر أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب، إنه فقيه. رواه البخاري
    2- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ما رأيت أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا - يعني معاوية. تاريخ دمشق 52/235 ، والذهبي في السير 3/135
    3- سئل عبدالله بن المبارك: عمر بن عبدالعزيز أفضل أم معاوية؟ فقال غبارُ دخل في أنف فرس معاوية حين قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من كذا عمر بن عبدالعزيز.
    4- عن يزيد الأصم قال: قال علي رضي الله عنه: قتلاي وقتلى معاوية في الجنة. سنده حسن للطبراني في الكبير 19/307
    5- قال الآجري: ومعاوية رحمه الله كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وحي الله عز وجل وهو القرآن بأمر الله عز وجل وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيه العذاب ودعا له أن يعلمه الله الكتاب ويمكن له في البلاد، وأن يجعله هاديا مهديا إلى أن قال: وهو ممن قال الله عزوجل { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } التحريم 8 ، فقد ضمن الله الكريم له أن لا يخزيه لأنه ممن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم.
    6- سئل أحمد بن حنبل : ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول أنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصبا ؟ قال أبو عبد الله : هذا قول سوء ردي ، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس . سنده صحيح السنة للخلال 659 .

    أحاديث رواها معاوية

    1- «من يرد به الله خيرا يفقهه في الدين» رواه البخاري
    2- «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة» رواه مسلم
    3- «هذا يوم عاشوراء ولم يفرض علينا صيامه فمن شاء منكم أن يصوم فليصم فإني صائم فصام الناس» حديث صحيح رواه أحمد
    4- «من سره أن يمثل له العباد قياما فليتبوأ بيتا في النار » حديث صحيح رواه أحمد
    وهذا يدل على مدى حرص معاوية على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه رضي الله عنه وخوفه من عذاب الله عز وجل
    5- عن معاوية رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه أو قال شفته يعني، الحسن بن علي رضي الله عنهما وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم » حديث صحيح رواه أحمد
    وهذا من عدل هذا الصحابي الجليل وغلبة الحق على قلبه ونفسه فهاهو يقول عمن كان ينافسه الخلافة ليبين أن من الدين والإيمان حب آل بيت النبوة، ومعاوية رضي الله عنه أول المحبين لهم رضي الله عنهم جميعا، فليمت الانئين لهؤلاء كمدا فدينهم لم تدنسه الدنيا
    فيا قوم لن تقوم لنا قائمة إذا رضينا بالحط على أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وسكتنا عن ذلك فهم نقلة الدين، وورثة سيد المرسلين والموقعين عن رب العالمين رضي الله عنهم أجمعين.

    الفتوحات في عهده

    1- حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية (القسطنطنية)
    2- فتوحات الشمال الافريقي (القيروان) ووصل إلى المحيط الأطلسي .
    3- فتوحات الجناح الشرقي للدولة الأموية (خراسان وسجستان وما وراء النهر والسند).
    4- غزو الروم ابتداءً من عام 42هـ حتى سنة 60هـ فيما يسمى بالشاتية والصائفة.
    5- فتح جزيرة رودس على يد جنادة بن أمية الأزوي سنة 31هـ.
    6- فتح جزر أخرى منها جزيرة أوراد سنة 32هـ وجزيرة جربة سنة 35هـ.
    7- ابتداء بناء القيروان سنة 36هـ بعد فتح إفريقية على يد عقبة بن نافع.
    8- إعادة فتح سجستان وخراسان على عبدالله بن عامر بن كريز.
    9- غزو بلاد الغور (أفغانستان) حالياً.
    10- فتح بلخ وقهستان وما وراء نهر جيحون.
    11- فتح مدينة ترمذ (التي نسب إليها الترمذي).

    ماقيل عن معاوية

    1- عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن الحسن والحسين رضي الله عنهما كانا يقبلان جوائز معاوية رضي الله عنه. وهذا دليل على تعظيم معاوية لأهل بيت النبوة وإكرامه إياهم وأن منافسته لهم الظاهرة كانت عن اجتهاد له فيها أجر إن شاء الله. الآجري في الشريعة 1963، اللالكائي 2782 .
    2- عن مغيرة قال: لما جاء قتل علي إلى معاوية رضي الله عنه جعل يبكي ويسترجع فقالتْ له امرأته: تبكي عليه وقد كنتَ تقاتله؟ فقال لها ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم. تاريخ دمشق 62/99
    3- عن جعفر بن برقان قال: قال معاوية: لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وصبره شهوته، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة الحلم . تاريخ دمشق 62/127
    4- عن صفوان بن عمرو أن عبد الملك مر بقبر معاوية فوقف عليه فترحم ، فقال له رجل من قريش قبر من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: قبر رجل كان والله ما علمته، ينطق عن علم، ويسكت عن حلم،إذا أعطى أغنى، وإذا حارب أفنى، ثم عجل له الدهر ما أخره لغيره ممن بعده، هذا قبر أبي عبد الرحمن معاوية يرحمه الله. انساب الأشراف 5/165
    5- عن جابر رضي الله عنه قال: كنا عند معاوية رضي الله عنه، فذكر عليـا فأحسن ذكره ثم قال: وكيف لا أقول هذا لهم؟ وهم خيار خلق الله وعنده عتره نبيه، أخيار أبناء أخيار. تاريخ دمشق 45/318

    لاتسبوا أصحابي

    1- عن أبي زرعة الرازي قال سمعت قبيصة بن عقبة يقول: حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم سنة. يعني من عقيدة أهل السنة
    2- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن مقام أحدهم خير من عمل أحدكم عمره كله
    3- قال ابن عباس رضي الله عنه: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله عزوجل أمرنا بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون
    4- قال مالك لما سُئل عمن يقدحون في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين
    5- قال البربهاري: واعلم أنه من تناول أحدا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه إنما أراد محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد آذاه في قبره.
    6- قال الإمام مالك: من شتم أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أوعثمان أومعاوية أو عمر بن العاص فإن قال كانوا على ضلال وكفر قتل وإن شتمهم بعد هذا عن مشاتمة الناس نكل نكالاً
    المصدر
    سلسلة العلامتين ابن باز والألباني للنصائح والتوجيهات
    http://www.3llamteen.com/index.php?option=com_content&task=view&id=503&Itemid=2
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وثناء السلف عليه

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.07.08 18:23

    رد: البداية والنهاية - الجزء الثامن

    وصحب معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب الوحي بين يديه مع الكتّاب، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في ‏(‏الصحيحين‏)‏ وغيرهما من السنن والمسانيد، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين‏.‏

    قال أبو بكر بن أبي الدنيا‏:‏ كان معاوية طويلاً، أبيض، جميلاً، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب‏.‏

    حدثني محمد بن يزيد الأزدي، ثنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد رب قال‏:‏ رأيت معاوية يصفر لحيته كأنها الذهب‏.‏

    وقال غيره‏:‏ كان أبيض طويلاً، أجلح أبيض الرأس واللحية، يخضبهما بالحناء والكتم‏.‏

    وقد أصابته لوقة في آخر عمره، فكان يستر وجهه ويقول‏:‏ رحم الله عبداً دعا لي بالعافية، فقد رميت في أحسني وما يبدو مني ولولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي‏.‏

    وكان حليماً وقوراً رئيساً سيداً في الناس، كريماً عادلاً شهماً‏.‏

    وقال المدائني عن صالح بن كيسان قال‏:‏ رأى بعض متفرسي العرب معاوية وهو صبي صغير، فقال‏:‏ إني لأظن هذا الغلام سيسود قومه‏.‏

    فقالت هند‏:‏ ثكلته إن كان لا يسود إلا قومه‏.‏

    وقال الشافعي‏:‏ قال أبو هريرة‏:‏ رأيت هنداً بمكة كأن وجهها فلقة قمر، وخلفها من عجيزتها مثل الرجل الجالس، ومعها صبي يلعب، فمر رجل فنظر إليه فقال‏:‏ إني لأرى غلاماً إن عاش ليسودن قومه‏.‏

    فقالت هند‏:‏ إن لم يسد إلا قومه فأماته الله، وهو معاوية بن أبي سفيان‏.‏

    وقال محمد بن سعد‏:‏ أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف قال‏:‏ نظر أبو سفيان يوماً إلى معاوية وهو غلام فقال لهند‏:‏ إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه‏.‏

    فقالت هند‏:‏ قومه فقط، ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة‏.‏

    وكانت هند تحمله وهو صغير وتقول‏:‏

    إنّ بني معرقٍ كريمٌ * محببٌ في أهله حليم

    ليس بفاحشٍ ولا لئيمٌ * ولا ضجورٌ ولا سؤوم

    صخر بني فهرٍ به زعيمٌ * لا يخلف الظن ولا يخيم

    قال‏:‏ فلما ولى عمر يزيد بن أبي سفيان ما ولاه من الشام، خرج إليه معاوية فقال أبو سفيان لهند‏:‏ كيف رأيت صار ابنك تابعاً لابني‏؟‏

    فقالت‏:‏ إن اضطربت خيل العرب فستعلم أين يقع ابنك مما يكون فيه ابني‏.‏

    فلما مات يزيد بن أبي سفيان سنة بضع عشرة، وجاء البريد إلى عمر بموته، رد عمر البريد إلى الشام بولاية معاوية مكان أخيه يزيد، ثم عزّى أبا سفيان في ابنه يزيد‏.‏

    فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين من وليت مكانه‏؟‏

    قال‏:‏ أخوه معاوية‏.‏

    قال‏:‏ وصلت رحماً يا أمير المؤمنين‏.‏

    وقالت هند لمعاوية فيما كتبت به إليه‏:‏ والله يا بني إنه قل أن تلد حرة مثلك، وإن هذا الرجل قد استنهضك في هذا الأمر، فاعمل بطاعته فيما أحببت وكرهت‏.‏

    وقال له أبوه‏:‏ يا بني إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخرنا فرفعهم سبقهم وقدمهم عند الله وعند رسوله، وقصر بنا تأخيرنا فصاروا قادة وسادة، وصرنا أتباعاً، وقد ولوك جسيماً من أمورهم فلا تخالفهم، فإنك تجري إلى أمد فنافس فإن بلغته أورثته عقبك‏.‏

    فلم يزل معاوية نائباً على الشام في الدولة العمرية والعثمانية مدة خلافة عثمان‏.‏

    المصدر
    http://www.9ll9.com/vb/608495-131-post.html
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وثناء السلف عليه

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 14.03.10 12:07

    دفاعاً عَنْ سيدي سيد ملوك الدنيا فِي الإسلام " أمير المؤمنين ملك الإسـلام " كاتب الوحي وصاحب رَسُول اللهِ معاوية بْن أَبِي سُفْيَان

    لفت انتباهي حملة خرجت عَلَى خاصة من حوالي أسبوع فليس الأمر وليد الصدفة حَيْثُ دخل أحدهم معي فِي حوار فِي مسألة معاوية صاحب رَسُول اللهِ وسألني وقال أيها الشيخ الأزهري الطيب مَا حكم من لعن وسب معاوية عَلَى المنابر فقلت وما علة السؤال فَقَالَ لأنك تنكر عَلَى من يلعن معاوية فقلت لَهُ نعم فمعاوية عندي هُوَ سيد ملوك الدنيا وَهُوَ صاحب رَسُول اللهِ وكاتب الوحي فَقَالَ لي ولكن أمر بلعن علي عَلَى المنبر ففهمت أَن هناك حملة مشوهة يقودها بعض الجهال ممن تأثر بمخازي الروافض " عليهم من الله مَا يستحقون " ولا أظن الأمر أنتهي عِنْدَ هَذَا الحد فالدليل مَا أرى الآن وأقول أَن اعتقاد أهل السنة فِي الصحابة أنهم كلهم عدول ولا يجوز الخوض فيهم فقد قَالَ صاحب الطحاوية وَهِيَ العقيدة المعتبرة لدينا نحن أهل السنة : "ونحب أصحاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا نفرط فِي حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم, ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم, ولا نذكرهم إلا بخير, وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان".

    فهل بعد هَذَا القول لأحد ممن يدعي الانتساب لأهل السنة من قول لا أظن ذَلِكَ ولن يحدث
    إلا من مكابر معاند من أهل الهوى ولذلك فقد جمعت بعض الآثار التي تؤكد فضل معاوية كي نسكت كل من يعوي عَلَى أحد أصحاب رَسُول اللهِ بالباطل .

    قَالَ البغوي فِي شرح السنة (1/229): (( قَالَ مالك: من يبغض أحدا من أصحاب رَسُول اللهِ ( وكان فِي قلبه عَلَيْهِ غل فليس لَهُ حق فِي فيء المسلمين، ثُمَّ قرأ قوله سبحانه وتعالى:{مَا أفاء الله عَلَى رسوله من أهل القرى} إِلَى قوله: {والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الَّذِينَ سبقونا بالإيمان} الآية، وذكر بَيْنَ يديه رجل ينتقص أصحاب رَسُول اللهِ ( فقرأ مالك هَذِهِ الآيَةَ {مُحَمَّد رَسُول اللهِ والذين مَعَهُ أشداء عَلَى الكفار} إِلَى قوله: {ليغيظ بهم الكفار}، ثُمَّ قَالَ: من أصبح من الناس فِي قلبه غل عَلَى أحد من أصحاب النَّبِيّ ( فقد أصابته هَذِهِ الآيَةَ )).

    قَالَ الحافظ ابن حجر العسقلاني (852هـ) رحمه الله فِي كتابه فتح الباري (13/34): (( واتّفق أهلُ السنة عَلَى وجوب منع الطعن عَلَى أحد من الصحابة بسبب مَا وقع لهم من حروبٍ وَلَو عُرف المحقُّ منهم؛ لأنَّهم لَمْ يقاتلوا فِي تلك الحروب إلاَّ عَنْ اجتهادٍ وقد عفا الله تَعَالَى عَنْ المخطئ فِي الاجتهاد بل ثَبَتَ أَنَّهُ يؤجر أجراً واحداً وأنَّ المصيبَ يؤجر أجرين )).

    و نقل الحافظ فِي الفتح (4/365) عَنْ الإمام أبُو المظفَّر السمعاني (489هـ) رحمه الله أَنَّهُ قَالَ: (( التعرُّضُ إِلَى جانب الصحابة علامةٌ عَلَى خذلان فاعله، بل هُوَ بدعةٌ وضلالةٌ )).


    أخرج الآجري بسنده إِلَى الجراح الموصلي قَالَ : سَمِعْتُ رجلاً يسأل المعافى بْن عُمَرَان فَقَالَ : يَا أبا مَسْعُود ؛ أَيْنَ عمر بْن عَبْد الْعَزِيز من معاوية بْن أَبِي سُفْيَان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً و قَالَ : لا يقاس بأصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد ، معاوية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كاتبه و صاحبه و صهره و أمينه عَلَى وحيه عَزَّ وَجَلَّ . كتاب الشريعة للآجري ( 5/2466-2467)

    وسئل المعافى بْن عُمَرَان ، معاوية أفضل أَوْ عمر بْن عَبْد الْعَزِيز ؟ فَقَالَ : كَانَ معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بْن عَبْد الْعَزِيز . السنة للخلال ( 2/ 435 ) .

    وعن الأَعْمَش أَنَّهُ ذكر عِنْدَهُ عمر بْن عَبْد الْعَزِيز وعدله ، فَقَالَ : فكيف لو أدركتم معاوية ؟ قَالُوا : يَا أبا مُحَمَّد يعني فِي حلمه ؟ قَالَ : لا وَاللهِ بل فِي عدله . السنة للخلال ( 1 / 437 ) .

    وعن الزُّهْرِيّ قَالَ : عمل معاوية بسيرة عمر بْن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً . السنة للخلال ( 1 /444 ) وقال المحقق إسناده صحيح .

    وعن عمر بْن عَبْد الْعَزِيز ، قَالَ : " رأيت رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وأبُو بَكْرٍ وعمر جالسان عِنْدَهُ , فسلمت عَلَيْهِ وجلست فبينا أنا جالس إذ أتي بعلي ، ومعاوية فأدخلا بيتا وأجيف عليهما الْبَاب , وأنا أنظر إليهما , فما كَانَ بأسرع أَن خرج علي وَهُوَ يَقُولُ قضي لي ورب الكعبة , وما كَانَ بأسرع أَن خرج معاوية عَلَى إثره وَهُوَ يَقُولُ غفر لي ورب الكعبة " المنامات لابْن أبِي الدُّنْيَا ص 126

    اقتباس:

    - أمر معاوية بْن أَبِي سُفْيَان سعدا فَقَالَ : مَا منعك أَن تسب أبا التراب ؟ فَقَالَ : أما ذكرت ثلاثا قالهن لَهُ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلن أسبه . لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم . سمعت رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ ، خلفه فِي بعض مغازيه ، فَقَالَ لَهُ علي : يَا رَسُول اللهِ ! خلفتني مَعَ النساء والصبيان ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أما ترضى أَن تكون مني بمنزلة هارون من مُوسَى . إلا أَنَّهُ لا نبوة بعدي " . وسمعته يَقُولُ يوم خيبر " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " قَالَ فتطاولنا لها فَقَالَ " ادعوا لي عليا " فأتى بِهِ أرمد . فبصق فِي عينه ودفع الراية إليه . ففتح الله عَلَيْهِ . ولما نزلت هَذِهِ الآيَةَ : فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم [ 3 / آل عمران / 61 ] دعا رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فَقَالَ " اللهم ! هَؤُلاءِ أهلي " .
    قلت ( محمود بْن سالم ) : الْحَدِيث الذي أورده المشككين ليس فيه حجية عَلَى أَن معاوية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أمر بسب عَلَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بل كل مَا هنالك أَن معاوية سأل سعد لماذا لَمْ يفعل ذَلِكَ " أي اللعن " كحال غيره ممن فعل وَهَذَا لا يعطي دلالة عَلَى أَن الكل فعل بل أَن هناك من فعل ، فربما من فعل ذَلِكَ فعله تملقاً للتقرب من معاوية بعد أَن تمكن من الأمر وليس الأمر بغريب فقد َكَانَتْ تَلِكَ سنه عِنْدَ الكثير ممن يحيط بالملوك .
    ولذلك نجد الأمر المؤكد عَلَى ذَلِكَ أَن معاوية براء من التهمة التي ألصقها بِهِ بعض الجهال أَوْ أصحاب الهوى فلو كَانَ الأمر كَمَا فهم أصحاب الهوى أَن معاوية أمر وخالف سعد لأمر بحبسه عقاباً لَهُ عَلَى رفض أوامره فسعد ليس أفضل من علي عِنْدَ الناس قطعاً .. فما الذي يمنع معاوية إِذَا من التنكيل بِهِ ؟

    هناك من الناس من يسعى للفتنة ويحاول إثارة الشكوك فِي صفوف بعض عوام أهل السنة ولكن نحمد الله عَلَى أَن هناك علماء عاملين قائمين عَلَى أمر دين لليوم وإلي قيام الساعة وسيخذل الله كل من يكيد للإسلام وَلَو فِي الخفاء وسيرده عَلَى عاقبيه خاسر الأمرين الدنيا والآخرة ... اللهم عليك بكل من يكيد لنا فِي أمرنا وَفِي حياتنا بالشر اللهم آمين يَا رب العالمين .

    وقد أثنى عَلَيْهِ " أي عَلَى معاوية " قبيصة بْن جابر الأسدي بقوله : ألا أخبركم من صحبت ؟ صحبت عمر بْن الخطاب فما رأيت رجلاً أفقه فقهاً ولا أحسن مدارسة مِنْهُ ، ثُمَّ صحبت طلحة بْن عُبَيْد الله ، فما رأيت رجلاً أعطى للجزيل من غَيْر مسألة مِنْهُ ؛ ثُمَّ صحبت معاوية فما رأيت رجلاً أحب رفيقاً ، ولا أشبه سريرة بعلانية مِنْهُ .. انظر تاريخ الطبري ( 5/ 337 ) وأورد هَذَا الخبر الْبُخَارِيّ فِي التاريخ الكير ( 7 / 175 ) .

    وقال أَيْضَاً : مَا رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية . البداية والنهاية ( 8 / 138 ) .

    و كذلك أخرج الآجري بسنده إِلَى أبُو أسامة (1) ، قيل لَهُ : أيهما أفضل معاوية أَوْ عمر بْن عَبْد الْعَزِيز ؟ فَقَالَ : أصحاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقاس بهم أحد . كتاب الشريعة (5/2465-2466) بسند صحيح ، و كذلك أخرج نَحْوهُ الخلال فِي السنة ، برقم (666) .

    قلت ( محمود بْن سالم ) : (1) هُوَ حماد بْن أسامة بْن زيد القرشي مولاهم ، أبُو أسامة الكوفي ، مولى بنى هاشم ( قاله الْبُخَارِيّ ) و قيل مولى زيد بْن عَلَى من الطبقة التاسعة من صغار أتباع التابعين توفي سنة 201 هـ بـ الكوفة وقد روى لَهُ كل من الْبُخَارِيّ - مُسْلِم - أبُو داود - التِّرْمِذِيّ - النسائي - ابن ماجه ، و قَالَ فيه الحافظ : ثقة ثَبَتَ ربما دلس ، و كَانَ بأخرة يحدث من كتب غيره وقال الذهبي : الحافظ ، حجة عالم أخباري


    وروى الخلال فِي السنة بسند صحيح ( 660 ) أَخْبَرَنَا أبُو بَكْرٍ المروذي قَالَ : قلت لأبي عَبْد اللهِ أيهما أفضل : معاوية أَوْ عمر بْن عَبْد الْعَزِيز ؟ فَقَالَ : معاوية أفضل ، لسنا نقيس بأصحاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحداً ، قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خير الناس قرني الذي بعثت فيهم .

    قلت ( محمود بْن سالم ) : ولا أدري من هَذَا الأحمق الذي يخوض فِي بحر لا ساحل لَهُ ألا وَهُوَ الصحابة وينازع فِي أمر معاوية فهل يري أَنَّهُ أفضل من معاوية مثلاً .. سبحانَّ اللهَ فِي أمر هَؤُلاءِ

    أحببت أَن تكون هذه رسالة خفيفة لا بالطويلة فيمل منها القارئ فِي الدفاع عَنْ سيدي سيد ملوك الدنيا معاوية بْن أَبِي سُفْيَان ولا بالقصيرة المخلة بالمراد راجياً الله أَن تنال القبول لدي من يشكك فِي معاوية أَوْ دخل فِي قلبه شيء من ناحية معاوية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

    __________________

    كُلُ ما تَرتقي إليهِ بوهمٍ ... من جلالٍ وقدرةٍ وسناءِ
    فالذي أبدعَ البريةَ أعلى ... منهُ سبحانَ مُبدعَ الأشياءِ


    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.11emam.com/vb/showthread.php?t=7852

      الوقت/التاريخ الآن هو 21.09.24 13:34